إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الوصايا الذهبية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الوصايا الذهبية


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الوصايا الذهبية

    { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)} الشورى

    {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)} البقرة

    هي وصايا قررت منذ زمن بعيد كتابتها ولكن بعض الأسباب حالت دون ذلك منها قلة الوقت والإنشغال بأمور أخرى وأهمها رغبتي في تنسيقها بشكل ممنهج ،ولكن محبتي لنقلها إلى طلاب الحق وخوفي من فوات الأوان دفعاني إلى التغاضي عن السبب الأهم والتعجيل في ذلك راجيا من الله تعالى أن يغفر لي تجرئي على دخول هذا الميدان الشريف رغم قلة زادي وقصور طاقتي وضعف بياني وأن يسدد عملي إنه هو الكريم المنان.
    بيد أنني وقبل أن أشرع بعملي هذا لا بد لي من الإشارة إلى أن هذه الوصايا قد أتيت بها من غياهب الكتب الأخلاقية لكبار العلماء الأجلاء وهي مستمدة من كتاب الله العزيز ومن السنة الشريفة.
    وإن نقلي لها لا يدل على انطباقها علي أو على عملي بها ، فلا تنظر إلى من قال(نقل) ولكن إنظر إلى ما قيل.ولعل ناشدا للكمال إنتفع بإحداها وقد كان قبل ذلك جاهلا بها أو غافلا عنها فيكتب لي بذلك الأجر والثواب عند رب الأرباب.

    الوصية الأولى: وصية النبي صلوات الله عليه لعلي عليه السلام بخصال:

    1- وأما الوصية الأولى فأردتها تيمناً وتبركاً أن تكون لخير من أوصى وتكّلم وصّرح وبيّن وزكّى وعّلموكيف لا تكون الأولى له؟ وهو الأول في عالم الإمكان والأفضل في كل زمان ومكان والمعصوم عن كل ذنب وعصيان وتالي أكمل بيان من رب منان رحمان خير الأنام ومجلي الظلام وناشر العدل والإحسان محمد صلّى الله عليه وعلى آله أحسن الصلاة والسلام، وهي وصية أوصاها لخير وصي وأكرم ولي أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم علي ابن أبى طالب عليه سلام الله ورحمته والبركات، وهي مذكورة في الكتاب القيّم "الأربعون حديثا" للعبد الصالح، مقدس السر، روح الله الخميني رضوان الله عليه ومشروحة شرحاً غنياً عن التعريف لغنى صاحبه عن ذلك.
    وقد رويت عن الصادق(ع) حيث قال:
    " كان في وصية النبي(ص) لعلي(ع) أنه قال:يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني،ثم قال اللهم أعنه.
    أما الأولى فالصدق ولا يخرجن من فيك كذبة أبدا.
    والثانية الورع ولا تجترئ على خيانة أبدا.
    والثالثة الخوف من الله كأنك تراه.
    والرابعة كثرة البكاء من خشية الله تعالى يبنى لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة.
    والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك.
    والسادسة الأخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي:أما الصلاة فالخمسون ركعة.
    وأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر:الخميس في أوله والأربعاء في وسطه والخميس في آخره.
    وأما الصدقة فجهدك حتى تقول قد أسرفت ولم تسرف.
    وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل.
    وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال.
    وعليك بتلاوة القرآن في كل حال
    وعليك برفع يديك وتقليبهما
    وعليك بالسواك عند كل وضوء
    وعليك بمحاسن الأخلاق فاركبها ومساوئ الأخلاق فاجتنبها فان لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك. "

    ترقبوا قريبا:
    الوصية الثانية وصية الإمام الصادق عليه السلام لعنوان البصري
    الوصية الثالثة شذرات من وصايا الإمام الخميني قده
    الوصية الرابعة وصية السيد بحر العلوم رض
    الوصية الخامسة وصية الأخوند الملا حسين قلي الهمداني رض
    الوصية السادسة وصية الميرزا جواد التبريزي رض
    الوصية السابعة وصية الفيض الكاشاني رض
    الوصية الثامنة وصية صدر المتألهين رض
    وغيرها ان شاء الله تعالى ووفق
    البراق المحتاج دوما إلى الدعاء


  • #2
    بارك الله فيك ...

    تعليق


    • #3
      المشاركة الأصلية بواسطة غيوم
      بارك الله فيك ...

      بسمه تعالى

      شكرا لكم على المتابعة

      تعليق


      • #4
        بسمه تعالى


        الوصية الثانية: وصية الإمام الصادق عليه السلام لعنوان البصري:

        2- والوصية الثانية هي رواية عنوان البصري المشهورة والتي كانت محط أهمية كبيرة لدى علمائنا الأجلاء لما تحتويه من دقائق الوصايا ونفائس العلوم لدرجة أن السيد القاضي كان يوصي تلامذته بحملها دائما ومراجعتها في الأسبوع مرة على الأقل. وهي عن الإمام الصادق (ع) حيث أتاه عنوان البصري وسأله أن يعلمه من علمه فأجابه الإمام قائلا:" ليس العلم بالتعلم إنما هو نور يقع في قلب من يريد الله تبارك وتعالى أن يهديه فان أردت العلم فاطلب أولا في نفسك حقيقة العبودية واطلب العلم باستعماله واستفهم الله يفهمك.فقال عنوان:وما حقيقة العبودية؟قال(ع): ثلاثة أشياء:
        - أن لا يرى العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا،لأن العبيد لا يكون لهم ملك يرون المال مال الله يضعونه حيث أمرهم الله به.
        - ولا يدبر لنفسه تدبيرا.
        - وجملة اشتغاله فيما أمره الله تعالى به ونهاه عنه.
        فإذا لم ير العبد لنفسه فيما خوله الله ملكا:هان عليه الإنفاق فيما أمره الله تعالى أن ينفق فيه .
        وإذا فوض العبد تدبير نفسه إلى مدبره هانت عليه مصائب الدنيا.
        وإذا اشتغل العبد بما أمره الله تعالى ونهاه لا يتفرع منهما إلى المراء والمباهاة مع الناس.
        فإذا أكرم الله العبد بهذه الثلاث:هان عليه الدنيا وإبليس والخلق،ولا يطلب الدنيا تكاثرا أو تفاخرا ولا يطلب ما عند الناس عزا وعلوا ولا يدع أيامه باطلا ،فهذا أول درجة التقى والله تعالى يقول { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين }
        ثم قال عنوان:يا أبا عبد الله أوصني.فقال له الإمام:أوصيك بتسعة أشياء فإنها وصيتي لمريدي الطريق إلى الله تعالى،وأسال الله أن يوفقك لاستعمالها،ثلاثة منها في رياضة النفس وثلاثة منها في الحلم وثلاثة في العلم،فاحفظها وإياك والتهاون بها.
        فقال عنوان:ففرغت قلبي له،فقال(ع):
        أما اللواتي في الرياضة:- فإياك أن تأكل ما لا تشتهيه فانه يورث الحماقة والبله.
        - ولا تأكل إلا عند الجوع.
        - وإذا أكلت فكل حلالا وسم الله واذكر حديث الرسول(ص):ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطنه فان كان ولا بد فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه.
        وأما اللواتي في الحلم:- فمن قال لك إن قلت واحدة سمعت عشرا،فقل إن قلت عشرا لم تسمع واحدة.
        - ومن شتمك فقل له:إن كنت صادقا فيما تقول فأسأل الله أن يغفر لي وان كنت كاذبا فيما تقول فالله أسأل أن يغفر لك.
        - ومن وعدك بالخنى(الفحش في الكلام) فعده بالنصيحة والرعاء.
        وأما اللواتي في العلم :- فاسأل العلماء ما جهلت وإياك أن تسألهم تعنتا وتجربة.
        - وإياك أن تعمل برأيك شيئا وخذ بالاحتياط في جميع أمورك ما تجد إليه سبيلا.
        - واهرب من الفتيا هروبك من الأسد ولا تجعل رقبتك للناس جسرا.
        التعديل الأخير تم بواسطة براق العروج; الساعة 30-03-2012, 11:55 PM.

        تعليق


        • #5
          أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
          بسم الله الرحمن الرحيم
          والصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا
          أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


          أخي الكريم براق العروج
          بارك الله بك على هذه الجهود الطيبة

          ومشكور على هذه الوصايا الذهبية
          وفقكم الله لكل خير وسدد خطاكم
          ومتابعون معكم انشاء الله في باقي الوصايا

          لا تنسونا من دعائكم
          اللهم عجل فرج قائم آل محمد
          أبد والله .. يا زهراء .. ما ننسى حسيناه

          استغفر الله لي ولكم
          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة فارس حيدر
            أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
            بسم الله الرحمن الرحيم
            والصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا
            أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


            أخي الكريم براق العروج
            بارك الله بك على هذه الجهود الطيبة

            ومشكور على هذه الوصايا الذهبية
            وفقكم الله لكل خير وسدد خطاكم
            ومتابعون معكم انشاء الله في باقي الوصايا

            لا تنسونا من دعائكم
            اللهم عجل فرج قائم آل محمد
            أبد والله .. يا زهراء .. ما ننسى حسيناه

            استغفر الله لي ولكم
            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            بسمه تعالى

            أهلا وسهلا بابن جنوبنا الأبي وشكرا لكم على الدعاء أولا فقد أثلجتم قلبي به وعلى المتابعة أيضا

            البراق المحتاج دوما إلى الدعاء

            تعليق


            • #7
              بسمه تعالى



              الوصية الثالثة: شذرات من وصايا الإمام الخميني قدس سره الشريف:


              3- ومن وصايا الإمام الخميني(قده) لابنه أحمد وزوجته:

              - إسع أن لا تنكر المقامات الروحانية والعرفانية فإن انكارها من أخطر مكائد الشيطان والنفس الأمارة بالسوء والتي تصد الإنسان عن بلوغ جميع المدارج الإنسانية والمقامات الروحانية هي دفع الإنسان إلى إنكار السلوك إلى الله،فأول خطوة نحو المعرفة هي الخروج من حجاب الإنكار السميك الذي يمنع من أي رشد أو تقدم إيجابي.

              - تعرّف إلى القرآن كتاب المعرفة العظيم ولو بمجرد قراءته واجعل منه طريق إلى المحبوب،ولا تتوهمن أن القراءة من غير معرفة لا اثر لها فهذه وساوس الشيطان فهذا كتاب من المحبوب إليك والى الجميع وكتاب المحبوب محبوب وان كان العاشق لا يدرك معنى ما كتب فيه واعلم أننا لو أنفقنا أعمارنا بتمامها في سجدة شكر واحدة على أن القرآن كتابنا لما وفينا هذه النعمة حقها من الشكر.

              - إن الأدعية والمناجاة التي وصلتنا عن الأئمة المعصومين(ع) أعظم دليل يرشد إلى معرفة الله جل وعلا وأسمى وسيلة لسلوك طريق العبودية وأرفع رابطة بين الحق والخلق كما أنها تشتمل في طياتها على مختلف المعارف الإلهية وتمثل أيضا وسيلة ابتكرها أهل بيت الوحي للأنس بالله جلت عظمته فضلا عن أنها تمثل نموذجا لحال أصحاب القلوب وأرباب السلوك.

              - إحرص ما دمت متمتعا بنعمة الشباب على دقة اختيار من تعاشرهم وتصاحبهم فليكن انتخابك للأصحاب من بين أولئك المتحررين من قيود المادة والمتدينين المهتمين بالأمور المعنوية ممن لا تغرهم زخارف الدنيا ولا يتعلقون بها ولا يسعون في جمع المال وتحقيق الآمال في هذه الدنيا اكثر مما يلزم أو اكثر من حد الكفاية وممن لا تلوث الذنوب مجالسهم ومحافلهم ومن ذوي الخلق الكريم.

              - إسع أن تتجنب المجالس التي توقع الإنسان في الغفلة عن الله فان ارتياد مثل هذه المجالس قد يؤدي إلى سلب الإنسان التوفيق،الأمر الذي يعد بحد ذاته خسارة لا يمكن جبرانها.

              - إسع وراء الكمال الحقيقي لا المزيف.
              - إن السبب الرئيسي للندم وأساس ومنشأ جميع ألوان الشقاء والعذاب والمهالك ورأس جميع الخطايا والذنوب إنما هو حب الدنيا الناشئ من حب النفس.

              - إجعل نظرتك إلى جميع الموجودات وخصوصا البشر نظرة رحمة ومحبة.

              - إحرص على أن لا تغادر هذا العالم بحقوق الناس فما أصعب ذلك وما أقساه واعلم أن التعامل مع أرحم الراحمين أسهل بكثير من التعامل مع الناس.

              - ليكن سعيك في رفع الحجب لا بجمع الكتب.

              - لا تتنصل من مسؤوليتك في خدمة الحق في صورة الخلق.

              - طالع سورة الحشر فان فيها كنوزا من المعارف التربوية مما يستحق أن يمضي الإنسان عمرا بحاله يتفكر فيها ويتزود- بالمدد الإلهي- منها بأنواع الزاد وخصوصا آياتها الأواخر.

              - إستعظم الذنوب مهما صغرت بنظرك وانظر إلى من عصيت.

              تعليق


              • #8
                بسمه تعالى


                الوصية الرابعة: وصية السيد بحر العلوم في كتاب " رسالة السير والسلوك ":


                4-ومن كلام للسيد العظيم بحر العلوم في كتاب "رسالة السير والسلوك":
                على الطالب:
                أولاً: أن يجتهد في تفحص الأديان والمذاهب على قدر قابليته وينظر في الشواهد والآيات والبينات والأمارات الحسيّة والذوقية والعقلية والحدسية من أجل أن يدرك توحيد الله وحقيقة هدايته ولو بأدنى مرتبة من اليقين ، بل ينفعه في ذلك المقام مجرد الظن والرجحان وعندها يدخل مرحلتي الإسلام والإيمان الأصغرين . والإجماع واقع في هاتين المرحلتين على أن تحصيل الدليل واجب عيني فإن لم يحصل له أي رجحان بعد التفحص والتعقل فعليه أن يتعلق بأذيال التضرع والبكاء والتوسل فسيفتح له حتماً .

                ثانياً: بعد تخطي هذه المرحلة عليه تحصيل الإسلام والإيمان الأكبرين وأول ما يلزمه في هذه المرحلة العلم بأحكام وآداب وفرائض وشرائع الهادي سواء عن طريق فهمه لكلامه ( إجتهاد ) أو بإتباع الفاهم ( تقليد ) الذي يدعى فقيه .

                ثالثاً: بعد العلم بها وتحصيلها والتسليم والانقياد وترك الاعتراض عليه أن يواظب على العمل بها والمحافظة على آداء الفرائض والسنن والآداب ليزداد بذلك وضوح المعرفة واليقين درجة فدرجة وليشتد الإيمان في الجوارح .
                ( ملاحظة: عليه في هذه المرحلة أن يكون شعاره الرفق والمداراة وأن يداوم على كل عمل يبادر إليه لأن العمل القليل المستمر أفضل من الكثير المنقطع . وعليه أن يرتفع درجة فدرجة من أجل أن تحظى جميع أعضائه وجوارحه بنصيبها من الإيمان )
                حتى تنال جميع أعضائه الظاهرة والباطنة حظها الكامل من الإيمان من الأوامر والنواهي الحتمية والتنزيهية التي لو أهمل منها جزء لنقص من الإيمان بذلك القدر ومع وجود قصور الإيمان -ولو قيد شعرة- يتعذر السير في العالم الذي يعلوه .
                وأهم الأعضاء التي يجب أن يوفى حظه من الإيمان القلب لأنه أمير البدن ولأن إيمانه يتعداه إلى سائر الجوارح وأما إيمانه فالبذكر والتفكر .

                رابعاً: فإذا حظيت جميع الأعضاء والجوارح بنصيبها من الإيمان واعتادت عليه وكانت مصونة من الطغيان والتمرد وشرع السالك في عالم المجاهدة وهجر مرافقة أبناء الزمان وأولياء الشيطان وارتحل عن مقتضيات الوهم والشهوة والغضب والعادات والآداب بمقتضى ( لا يخافون في الله لومة لائم ) وانتمى إلى عالم العقل واستعان بعساكر العقل في محاربة حزب الهوى وجند الأبالسة .
                فإن السالك إذا خطى هذه المرحلة لزم العلم بأحكام الطب الروحاني من أجل معرفة المصالح والمفاسد والفضائل والرذائل والدقائق والخفايا وحيل النفس ومكائدها ويتعرف على سائر جنود إبليس وهذا فقه النفس مقابل فروع الأحكام التي هي فقه الجوارح والعقل هو معلم فقه النفس كما أن الفقيه هو معلم فقه الجوارح" العقل دليل المؤمن"
                وبما أن أكثر العقول قد تكدرت بدخولها في عالم الطبيعة ومنازعتها جنود الوهم والغضب والشهوة فأضحت قاصرة عن إدراك دقائق ومكائد جند الشيطان وسبيل التغلب عليهم لهذا لا مناص لها من الرجوع إلى الشرع والقواعد المقررة فيه ( بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) ونظراً لضرورة الاستنباط في هذه المرحلة واستخراج دقائقه ومعرفة الأمراض النفسية ومعالجتها فإن المستنبط يجب أن يكون تاماً ذا نظر ثاقب وقوة كبيرة وملكة قدسية وعلم غريزي وسعي متعسر لذلك لا مفر من الرجوع إلى الهادي أو من يقوم مقامه ويعبر عنه بالشيخ أو الأستاذ .
                وكما أن هناك شروطاً مفترضة في أستاذ فقه الجوارح بحيث لا يجوز تقليده قبل معرفة تحققها فهو كذلك في فقه النفس ومعرفة الأستاذ أصعب وشرائطه أكثر ( لو نظرتم إلى رجل أعطي من الكرامات حتى يرفع في الهواء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف تجدونه عند الأمر والنهي وحفظ الحدود وآداء الشريعة)

                تعليق


                • #9
                  الوصية الخامسة: وصية الأخوند الملا حسين قلي الهمداني:

                  بسمه تعالى


                  الوصية الخامسة: وصية الأخوند الملا حسين قلي الهمداني:


                  5-وصية الأخوند الملا حسين قلي الهمداني في رسالة إلى أحد علماء تبريز:

                  "بسم الله الرحمان الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين.
                  لا يخفى على الاخوة في الدين أنه بغير الالتزام بالشرع الشريف في كل الحركات والسكنات والتكلمات واللحظات وغير ذلك،لا طريق للقرب من حضرة ملك الملوك جلّ جلاله.
                  والعمل بالخرافات الذوقية وان كان الذوق حسنا في غير هذا المقام-كما دأب الجهال والصوفية خذلهم الله-لا يوجب إلا بعدا، حتى الشخص الملتزم بعدم حلق الشارب وعدم أكل اللحم أبدا إذا لم يكن مؤمنا بعصمة الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم عليه أن يفهم انه سيبتعد عن حضرة الأحدية وهكذا في كيفية الذكر إذا عمل بغير ما ورد عن السادات المعصومين(ع) .
                  بناء على هذا يجب أن يقدّم الشرع الشريف.
                  وما استفاده هذا الضعيف من العقل والنقل هو: أهم الأشياء لطالب القرب الجد والسعي في ترك المعصية وإذا لم تؤدي هذه الخدمة فلن يترك ذكرك ولا فكرك أي فائدة على حال قلبك، تماما كما تكون خدمة الذي يعصي السلطان دون فائدة ولا اعرف أي سلطان أعظم من هذا السلطان العظيم الشأن؟! وأي نقار أقبح من هذا النقار معه؟! فافهم.
                  مما ذكرت أن طلبك المحبة الإلهية مع كونك مرتكبا للمعصية أمر فاسد جدا وكيف يخفى عليك كون المعصية سببا للنفرة وكون النفرة مانعة الجمع مع المحبة وإذا تحقق عندك أن ترك المعصية أول الدين وآخره وظاهره وباطنه فبادر إلى المجاهدة واستغل بتمام الجد إلى المراقبة من أول قيامك من نومك في جميع آناتك إلى نومك والزم الأدب في مقدس حضرته
                  واعلم أنك بجميع أجزاء وجودك ذرة ذرة أسير قدرته، وراع حرمة شريف حضوره واعبده كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك، والتفت دائما إلى عظمته وحقارتك ورفعته ودناءتك وعزته وذلتك وغناه وحاجتك ولا تغفل شناعة غفلتك عنه جل جلاله مع التفاته إليك دائما وقم بين يديه مقام العبد الذليل الضعيف وتبصبص تحت قدميه بصبصة الكلب النحيف.
                  أولا يكفيك شرفا وفخرا انه أذن لك في ذكر اسمه العظيم بلسانك الكثيف الذي نجسته قاذورات المعاصي.
                  إذن أيها العزيز، ولكون هذا الكريم الرحيم قد جعل لسانك مخزن جبل النور يعني الذكر الشريف فقلة حياء أن تلوث مخزن السلطان بالنجاسات وقاذورات الغيبة والكذب والفحش والأذية وغيرهما من المعاصي.
                  يجب أن يمتلأ محل مخزن السلطان بالعطر وماء الزهر لا أن يكون نجسا مليئا بالقاذورات.
                  دون شك لست عارفا بما تسببه في الجوارح السبعة يعني الأذن، اللسان، العين، اليد، الرجل، البطن والفرج من معاصي لأنك لم تدقق في المراقبة، أي نار تؤجج؟! وأي فساد تثيره في دينك؟! وأي جراح منكرة تسببها لقلبك بسيف وسنان لسانك؟! إذا لم تكن قد قتلت فهذا حسن جدا.
                  إذا أردت أن اشرح هذه المفاسد فلن يتسع لها كتاب فما الذي يمكنني فعله على ورقة؟! أنت إلى الآن لم تطهر جوارحك من المعاصي فكيف تنتظر مني أن اكتب لك شيئا في شرح أحوال قلبك.
                  إذن البدار البدار إلى التوبة الصادقة ثم العجل العجل في الجد والمراقبة.
                  وخلاصة الأمر:
                  بعد الجد في المراقبة، طبعا طالب القرب لا يترك اليقظة والقيام في السحر، يؤدي صلاة الليل بأدب مع حضور القلب، وإذا كان وقته متسعا اشتغل بالذكر أو الفكر أو المناجاة لكن يجب أن يشتغل مقدارا معينا من الليل بالذكر مع حضور القلب ولا يخلو في كل حالاته من الحزن وإذا لم يكن لديه حصّله بأسبابه وبعد الفراغ من تسبيح الزهراء يقرأ سورة التوحيد 12مرة و"لا اله إلا الله"100مرة ويستغفر 70مرة ويتلو مقدارا من القرآن ويقرأ دعاء الصباح المعروف ويكون دائما على وضوء وإذا صلى ركعتين بعد كل وضوء كان ذلك جيدا.
                  وعليه أن يواظب أن لا يؤذي أحدا وأن يسعى بشدة لقضاء حوائج المسلمين لا سيما العلماء ولا سيما أتقياءهم.
                  وأن يجتنب كل مجلس فيه مظنة الوقوع في المعصية بل ومجالسة أهل الغفلة بغير شغل الضرورة لأن فيه مضرة حتى لو كانت خالية من المعصية وكثرة الاشتغال بالمباحات والإكثار من المزاح وقول اللغو والاستماع للأراجيف لأن ذلك يميت القلب.
                  وإذا اشتغل بالذكر والفكر بدون مراقبة كان ذلك دون فائدة حتى لو حصل له حال لان الحال لا تستمر، يجب أن لا يخدع بالحال التي يأتي بها الذكر دون المراقبة
                  لا طاقة لأكثر من ذلك، أرجو منكم الدعاء جميعا لا تنسوا هذا الحقير كثير التقصير والمعاصي، وليقرأ سورة القدر 100 مرة ليلة الجمعة 100 مرة عصر يوم الجمعة".

                  تعليق


                  • #10
                    الله يبارك بك اخي على هذه الوصايا حقيقه ذهبيه ونرجو من الله ان يوفقنا

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة محمدطلال
                      الله يبارك بك اخي على هذه الوصايا حقيقه ذهبيه ونرجو من الله ان يوفقنا
                      بسمه تعالى

                      شكرا لك أخي الكريم على الدعاء وعلى مرورك الطيب

                      البراق المحتاج دوما

                      تعليق


                      • #12
                        الوصية السادسة: وصية صدر المتألهين رض

                        بسمه تعالى

                        الوصية السادسة: وصية صدر المتألهين رض في خاتمة كتابه كسر أصنام الجاهلية :

                        اعلم أن من شاهد حقارة الدنيا وفناءها وعلم عظم الآخرة وبقاءها – إما بحسب تقليد إيماني أو بحسب عرفان قلبي برهاني – أصبح بالضرورة مريدا لحرث الآخرة مشتاقا إليها سالكا سبيلها مستهينا بنعيم الدنيا.
                        فإن كان معه خرزة فرأى جوهرة نفيسة لم يبق له رغبة في الخرزة وقويت رغبته في بيعها بالجوهرة.
                        فمن ليس مريدا حرث الآخرة طالبا للقاء الله فهو لعدم إيمانه بالله واليوم الآخر إيمانا قلبيا، دون تحريك اللسان بالكلمتين أو حديث القلب بهما.
                        فإذن المانع من الوصول عدم السلوك والمانع منه عدم الإرادة والمانع منها عدم الإيمان والسبب لعدمه عدم قوة التفطن بحقائق الأمور لاستيلاء الهوى والشهوات وغلظة الحجب وتراكم الظلمات وعدم الهداة المذكرين لأحوال المبدأ والمعاد وفقد العلماء بالله واليوم الآخر الهادين إلى طريق اليقين والمنبهين على حقارة الدنيا وانقراضها وعظم أمر الآخرة ودوامها.
                        فالناس حيث إنهم غافلون قد انهمكوا في شهواتهم وغاصوا في رقدتهم وليس من علماء الدين من ينبههم فإن طلب أحد طريقا إليهم وجدهم مائلين إلى الهوى عادلين عن نهج الآخرة ويوم الدين فصار ضعف الإرادة والجهل بالطريق ونطق العلماء بالهوى أسبابا قاطعة لطريق الله عن السالكين.
                        ومهما كان المطلوب محجوبا والدليل مفقودا والهوى غالبا والطالب غافلا امتنع الوصول وتعطلت الطرق
                        فإن تنبه متنبه من نفسه أو من غيره وانبعث له إرادة في حرث الآخرة وتجارتها فينبغي أن يعلم أن له شروطا لا بد من تعديلها في بداءة الإرادة وله معتصم لا بد من التمسك به وله حصن لا بد من التحصن به ليأمن من الأعداء القطاع لطريقه وله وظائف لا بد من ملازمتها في وقت سلوكه.
                        أما الشروط فهو رفع الحجاب والسد الذي بينه وبين الحق فإن حرمان الخلق عن الحق سببه تراكم الحجب ووقوع السد على طريقهم، قال سبحانه { وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون } يس 36
                        والحجب أربعة: المال والجاه والتقليد والمعصية
                        فلا بد أن يرفع عن نفسه الأول بالتفريق والإخراج عن ملكه إلا قدر ضرورته لئلا يكون قلبه مشغولا ولو بدرهم لأنه بقدره يحجبه عن الحق
                        والثاني بالبعد عن مواضع الجاه وبإيثار التواضع والخمول والهرب من أسباب الذكر والشهرة
                        والثالث بأن يترك التعصب لمذهب دون مذهب ويطلب حقيقة الأمر في اعتقاداته التي تلقفها تقليدا من المجاهدة لا من المجادلة
                        والرابع بالتوبة والخروج من المظالم وتصميم العزم على عدم العود وتحقيق الندم على ما مضى ورد المظالم وإرضاء الخصوم
                        لأن ما لم يرفع حجب المعاصي بما ذكر فيستحيل أن يفتح للسالك باب المكاشفة
                        فإذا قدّم هذه الشروط كان كمن تطهر وتوضأ للصلاة التي هي معراج المؤمن
                        فيحتاج إلى إمام يقتدي به وأستاذ يتأسى به ليهديه إلى سواء السبيل وهذا هو المعتصم للمريد بعد تقديم الشروط المذكورة
                        فليتمسك به تمسك الأعمى على شط البحر بالقائد بحيث يفوض إليه أمره بالكلية ولا يخالفه في صدوره ووروده حتى قيل: إن المريد بين يدي الشيخ كالميت بين يدي الغاسل يقلّبه من حال إلى حال كيف يشاء وهو لا يتكلم معه ولا يرد عليه وذلك لأن خطاء شيخه أكثر نفعا في حقه من صواب نفسه
                        فإذا وجد مثل هذا المعتصم فيجب عليه أن يعصمه بحصن حصين يدفع عنه قواطع الطريق وهي أمور خمسة جمعها الشاعر في قوله:
                        صمت وجوع وسهر وعزلت وذكرى بدوام * نا تمامان جهان رابكند كار تمام
                        أما الجوع فلتنفيض دم القلب وتبييضه وفي تبييضه تنويره ولإذابة شحم الفؤاد وفي ذوبانه رقته التي هي مفتاح المكاشفة كما أن قسوته سبب الحجاب
                        وأما السهر ففيه جلاء القلب وصفاؤه وتنوره منضافا إلى الصفاء والنور الحاصلين بالجوع حتى يصير القلب كالكوكب الدري والمرآة المجلوة يلوح فيه حقائق الأمور
                        والسهر أيضا نتيجة الجوع فإنه مع الشبع غير مقدور والنوم يقسي القلب ويميته إلا بقدر الضرورة وقيل في صفة الأبدال إن أكلهم فاقة ونومهم غلبة وكلامهم ضرورة.
                        وأما الصمت فلأن الكلام يشغل القلب وشره القلوب للكلام عظيم فيتروح إليه فالصمت يلقح العقل ويجلب الورع ويعلم التقوى.
                        وأما العزلة والخلوة ففائدتهما دفع الشواغل وضبط السمع والبصر فإنهما دهليزا القلب فلا بد من سد الحواس إلا عن قدر الضرورة وليس ذلك إلا بالجلوس في مكان فإن لم يكن مكان مظلم فيلف رأسه في الجيب أو يتدثر بكساء أو إزار ففي مثل هذه الحالة يسمع نداء الحق ويشاهد جلال الحضرة الربوبية ألا ترى أن نداء رسول الله (ص) بلغه وهو على مثل هذه الصفة فقيل له { يا أيها المزّمل } { يا أيها المدثر}
                        فهذه الاربعة جنة المريد وحصن يدفع عنه القواطع والعوارض القاطعة لطريقه فيشتغل بعد ذلك بسلوك الطريق ويقع عليه إسم " السالك "
                        والسلوك عبارة عن قطع العقبات بين العبد وبين الله، وليست هي إلا صفات القلب التي عمدتها التعلق بالدنيا وهو رأس كل خطيئة وبعض تلك العقبات أعظم من بعض والترتيب في قطعها الاشتغال بالأسهل فالأسهل
                        وهذه الصفات الذميمة أسرار العلائق التي قطعها في أول الإرادة وآثارها الباقية فلا بد أن يخلي الباطن عن آثارها كما أخلى الظاهر عن أسبابها الظاهرة وفيه يطول المجاهدة ويختلف ذلك باختلاف الأحوال
                        وطريق المجاهدة في كل صفة غالبة ذميمة مضادة الهوى ومخالفة الشهوة بترجيح ما يقابلها ليضعف ولم يبق تعلق للقلب بها.
                        فإذا فعل المجاهدة شغله الشيخ بذكر يلزم قلبه على الدوام ويمنعه من تكثير الأوراد الظاهرة بل يقتصر على الرواتب والفرائض ويكون ورده وردا واحدا وهو لباب الأوراد وثمرتها أعني ملازمة القلب لذكر الله بعد الخلو من ذكر غيره، حتى يكون في صورة العاشق المستهر الذي ليس له إلا هم واحد، فيلتزم زاوية يتفرد به ويأكل من القوت الحلال قدرا يسيرا.
                        وعند ذلك يلقنه الشيخ ذكرا من الأذكار الذي يراه مناسبا له حتى يشتغل به لسانه وقلبه لا يزال يواظب عليه حتى يسقط حركة لسانه ويكون الكلمة كأنها جارية على اللسان من غير تحريك ثم لا يزال يواظب حتى يسقط الأثر عن اللسان ويبقى صورة اللفظ في القلب ثم لا يزال كذلك حتى ينمحي عن القلب حروف اللفظ وصورته ويبقى معناه وحقيقته لازما للقلب حاضرا معه غالبا عليه.
                        ويعتريه عند ذلك خواطر يُفتح عليه باب وربما يرد عليه من وساوس الشيطان ما هو كفر أو بدعة ومهما كان كارها له ومشمّرا لإماطته عن القلب لم يضره ذلك.
                        وهي منقسمة إلى ما يعلم قطعا أن الله تعالى منزّه عنه فلا يبالي به ويفزع إلى الذكر ويستعيذ بالله ليدفعه عنه كما في قوله { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله } وإلى ما يشك فيه فيعرضه وسائر ما يجده في قلبه من الأحوال ويستره عن غيره.
                        ثم إن شيخه ينظر في حاله ويتأمل في ذكائه وكياسته فإن وجده ذكيا أمره بالتفكر ليتنبه من نفسه على حقيقة الحق ويقذف في قلبه من النور ما يكشف له ذلك، وإن علم أن مثله لا يقوى عليه، ردّه إلى الاعتقاد الصحيح بما يحتمله قلبه من وعظ أو ذكر دليل قريب من فهمه.
                        ولا بد للشيخ أن يتأنّق ويتلطف فإن هذه مهالك الطريق ومواقع أخطارها وكم من مريد اشتغل بالرياضة فغلب عليه خيال فاسد فلم يقو على كشفه فانقطع عليه طريقه واشتغل بالبطالة وسلك طريق الإباحة وذلك هو الهلاك العظيم.
                        والبلاهة المحضة أدنى إلى الخلاص من التجرد للفكر . فإن من اشتغل بالفكر ودفع الشواغل والعلائق عن قلبه فقد ركب سفينة الخطر فإن سلم كان من ملوك الدين وإن أخطأ كان من الهالكين ولذلك قال صلى الله عليه وآله " عليكم بدين العجائز "
                        ثم المريد المتجرد للذكر والفكر قد يقطعه قواطع كثيرة من العجب والرياء والفرح مما ينكشف له من الأحوال وما يبدو من أوائل الكرامات ومهما التفت إلى شيء من ذلك وشغل به نفسه كان ذلك فتورا في طريقه ووقوفا. بل ينبغي له أن يلازم حاله جملة عمره ملازمة العطشان الذي لا يرويه البحار ولو أفيضت له ويدوم عليه ورأس ماله الانقطاع عن الخلق والخلوة فإذا داوم على ذلك وحصل قلبه مع الله انكشف له جلال الحضرة الربوبية وتجلى له الحق وظهر له لطائف رحمة الله ما لا يجوز أن يوصف بل لا يحيط الوصف به أصلا.

                        فهذا منهاج رياضة المريد وتربيته في التدريج إلى لقاء الله تعالى لخّصناه من بعض كتب أهل العرفان
                        فلنختم به الكلام حامدا الله العزيز المنان ومصليا على رسوله المبعوث لهداية كافة العقلاء من الإنس والجان وآله الهادين إلى طريق الجنان المطهرين عن أدناس الرذائل والنقصان.

                        تعليق


                        • #13
                          [quote=براق العروج]

                          بسم الله الرحمن الرحيم





                          الوصايا الذهبية




                          { شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)} الشورى

                          {وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132)} البقرة

                          هي وصايا قررت منذ زمن بعيد كتابتها ولكن بعض الأسباب حالت دون ذلك منها قلة الوقت والإنشغال بأمور أخرى وأهمها رغبتي في تنسيقها بشكل ممنهج ،ولكن محبتي لنقلها إلى طلاب الحق وخوفي من فوات الأوان دفعاني إلى التغاضي عن السبب الأهم والتعجيل في ذلك راجيا من الله تعالى أن يغفر لي تجرئي على دخول هذا الميدان الشريف رغم قلة زادي وقصور طاقتي وضعف بياني وأن يسدد عملي إنه هو الكريم المنان.
                          بيد أنني وقبل أن أشرع بعملي هذا لا بد لي من الإشارة إلى أن هذه الوصايا قد أتيت بها من غياهب الكتب الأخلاقية لكبار العلماء الأجلاء وهي مستمدة من كتاب الله العزيز ومن السنة الشريفة.
                          وإن نقلي لها لا يدل على انطباقها علي أو على عملي بها ، فلا تنظر إلى من قال(نقل) ولكن إنظر إلى ما قيل.ولعل ناشدا للكمال إنتفع بإحداها وقد كان قبل ذلك جاهلا بها أو غافلا عنها فيكتب لي بذلك الأجر والثواب عند رب الأرباب.

                          الوصية الأولى: وصية النبي صلوات الله عليه لعلي عليه السلام بخصال:

                          1- وأما الوصية الأولى فأردتها تيمناً وتبركاً أن تكون لخير من أوصى وتكّلم وصّرح وبيّن وزكّى وعّلموكيف لا تكون الأولى له؟ وهو الأول في عالم الإمكان والأفضل في كل زمان ومكان والمعصوم عن كل ذنب وعصيان وتالي أكمل بيان من رب منان رحمان خير الأنام ومجلي الظلام وناشر العدل والإحسان محمد صلّى الله عليه وعلى آله أحسن الصلاة والسلام، وهي وصية أوصاها لخير وصي وأكرم ولي أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين إلى جنات النعيم علي ابن أبى طالب عليه سلام الله ورحمته والبركات، وهي مذكورة في الكتاب القيّم "الأربعون حديثا" للعبد الصالح، مقدس السر، روح الله الخميني رضوان الله عليه ومشروحة شرحاً غنياً عن التعريف لغنى صاحبه عن ذلك.
                          وقد رويت عن الصادق(ع) حيث قال:
                          " كان في وصية النبي(ص) لعلي(ع) أنه قال:يا علي أوصيك في نفسك بخصال فاحفظها عني،ثم قال اللهم أعنه.
                          أما الأولى فالصدق ولا يخرجن من فيك كذبة أبدا.
                          والثانية الورع ولا تجترئ على خيانة أبدا.
                          والثالثة الخوف من الله كأنك تراه.
                          والرابعة كثرة البكاء من خشية الله تعالى يبنى لك بكل دمعة ألف بيت في الجنة.
                          والخامسة بذلك مالك ودمك دون دينك.
                          والسادسة الأخذ بسنتي في صلاتي وصومي وصدقتي:أما الصلاة فالخمسون ركعة.
                          وأما الصيام فثلاثة أيام في الشهر:الخميس في أوله والأربعاء في وسطه والخميس في آخره.
                          وأما الصدقة فجهدك حتى تقول قد أسرفت ولم تسرف.
                          وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل.
                          وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال.
                          وعليك بتلاوة القرآن في كل حال
                          وعليك برفع يديك وتقليبهما
                          وعليك بالسواك عند كل وضوء
                          وعليك بمحاسن الأخلاق فاركبها ومساوئ الأخلاق فاجتنبها فان لم تفعل فلا تلومن إلا نفسك. "

                          ترقبوا قريبا:
                          الوصية الثانية وصية الإمام الصادق عليه السلام لعنوان البصري
                          الوصية الثالثة شذرات من وصايا الإمام الخميني قده
                          الوصية الرابعة وصية السيد بحر العلوم رض
                          الوصية الخامسة وصية الأخوند الملا حسين قلي الهمداني رض
                          الوصية السادسة وصية الميرزا جواد التبريزي رض
                          الوصية السابعة وصية الفيض الكاشاني رض
                          الوصية الثامنة وصية صدر المتألهين رض
                          وغيرها ان شاء الله تعالى ووفق
                          البراق المحتاج دوما إلى الدعاء

                          أحسنتم وفقك الله لخير الأعمال

                          تعليق


                          • #14
                            بسمه تعالى

                            شكرا لكم " على خطى الاسلام " وابقاكم الله على خطاه

                            تعليق


                            • #15
                              جزاك الله خير وبارك فيك...

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X