إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

البراهين القاطعة على التوحيد الذاتي (وحدة الوجود و الموجود)

تقليص
هذا الموضوع مغلق.
X
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • البراهين القاطعة على التوحيد الذاتي (وحدة الوجود و الموجود)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    و صلى الله على سيدنا و نبينا محمد و آله الطيبين‏

    و لعنة الله على أعدائهم أجمعين، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم‏
    و هو حسبنا و نعم الوكيل، نعم المولى و نعم النصير

    تحصنت بالملك الحيّ الذي لا يموت، و اعتصمت بذي العزة و العدل و الجبروت، و استعنت بذي العظمة و القدرة و الملكوت؛ عن كل ما أخافه و أحذره.

    اللهم صلّ وسلم وزد و بارك على صاحب الدعوة النبوية، و الصولة الحيدرية، و العصمة الفاطمية، و الحلم الحسنية، و الشجاعة الحسينية، و العبادة السجادية، و المآثر الباقرية، و الآثار الجعفرية، و العلوم الكاظمية، و الحجج الرضوية، و الجود التقوية، و النقاوة النقوية، و الهيبة العسكرية، و الغيبة الإلهية. اللهم عجل فرجه، و سهل مخرجه، و اجعلنا من شيعته و أعوانه و أنصاره.

    صلّ اللهم على التجلّي الأعظم، وكمال بهائك الأقدم، شجرة الطور، و الكتاب المسطور، و النور على النور في طخياء الديجور، علم الهدى، و مجلي العمى، و نور أقطار الورى، و بابك الذي منه تؤتى، الذي يملأ الأرض قسطاً و عدلاً كما ملئت ظلماً و جوراً.


    *****

    1- مقدمة:
    لقد بيّنا في موضوع مستقلّ عنوانه : (وحدة الوجود و الموجود: توحيد خالص ، أم كفر و إلحاد؟) المعنى الذي يقصده العرفاء و الحكماء
    الشامخون من وحدة الوجود و الموجود، و نقلنا كلماتهم الواضحة في مرادهم. كما تعرّضنا هناك إلى الردّ على كلّ الشبهات التي يمكن أن يتوهم أنها تلزم من هذه النظرية. أما هذا الموضوع فهو مخصّص للبرهان على هذه النظرية بالعقل والقرآن والسنة.

    *****
    2- الهدف من هذا البحث:

    و نحن في هذا البحث نهدف إلى إثبات عدة أمور:
    1- صحة نظرية التوحيد الذاتي أو وحدة الوجود و الموجود بالبرهان.
    2-
    أنّ التوحيد الذاتي هو أعلى مراتب التوحيد.
    3- بيان أن منشأ هذه النظرية هو القرآن الكريم و أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم، و أن دور الحكماء و العرفاء لم يكن إلا بيانها للناس بعد أن أخذوها من منبع العصمة والطهارة. فهذه المرتبة من التوحيد (يعني التوحيد في الوجود ، و القول بأن الموجود الحقيقي هو الله لا غير) لم تكن معهودة لدى الفلاسفة و المتكلمين قبل بيان القرآن الكريم و أهل البيت صلوات الله عليهم لها.

    يقول العلامة الطباطبائي قدّس سرّه الشريف في خاتمة هذا البحث:
    " فالذي بيّنه القرآن الكريم من معنى التوحيد أول خطوة خطيت في تعليم هذه الحقيقة من المعرفة، غير أن أهل التفسير و المتعاطين لعلوم القرآن من الصحابة و التابعين ثم الذين يلونهم أهملوا هذا البحث الشريف، فهذه جوامع الحديث و كتب التفسير المأثورة منهم لا ترى فيها أثرا من هذه الحقيقة لا ببيان شارح، و لا بسلوك استدلالي.
    و لم نجد ما يكشف عنها غطاءها إلا ما ورد في كلام الإمام علي بن أبي طالب عليه أفضل السلام خاصة، فإن كلامه هو الفاتح لبابها، و الرافع لسترها و حجابها على أهدى سبيل و أوضح طريق من البرهان، ثم ما وقع في كلام الفلاسفة الإسلاميين بعد الألف الهجري، و قد صرحوا بأنهم إنما استفادوه من كلامه عليه السلام
    "

    *****

    3- المدّعى:
    لقد تمّ توضيح مدّعى القائلين بوحدة الوجود و الموجود
    بالتفصيل في موضوعنا الآخر، و من لم يفهم مرادهم أو يجد فيه إشكالاً فعليه مراجعة ذلك الموضوع، و نحن سنكون بخدمته لتوضيح أي إشكال هناك. و لكن لا بأس بالتذكير بمعنى نظرية وحدة الوجود باختصار شديد من نفس كلماتهم.

    يقول العلامة الطهراني قدس سرّه الشريف:
    " فالقائل بوحدة الوجود يقول: لا وجود في العالم لغير الذات المقدّسة لواجب الوجود على الإطلاق، فالوجود الاستقلاليّ واحد فقط، و هو قد غمر جميع الموجودات وَ لا تَشُذُّ عَنْ حيطَةِ وُجودِهِ ذَرَّة! و كلّ وجود تحسبونه وجوداً مستقلاًّ فاستقلاله هذا ناشئ عن عدم إبصاركم و عدم إدراككم.
    الوجود المستقلّ هو وجوده وحده فقط، و وجود جميع الموجودات ظلّيّ و تبعيّ و اندكاكيّ و آليّ لأصل الوجود، و وجود الجميع قائم بتلك الذات المقدّسة للحيّ القيّوم.
    القائل بوحدة الوجود يقول: ليس هناك ذات مستقلّة يمكن إطلاق الوجود عليها غير الذات الإلهيّة، و جميع عالم الإمكان مِنَ الذَّرَّةِ إلى‏ الدُّرَّة، فانٍ و مندكّ في وجوده، و ليس هناك وجود يمتلك الاستقلال، أو يستطيع أن يظهر نفسه في مقابل وجوده، فالجميع ظلال لوجوده."


    و هذه عبارة عن أخرى توضّح النظرية ننقلها عن موقع الحوزة في قم:
    " المراد من وحدة الوجود هو أنّ الموجود الاصيل و المستقل أي الذي وجوده ذاتي و مستقل واحد لا غير، و هو اللّه تعالى، و ما عداه من الموجودات وجودها عرضي و على نحو التبعية، و في الحقيقة وفق هذا التصوير لوحدة الوجود تكون الوجودات الاخرى عدم بذاتها ـ و انما تكتسب وجودها من الارتباط بذات اللّه تعالى، و هذا التفسير في الواقع هو عين التوحيد و حق التوحيد و هذا المعنى ورد في احاديث ائمة اهل البيت عليهم السلام "يَا مَنْ لَيْسَ هُوَ إِلَّا هُوَ يَا هُوَ يَا مَنْ لَا هُوَ إِلَّا هُو‏" "


    *****

    4- تنبيه :
    سوف ننقل في هذا البحث استدلالات عديدة، و في بعض الأحيان سوف ننقل الاستدلال عن لسان أحد الأعلام، و هذا لا يعني أننا نستدلّ بقوله على صحة النظرية، لأننا لا نريد التقليد في الاعتقاد كما يفعل البعض، و لكن الغرض هو الاستفادة من بيان العلماء أنفسهم لأن بيانهم أفضل من بياننا الكليل.



  • #2
    البرهان الأول: وجود الله لا حدّ له و لا نهاية، فلا يترك مجالاً لأي موجود آخر


    البرهان الأول: وجود الله لا حدّ له و لا نهاية، فلا يترك مجالاً لأي موجود آخر


    و يمكن تصوير البرهان من خلال هذه النقاط :

    1- إنّ وجود الله تعالى لا حدّ له و لا نهاية له، و هذا مسلّم عند جميع الحكماء والمتكلّمين الشيعة. و قولنا (لا حدّ له ولا نهاية له) نقصد به أنه لا نهاية له بالفعل لا بالقوة.
    و توضيح ذلك أنّ مصطلح (ما لا نهاية له) يمكن أن يطلق و يراد به عدم التناهي بالقوة، و مثال عدم التناهي بالقوّة قولنا: العدد لا نهاية له، فهذا الوصف ثابت للعدد بالقوة لا بالفعل لأنّنا لو أخذنا أيّ عدد بعينه فهو محدود، و لكن في نفس الوقت سلسلة الأعداد يمكن أن تستمر بلا نهاية. فالعدد محدود واقعاً و لكن عنده القابلية و الإمكانية لأن يزداد ويستمرّ إلى ما لا نهاية. و هذا معنى أن العدد لا نهاية له بالقوة.
    و لكن مرادنا ليس هذا عندما نقول أن وجود الله لا حدّ و لا نهاية له، بل مرادنا : أنّ وجود الله تعالى لا نهاية له ولا حدّ له بالفعل، فهو فعلاً و حقيقةً و واقعاً لا نهاية له و لا حدّ. و هذه المسألة بديهية ومقبولة لدى جميع الأطراف.

    2- يلزم من هذه القضية أن وجود الله سبحانه يملأ كلّ مجالات الوجود و مراتبه ولا يقف عند أي حدّ من حدودها (لأنه لا حدّ له)، و أن لا يكون هناك موطن وجودي خارج عن وجوده عزّ و جلّ، و هذا معناه ألاّ يكون هناك أيّ شيء آخر له وجود مستقل و منفصل و خاص به غير وجود الحقّ سبحانه، و إلاّ كان وجود هذا الشيء الآخر يمثّل حداً لوجود الله تعالى، و لكان وجود الله ينتهي عند وجود هذا الشيء الآخر. و هو خلاف الفرض بأن وجود الله لا حدّ له.

    3- فلا مناص من التسليم بأن كل الموجودات الأخرى وجودها تبعي و ظلي و ليس وجوداً مستقلاً في عرض وجود الله تعالى و مقابل وجود الله تعالى.

    و توضيح ذلك بشكل أكبر: إنّنا لو فرضنا أنّ لأحد الأشياء وجوداً منفصلاً مستقلاً عن وجود الله بحيث يكون وجود هذا الشيء في عرْض وجود الله و "غير" وجود الله فهذا معناه أن هناك حصّة من الوجود لدى هذا الشيء و هي خاصة به يتميّز بها عن وجود الله تعالى ، و إلا فلا معنى للقول بأن وجوده غير وجود الله و منفصل عنه، و هذا معناه أنّ لهذا الشيء نصيب من الوجود خارج عن وجود الله ، و هو خلاف الفرض الذي بدأنا به من أن وجود الله غير محدود و لا متناهي. إذاً لا يوجد لأي شيء غير الله وجود منفصل و مستقل عن وجود الله بل وجودها ظلي و تبعي قائم بوجود الله، و هو المطلوب.

    *****

    بيان آية الحقّ الميرزا جواد الملكي التبريزي لهذا الدليل

    لقد استدلّ
    آية الحقّ الميرزا جواد الملكي التبريزي رضوان الله عليه على وحدة الوجود و الموجود بأدلة عديدة، و هذا واحد من أوضح الأدلة، قال سماحته في كتابه القيّم (لقاء الله):
    فالذي يمكن تقريبه إلى الأذهان العامّة المستقيمة بدلالات ظاهرة غير عميقة أن الحقّ تعالى جلّ جلاله لا إشكال في كون وجوده الخارجي غير محدود بحدّ وغير فاقدٍ لكمال، وأنّه موجود في كلّ مكان وزمان وجوداً حقيقيّاً خارجيّاً.
    وهذه التصديقات لا أظنّ يخالف فيها مسلم، وأمّا الشيعة فاتفاقهم على ذلك مما لا ريب فيه.
    وتصوّر هذه التصديقات مع ما يتراءى من وجود العالم ـ جواهره وأعراضه ـ لا إشكال في إشكاله على من له أدنى فهم؛ لأنّ معنى تصديق موجود خارجيّ غير محدود في مرتبة من مراتب الوجود ملازمٌ للتصديق بأنه لا شريك له في الوجود، لأنّ الشريك في الوجود الخارجيّ ـ وإن كان محدوداً ـ من جهة أنّه واجد مرتبة من مراتب الوجود الخارجي لا يلائم وجود موجودٍ خارجي آخر غير فاقد لمرتبة من مراتب الوجود الخارجي، لأنّ المفروض أن غير المحدود جزئيٌّ حقيقيٌّ ووجوده الخارجي غير محدود بحدٍ، أي غير فاقدٍ لشيء من مراتب الوجود الخارجي.


    تعليق


    • #3
      بسم الله الرحمن الرحيم
      شكراً لك أخي أنوار الملكوت على تلبيتك لطلبي وطلب القراء الأعزاء في توضيخ هذه النظرية والأدلة عليها، والحقيقة أنك بذلك تساعدنا كقراء على معرفة الحقيقة فجزاك الله خير الجزاء.
      والصراحة أن هذه النظرية التي تبينها على ألسنة العلماء لا تنافي العقل وأدلته، ولكن الصراحة يا أخي أنا نسمع كلاماً جديداً لم نكن نألفه فنحن معتادون على نسبة الوجود والكمالات الأخرى لأنفسنا ولمن حولنا، ونحن نرى في العالم موجودات كثيرة، وقد اعتدنا على التعامل معها هكذا، فكيف تريد أنت أن تبدّل لنا رؤيتنا وما اعتدنا عليه بكل بساطة؟ يعني ماذا تريدني أن أفكّر حينما أنظر إلى نفسي؟ وحين أرى جبلاً كبيراً أمامي؟
      ولي طلب في النهاية: أرجو أن تكون البراهين واضحة ومشحونة بالأمثلة كما وعدتنا، وإن كان هناك ضرورة للبراهين العلمية التي تعتمد الترتيب والمصطلحات الخاصة فليتكم ترفقونها ببيان آخر يفهمه الجميع.
      أخوكم مودة القربى

      تعليق


      • #4


        قال السيد الخوئي (رحمه الله) في كتاب (التنقيح في شرح العروة الوثقى ج 2 كتاب الطهارة ص 93 ـ 95) :

        حكم القائلين بوحدة الوجود :

        القائل بوحدة الوجود إن أراد أن الوجود حقيقة واحدة ولا تعدد في حقيقته
        وإنه كما يطلق على الواجب كذلك يطلق على الممكن
        فهما موجودان وحقيقة الوجود فيهما واحدة والاختلاف
        إنما هو بحسب المرتبة لأن الوجود الواجبي في أعلى مراتب القوة والتمام ،
        والوجود الممكني في أنزل مراتب الضعف والنقصان وإن كان كلاهما موجوداً حقيقة وأحدهما خالق للآخر وموجد له.
        فهذا في الحقيقة قول بكثرة الوجود والموجود معاً .
        نعم
        حقيقة الوجود واحدة
        فهو مما لا يستلزم الكفر والنجاسة بوجه
        بل هو مذهب أكثر الفلاسفة بل مما اعتقده المسلمون وأهل الكتاب
        ومطابق لظواهر الآيات والأدعية فترى إنه «عليه السلام» يقول: أنت الخالق وأنا المخلوق وأنت الرب وأنا المربوب،

        و غير ذلك من التعابير الدالة على أن هناك موجودين متعددين أحدهما موجد وخالق للآخر ويعبر عن ذلك في الاصطلاح بالتوحيد العامي .

        وإن أراد من وحدة الوجود ما يقابل الأول

        وهو أن يقول بوحدة الوجود الموجود حقيقة وإنه ليس هناك في الحقيقة إلاّ موجود واحد
        ولكن له تطورات متكثرة واعتبارات مختلفة لأنه في الخالق خالق وفي المخلوق مخلوق كما إنه في السماء سماء

        وفي الأرض أرض وهكذا .
        وهذا هو الذي يقال له توحيد خاص الخاص
        وهذا القول نسبه صدر المتألهين إلى بعض الجهلة من المتصوفين ـ

        وحكي عن بعضهم إنه قال : ليس في جبتي سوى الله ـ وأنكر نسبته إلى أكابر الصوفية ورؤسائهم ،

        وإنكاره هذا هو الذي يساعده الاعتبار
        فإن العاقل كيف يصدر منه هذا الكلام وكيف يلتزم بوحدة الخالق ومخلوقه ويدعي اختلافهما بحسب الاعتبار ؟

        ! وكيف كان فلا إشكال في أن الالتزام بذلك كفر صريح وزندقة ظاهرة

        لأنه إنكار للواجب والنبي «صلى الله عليه وآله وسلّم»

        حيث لا امتياز للخالق عن المخلوق حينئذ إلاّ بالاعتبار وكذا النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم»

        وأبو جهل ـ مثلاً ـ متحدان في الحقيقة على هذا الأساس وإنما يختلفان بحسب الاعتبار .

        وأما إذا أراد القائل بوحدة الوجود أن الوجود واحد حقيقة

        ولا كثرة فيه من جهة وإنما الموجود متعدد

        ولكنه فرق بيّن موجودية الموجود وموجودية غيره من الماهيات الممكنة

        لأن إطلاق الموجود على الوجود من جهة إنه نفس مبدء الاشتقاق .

        وأمّا إطلاقه على الماهيات الممكنة

        فإنما هو من جهة كونها منتسبة إلى الموجود الحقيقي الذي هو الوجود لا من أجل إنها نفس مبدء الاشتقاق

        ولا من جهة قيام الوجود بها، حيث إن للمشتق اطلاقات :

        فقد يحمل على الذات من جهة قيام المبدء به،

        كما في زيد عالم أو ضارب لأنه بمعنى من قام به العلم أو الضرب .وأخرى :

        يحمل عليه لأنه نفس مبدء الاشتقاق، كما عرفته في الوجود والموجود .

        وثالثة : من جهة إضافته إلى المبدء نحو إضافة، و

        هذا كما في اللابن والتامر لضرورة عدم قيام اللبن والتمر ببايعهما إلاّ أن البايع لما كان مسنداً ومضافاً إليهما نحو إضافة ـ

        وهو كونه بايعاً لهما ـ صح إطلاق اللابن والتامر على بايع التمر واللبن ،

        وإطلاق الموجود على الماهيات الممكنة من هذا القبيل ،

        لأنه بمعنى إنها منتسبة ومضافة إلى الله سبحانه بإضافة يعبر عنها بالإضافة الاشراقية

        فالموجود بالوجود الانتسابي متعدد والموجود الاستقلالي الذي هو الوجود واحد .

        وهذا القول منسوب إلى أذواق المتألهين، فكأن القائل به بلغ أعلى مراتب التأله حيث الوجود بالواجب سبحانه

        ويسمى هذا توحيداً خاصياً .

        ولقد اختار ذلك الأكابر ممن عاصرناهم وأصر عليه غاية الإصرار مستشهداً
        بجملة وافرة من الآيات والأخبار حيث أنه تعالى قد أطلق عليه الموجود في بعض الأدعية

        .وهذا المدعى وإن كان أمراً باطلاً في نفسه لابتنائه على أصالة الماهية ـ

        على ما تحقق في محله ـ وهي فاسدة لأن الأصيل هو الوجود
        إلاّ أنه غير مستتبع لشيء من الكفر والنجاسة والفسق

        . بقي هناك احتمال آخر

        وهو: ما إذا أراد القائل بوحدة الوجود وحدة الوجود والموجود في عين كثرتهما

        فيلتزم بوحدة الوجود والموجود وإنه الواجب سبحانه إلاّ أن الكثرات ظهورات نوره وشئونات ذاته

        وكل منها نعت من نعوته ولمعة من لمعات صفاته ويسمى ذلك عند الاصطلاح بتوحيد أخص الخواص .

        وهذا هو الذي حققه صدر المتألهين ونسبه إلى الأولياء والعرفاء من عظماء أهل الكشف واليقين قائلاً :

        بأن الآن حصص الحق واضمحلت الكثرة الوهمية وارتفعت أغاليط الأوهام إلاّ أنه لم يظهر لنا ـ
        إلى الآن ـ حقيقة ما يريدونه من هذا الكلام .

        وكيف كان

        فالقائل بوحدة الوجود ـ بهذا المعنى الأخير ـ
        أيضاً غير محكوم بكفره ولا بنجاسته ما دام لم يلتزم بتوال فاسدة من إنكار الواجب أو الرسالة أو المعاد

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الأخ (مودة القربى)
          1- أشكرك على المتابعة، و أدعوك للسؤال و الاستيضاح عن أيّ شيء تجده غامضاً في الأدلة.
          2- أما الأمثلة الحسية فصرنا نخاف من الإتيان بها لأن بعض الإخوة يسارع للأسف إلى اتهامنا بتشبيه الله بخلقه، و الحال أننا قلنا كثيراً أن المثل يضرب لتقريب الفكرة و ليس لقياس الله بخلقه!! و مع ذلك إذا وجدتم أن هناك مطلباً غامضاً فاسألوا، و نحن سنبذل جهدنا في بيانه بالمثال أو غيره.
          3- هل فهمتم الدليل السابق بوضوح أم تجدونه بحاجة لمزيد من التوضيح أو التقريب بمثال حسي؟

          السيّد الغالي (السيد الأميني)
          1- نشكرك على المشاركة، و لكن لعل سماحتكم لم تلتفت إلى ما يجري في المنتدى منذ فترة، و لم تدقّق في المقدمة التي بدأنا بها هنا، فهذا الموضوع هنا ليس مخصصا لتوضيح النظرية و لا للردّ على الإشكالات الموجّهة لها ، بل هناك موضوع آخر مفتوح لهذا الغرض و اسمه (
          وحدة الوجود و الموجود: توحيد خالص ، أم كفر و إلحاد؟) و نحن نرحّب بمشاركتكم لنا هناك كثيراً ، و لكن نرجو منكم و من جميع القراء و المشاركين ترك هذا الموضوع لدراسة الأدلة و مناقشتها.

          2- الإشكال المنقول عن السيدّ الخوئي قدّس سرّه واضح لدينا فهو أبرز شبهة وجهت للنظرية، و بحمد الله فقد تمت الإجابة عليه بوضوح هناك و بأكثر من طريقة فنرجو المراجعة. و أعتذر منكم كثيراً عن الردّ عليه هنا لأننا التزمنا بالترتيب المذكور، و العذر عند كرام الناس مقبول.

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة السيد الاميني


            قال السيد الخوئي (رحمه الله) في كتاب (التنقيح في شرح العروة الوثقى ج 2 كتاب الطهارة ص 93 ـ 95) :

            حكم القائلين بوحدة الوجود :

            القائل بوحدة الوجود إن أراد أن الوجود حقيقة واحدة ولا تعدد في حقيقته
            وإنه كما يطلق على الواجب كذلك يطلق على الممكن
            فهما موجودان وحقيقة الوجود فيهما واحدة والاختلاف
            إنما هو بحسب المرتبة لأن الوجود الواجبي في أعلى مراتب القوة والتمام ،
            والوجود الممكني في أنزل مراتب الضعف والنقصان وإن كان كلاهما موجوداً حقيقة وأحدهما خالق للآخر وموجد له.
            فهذا في الحقيقة قول بكثرة الوجود والموجود معاً .
            نعم
            حقيقة الوجود واحدة
            فهو مما لا يستلزم الكفر والنجاسة بوجه
            بل هو مذهب أكثر الفلاسفة بل مما اعتقده المسلمون وأهل الكتاب
            ومطابق لظواهر الآيات والأدعية فترى إنه «عليه السلام» يقول: أنت الخالق وأنا المخلوق وأنت الرب وأنا المربوب،

            و غير ذلك من التعابير الدالة على أن هناك موجودين متعددين أحدهما موجد وخالق للآخر ويعبر عن ذلك في الاصطلاح بالتوحيد العامي .

            وإن أراد من وحدة الوجود ما يقابل الأول

            وهو أن يقول بوحدة الوجود الموجود حقيقة وإنه ليس هناك في الحقيقة إلاّ موجود واحد
            ولكن له تطورات متكثرة واعتبارات مختلفة لأنه في الخالق خالق وفي المخلوق مخلوق كما إنه في السماء سماء

            وفي الأرض أرض وهكذا .
            وهذا هو الذي يقال له توحيد خاص الخاص
            وهذا القول نسبه صدر المتألهين إلى بعض الجهلة من المتصوفين ـ

            وحكي عن بعضهم إنه قال : ليس في جبتي سوى الله ـ وأنكر نسبته إلى أكابر الصوفية ورؤسائهم ،

            وإنكاره هذا هو الذي يساعده الاعتبار
            فإن العاقل كيف يصدر منه هذا الكلام وكيف يلتزم بوحدة الخالق ومخلوقه ويدعي اختلافهما بحسب الاعتبار ؟

            ! وكيف كان فلا إشكال في أن الالتزام بذلك كفر صريح وزندقة ظاهرة

            لأنه إنكار للواجب والنبي «صلى الله عليه وآله وسلّم»

            حيث لا امتياز للخالق عن المخلوق حينئذ إلاّ بالاعتبار وكذا النبي «صلى الله عليه وآله وسلّم»

            وأبو جهل ـ مثلاً ـ متحدان في الحقيقة على هذا الأساس وإنما يختلفان بحسب الاعتبار .

            وأما إذا أراد القائل بوحدة الوجود أن الوجود واحد حقيقة

            ولا كثرة فيه من جهة وإنما الموجود متعدد

            ولكنه فرق بيّن موجودية الموجود وموجودية غيره من الماهيات الممكنة

            لأن إطلاق الموجود على الوجود من جهة إنه نفس مبدء الاشتقاق .

            وأمّا إطلاقه على الماهيات الممكنة

            فإنما هو من جهة كونها منتسبة إلى الموجود الحقيقي الذي هو الوجود لا من أجل إنها نفس مبدء الاشتقاق

            ولا من جهة قيام الوجود بها، حيث إن للمشتق اطلاقات :

            فقد يحمل على الذات من جهة قيام المبدء به،

            كما في زيد عالم أو ضارب لأنه بمعنى من قام به العلم أو الضرب .وأخرى :

            يحمل عليه لأنه نفس مبدء الاشتقاق، كما عرفته في الوجود والموجود .

            وثالثة : من جهة إضافته إلى المبدء نحو إضافة، و

            هذا كما في اللابن والتامر لضرورة عدم قيام اللبن والتمر ببايعهما إلاّ أن البايع لما كان مسنداً ومضافاً إليهما نحو إضافة ـ

            وهو كونه بايعاً لهما ـ صح إطلاق اللابن والتامر على بايع التمر واللبن ،

            وإطلاق الموجود على الماهيات الممكنة من هذا القبيل ،

            لأنه بمعنى إنها منتسبة ومضافة إلى الله سبحانه بإضافة يعبر عنها بالإضافة الاشراقية

            فالموجود بالوجود الانتسابي متعدد والموجود الاستقلالي الذي هو الوجود واحد .

            وهذا القول منسوب إلى أذواق المتألهين، فكأن القائل به بلغ أعلى مراتب التأله حيث الوجود بالواجب سبحانه

            ويسمى هذا توحيداً خاصياً .

            ولقد اختار ذلك الأكابر ممن عاصرناهم وأصر عليه غاية الإصرار مستشهداً
            بجملة وافرة من الآيات والأخبار حيث أنه تعالى قد أطلق عليه الموجود في بعض الأدعية

            .وهذا المدعى وإن كان أمراً باطلاً في نفسه لابتنائه على أصالة الماهية ـ

            على ما تحقق في محله ـ وهي فاسدة لأن الأصيل هو الوجود
            إلاّ أنه غير مستتبع لشيء من الكفر والنجاسة والفسق

            . بقي هناك احتمال آخر

            وهو: ما إذا أراد القائل بوحدة الوجود وحدة الوجود والموجود في عين كثرتهما

            فيلتزم بوحدة الوجود والموجود وإنه الواجب سبحانه إلاّ أن الكثرات ظهورات نوره وشئونات ذاته

            وكل منها نعت من نعوته ولمعة من لمعات صفاته ويسمى ذلك عند الاصطلاح بتوحيد أخص الخواص .

            وهذا هو الذي حققه صدر المتألهين ونسبه إلى الأولياء والعرفاء من عظماء أهل الكشف واليقين قائلاً :

            بأن الآن حصص الحق واضمحلت الكثرة الوهمية وارتفعت أغاليط الأوهام إلاّ أنه لم يظهر لنا ـ
            إلى الآن ـ حقيقة ما يريدونه من هذا الكلام .

            وكيف كان

            فالقائل بوحدة الوجود ـ بهذا المعنى الأخير ـ
            أيضاً غير محكوم بكفره ولا بنجاسته ما دام لم يلتزم بتوال فاسدة من إنكار الواجب أو الرسالة أو المعاد

            احسنت

            و ليس لتحقيق السيد الخوئي باس و اشكال

            نعم

            بعض ممن لاتحصيل له يتخيل ان كلام السيد الخوئي غيرتام

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الأخ المسلم الشيعي:

              1- لقد طالب الأخ أنوار الملكوت الأخ تحت أطباق الثرى بأن يجلب له من يناقشه بنظريّة السيد الخوئي قدّس سرّه طالما أنّه لم يفهمها ، وقد تهرّب الأخ تحت أطباق الثرى من ذلك، ولكن على ما يبدو أنّكم فهمتم النظريّة بشكل محكم، فهل ترغبون بنقاشها معه لنستفيد أكثر وأكثر.

              2- هل ترون أن الإستدلال الذي أورده الأخ أنوار الملكوت في هذا الموضوع غير تام، فهذا ما نفهمه من كلامكم، أرجو أن توضّحوا الموضع الخاطئ فيه فنستفيد أكثر وأكثر أيضاً.

              الأخ أنوار الملكوت:
              أنا أسجّل متابعة هنا أيضاً، وبارك الله بكم وبعلمكم سأدرس الدليل جيّداً وإذا وجدت ثغرة فلن أتوانا عن طرحها عليكم.

              جابر الجعفي


              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                الأخ المسلم الشيعي:

                أحب أن الفت نظركم فقط إلى أنّ دعوتي للنقاش لا أعني إجراءها هنا، لما سيسببه هذا الأمر من خلل منهجي، بل أرجو أن تقوم بها بالموضوع الآخر الذي فتح الاخ أنوار الملكوت (وحدة الوجود والموجود: توحيد خالص أم كفر وإلحاد؟) حتى لا يحصل أي تكرار مخل خاصّة أنّه هناك قد أجاب على أغلب الإشكالات، خاصّة أن كلام سماحة السيد الخوئي قدس سرّه يتعلّق بتصوير وعرض وبيان أصل النظريّة لا بدليلها العقلي أو النقلي.

                كما أنصحك أخي العزيز أن تقرأ الموضوع من أوّله وأن تقرأ إشكالات القراءة والردود عليها وإن شاء الله ستجد ضالتك هناك.

                نعم إن كان لديكم أي إشكال على الدليل الذي أورده جانبه هنا فلا تبخل علينا به، فنحن نريد أن نصل إلى الحق .

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم

                  المشاركة الأصلية بواسطة جابر الجعفي


                  الأخ المسلم الشيعي:

                  أحب أن الفت نظركم فقط إلى أنّ دعوتي للنقاش لا أعني إجراءها هنا، لما سيسببه هذا الأمر من خلل منهجي، بل أرجو أن تقوم بها بالموضوع الآخر الذي فتح الاخ أنوار الملكوت (وحدة الوجود والموجود: توحيد خالص أم كفر وإلحاد؟) حتى لا يحصل أي تكرار مخل خاصّة أنّه هناك قد أجاب على أغلب الإشكالات، خاصّة أن كلام سماحة السيد الخوئي قدس سرّه يتعلّق بتصوير وعرض وبيان أصل النظريّة لا بدليلها العقلي أو النقلي.

                  كما أنصحك أخي العزيز أن تقرأ الموضوع من أوّله وأن تقرأ إشكالات القراءة والردود عليها وإن شاء الله ستجد ضالتك هناك.

                  نعم إن كان لديكم أي إشكال على الدليل الذي أورده جانبه هنا فلا تبخل علينا به، فنحن نريد أن نصل إلى الحق .

                  أشكرك كثيراً على هذا التوضيح، و أؤكد أنني لن اناقش الإشكالات على أصل النظرية إلا في الموضوع المخصص لذلك، و نحن لم نهرب بحمد الله من أي نقاش علمي لا هنا و لا هناك.
                  و أما هذا الموضوع فالأدلة التي أرغب في عرضها كثيرة جدا، ومناقشاتها أكثر ، و لذا فالأفضل تخصيص هذا الموضوع للأدلة فقط.

                  أشكركم جميعاً على التعاون مقدماً.


                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    شكراً اخي العزيز انوار الملكوت على الجهود المباركة و ننتظر المزيد ان شاء الله

                    ارجو ان تدعم البراهين بالامثلة كي يتسنى لنا الفهم اكثر

                    كما ننتظر عرض الايات و الرويات كما وعدتم على كل دليل اذا امكن لنقطع الشك باليقين

                    و شكراً

                    تعليق


                    • #11
                      المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الملكوت
                      البرهان الأول: وجود الله لا حدّ له و لا نهاية، فلا يترك مجالاً لأي موجود آخر
                      الظاهر انو فهمكم لعدم محدودية الله مغلوط بل معكوس
                      وهذا اوقعكم في المشكلة ولذا ساعيد ما يقوله علماؤنا <وهذا الكلام للميرزا حبيب الله الخوئي> من معنى وجوده ليفهم من يريد



                      و بالجملة فقد تحصل مما ذكرنا كله أن وجوده تعالى مغاير لوجود غيره مباين له، و اتصافه بالوجود ليس كاتصاف غيره به إذ الوجود الذى له تام فوق التمام و اتصافه به بمعني أجل و أشرف و أعلى من أن يبلغه العقول و الأوهام كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في الفصل الثاني من الخطبة الاولى: الذى لا يدركه بعد الهمم و لا يناله غوص الفطن.

                      بل قد قال بعض المحققين: إن وصفه تعالى بالوجود من ضيق العبارة، و إن معنى قولنا إنه موجود إنه ليس بعدم و لا معدوم فيكون مرجع اتصافه به إلى سلب العدم عنه لا اثبات الوجود الذى هو نقيض العدم له، فانه تعالى منزه عن ذلك، لأن الوجود الذى هو نقيضه حد له واقع في طرفه و قباله.

                      كما يتضح ذلك بقولنا مثلا خرج الشي‏ء من العدم إلى الوجود و من الوجود إلى العدم، فان الوجود و العدم متناقضان متقابلان صار كل منهما حدا للاخر و في قباله و طرفه، و الله سبحانه لما كان منزها عن الحدود لا يمكن اتصافه بالوجود الذى هو حد العدم و طرفه.

                      و يوضح ذلك قوله عليه السلام في المختار المأة و الخامس و الثمانين: سبق الأوقات كونه و العدم وجوده، و أيضا الوجود الذى هو نقيض العدم إنما يتصور فيما يتصور فيه العدم كالماهيات و الله عز و جل منزه عن الماهية و عن عوارضها.

                      و الحاصل أن وصفه بالوجود كوصفه بساير أوصاف الجمال مثل قولنا: إنه عالم أى ليس بجاهل، و قادر أى ليس بعاجز، و هكذا.

                      و أما غيره تعالى من الموجودات الممكنة فانما يتصف بالوجود المقابل للعدم المناقض له لكونه ذى ماهية مشخصة لوجوده كما أن وجوده كان مشخصا له فان الشي‏ء ما لم يتشخص لم يوجد و ما لم يوجد لم يتشخص.

                      و بعد هذا كله فكيف يزعم العاقل اتحاد وجود المخلوقات الذى هو من البديهيات الأولية على ما قيل مع وجود الخالق الذى إذا حاول الفكر المبرء من خطرات الوساوس أن يقع عليه في عميقات غيوب ملكوته و تولهت القلوب إليه لتجرى في كيفية صفاته و غمضت مداخل العقول في حيث لا تبلغه الصفات لتنال علم ذاته رجعت إذا جبهت معترفة بأنه لا ينال بجور الاعتساف كنه معرفته، و لا يخطر ببال اولى الرويات خاطرة من تقدير جلال عزته، فتعالى الله عما يقول الملحدون علوا كبيرا.

                      و أما الدليل النقلى‏
                      فهو جميع الأخبار و الأحاديث الدالة على تقديسه و تنزيهه عن التشبيه و التحديد، و المفيدة لمغايرته لمخلوقاته و مباينته إياهم بنفس ذاته الأقدس و وجوده الأجل الأشرف الأعلى.

                      و أكثرها احتواء لذلك خطب أمير المؤمنين الواردة في مقام التوحيد المتقدمة في تضاعيف الكتاب، و لا بأس بالاشارة إلى بعض ما تقدم منه عليه السلام في هذا الباب تذكرة و ذكرى و ما يذكر إلا اولو الألباب.
                      فمنه قوله عليه السلام: فى الفصل السادس من المختار الأول:
                      كائن لا عن حدث، موجود لا عن عدم، مع كل شي‏ء لا بمقارنة، و غير كل شي‏ء لا بمزايلة.

                      فان قوله عليه السلام: موجود لا عن عدم نص صريح فى أن وجوده ليس مثل وجود ساير موجودات المسبوق بالعدم المناقض له كما أن اثبات مغايرته لكل شي‏ء و نفي مقارنته له صريحان في عدم الاتحاد و الوحدة بل قوله: مع كل شي‏ء أيضا لا يخلو عن الدلالة، لأن المعية مقتضية للاثنينية المنافية للوحدة و العينية كما لا يخفى.
                      وبعدين قلت


                      2- يلزم من هذه القضية أن وجود الله سبحانه يملأ كلّ مجالات الوجود و مراتبه ولا يقف عند أي حدّ من حدودها (لأنه لا حدّ له)، و أن لا يكون هناك موطن وجودي خارج عن وجوده عزّ و جلّ، و هذا معناه ألاّ يكون هناك أيّ شيء آخر له وجود مستقل و منفصل و خاص به غير وجود الحقّ سبحانه، و إلاّ كان وجود هذا الشيء الآخر يمثّل حداً لوجود الله تعالى، و لكان وجود الله ينتهي عند وجود هذا الشيء الآخر. و هو خلاف الفرض بأن وجود الله لا حدّ له.
                      شو الظاهر منا نقلب على موجة المجسمة ؟
                      او على موجة ان الله هو الوجود

                      لو كان الله جسماً وكان هناك وجود لجسم آخر لكان وجود الجسم حد لوجود الله

                      لكن الله ليس جسماً ولا وجوده كوجود بقية الأشياء ليلزم من وجودها ان يحد الله عز وجل

                      فالذي يمكن تقريبه إلى الأذهان العامّة المستقيمة بدلالات ظاهرة غير عميقة أن الحقّ تعالى جلّ جلاله لا إشكال في كون وجوده الخارجي غير محدود بحدّ وغير فاقدٍ لكمال، وأنّه موجود في كلّ مكان وزمان وجوداً حقيقيّاً خارجيّاً.
                      وهذه التصديقات لا أظنّ يخالف فيها مسلم، وأمّا الشيعة فاتفاقهم على ذلك مما لا ريب فيه.

                      شو صاحبنا ما بيعرف أن الله هو الذي أين الأين ؟ فكلامه يشير الى ان فهمه لله يشبه فهم المجسمة

                      تعليق


                      • #12
                        المشاركة الأصلية بواسطة جابر الجعفي
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        الأخ المسلم الشيعي:
                        1- لقد طالب الأخ أنوار الملكوت الأخ تحت أطباق الثرى بأن يجلب له من يناقشه بنظريّة السيد الخوئي قدّس سرّه طالما أنّه لم يفهمها ، وقد تهرّب الأخ تحت أطباق الثرى من ذلك، ولكن على ما يبدو أنّكم فهمتم النظريّة بشكل محكم، فهل ترغبون بنقاشها معه لنستفيد أكثر وأكثر.
                        هذا يسمونه دجل

                        وبرد عليه مثل ما رديت بالموضوع الثاني
                        ليش المغالطات ليش ؟
                        ما نقلته من كلام السيد الخوئي واضح تماماً ومفهوم لي ولكل الناس ولم اكن لانقله لو لم افهمه
                        ومش بس المتخصصين هني اللي بيفهمو كلام العلماء بل الكثير منا عامة الناس يفهمون الكثير منه
                        ما قلت انه لا يهمني هو <أصالة الوجود أو أصالة الماهية> وامثالها من النظريات التي لا اراها مهمة واين هذا مما تقوله ؟


                        والكلام كلو كان عن التفويض
                        اما فساد <وحدة الوجود والموجود> فكل الشيعة يعتقدون به الا من تأثر بالصوفية

                        بعدين السيد الخوئي <قدس الله سره> ما عندو نظرية خاصة بالموضوع تختلف عن رأي الشيعة

                        تعليق


                        • #13
                          لماذا شتت الموضوع اخي
                          هذا ضياع للجهد
                          لو خليتك هناك وجعلت النقاش متسلسلا شوية شوية
                          كان افضل

                          تعليق


                          • #14
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            الأخ العزيز (صدى الفكر)

                            1- لم يكن طبعاً القصد هو تشتيت الموضوع بل كان المقصود هو تلبية الرغبات المختلفة، فبعض الإخوة صرح بأنه قد فهم المدّعى و طالبنا بالدليل ، فأحببنا تلبية رغبته.
                            2- إنّ الموضوع الأول لم يغلق و لم نصرف النظر عنه بل سنخصّص له في هذه الفترة جلّ اهتمامنا، و بعد أن نشعر بأن الصورة هناك اتضّحت و الإشكالات ارتفعت فسوف نركّز جهودنا على هذا الموضوع أكثر. و احتراماً لكم خصوصاً و لكلّ القراء الذين يشعرون أن ذلك الموضوع لم يكتمل سوف أتوقف عن نشر الأدلة و مناقشتها هنا بضعة أيام إن شاء الله.
                            3- من الجيّد أن يطّلع الإخوة على بعض أدلة القائلين بنظرية وحدة الوجود و الموجود، فذلك يساعد أيضاً على تصوّر نفس النظرية.


                            الأخ الكريم (تحت أطباق الثرى)

                            1- أشكرك على نقلك لكلام الميرزا حبيب الله الخوئي رحمه الله ( وسوف أسمّيه من الآن فصاعداً الميرزا حبيب الله فقط تمييزاً له عن سماحة السيد أبي القاسم الخوئي قدس سرّه)

                            2- لن أجيب فوراً على إشكالات الميرزا حبيب الله لسببين: الأول احتراماً لطلب الأخ(صدى الفكر) بالتركيز على ذلك الموضوع، و الثاني أنني أودّ أن أترك فرصة للإخوة و الأخوات القرّاء لكي يتأملوا جيداً في الدليل الأول الذي قدمناه هنا و أيضاً في الردود المطروحة عليه. فإذا انتهينا من ذلك الموضوع سوف نرجع للبيان مفصّلاً إن شاء الله.


                            تعليق


                            • #15
                              2- يلزم من هذه القضية أن وجود الله سبحانه يملأ كلّ مجالات الوجود و مراتبه ولا يقف عند أي حدّ من حدودها (لأنه لا حدّ له)، و أن لا يكون هناك موطن وجودي خارج عن وجوده عزّ و جلّ، و هذا معناه ألاّ يكون هناك أيّ شيء آخر له وجود مستقل و منفصل و خاص به غير وجود الحقّ سبحانه، و إلاّ كان وجود هذا الشيء الآخر يمثّل حداً لوجود الله تعالى، و لكان وجود الله ينتهي عند وجود هذا الشيء الآخر. و هو خلاف الفرض بأن وجود الله لا حدّ له.
                              هذا الدليل غير تام اصلا ولا هو مسلم به ابدا
                              لاني اراك تاخذ وجود الله تعالى كانه مكان
                              وان وجود غيره سيزاحمه في المكان
                              وهذا باطل
                              وبكلامك هذا فانت تقول ان الله تعالى غير محدود مكانا
                              وكان مقولة المكان ممكنة بحقه تعالى - حاشا لله -
                              فارجو منك ان تعيد النظر في هذا الدليل

                              ثم انت تناقض نفسك اخي الكريم
                              حيث انك تستخدم الفاظا وتعابير مرة تنفيها ومرة تثبتها
                              وكانك لا تعرف مداليل هذه الالفاظ
                              واليك ما اقصده

                              انت نقلت دليل حوزة قم
                              وهو



                              و هذه عبارة عن أخرى توضّح النظرية ننقلها عن موقع الحوزة في قم:
                              إقتباس:
                              " المراد من وحدة الوجود هو أنّ الموجود الاصيل و المستقل أي الذي وجوده ذاتي و مستقل واحد لا غير، و هو اللّه تعالى، و ما عداه من الموجودات وجودها عرضي و على نحو التبعية، و في الحقيقة وفق هذا التصوير لوحدة الوجود تكون الوجودات الاخرى عدم بذاتها ـ و انما تكتسب وجودها من الارتباط بذات اللّه تعالى، و هذا التفسير في الواقع هو عين التوحيد و حق التوحيد و هذا المعنى ورد في احاديث ائمة اهل البيت عليهم السلام "يَا مَنْ لَيْسَ هُوَ إِلَّا هُوَ يَا هُوَ يَا مَنْ لَا هُوَ إِلَّا هُو‏"
                              "
                              ثم اتيت انت لتقول هذا الكلام

                              3- فلا مناص من التسليم بأن كل الموجودات الأخرى وجودها تبعي و ظلي و ليس وجوداً مستقلاً في عرض وجود الله تعالى و مقابل وجود الله تعالى
                              ................................
                              و توضيح ذلك بشكل أكبر: إنّنا لو فرضنا أنّ لأحد الأشياء وجوداً منفصلاً مستقلاً عن وجود الله بحيث يكون وجود هذا الشيء في عرْض وجود الله و "غير" وجود الله فهذا معناه أن هناك حصّة من الوجود لدى هذا الشيء و هي خاصة به يتميّز بها عن وجود الله تعالى ، و إلا فلا معنى للقول بأن وجوده غير وجود الله و منفصل عنه، و هذا معناه أنّ لهذا الشيء نصيب من الوجود خارج عن وجود الله ، و هو خلاف الفرض الذي بدأنا به من أن وجود الله غير محدود و لا متناهي. إذاً لا يوجد لأي شيء غير الله وجود منفصل و مستقل عن وجود الله بل وجودها ظلي و تبعي قائم بوجود الله، و هو المطلوب.

                              .
                              فانت تنقل كلامهم على ان الموجودات في عرض وجود الله تعالى وانت تقول انها ليست في عرض وجود الله تعالى وهذا تناقض واضح وبين

                              وسوف احاول ان ادرس باقي الادلة التي ستطرحها واتابعها بدقة باذن الله تعالى


                              تعليق

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X