قالوا :
صديقك هو كفاية حاجتك .
هو حقلك الذي تزرعه بالمحبة وتحصده بالشكر .
هو مائدتك وموقدك .
لأنك تأتي اليه جائعا ، وتسعى وراءه مستدفئا
فالصديق هو ذاتنا الثانية ، الموجودة خلف المكان والزمان ، فتتحكم بقربه منا او بعده عنا ..
الصديق حقلا يسير فيه ربيع ابتسامتنا ، افراحنا ، همساتنا ، افكارنا ، بأثوابها الخضراء ، فما ان يحل علينا شتاء الفراق ، حتى ندفئ انفسنا بحرارة ذكرياته العذبة ..
ومن المؤلم ان يخطف الزمان منا اصدقاءنا ، كما يخطف الطير طعامه من سكون البحر ... فأيدي الزمان لا تخطف اسمه فقط، وجوده ... بل يخطف جزء من انفسنا ، بل بعضنا ، بل كلنا ...
فما ان نجلس مع وحدتنا حتى تجالسنا ذكراهم ، وتنثر امام اعيننا صفحات حكايتهم ، واحاديثهم ، فنتلوها والدمع يملئ مجامع القلب ، لفراقهم ..
وعند عودته ...
تصبح الروح عصفورا مغردا.. تستقبله بالحان الشوق والمحبه..
وتشد على يديه بقوة ، اكف كلمات الترحيب ...
ويُقدّم له باقة الورد من سويداء القلب ، فرحا بعودته .
لأن عودته ... عودة اجزائنا التي فقدت في لحظة فراقه عنا ...
فأهلا وسهلا بك اختنا الغالية غدير الولاء ...
تعليق