بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وال محمدروي ان الفضيل بن عياض كان في بداية امره من قطاع الطرق الذين لايتورعون عن ارتكاب اي كبيرة وكان اسمه بمفرده يثير الرعب في النفوس وفي احد الايام وقف على ضفة نهر ليسقي فرسه فذا به يقع بصره على فتاة في غاية الجمال فوقع في حبها وطلب من اتباعه اقتفاء اثرها ومعرفة مكانها حتى اذا عرفوه طرقوا الباب على اهلها وطلبوا منهم اعداد الفتاة لان صاحبهم فضيل يريدها وما ان بلغ الخبر اهلها حتى اصابهم الذعر وقرروا الفرار خوفا من فضيل واعوانه ودخل فضيل المدينة وقد هجرها اكثر اهلها خوفا من بطشه وهناك تناهى الى سمعه صوت قران من احدى الدور فانصت في الاية الكريمة :(ألمْ يَأن للّذينَ امنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله)
فاثرت هذه الاية في نفسه كثيرا وكانه سمعها لاول مرة محركة فطرته السليمة وقال لربه بنية صادقة:ياالهي لقد ان وقت الخشوع والخوف من سطوتك تاب فضيل الى ربه توبة خاصة مفارقا اصدقاء السوء ومن لحظته انتهج فضيل طريق الزهد حتى غدامن عرفاء وزهاد عصره كان فضيل دفتر يسجل فيه اسماء وعناوين الاشخاص في كل قافلة يسلبها ولما تاب قصد اصحاب الاموال التي سلبها فوجد اغلبهم واسترضاهم الا رجلا يهوديا كان فضيل قد سلبه مالا فابى ان يصفح عنه وقال اقسمت ان اخذ بدل مالي ذهبا ولكن ان اصريت سمحت لك ان تاخذ من مالي وذهبي الذي تحت فراشي وتقدمه لي بقصد اداء ماعليك من دين وحتى اكون قد بررت بقسمك مد فضيل تحت الفراش واخرج مقدارا من الذهب واعطاه لليهودي فقال من فوره لفضيل انطقني يااخي بالشهادتين لقد امنت باله محمد ولامعنى بعد للبقاء على الديانة اليهودية لاني قرات في التوراة ان احدى صفات اتباع الرسول اخر الزمان هي ان احدهم اذا اخلص لله في التوبة يبدل الله التراب في يده ذهبا واعلم ياهذا انه لم يكن تحت فراشي سوى التراب وانني اردت ان امتحنك ولما ابدل الله بقدرته التراب بيدك ذهبا تكشف لي حقيقتان الاولى هي انك تائب حقا ومن صميم قلبك والثانية ان الذين انبا عنه موسى في التوراة والذي اعتبره ناسخا لدينه هو الدين الذي انت عليه وبهذا اسلم اليهودي على يد فضيل وهذه احدى بركات التوبة النصوحة والعاقبة للمتقين والحمد لله رب العالمين.
تعليق