وكتب الخادم بن معين :
من موضوع كتبته سابقا ردا على بعض الكتاب :
أما عن استشهاد هذا الكاتب ببعض الآيات كقوله تعالى ( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسن رضي الله عنهم و رضوا عنه ) التوبة100
وحول ادعاؤه بأن الله سبحانه و تعالى قد رضي عنهم مطلقا
فنقول إن بطلان هذا الاستشهاد يأتي من عدة وجوه :
أولا : أن الآية الشريفة المشار إليها ليست مقيدة بزمن بدليل قوله تعالى ( و الذين اتبعوهم باحسن ) فمن أين جيرها لصالحهم عموما والحال أنها لا تختص بزمانهم فحسب .
ثانيا : إن من في قوله تعالى ( من المهاجرين والأنصار ) هي تفيد التبعيض وليس
البيان أي بعض المهاجرين والأنصار وليس جميعهم وبالتالي فإن الآية لست مطلقة
كما يتبين ما نذهب إليه جليا واضحا من قوله تعالى : ( محمد رسول الله والذين آمنوا
معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ... ) إلى أن يقول ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا
الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) . الفتح 29 فوعد الله هنا ليس مطلقا بل لمن آمنوا
وعملوا الصالحات منهم وليس جميعهم موعودين بالفلاح.
لكن هذا الزعم من الكاتب وغيره إنما هي أماني حتى يصبح ما هم عليه من العقائد
صحيحا ، إلا أن حكمة الباري لا تسير مع هذا الهوى أو ذاك ولا هذه الأمنية أو تلك
فهو سبحانه وتعالى القائل : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ). النساء 123 فانظر أصلحك الله إن عدم تقييد الحكم في هذه الآية والقاضي بمجازات كل من يعمل سوءا هو بالتالي تقييد لما جاء في الآية التي استشهد بها الكاتب واعتبرها مطلقة وكذلك جميع الآيات الدالة على الجزاء والمشتملة على
التهديد والوعيد.
وبعد عرفنا أن الآية ليست على إطلاقها وأنها مقيدة بالآيات الأخرى من هنا جاز لنا
اعتبار من في قوله تعالى ( من المهاجرين والأنصار ) بأنها بيانية وتعني جميع
من انطبقت عليهم شروط الصلاح والهداية وسلكوا النهج الصحيح.
ونعود الآن لنعرف بعض أقوال علماء التفسير من السنة حول قوله تعالى ( من يعمل
سوءا يجز به ).
يقول ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير ج2:
في هذا الجزاء قولان أحدهما أنه عام في كل من يعمل سوءا فإنه يجازى به وهو معنى قول أبي بن كعب وعائشة واختاره ابن جرير . انتهى كلامه
ويقول الثعالبي في تفسيره ج2 : قال جمهور الناس لفظ الآية عام فالكافر والمؤمن
مجازى فإما مجازات الكافر فالنار وإما مجازات المؤمن فبنكبات الدنيا فمن بقي له
سوأ إلى الآخرة فهو في المشيئة يغفر الله لمن يشاء ويجازي من يشاء. انتهى قوله
ثم نقول أليسوا هم المخاطبين في قوله تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ... ) . آل عمران 144 فراجع تفسير جامع البيان ج4 لابن جرير الطبري عمن هم المعاتبين في هذا الخطاب وعن معنى الانقلاب وتدبر حتى تعرف ممن حصل الانقلاب .
أخيرا نسأل من الله جلّ وعلى أن يثبتنا على دينه ومنهاج نبيه (صلى الله عليه و آله وسلم) القويم وأن يهدي كل من زاغ عن الحق وعلى بعض الأخوة أن الهداية ليست
جبرية وإنما هي بمشيئة الشخص أولا وبالسعي لها ومن ثم يأتي توفيق الله لذلك
قال تعالى ( ...والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ). البقرة 213
من موضوع كتبته سابقا ردا على بعض الكتاب :
أما عن استشهاد هذا الكاتب ببعض الآيات كقوله تعالى ( و السابقون الأولون من المهاجرين و الأنصار و الذين اتبعوهم بإحسن رضي الله عنهم و رضوا عنه ) التوبة100
وحول ادعاؤه بأن الله سبحانه و تعالى قد رضي عنهم مطلقا
فنقول إن بطلان هذا الاستشهاد يأتي من عدة وجوه :
أولا : أن الآية الشريفة المشار إليها ليست مقيدة بزمن بدليل قوله تعالى ( و الذين اتبعوهم باحسن ) فمن أين جيرها لصالحهم عموما والحال أنها لا تختص بزمانهم فحسب .
ثانيا : إن من في قوله تعالى ( من المهاجرين والأنصار ) هي تفيد التبعيض وليس
البيان أي بعض المهاجرين والأنصار وليس جميعهم وبالتالي فإن الآية لست مطلقة
كما يتبين ما نذهب إليه جليا واضحا من قوله تعالى : ( محمد رسول الله والذين آمنوا
معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ... ) إلى أن يقول ( وعد الله الذين آمنوا وعملوا
الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما ) . الفتح 29 فوعد الله هنا ليس مطلقا بل لمن آمنوا
وعملوا الصالحات منهم وليس جميعهم موعودين بالفلاح.
لكن هذا الزعم من الكاتب وغيره إنما هي أماني حتى يصبح ما هم عليه من العقائد
صحيحا ، إلا أن حكمة الباري لا تسير مع هذا الهوى أو ذاك ولا هذه الأمنية أو تلك
فهو سبحانه وتعالى القائل : ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ). النساء 123 فانظر أصلحك الله إن عدم تقييد الحكم في هذه الآية والقاضي بمجازات كل من يعمل سوءا هو بالتالي تقييد لما جاء في الآية التي استشهد بها الكاتب واعتبرها مطلقة وكذلك جميع الآيات الدالة على الجزاء والمشتملة على
التهديد والوعيد.
وبعد عرفنا أن الآية ليست على إطلاقها وأنها مقيدة بالآيات الأخرى من هنا جاز لنا
اعتبار من في قوله تعالى ( من المهاجرين والأنصار ) بأنها بيانية وتعني جميع
من انطبقت عليهم شروط الصلاح والهداية وسلكوا النهج الصحيح.
ونعود الآن لنعرف بعض أقوال علماء التفسير من السنة حول قوله تعالى ( من يعمل
سوءا يجز به ).
يقول ابن الجوزي في تفسيره زاد المسير ج2:
في هذا الجزاء قولان أحدهما أنه عام في كل من يعمل سوءا فإنه يجازى به وهو معنى قول أبي بن كعب وعائشة واختاره ابن جرير . انتهى كلامه
ويقول الثعالبي في تفسيره ج2 : قال جمهور الناس لفظ الآية عام فالكافر والمؤمن
مجازى فإما مجازات الكافر فالنار وإما مجازات المؤمن فبنكبات الدنيا فمن بقي له
سوأ إلى الآخرة فهو في المشيئة يغفر الله لمن يشاء ويجازي من يشاء. انتهى قوله
ثم نقول أليسوا هم المخاطبين في قوله تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ... ) . آل عمران 144 فراجع تفسير جامع البيان ج4 لابن جرير الطبري عمن هم المعاتبين في هذا الخطاب وعن معنى الانقلاب وتدبر حتى تعرف ممن حصل الانقلاب .
أخيرا نسأل من الله جلّ وعلى أن يثبتنا على دينه ومنهاج نبيه (صلى الله عليه و آله وسلم) القويم وأن يهدي كل من زاغ عن الحق وعلى بعض الأخوة أن الهداية ليست
جبرية وإنما هي بمشيئة الشخص أولا وبالسعي لها ومن ثم يأتي توفيق الله لذلك
قال تعالى ( ...والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ). البقرة 213
تعليق