الوصية السابعة: وصية أفلاطون الإلهي إلى تلميذه أرسطو:
بسمه تعالى
الوصية السابعة: وصية أفلاطون الإلهي إلى تلميذه أرسطو:
من وصية أفلاطون الالهي لتلميذه أرسطو نقلها المحقق الطوسي:
" اعرف معبودك واحفظ حقه وادم على التعليم، لا تمتحن أهل العلم بكثرة علمهم، بل اعتبر أحوالهم بتجنبهم عن الشر والفساد ولا تسأل الله شيئاً ينقطع نفعه، وتيقن أن المواهب كلها من عنده، والتمس من حضرته النعم الباقية والفوايد التي لا تفارقك ؛ واعلم أن انتقام الله تعالى من العباد ليس بالسخط والعقاب، بل إنما هو بالتقويم والتأديب، ولا تقتصر على التماس حياة صالحة ما لم تقارن موتاً مرضياً، ولا تقدم على الدعة والنوم، إلا بعد أن تحاسب نفسك في ثلاثة أشياء :
1. الأول أن تتأمل هل صدر منك في ذلك اليوم خطأ أم لا ؟ 2. الثاني أن تنتظر هل اكتسبت فيه خيراً أم لا ؟ 3. الثالث هل فات منك بتقصير عمل أم لا
لا تؤذ أحداً، فإن أمر العالم في معرض التغير والزوال، ولا تجعل بضاعتك من أشياء خارجة عن ذاتك، لا تعد من الحكماء من يفرح بنيل لذة من لذات الدنيا، أو يغتم بمصيبة من مصايبها، وادم على ذكر الموت ؛ فكر مراراً، ثم قل ثم افعل، فإن الاحوال متغيرة، كن صديقاً ناصحاً لكل أحد، عاون من ابتلي ببلاء الا من ابتلي بعمل السوء، ولا تكن حكيماً بالقول وحده، بل بالقول والفعل جميعاً، فإن الحكمة القولية تبقى في هذا العالم، والحكمة الفعلية تصل إلى ذلك العالم، وتبقى هناك، إن تعبت في العمل الصالح لا يبقى تعبك، ويبقى عملك الصالح، وإن نلت لذة من ارتكاب ذنب لا تبقى اللذة ويبقى العمل السيء، تيقن إن مرجعك إلى مقام يتساوى فيه الخادم والمخدوم، فلا تتكبر هيهنا، استحضر الزاد أبداً فإنك لا تعلم متى الرحيل واعلم أن ليس في مواهب الله جل وعلا عطية أعظم من الحكمة، والحكيم من يتشابه فكره وقوله وعمله؛ جاز بالخير وتجاوز عن الشر لا تسأم من أمر من أمور هذا العالم وإن كان عظيماً، ولا تتوان في وقت من الأوقات، ولا تجعل السيئة وسيلة إلى اكتساب الحسنة، ولا تعرض عن الأمر الأفضل لسرور زايل فإن ذلك أعراض عن السرور الدايم، أبعد عن نفسك محبة الدنيا، ولا تشرع في أمر قبل وقته. لا تعجب بغناك، ولا تنكسر من المصائب، وكن في معاملتك مع الصديق بحيث لا تحتاج معه إلى حكم، لا تخاطب أحداً بالسفه، تواضع مع كل أحد ولا تحقر المتواضع، لا تلم أخاك فيما تعذر نفسك فيه، لا تفرح بالبطالة، ولا تعتمد على الجد، ولا تندم على فعل الخير، ولا تمار أحداً، وادم على ملازمة سيرة العدل والاستقامة، وواظب على الخيرات. "
هذا آخر الوصية الأفلاطونية مما نقله المحقق الطوسي داب ثراه في الأخلاق .
الوصية الثامنة: وصية العلامة الحلي رحمه الله لولده فخر المحققين رحمه الله :
بسمه تعالى
الوصية الثامنة: وصية العلامة الحلي رحمه الله لولده فخر المحققين رحمه الله :
اعلم يا بني أعانك الله تعالى على طاعته، ووفقك لفعل الخير وملازمته، وأرشدك إلى ما يحبه ويرضاه، وبلغك ما تأمله من الخير وتتمناه، وأسعدك في الدارين، وحباك بكل ما تقر به العين، ومدّ لك في العمر السعيد، والعيش الرغيد، وختم أعمالك بالصالحات، ورزقك أسباب السعادات، وأفاض عليك من عظائم البركات، ووقاك الله كل محذور، ودفع عنك الشرور. إني قد لخصت لك في هذا الكتاب لب فتاوى الأحكام، وبينت لك فيه قواعد شرائع الاسلام، بألفاظ مختصرة وعبارات محررة، وأوضحت لك فيه نهج الرشاد وطريق السداد. وذلك بعد أن بلغت من العمر الخمسين، ودخلت في عشر الستين، وقد حكم سيد البرايا: بأنها مبدأ اعتراك المنايا، فإن حكم الله تعالى علي فيها بأمره، وقضى فيها بقدره، وأنفذ ما حكم له على العباد الحاضر منهم والباد.
( ملاحظة: هذه الوصية مأخوذة من كتاب قواعد الاحكام في معرفة الحلال والحرام الذي ألّفه العلامة اجابة لالتماس ولده فخر المحققين )
فإني أوصيك - كما افترض الله تعالى علي من الوصية وأمرني به حين إدراك المنية - بملازمة تقوى الله تعالى، فإنها السنة القائمة، والفريضة اللازمة، والجنة الواقية، والعدة الباقية، وأنفع ما أعدّه الانسان ليوم تشخص فيه الابصار ويعدم عنه الانصار.
وعليك باتباع أوامر الله تعالى، وفعل ما يرضيه، واجتناب ما يكرهه، والإنزجار عن نواهيه، وقطع زمانك في تحصيل الكمالات النفسانية، وصرف أوقاتك في اقتناء الفضائل العلمية، والارتقاء عن حضيض النقصان إلى ذروة الكمال، والارتفاع إلى أوج العرفان عن مهبط الجهال، وبذل المعروف، ومساعدة الاخوان، ومقابلة المسيء بالإحسان والمحسن بالامتنان.
وإياك ومصاحبة الارذال، ومعاشرة الجهال، فإنها تفيد خلقا ذميما، وملكة ردية. بل عليك بملازمة العلماء، ومجالسة الفضلاء، فإنها تفيد استعدادا تاما لتحصيل الكمالات، وتثمر لك ملكة راسخة لاستنباط المجهولات، وليكن يومك خيرا من أمسك.
وعليك بالتوكل والصبر والرضا، وحاسب نفسك في كل يوم وليلة، وأكثر من الاستغفار لربك، واتق دعاء المظلوم خصوصا اليتامى والعجائز، فإن الله تعالى لا يسامح بكسر كسير.
وعليك بصلاة الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله حث عليها وندب إليها وقال: " من ختم له بقيام الليل ثم مات فله الجنة. "
وعليك بصلة الرحم، فإنها تزيد في العمر.
وعليك بحسن الخلق، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم "
وعليك بصلة الذرية العلوية، فإن الله تعالى قد أكد الوصية فيهم وجعل مودتهم أجر الرسالة والارشاد. فقال تعالى: { قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى } وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إني شافع يوم القيامة لأربعة أصناف ولو جاؤوا بذنوب أهل الدنيا: رجل نصر ذريتي، ورجل بذل ماله لذريتي عند المضيق، ورجل أحب ذريتي باللسان والقلب، ورجل سعى في حوائج ذريتي إذا طردوا وشردوا". وقال الصادق عليه السلام: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد: أيها الخلائق انصتوا فإن محمدا يكلمكم، فينصت الخلائق، فيقوم النبي صلى الله عليه وآله فيقول: يا معشر الخلائق من كانت له عندي يد أو منة أو معروف فليقم حتى أكافيه، فيقولون بآبائنا وامهاتنا وأي منة وأي معروف لنا، بل اليد والمنة والمعروف لله ولرسوله على جميع الخلائق، فيقول: بلى من آوى أحدا من أهل بيتي أو برهم أو كساهم من عرى أو أشبع جائعهم فليقم حتى اكافيه، فيقوم أناس قد فعلوا ذلك، فيأتي النداء من عند الله: يا محمد يا حبيبي قد جعلت مكافاتهم إليك، فأسكنهم من الجنة حيث شئت، فيسكنهم في الوسيلة حيث لا يحجبون عن محمد وأهل بيته صلوات الله عليهم "
وعليك بتعظيم الفقهاء وتكريم العلماء، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: " من أكرم فقيها مسلما لقى الله تعالى يوم القيامة وهو عنه راض، ومن أهان فقيها مسلما لقى الله تعالى يوم القيامة وهو عليه غضبان " وجعل النظر إلى وجه العلماء عبادة، والنظر إلى باب العالم عبادة، ومجالسة العلماء عبادة.
وعليك بكثرة الاجتهاد في ازدياد العلم والفقه في الدين، فإن أمير المؤمنين عليه السلام قال لولده: " تفقه في الدين فإن الفقهاء ورثة الانبياء، وإن طالب العلم يستغفر له من في السماوات ومن في الارض حتى الطير في جو السماء والحوت في البحر، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضى به "
وإياك وكتمان العلم ومنعه عن المستحقين لبذله، فإن الله تعالى يقول: { إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يعلنهم الله ويلعنهم اللاعنون } وقال رسول الله صلى الله عليه وآله: " إذا ظهرت البدع في أمتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة الله " وقال عليه السلام: " لا تؤتوا الحكمة غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم "
وعليك بتلاوة الكتاب العزيز، والتفكر في معانيه، وامتثال أوامره ونواهيه، وتتبع الاخبار النبوية والاثار المحمدية، والبحث عن معانيها واستقصاء النظر فيها، وقد وضعت لك كتبا متعددة في ذلك كله.
هذا ما يرجع إليك وأما ما يرجع إلي ويعود نفعه على: فأن تتعهدني بالترحم في بعض الاوقات، وأن تهدي إليّ ثواب بعض الطاعات، ولا تقلل من ذكري فينسبك أهل الوفاء إلى الغدر، ولا تكثر من ذكري فينسبك أهل العزم إلى العجز، بل اذكرني في خلواتك وعقيب صلواتك، واقض ما علي من الديون الواجبة والتعهدات اللازمة، وزر قبري بقدر الامكان، واقرأ عليه شيئا من القرآن، وكل كتاب صنفته وحكم الله تعالى بأمره قبل إتمامه فأكمله، وأصلح ما تجده من الخلل والنقصان والخطأ والنسيان.
هذه وصيتي إليك والله خليفتي عليك والسلام عليك ورحمة الله وبركاته
الوصية التاسعة: وصية السيد علي القاضي رضوان الله عليه:
الوصية التاسعة: وصية السيد علي القاضي رضوان الله عليه:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي لا يبقى إلا وجهه ولا يدوم إلا ملكه،والصلاة والسلام على خاتم النبيين الذي هو البحر والأئمّة الأطهار من عترته جواريه وفلكهصلى الله عليه وعليهم وسلم ما سلك سلكه ونسك نسكه..
وبعد فالوصية من جملة السنن اللازمة، وقد كتب العبد العاصي علي بن حسين الطباطبائي وصية مراراً، وهذه الوصية التي أكتبها يوم الأربعاء بتاريخ الثاني عشر من شهر صفر سنة ألف وثلاثمائة وخمسة وستين (1365) ناسخة لجميع ما تقدّمها.
وهي تشتمل على فصلين: الأول في أمور الدنياوالثاني في أمور الآخرة. ونقدّم الكلام عن الدنيا، كما أن الله تبارك وتعالى قدّمها في الخلق والذكر.
فنقول: إن وصي هذا العبد وخليفته في أمور الدنيا العلوية المحترمة أم أبيها؛ ابنتي الكبرى، التي هي صحيحة الديانة والعدالة، فهي الوصي على القيام بالأعمال المتعلقة بي بعد الوفاة بمساعدة نور عيني الميرزا محمد تقي والميرزا مهدي حفظهما الله، فكل ما تقوله هي عليهم أن يقبلوا هم وغيرهم به ولا يعترضوا عليها.
الفصل الثاني في أمور الآخرة وعمدة ذلك التوحيد، فالله تعالى يقول: { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } ( سورة النساء ) وحقيقة هذا المطلب لا تدرك بسهولة. وحتى الآن لم أر في أولادي من هو مستعد لتعليم ذلك، ولم أعين من الرفقاء حتى الآن وصياً في الأمور الأخروية بحيث يؤتمر بأمره. لكن احمل هذه الشهادة عني في هذه العجالة.
أشهدُ أن لا إله إلّا الله وَحدَه لا شَريكَ لَه، كما شَهِد اللَهُ لِنفْسِه وملائكَتُه وأولوا العِلم مِن خَلقِه لا إلهَ إلّا هو العزيز الحَكيم، إلهًا واحدًا أحدًا صمدًا لم يَتّخِذ صاحِبةً ولا وَلدًا. لا شَريكَ لَه في الوجودِ ولا في الألوهيَّة ولا في العُبوديَّة، وأشهِد اللَه سُبحانَه وملائكَتَه وأنبيائه وسماءَه وأرضَه ومَن حَضَرني مِن خَلقِه وما يُري أو ما لا يُري، وأشهِدُكم يا أهلي وإخواني علَي هَذه الشّهادَة بَل كلَّ مَن قَرأ هذا الكتابَ وبَلغَتْه شهادتي وكفَى باللهِ شَهيدًا. وأشهَد أنّ مُحمّدًا عَبدُه ورَسولُه، جاءَ بالحَقِّ مِن عِندِه وصَدَّق المُرسَلينَ، وأنّ أوصياءه مِن عِترَتِه اثنَي عشَر رجُلًا أوّلُهم أميرُ المؤمنين عليّ بن أبي طالبٍ وآخِرُهم الإمامُ المُنتظَرُ القائمُ بالحقِّ، وأنّهُ في هَذِه النَّشأةِ حَياتُه حياة جسديّة، وأنّه سَوف يَظهَر ويُظهرُ دِينَ الحقِّ صلّى اللهُ عليهِ وعلَيهم أجمَعين. وأشهَد أنّ البَعثَ حقٌّ والنُّشور حَقٌّ وكلَّ ما جاءَ به رَسولُ اللهِ وقالَه أوصياؤهُ صلّى اللهُ علَيه وعلَيهم حَقٌّ لا ريبَ فيهِ. أسألُ اللهَ المَوت علَى هَذه الشَّهادَةِ وهو حَسبُنا جَميعًا ونِعمَ الوَكيلُ والحَمدُ للّه رَبِّ العالَمين.
وأما الوصايا الأخرى: فعمدتها الصلاة. لا تجعل الصلاة أمراً سوقياً، ائت بها في أول الوقت بخشوع وخضوع، وإذا حفظت صلاتك فكل الأمور ستكون محفوظة. ولا تترك تسبيحة الصديقة الكبرى سلام الله عليها وآية الكرسي عقب كل صلاة. هذه أهم الواجبات. وأما المستحبات، فلا تتسامح في ترك تعزية سيد الشهداء وزيارته. وإقامة مجلس العزاء أسبوعياً- ولو لشخصين أو ثلاثة- من دواعي انفراج الأمور. فلو قضيت عمرك من أوله إلى آخره في خدمة ذاك الإمام من التعزية والزيارة وغيرها، فلن يمكنك أن تؤدي حقه أبداً. وإذا لم يمكن ذلك أسبوعياً، فلا تترك العشر الأولى من محرم.
ثم عليّ أن أقول هذا الكلام وإن كان تحصيل حاصل، وهو: إطاعة الوالدين، حسن الخلق، ملازمة الصدق، موافقة الظاهر للباطن، ترك الخداع والحيلة، المبادرة في السلام وفعل الخير مع البر والفاجر، إلا في المواضع التي نهى الله تعالى عنها. فعليكم الاهتمام بهذه الأمور وأمثالها. الله الله في أن تظلموا قلب أحد. تا توانى دلى به دست آور دل شكستن هنر نمي باشد (عليك أن تحافظ على قلب أي إنسان، فإن العمل المؤدي إلى انكسار القلب لا يعد مهارة)"
شهد بذلك السيد هاشم الهندي، شهد بذلك عباس هاتف القوچاني. بسم الله الرحمن الرحيم، هذه الورقة صحيحة معتبرة ووصيته أعلى الله مقامه بما رقم في الورق تأييد محقق لدى الأحقر الجاني جمال الدين الموسوي الكلبايكاني.
تعليق