المشاركة الأصلية بواسطة تحت أطباق الثرى
X
-
المشاركة الأصلية بواسطة علي الدرويش(أنه لا يمكن لأحد أن لا يتفلسف..حتى ذاك الذي يعارض الفلسفة و يسعى لأن يبين و يظهرها بمظهر سيء و هو يدلل على ذلك ..و هو إذ يفعل ذلك تجده يتفلسف بضرب من ضروب الفلسفة )
يكفي ان يكون توجيه الذم لكل احد هو <اتهامه> بانه <يتفلسف> كما جرت على ذلك عادة اهلنا لان ذلك يناسب فطرتهم
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام جميعاً
أشكر لكم المتابعة و الاهتمام بالموضوع، ونسأل الله أن يوفقنا لإكمال هذه السلسلة من البحوث حول ضرورة دراسة الفلسفة، فالبحوث القادمة شيّقة جداً خصوصاً البحث المتعلّق بضرورة دراسة الفلسفة لفهم كلام أهل البيت صلوات الله عليهم.
1- الحقيقة أن مسألة الفلسفة منشؤها الأساسي نابع من تلك النزعة الفطرية التي لدى الإنسان لكي يعرف حقيقة الكون من حوله، فالإنسان ذو الفطرة السليمة حتماً سوف يتساءل عن المبدأ (يعني من أين جئنا؟ ) و عن المعاد (إلى أين يتّجه هذا الكون؟) و عمّا بين ذلك من أسئلة كثيرة. و هذه الأمور هي عمدة ما يبحث في علم الحكمة.
و لذلك فإن الدافع الأوّل و الأساسي لدراسة الفلسفة هو دافع فطري موجود في كلّ واحد منّا. و لكن قد يصعب ذلك من جهة ان المناهج الدراسية الفلسفية معدّة لطلاب العلم المتخصّصين، و يندر أن تجد طرحاً مبسّطاً للمواضيع الفلسفية. نعم، نفس العلماء الدارسين للفلسفة يمكن لهم أن يبيّنوا المسائل لغير المتخصّصين، و لذلك تجدون أنّنا في هذا الموضوع نزعم أن دراسة الفلسفة ضرورية لطلاب العلم لأنّ عليهم المعوّل في فهم العقائد بعمق و بيانها للناس بحسب قدرتهم و استيعابهم.
2- نحن في هذا الموضوع زعمنا أنّ دراسة الفلسفة ضرورية لأمرين أساسيين: الأول هو الفهم العميق لعقائدنا نحن، و السرّ في ذلك أن بعض أبواب العقائد تتعرّض لمواضيع عميقة في أغلب الأحيان، و فهم مسائلها بعمق و دقّة ليس متيّسراً بدون دراسة الفلسفة. نعم.. الفهم العامّي البسيط قد يحصل بدون الفلسفة، و لكن من اراد الفهم العميق الدقيق، فلا مفرّ له من دراسة الفلسفة و الحكمة.
و الأمر الثاني: هو من أجل الدفاع عن العقيدة الحقّة أمام سيل الشبهات الذي ما زال يهاجمنا دون توقّف، و الكثير من هذه الشبهات دقيق إلى درجة أنّه لا يمكن دفعه بكلام مبسّط عامّي ولا بد من استعمال الدقّة العقلية و المطالب الفلسفية في ذلك.
3- استجابة لطلب بعض الإخوة نحن ذكرنا قائمة ببعض المطالب التي تعدّ مصداقاً للأمر الأوّل أو الثاني أو لهما معاً، و لكنّنا اكتفينا بعناوين البحوث منعاً للإطالة، و لكن حيث أن الإخوة يرغبون بالإطلاع على نماذج تفصيلية للمسألة فلا بأس بتقديم نموذج واحد على الاقل لكلّ من الأمرين المتقدمين. و هذا ما سنفعله في المشاركات القادمة إن شاء الله.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
نموذج لضرورة دراسة الفلسفة في الفهم العميق للعقائد
بسم الله الرحمن الرحيم
1- في هذا البحث نريد أن نقدّم نموذجاً لكيفية تأثير دراسة الفلسفة على بناء الفهم العقائدي العميق، و المثال يتعلّق بمسألة وصف الله تعالى بأنّه أزلي.
2- لو سألت أي شيعي هل الله تعالى أزلي؟ فسيجيب دون تردّد : نعم الله تعالى أزلي أبدي! و النصوص الدينية الكثيرة تؤيد ذلك .
و لكن المشكلة ستبدأ فيما لو سألته: ماذا يعني كون الله أزلياً؟ و ذلك لأن المعنى المتبادر إلى أذهاننا من هذه الصفة هو أنّ الله موجود قبل وجود المخلوقات و أنه سبحانه و تعالى موجود منذ زمان سحيق و قبل أن توجد المخلوقات بمليارات السنين بل بما لا نهاية له من السنين، فهو سبحانه قديم جدا بحيث لا يوجد زمان يسبق وجوده عزّ و جل بحيث يكون سبحانه معدوماً قبل هذا الزمان ثمّ يوجد من بعده ، بل هو سبحانه لم يزل موجوداً منذ سحيق الأزمان بما لا نهاية له و لا حدّ. هذا هو المعنى العرفي الذي يتبادر إلى ذهن الإنسان من قولنا إنّ الله أزلي.
3- و هنا يأتي دور البحث الفلسفي، حيث يبحث الحكماء عن حقيقة الزمان ما هو؟ و بأي شيء يتعلّق؟ و هذا من البحوث المهمة و العميقة، (و لا يخفى عليكم أن آينشتاين بحث هذا السؤال أعني حقيقة الزمان من ناحية فيزيائية فوصل إلى النظرية النسبية. ولكن لا علاقة لنا بذلك الآن)
حسناً.. فلنعد إلى البحث الفلسفي... لقد توصّل الفلاسفة إلى أن الزمان و المكان إنما تتعلّق بالجسمانيات فقط ، و أنه لا معنى للزمان و إذا عدمت الأجسام ، وأقاموا البراهين على ذلك و لا يسع المجال لتفصيل هذا البحث هنا. و بالتالي فلا يمكن لنا أن نقول بأن الله أزلي بمعنى أنّه موجود منذ سالف الأزمان، لأنّ ذلك يعني إثبات الجسمية له سبحانه و تعالى!! بل لابدّ بأن نلتزم بأنّ الله تعالى هو خالق الزمان و المكان و ذلك لأنّه سبحانه هو خالق الأجسام و الجسمانيات، و الزمان و المكان منتزعة منها، فهو خالقها سبحانه و تعالى.
4- ولكن.. إذا كان الفهم العرفي للزمان غير مقبول و لا يمكن إثباته لله تعالى ، فماذا نفعل بكل هذه النصوص الواردة التي تثبت أنّ الله سابق على خلقه، و أنه أزلي، و أنه قديم إلى غير ذلك من الأوصاف التي تدلّ على هذا المعنى الذي ثبت بطلانه؟ و هنا مرّة أخرى يأتي دور الفلسفة، حيث أثبت الفلاسفة وجود عدّة أنواع من السبق و التأخّر ، و السبق الزماني أحدها، ثمّ بحثوا في مسألة القدم و الحدوث، و أثبتوا أنّ القدم و الحدوث له معنى دقيق يصحّ وصفه تعالى به، و لا يلزم منه هذا المحذور.
و لبيان ذلك باختصار أترككم مع كلمات السيّد العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه في بداية الحكمة حيث يقول:
الفصل الثالث في القدم و الحدوث و أقسامهما
كانت العامة تطلق اللفظتين القديم و الحادث على أمرين يشتركان في الانطباق على زمان واحد إذا كان زمان وجود أحدهما أكثر من زمان وجود الآخر فكان الأكثر زمانا هو القديم و الأقل زمانا هو الحادث و الحديث و هما وصفان إضافيان أي إن الشيء الواحد يكون حادثا بالنسبة إلى شيء و قديما بالنسبة إلى آخر فكان المحصل من مفهوم الحدوث هو مسبوقية الشيء بالعدم في زمان و من مفهوم القدم عدم كونه مسبوقا بذلك.
....
[حتّى يقول قدس سرّه في بيان أنواع الحدوث و القدم]
فمن الحدوث الحدوث الزماني و هو مسبوقية وجود الشيء بالعدم الزماني كمسبوقية اليوم بالعدم في أمس و مسبوقية حوادث اليوم بالعدم في أمس و يقابله القدم الزماني و هو عدم مسبوقية الشيء بالعدم الزماني ....
و من الحدوث الحدوث الذاتي و هو مسبوقية وجود الشيء بالعدم في ذاته كجميع الموجودات الممكنة التي لها الوجود بعلة خارجة من ذاتها و ليس لها في ماهيتها و حد ذاتها إلا العدم.
...
و يقابل الحدوث بهذا المعنى القدم الذاتي و هو عدم مسبوقية الشيء بالعدم في حد ذاتهو إنما يكون فيما كانت الذات عين حقيقة الوجود الطارد للعدم بذاته و هو الوجود الواجبي الذي ماهيته إنيته.
و إذا استوعبنا هذا الكلام الدقيق فسوف نفهم معنى جديداً للقدم و الحدوث أدقّ بكثير من المعنى العرفي العامّي و حتّى من معنى القدم الزماني الذي ذكره الفلاسفة القدماء، فالحدوث هو أن يكون الشيء في حدّ ذاته مسبوقاً بالعدم، بمعنى أنّه في حدّ ذاته لا يقتضي الوجود، و ليس له في ذاته إلا العدم ، و إنما هو موجود بسبب خارجي عن ذاته غير ذاته. و من هذا يظهر أن وجود مثل هذا الشيء مسبوق بالعدم في ذاته و لذا سمّيناه حادثاً، و هذا هو حال جميع الممكنات، لأنه قد ثبت في بحوث أخرى أن كلّ ما له ماهية فإنه لا يقتضي الوجود بذاته بل هو محتاج إلى علّة لتمنحه الوجود. و هذا معنى الحدوث الذاتي.
و أمّا القديم الذاتي الذي يقابل الحادث بهذا المعنى فهو أن يكون الشيء غير مسبوق بالعدم في ذاته.. يعني أن يقتضي بذاته الوجود، فيستحيل عليه العدم، فهذا الشيء ذاته غير مسبوقة بالعدم فهو قديم ذاتاً، و هو معنى حصري لله تعالى.
ملاحظة: لو تأملنا فيما تقدّم فسوف نستنتج دليلاً آخر على وجود واجب الوجود سبحانه و تعالى و ذلك أنّ كل موجودٍ حادثٍ في نفسه (بهذا المعنى الأخير) يدلّ بنفسه على وجود موجود قديم بالذات هو الذي منحه الوجود و هو الله سبحانه و تعالى.
*****
5- و هنا لا يفوتنا أن نلفت نظر الإخوة الكرام إلى أنّ هذه المعاني في الواقع مستفادة من كلمات الأمة المعصومين صلوات الله عليهم، فهم كانوا يرشدون الناس إلى حقيقة المباحث التوحيدية على شكل استدلالات عقلية دقيقة، لأنّ أسلوب الأئمة عليهم السلام في هذه البحوث لم يكن يعتمد على إعطاء معلومات تعبدية كما في روايات الأحكام، بل كانوا يرشدون الناس إلى الاستدلال العقلي القويم و هذا واضح لمن يتأل في كلامهم صلوات الله عليهم في هذه البحوث، و هذا هو سرّ إقناعهم لخصومهم الذين لا يؤمنون بهم.
و قد اقتنص الفلاسفة المسلمون هذه الأفكار الراقية و البراهين الساطعة و صاغوها على شكل نقاط مفصّلة نشأت منها مسائل الحكمة في هذا الباب. و فيما يلي بعض هذه النصوص الرائعة:
- قال أمير المؤمنين عليه السلام: (...سبق الاوقات كونه، و العدم وجوده، و الابتداء ازله ...)
- و قال عليه السلام في كلامه لرجل يدعى ذعلب: (...لا تحويه الاماكن، و لا تصحبه الاوقات، و لا تحده الصفات، و لا تأخذه السنات، سبق الاوقات كونه، و العدم وجوده، و الابتداء ازله ...)
- و عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " إن قيل : كان فعلى تأويل أزلية الوجود، وإن قيل : لم يزل فعلى تأويل نفى العدم ".
[لاحظو أن هذه الرواية السابقة تكاد تكون نصاً في معنى القدم الذاتي الذي بيذنه السيد العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه فيما تقدّم]
- و عن أبي الحسن عليه السلام قال : سألته عن أدنى المعرفة فقال : الاقرار بأنه لا إله غيره ولا شبه له ولا نظير وأنه قديم مثبت موجود غير فقيد وأنه ليس كمثله شئ .
- و عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر عليه السلام فقال : أخبرني عن الله متى كان ؟ فقال له : ويلك ، أخبرني أنت متى لم يكن حتى أخبرك متى كان ، سبحان من لم يزل ولا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا .
- عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : جاء حبر من الأحبار إلى أمير - المؤمنين عليه السلام فقال له : يا أمير المؤمنين متى كان ربك ؟ فقال له : ثكلتك أمك ، و متى لم يكن حتى يقال : متى كان ، كان ربي قبل القبل ، بلا قبل ويكون بعد البعد بلا بعد ، ولا غاية ولا منتهى لغايته ، انقطعت الغايات عنه ، فهو منتهى كل غاية...
- و عن موسى بن جعفر عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان ولا يجري عليه زمان ...
- و عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رأس الجالوت لليهود : إن المسلمين يزعمون أن عليا ، من أجدل الناس وأعلمهم ، اذهبوا بنا إليه لعلي أسأله عن مسألة أخطئه فيها ،
فأتاه فقال : يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن مسألة ، قال : سل عما شئت ،
قال : يا أمير المؤمنين متى كان ربنا ؟ قال : يا يهودي ، إنما يقال : متى كان لمن لم يكن فكان ، هو كائن بلا كينونة كائن كان بلا كيف ، يا يهودي ، كيف يكون له قبل وهو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى ، غاية ولا غاية إليها ، غاية انقطعت الغايات عنه ، فهو غاية كل غاية ، فقال : أشهد أن دينك الحق وأن ما خالفه باطل .
- عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، قال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان ولا حركة ولا انتقال ولا سكون ، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .
- و قال أمير المؤمنين عليه السلام: ... ليس لأوليته ابتداء ، ولا لأزليته انقضاء . هو الأول لم يزل ، والباقي بلا أجل . خرت له الجباه ، ووحدته الشفاه . حد الأشياء عند خلقه لها إبانة له من شبهها . لا تقدره الأوهام بالحدود والحركات ، ولا بالجوارح والأدوات . لا يقال له متى ، ولا يضرب له أمد بحتّى ...
[لاحظ قوله صلوات الله عليه: ولا لأزليته انقضاء ، فهذا يكشف عن أن المقصود من أزليته و قدمه عزّ وجل معنىً غير السبق و القدم الزماني، و هو معنى لا ينقضي !! فالله أزليّ و قديم حتّى بعد خلق المخلوقات لأنّه قديم بالذات و هي حادثة بالذات كما تقدّم]
*****
نرجو أن يكون هذا المثال وافياً في بيان ما اردنا من الحاجة للدراسة الفلسفية لفهم عقائدنا بعمق، و في المشاركة القادمة سنتعرّض لمدارس التشكيك و السفسطة إن شاء الله كمثال على دور الفلسفة في ردّ الشبهات.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
اخي العزيز انوار الملكوت
نشكرك جزيل الشكر على ما تقدمه لنا من مواضيع قيمة على طبق من ذهب .
اعجبني كثيراً شرحك لموضوع ازلية الله و ما قدمته دليل واضح على حاجتنا للفلسفة لفهم العقائد بطريقة صحيحة و عميقة .
في الواقع ان نهي البعض عن دراسة الفلسفة و محاولة التقليل من اهميتها لامر مستغرب لم اجد له اي مبرر منطقي
خاصة بعد قراءتنا لهذا الموضوع و بعد الامثلة العملية التي قدمتها و بعد البحث القيم للاخ جابر في موضوعه : "قائمة بأهم الفلاسفة الشيعة خلال ألف عام من تاريخ التشيّع"
الالاف من علمائنا يفنون حياتهم في درس و تدريس الفلسفة ثم يقدمون للبشرية ابحاثهم الفلسفية في مواضيع حساسة تستهدف عقائدنا و امور فكرية و اجتماعية اخرة و يبطلون اشكاليات كل المدارس الفلسفية المنحرفة و يشرحون عقائدنا بعمق و يوضحون دقائق الامور... ثم بعد ذلك ياتي البعض و يدعوا بكل بساطة لعدم درس الفلسفة الاسلامية و ينهى عنها هذه خيانة و طعن بالظهر لكبار علمائنا فهذه دعوى لعدم الاستفادة من جهودهم و ابحاثهم و من فكرهم النير و هي دعوى لعدم الفهم و التعمق بمسائل الدين و الفكر .
اخي العزيز اكرر خالص شكري
و انتظر بفارغ الصبر مشاركاتكم حولة السفسطائية
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة علي اميري 82
اخي العزيز انوار الملكوت
نشكرك جزيل الشكر على ما تقدمه لنا من مواضيع قيمة على طبق من ذهب .
اعجبني كثيراً شرحك لموضوع ازلية الله و ما قدمته دليل واضح على حاجتنا للفلسفة لفهم العقائد بطريقة صحيحة و عميقة .
في الواقع ان نهي البعض عن دراسة الفلسفة و محاولة التقليل من اهميتها لامر مستغرب لم اجد له اي مبرر منطقي
خاصة بعد قراءتنا لهذا الموضوع و بعد الامثلة العملية التي قدمتها و بعد البحث القيم للاخ جابر في موضوعه : "قائمة بأهم الفلاسفة الشيعة خلال ألف عام من تاريخ التشيّع"
الالاف من علمائنا يفنون حياتهم في درس و تدريس الفلسفة ثم يقدمون للبشرية ابحاثهم الفلسفية في مواضيع حساسة تستهدف عقائدنا و امور فكرية و اجتماعية اخرة و يبطلون اشكاليات كل المدارس الفلسفية المنحرفة و يشرحون عقائدنا بعمق و يوضحون دقائق الامور... ثم بعد ذلك ياتي البعض و يدعوا بكل بساطة لعدم درس الفلسفة الاسلامية و ينهى عنها هذه خيانة و طعن بالظهر لكبار علمائنا فهذه دعوى لعدم الاستفادة من جهودهم و ابحاثهم و من فكرهم النير و هي دعوى لعدم الفهم و التعمق بمسائل الدين و الفكر .
اخي العزيز اكرر خالص شكري
و انتظر بفارغ الصبر مشاركاتكم حولة السفسطائية
أضم صوتي لصوت الأخ علي أميري، وفعلاً ننتظر مشاركتكم حول التشكيكيّين والسفسطائيين بفارغ الصبر.
والحمد لله ربّ العالمين
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
نموذج لضرورة دراسة الفلسفة في الرد على السفسطائيين
بسم الله الرحمن الرحيم
إخوتي الكرام..
يسعدني كثيراً متابعتكم، و يسعدني أكثر أنكم بدأتم تستوعبون المراد من البحث نفسه، و سترون مع هذا المثال كيف أن الصورة ستصير أوضح و أوضح إن شاء الله.
1- لن أتعرّض في هذا المثال إلى تاريخ التشكيك والسفسطة كثيراً إلا بالمقدار الضروري، و لكن الفت نظر الإخوة أنّه من المفيد بشكل عام أن يطلع الإنسان على تاريخ نشوء الآراء و العقائد المختلفة.
2- لكي نفهم المقصود من مدارس التشكيك و السفسطائية لابدّ أن نميز بين نوعين أساسيين من البحث الفلسفي:
النوع الأول: هو الفلسفة التي تبحث في حقائق الوجود و الكون الذي من حولنا، و تحاول معرفة أقسام الوجود، و أحكام كل قسم و العلاقة الرابطة بين الأقسام، و علل الوجود انتهاء بعلة العلل و هو واجب الوجود و أسمائه و صفاته.
النوع الثاني: هو ما يسمى بنظرية المعرفة، و هذا البحث يحاول أن يحدد قيمة المعرفة البشرية، ويحاول الإجابة عن الأسئلة التي من هذا القبيل: هل ما ندركه في عقولنا مطابق للواقع الخارجي؟ إلى أي درجة هو مطابق؟ هل ما يحكم العقل بأنه موجود في الخارج موجود فعلاً، أم أن هناك انفصاماً بين إدراكنا و بين الواقع الخارجي؟ بل هل هناك واقع خارجي من الأساس؟
3- إن الفلسفة الإسلامية تبدأ أولى خطواتها بالتصريح باعتقادها بوجود الواقع الخارجي، و أن إدراكنا لهذا الواقع الخارجي صحيح و يعكس الواقع بدقة. يقول السيد العلامة الطباطبائي في مقدمة كتابه الرائع بداية الحكمة:
الحكمة الإلهية علم يبحث فيه عن أحوال الموجود بما هو موجود و موضوعها الذي يبحث فيه عن أعراضه الذاتية هو الموجود بما هو موجود و غايتها معرفة الموجودات على وجه كلي و تمييزها مما ليس بموجود حقيقي.
توضيح ذلك أن الإنسان يجد من نفسه أن لنفسه حقيقة و واقعية و أن هناك حقيقة و واقعية وراء نفسه و أن له أن يصيبها فلا يطلب شيئا من الأشياء و لا يقصده إلا من جهة أنه هو ذلك الشيء في الواقع و لا يهرب من شيء و لا يندفع عنه إلا لكونه هو ذلك الشيء في الحقيقة.
فالطفل الذي يطلب الضرع مثلا إنما يطلب ما هو بحسب الواقع لبن لا ما هو بحسب التوهم و الحسبان كذلك.
و الإنسان الذي يهرب من سبع إنما يهرب مما هو بحسب الحقيقة سبع لا بحسب التوهم و الخرافة.
لكنه ربما أخطأ في نظره فرأى ما ليس بحق حقا واقعا في الخارج كالبخت و الغول أو اعتقد ما هو حق واقع في الخارج باطلا خرافيا كالنفس المجردة و العقل المجرد فمست الحاجة بادئ بدء إلى معرفة أحوال الموجود بما هو موجود الخاصة به ليميز بها ما هو موجود في الواقع مما ليس كذلك و العلم الباحث عنها هو الحكمة الإلهية.
فالحكمة الإلهية هي العلم الباحث عن أحوال الموجود بما هو موجود و يسمى أيضا الفلسفة الأولى و العلم الأعلى و موضوعه الموجود بما هو موجود و غايته تمييز الموجودات الحقيقية من غيرها و معرفة العلل العالية للوجود و بالأخص العلة الأولى التي إليها تنتهي سلسلة الموجودات و أسمائه الحسنى و صفاته العليا و هو الله عز إسمه.
4- في مقابل ذلك، و مع بداية ما يسمى بعصر التنوير في أوروبا، فإن المفكرين الأوروبيين قد وجدوا أن الدراسة الفلسفية هذه لا تخدم مصالحهم، و ذلك لأنها تثبت بوضوح وجود خالق واحد مسيطر على الكون و تسوق الناس نحو الالتزام بالدين. و هم كانوا يريدون الاستقلال عن الكنيسة و تعاليمها، فعملوا على إبطال الفلسفة من خلال التشكيك في الواقعية التي تقدم ذكرها من السيد العلامة الطباطبائي قدس سرّه. و خلاصة دعواهم تعود إلى اتّجاهين أساسيين:
الاتجاه الأول: التشكيك في وجود واقع خارجي اصلاً. و أتباع هذا المذهب يقولون: ما يدرينا أن هناك واقعاً خارجياً ؟ فربما كان كل شيء وهماً، بل ربما كان نفس وجودنا وهماً.
الاتجاه الثاني: يثبت الواقع الخارجي، و لكنّه يشكك في إدراكنا لهذا الواقع. فهؤلاء يقولون: نحن نشكّ في أن ما ندركه عن الواقع الخارجي صحيح و مطابق فعلاً للواقع الخارجي.
5- و رغم أن كلا الدعويين بديهية البطلان عند من كان سليم الفهم، ولكن هؤلاء قاموا بصياغة ما يشبه الأدلة حتّى صار بعضها شبهات مستعصية استطاعت خداع الكثير من المثقفين فضلا عن عوام الناس. و بسبب ابتعاد عالم الغرب عن دراسة الفلسفة الأصيلة، فقد صار من السهل أن تنطلي عليهم هذه الشبهات، و إذا أضفنا إلى ذلك أنّ هذه الدعوى تساعدهم على الوصول إلى ما يريدون من اللادينية و إنكار الخالق و الحساب و الثواب والعقاب، فقد انتشرت هذه الأفكار بشكل مخيف عندهم، و الأخطر أن ابناء عالمنا الإسلامي الذين درسوا في الغرب عادوا محملين بهذه الأفكار و روّجوا لها بين شبابنا فصار البلاء فيها عاما طاماً، بحيث يُنقل أن الكثير من أبناء العلماء في عواصم العلم الشيعية كالنجف و قم قد أصابتهم هذه الفتنة، فكيف الحال بباقي المدن الإسلامية؟!
6- ولكن يأبى الله إلا أن يتمّ نوره، فبحمد الله و منّه لقد تصدى الفلاسفة المسلمون لهذه التشكيكات ببحوث واستدلالات قوية استطاعت أن تعكس هذه الموجة بل إن بعض هذه الكتب قد ترجم إلى اللغات الأجنبية و صارت تعتبر من أفضل الردود على هذه الإشكالات في العالم الغربي. و هذا البحث هو ما يسمى بنظرية المعرفة حالياً.
7- و من الجيد أن نعرض بعض نماذج هذه الإشكالات و كيفية جواب الفلاسفة عليها، و نبدأ ببحث جميل جدا للعلامة الطباطبائي فيه فوائد كثيرة و في اثنائه يتعرّض لدفع بعض شبهات السفسطائيين. و سنخصص المشاركة القادمة لكلام سماحته.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
رد العلامة الطباطبائي على بعض شبهات السفسطائيين
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول السيد العلامة الطباطبائي في الفصل الثامن من المرحلة الحادية عشرة من كتابه القيّم بداية الحكمة [لاحظوا أن العبارات الواقعة بين قوسين مربعين هي توضيحات من كاتب هذه السطور والباقي نص كلام سماحته]:
الفصل الثامن: و ينقسم العلم الحصولي إلى بديهي و نظري
[يبدأ سماحته بالتذكير ببعض المعلومات المذكورة في علم المنطق]
و البديهي منه ما لا يحتاج في تصوره أو التصديق به إلى اكتساب و نظر كتصور مفهوم الشيء و الوحدة و نحوهما و كالتصديق بأن الكل أعظم من جزئه و أن الأربعة زوج و النظري ما يتوقف في تصوره أو التصديق به على اكتساب و نظر كتصور ماهية الإنسان و الفرس و التصديق بأن الزوايا الثلاث من المثلث مساوية لقائمتين و أن الإنسان ذو نفس مجردة.
و العلوم النظرية تنتهي إلى العلوم البديهية و تتبين بها و إلا ذهب الأمر إلى غير النهاية ثم لم يفد علما على ما بين في المنطق.
و البديهيات كثيرة مبينة في المنطق و أولاها بالقبول الأوليات و هي القضايا التي يكفي في التصديق بها تصور الموضوع و المحمول كقولنا الكل أعظم من جزئه و قولنا الشيء لا يسلب عن نفسه.
و أولى الأوليات بالقبول قضية استحالة اجتماع النقيضين و ارتفاعهما
[و هذه القضية بديهية بشرط فهم المراد منها، فإذا فهمنا المراد منها فغننا نسلّم بها بالبداهة دون تفكير، ولذا نوضحها باختصار فنقول: إن نقيض كلّ شيء رفعه، فنقيض الإنسان هو غير الإنسان، و نقيض الحجر هو غير الحجر. فإذا تبين ذلك نقول: إنّ اجتماع النقيضين معناه أن تجد شيئاً يقع مصداقاً لكلا النقيضين مثل أن يكون هناك شيء هو إنسان و غير إنسان فهذا محال بالبداهة و لا يمكن أن يكون، وأما ارتفاع النقيضين فمعناه أن نجد شيئاً لا هو إنسان و لا غير إنسان ، و هذا أيضا محال بالبداهة. و هذا معنى قولهم: النقيضان لا يجتمعان و لا يرتفعان. و هي أساس كل علم و تسمّى أولى الأوائل و أبده البديهيات]
و هي قضية منفصلة حقيقية إما أن يصدق الإيجاب أو يصدق السلب و لا تستغني عنها في إفادة العلم قضيةٌ نظرية و لا بديهية حتى الأوليات فإن قولنا "الكل أعظم من جزئه" إنما يفيد علما إذا كان نقيضه و هو قولنا : ليس الكل بأعظم من جزئه كاذبا.
فهي [أي قضية النقيضان لا يجتمعان ولا يرتفعان هي] أول قضية مصدق بها لا يرتاب فيها ذو شعور و تبتنى عليها العلوم فلو وقع فيها شك سرى ذلك في جميع العلوم و التصديقات.
[بعد أن أتمّ السيد العلامة بحثه، أتبعه بتتمة تتحدّث عن أهم المذاهب السفسطائية فيقسمها إلى ما هو واضح البطلان و لا يمكن أن يصدر إلا من مكابر أو مختلّ، و بين ما هو شبهة ناشئة من الدخول في العلوم العقلية بدون التسلّح بالأدوات الضرورية لذلك فيقول:]
تتمة
السوفسطيُ المنكرُ لوجود العلم [هو] غيرُ مسلم لقضية أولى الأوائل [يعني استحالة اجتماع النقيضين وارتفاعهما المتقدّم شرحها] إذ في تسليمها اعتراف بأن كل قضيتين متناقضتين فإن إحداهما حقة صادقة.
[هل التفتم إلى الاستدلال البسيط الذي أبطل به فخر فلاسفة الشرق مذهب السفسطة ؟ وبعد ذلك يتدرّج في استدراجهم للإقرار و الاعتراف بالحق، فتابعوا معنا]
ثم السوفسطي المدعي لانتفاء العلم و الشاك في كل شيء إن اعترف بأنه يعلم أنه شاك فقد اعترف بعلمٍ ما و سلم قضية أولى الأوائل فأمكن أن يلزم بعلوم كثيرة تماثل علمه بأنه شاك كعلمه بأنه يرى و يسمع و يلمس و يذوق و يشم و أنه ربما جاع فقصد ما يشبعه أو ظمأ فقصد ما يرويه و إذا ألزم بها ألزم بما دونها من العلوم لأن العلم ينتهي إلى الحس كما تقدم.
و إن لم يعترف بأنه يعلم أنه شاك بل أظهر أنه شاك في كل شيء و شاك في شكه لا يدري شيئا [مما تقدّم استطاع العلامة إقامة الحجة على السفسطائي بواسطة إقراره بأي أمر حتّى بأنه يعلم بأنه شاك!!! و لكن في هذا الفرض يتعرّض لمن أنكر كلّ شيء فهذا لا يمكن الانطلاق معه من أي نقطة وبالتالي فمثل هذا قد...] سقطت معه المحاجة و لم ينجع فيه برهان ، و هذا الإنسان إما مبتلى بمرض أورثه اختلالا في الإدراك فليراجع الطبيب و إما معاند للحق يُظهر ما يُظهر لدحضه فليُضرب و ليؤلم و ليمنع مما يقصده و يريده و ليؤمر بما يبغضه و يكرهه إذ لا يرى حقيقة لشيء من ذلك.
[هل التفت الإخوة إلى ما يريده السيد الطباطبائي قدس سره؟ فهو لا يريد ان يضربه عقوبة بل يريد أن ينتزع منه إقرارا بواقعية الأشياء من خلال تعريضه لهذه الامور التي يكرهها، لأنه يزعم أنه لا يوجد شيء واقعي حوله، فإذا تعرّض للعقوبة فهو سيعترض على ذلك، و حينئذٍ يقال له: من قال أن الألم الذي تعرّضت له حقيقي، و هكذا يضطر لترك المكابرة و الاعتراف بالحق ما لم يكن مريضاً مختلاً.]
[و هنا ينبّه السيد العلامة على خطورة الورود في البحث الفلسفي لمن لم يتسلّح بأدواته]
نعم ربما راجع بعضهم هذه العلوم العقلية و هو غير مسلح بالأصول المنطقية و لا متدرب في صناعة البرهان فشاهد اختلاف الباحثين في المسائل بين الإثبات و النفي و الحجج التي أقاموها على كل من طرفي النقيض و لم يقدر لقلة بضاعته على تمييز الحق من الباطل فتسلّم [أي قَبِل و اعتقد بها] طرفي النقيض في مسألة بعد مسألة فأساء الظن بالمنطق و زعم أن العلوم نسبية غير ثابتة و الحقيقة بالنسبة إلى كل باحث ما دلت عليه حجته.
و ليُعالَج أمثال هؤلاء بإيضاح القوانين المنطقية و إراءة قضايا بديهية لا تقبل الترديد في حال من الأحوال كضرورة ثبوت الشيء لنفسه و استحالة سلبه عن نفسه و غير ذلك و ليبالغ في تفهيم معاني أجزاء القضايا و ليؤمروا أن يتعلموا العلوم الرياضية.
[وبعد بيان هذه الأمور ينتقل السيد العلامة إلى أقسام أخرى من السفسطائيين و هم أخطر من القسم السابق:]
و هاهنا طائفتان أخريان من الشكاكين فطائفة يتسلمون الإنسان و إدراكاته [أي يسلّمون بها و يقبلون بها ولكنّهم .. ] ويُظهرون الشك في ما وراء ذلك فيقولون: نحن و إدراكاتنا و نشك فيما وراء ذلك.
و طائفة أخرى تفطنوا بما في قولهم نحن و إدراكاتنا من الاعتراف بحقائق كثيرة من أناسي و إدراكات لهم و تلك حقائق خارجية فبدلوا الكلام بقولهم: أنا و إدراكاتي و ما وراء ذلك مشكوك.
و يدفعه أن الإنسان ربما يخطي في إدراكاته كما في موارد أخطاء الباصرة و اللامسة و غيرها من أغلاط الفكر و لو لا أن هناك حقائق خارجة من الإنسان و إدراكاته تنطبق عليها إدراكاته أو لا تنطبق لم يستقم ذلك بالضرورة.
[يعني لولا أن هناك أمراً واقعياً خارجيا يمكننا أن نقيس إدراكاتنا عليه لما عرفنا أن بعض معلوماتنا و إدراكاتنا خاطئة. لاحظوا كيف استدلّ بمعرفتنا بخطأ إدراكاتنا على ثبوت الواقعية، و هو من طرائف الأدلة]
و ربما قيل إن قول هؤلاء ليس من السفسطة في شيء بل المراد أن من المحتمل أن لا تنطبق الصور الظاهرة للحواس بعينها على الأمور الخارجية بما لها من الحقيقة كما قيل إن الصوت بما له من الهوية الظاهرة على السمع ليس له وجود في خارجه بل السمع إذا اتصل بالارتعاش [أي التردد الموجي] بعدد كذا ظهر في السمع في صورة الصوت و إذا بلغ عدد الارتعاش كذا ارتعاشا ظهر في البصر في صورة الضوء و اللون فالحواس التي هي مبادي الإدراك لا تكشف عما وراءها من الحقائق و سائر الإدراكات منتهية إلى الحواس.
[هذه الشبهة الأخيرة من أكثر الشبهات تداولاً على ألسنة الغربيين، وقد أحسن السيد قدس سرّه في بيانها و تقريرها، فلاحظوا كيف سيجيب عنها:]
و فيه أن الإدراكات إذا فرضت غير كاشفة عما وراءها فمن أين علم أن هناك حقائق وراء الإدراك لا يكشف عنها الإدراك ثم من أدرك أن حقيقة الصوت في خارج السمع ارتعاش بعدد كذا و حقيقة المبصر في خارج البصر ارتعاش بعدد كذا و هل يصل الإنسان إلى الصواب الذي يخطى فيه الحواس إلا من طريق الإدراك الإنساني.
[جواب نقضي رائع منه قدس سره يكشف الغالطة، و يبين لنا كيف أن الفيلسوف المتمرّس لا تنطلي عليه مثل هذه الشبهات.]
و بعد ذلك كله تجويز أن لا ينطبق مطلق الإدراك على ما وراءه لا يحتمل إلا السفسطة حتى أن قولنا يجوز أن لا ينطبق شيء من إدراكاتنا على الخارج لا يؤمن أن لا يكشف بحسب مفاهيم مفرداته و التصديق الذي فيه عن شيء.
تمّ كلام سماحته في هذا الفصل، و أرجو أن يكون المثال و ما ورد فيه واضحاً، و بيّن الدلالة على ما ندّعيه من ضرورة دراسة الفلسفة للردّ على المخالفين. و غن كان هناك شيء غامض منه فنحن بخدمة الإخوة على قدر فهمنا.
*****ملاحظة: لا يخفى على الإخوة أن هذا النقاش هو عينة بسيطة للبحث مع مفكري الغرب، و إلا فإن لعلمائنا كتباً و بحوثاً مطولة في هذا المجال، و لنفس السيد العلامة الطباطبائي قدس سره كتاب كبير ن جزئين ناقش فيه فلاسفة الغرب (ليسوا كلهم فلاسفة في الواقع بل سفسطائيين، و لكنهم صاروا يسمون السفسطة فلسفة في الغرب للأسف)، و بعد بيان نظرية كل واحد قام بالرد عليها بالتفصيل. و اسم الكتاب (أصول الفلسفة و المذهب الواقعي)، كما أن كتاب السيد الشهيد محمد باقر الصدر (فلسفتنا) يعالج مواضيع مشابهة و يردّ شبهات الشيوعيين الماركسيين في هذا المجال و غيره.
و الحمد لله ربّ العالمين
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
مطالبة بالدليل الثاني
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي العزيز أنوار الملكوت:
زادك الله علماً وفهماً، فلقد أبدعت في بيان حقانيّة الفلسفة، وضرورة دراستها، والمثال الذي أعطيته فتح أمامي الكثير من الآفاق.
نرجو من جنابكم أن تعرضوا الدليل الثاني، فأنتم عنونتم موضوعكم الكريم بأنّه الدليل الأوّل، ممّا جعلنا نفهم أنّ هناك دليلاً ثاني أو أكثر.
من هنا نشدّ على يديك أن تكمل في هذا المضمار وجزاك الله كلّ خير، فقد تلهفت كثيراً للاطلاع على باقي الأدلّة الدالة على ضرورة دراسة هذا العلم الكريم.
والحمد لله ربّ العالمين
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام من الأعضاء و القراء الكرام
1- أشكركم على المتابعة و على المشاركات التي أثرت الموضوع.
2- الأمر كما توقع الأخ (جابر الجعفي) تماماً، فنحن ننوي فعلاً طرح ثلاثة أدلة تبين ضرورة دراسة الفلسفة الإسلامية لطلاب العلوم الدينية، بل نحن ننوي أن نلحقها بموضوع رابع مخصص لمناقشة الإشكالات المطروحة على دراسة الفلسفة واحداً تلو الآخر إن شاء الله، لتصير بذلك سلسلة متكاملة تعالج الموضوع من جوانبه كلها بحول الله و قوته.
3- و أما الدليل الثاني، فهو دليل مهمّ جدا وقد كثر الكلام عنه في الفترة الأخيرة، و نحن تعمدنا أن نترك الجواب حتّى يأتي وقته في موضوع مخصص له، و ها قد حان أوان ذلك. ولذا فقد افردنا له موضوعاً خاصاً عنوانه:
ضرورة دراسة الفلسفة لطلاب العلوم الدينية ـ الدليل الثاني: ضرورتها لفهم كلمات أهل البيت عليهم السلام.فنرجو منكم و من جميع الإخوة الكرام المشاركة الفاعلة و العلمية، كما أرجو ألا تبخلوا على صاحب الموضوع بانتقاداتكم و ملاحظاتكم.
4- سأترك هذا الموضوع مفتوحاً أيضاً، فلعل أحد الإخوة يخطر على باله سؤال أو إشكال في ما أوردناه.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
يكاد هذا الدليل من اعمق واهم الادله
كون ان كل احاديث اهل البيت عليهم السلام مبنية على الاسس العقليه الانسانية لكي تصلح لخطاب بني البشر
كما يعرف احد اساتذتي في سبب وضرورة دراسة علم المنطق مثلا بقوله لكي نفهم كلام محمد وال محمد علهم السلام واللعن الدائم على عدوهم وعجل فرجهم (مع حفظ الفارق)
انشاء الله انا متابع لمفيد ما تعرضه اخي الكرم موفق لكل خير
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
تعليقات خفيفة على الماشي لان الموضوع اخذ حقه وجاوبنا على كل ما فيه
المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الملكوت
2- نحن في هذا الموضوع زعمنا أنّ دراسة الفلسفة ضرورية لأمرين أساسيين: الأول هو الفهم العميق لعقائدنا نحن، و السرّ في ذلك أن بعض أبواب العقائد تتعرّض لمواضيع عميقة في أغلب الأحيان، و فهم مسائلها بعمق و دقّة ليس متيّسراً بدون دراسة الفلسفة. نعم.. الفهم العامّي البسيط قد يحصل بدون الفلسفة، و لكن من اراد الفهم العميق الدقيق، فلا مفرّ له من دراسة الفلسفة و الحكمة.
زعم لم يثبت باي دليل
و الأمر الثاني: هو من أجل الدفاع عن العقيدة الحقّة أمام سيل الشبهات الذي ما زال يهاجمنا دون توقّف، و الكثير من هذه الشبهات دقيق إلى درجة أنّه لا يمكن دفعه بكلام مبسّط عامّي ولا بد من استعمال الدقّة العقلية و المطالب الفلسفية في ذلك.
قلنا هذا مثل تعلم الالمانية لاثبات الحق لمن لاي يتقن الا الالمانية
2- لو سألت أي شيعي هل الله تعالى أزلي؟ فسيجيب دون تردّد : نعم الله تعالى أزلي أبدي! و النصوص الدينية الكثيرة تؤيد ذلك .
و لكن المشكلة ستبدأ فيما لو سألته: ماذا يعني كون الله أزلياً؟ و ذلك لأن المعنى المتبادر إلى أذهاننا من هذه الصفة هو أنّ الله موجود قبل وجود المخلوقات و أنه سبحانه و تعالى موجود منذ زمان سحيق و قبل أن توجد المخلوقات بمليارات السنين بل بما لا نهاية له من السنين، فهو سبحانه قديم جدا بحيث لا يوجد زمان يسبق وجوده عزّ و جل بحيث يكون سبحانه معدوماً قبل هذا الزمان ثمّ يوجد من بعده ، بل هو سبحانه لم يزل موجوداً منذ سحيق الأزمان بما لا نهاية له و لا حدّ. هذا هو المعنى العرفي الذي يتبادر إلى ذهن الإنسان من قولنا إنّ الله أزلي.
يعني هذا هو المثال اللي طلع معك ؟
اذا كان المتبادر الى ذهنك هو هذا فعليك العوض
ما تفكر ان الشيعة مثلك وانهم بحاجة الى الفلاسفة ليفهموهم الف باء العقيدة
لا احد من الشيعة يعتقد انه تعالى موجود منذ <زمن سحيق بما لا نهاية له> لان هذا يعني انه موجود <منذ زمن> قريبا كان ام بعيداً والحال انه هو الذي خلق الزمان والمكان فلا يخضع للزمان والمكان
وهذا كلنا نحن الشيعة نفهمه ونعرفه وندركه
حسناً.. فلنعد إلى البحث الفلسفي... لقد توصّل الفلاسفة إلى أن الزمان و المكان إنما تتعلّق بالجسمانيات فقط
واو
ما هذا الانجاز ؟
بعد ناقص تقول : توصل الفلاسفة الى ان الشمس موجودة
وتوصلوا الى ان الانسان يتنفس
احسن جواب لهذا الكلام الذي لا قيمة له هو <بلا فلسفة> لان اي شخص تقول له هذا الكلام سيجيبك بهذا
بل لابدّ بأن نلتزم بأنّ الله تعالى هو خالق الزمان و المكان و ذلك لأنّه سبحانه هو خالق الأجسام و الجسمانيات، و الزمان و المكان منتزعة منها، فهو خالقها سبحانه و تعالى.
يعني حضرة جنابك كنت تنتظر الفلاسفة حتى يثبتوا لك ان الله خالق الزمان والمكان ؟
يا عيني على هيك عقيدة ما بيعرف صاحبها ان الله خالق الزمان والمكان إلا بالفلسفة
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة علي اميري 82
اخي العزيز انوار الملكوت
نشكرك جزيل الشكر على ما تقدمه لنا من مواضيع قيمة على طبق من ذهب .
اعجبني كثيراً شرحك لموضوع ازلية الله و ما قدمته دليل واضح على حاجتنا للفلسفة لفهم العقائد بطريقة صحيحة و عميقة .عجبني هذا التمثيل الحلو والتطبيل والتزمير لشخص يرى ان الفلسفة فقط هي التي توصله الى حقيقة ان الله خالق الزمان والمكان
المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الملكوت
5- و رغم أن كلا الدعويين بديهية البطلان عند من كان سليم الفهم، ولكن هؤلاء قاموا بصياغة ما يشبه الأدلة حتّى صار بعضها شبهات مستعصية استطاعت خداع الكثير من المثقفين فضلا عن عوام الناس.
- اقتباس
- تعليق
تعليق
-
المشاركة الأصلية بواسطة ابو اسعديكاد هذا الدليل من اعمق واهم الادله
كون ان كل احاديث اهل البيت عليهم السلام مبنية على الاسس العقليه الانسانية لكي تصلح لخطاب بني البشر
كما يعرف احد اساتذتي في سبب وضرورة دراسة علم المنطق مثلا بقوله لكي نفهم كلام محمد وال محمد علهم السلام واللعن الدائم على عدوهم وعجل فرجهم (مع حفظ الفارق)
انشاء الله انا متابع لمفيد ما تعرضه اخي الكرم موفق لكل خير
- اقتباس
- تعليق
تعليق
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
المواضيع | إحصائيات | آخر مشاركة | ||
---|---|---|---|---|
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
|
ردود 2
17 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
02-05-2025, 07:23 AM
|
||
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
|
استجابة 1
12 مشاهدات
0 معجبون
|
آخر مشاركة
بواسطة ibrahim aly awaly
02-05-2025, 09:48 PM
|
تعليق