
تعد صناعة السينما الهندية التي يطلق عليها اسم بوليود من أكبر صناعات السينما في العالم بعد هوليود، حيث تنتج حوالي 800 فيلم في السنة، وتباع حوالي 800 مليون بطاقة للأفلام الهندية عالميا
وبالرغم من شعبية الأفلام الهندية فنادرا ما تحظى باهتمام نقاد السينما والفن الرئيسيين في بريطانيا الذين يعتقدون أنها تحتاج إلى ذوق خاص لكي يتعود المرء عليها
ولكن البعض يعتقد أن مستوى الأفلام الهندية يضاهي الأفلام التي تنتجها هوليود في جودتها، وقد اختار المسرح الوطني البريطاني ومنتج المسرحيات الغنائية البريطاني الموسيقي المشهور لورد لويد ويبر أحد موضوعاته من وحي الأفلام الهندية
وهناك توقعات ان ترتفع تجارة الافلام الهندية الى مليار دولار بحلول عام 2005 وان تتضاعف 9 مرات مع دخول عام 2008.
لكن هذه السينما العاطفية الخيالية تتحول الى عنصر اثارة للفتن والصراعات بين الاديان والقوميات، فقد قام مركز صناعة الأفلام في الهند "بوليوود" بإنتاج فيلم بعنوان "الهروب من طالبان" يتحدث عن سوء المعاملة من قبل النظام السياسي السائد هناك. وقد تم تصوير الفيلم باللغتين الإنجليزية والبشتونية توقعا من منتجيه أن يثير اهتمام الأوساط الدولية. وتقول الممثلة الهندية ماينشا كويرالا أن الفيلم سيكون مختلفا عن الأفلام الهندية الأخرى التي تستخدم الغناء والملابس المبهرجة. وأضافت ماينشا أن الفيلم بالنسبة للهنود غير عادي لأنه يعتمد على قصة حقيقية. وتلعب ماينشا دور امرأة هندوسية تتزوج أفغانيا مسلما بالرغم من معارضة أهلها. وتعيش في أفغانستان حيث تدير صيدلية يقوم نظامان طالبان بتدميرها
وهناك جدل آخر يثار حول دور السينما في صناعة القيم الغريبة، فالصور والاعلانات الجديدة التي تحتشد في كل مكان هنا تجعلك تعتقد انك في نيويورك او باريس او اي مدينة غربية اخرى مفتوحة على مصراعيها. ففي كل ركن نجد هذه الايام صوراً لم تكن تخطر على بال احد ان يقع عليها نظره:
اعلانات عن شركة تنتج البيرة تعج بصور فتيات ساحرات وسافرات ..افلام تعرض مشاهد لرجل وامرأة في وضع مثير ومطبوعات تخوض في امور الجنس دون حياء الى درجة اعطاء الوصايا والدروس.
هنا في هذه المدينة الشهيرة التي تدعى كاما ستورا باتت امور الجنس في طريقها الى ان تكون اكثر من عادية! يقول المنتج السينمائي ماهيش بهات الذي بدأ يتعامل مع افلام تحتوي على مشاهد اكثر من بذيئة: «لقد تغيرت مرجعياتنا.. المستهلك الهندي بدأ يتأثر بالتغييرات التي تجتاح كل العالم في كل ساعة.. بدأ هذا المستهلك يتشكل وفق هذه المستجدات.. لم يعد ذلك الصبي الذي يتسم بالحياء».
قد تكون صورة الهند قد انطبعت في العقل الغربي كأرض لسحر الشرق وغموض تعاويذه وحساسية اهله التي تعكسه الكتب القديمة وما حوته من الجنس العقلاني، ولكن الامر قد اختلف خلال السنين القليلة الماضية لدرجة ان موضوعات الجنس والتعري باتت مسائل مفتوحة للنقاش العام.
لقد بدأ عهد التأنق والاتزان المحافظ يتلاشى امام اكتساح موجة غزو التلفزيون الفضائي وانتشار الاعمال الغربية.. وبدأت السوق السوداء للصور الخليعة تتحرك رويداً رويداً نحو النور لتخطو هذه التجارة نحو العلنية واصبحت تنورات النساء تزداد قصراً وباتت مشاهدة التلفزيون لا تخلو من شيء من المخاطرة.. وفي المناطق الحضرية ـ التي تشهد عادة وتيرة اسرع في التغيير مقارنة بالمناطق الريفية ـ بدأ الجنس يخرج من الظلال.
تقول ساتيا ساران، محررة مجلة «فيميتا» النسائية: ثمة حاجة للحديث عن الجنس، ليس بخجل او حياء وليس بوقاحة وصفاقة، بل بصراحة ووضوح.
وتحظى المجلة التي تصدرها ساران بقبول واسع النطاق خصوصاً في اوساط النساء التقليديات المنتميات للطبقة الوسطى. ورغم ان هذه المجلة عرفت بتركيزها على المواضيع الخاصة بالوصفات العلاجية وشئون حضانة الطفل ورعايته إلا انها اتجهت مؤخراً لاعطاء نصائح جنسية، فضلا عن نشرها موضوعات لقرائها من الرجال تتصل حتى بملابسهم الداخلية.
وتضيف: المرأة اليوم تعتني بعرض نفسها، ليس بطريقة سلبية ولكن بطريقة «أنا البس لنفسي واختار ما يروق لي».
وفي بعد آخر طالبت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (WHO) صناعة السينما الهندية بالتوقف عن التشجيع على التدخين من خلال إظهار المدخنين على أنهم أبطال مما يعطي التدخين سحراً خاصاً. وقد أصدرت المنظمة دراسة باسم "بوليوود: ضحية أم حليف" تناولت 400 فيلم هندي حديث، ووجدت الدراسة أن 80% من هذه الأفلام تظهر عادة التدخين بشكل أو بآخر. وقالت الاستشارية أمبيكا سريفاستافا التي أجرت الدراسة إن "حوالي 15 مليون شخص يشاهدون الأفلام الهندية في الهند وحدها يومياً. وتظهر 76% من أكثر الأفلام الهندية رواجاً عادة التدخين على أنها شيء جميل وجريء. وسواء كان ذلك يحدث بشكل مقصود بإيحاء من صناعة التبغ أو دون قصد، فإن بوليوود لا تستطيع تجاهل دورها في ضرورة محاربة هذا الوباء بعد الآن".
وتنكر صناعة التبغ أي علاقة لها بالتأثير على صانعي الأفلام في الهند، لكن سريفا ستافا أشارت إلى أن احتفالات جوائز السينما الرئيسية في الهند تمولها شركة تبغ محلية، وقد قام اثنان من أشهر ممثلي بوليوود بعمل إعلانات تجارية لمصانع تبغ.
لكن العاملين في صناعة السينما الهندية أظهروا عدم ارتياحهم من نتائج الدراسة. فقد انتقد ماهيش بهات، وهو من أشهر الأسماء في صناعة السينما الهندية، الدراسة قائلاً إن إلقاء اللوم على نجوم السينما أمر سهل، وأضاف "إذا كنت تشعر أن تدخين نجم السينما في الفيلم هو سبب التدخين في شوارع الهند وجنوب آسيا، فلماذا لا تتوجه إلى شريان السجائر وتنسف الشركات المصنعة للتبغ؟". وطالبت منظمة الصحة العالمية المسؤولين عن الرقابة وتصنيف الأفلام حسب الأعمار المناسبة لها أن تأخذ بعين الاعتبار عامل التدخين في الفيلم لدى تصنيفه، وأن تتأكد الرقابة أن منتج الفيلم لم يتقاض أي أجور من صناعة التبغ