إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

علي ابن ابي طالب بطل الإسلام((عليه السلام))

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علي ابن ابي طالب بطل الإسلام((عليه السلام))

    بطل الإسلام

    محمد الحلي
    كان هذا اليوم هو اليوم الاخير من الاسبوع، لقد اكملنا جميع الحصص الدرسية ولم تبقَ إلاّ حصة واحدة، وكانت فترة الاستراحة بين الدروس طويلة، راح اصدقائي الطلاب يلعبون مسرورين وكنت العب معهم في وسط ساحة المدرسة.

    كانت مدرستي رائعة الجمال، آه… كم أحبها، أحب ساحتها الخضراء المليئة بالاوراد والزهور أحب صفوفها المرتبة، كنت أحب ان لا تكون هناك عطلة في نهاية الاسبوع كي نأتي كل يوم الى المدرسة.

    وبينما نحن نمرح ونلعب واذا بجرس الدرس يدق، دخلنا الى قاعة الدرس وجلس كل واحدٍ منا في مكانه وبعد لحظات دخل الاستاذ محمود وكان استاذنا في التاريخ الاسلامي، فقمنا له احتراماً، تبسم لنا بابتسامته الجميلة وخاطبنا

    ـ اجلسوا يا احبائي.

    فجلسنا، ثم أخذ بيده كتاباً وفتحه، وبعد لحظات قال بصوت هادئ:

    يا احبائي الطلاب، من منكم يخبرني اين وصلنا في درسنا السابق؟

    فرفعنا جميعاً ايدينا، فاشار الاستاذ اليَّ وقال: نعم يا سعيد اين وصلنا يا بني؟

    ـ لقد اكملنا الكلام عن معركة أحد، ونبدأ اليوم بالكلام عن معركة الخندق.

    ـ احسنت يا سعيد، انتبهوا ايها الطلاب الاعزاء، كلامنا اليوم سيكون عن (معركة الخندق) وكلمة الخندق تعني الحفرة الكبيرة التي يحفرها اهل مدينة معينة حول مدينتهم لحمايتها من الاعداء او اللصوص، وسميت هذه المعركة بهذا الاسم لان النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ومعه المسلمون حفروا خندقاً حول المدينة المنورة عندما سمعوا ان اعداء الاسلام جاءوا بجيش كبير لقتال المسلمين و…

    هكذا أخذ استاذنا يتكلم عن تلك المعركة وكيف حفر المسلمون الخندق، ونحن نصغي اليه بكل هدوء، لقد كان درساً ممتعاً.

    استمر استاذنا في كلامه قائلاً:

    عندما وصل جيش اعداء الاسلام الكفار الى المدينة المنورة تفاجأوا كثيراً، وتعجبوا من ذلك الخندق ولم يستطيعوا الوصول الى المدينة المنورة، فبقي جيشهم واقفاً متحيراً، عند ذلك ـ ايها الطلاب الاعزاء ـ حاول رجال من جيش الاعداء ان يعبروا ذلك الخندق، وبالفعل عبر خمسة منهم الخندق وتوجهوا نحو جيش المسلمين يريدون القتال، هل تعلمون ـ ايها الاعزاء ـ من كان قائد هذه المجموعة التي عبرت الخندق؟

    كلا يا استاذ لا نعلم.

    ـ كان قائدهم رجل شجاع قوي الجسم يسمى عمرو بن عبد وَد العامري، وقف امام جيش المسلمين وصاح بصوت عالٍ في طلب القتال.

    عند ذلك دق الجرس معلناً انتهاء وقت الدرس،

    فخاطبنا استاذنا.

    ـ يا احبائي سنكمل درسنا في الاسبوع المقبل ان شاء الله.

    فقلنا كلنّا: اكمل لنا الحديث عن معركة الخندق يا استاذ، فنحن مستعدون للبقاء وان انتهى الوقت.

    ـ كلا يا احبائي فالكلام طويل ويحتاج إلى وقتٍ أوسع.

    عندها ودّعنا استاذنا وخرج من قاعة الدرس، وخرجنا بعده، وكنت في طريق العودة إلى البيت أفكر في كلام الاستاذ وكم تمنيت لو أكمل لنا حديثه.

    ولكن خطرت لي فكرة وانا في الطريق قلت في نفسي:

    لماذا لا اسأل أبي عن هذه المعركة، فأبي يعرف كل شيء عن التاريخ الإسلامي؟!

    وعند ذلك شعرت بالسعادة اذ انني ساستمع إلى بقية احداث هذه المعركة، فاسرعت في المشي كي أصل إلى البيت.

    دخلت البيت وسلمت على أبي وأمي، وتوجهت إلى غرفتي فغيرت ملابسي وتوضأت وأديت صلاة الظهر والعصر، وبعد ان فرغت من تناول طعام الغداء اسرعت إلى والدي لأسأله عن تفاصيل تلك المعركة، وقلت:

    يا ابي ان استاذنا في التاريخ حدثنا عن «معركة الخندق» لكن وقت الدرس لم يكن كافياً فوعدنا ان يكمل الحديث في الاسبوع المقبل، فهل لك يا أبي ان تكمل لي الحديث، فانا بشوق لسماع جميع ما جرى من احداث في هذه المعركة؟

    ـ واين وصل حديث استاذكم يا ولدي؟

    ـ قال لنا ان جماعة من جيش الاعداء الكافرين استطاعوا عبور الخندق، وان قائدهم عمرو طلب من المسلمين القتال.

    ـ نعم يا ولدي، انه طلب ان يخرج له مبارز من المسلمين ليقاتله، عندها التفت النبي الاعظم صلّى الله عليه وآله وسلم إلى المسلمين وطلب منهم ان يبرز له احدهم ويقاتله.

    ـ وهل خرج له أحد؟

    ـ يا بني، ان تلك المعركة كانت امتحاناً صعباً للمسلمين، فقد وصفهم الله تعالى في القرآن المجيد بقوله: (هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالاً شديداً).

    فقد اضطرب المسلمون لما رأوا الكفار قد جاءوا بجيش كبير وحاصروا المدينة وأحاطوا بها، ورأوا عمرو بن ود العامري الذي كان فارساً مشهوراً بقوته وشجاعته، لذلك لم يقم أحد لقتاله غير امير المؤمنين علي بن ابي طالب فقد قام وقال لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم «أنا له يا نبي الله»

    ـ وماذا جرى بعد ذلك يا أبي؟

    ـ عندها طلب النبي صلّى الله عليه وآله وسلم من الإمام علي ان يجلس، ثم اعاد النبي صلّى الله عليه وآله وسلم كلامه مع المسلمين وطلب ان يخرج رجل منهم لقتال هذا الكافر، فلم يتكلم احدٌ منهم عدا الإمام علي الذي قام مرة أخرى وكرر نفس قوله السابق فأجلسه النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، وهكذا فعل النبي مرة ثالثة وطلب من المسلمين نفس طلبه السابق فلم يستجب منهم أحد وسكتوا جميعاً الا الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام الذي قام وطلب من النبي أن يأذن له بالقتال.

    ـ ثم ماذا جرى؟

    ـ بعد ذلك، وافق النبي صلّى الله عليه وآله وسلم، فدعا الإمام علي عليه السلام وألبسه لباس الحرب واعطاه سيفه ودعا الله تعالى ان ينصره، وأمره بالقتال، فراح الإمام علي عليه السلام يهرول نحو عدوه.

    ـ ولكن يا أبي لِمَ خرج الإمام علي عليه السلام وهو يهرول؟

    ـ يا بني، ليس في تاريخ الاسلام بعد النبي الكريم رجل اشجع ولا اعلم ولا اكمل من علي بن ابي طالب ومن عظيم شجاعته انه لم يبال بعدوه وخرج مشتاقاً لقتاله لذلك كان يهرول.

    ـ ثم ماذا جرى بعد ذلك؟

    ـ بعد قتالٍ شديد تمكن الإمام علي بن ابي طالب من قتل ذلك الفارس الكافر، وحينها فرح المسلمون فرحاً عظيماً وانهزمت جيوش اعداء الاسلام وانتصر المسلمون.

    ـ يا أبي ما اعظم الإمام علي بن ابي طالب وما اشجعه؟!

    فهو حقاً بطل الاسلام.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X