بسم الله الرحمن الرحيم
قد يحاول البعض بيان الحقّ بالكلمة الصادقة، و بالبرهان القاطع، و لكن ذلك لا يفلح دائماً. لأن الدليل يضعف أمام الاستهزاء احياناً، و البيان القوي قد يهزم أمام السخرية و الوقيعة. و هذه معضلة واقعاً.
و لكن هناك نموذج عجيب في التاريخ قد وجد حلاً لهذه المعضلة هو نموذج بهلول. فبهلول كان رجلاً رزيناً محترماً موقّراُ لدى الجميع.. كان يرى الخطأ و يعظ بالحكمة و الموعظة الحسنة، و لكنّه أحياناً كان يقف حائراً بسبب سخرية الآخر و كون السلطة في يد الخصم ليقول (في فمي ماء).
و لكنّه فجأة وجد الحلّ فألقى الماء من فمه و لبس ثوب الاستهبال و الجنون، فكان جنونه أبلغ موعظة من كل الخطب و الأدلة التي نقدمها. و زينت مواقفه الجنونية التاريخ.
أخي الكبير (اليتيم) ... ذكرتني ببهلول. ولذا أقدم لك تحيّتي ، و أنحني أمام شجاعتك بكلّ احترام لأقبل يدك الطاهرة التي ما فتئت تدافع عن الحقّ و أهله بالحكمة و الموعظة الحسنة، فلما لم يفلح ذلك لجأتْ إلى طريقة بهلول.
أقولها بكلّ تواضع: وعظتَ فأبلغت.
أخوك الصغير
أنوار الملكوت
تعليق