بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفة النار وأهلها وعذابها
[LIST=1][*]اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صفة النار وأهلها وعذابها
صفة النار : النار هي دار الهوان ودار الانتقام من أهل الكفر والعصيان ، وقد وصفها القرآن الكريم بأنها كالسجن ، محيط بالكافرين ، حصير لهم ، ولها سرادق محيط بها ، وأنها مُؤصدة في عمدٍ ممدّدة ، وفيها ظلّ ذو ثلاث شعب ، لكنه غير ظليل ، ولا يقي من شدّة فورانها وتصاعد لظاها ، وأن وقودها الناس والحجارة ، وأوارها لا ينقطع ، فكلما خبت ازدادت سعيراً ، وتحرسها ملائكة غلاظ شداد موكّلون بالعذاب ، لا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون ، ولها سبعة أبواب ، لكلّ باب منهم جزء مقسوم (١).
[*]وعن أمير المؤمنين 7 : « أن جهنّم لها سبعة أبواب أطباق بعضها فوق بعض ... فأسفلها جهنّم ، وفوقها لظى ، وفوقها الحطمة ، وفوقها سقر ، وفوقها الجحيم ، وفوقها السعير ، وفوقها الهاوية ».
[*]وفي رواية : « أسفلها الهاوية ، وأعلاها جهنّم » (٢).
[*]وقال 7 في وصفها : « فاحذروا ناراً قعرها بعيد ، وحرّها شديد ،
[*]__________________
[*]١٥ / ٤٧ ـ ٤٨ ، سورة مريم : ١٩ / ٦٢ ، سورة فاطر : ٣٥ / ٣٤ ـ ٣٥ ، سورة يس : ٣٦ / ٥٥ ، سورة الزمر : ٣٩ / ٧٣ ، سورة الدخان : ٤٤ / ٥٦ ، سورة ٤٧ / ١٥ ، سورة الطور : ٥٢ / ١٨ ، سورة المجادلة : ٥٨ / ٢٢ ، النبأ : ٧٨ / ٣٥ ، سورة الغاشية : ٨٨ / ١١.
[*](١) راجع : سورة البقرة : ٢ / ٢٤ ، سورة التوبة : ٩ / ٤٩ ، سورة الحجر : ١٥ / ٤٣ ـ ٤٤ ، سورة الإسراء : ١٧ / ٨ و٩٧ ، سورة الكهف : ١٨ / ٢٩ ، سورة التحريم : ٦٦ / ٦ ، سورة المرسلات : ٧٧ / ٣٠ ـ ٣١ ، سورة الهمزة : ١٠٤ / ٨ ـ ٩.
[*](٢) مجمع البيان / الطبرسي ٦ : ٥١٩.
وعذابها جديد ، دار ليس فيها رحمة ، ولا تُسمع فيها دعوة ، ولا تُفرّج فيها كُربه » (١).
[*]وعذابها جديد ، دار ليس فيها رحمة ، ولا تُسمع فيها دعوة ، ولا تُفرّج فيها كُربه » (١).
أهل النار : ( أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى وَالْعَذَابَ بِالْمَغْفِرَةِ فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ ) (٢).
[*]جاء في الآيات الكريمة أنّ النار اُعدت للذين كفروا وصدّوا عن سبيل الله وماتوا وهم كفّار ، والمشركين الذين جعلوا مع الله إلهاً آخر ، والمنافقين ، والمتكبرين ، والظالمين ، والطاغين ، والمكذّبين الله سبحانه ورسله ، ومن يعصي الله ورسوله ، ويتولى عن طاعته ، ويتعدى حدوده ، ويستكبر عن عبادته ، ويصدّ عن سبيله ، ويعرض عن ذكره ، ولا يرجو لقاءه ، والمكذبين بيوم الدين ، والذين رضوا بالحياة الدنيا وزينتها واطمأنوا بها وآثروها على الآخرة ، ومن كسب سيئة وأحاطت به خطيئته ، ومن يرتدّ عن دينه ويموت كافراً ، والذين يأكلون أموال الناس بالباطل ، أو يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، ومن يقتل مؤمناً متعمداً ، والذين يكنزون الذهب والفضّة ولا ينفقونها في سبيل الله ، وأئمة الجور والضلال ، وتاركي الصلاة (٣).
[*]__________________
[*](١) نهج البلاغة / صبحي الصالح : ٣٨٤ ـ الكتاب (٢٧).
[*](٢) سورة البقرة : ٢ / ١٧٥.
[*](٣) راجع سورة البقرة : ٢ / ٨١ و ٨٦ و ١٦١ ـ ١٦٢ و ٢١٧ ، سورة النساء : ٤ / ١٠ و ١٤ و ٥٦ و ٩٣ و ١٤٥ ، سورة التوبة : ٩ / ٣٤ و ٦٣ ، سورة يونس : ١٠ / ٧ ـ ٨ و ٥٢ ، سورة هود : ١١ / ١٥ ـ ١٦ ، سورة النحل : ١٦ / ٨٥ ، سورة الكهف : ١٨ / ١٠٢ ـ ١٠٦ ، سورة طه : ٢٠ / ٧٤ و ١٢٤ ـ ١٢٧ ، سورة الفرقان : ٢٥ / ١١ ،
قال أمير المؤمنين 7 : « إني سمعت رسول الله 6 يقول : يُؤتى يوم القيامة بالامام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر ، فيُلقى في نار جهنم ، فيدور فيها كما تدور الرحى ، ثمّ يُربَط في قعرها » (١).
[*]قال أمير المؤمنين 7 : « إني سمعت رسول الله 6 يقول : يُؤتى يوم القيامة بالامام الجائر وليس معه نصير ولا عاذر ، فيُلقى في نار جهنم ، فيدور فيها كما تدور الرحى ، ثمّ يُربَط في قعرها » (١).
وعنه 7 وهو يعظ أصحابه : « تعاهدوا أمر الصلاة ، وحافظوا عليها ، واستكثروا منها ، وتقرّبوا بها ، فانها كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ، ألا تسمعون إلى جواب أهل النار حين سئلوا : ( ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ) (٢) ؟! ».
[*]الخالدون فيها : لا يخلد في النار إلاّ أهل الكفر والشرك ، وأمّا المذنبون من أهل التوحيد ، فإنهم يخرجون منها بالرحمة التي تدركهم والشفاعة التي تنالهم (٣).
[*]قال الامام موسى بن جعفر الكاظم 7 : « لا يخلد في النار إلاّ أهل الكفر والجحود ، وأهل الضلال والشرك » (٤).
[*]عذاب النار : يتعرّض أهل النار لأصنافٍ من العذاب الحسي والروحي ، وقد وصف الله تعالى عذابها بالمهين والغليظ والأليم والعظيم والشديد ، فحينما يُساق المجرمون إلى جهنّم زمراً وجماعات ، تتلقّاهم ملائكة العذاب :
[*]__________________
[*]سورة السجدة : ٣٢ / ١٢ ـ ١٤ ، سورة الزمر : ٣٩ / ٦٠ ، و ٧١ ـ ٧٢ ، سورة غافر : ٤٠ / ٦٠ و ٧٠ ـ ٧٢ ، سورة ق : ٥٠ / ٢٤ ـ ٢٦ ، سورة الجن : ٧٢ / ١٧ و ٢٣ ، سورة المدثر : ٧٤ / ٤١ ـ ٤٦ ، سورة النازعات : ٧٩ / ٣٧ ـ ٣٩.
[*](١) نهج البلاغة / صبحي الصالح : ٢٣٥ ـ الخطبة (١٦٤).
[*](٢) نهج البلاغة / صبحي الصالح : ٣١٦ ـ الخطبة (١٩٩) والآية من سورة المدّثر : ٧٤ / ٤٢.
[*](٣) الاعتقادات / الصدوق : ٧٧.
[*](٤) التوحيد / الصدوق : ٤٠٧ / ٦. جماعة المدرسين ـ قم.
أدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ، فبئس مثوى المتكبرين ، هذا والنار تنتظرهم من مكانٍ بعيد ، فإذا رأتهم تغيّظت وزفرت وزأرت كالأسد إذا رأى فريسته على بُعد.
[*]أدخلوا أبواب جهنم خالدين فيها ، فبئس مثوى المتكبرين ، هذا والنار تنتظرهم من مكانٍ بعيد ، فإذا رأتهم تغيّظت وزفرت وزأرت كالأسد إذا رأى فريسته على بُعد.
فتُفتح لهم الأبواب ، ويُدعّون فيها دعّاً مع الشياطين وما كانوا يعبدون من دون الله ، فيكونون حصب جنهم ووقود السعير ، وإذا اُلقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور ، فتكاد تميّز من الغيط ، وتتأجّج نارها ، ويتّقد أوارها ، ويتطاير شررها ، ويتعالى لهيبها ، وهم غرقى فيها ، طعامهم منها ، وشرابهم منها ، ولباسهم منها ، وهي مهادهم وسقفهم ، يلتحفون حممها ، ويفترشون لظاها ، ويتقلقلون بين أطباقها ، فيغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم ، في مقطّعات النيران وسرابيل القطران ، فتكوي جباههم ، وتلفح وجوههم وتتقلّب في النار ، فتسودّ وجوههم ، وينتزع الشَّوى من رؤوسهم.
[*]وهم خالدون في عذابٍ مقيم ، ويأتيهم الموت من كل مكان وما هم بميتين ، فلا يُقضى عليهم فيموتوا ، ولا يخفّف عنهم من عذابها ، ولا هم يُنْظَرون ، وكلّما نضجت جلودهم بُدّلت باُخرى ليتجدّد عذابهم ، وكلّما أرادوا أن يخرجوا منها من غمّ اُعيدوا فيها ، وقيل لهم : ذوقوا عذاب الحريق.
[*]هذا وهم مقرّنون بالأغلال والسلاسل في الأعناق ، مصفّدون في مكان ضيق ، ثم يُسحبون في الحميم على وجوههم ، ويُؤخَذون بالنواصي والأقدام ، ثمّ في النار يُسجرون ، وتهشّم جباههم بمقامع الحديد ، وينتظرهم عذاب السّموم وشجر الزقّوم والحميم الذي يُصبّ من فوق رؤوسهم ، فيصهر ما في بطونهم والجلود.
وإن استغاثوا من شدة العطش ، يُغاثوا بماءٍ صديدٍ يتجرعونه ولا يكادون يستسيغونه ، أو بماء الحميم فيقطّع أمعاءهم ، أو بماءٍ كالمهل يشوي الوجوه ويغلي في البطون كغلي الحميم ، فلا يذوقون برداً ولا شراباً إلاّ حميماً وغسّاقاً ، وهم مع ذلك يشربون منهما شُرب الهيم.
[*]وإن استغاثوا من شدة العطش ، يُغاثوا بماءٍ صديدٍ يتجرعونه ولا يكادون يستسيغونه ، أو بماء الحميم فيقطّع أمعاءهم ، أو بماءٍ كالمهل يشوي الوجوه ويغلي في البطون كغلي الحميم ، فلا يذوقون برداً ولا شراباً إلاّ حميماً وغسّاقاً ، وهم مع ذلك يشربون منهما شُرب الهيم.
وإن استطعموا من شدّة الجوع ، اُطعموا غذاءً ذا غصّة من الغسلين والزّقوم ، وهي شجرة تخرج في أصل الجحيم ، طلعها كأنه رؤوس الشياطين ، وهم مع ذلك لآكلون منها ، فمالئون منها البطون ، فشاربون عليه من الحميم.
[*]ولهم من هول العذاب اصطراخ بين أطباقها ، وهي تغلي بهم غلي المراجل ، فيتعالى زفيرهم وبكاؤهم وعويلهم وتخاصمهم ، وهتافهم بالويل والثبور ، ولكن لا يُسمعون (١).
[*]__________________
[*](١) راجع : سورة البقرة : ٢ / ٩٠ و ١٠٤ و ١١٤ و ١٦٢ ، سورة النساء : ٤ / ٥٦ ، سورة الأنعام : ٦ / ٧٠ ، سورة الأعراف : ٧ / ٤١ ، سورة إبراهيم : ١٤ / ١٦ ـ ١٧ و ٤٩ ـ ٥٠ ، سورة الكهف : ١٨ / ٢٩ ، سورة طه : ٢٠ / ٧٤ ، سورة الأنبياء : ٢١ / ٩٨ ـ ١٠٠ ، سورة الحج : ٢٢ / ١٩ ـ ٢٢ ، سورة المؤمنون : ٢٣ / ١٠٤ ، سورة الفرقان : ٢٥ / ١٢ ـ ١٤ ، سورة العنكبوت : ٢٩ / ٥٤ ـ ٥٥ ، سورة الأحزاب : ٣٣ / ٦٤ ـ ٦٨ ، سورة فاطر : ٣٥ / ٣٦ ـ ٣٧ ، سورة الصافات : ٣٧ / ٦٢ ـ ٦٨ ، سورة ص : ٣٨ / ٥٥ ـ ٦٤ ، سورة الزمر : ٣٩ / ٧١ ، سورة غافر : ٤٠ / ٧٠ ـ ٧٦ ، سورة الدخان : ٤٤ / ٤٣ ـ ٥٠ ، سورة محمد : ٤٧ / ١٥ ، سورة الطور : ٥٢ / ١٣ ـ ١٦ ، سورة القمر : ٥٤ / ٤٧ ـ ٤٨ ، سورة الرحمن : ٥٥ / ٤١ ـ ٤٤ ، سورة الواقعة : ٥٦ / ٤١ ـ ٤٤ و ٥١ ـ ٥٦ ، سورة الملك : ٦٧ / ٥ ـ ١١ ، سورة الحاقة : ٦٩ / ٣١ ـ
وقال أمير المؤمنين 7 فيوصف عذابها : « أما أهل المعصية فأنزلهم شرّ دار ، وغلّ الأيدي إلى الأعناق ، وقرن النواصي بالأقدام ، وألبسهم سرابيل القطران ، ومقطّعات النيران ، في عذابٍ قد اشتدّ حرّه ، وبابٍ قد اُطبق على أهله ، في نارٍ لها كَلَبٌ ولَجَبٌ ، ولهبٌ ساطع ، وقصيف هائل ، لا يظعن مقيمها ، ولا يُفادى أسيرها ، ولا تُفصَم كبولها ، لا مُدّة للدار فتفنى ، ولا أجل للقوم فيُقضى » (١).
[*]وقال أمير المؤمنين 7 فيوصف عذابها : « أما أهل المعصية فأنزلهم شرّ دار ، وغلّ الأيدي إلى الأعناق ، وقرن النواصي بالأقدام ، وألبسهم سرابيل القطران ، ومقطّعات النيران ، في عذابٍ قد اشتدّ حرّه ، وبابٍ قد اُطبق على أهله ، في نارٍ لها كَلَبٌ ولَجَبٌ ، ولهبٌ ساطع ، وقصيف هائل ، لا يظعن مقيمها ، ولا يُفادى أسيرها ، ولا تُفصَم كبولها ، لا مُدّة للدار فتفنى ، ولا أجل للقوم فيُقضى » (١).
عذابها الروحي : وله صور عديدة يعرضها القرآن الكريم ، منها الشعور بالخسران والندامة والخزي والخوف والرهبة ، فينادي الظالمون بالحسرة ، حسرة فوت الجنة ونعيمها ، وفوت لقاء الله ورضوانه ، وينتابهم اليأس من الرحمة والمغفرة ، ويصيبهم الذلّ والصغار حين يعرضون على النار خاشعين من الذلّ ينظرون من طرف خفيّ (٢).
[*]__________________
[*]٣٧ ، سورة المزمل : ٧٣ / ١٢ ـ ١٣ ، سورة الدهر : ٧٦ / ٤ ، سورة المرسلات ٧٧ / ٣٠ ـ ٣٣ ، سورة النبأ : ٧٨ / ٢١ ـ ٠ ، سورة الليل : ٩٢ / ١٤ ـ ١٦ ، سورة الهمزة : ١٠٤ / ٤ ـ ٩.
[*](١) نهج البلاغة / صبحي الصالح : ١٦٢ ـ الخطبة (١٠٩)...
منقول
[/LIST]
تعليق