اللهم صلِّ على محمد وآل محمد
(( سـلسلة علـوم القرآن الكريم )) - { سورة الفاتحة }
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) }
***
سلسلة : علوم القرآن الكريم .
الحلقة الاولى : سورة الفاتحة
(( سـلسلة علـوم القرآن الكريم )) - { سورة الفاتحة }
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ (7) }
***
سلسلة : علوم القرآن الكريم .
الحلقة الاولى : سورة الفاتحة
الاية : ( بسم الله الرحمن الرحيم )
اللغة :
( اسم ) .. اختلف علماء اللغة في اشتقاق الاسم وفيه :
أ - ذهب البصريّون إلى أنه من السّمو وهو العلو .
ب- ذهب الكوفيون إلى أنه مشتق من السّمة وهي العلامة .
وكلاهما صحيح من جهة المعنى .
( الله ) .. علم لا يطلق إلا على المعبود بحقّ خاص لا يشركه فيه غيره ، وهو مرتجل غير مشتق عند الاكثرين وإليه ذهب سيبويه ، فلا يجوز حذف الالف واللام منه .
و قيل : هو مشتق ، ولهم في اشتقاقه قولان :
أ- ان اصله : إِلاه ، على وزن فِعال ، من قولهم : أَلِهَ الرّجل يأله إلاهة ، أي عبد عبادة ،
ثم ادخلت الألف واللام للتعظيم ، ودفع الشّيوع الذي ذهبوا إليه من تسمية أصنامهم وما يعبدونه آلهة من دون الله .
ب- أن أصله : لاه ، ثم أدخلت الألف واللام عليه ، واشتقاقه من : لاه يليه إذا تستر كأنّه ، سبحانه يسمى بذلك لاستتاره واحتجابه عن إدراك الأبصار.
(الرحمن ) .. صيغة فعْلان في اللغة تدل على وصف فعليّ فيه معنى المبالغة للصفات الطارئة كعطشان .
(الرحيم ) .. صيغة فعيل تدل على وصف فعليّ فيه معنى المبالغة للصفات الدائمة الثابتة .
ولهذا قيل : لا يستغنى بأحد الوصفين عن الآخر .
الاعراب :
(بسم ) : جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره " أبتديء " .
وقيل أن الباء هنا : للاستعانة أو للالصاق .
فالجار والمجرور :
أ- في محل نصب مفعول به مقدم أو ابتدائي .
ب- متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف .
وكلاهما جيد .
( الله) : اسم الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة .
( الرحمن ) : نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة .
(الرحيم ) : نعت ثان وعلامة جره الكسرة الظاهرة .
البلاغة :
أ- الأولى في متعلق بسم الله أن يكون فعلا مضارعًا لأنه الأصل في العمل والتمسّك بالأصل أولى ولأنه يفيد التجدّد الاستمراري ، وإنما حذف لكثرة الدوران المتعلق به على الالسنة ، وإذا كان المتعلق به اسمًا فإنه يفيد الديمومة والثبوت كأنما الابتداء بإسم الله حتم دائم في كل ما نمارسه من عمل ونردده من قول .
ب- الإِيجاز بإضافة العام إلى الخاص ويسمى ايجاز قصر .
ج- إذا جعلنا الباء للاستعانة فيكون في الكلام استعارة مكنية تبعية لتشبيهها بارتباط يصل بين المستعين و المستعان به ، وإذا جعلنا الباء للالصاق فيكون في الكلام مجاز علاقته المحلية ، نحو : مررت بزيد ، أي بمكان يقرب منه لا بزيد نفسه .
فوائد :
** هل البسملة اية قرانية ؟
اختلفت آراء أهل الرأي من المسلمين في ذلك، فذهب مالك والأوزاعي إلى أنها ليست من القرآن ومنعا من قراءتها في الفرائض بقول مطلق سواء أكانت في افتتاح الحمد أم في افتتاح السورة بعدها، وسواء قرئت جهراً أم اخفاتاً، نعم أجازا قراءتها في النافلة .
أما أبو حنيفة والثوري واتباعهما فقرأوها في افتتاح أم القرآن لكن اوجبوا اخفاتها حتى في الجهريات وهذا يشعر بموافقتهما لمالك والاوزاعي وربما كان دالا عليه اذ لا نعرف وجهاً لاخفاتها في الجهريات سوى أنها ليست من أم الكتاب.
لكن الشافعي قرأها في الجهريات جهراً وفي الاخفاتيات اخفاتاً وعدها آية من فاتحة الكتاب، وهذا قول أحمد بن حنبل وأبي ثور وأبي عبيد.
أما نحن ـ معشر الامامية ـ فقد أجمعنا تبعاً لأئمة الهدى من أهل بيت النبوة على أنها آية تامة من السبع المثاني .
** يقال لمن قال : بسم الله الرحمن الرحيم : مبسمل ، وهو ضرب من النحت اللغوي .
ومثل بسمل : حوقل ، إذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .
وهيلل ، إذا قال : لا اله إلا الله .
و سبحل ، إذا قال : سبحان الله .
و حمدل ، إذا قال : الحمد لله .
وحيصل وحيعل ، إذا قال : حي على الصلاة وحي على الفلاح .
والنحت عند العرب خاص بالنسبة أي أنهم يأخذون اسمين فينحتون منها اسمًا واحدا.
** كانت قريش قبل البعثة تكتب في أول كتبها : ( باسمك اللهم )
** تكتب بسم الله بغير ألف في البسملة خاصة استغناء عنها بباء الاستعانة بخلاف قوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .
** تحذف الألف من الرحمن لدخول الألف واللام عليها .
( اسم ) .. اختلف علماء اللغة في اشتقاق الاسم وفيه :
أ - ذهب البصريّون إلى أنه من السّمو وهو العلو .
ب- ذهب الكوفيون إلى أنه مشتق من السّمة وهي العلامة .
وكلاهما صحيح من جهة المعنى .
( الله ) .. علم لا يطلق إلا على المعبود بحقّ خاص لا يشركه فيه غيره ، وهو مرتجل غير مشتق عند الاكثرين وإليه ذهب سيبويه ، فلا يجوز حذف الالف واللام منه .
و قيل : هو مشتق ، ولهم في اشتقاقه قولان :
أ- ان اصله : إِلاه ، على وزن فِعال ، من قولهم : أَلِهَ الرّجل يأله إلاهة ، أي عبد عبادة ،
ثم ادخلت الألف واللام للتعظيم ، ودفع الشّيوع الذي ذهبوا إليه من تسمية أصنامهم وما يعبدونه آلهة من دون الله .
ب- أن أصله : لاه ، ثم أدخلت الألف واللام عليه ، واشتقاقه من : لاه يليه إذا تستر كأنّه ، سبحانه يسمى بذلك لاستتاره واحتجابه عن إدراك الأبصار.
(الرحمن ) .. صيغة فعْلان في اللغة تدل على وصف فعليّ فيه معنى المبالغة للصفات الطارئة كعطشان .
(الرحيم ) .. صيغة فعيل تدل على وصف فعليّ فيه معنى المبالغة للصفات الدائمة الثابتة .
ولهذا قيل : لا يستغنى بأحد الوصفين عن الآخر .
الاعراب :
(بسم ) : جار ومجرور متعلقان بمحذوف تقديره " أبتديء " .
وقيل أن الباء هنا : للاستعانة أو للالصاق .
فالجار والمجرور :
أ- في محل نصب مفعول به مقدم أو ابتدائي .
ب- متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف .
وكلاهما جيد .
( الله) : اسم الجلالة مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة .
( الرحمن ) : نعت مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة .
(الرحيم ) : نعت ثان وعلامة جره الكسرة الظاهرة .
البلاغة :
أ- الأولى في متعلق بسم الله أن يكون فعلا مضارعًا لأنه الأصل في العمل والتمسّك بالأصل أولى ولأنه يفيد التجدّد الاستمراري ، وإنما حذف لكثرة الدوران المتعلق به على الالسنة ، وإذا كان المتعلق به اسمًا فإنه يفيد الديمومة والثبوت كأنما الابتداء بإسم الله حتم دائم في كل ما نمارسه من عمل ونردده من قول .
ب- الإِيجاز بإضافة العام إلى الخاص ويسمى ايجاز قصر .
ج- إذا جعلنا الباء للاستعانة فيكون في الكلام استعارة مكنية تبعية لتشبيهها بارتباط يصل بين المستعين و المستعان به ، وإذا جعلنا الباء للالصاق فيكون في الكلام مجاز علاقته المحلية ، نحو : مررت بزيد ، أي بمكان يقرب منه لا بزيد نفسه .
فوائد :
** هل البسملة اية قرانية ؟
اختلفت آراء أهل الرأي من المسلمين في ذلك، فذهب مالك والأوزاعي إلى أنها ليست من القرآن ومنعا من قراءتها في الفرائض بقول مطلق سواء أكانت في افتتاح الحمد أم في افتتاح السورة بعدها، وسواء قرئت جهراً أم اخفاتاً، نعم أجازا قراءتها في النافلة .
أما أبو حنيفة والثوري واتباعهما فقرأوها في افتتاح أم القرآن لكن اوجبوا اخفاتها حتى في الجهريات وهذا يشعر بموافقتهما لمالك والاوزاعي وربما كان دالا عليه اذ لا نعرف وجهاً لاخفاتها في الجهريات سوى أنها ليست من أم الكتاب.
لكن الشافعي قرأها في الجهريات جهراً وفي الاخفاتيات اخفاتاً وعدها آية من فاتحة الكتاب، وهذا قول أحمد بن حنبل وأبي ثور وأبي عبيد.
أما نحن ـ معشر الامامية ـ فقد أجمعنا تبعاً لأئمة الهدى من أهل بيت النبوة على أنها آية تامة من السبع المثاني .
** يقال لمن قال : بسم الله الرحمن الرحيم : مبسمل ، وهو ضرب من النحت اللغوي .
ومثل بسمل : حوقل ، إذا قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .
وهيلل ، إذا قال : لا اله إلا الله .
و سبحل ، إذا قال : سبحان الله .
و حمدل ، إذا قال : الحمد لله .
وحيصل وحيعل ، إذا قال : حي على الصلاة وحي على الفلاح .
والنحت عند العرب خاص بالنسبة أي أنهم يأخذون اسمين فينحتون منها اسمًا واحدا.
** كانت قريش قبل البعثة تكتب في أول كتبها : ( باسمك اللهم )
** تكتب بسم الله بغير ألف في البسملة خاصة استغناء عنها بباء الاستعانة بخلاف قوله تعالى : ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .
** تحذف الألف من الرحمن لدخول الألف واللام عليها .
علي الدرويش
تعليق