إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من هو الامام الاعظم صدر المتألهين الملا صدرا ؟؟؟!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هو الامام الاعظم صدر المتألهين الملا صدرا ؟؟؟!!

    محمد بن إبراهيم الشيرازي الملقب بصدر المتألهين والمعروف بالملا صدرا، هو أحد أشهر علماء الشيعة الإمامية وفلاسفتها، توفي عام 1050 هجري، وربما نستطيع أن نعطي وصفاً موجزاً لهذه الشخصية الكبيرة بذكرنا لكلمات الشيخ محمد رضا المظفر فيه، والتي كتبها في مقدمة كتاب الأسفار للملا صدرا، والتي نقلها السيد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة، حيث وصفه بالآتي:

    ((هو من عظماء الفلاسفة الآلهيين الذين لا يجود بهم الزمن إلا في فترات متباعدة من القرون وهو المدرس الأول لمدرسة الفلسفة الآلهية في القرون الثلاثة الأخيرة في البلاد الاسلامية الامامية، والوارث الأخير للفلسفة اليونانية والاسلامية، والشارح لهما والكاشف عن أسرارهما ولا تزال الدراسة عندنا تعتمد على كتبه، لاسيما الأسفار الذي هو القمة في كتب الفلسفة قديمها وحديثها، والأم لجميع مؤلفاته هو)) راجع كتاب أعيان الشيعة ج 9 ص 322

    وقد يعرف الكثير من عامة الناس اسم الملا صدرا، فهذا الاسم ليس غريباً على مسامعهم، لأن الكثير من رجال الدين والخطباء كثيراً ما يستشهدون به وببعض آرائه ومقولاته، ولكن ما لا يعرفه أكثرهم عنه أنه على علمه وفضله، كان متهماً من قبل بعض العلماء بالانحراف والضلال (والكفر)، لدرجة أنه طرد من بلدته أو تركها هو - هناك اختلاف بين المصادر- بسبب العلاقة المتشنجة بينه وبين أهل زمانه، واستمر اتهامه بالانحراف لدى البعض حتى بعد وفاته.

    وفي ذلك يقول السيد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة: ((كثر التشنيع على هذا الرجل بعد وفاته عند رجال الدين حتى كان اسمه ومؤلفاته مثار السخط والاشمئزاز. ويكفي أن نعرف أن الشيخ أحمد الأحسائي المتوفى سنة 1243 كفره الناس لميله إلى بعض آراء المترجم. ومن المفارقات العجيبة في تلك العصور أن الأحسائي نفسه كان يقول بكفر صاحبنا ويشنع عليه. وبلية الأحسائي كلها أنه قرأ كتبه من دون حضور أستاذ فلم يفهمها كما يجب ، وكان ذكيا معتدا بنفسه ، فأصيب بداء الغرور فاشتط من جهته في تأثره بها عقيدة ، واشتط من جهة أخرى في بحث آرائه ناقداً . وفي كلتا الجهتين كان متورطاً)).

    ثم أردف قائلاً: ((بل صاحبنا قد لاقى من العنت في زمانه ما دفعه إلى اعلان تذمره من اهله والسخط عليهم في عدة تصريحات ثائرة عنيفة في أكثر كتبه، لاسيما في مقدماتها. بل الجاه ذلك إلى أن يهرب بنفسه فينزوي في بعض النواحي البعيدة)) راجع كتاب أعيان الشيعة ص326

    ويضف السيد محسن الأمين قائلاً: ((ومن امض التشنيعات عليه في نظري أن يقال: في صدد الثناء على ولده ميرزا إبراهيم: "وهو في الحقيقة مصداق يخرج الحي من الميت" (كما قال صاحب كتاب الروضات) وعلل ذلك بأنه" كان على ضد طريقة والده في التصوف والحكمة")). أعيان الشيعة ج9ص326 نقلاً عن كتاب الروضات ص 331

    كما ذكره السيد علي البروجردي في كتابه طرائف المقال بقوله: ((محمد بن إبراهيم صدر الدين المعروف بـ "ملا صدرا" كان حكيما فلسفيا صوفيا بحتا، توفى بالبصرة وهو متوجه إلى الحج في سنة خمسين بعد الألف، وله كتب منها الاسفار الأربعة والعرشية وغيرها، وابنه أماته وأحيى مذهب الحق)). طرائف المقال ص80 للسيد علي البروجردي

    ولكننا نرى الكثير من علمائنا المعاصرين يحترمون الملا صدرا، ويكثرون من مناقشة آراءه، والبعض يقبل بكلامهم هذا ولا يستنكر عليه، بيد أنه أيضاً لا يخطأ العلماء الذين كفروه وقالوا بمروقه عن الدين، وذلك بحجة أنهم علماء ولا ينبغي معارضتهم، ولا أدري كيف يمكن الجمع بين هذا وذا، (صحة آراء العلماء الذين كفروه، وبين صحة آراء العلماء الذي يقدرونه ويحترمونه في زماننا هذا)، فهل يا ترى كان الملا صدرا كافراً ومارقاً عن الدين في حياته، ولكن هداه الله واستقام بعد وفاته ؟ !!


    أسباب اتهام الملا صدرا بالانحراف والكفر:


    هناك عدة أسباب جعلت (الملا صدرا) رحمه الله منحرفاً في أنظار البعض، يمكننا تلخيصها في الآتي:
    اتهامه بمقولة وحدة الوجود:

    يقول السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة حول هذا الموضوع: ((إن الرأي المعروف بوحدة الوجود على اجماله يعتبر من سمات المتصوفين التي تدفعهم إلى دعوى الشطحات والمواجدة وعلم المغيبات وما إليها، ويعد من أكبر الوصمات فيهم الملازمة لطعنهم بالكفر والزندقة وهو يساوق عند الناس مقالة الحلول والتناسخ. وهذه الكلمات وحدها مدعاة لإثارة الشعور بكراهية القائل بها، وللاستنكار لأقواله والتسرع بنسبته إلى الكفر، وأن لم تتحدد معانيها ومفاهيمها بالضبط، ولم تعرف العامة السر في التكفير بها)). راجع أعيان الشيعة ج9 ص 326

    وبعد هذه الكلمات يقول السيد الأمين: ((وعلى كل حال فقد اقترنت مقالة وحدة الوجود بإطار من صفة المروق من الدين والكفر والزندقة، مع أن لها كما سيأتي عدة معان ربما لا يكون لأحدهما تلك اللوازم الباطلة ولا غيرها . (...) ولذلك كان يتحاشى المترجم التعبير بعبارة وحدة الوجود تعبيرا صريحا واضحا اما تلامذة مدرسته فقد بالغوا في تصويره القول بالوحدة على الوجه الذي لا يلزم منه تلك اللوازم الباطلة ولا غيرها وأنه ليس المراد من الوحدة الاتحاد الذي يفهم من ظاهر الكلمة وعندهم أن هذا المعنى لا يفهمه الا الأوحدي من الأذكياء والفضلاء . وإذا انطلى على العامة وأشبه العامة لفظ وحدة الوجود فذلك شان من لا يفهم الاسرار الفلسفية ، فيشنع على قائلها)) راجع كتاب أعيان الشيعة ج 9 ص 327

    وبعد أن ناقش السيد الأمين قضية اتهام الملا صدرا بالقول بوحدة الوجود، قال نافياً ذلك عنه بقوله: ((وفي الحقيقة ليس هذا قولا بوحدة الوجود، ولا ينبغي التعبير عنه بوحدة الوجود، كما لم يعبر هو. وانما هو قول بالتوحيد الخاص أو الأخصي ولسنا أعداء لكلمة التوحيد. بل أعدا الاتحاد)) .

    ثم يضيف موضحاً ذلك بمقولة للملا صدرا في كتاب المشاعر ص 83: ((إياك أن تزل قدمك من استماع هذه العبارات وتتوهم أن نسبة الممكنات اليه تعالى بالحلول أو الاتحاد ونحوهما، هيهات! أن هذه تقتضي الاثنينية في أصل الوجود)).

    وبعد ذلك يقول السيد الأمين: ((وإذا سلم صاحبنا من هذه المؤاخذة -يعني القول بوحدة الوجود- فكل مؤاخذة أخرى يهون امرها، وليس الانسان معصوما من الخطأ)). راجع أعيان الشيعة ج9 ص 328.

    ولمن يريد معرفة المزيد من التفاصيل أو لتوضيح أكثر عن المقصود بمقولة ((وحدة الوجود))، فبإمكانه مراجعة كتاب أعيان الشيعة ج 9 ص 327 وما بعدها وكتاب الطهارة للسيد الخوئي رحمه الله ج2 ص 81 وغيرها من الكتب والمصادر الأخرى التي تطرقت لهذا الموضوع.
    رأيه في ابن عربي:

    محيي الدين ابن العربي هو أحد كبار علماء الصوفية، إذ أنه ليس من علماء الشيعة الإمامية، وقد اختلف العلماء حوله، ويمكننا أخذ تصور عام حوله، بعد استعراض ما قاله الذهبي عنه في كتابه ميزان الإعتدال، حيث قال عن ابن العربي ما يلي:

    ((صنف التصانيف في تصوف الفلاسفة وأهل الوحدة، فقال أشياء منكرة عدها طائفة من العلماء مروقاً وزندقة، وعدها طائفة من العلماء من إشارات العارفين ورموز السالكين، وعدها طائفة من متشابه القول، وأن ظاهرها كفر وضلال وباطنها حق وعرفان، وانه صحيح في نفسه كبير القدر. وآخرون يقولون: قد قال هذا الباطل والضلال، فمن الذي قال إنه مات عليه، فالظاهر عندهم من حاله أنه رجع وأناب إلى الله، فإنه كان عالماً بالآثار والسنن، قوي المشاركة في العلوم. وقولي أنا فيه: أنه يجوز أن يكون من أولياء الله الذي اجتذبهم الحق إلى جنابه عند الموت وختم له بالحسنى، فأما كلامه فمن فهمه وعرفه على قواعد الاتحادية وعلم محط القوم، وجمع بين أطراف عباراتهم تبين له الحق في خلاف قولهم)). راجع كتاب ميزان الاعتدال للذهبي ج 3 ص 453

    ويقول السيد الأمين في وصف علاقة الملا صدر بـ ابن العربي ما يلي: ((يكثر من النقل عن محيي الدين بن عربي المتوفى سنة 638 في جميع كتبه ولا يذكره الا بالتقديس والتعظيم، كالتعبير عنه بالحكيم العارف والشيخ الجليل المحقق ونحو ذلك. بل في بعض المواضع ما يشعر بان قوله عنده من النصوص الدينية التي يجب التصديق بها ولا يحتمل فيها الخطأ)).

    ويضيف قائلاً: ((هذا رأيه فيه، بينما أن ابن عربي هذا اسماه بعض الفقهاء بمميت الدين أو ماحي الدين بل قيل: أن كل من يرى في ابن عربي حسن اعتقاد ويعتقد بآرائه فان الفقهاء لا بد أن يعدوه كافرا ولئن دافع عنه القاضي السيد نور الدين التستري في مجالس المؤمنين وأول كثرا من كلماته، فإن صاحب الروضات ص 705 لم يرضه ذلك، وقال : لو كان الامر كذلك لما بقي على وجه الأرض كافر ولا هالك)). راجع كتاب أعيان الشيعة ج9 ص 328
    موقفه من العلماء (والفقهاء):

    وحول هذه النقطة يقول السيد الأمين: ((من الأمور التي سجلت على المترجم تحامله على الفقهاء وتوهينه لهم، بل على كل من اشتغل في العلوم، عدا من لهم رسوخ في الحكمة العرفانية)). راجع أعيان الشيعة ج9 ص 329.

    ولأخذ تصور عن موقف الملا صدرا من الفقهاء، سوف نعتمد على ما جاء في كتاب التشيع والتحول في العصر الصفوي للدكتور كولن تيرنر، حيث أن الدكتور تناول في كتابه هذا، آراء الملا صدر في هذا الشأن نقلاً عن كتبه، منها قوله، أي الدكتور تيرنر: يعتبر صدرا معرفة النفس جزءاً من علم التوحيد، والذي يكتب عنه قائلاً:

    ((إن الناس في هذا العصر لا يعرفون شيئاً عن علم التوحيد أو العلم الإلهي، وفي حياتي كلها لم ألتق شخصاً عنده هذا العلم. وبالنسبة لمعرفة النفس، فإن العلماء مجردون منها تماماً، فضلاً عن العوام. وأكثرهم لا يؤمن إلا بأشياء من المحسوسات)) راجع كتاب التشيع والتحول في العصر الصفوي ص 232 .

    وكذلك ينقل المؤلف قول للملا صدرا يقول فيه: ((إن بعضا من الذين يبدو عليهم العلم لكنهم في الحقيقة أشرار فاسدون، وبعضا من المتكلمين الخالين من المنطق السليم والخارجين عن دائرة الاستقامة والنجاة، أولئك الذين يتبعون المتشرعة غير أنهم لا يعرفون شيئاً عن قانون العبودية لله، والذين ضلوا عن طريق الإيمان بـ المبدأ والمعاد، قد ربطوا حبل التقليد الأعمى حول أعناقهم وجعلوا ذم الدراويش شعاراً لهم)). راجع الكتاب السابق ص233

    وينقل كولن تيرنر في كتابه المذكور أيضاً قول للملا صدرا يقول فيه: إن العلم الحقيقي الذي يمكن المرء من فهم حقائق الإيمان هو علم المكاشفة، ثم يتوجه إليهم (أي الفقهاء) سائلاً:

    ((لماذا تنكرون هذا (أي المكاشفة)؟ لماذا تقولون إنه سهل أو غير ذي جدوى؟ ولماذا تولون أهمية عظيمة لعلوم يمكن إتقانها في ستة أشهر، وتدعون حائزي هذه العلوم ((علماء الدين))؟ إن كانت المعرفة الحقيقية هي تلك التي تملكونها، والتي لا يمكن تعلمها إلا عبر الأحاديث ومن الأساتذة، فلماذا حرم الله، في آيات عدة من القرآن، التقليد الأعمى للآخرين في مسائل الإيمان وفي أصول الدين؟)). راجع الكتاب السابق ص234

    وفقاً للملا صدراً-كما ينقل الدكتور تيرنر- فإن أكثر البرانيين -(المقصود بهم العلماء الذين ركزوا جهودهم الدراسية على العلوم النقلية كالفقه والحديث)- يعانون من أمراض النفس. إذا أقروا بهذه الأمراض واعترفوا بأن إيمانهم وعملهم باطلان، عندها فقط يمكن لهم أن يساعدوا أنفسهم. غير أنه من الصعب عليهم الإقرار بنقاط ضعفهم، ذاك أنهم "أمضوا زمناً يدرسون وينسخون تعاليم المعلمين القدامى ويحفظون كلماتهم ... وقد صاروا مفتونين بالمديح الذي تغدقه عليهم العامة، وبالإطراء الذي يكيله الحمقى لهم" . راجع الكتاب السابق ص 234

    وكذلك ينقل رأي للملا صدرا يقول فيه: ((كثيرون هم المتكلمون الذي يتجادلون في ذات الله وصفاته وأسمائه، ومع ذلك يصفونه بأسلوب يؤدي، فيما لو استُعملت الكلمات ذاتها لوصف سياف البلدة، إلى إلحاق العار به. من غير الممكن تسمية أكثر البرانيين بشراً، ناهيك عن تسميتهم رجال علم؛ ذاك أن الإيمان بالآخرة مشروط بمعرفة النفس، وبما أن معظم هؤلاء المسمين علماء محرومون من هذه المعرفة، فيمكن القول إن غالب العلماء الزائفين لا يفضلون الكفار إلا يسيراً)). راجع الكتاب السابق ص 235

    وفي هذا الشأن يتساءل السيد محسن الأمين قائلاً معلقاً على مقولة الملا صدرا في العلماء ((أكثرهم أشقى من الجهلاء)). ولا ندري هل أن تحامل بعضهم عليه في مبدأ أمره هو الذي دفعه إلى تعميم هذا النقد القاسي أو تحامله عليهم هو الذي دفعهم إلى نقده وتوهينه)).

    ثم يقول: ((وعلى كل حال، فهو لم يختص بنقد الفقهاء، بل تجاوز إلى نقد جميع الناس على اختلاف طبقاتهم وطرقهم، من الحكماء أصحاب البحث والمتكلمين إلى المتصوفين والأطباء وعلماء اللغة والمؤرخين. بل اعتبر جميع الناس هالكين، وإن الإيمان الحقيقي في غاية الندرة بل لا يوجد في كل عصر إلا واحد أو اثنان أسرار الآيات له ص7 بل عنده أكثر الاسلام ظاهرا أهل الكفر والشرك باطنا)) راجع أعيان الشيعة ج9 ص330

    وبعد ذلك يعلق السيد الأمين قائلاً: ((وهذا كله غلو مفرط في فلسفته، ولا لوم على الفقهاء ولا على غيرهم إذا كان عندهم موضع التهمة والتجريح وفي الحقيقة لم يقسوا عليه كما قسا هو عليهم)) راجع الكتاب السابق ج9 ص 330

    وأنا أتحفظ كثيراً على كلمة السيد الأمين هذه، إذ كيف يقول: ((لا لوم على الفقهاء في موقفهم منه))؟ وكيف يكونوا لم يقسوا عليه كما قسا عليهم كما عبر السيد، وهم اتهموه بالكفر والمروق عن الدين -كما ينقل السيد الأمين نفسه-، وهل هناك أشد قسوة من الاتهام بهذه التهمة؟! فبدلاً من القول بأنه لا لوم عليهم، كان من الأولى به على الأقل أن يقول بأن اللوم واقع عليه وعليهم.
    القول بأن لله جسم إلهي:

    قال السيد الخوئي رحمه الله في كتاب الطهارة ج2 ص77 - 78 في الشرح: ((ومنهم من يدعي أنه تعالى جسم ولكن لا كسائر الأجسام كما ورد أنه شيء لا كالأشياء فهو قديم غير محتاج. ومثل هذا الاعتقاد لا يستتبع الكفر والنجاسة أما استلزامه الكفر من أجل أنه انكار للضروري حيث إن عدم تجسمه من الضروري فهو يبتني على الخلاف المتقدم من أن انكار الضروري هل يستلزم الكفر مطلقا أو أنه إنما يوجب الكفر فيما إذا كان المنكر عالما بالحال بحيث كان انكاره مستلزما لتكذيب النبي- ص- هذا )).

    ثم يقول السيد رحمه الله: ((والعجب عن صدر المتألهين حيث ذهب إلى هذا القول في شرحه على الكافي وقال ما ملخصه: إنه لا مانع من التزام أنه سبحانه جسم إلهي فإن للجسم أقساما "فمنها" : جسم مادي وهو كالأجسام الخارجية المشتملة على المادة لا محالة. ومنها "منها" جسم مثالي وهو الصورة الحاصلة للانسان من الأجسام الخارجية وهي جسم لا مادة لها . و " منها" : جسم عقلي وهو الكلي المتحقق في الذهن وهو أيضاً مما لا مادة له بل وعدم اشتماله عليها أظهر من سابقه. و " منها" : جسم إلهي وهو فوق الأجسام بأقسامها وعدم حاجته إلى المادة أظهر من عدم الحاجة إليها في الجسم العقلي و "منها": غير ذلك من الأقسام ولقد صرح بأن المقسم لهذه الأقسام هو الجسم الذي له أبعاد ثلاثة من العمق والطول والعرض)).

    وبعدها يعلق السيد الخوئي قائلاً: ((وليت شعري أن ما فيه هذه الأبعاد وكان عمقه غير طوله وهما غير عرضه كيف لا يشتمل على مادة ولا يكون متركبا حتى يكون هو الواجب سبحانه ؟ ! نعم عرفت أن الالتزام بهذه العقيدة الباطلة غير مستتبع لشيء من الكفر والنجاسة كيف وأكثر المسلمين –لقصور باعهم- يعتقدون إن الله سبحانه جسم جالس على عرشه ومن ثمة يتوجهون نحوه توجه جسم إلى جسم مثله لا على نحو التوجه القلبي)) . راجع كتاب الطهارة للسيد الخوئي ج2 ص 78

    كما يتهمه بعضهم بأنه ذهب في عدة كتب من كتبه إلى القول بانقطاع العذاب عن أهله في الآخرة وإنكاره للخلود في النار، كما أُتهم أيضاً بأنه ذهب إلى المعاد الجسماني بما لا يلائم ظاهر الشريعة وغيرها من الاتهامات التي نسبت له (أي للملا صدرا).

    راجع الموقع: http://science-islam.net/article.php...le=596&lang=ar

    تعليق لا بد منه ..

    قد يتساءل البعض قائلاً: ما هي الفائدة المرجوة من وراء ذكر هذا الكلام؟ !

    ولهؤلاء أقول: بأن لهذا الكلام فائدة كبيرة، لأننا لم نستعرضه من أجل التسلية وإنما لأخذ العظة والعبرة (لقد كان في قصصهم عبرة لأولى الألباب)، فالملا صدرا كان في أعين بعض العلماء كافراً ومارقاً عن الدين، فهل هذا يعني صحة كلامهم فيه بحجة أنهم علماء ؟ !


    أقول هذا القول لأننا في هذا الزمان كثيراً ما نتسرع في أطلاق بعض النعوت (كالضال والمضل أو المشكك أو المنحرف) على بعض الذين نختلف معهم ونبرر ذلك أو نستدل لصحته بأقوال بعض العلماء، فهل يا ترى يعد هذا استدلالاً وتبريراً صحيحاً حتى مع حالة الملا صدرا؟ !! بمعنى هل بإمكاننا أن نقول ونجزم بكفره وبمروقه عن الدين، ونستدل بعد ذلك بأقوال بعض العلماء الذين كفروه؟ فهل هذا الأمر يُعد عملاً صحيحاً بحيث نكون معذورين لو قمنا به؟ !!

    لأن الحالة متشابهة بين الملا صدرا وغيره من العلماء والمفكرين المتهمين بالضلال والانحراف، وما أريد قوله هنا: أنه لا ينبغي لنا التسرع في نعت الآخرين بالكفر أو الضلال والانحراف حتى وإن قال بعض العلماء بذلك؟ لأن قول بعض العلماء مثلاً بأن هذا الشخص ضالٌ مُضل، لا يعني بالضرورة بأن كلامهم فيه صحيح ولا يحتمل الخطأ، لأنه ليس آية قرآنية معصومة، وإلا لكان بعض العلماء محقين في قولهم بأن الملا صدرا كافرٌ ومارقٌ عن الدين!

    ولكن من المفارقات العجيبة أن يكون الملا صدرا متهماً بالكفر أو الضلال والانحراف في زمانه، في حين أنه يحظى باحترام وتقدير كبير في زماننا هذا، فالكثير من العلماء يؤمن بالكثير من آراءه وفلسفته ويأخذ منها ويستشهد بها، وهذا لا يتعارض مع اختلافهم معه في بعض النواحي.

    وربما يرفض الكثيرين هذه الفكرة ولا يقبلون بها، لأن نفوسهم تأبى التسليم بها وإن لم يستطيعوا ردها -أقصد بالفكرة هنا القول بعدم الجزم بصحة رأي بعض العلماء فيمن يتهمونهم بالضلال والانحراف أو ما شابه- ولهؤلاء نسأل: هل نستطيع أن نسلم ونقول بأن الملا صدرا كان كافراً ومارقاً عن الدين لأن بعض علماء عصره وصفوه بذلك؟ !

    ويمكننا التخفيف من شدة هذه اللهجة قليلاً ونقول: هل نستطيع أن نقطع ونجزم بأن الملا صدرا ضالٌ ومُضل لأنه متهم بالقول بوحدة الوجود، ولأنه هاجم علماء عصره، ولقوله بأن الله جسم إلهي وغيرها من المقولات التي ذكرناها سابقاً؟ !! وهل يحق لنا بعد ذلك أن نغير لقب الملا صدرا ونطلق عليه صدر الكافرين أو صدر الضالين المُضلين بدلاً من صدر المتألهين ؟ !!

    يا ترى هل سيكون ذلك منا، أم أننا سنرفض هذا ولن نتفوه به، لأننا سوف نحسن الظن به حتى وإن كنا لا نقبل ببعض آراءه، لأن رفضنا توجيه هذا الاتهام له (الكفر والمروق عن الدين)، لا يعني بأي حال من الأحوال بأننا نقبل بجميع آراءه ونسلم بها، ونفس هذا الأمر ينطبق على غيره أيضاً.

    ولهذا نقول لبعض المتعصبين ضد بعض العلماء المتهمين بالضلال والانحراف في عصرنا هذا: لكم الحق في أن لا تقبلوا بجميع آراءهم ومقولاتهم، ولكم الحق في رفضها ومناقشتها، ولكن هذا لا يبرر لكم التشكيك في نواياهم وإيمانهم، ولا يبرر لكم أيضاً نعتهم ببعض الألفاظ المسيئة.

  • #2
    المشكلة عند البعض انه يعاند و يعاند على الحق عشقا لملا صدرا ...
    اللهم بحق محمد وال محمد احشر كل من احب بن عربي مع بن عربي في الدرك الاسفل من النار اميــــــــــــــــــــــــــن ...
    ملا صدرا صدر المتألهين محمد بن ابراهيم الشيرازي هو عبد من عبيد مميت الدين بن عربي وهذا حال كل اتباع ملا صدرا وكل من يتبع الحكمة المتعالية على القران والرسول وعترته
    يا اخوان بن عربي في جهنم يتعذب الان فلماذا تريدون الذهاب اليه ؟؟؟؟
    والله عجيب !!!
    لماذا تحبون نار جهنم ؟؟؟
    لماذا تحبون بن عربي؟؟؟

    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      اللهم صل على محمد وآل محمد
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      هذا هو أجمل ما في هذه المشاركة


      إن بعضا من الذين يبدو عليهم العلم لكنهم في الحقيقة أشرار فاسدون، وبعضا من المتكلمين الخالين من المنطق السليم والخارجين عن دائرة الاستقامة والنجاة، أولئك الذين يتبعون المتشرعة غير أنهم لا يعرفون شيئاً عن قانون العبودية لله، والذين ضلوا عن طريق الإيمان بـ المبدأ والمعاد، قد ربطوا حبل التقليد الأعمى حول أعناقهم وجعلوا ذم الدراويش شعاراً لهم

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      .

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة طالب التوحيد
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وآل محمد
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        هذا هو أجمل ما في هذه المشاركة

        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        ومن هؤلاء الاشرار الفاسدين الخالين من المنطق السليم والخارجين عن دائرة الاستقامة والنجاة ممن لا يعرفون قانون العبودية لله تعالى والذين ظلوا عن طريق الايمان صاحب القول التافه منتهجا نفس السبيل ممن انتهج الذم على طريقة التقليد الاعمى :

        المشاركة الأصلية بواسطة العارف المتأله
        المشكلة عند البعض انه يعاند و يعاند على الحق عشقا لملا صدرا ...
        اللهم بحق محمد وال محمد احشر كل من احب بن عربي مع بن عربي في الدرك الاسفل من النار اميــــــــــــــــــــــــــن ...
        ملا صدرا صدر المتألهين محمد بن ابراهيم الشيرازي هو عبد من عبيد مميت الدين بن عربي وهذا حال كل اتباع ملا صدرا وكل من يتبع الحكمة المتعالية على القران والرسول وعترته
        يا اخوان بن عربي في جهنم يتعذب الان فلماذا تريدون الذهاب اليه ؟؟؟؟
        والله عجيب !!!
        لماذا تحبون نار جهنم ؟؟؟
        لماذا تحبون بن عربي؟؟؟

        ولا يدري انه وأمثاله وقع في نفس المشكلة التي يدعيها ويعاند على الحق عشقا لمن يصرخ هنا وهناك أنه يعشقه!!!!!
        فصار من يريد الاخ جعلهم (عبيد) للعربي على مزاجه في النار! ولا ندري هل ورد أن صاحب الموضوع وغيره من امثاله (قسيم الجنة والنار)؟!!!

        على العموم لولا ان لبيان بعض الامور حقا لتركت الامر على ما عليه وما أزعجت نفسي على المشاركة في هذا الموضوع التافه كغيره!

        الموضوع الاصل منشور في موقع (شبكة فجر الثقافية) وكاتبه سلمان عبد الأعلى - 18 / 7 / 2010م - 9:43 ص
        http://www.fajrweb.net/?act=artc&id=7786

        واعيد نشره بعد دقائق على موقع (المطيرفي) 18/07/2010م - 10:22 ص
        http://www.moterfy.com/site/index.ph...rticle&id=5523

        وينبغي مراجعة التعليقات الواردة في كلا الموقعين للتعرف على بعض الامور!

        تعليق


        • #5
          الناس اعداء ما جهلوا

          تعليق


          • #6
            من هذا الذي يوزع جهنم هل دخلتها ورايت من فيها انه اسلوب وهابي فاحذر

            تعليق

            المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
            حفظ-تلقائي
            x

            رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

            صورة التسجيل تحديث الصورة

            اقرأ في منتديات يا حسين

            تقليص

            لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

            يعمل...
            X