بسم الله الرحمن الرحيم
وصلّى الله علي سيّدنا محمّد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبديّة على مبغضيهم وظالميهم إلى يوم الدين.
وصلّى الله علي سيّدنا محمّد وآله الطيبين الطاهرين
واللعنة الدائمة الأبديّة على مبغضيهم وظالميهم إلى يوم الدين.
لفت نظري خلال الأيام المنصرمة الحملة الشعواء على مراجعنا العظام وعلى علمائنا و عرفاء الطائفة الحقّة المحقّة أعزّها الله وفلاسفتها، ورأيت بأمّ عيني التزوير والتحريف لكلماتهم، وكيف أنّ نظريّة الوقيعة وأسلوب الاجتزاء صارا هما الأصل لدينا قبل الدليل والحجّة وهما الوسيلة عوضاً عن المجادلة بالحسنى.
وقد لفت نظري اتهام العرفاء بأنّهم يقولون بأنّه ينبغي الفرح في مصاب سيّد الشهداء أبي عبد الله عليه السلام وعترته وأهل بيته يوم عاشوراء !!!!!، وهي فرية كبيرة جداً، نعم إنّ أصحاب التهمة اجتزؤوا بعض الكلام وأعطوه إطاراً وعلّقوا عليه بحيث إنّ الإنسان عندما يقرؤه للوهلة الأولى يفهم ذلك المعنى القبيح الذي أرادوا أن يشنّعوا على العرفاء به.
وأنا أقول: إن كنت تريد أن تعارض العرفاء بشيء فعارضهم يا أخي بما عندهم حقيقةً ولا تحتاج إلى الكذب فهناك الكثير من الأمور التي يختلف فيها البعض مع العرفاء رضوان الله عليهم أجمعين، وهذا الخلاف لا يفترض أن يفسد للودّ قضيّة، فليعارضهم بأنّهم يقولون بالتوحيد الوجودي مضافً إلى التوحيد الألوهي والربوبي والصفاتي. فهذا الأمر حقّ وهم يقولون بأنّ التوحيد الخالص هو القول بالتوحيد الوجودي.
أمّا أن ترميهم بما ليس فيهم فقط من أجل أنّك لم تفهم مرادهم من التوحيد الوجودي فهذا قبيح جداً في عرف العلماء والمحقّقين. ونحن لم نعرف هذا الأسلوب إلى عند مخالفينا من الوهابية الذين كانوا يقولون إنّ الشيعة لهم ذنب مثل ذنب الحيوانات، وأنّهم يفعلون الفاحشة يوم عاشوراء بعد أن يطفئوا الأنوار والعياذ بالله، وأنّ هذه هي المتعة ....!!!! وهذه تفاهات قد أكل عليها الزمان وشرب.
أمّا راي العرفاء رضوان الله عليهم في مسألة عاشرواء فهي كالتالي (بحسب مطالعاتي وقراءتي في كتبهم):
إنّ قصّة كربلاء قصّة غامضة و معقّدة جدّاً، فهي كالعُملة المعدنيّة ذات و جهين:
1- وجهها الأوّل عشق و حماس سيّد الشهداء عليه السلام و فوزه بتلك المراتب العالية والعوالم العالية، وهو قول رسول الله صلّى الله عليه وآله: (وَ إنَّ لَكَ في الجِنَانِ لَدَرَجَاتٍ لَنْ تَنَالَهَا إلَّا بِالشَّهَادَة) ، وهو الذي قالت عنه بطلة كربلاء السيّدة زينب عليها السلام حينما سألها ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بكم؟ فقالت: ما رأيت إلاّ جميلاً.
حاشا للسيّدة زينب أن يكون مرادها بأنّ نفس قتل الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته بحدّ ذاته جميل، بل إنّ مرادها هو أنّنا إذا نظرنا إلى إرادة الله عزّ وجلّ والتي بيّنها سيّد الشهداء عليه السلام بقوله: (شاء الله أن يراني قتيلاً) ، فهذه الإرادة والمشيئة جميلة لأنّ الله جلّ وعلى لا يصدر منه إلا كل جميل.
2- و الوجه الآخر الغمّ و الهمّ و العذاب و الألم و البكاء.
راجع ما أورده العلامة الطهراني قدّس سرّه بهذا الصدد في كتابه المميّز (.الروح المجرد، ص 96) ولا تقتصر على الأجزاء المجتزءة من كلماته التي أوردها البعض لأسباب صارت معروفة لدى الجميع وهي النيل من علماء الشيعة واحداً تلو الأخرى وتكفيرهم لأتفه الأسباب دون فهم أو دراية.
وأنا كنت أبحث في الإنترنت وأطالع حول هذا الموضوع فعثرت على محاضرة جميلة بل رائعة لنجل العلامة الطهراني قدّس سرّه، وهو سماحة آية الله السيد محمد محسن الطهراني حفظه الله في سايت المتقين فوجدت محاضرة عنوانها : أسباب خلود عاشوراء
وفي المشاركة التالية سأنقل لكم بعض المقاطع التي جذبت إنتباهي.
والله من وراء القصد
تعليق