إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

بقلمي : اختلاف سقف المطالب في صفوف المعارضة البحرينية، الجذور والمآل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بقلمي : اختلاف سقف المطالب في صفوف المعارضة البحرينية، الجذور والمآل

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صل على محمد وآل محمد

    المقدمة
    الاختلاف يأتي على نحوين، أحدهما رحمة والآخر عذاب يفتك بالأمة. سأحاول في السطور القادمة سرد حيثيات الأختلاف وأسبابه في صفوف المعارضة البحرينية، والكائن في الفترة الحالية بين اختلاف في سقف المطالب الشعبية؛ فالقوى الشبابية المندرجة حاليا تحت مسمى " ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير " تمثل خط المطالبة باسقاط النظام الخليفي الدكتاتوري، والجمعيات السياسية الأخرى بقيادة جمعية الوفاق الوطني تمثل الخط الآخر المطالب بالمملكة الدستورية. بين هذا وذاك ينقسم المجتمع الثوري البحريني في الفترة الحالية.

    ستجد أخي القارئ الكريم أنني سأشرع في سرد بعض الأحداث بشكل عام كي نضع صورة شاملة وجلية تتيح للمتتبع فهم الأوضاع على حقيقتها بكل سهولة.


    1- صورة أولية للأوضاع في البداية:

    مع وصول حمد بن عيسى للحكم في البحرين، بدأ العمل على احداث تغيرات مختلفة في قوانين وأنظمة البلاد التي عاشت سنوات مظلمة عانى فيها الشعب أشد معاناة، وتجرع فيها مرارة الظلم وكبت الحريات لدرجة لا يمكن تصورها. أطلق حمد لدى وصوله ما أسماه بـ " المشروع الاصلاحي "؛ فقـام باطلاق سراح السجناء السياسيين، وأعاد المغتربين لأرض الوطن، وسمح بإنشاء الجمعيات السياسية والنقابات العمالية وغيرها. للوهلة الأولى يتبين لنـا أن هذه الأعمال هي حقوق واجب تطبيقها ولا تعد كرما أو منة. لكن عصور الظلام التي عاشتها البحرين سابقـا، والفرق الذي حصل في ظرف زمني قصير جعل الشعب متفائلا بالمرحلة القادمة.

    قام حمد بإجراء حوار مع قيادات المعارضة أصغى فيه لمطالبها المتمثلة خصوصا في تطبيق دستور 1973 م، ومباشرة تم بعد ذلك عمل استفتاء شعبي لميثاق العمل الوطني المكمل للدستور ، والذي بيّن بشكل واضح وصريح تعطش الشعب للحرية والانتقال للمرحلة الجديدة من خلال تصويتهم بنعم للميثاق في 14 فبراير/ 2001م بنسبة 98.4 % .

    بعد هذه المرحلة التمهيدية أعطيت الفرصة لتشكيل الجمعيات السياسية ومن بينها الجمعيات المعارضة الحالية: الوفاق ( والتي اجتمع فيها جميع الرموز والقادة السياسيين ومن بينهم الشيخ حسين مشيمع والأستاذ عبد الوهاب حسين والشيخ علي سمان الأمين العام الحالي للجميعة )، وأيضا تشكلت جمعية وعد و أمل ، وغيرها من الجمعيات. وذلك كله وفقا لبنود الميثاق الوطني.

    بينما كان الجميع ينتظر الخطوة القادمة التي سيتم فيها تفعيل دستور 1973 م والعمل به، قام حمد بإنشاء دستور جديد مختلف عند الدستور المتفق عليه، وفرضه على الشعب بدون الرجوع له، وبدون أخذ آراء الجمعيات السياسية، وقد تم الانقلاب على الدستور وتشكيل الدستور الجديد في 14 فبراير/ 2002م. الدستور الجديد أعطى فيه الملك لنفسه إمكانية مسك السلطات جميعها، وأعطى له صلاحيات كبيرة جدا أبرزها تعيين أعضاء مجلس الشورى والذي يضم 40 عضوا لهم الأحقية في التصويت! بينمـا كانت صلاحيات المجلس الآخر ( النواب ) المنتخب من الشعب مقتصرة على الاقتراحات ورفعها للمجلس المعين !!


    2- موقف الجمعيات والشعب من الانقلاب :

    لاقى التصرف الفردي استهجان مختلف الفئات الشعبية التي كانت تنظر للمستقبل نظرة تفاؤل واشراق، فيما لم تختلف نظرة الجمعيات السياسية عن نظرة الشعب. لقد تم مباشرة بعد ذلك اعلان الترشح للانتخابات النيابية ( لسنة 2002 ) و التي امتنع الكثير من أفراد الشعب عن التصويت فيهـا فيما بعد . وكذلك فعلت الجمعيات التي لم تدخل غمار المنافسة على الترشح لما رأته من ضعف بيّن في أصل الدستور الجديد وعدم تلبيته لطموحات المواطنين.


    3- جذور الخلاف في صفوف المعارضة

    في 23 يوليو 2005م قام حمد بإنشاء قانون معدل خاص بالجمعيات السياسية وقد حوى هذه القانون عدة مغالطات و نواقص تحد من قيمة الجمعيات وتقلل من مجال عملها ؛ حيث قيد القانون عقد اجتماعات الجمعيات وجعله مرتبطا بموافقة السلطة، كما ربط القانون الموافقة على تأسيس أي جمعية بقرار وزير العدل والأدهى من ذلك أنه أعطى الوزير الصلاحية الكاملة لايقاف نشاط الجمعية وحلها متى ما أراد ! كما منع القانون الجمعيات من الاتصال والتعاون مع اي جهة أو مؤسسة خارجية بأي شكل كان بالإضافة إلى الكثير من القيود و كبت الحريات.

    تسبب هذا القانون في اعتراض عدة جمعيات عليه ومن بينها الجمعيات المعارضة بطبيعة الحال، وبالأخص جمعية الوفاق التي كانت تضم الأستاذ عبد الوهاب حسين والشيخ حسن مشيمع والشيخ علي سلمان وغيرهم من كبار القادة كما أشرنا. ولكن الأمور شيئا فشيئا أدت إلى انقسام في الجمعية بين مؤيد ومعارض على الموافقة والتوقيع على القانون؛ فكانت إدارة الجمعية الحالية ترى في التوقيع مصلحة رغم النقائص، فيما رأى الشيخ حسن مشيمع والأستاذ عبد الوهاب حسين التوقيع خضوع واستسلام للسطلة. وأدى هذا الاختلاف لانفصال الشيخ حسن والأستاذ عن جمعية الوفاق وتكوينهم لجمعية مستقلة غير مرخصة لا تقبل التوقيع على هذا القانون. ومن هنا كانت البداية .


    4- اتساع فوهة الخلاف في انتخابات 2006

    بعد مرور دورة كاملة أي 4 سنوات على أول انتخابات للمجلس النيابي والتي قاطعتها الوفاق كما ذكرنـا، حان الوقت للترشح لدورة جديدة. والمفاجأة كانت اعلان جمعية الوفاق مشاركتها في هذه الانتخابات لا لأنها اقتنعت في شرعيتها، بل لتخفيف الأضرار وجلب المنافع ولو البسيطة من هذا الدخول بدل الوقوف خارجا بدون تأثير، وللحيلولة دون اصدار قوانين عشوائية قد تتخذ ضد أبناء الوطن؛ حيث ارتأت الوفاق إلى مقاومة الدستور الجديد بالمشاركة فيه وطرح وجهات نظرها داخله.

    نجحت الوفاق في الحصول على 18 مقعد في المجلس النيابي من أصل 40، حيث شكلت أكبر كتلة في الانتخابات وحصلت على أعلى نسبة من تصويت المواطنين. ولكن التوزيع الظالم للدوائر حد من هذه الأغلبية؛ فقد عمدت السلطة لتوزيع الدوائر بطريقة ظالمة تضمن فيهـا الحصول على 22 مقعد موالي لها يمثلون الأغلبية المزيفة في المجلس.

    على أعتاب المشاركة وبعد صعود درجة ودرجات فيهـا، ظهرت معارضة شديدة من قبل الشيخ حسن مشيمع والاستاذ عبد الوهاب حسين وشخصيات أخرى أبدت انزعاجها من دخول الوفاق للانتخابات النيابية؛ باعتبارهم أن مجرد الدخول قد أعطى شرعية للدستور الانقلابي. هذا الانزعاج تطور فيما بعد ليكون بوابة لظهور أفكار واطروحات في المجتمع البحريني ضد الوفاق. ومن هنا اتسعت الفوهة لتبقى الأوضاع كما هي عليه في الانتخابات التالية 2010 .


    5- ثورة 14 فبراير واستعادة الوحدة

    الهاما من الثورتين التونسية ثم المصرية، ونظرا للترتبات السياسية التي عاشتها البحرين والمعارضة طوال سنوات وسنوات من كبت الحريات وآخرها الدستور الانقلابي، قرر مجموعة من الشباب الشرع في ثورة اصلاحية سلمية تهدف لاصلاح النظام وتحسين الأوضاع المعيشية المتردية في البلد. بدأت الثورة يوم 14 فبراير ولاقت اقبال شعبي أقل من المتوسط حيث خرج الآلاف من الشباب في عدة مسيرات متفرقة في أنحاء البحرين، ردت بشكل عنيف وقاسي من قبل السلطة. وأدت لاستشهاد أول شهيد في الثورة " علي مشيمع "، أدى ذلك لظهور أصوات نادرة طالبت باسقاط النظام مباشرة. ولكن الرأي العام للشباب كان متمسكا بمطلب الاصلاح.

    وكذلك كانت رؤية الجمعيات السياسية " الوفاق بقيادة الشيخ علي سلمان، حق بقيادة الشيخ حسن مشيمع، الوفاء بقيادة الاستاذ عبد الوهاب حسين " وشخصيات أخرى سياسية كبيرة، الكل اتفق وتوحد على مطلب " اصلاح النظام".


    6- الخميس الدامي و انتشار مطلب اسقاط النظام

    بعد السماح للمتظاهرين بالاعتصام في دوار اللؤلؤة، أقدمت القوات الخليفية على مباغتة المعتصمين والغدر بهم فجرا في هدئة الظلام وأحدث فاجعة أليمة اطلق عليها اسم " الخميس الدامي " تسببت في استشهاد ثلاثة أفراد، وجرح العشرات. نزل الجيش البحريني للساحات مفتخرا بقبضته الأمنية، لكنه قوبل باصرار شبابي منقطع النظير تحدى وجود الدبابات بصدوره العارية ويده العزلاء التي لم تكن تحمل إلا الورود وأعلام الوطن. وبكل وحشية قامت القوات باطلاق الرصاص الحي على الشباب الأعزل، وتسببت في استشهاد شهيد الفتح علي رضا الذي فتحت دماؤه الدوار من جديد.

    هذه العودة بعد غدر الخميس ووقوع ضحايا واصابات لم تكن كسابقتها، فقد تم تكريس شعار اسقاط النظام بقوة، وخط بالخط العريض أعلى المنصة الرئيسية في الدوار " باقون حتى يسقط النظام ".

    أما على صعيد القوى السياسية فقد انسحبت جمعية الوفاق نهائيا من مجلس النواب، لكنها أصرت على مطلب الاصلاح المتمثل بالمملكة الدستورية وهكذا بقية الجمعيات المعارضة المرخصة. فيمـا مالت جمعية حق بقيادة المشيمع الذي كان خارج البلد للمطلب الذي تم رفعه أعلى منصة الدوار، ولكن لم يكن بشكل صريح.


    7- خدعة العفو الملكي وعودة الخلاف من جديد

    مع سيطرة الشباب على الوضع واستمرار الاعتصام السلمي في دوار اللؤلؤة، ومع القيادة الفاعلة لجمعية الوفاق وسيطرتها على الوضع وتسييرها لمسيرات ضخمة التف جميع الشباب تقريبا معهـا على الرغم من التفاوت بين مطلبها ومطلبهم.

    وعلى اثر هذه الالتفاف والتوحد، قامت السلطة بكل خبث بوضع خطة خبيثة أطلقت فيها سراح السجناء السياسيين وأصدرت عفو عـام، وذلك من أجل ضرب قوى المعارضة مع بعضها وإثارة الخلافات القديمة. وبالفعل حصل لها ما أرادت فعاد المشيمع الى أرض البحرين، واستعاد الاستاذ عبد الوهاب حسين مكانته وقيادته لبعض الجماعات، ومثلهما كان للشيخ المقداد. فانقسم الناس لقسمين الأول بقي مع الوفاق التي تطالب بالاصلاح، والآخر التف حول القيادات الجديدة. ورغم أن الجو العام بين صفوف المعارضة كان وديا في أول الأيام، إلا أن الاختلاف في المطلب كان واضحا وشديدا. ويظهر ذلك بالنظر مثلا لخروج مسيرتين في نفس الوقت الأولى للوفاق والجمعيات السياسية المرخصة والأخرى لبقية القيادات.




    يتبع ،،
    التعديل الأخير تم بواسطة من لي سواك; الساعة 05-05-2012, 01:23 PM.

  • #2
    8- الاسبوع المفصلي

    في أواخر أيام دوار اللؤلؤة اشتد الخلاف بين صفوف المعارضة بعد طرح ولي العهد لمبادة الحوار، الوفاق أرادت المشاركة واعتبرت أن الحوار هو الطريق الوحيد لتحقيق مملكة دستورية ولتحقيق بقية المطالب، لكنها وضعت شروطا للدخول في هذا الحوار أبرز هذه الشروط إقالة الحكومة ومحاسبة المجرمين القتلة. والخط الآخر بقيادة الشيخ حسن مشيمع حذر من الدخول في الحوار باعتباره لعبة جديدة والتفاف جديد على مطالب الشعب.

    "شهد الاسبوع المفصلي أيضا حدثين مفصليين، الأول اعلان " التحالف من أجل الجمهورية " بقيادة " جمعية حق - جمعية أحرار البحرين - تيار الوفاء الاسلامي " .، وقد تسبب هذا الأمر في تعجيل استقدام ما يسمى بـ " درع الجزيرة " للبحرين لتوهم السلطة بأن هذا التحالف يهدف لإقامة جمهورية إسلامية تابعة وشبيهة بالجمهورية الإسلامية الإيرانية .

    أما الحدث الآخر فكان اعلان التحالف تسيير مسيرة متوجهة لقصر الصافرية، الكائن في منطقة موالية للنظام. ورفضت الوفاق ولم تؤيد هذه الخطوة نظرا لما لها من سلبيات. بالفعل حدث ما كانت تخشاه الوفاق فاستغلت السلطة هذه المسيرة لاطلاق " البلطجية " المصطلح الجديد الذي استخدمته لاثارة الفوضى والرعب في أنحاء البلد.

    هذين الحدثين نتج عنهما تغير كلي في نهج السلطة؛ حيث غيرت من سياساتها وأخذت باتهام المعارضة بالعمالة الخارجية نتيجة " للتحالف " أولا. وفرضت حالة السلامة الوطنية ( الطوارئ ) نتيجة " لانعدام الأمن بعد ظهور البلطجية " أو ما أسمته السلطة بالحرب الأهلية الطائفية.

    إذا عاد الاسلوب القمعي من جديد، وبشكل أقسى مع وجود قوات خارجية محتلة. تم اعتقال رموز وقادة التحالف من أجل الجمهورية وآخرين ممن طالبوا باسقاط النظام، وآخرين اتهموا بعدة اتهامات باطلة . وأبقت السلطة على قيادات الوفاق لانعدام امكانية خلق أي دليل يدينهم أو ربما لسبب آخر يغيب عن عقلي.


    9- استعادة الأنفاس وتصدر ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير الساحة

    بعد أسابيع من العقاب والانتقام الذي مارسته السلطة بحق أفراد الشعب، استعاد الشباب أنفاسهم ونظموا صفوفهم من جديد وخرجوا بمسيرات قروية بالعشرات والمئات متحدين آلة القمع، ومواصلين لدرب الثورة.

    لقد تم تفعيل " ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير " الموجود مسبقا ولكنه برز بشكل لافت هذه الفترة وما بعدها، وكان امتدادا لخط الشيخ حسن مشيمع والاستاذ عبد الوهاب والبقية المطالبين باسقاط النظام واقامة جمهورية ديمقراطية. لقد أصبح الائتلاف القيادة الأبرز المحركة للشباب المطالب باسقاط النظام وذلك عبر اصداره لمجموعة من البرامج الثورية الاسبوعية، والخطط و التعليمات والبيانات المستمرة إلى يومنا هذا.

    فيمـا كان الخط الآخر بقيادة الوفاق والجمعيات السياسية الأخرى ينتهج نهجا مختفا سنوضحه في السطور القادمة.


    10- مطالب خطي المعارضة :

    باختصار مطلب الخط الأول " ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير " : اسقاط النظام وإقامة جمهورية.

    ومطلب الخط الثاني " الوفاق والجمعيات السياسية المرخصة " : اصلاح النظام عبر عدة أمور تم ايضاحها في وثيقة المنامة وسنقتبس من الوثيقة النصوص التالية : "

    1- حكومة منتخبة "تمثل الإرادة الشعبية" بدل الحكومة المعينة ويكون للمجلس النيابي صلاحية مسائلة أعضائها فرادى وجمعاً ممثلين في رئيس الحكومة، ومنح الثقة وسحبها من رئيس الوزراء والوزراء حال فشلهم في تنفيذ البرنامج الحكومي الذي يقره المجلس النيابي عند تشكيل الحكومة.

    2- نظام انتخابي عادل يتضمن دوائر انتخابية عادلة تحقق المساواة بين المواطنين والمبدأ العالمي في الانتخابات "صوت لكل مواطن" بدلاً من نظام انتخابي يتكون من 40 دائرة مقسمة على أسس طائفية تفضي إلى أغلبية سياسية موالية للسلطة الحاكمة، تكون فيه هيئة الناخبين في دائرة واحدة (كأولى الشمالية، أو أولى الوسطى، أو تاسعة الشمالية) تزيد على 16,000 (ستة عشر ألف) ناخب لانتخاب ممثل واحد لها، مقابل ست دوائر في مجموعها تصل إلى 16,000 (ستة عشر ألف) لانتخاب ستة ممثلين عنها. وأن تنشأ هيئة وطنية مستقلة متوافق على تكوينها بشكل يضمن حيادها وتوازنها، تتولى الإعداد والإشراف على العملية الانتخابية بعيداً عن سيطرة أجهزة السلطة التنفيذية.

    3- سلطة تشريعية تتكون من غرفة واحدة منتخبة، وتنفرد بكامل الصلاحيات التشريعية والرقابية والمالية والسياسية، بدلاً سلطة تشريعية من مجلسين متساويين في العدد أحدهما منتخب والآخر معين، يشترك المعين مع المنتخب في جميع الصلاحيات التشريعية والمالية، إلى جانب الصلاحيات السياسية والرقابية في برنامج الحكومة وتقرير عدم إمكان التعاون مع رئيس مجلس الوزراء، في ضوء سيطرة تامة من من السلطة التنفيذية على مفاصل الصلاحيات التشريعية والرقابية والمالية والسياسية الممنوحة لكلا المجلسين.

    4- قيام سلطة قضائية موثوقة، من خلال استقلال مالي وإداري وفني ومهني، يضمن استقلال جميع الإجراءات القضائية عن أي من السلطات، ووجود العناصر القضائية الكفوءة والمحايدة الجريئة المستقلة التي تعين وفق آليات تضمن وصول أفضل العناصر لشغل المناصب القضائية بصورة شفافة، في ظل سيطرة مجلس مستقل للقضاء، ونظم تفتيش قضائي تضمن جودة مخرجات القضاء بما يكون معه الأمين على حقوق وحريات المواطنين وسياجاً ضد أي اعتداء عليها، على الأخص إذا كان التعدي من أجهزة الدولة ومسئوليها والمتنفذين، يكون محل ثقة المتقاضين للوصول إلى الترضية القضائية، ليحل مكان أجهزة قضائية وصفت منظمة العدل الدولية بعض أحكامها ب"العدالة الزائفة" كما وصفتها نافي بيلاي المفوضية السامية لحقوق الإنسان بأنها تشكل " اضطهاد سياسي".

    5- أمن للجميع عبر اشتراك جميع مكونات المجتمع البحريني في تشكيل الأجهزة الأمنية والعسكرية المختلفة، وتقرير عقيدتها الأمنية، وإقرار سياستها الأمنية لخدمة الوطن، مدربة على احترام حقوق الإنسان وحرياته العامة، مخلصة لجميع أبناء الوطن، بدل أجهزة أمنية وعسكرية تشكل درعاً للسلطة، و ذراعاً للحكومة في معاقبة المعارضة والبطش بها كلما أرادت ذلك، وإن أدى ذلك إلى أزمات متكررة في حقوق الإنسان

    وتقتضي هذه الإصلاحات بالضرورة إيجاد صيغة دستورية جديدة يجب أن تحظى بالموافقة من الأغلبية الشعبية عبر جمعية تأسيسية، أو عبر استفتاء شعبي عام كما تقدم بذلك ولي العهد في 13 مارس 2011 في مبادئه السبعة.
    " انتهى الاقتباس .


    11- استراتيجيات خطي المعارضة :

    الخط الأول " ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير " :

    1- تكمن استراتيجيته الأساسية في طلب حق تقرير المصير من الأمم المتحدة عبر استفتاء شعبي يحدد فيه الشعب ما إذا كان يريد أن يبقي على النظام أو أن يختار نظامه الذي يراه مناسبا.

    2- ترتكز جهود الائتلاف على العمل والوجود الميداني في الساحات عبر الخروج في مسيرات يومية في مختلف المناطق والقرى. ودائما ما تواجه هذه المسيرات بالقمع.

    3- ينتهج الائتلاف نهج المقاومة للسطلة وتحدي وجودها بالخروج في المسيرات الغير مرخصة المطالبة بإسقاط النظام كعنوان رئيسي.

    4- بعد أن وصل تعدي قوات الشغب على الأعراض، غير الائتلاف من اسلوبه السلمي البحت، ليكون مقاوما للقوات بكل ما أوتي من قوة، حيث أنشأت مجموعات شبابية تهدف لمقاومة وردع المرتزقة عند بوابات القرى بكل الأساليب الممكنة. ومن هذه الاساليب استخدام الزجاجات الحارقة ( الملتوف )، وحرق الاطارات.

    5- المكون الأساسي والكلي تقريبا للائتلاف الطاقات الشبابية.

    سلبيات الاستراتيجية في نظر البعض:

    1- المطالبة باسقاط النظام في ظل المعطيات الحالية من تكالب القوى الخليجية والاقليمية على الشعب مستحيل.
    2- المسيرات داخل القرى تلاقي صدى اعلامي قليل نظرا لقلة حجم المشاركين وعدم جاذبية المكان.
    3- المسيرات الغير مرخصة تعني قمع السلطات لها، وهذا يمنع مشاركة شريحة كبيرة من كبار السن والأطفال والنساء خصوصا.
    4- التصعيد الميداني باستخدام " الملتوف " يراه البعض تشويها لصورة الثورة خارجيا وإن كان مباح وضروري، وكذلك حرق الاطارات واغلاق الشوارع العامة.


    الخط الثاني " الوفاق وبقية الجمعيات " :
    1- تكمن استراتيجيتهم الأساسية في المطالبة بمملكة دستورية وتحقيق ذلك يكون باقالة الحكومة أولا والدخول في حوار جاد مع رؤوس النظام ثانيا.

    2- تضع الجمعيات للوضع البحريني الخليجي والاقليمي أولوية كبيرة لا يمكن التغاضي عنها، ولهذا وقف سقف المطالب عند المملكة الدستورية.

    3- ترتكز جهود الجمعيات على العمل السياسي والدبلوماسي والحقوقي أساسا، وعلى الوجود الميداني الضخم ثانيا.

    4- الوجود الميداني يهدف لاظهار حجم المعارضة عبر تسيير مسيرات وإقامة تجمعات اسبوعية ضخمة مرخصة تجنبا للمواجهات.

    5- بقيت تحركات الجمعيات سلمية بالكامل منذ أول يوم للثورة وحتى الآن، مع النهي عن التصادم مع المرتزقة بأي شكل من الأشكال.

    6- تسعى الجمعيات للضغط على المنظمات الخارجية والدول الكبرى وكسب رأيها العام وإن كانت هذه المنظامات أو الدول غير قادرة على التأثير الكلي.

    7- تسعى الجمعيات لاشراك جميع فئات المجتمع في مسيراتها وتحركاتها من صغار وكبار ، شباب وكهول وأطفال ، وجميع الطبقات المختلفة للمجتمع.

    سلبيات الاستراتيجية في نظر البعض:

    1- المطالبة بمملكة دستورية يعني الابقاء على رؤس النظام الخليفي المجرم وهذا يتنافى مع مبدأ محاربة الظلم.
    2- الخروج في مسيرات مرخصة قد يعطي شرعية للنظام، حتى وإن كانت المسيرات ضخمة كما هو حاصل.
    3- استمرار نهج الوردة والسلمية الكاملة ضد المرتزقة قد يراه البعض ضعف وخضوع.
    4- بذل المجهودات لكسب موقف الدول الأجنبية والمنظمات الخارجية مضيعة للوقت.



    12- نظرة أن الاختلاف رحمة :

    يرى البعض أن اختلاف خطي المعارضة رحمة وذو ايجابيات كبيرة، فالمطالبة باسقاط النظام كانت ضرورة حتمية نظرا لاجرام العصابة الحاكمة ووصول البطش والظلم لمستويات عالية. لكن إن طالب الجميع بهذا المطلب تسبب ذلك في قسوة النظام أكثر وأكثر وتسبب في تصوير المطالب بأنها دعم خارجي كلي. ولهذا كان لا بد من اقتران ذلك بالمطالبة بالمملكة الدستورية التي أعطت للثورة شرعية وأثبتت وطنيتها وأكسبتها تعاطفـا عالميا حيث لا يمكن لأي إنسان أن يرفض مطلب حكومة منتخبة ! ولا يمكن لأي انسان عاقل أن يصدق أن هذا المطلب مدعوم خارجيا.


    الخاتمة:

    أرجو أني قد وفقت في طرح الموضوع والفكرة بشكل واضح، و في نهاية المطاف أيضا أود أن أبيِن أن هذا المقال كتبته لما رأيته من أحداث، ولما سمعته من أفكار واطروحات، ولما استنتجته من معطيات. وأي خطأ تاريخي في السرد أو الاستنتاج إن وجد أرجو اعلامي به. و تقبلوا مني خالص تحيتي.


    كتبه من لي سواك 5/5/ 2012 م
    التعديل الأخير تم بواسطة م16; الساعة 07-05-2012, 04:19 PM.

    تعليق


    • #3
      أخي العزيز هل لك ان تبين لنا دور جمعية العمل الأسلامي (أمل) وموقفها من وثيقة المنامة وهل هي من ضمن الجمعيات التي تدعوا الى اصلاح النظام ؟

      تعليق


      • #4
        أخي الفاضل الشفق ، أشكر لك مرورك وردك على الموضوع

        بخصوص أسئلتك باختصـار : جمعية أمل التي تأسست في 2002 وهي جمعية مرخصة، ولم تشارك في انتخابات المجلس النيابي في أي من دوراته الثلاث السابقة.. شكلت مع 6 جمعيات أخرى عصب ثورة 14 فبراير، ولعبت دورا كبيرا في تقوية وقيادة الحراك الثوري بقيادة رئيسها الشيخ المحفوظ ، وعدة قيادات أخرى من نفس الجمعية حكم عليهم بالسجن لمدة تتراوح بين 5-10 سنوات. وذلك من خلال قيادتهم لعدة مسيرات في الدوار، وإقامتهم لعدة برامج ثورية وسياسية متنوعة، وغيرها من الآثار التي أدت لتقوية الحراك الثوري. ربما الأضواء لم تكن مسلطة عليهـا كما يجب لقلة زخمها الشعبي . إلا أنه لا يمكن لأي انسان تجاهل العمل الكبير الذي قامت به هذه الجمعية والخدمة الكبيرة التي حققتها وتحققها للثورة حتى يومنا هذا.

        في بداية الثورة كانت أفكار أمل متوافقة مع بقية الجمعيات وعلى رأسها الوفاق، كان النهج واحد، والعمل واحد، والجميع متفق على مبدأ وطرح اصلاح النظام عبر المملكة الدستورية هذا التحالف معروف باسم ( الجمعيات السبع ) . لكن شيئا فشيئا ومع انتشار مطلب اسقاط النظام كما ذكرت سابقـا ، في هذه الفترة اختلفت آراء الجمعية وأخذت بالميل نحو قرار أغلبية الشعب بالمطالبة بـ " اسقاط النظام ". وانفصلت تقريبا عن بقية الجمعيات. طبعا هذا الانفصال امتد لوثيقة المنامة حيث لم توقع جمعية الأمل ولم توافق على وثيقة المنامة. كما امتد أيضا لانفصال الجمعية عن بقية الجمعيات حتى في المسيرات والتجمعات .

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحيم
          احسب الناس ان يتركوا ان يقولوا امنا وهم لا يفتنون ..
          ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين
          صدق الله العلي العظيم

          شكرا لك اخي الكريم على توضيحك ودمتم برعاية الله

          تعليق


          • #6
            العفو ..بما أنك بحرني أخي الفاضل ، ما تعليقك على هذا الاختلاف ؟ وأي وجهة نظر هي الأميز برأيك ؟

            تعليق


            • #7
              البحرين مثل العراق

              مليون حزب ومليون فكرة ومليون توجه ومليون رأي


              أرجو أن لا ينزعج أحد فهذه الحقيقة

              تعليق


              • #8
                أخي الفاضل بريق سيف، في البحرين عدة جمعيات، وعدة توجهات لكنهـا تلتقي في أفكارهـا على خطين فقط أشرت لهمـا في الموضوع. المهـم هو نقطة الالتقاء، وإلا فإن الاختلافات الدينية والحزبية لا يمكن قصرهـا أبدا في أي مكان في العالم، بل لا يمكن احتواءهـا حتى في القرية الواحدة!

                البحرين مختلفة عن العراق الحبيبة، في البحرين الاختلاف كله ينجلي بكلمة واحدة من فم الشيخ القائد عيسى قاسم حفظه الله. كمـا أن المعارضة مختلفة في نقطة أو نقطتين فقط، بينمـا في العراق الاختلافات تصل حتى لمرحلة التهجم على الشخوص والرموز !!

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                يعمل...
                X