إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ضرورة دراسة الفلسفة لطلاب العلوم الدينية ـ الدليل الأول: ضرورتها للبحوث العقائدية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    بسم الله الرحمن الرحيم

    1- في هذا البحث نريد أن نقدّم نموذجاً لكيفية تأثير دراسة الفلسفة على بناء الفهم العقائدي العميق، و المثال يتعلّق بمسألة وصف الله تعالى بأنّه أزلي.

    2- لو سألت أي شيعي هل الله تعالى أزلي؟ فسيجيب دون تردّد : نعم الله تعالى أزلي أبدي! و النصوص الدينية الكثيرة تؤيد ذلك .
    و لكن المشكلة ستبدأ فيما لو سألته: ماذا يعني كون الله أزلياً؟ و ذلك لأن المعنى المتبادر إلى أذهاننا من هذه الصفة هو أنّ الله موجود قبل وجود المخلوقات و أنه سبحانه و تعالى موجود منذ زمان سحيق و قبل أن توجد المخلوقات بمليارات السنين بل بما لا نهاية له من السنين، فهو سبحانه قديم جدا بحيث لا يوجد زمان يسبق وجوده عزّ و جل بحيث يكون سبحانه معدوماً قبل هذا الزمان ثمّ يوجد من بعده ، بل هو سبحانه لم يزل موجوداً منذ سحيق الأزمان بما لا نهاية له و لا حدّ. هذا هو المعنى العرفي الذي يتبادر إلى ذهن الإنسان من قولنا إنّ الله أزلي.


    3- و هنا يأتي دور البحث الفلسفي، حيث يبحث الحكماء عن حقيقة الزمان ما هو؟ و بأي شيء يتعلّق؟ و هذا من البحوث المهمة و العميقة، (و لا يخفى عليكم أن آينشتاين بحث هذا السؤال أعني حقيقة الزمان من ناحية فيزيائية فوصل إلى النظرية النسبية. ولكن لا علاقة لنا بذلك الآن)

    حسناً.. فلنعد إلى البحث الفلسفي... لقد توصّل الفلاسفة إلى أن الزمان و المكان إنما تتعلّق بالجسمانيات فقط ، و أنه لا معنى للزمان و إذا عدمت الأجسام ، وأقاموا البراهين على ذلك و لا يسع المجال لتفصيل هذا البحث هنا. و بالتالي فلا يمكن لنا أن نقول بأن الله أزلي بمعنى أنّه موجود منذ سالف الأزمان، لأنّ ذلك يعني إثبات الجسمية له سبحانه و تعالى!! بل لابدّ بأن نلتزم بأنّ الله تعالى هو خالق الزمان و المكان و ذلك لأنّه سبحانه هو خالق الأجسام و الجسمانيات، و الزمان و المكان منتزعة منها، فهو خالقها سبحانه و تعالى.


    4- ولكن.. إذا كان الفهم العرفي للزمان غير مقبول و لا يمكن إثباته لله تعالى ، فماذا نفعل بكل هذه النصوص الواردة التي تثبت أنّ الله سابق على خلقه، و أنه أزلي، و أنه قديم إلى غير ذلك من الأوصاف التي تدلّ على هذا المعنى الذي ثبت بطلانه؟ و هنا مرّة أخرى يأتي دور الفلسفة، حيث أثبت الفلاسفة وجود عدّة أنواع من السبق و التأخّر ، و السبق الزماني أحدها، ثمّ بحثوا في مسألة القدم و الحدوث، و أثبتوا أنّ القدم و الحدوث له معنى دقيق يصحّ وصفه تعالى به، و لا يلزم منه هذا المحذور.

    و لبيان ذلك باختصار أترككم مع كلمات السيّد العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه في بداية الحكمة حيث يقول:
    إقتباس:

    الفصل الثالث في القدم و الحدوث و أقسامهما

    كانت العامة تطلق اللفظتين
    القديم و الحادث على أمرين يشتركان في الانطباق على زمان واحد إذا كان زمان وجود أحدهما أكثر من زمان وجود الآخر فكان الأكثر زمانا هو القديم و الأقل زمانا هو الحادث و الحديث و هما وصفان إضافيان أي إن الشي‏ء الواحد يكون حادثا بالنسبة إلى شي‏ء و قديما بالنسبة إلى آخر فكان المحصل من مفهوم الحدوث هو مسبوقية الشي‏ء بالعدم في زمان و من مفهوم القدم عدم كونه مسبوقا بذلك.
    ....
    [حتّى يقول قدس سرّه في بيان أنواع الحدوث و القدم]
    فمن الحدوث
    الحدوث الزماني و هو مسبوقية وجود الشي‏ء بالعدم الزماني كمسبوقية اليوم بالعدم في أمس و مسبوقية حوادث اليوم بالعدم في أمس و يقابله القدم الزماني و هو عدم مسبوقية الشي‏ء بالعدم الزماني ....

    و من الحدوث
    الحدوث الذاتي و هو مسبوقية وجود الشي‏ء بالعدم في ذاته كجميع الموجودات الممكنة التي لها الوجود بعلة خارجة من ذاتها و ليس لها في ماهيتها و حد ذاتها إلا العدم.
    ...
    و يقابل الحدوث بهذا المعنى
    القدم الذاتي و هو عدم مسبوقية الشي‏ء بالعدم في حد ذاته
    و إنما يكون فيما كانت الذات عين حقيقة الوجود الطارد للعدم بذاته و هو الوجود الواجبي الذي ماهيته إنيته.



    و إذا استوعبنا هذا الكلام الدقيق فسوف نفهم معنى جديداً للقدم و الحدوث أدقّ بكثير من المعنى العرفي العامّي و حتّى من معنى القدم الزماني الذي ذكره الفلاسفة القدماء، فالحدوث هو أن يكون الشيء في حدّ ذاته مسبوقاً بالعدم، بمعنى أنّه في حدّ ذاته لا يقتضي الوجود، و ليس له في ذاته إلا العدم ، و إنما هو موجود بسبب خارجي عن ذاته غير ذاته. و من هذا يظهر أن
    وجود مثل هذا الشيء مسبوق بالعدم في ذاته و لذا سمّيناه حادثاً، و هذا هو حال جميع الممكنات، لأنه قد ثبت في بحوث أخرى أن كلّ ما له ماهية فإنه لا يقتضي الوجود بذاته بل هو محتاج إلى علّة لتمنحه الوجود. و هذا معنى الحدوث الذاتي.

    و أمّا القديم الذاتي الذي يقابل الحادث بهذا المعنى فهو أن يكون الشيء غير مسبوق بالعدم في ذاته.. يعني أن يقتضي بذاته الوجود، فيستحيل عليه العدم، فهذا الشيء ذاته غير مسبوقة بالعدم فهو قديم ذاتاً، و هو معنى حصري لله تعالى.

    ملاحظة: لو تأملنا فيما تقدّم فسوف نستنتج دليلاً آخر على وجود واجب الوجود سبحانه و تعالى و ذلك أنّ كل موجودٍ حادثٍ في نفسه (بهذا المعنى الأخير) يدلّ بنفسه على وجود موجود قديم بالذات هو الذي منحه الوجود و هو الله سبحانه و تعالى.

    *****

    5- و هنا لا يفوتنا أن نلفت نظر الإخوة الكرام إلى أنّ هذه المعاني في الواقع مستفادة من كلمات الأمة المعصومين صلوات الله عليهم، فهم كانوا يرشدون الناس إلى حقيقة المباحث التوحيدية على شكل استدلالات عقلية دقيقة، لأنّ أسلوب الأئمة عليهم السلام في هذه البحوث لم يكن يعتمد على إعطاء معلومات تعبدية كما في روايات الأحكام، بل كانوا يرشدون الناس إلى الاستدلال العقلي القويم و هذا واضح لمن يتأل في كلامهم صلوات الله عليهم في هذه البحوث، و هذا هو سرّ إقناعهم لخصومهم الذين لا يؤمنون بهم.

    و قد اقتنص الفلاسفة المسلمون هذه الأفكار الراقية و البراهين الساطعة و صاغوها على شكل نقاط مفصّلة نشأت منها مسائل الحكمة في هذا الباب. و فيما يلي بعض هذه النصوص الرائعة:
    إقتباس:

    - قال أمير المؤمنين عليه السلام: (...
    سبق الاوقات كونه، و العدم وجوده، و الابتداء ازله‏ ...)

    - و قال عليه السلام في كلامه لرجل يدعى ذعلب: (...لا تحويه الاماكن،
    و لا تصحبه الاوقات، و لا تحده الصفات، و لا تأخذه السنات، سبق الاوقات كونه، و العدم وجوده، و الابتداء ازله ...)

    - و عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : " إن قيل : كان فعلى تأويل أزلية الوجود، وإن قيل : لم يزل فعلى تأويل نفى العدم ".

    [لاحظو أن هذه الرواية السابقة تكاد تكون نصاً في معنى القدم الذاتي الذي بيذنه السيد العلامة الطباطبائي رضوان الله عليه فيما تقدّم]

    - و عن أبي الحسن عليه السلام قال : سألته عن أدنى المعرفة فقال : الاقرار بأنه لا إله غيره ولا شبه له ولا نظير
    وأنه قديم مثبت موجود غير فقيد وأنه ليس كمثله شئ .

    - و عن أبي حمزة الثمالي ، قال : سأل نافع بن الأزرق أبا جعفر عليه السلام فقال : أخبرني عن الله
    متى كان ؟ فقال له : ويلك ، أخبرني أنت متى لم يكن حتى أخبرك متى كان ، سبحان من لم يزل ولا يزال فردا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا .

    - عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : جاء حبر من الأحبار إلى أمير - المؤمنين عليه السلام فقال له : يا أمير المؤمنين
    متى كان ربك ؟ فقال له : ثكلتك أمك ، و متى لم يكن حتى يقال : متى كان ، كان ربي قبل القبل ، بلا قبل ويكون بعد البعد بلا بعد ، ولا غاية ولا منتهى لغايته ، انقطعت الغايات عنه ، فهو منتهى كل غاية...

    - و عن موسى بن جعفر عليه السلام: إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بمكان
    ولا يجري عليه زمان ...

    - و عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رأس الجالوت لليهود : إن المسلمين يزعمون أن عليا ، من أجدل الناس وأعلمهم ، اذهبوا بنا إليه لعلي أسأله عن مسألة أخطئه فيها ،
    فأتاه فقال : يا أمير المؤمنين إني أريد أن أسألك عن مسألة ، قال : سل عما شئت ،
    قال : يا أمير المؤمنين
    متى كان ربنا ؟ قال : يا يهودي ، إنما يقال : متى كان لمن لم يكن فكان ، هو كائن بلا كينونة كائن كان بلا كيف ، يا يهودي ، كيف يكون له قبل وهو قبل القبل بلا غاية ولا منتهى ، غاية ولا غاية إليها ، غاية انقطعت الغايات عنه ، فهو غاية كل غاية ، فقال : أشهد أن دينك الحق وأن ما خالفه باطل .

    - عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام ، قال : إن الله تبارك وتعالى لا يوصف بزمان ولا مكان ولا حركة ولا انتقال ولا سكون ، بل هو خالق الزمان والمكان والحركة والسكون ، تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا .

    - و قال أمير المؤمنين عليه السلام: ... ليس لأوليته ابتداء ، ولا لأزليته انقضاء . هو الأول لم يزل ، والباقي بلا أجل . خرت له الجباه ، ووحدته الشفاه . حد الأشياء عند خلقه لها إبانة له من شبهها . لا تقدره الأوهام بالحدود والحركات ، ولا بالجوارح والأدوات . لا يقال له متى ، ولا يضرب له أمد بحتّى ...

    [لاحظ قوله صلوات الله عليه: ولا لأزليته انقضاء ، فهذا يكشف عن أن المقصود من أزليته و قدمه عزّ وجل معنىً غير السبق و القدم الزماني، و هو معنى لا ينقضي !! فالله أزليّ و قديم حتّى بعد خلق المخلوقات لأنّه قديم بالذات و هي حادثة بالذات كما تقدّم]




    *****


    نرجو أن يكون هذا المثال وافياً في بيان ما اردنا من الحاجة للدراسة الفلسفية لفهم عقائدنا بعمق، و في المشاركة القادمة سنتعرّض لمدارس التشكيك و السفسطة إن شاء الله كمثال على دور الفلسفة في ردّ الشبهات.
    بسم الله الرحمن الرحيم
    سؤال:
    قال أمير المؤمنين عليه السلام: (...سبق الاوقات كونه، و العدم وجوده، و الابتداء ازله‏ ...)
    مامعنى أن وجود الله تبارك وتعالى سابق للأوقات؟؟
    بإنتظار الاجابة من انوار الملكوت او جابر الجعفي ان لم يكونا شخص واحد.

    تعليق


    • #47
      المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد الإمامي
      بسم الله الرحمن الرحيم
      سؤال:
      قال أمير المؤمنين عليه السلام: (...سبق الاوقات كونه، و العدم وجوده، و الابتداء ازله‏ ...)
      مامعنى أن وجود الله تبارك وتعالى سابق للأوقات؟؟
      بإنتظار الاجابة من انوار الملكوت او جابر الجعفي ان لم يكونا شخص واحد.

      1-
      المقصود بالسبق هو السبق الرتبي بحسب الظاهر، لأنّ وجود الله تعالى سابق رتبة على كل شيء بما فيها الزمان، فرتبة الوجود الإلهي المقدس فوق عالم الزمان و المكان. ويؤكد ذلك قوله في آخر العبارة (و الابتداءَ أزلُه) أي و (سبق الابتداء أزله) لأان الجملة معطوفة على الجملة الأولى، فالأزل الإلهي كما بينا في هذا الموضوع سابق بذاته على كل المخلوقات و منها الزمان ، و بالتالي فالأزل الإلهي أزل ذاتي و قدم ذاتي لا قدم زماني بالتوضيح المفصل الذي ذكرناه . و هذا يؤكد ما ذكرناه في موضوعنا من الروايات فشكراً على الرواية الشريفة.
      هذا فهمي القاصر و الله أعلم.

      2- حسناً ماذا عنكم ؟ ما هو تفسيركم أنتم لهذه العبارة؟ سبق أن سألتكم فلم تجيبوا !!! هل ترون أن الأزل و القدم الإلهي هو قدم زماني، و هل تقولون بأن أهل البيت عليهم السلام مثلاً هم حادثون زماناً يعني هم تحت عالم الزمان؟ دعني أوضح السؤال أكثر: لا شك أن أهل البيت مخلوقون مربوبون، و لكن عالم المخلوقات ذو رتب واسعة كثيرة فليس جميع المخلوقات في رتبة واحدة، و الزمان مخلوق أيضا، و هنا نسأل أيهما أعلى رتبة في وجوده و أيهما سابق في وجوده برأيكم أهل البيت عليهم السلام أم الزمان؟
      انتبه يا أخي فهذان سؤالان: الأول: ما هو تفسيركم للأزل الإلهي؟ و الثاني : هل الزمان متقدم رتبة على أهل البيت عليهم السلام؟
      أرجو أن تجيب هذه المرّة!

      3- كلا ليس أنوار الملكوت هو نفسه جابر الجعفي! وتأكّد أنه لو كانا شخصا واحدا لقامت الإدارة بتعطيل أحدهما منذ الأزل !!! نعم، لو كان هذان الشخصان يعملان على تكفير العرفاء أو الترويج لياسر الحبيب لكان من حقّك أن تشك !!



      تعليق


      • #48
        المقصود بالسبق هو السبق الرتبي بحسب الظاهر، لأنّ وجود الله تعالى سابق رتبة على كل شيء بما فيها الزمان، فرتبة الوجود الإلهي المقدس فوق عالم الزمان و المكان. ويؤكد ذلك قوله في آخر العبارة (و الابتداءَ أزلُه) أي و (سبق الابتداء أزله) لأان الجملة معطوفة على الجملة الأولى، فالأزل الإلهي كما بينا في هذا الموضوع سابق بذاته على كل المخلوقات و منها الزمان ، و بالتالي فالأزل الإلهي أزل ذاتي و قدم ذاتي لا قدم زماني بالتوضيح المفصل الذي ذكرناه . و هذا يؤكد ما ذكرناه في موضوعنا من الروايات فشكراً على الرواية الشريفة.
        هذا فهمي القاصر و الله أعلم.
        بسم الله الرحمن الرحيم
        اللهم صل على محمد وال محمد
        بعد ان طرح الزميل انوار الملكوت موضوعه العتيد ليثبت ضرورة دراسة الفلسفة اورد مثالا عمليا يثبت الحاجة للفلسفة في تفسير العقائد وكلام المعصومين عليهم السلام وسنلاحظ ان نفس هذا النموذج يثبت بطلان الفلسفة وضرورة ترك دراسة هذه الترهات وان هذه الفلسفة لانتيجة فيها سوى انكار الضروريات الدينية وتحريف كلام المعصومين عليهم السلام.
        من المعلوم ان الثابت عن اهل الاسلام هو حدوث العالم (ماسوى الله) اي مسبوقيته بالعدم مطلقا وقدم الباري تعالى بمعنى عدم مسبوقيته بالعدم مطلقا.
        ولكن اغلب الفلاسفة خالفوا البديهيات وقالوا بقدم العالم واثبتوا لله تعالى شريكا في قدمه وتبعهم على ذلك بعض الذين تأثروا بالعقائد اليونانية المستوردة فحاولو ترقيع هذه العقيدة الكفرية فقالوا بالحدوث الذاتي وقالوا بالتقدم الرتبي.
        اقوال بعض العلماء

        يقول الشيخ ابو الفتح الكراكجي في كنز الفوائد:
        (أعلم إن الملاحدة لما لم تجد حيلة تدفع بها تقدم الصانع على الصنعة ، قالت :إنه متقدم عليها تقدم ر
        تبة لاتقدم زمان.)

        وقال المحقق الدواني في كتاب شرح العقايد العضديّة :

        المتبادر من الحدوث الوجود بعد أن لم يكن ، بعديّة زمانيّة ، والحدوث الذاتي مجرد اصطلاح من الفلاسفة .
        قول المحقق الشيخ محمّد تقي الآملي (المتوفى 1391)
        قال : لابد لتصوّر مسبوقية وجود العالم عن عدمه الواقعي الفكّي الغير المجامع لوجوده من مخلص آخر ، إذ القول بحدوث العالم كذلك من ضروريات الدين ، بل المتفق عليه بين أهل الملل والنحل .
        فلا ينبغي القناعة في المقام بالقول بحدوث العالم ذاتاًـ بمعنى تأخره عن العدم المجامع مع وجوده كما عليه بعض الحكماء ـ لأنه مخالف مع قول المليين فتدبّر ودقّق النظر ؛
        لأنّ المقام مزلّة الأقدام . . (درر الفوائد ، تعليقة على شرح المنظومة : 261 ، مؤسسة اسماعيليان قم ).

        قول السيد أحمد الخوانساري رحمه‏الله(المتوفى 1405)
        قال بعد تصريحه بقوله : منع قدم العالم وعدم تناهي النفوس :
        إجماع المليين على الحدوث الزماني لا الحدوث الذاتي ولا الحدوث الثابت من جهة الحركة الجوهرية(
        عقائد الحقة : 166) . .

        أما ماذكره الزميل من شبهة ان الله ان كان قديما يلزم منه ان يكون خاضع للزمان؟
        فجوابه : الحدوث الذي نقول به هو الايجاد من العدم والقدم هو كون الباري موجود قبل الزمان وقبل كل المخلوقات لامن عدم كان . والزمان ايضا حادث.فإن قيل ان سبق الباري للاشياء يلزم منه تعلقه بالزمان فيلزم المحذور
        قلنا :إن قبلية الباري للاشياء وبعدية الاشياء للباري ليست بمعنى القبلية والبعدية الزمانية انما هي من ضيق العبارة وكذلك سابقية الله للزمان فالانسان لايستطيع تصور الشيء من دون تصوره في زمان حتى مرحلة ماقبل الزمان لايستطيع الانسان ان يتصورها من دون زمان ولكن الاستدلال العقلي يوصل الى قبلية الباري تعالى لكل شيء من زمان وبقية المحدثات فتعذر تصور الذهن الانساني للاشياء مطلقا من دون زمان لايعارض طريق العقل في اثبات وجود الباري تعالى قبل الزمان وانه تعالى موجد الاشياء ومبتدعها لامن شيء.
        لذا فيا اخواني المتابعين اود ان احذركم من الاخذ بكل ماادعاه صاحبه الانتساب للعقل فكما قال الشيخ الاملي فإن المقام مزلة الاقدام وماهذه العقيدة الا انكار لمعنى خلق الله للاشياء من العدم واثبات الشركاء لله.
        قال الصادق علیه السلام : ُ لَوْ کَانَ مَعَهُ شَیْ‏ءٌ فِی بَقَائِهِ لَمْ یَجُزْ أَنْ یَکُونَ خَالِقاً لَهُ لِأَنَّهُ لَمْ یَزَلْ مَعَهُ فَکَیْفَ یَکُونُ خَالِقاً لِمَنْ لَمْ یَزَلْ مَعَه‏.( الکافی ج ۱ص۱۲۰)
        والحمد لله رب العالمين
        نسألكم الدعاء


        تعليق


        • #49
          بسم الله الرحمن الرحيم

          الأخ (أبو محمد الإمامي)

          1- أشكرك على الجواب، فالكثير من الإخوة عندما يصلون إلى هذه النقطة يدركون الورطة التي وقعوا فيها و يتركون الجواب، و أنا تعجبني شجاعتك و مواصلتك للحوار، فأرجو أن تستمر. كما أن الدعوة مفتوحة لجميع الإخوة للمشاركة و النقد و التعليق.

          2- نحن يا أخي لا نقبل في المباحث العقائدية إلا الادلة المأخوذة من القرآن الكريم أو السنة الشريفة (الواردة عن المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام) أو العقل (بشرط انطباق شروط البرهان على دليله كما شرحنا مراراً). و لا نقبل آراء العلماء المجردة عن الدليل كحجة في الأمور العقائدية فنحن مع احترامنا الشديد للعلماء الذين ذكرتهم إلا أنهم لا يمثلون مصدراً للاحتجاج، كما لا نقبل كلام الحكماء بدون دليل أيضاً.

          3- في المقابل، هل رأيتنا في موضوعنا احتججنا بكلام أرسطو أو ابن سينا أو صدر المتألهين أو حتّى العلامة الطباطبائي (و هو من هو!!) ؟! بل نحن نقلنا من كلام العلامة الطباطبائي استدلاله لأنه أجاد البيان، و المنصف يرى أننا استدللنا بالعقل القطعي و الروايات المتظافرة. بينما نجد دليلكم هو كلام علماء غير معصومين. وبعبارة أخرى أنتم تزعمون أننا نفرض كلام الفلاسفة على الروايات فإذا بكم أنتم تقعون في ما أنكرتم علينا!!!

          4- و أما من الناحية العلمية فتعال ندقق قليلاً فيما كتبتَه يا أخي.. ما هو تعريف القِدَم الزماني الذي ذكرناه نحن (و هو المعنى المفهوم عند الباحثين) و ما هو الحادث الزماني الذي يقابله ؟ و ما هو تعريف القديم الذاتي الذي يقول به الحكماء؟

          الحادث الزماني : هو الشيء الذي يكون وجوده مسبوقاً بزمان كان فيه معدوماً. و يقابله القديم الزماني: و هو الذي لا يكون مسبوقاً بزمان يكون معدوماً فيه.
          أما الحادث الذاتي: فهو الشيء الذي يكون وجوده مسبوقاً بالعدم في ذاته كجميع الموجودات الممكنة التي لها الوجود بعلة خارجة من ذاتها و ليس لها في ماهيتها و حد ذاتها إلا العدم.
          و يقابل الحدوث بهذا المعنى القدم الذاتي و هو عدم مسبوقية الشي‏ء بالعدم في حد ذاته وهذا لا يكون إلا في واجب الوجود سبحانه و تعالى.
          هذا ما بيناه نحن، و أما أنتم فقد عرّفتم الحدوث الذي تقولون به بقولكم :

          الحدوث الذي نقول به هو الايجاد من العدم والقدم هو كون الباري موجود قبل الزمان وقبل كل المخلوقات لامن عدم كان . والزمان ايضا حادث.فإن قيل ان سبق الباري للاشياء يلزم منه تعلقه بالزمان فيلزم المحذور
          قلنا :إن قبلية الباري للاشياء وبعدية الاشياء للباري ليست بمعنى القبلية والبعدية الزمانية
          .....

          و هذا يرد عليه إشكالات :

          أولاً : إذا كان القدم و الحدوث الذي تقولون به هو ليس بمعنى القبلية والبعدية الزمانية : فكيف تزعمون بأن القدم و الحدوث الثابت هو القدم و الحدوث الزماني وأن الإجماع قام عليه؟
          بل ما هو الفرق بين قولكم و بين قول الحكماء ؟!! هل الفرق أنكم تسمونه لفظاً حدوثاً زمانياً فقط؟ و الحال أنكم في المعنى تقولون أن القبلية ليست قبلية زمانية ؟!!

          هذا أول إشكال، و ثاني إشكال هو: ماذا تقولون عن نفس الزمان؟ أليس الكلّ متفقاً على أن الزمان مخلوق؟ حسناً هل هو قديم زماناً أم لا ؟ إذا قلتم بأنه قديم زماناً لزمكم الشرك الذي تتهموننا به. و إن قلتم بأنه حادث زماني عاد السؤال عليكم بأنه الحدوث الزماني لا يكون إلا بالنسبة إلا زمان ما، و الفرض أن الزمان غير مخلوق بعد، فهذا خلف.
          و هذا ما عبر عنه العلامة الطباطبائي قدس الله نفسه الشريفة بقوله:
          "فمِنَ الحدوث: الحدوث الزماني و هو مسبوقية وجود الشي‏ء بالعدم الزماني كمسبوقية اليوم بالعدم في أمس و مسبوقية حوادث اليوم بالعدم في أمس و يقابله القدم الزماني و هو عدم مسبوقية الشي‏ء بالعدم الزماني كمطلق الزمان الذي لا يتقدمه زمان و لا زماني و إلا ثبت الزمان من حيث انتفى هذا خلف. "
          هذا إشكال ثانٍ. و الإشكال الثالث على كلامكم هو: أنّكم تقولون بأن كل من يقول بوجود قديم زماني فهو مشرك بالله!!! فنسألكم: ألستم تقولون بأن الحقيقة المحمدية و "نور نبيك يا جابر" هي أول المخلوقات؟
          حسناً إذا كانت كذلك فهي سابقة في المخلوقية على الزمان و فوق الزمان؟ و بالتالي فهي قديمة زماناً !!! فإن قبلتم أن الحقيقة المحمدية هي أول المخلوقات لزمكم الشرك الذي اتّهمهم به الحكماء، و إن أنكرتم ذلك لزمكم القول بأنها ليست أول المخلوقات و هو بخلاف روايات أهل البيت الواضحة في هذا المجال.

          ولا أدري ما هو الإشكال في أن يكون هناك أحد المخلوقات قديما زمانيا مع الالتزام بكونه مخلوقاً و محتاجاً في وجوده لله تعالى ؟ وكيف يكون ذلك شركاً بالله تعالى؟! يعني هل هناك مانع من أن يخلق الله شيئاً قبل أن يخلق الزمان، ثمّ يبقيه موجوداً حتّى بعد أن ينعدم الزمان؟ هل يجعله هذا شريكاً لله؟ كيف و هو محتاج له في أصل ذاته و وجوده بحيث لو قطع الله فيضه عنه لانعدم.

          5- و أما رواية الإمام الصادق عليه السلام التي ختمتم بها كلامكم فهي في دلالتها أقرب للقدم الذاتي منها للقدم الزماني عند التدبر، وذلك لأن المعية المنفية هنا هي المعية في نفس الرتبة، و الله تعالى وجوده فوق الزمان بشهادة الروايات، فيصير معنى الرواية الشريفة أنه لو كان هناك موجود مشارك لله في الرتبة لكان مستغنياً عن الله تعالى، و بهذا يثبت أن كل مخلوقاته هي متأخرة عنه رتبة و محتاجة له في ذاتها لا تنقطع حاجتها عنه.

          6- ختاماً أحب أن ألفت نظرك يا اخي إلى أن هذا الفقير إنما اختار هذا المثال لعلمي واطلاعي على وجود الخلاف في الآراء فيه بين المتكلمين و الحكماء، و قد اطلعت على الآراء التي نقلتها قبل كتابة الموضوع، و عندي غيرها ، و لكن بعد دراسة الروايات الشريفة و الأدلة العقلية كان واضحاً عندي أن ما ذهب إليه الحكماء هو الأقرب إلى الحق. و الله أعلم.

          تعليق


          • #50
            المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد الإمامي
            بسم الله الرحمن الرحيم

            اللهم صل على محمد وال محمد





            قال الصادق علیه السلام : ُ لَوْ کَانَ مَعَهُ شَیْ‏ءٌ فِی بَقَائِهِ لَمْ یَجُزْ أَنْ یَکُونَ خَالِقاً لَهُ لِأَنَّهُ لَمْ یَزَلْ مَعَهُ فَکَیْفَ یَکُونُ خَالِقاً لِمَنْ لَمْ یَزَلْ مَعَه‏.( الکافی ج ۱ص۱۲۰)

            والحمد لله رب العالمين
            نسألكم الدعاء










            بسم الله الرحمن الرحيم
            اللهم صل على محمد وآل محمد
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

            أخي الكريم ختمت بهذه الرواية الشريفة فماذا تقول فيها؟
            فبما أنك انطوى فيك العالم الأكبر ونموذج مصغّر منه فهل أنت معه في بقائه؟

            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            .

            تعليق


            • #51
              بسم الله الرحمن الرحيم


              الشكر موصول متواصل لكم أخي الكريم أنوار الملكوت، وجزاك الله خيراً عن الإسلام والمسلمين.

              ونحن ننتظر إجابة الأخ الكريم أبو محمد الإمامي على طلب الأخ طالب التوحيد، فنحن نرى تشكيك ونقل أقوال ومن هنا وهناك ولا نرى حلول، ولا أدري لماذا؟

              أتعجّب ممّن يسدّ باب العلم والفهم بعد أن فتحت وشرّعه لنا أهل البيت عليهم السلام على مصراعيه.


              والحمد الله ربّ العالمين

              تعليق


              • #52
                بسم الله الرحمن الرحيم
                و هذا يرد عليه إشكالات :

                أولاً : إذا كان القدم و الحدوث الذي تقولون به هو ليس بمعنى القبلية والبعدية الزمانية : فكيف تزعمون بأن القدم و الحدوث الثابت هو القدم و الحدوث الزماني وأن الإجماع قام عليه؟
                بل ما هو الفرق بين قولكم و بين قول الحكماء ؟!! هل الفرق أنكم تسمونه لفظاً حدوثاً زمانياً فقط؟ و الحال أنكم في المعنى تقولون أن القبلية ليست قبلية زمانية ؟!!
                الفرق هو أننا نقول بوجود العالم بعد العدم وهذا ماينكره الفلاسفة اما لفظ الزماني فقد بينته في المشاركة السابقة فراجع
                هذا أول إشكال، و ثاني إشكال هو: ماذا تقولون عن نفس الزمان؟ أليس الكلّ متفقاً على أن الزمان مخلوق؟ حسناً هل هو قديم زماناً أم لا ؟ إذا قلتم بأنه قديم زماناً لزمكم الشرك الذي تتهموننا به. و إن قلتم بأنه حادث زماني عاد السؤال عليكم بأنه الحدوث الزماني لا يكون إلا بالنسبة إلا زمان ما، و الفرض أن الزمان غير مخلوق بعد، فهذا خلف.
                و هذا ما عبر عنه العلامة الطباطبائي قدس الله نفسه الشريفة بقوله:
                اعتقد انك لم تقرأ مشاركتي السابقة بدقة
                قلنا ان التصور الانساني عاجز عن تصور الشيء بدون زمان ومكان لكن العقل يحكم بحدوثهما وهذا يكفي.

                هذا إشكال ثانٍ. و الإشكال الثالث على كلامكم هو: أنّكم تقولون بأن كل من يقول بوجود قديم زماني فهو مشرك بالله!!! فنسألكم: ألستم تقولون بأن الحقيقة المحمدية و "نور نبيك يا جابر" هي أول المخلوقات؟
                حسناً إذا كانت كذلك فهي سابقة في المخلوقية على الزمان و فوق الزمان؟ و بالتالي فهي قديمة زماناً !!! فإن قبلتم أن الحقيقة المحمدية هي أول المخلوقات لزمكم الشرك الذي اتّهمهم به الحكماء، و إن أنكرتم ذلك لزمكم القول بأنها ليست أول المخلوقات و هو بخلاف روايات أهل البيت الواضحة في هذا المجال.
                الملاك في حدوثها هو وجودها بعد العدم وهذا لاينكره احد ويمكن القول ان الزمان والمكان ظروف تخلق بخلق المخلوقات كقوانين تحكمها فلامعنى لقياسها مع المخلوقات اصلا.

                تعليق


                • #53

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صل على محمد وآل محمد
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  أخي الكريم ختمت بهذه الرواية الشريفة فماذا تقول فيها؟
                  فبما أنك انطوى فيك العالم الأكبر ونموذج مصغّر منه فهل أنت معه في بقائه؟

                  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  اي احد ينكر حدوث العالم بمعنى وجوده بعد عدمه سواء كان قائلا بالقدم او قائلا بالمعاني المحرفة من الحدوث لاحجة له في التفريق بين الخالق والمخلوق فإذا كان العالم موجودا لامن شي فيكون ايجاد الله له محال لأنه من باب تحصيل الحاصل.

                  تعليق


                  • #54
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    الأخ (أبو محمد الإمامي)

                    1- أسعد الله أيامكم و أيام الموالين جميعاً بمولد امير المؤمنين و سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين صلوات الله عليه وعلى أبنائه الطاهرين.

                    2- نحن دقّقنا في كلامكم و لكن يبدو أنكم أنتم لم تدققوا فيه، فكلامكم ينقض بعضه بعضاً. فأنت تقول :

                    الفرق هو أننا نقول بوجود العالم بعد العدم وهذا ماينكره الفلاسفة .
                    و الكلام كل الكلام في (بعد) هذه. أما الفلاسفة فيقولون أن (بعد) هذه ليست زمانية بل ذاتية (ولا أرى ثالثاً لهما). و أنت صرحت بأن القبلية و البعدية ليست زمانية واعترفت بأن ذلك يلزم منه الإشكال المذكور. ومع ذلك فأنت لا تقبل بأنها بعدية ذاتية ، فما هي إذاً؟

                    أرجو أن تجيبني بوضوح:
                    البعديّة المقصودة التي أقول بها هي بعديّة _____________ .

                    طبعاً لا ينفع أن تقول:

                    قلنا ان التصور الانساني عاجز عن تصور الشيء بدون زمان ومكان لكن العقل يحكم بحدوثهما وهذا يكفي.
                    لأننا متفقون على هذا و هو مسلم، و لكن الكلام كلّ الكلام في حكم العقل هذا ، فنحن متفقون أن العقل يحكم بالحدوث ، ولكن أي نوع من الحدوث يحكم به: هل هو الزماني أم الذاتي ؟! وأنتم اعترفتم بأن الحدوث و القبلية و البعدية ليست زمانية . و الحكماء (و هم ارباب البحوث العقلية) يقبلون ذلك و يقولون أن العقل يحكم بان القبلية و البعدية هي قبلية ذاتية (بالشرح المتقدم تفصيلا). فماذا تقول أنت؟

                    أكرر ... أرجو ان تجيب بوضوح:

                    البعدية المقصودة التي أقول بها هي بعدية _____________ .


                    تعليق


                    • #55
                      المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد الإمامي
                      اي احد ينكر حدوث العالم بمعنى وجوده بعد عدمه سواء كان قائلا بالقدم او قائلا بالمعاني المحرفة من الحدوث لاحجة له في التفريق بين الخالق والمخلوق فإذا كان العالم موجودا لامن شي فيكون ايجاد الله له محال لأنه من باب تحصيل الحاصل.
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      اللهم صل على محمد وآل محمد

                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      أخي الكريم أبو محمد الامامي:
                      لم أستطع أن أعرف رأيك بوضوح من هذه الإجابة
                      فأرجو أن توضحها أكثر بما يتوافق مع فهمك للرواية التي احتججت بها
                      والرواية واضحة جدا حسب رؤيتي القاصرة فالإمام يقول لو كان المخلوق موجود معه في بقائه أي مع خالقه لما كان يصح أن يكون ذلك الخالق خالق له، فلا يمكن بل يستحيل حسب كلمات الإمام سلام الله عليه أن توجد علاقة معية بين الخالق والمخلوق،

                      وحيث أنني أرى انني وانك وان هذا الوجود بأكمله بماضيه وحاضره ومستقبله حقيقة لا يمكنني إنكارها فأتسائل ما هي العلاقة التي تربطني وتربطك وتربط كل هذا الوجود زمكانيا مع خالقنا وخالقه، فإن كان يستحيل حسب قول الإمام أن تكون هذه العلاقة علاقة معية فما هي تلك العلاقة إذن؟

                      أرجو منك أخي الكريم أن توضح لي نوع تلك العلاقة التي تربطني وتربطك وتربط الجميع بخالقنا بكلمات محددة وواضحة فأناْ صراحة لم أدرس الفلسفة ولكن أكثرت من قرآئة روايات أهل بيت العصمة سلام الله عليهم أجمعين، مثل هذه الرواية الشريفة وغيرها، ويبدو لي أنك تفهمها جيدا فأرجو أن توضح لي بكلمات محددة تختصر بها عليّ الطريق كأن تقول:
                      العلاقة بين الخالق والمخلوق لا يمكن أن تكون علاقة معية لأن ذلك يقدح بالخالق وإنّ العلاقة التي تربطنا بخالقنا هي علاقة .................
                      أرجو منك أن تملاء الفراغ أخي الكريم أبو محمد الإمامي

                      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      .

                      تعليق


                      • #56
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        اللهم صل على محمد وال محمد

                        أكرر ... أرجو ان تجيب بوضوح:

                        البعدية المقصودة التي أقول بها هي بعدية _____________ .
                        قلنا ان اطلاق البعدية من ضيق العبارة وانت تريد الزامي بالعبارة !!
                        فالاصل هو اثبات وجود العالم بعد العدم
                        فعدم بعده وجود
                        ولكن العدم ليس بشئ حتى نقول ان الوجود بعده فالبعدية تطلق على التتابع بين الاشياء ولكننا نطلقها هنا مجازا او لضيق العبارة كما كررنا مرارا كما في اطلاق الشيئية على الباري تعالى فالقصد منه هو الاثبات فقط فلاوجه لالزامك لنا باللفظ.

                        و الكلام كل الكلام في (بعد) هذه. أما الفلاسفة فيقولون أن (بعد) هذه ليست زمانية بل ذاتية (ولا أرى ثالثاً لهما).
                        ان كنت لاترى ثالث لهما فأنا لارى ثانيا للبعدية الزمانية
                        فماهو الحدوث الذاتي اصلا؟
                        فما معنى ان يكون الشيء مسبوق بالعدم في حد ذاته
                        فإن كان موجود ازلا فما معنى انه يستبطن العدم في ذاته ؟!!
                        وما الدليل ؟
                        هل الدليل هو الامكان؟
                        ماهو الامكان ؟
                        اليس تساوي جواز الوجود والعدم ؟؟
                        كيف يتساويان ونحن نفرض الممكن موجودا ازليا ؟
                        الممكن على مقالتكم لم يكن معدوما ولن يعدم فما معنى ان يستبطن العدم في ذاته؟
                        اليست هذه سفسطة وكلام بلا معنى يؤدي بصاحبه الى الالحاد وانكار وجود الخالق تعالى؟!!

                        تعليق


                        • #57
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          اللهم صل على محمد وآل محمد

                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                          أخي الكريم أبو محمد الامامي:
                          لم أستطع أن أعرف رأيك بوضوح من هذه الإجابة
                          فأرجو أن توضحها أكثر بما يتوافق مع فهمك للرواية التي احتججت بها
                          والرواية واضحة جدا حسب رؤيتي القاصرة فالإمام يقول لو كان المخلوق موجود معه في بقائه أي مع خالقه لما كان يصح أن يكون ذلك الخالق خالق له، فلا يمكن بل يستحيل حسب كلمات الإمام سلام الله عليه أن توجد علاقة معية بين الخالق والمخلوق،

                          وحيث أنني أرى انني وانك وان هذا الوجود بأكمله بماضيه وحاضره ومستقبله حقيقة لا يمكنني إنكارها فأتسائل ما هي العلاقة التي تربطني وتربطك وتربط كل هذا الوجود زمكانيا مع خالقنا وخالقه، فإن كان يستحيل حسب قول الإمام أن تكون هذه العلاقة علاقة معية فما هي تلك العلاقة إذن؟

                          أرجو منك أخي الكريم أن توضح لي نوع تلك العلاقة التي تربطني وتربطك وتربط الجميع بخالقنا بكلمات محددة وواضحة فأناْ صراحة لم أدرس الفلسفة ولكن أكثرت من قرآئة روايات أهل بيت العصمة سلام الله عليهم أجمعين، مثل هذه الرواية الشريفة وغيرها، ويبدو لي أنك تفهمها جيدا فأرجو أن توضح لي بكلمات محددة تختصر بها عليّ الطريق كأن تقول:
                          العلاقة بين الخالق والمخلوق لا يمكن أن تكون علاقة معية لأن ذلك يقدح بالخالق وإنّ العلاقة التي تربطنا بخالقنا هي علاقة .................
                          أرجو منك أن تملاء الفراغ أخي الكريم أبو محمد الإمامي

                          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          اللهم صل على محمد وال الطاهرين
                          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                          الرواية واضحة في نفي ازلية الاشياء مع الباري سبحانه بقرينة قوله عليه السلام ( لأنه لم يزل معه فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه)
                          فلا اعلم كيف استنتجت ان الرواية تفيد نفي المعية مطلقا الا انك مازلت على ماعهدناك من تطبيق افكارك المسبقة على الروايات الشريفة
                          كيف لاتوجد معية والله تعالى يقول:
                          ((هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اين ما كنتم والله بما تعملون بصير))الحديد اية 4

                          اما العلاقة بين وجود الخالق ووجود المخلوق فهي بينونة حقيقية ولاربط ولا اشتراك بين وجود العالم ووجود الباري المتعال سبحانه والله خلو من خلقه والخلق خلو منه ولكنه سبحانه محيط بما خلق علما وقدرة لاذاتا مشرف عليها ممسك بأظلتها.
                          في الكافي الشريف عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى: " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم " فقال، هو واحد واحدي الذات، بائن من خلقه، وبذاك وصف نفسه، " وهو بكل شئ محيط " بالاشراف والاحاطة والقدرة " لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر " بالاحاطة والعلم لا بالذات لان الاماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها الحواية.

                          تعليق


                          • #58
                            المشاركة الأصلية بواسطة أبو محمد الإمامي
                            بسم الله الرحمن الرحيم

                            اللهم صل على محمد وال الطاهرين
                            وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                            الرواية واضحة في نفي ازلية الاشياء مع الباري سبحانه بقرينة قوله عليه السلام ( لأنه لم يزل معه فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه)
                            فلا اعلم كيف استنتجت ان الرواية تفيد نفي المعية مطلقا الا انك مازلت على ماعهدناك من تطبيق افكارك المسبقة على الروايات الشريفة
                            كيف لاتوجد معية والله تعالى يقول:
                            ((هو الذي خلق السماوات والارض في ستة ايام ثم استوى على العرش يعلم ما يلج في الارض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو معكم اين ما كنتم والله بما تعملون بصير))الحديد اية 4

                            اما العلاقة بين وجود الخالق ووجود المخلوق فهي بينونة حقيقية ولاربط ولا اشتراك بين وجود العالم ووجود الباري المتعال سبحانه والله خلو من خلقه والخلق خلو منه ولكنه سبحانه محيط بما خلق علما وقدرة لاذاتا مشرف عليها ممسك بأظلتها.


                            في الكافي الشريف عن أبي عبدالله (عليه السلام) في قوله تعالى: " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم " فقال، هو واحد واحدي الذات، بائن من خلقه، وبذاك وصف نفسه، " وهو بكل شئ محيط " بالاشراف والاحاطة والقدرة " لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الارض ولا أصغر من ذلك ولا أكبر " بالاحاطة والعلم لا بالذات لان الاماكن محدودة تحويها حدود أربعة فإذا كان بالذات لزمها الحواية.





                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            اللهم صل على محمد وآل محمد

                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            أخي الكريم أنوار الملكوت: أرجو أن تعذرنا على التطفل على موضوعكم الجميل والمفيد والذي أتابعه باهتمام كمتابعتي لبقية مواضيعكم العلمية الأخرى المفيدة والجميلة وكان بودي أن اشارككم بها ولكنني لم أدرس الفلسفة فاكتفيت بالإستفادة من علمكم أخي الكريم
                            أخي الكريم ابو محمد الامامي:
                            لو كان الأمر كما تقول فما الفرق بيننا حينها وبين من قالوا أن الله ثالث ثلاثة؟
                            لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

                            فلو كانت هناك بينونة حقيقية بين الله وخلقه فما الفرق حينها بين عقيدة من يعتقدون بكونه تبارك وتعالى ثاني الأول وثالث الإثنين وثالث الثلاثة وبين عقيدة من يقولون انه ثالث ثلاثة؟ فلا فرق بين العقيدتين حينها، فهم يقولون أيضا بالاشراف والاحاطة والقدرة
                            فنحن نعتقد أن الله تبارك وتعالى أول ما أبدع قد أبدع النور الأول وبه خلق كل جميل وأن هذا النور الأول ليس له وجود حقيقي منفصل عن الله تبارك وتعالى وإنما وجوده هو بـــــــــــــــالله تحقق وصار نور مهمته أن يشير للمعنى المعبود، لله الذي تبارك عليه بعلمه وقدرته وحياته حين أبداعه، وللمعنى المعبود الذى تعالى من ان تحيط به العقول أو أن تبلغه الأوهام
                            فلو اعتقدنا أن النور الأول له وجود حقيقي مع المعنى المعبود وبأنهما بائنين عن بعضهما بينونة مكانية يجب أن نعتقد حينها كذلك بأنهما محويان في مكان تتحقق فيه تلك البينونة بينهما
                            فالرواية تنفي حتى امكانية المعية المنفصلة البائنة للنور الأول عنه تبارك وتعالى
                            ولا أعرف له تثبتون للنور الأول معية بائنة عن الله تبارك وتعالى؟
                            والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                            تعليق


                            • #59
                              بسم الله الرحمن الرحيم

                              أولاً أعتذر من الإخوة الكرام على التأخر في الردّ، فقد كنت مشغولاً في الأسبوع الماضي بحيث أنني لم أتمكن من الدخول إلى المنتدى أصلاً. ولعل انشغالي سيكثر في الفترة القادمة فأطلب المعذرة إن تأخرت في الجواب.

                              *****

                              الأخ (طالب التوحيد)
                              الموضوع مفتوح في المنبر الحرّ لكي يشارك الجميع برأيه، و مشاركاتكم موضوع تقدير وترحيب دائماً، و نحن نستفيد منكم كذلك .

                              *****

                              الأخ (أبو محمد الإمامي)
                              1- في الحقيقة إن جوابكم الأخير هو أفضل دليل على صحة ما ادّعيناه في موضوعنا هذا و هو ضرورة دراسة الحكمة لفهم العقائد بعمق و دقة. فأنتم يا أخي العزيز من حيث لا تشعرون قد تخبطتم كثيراً في شرحكم لمسألة القدم و الحدوث بسبب عدم إتقانكم لهذه العلوم، و هذه إشارات لبعض ذلك التخبط (و من راجع بدقة فسيجد أموراً أعجب):

                              أ- ابتدأتم بنقل أقوال العلماء الذين يثبتون القدم و الحدوث الزماني وليس الذاتي، و نقلتم عنهم أن من ينكر الحدوث الزماني مخالف لإجماع المليين (و هذا من أعجب الأدلة)
                              ب - ثم أنتم أنفسكم التفتّم إلى الإشكال و الورطة التي وقعتم فيها إذا قلتم بالقدم الزماني فقلتم:
                              "فإن قيل ان سبق الباري للاشياء يلزم منه تعلقه بالزمان فيلزم المحذور
                              قلنا :إن قبلية الباري للاشياء وبعدية الاشياء للباري ليست بمعنى القبلية والبعدية الزمانية انما هي من ضيق العبارة..."

                              و حاصل هذا الكلام أن القبلية و البعدية ليست زمانية، و أن التعبير عنها بـ "قبل" و "بعد" إنما هو من ضيق العبارة، و لكن المعنى المقصود هو ليس القبلية و البعدية الزمانية!!! و بالتالي فأنتم نفسكم أنكرتم الحدوث الزماني و خالفتم إجماع المليين المزعوم!!
                              ج - ثم لمّا أوضحنا الاشتباه لكم
                              وفصلنا لكم الأمر و حررنا موضع النزاع حاولتم التخلّص من الإشكال بهذا الجواب العجيب حيث قلتم:
                              "ان كنت لاترى ثالث لهما فأنا لارى ثانيا للبعدية الزمانية
                              فماهو الحدوث الذاتي اصلا؟
                              فما معنى ان يكون الشيء مسبوق بالعدم في حد ذاته
                              فإن كان موجود ازلا فما معنى انه يستبطن العدم في ذاته ؟!!
                              ....
                              "

                              فأنكرتم أن يكون هناك معنى للقبلية و البعدية غير المعنى الزماني ، و الحال انكم قبل قليل قلتم أن المقصود ليس المعنى الزماني بل هو ضيق في التعبير !!
                              فالحاصل من كلامكم يا أخي العزيز أن الحدوث زماني و ليس بزماني !!
                              هل تعتبر هذا فهماً عميقاً و دقيقاً للعقائد ؟!!

                              2- في آخر مشاركة قلتم أنكم لا تفهمون معنى القدم الذاتي. و هنا من حقنا أن نسألك: إذا كنت لا تعرف هذا الأمر فبأي حقّ تُشكل و تكفّر ؟!! ألم يكن واجباً عليك أن تفهم ما يقوله القوم قبل الإشكال عليهم ؟!!

                              و لو أنّك يا أخي العزيز سألت عن معنى القدم الذاتي بدلاً من التكفير لأجبناك و أوضحنا لك ما هو معنى القدم الذاتي بشكل مبسط، و كيف أنه لا يستوجب الإشكالات التي نسجوها لك حتّى جعلوك تتصوّر أن الحكماء من أعداء الدين و الحال أنّهم أشدّ الناس دفاعاً عن الدين.

                              وفقكم الله و رعاكم و سددكم، و أعانكم على الدفاع عن دينه بالحقّ و بما يرضي أولياء الدين بحق محمد و آله الطاهرين

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              11 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                              ردود 2
                              13 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X