إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

لماذا يري الفقهاء الشيعه قاعدة التسامح على صلاة الرغائب وما توقيتها؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • لماذا يري الفقهاء الشيعه قاعدة التسامح على صلاة الرغائب وما توقيتها؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    أثيرت جمله من التساؤلات حول صلاة ليلة الرغائب وانصب الاشكال حول ثلاث نقاط:

    1- أنها وردت مرسلةً من طرقنا.

    2- وردت في مصادر العامه بسند يتصل بأنس، وقد ورد في الحديث عن الصادق عليه السلام أن أنساً كان ممن يكذب على رسول الله ناهيك عن كون العامه يرونها من الموضوعات.


    فان كانت فيها العلل السابقه، لما يجري عليها المراجع العظام حفظ الله الباقين ورحم الماضين منهم - قاعدة التسامح في أدلة السنن؟وان ثبتت فكيف تحل مسألة :

    3- تضارب الاخبار حول وقتها (هل انها بين المغرب والعشاء أم بين العشاء والعتمه)


    وفي هذا الموضوع نحاول معالجة الاشكالات المثاره ونتوسع في بحثها.

    نبدأ على بركة الله:


    أولاً: طرق الحث على صلاة الرغائب:

    ورد الحث من طرقنا برواية مرسله، يذكرها الشيخ الحر العاملي - نور الله ثراه- في اجازة العلامة الحلي لبني زهره، فيقول:

    باب استحباب صلاة الرغائب ليلة أول جمعة من رجب (10172) 1 - الحسن بن يوسف المطهر العلامة في إجازته لبني زهرة باسناد ذكره قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): رجب شهر الله، و شهري، ورمضان شهر أمتي، ثم قال: من صامه كله استوجب على الله ثلاثة أشياء: مغفرة لجميع ما سلف من ذنوبه، وعصمة فيما بقي من عمره، وأمانا من العطش يوم الفزع الأكبر، فقام شيخ ضعيف فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، إني عاجز عن صيامه كله، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): صم أول يوم منه فان الحسنة بعشر أمثالها، وأوسط يوم منه، وآخر يوم منه، فإنك تعطى ثواب من صامه كله، ولكن لا تغفلوا عن ليلة أول جمعة منه فإنها ليلة تسميها الملائكة: ليلة الرغائب، وذلك إنه إذا مضى ثلث الليل لا يبقى ملك في السماوات والأرض إلا ويجتمعون في الكعبة وحواليها، ويطلع الله عليهم فيقول لهم يا ملائكتي، سلوني ما شئتم، فيقولون: يا ربنا، حاجتنا إليك أن تغفر لصوام رجب، فيقول الله عز وجل: قد فعلت ذلك، ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما من أحد يصوم يوم الخميس أول خميس من رجب ثم يصلي ما بين العشاء والعتمة اثنتي عشرة ركعة (1)، فإذا فرغ من صلاته صلى على سبعين مرة يقول: اللهم صل على محمد وعلى آله، ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة: سبوح قدوس، رب الملائكة والروح، ثم يرفع رأسه ويقول: رب اغفر وارحم، وتجاوز عما تعلم، إنك أنت العلي الأعظم، ثم يسجد سجدة ويقول فيها: ما قال في الأولى ثم يسأل الله حاجته في سجوده فإنها تقضى، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): والذي نفسي بيده، لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة إلا غفر له جميع ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر (3)، ويشفع يوم القيامة في سبع مائة من أهل بيته ممن استوجب النار، الحديث. وهو طويل يشتمل على ثواب جزيل.


    وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 8 - الصفحة 98 و 99


    كما أورده السيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه في كتابه اقبال الاعمال:

    (اعلم ان مقتضى الاحتياط للعبادة وطلب الظفر بالسعادة اقتضى ان نذكر عمل هذه الليلة الجمعة في اول ليلة من هذا الشهر الشريف، لجواز ان يكون اول ليل منه الجمعة، فيكون قد احتطنا للتكليف، وان لم يكن اوله الجمعة، فيكون قد اذكرناك في اول الشهر بها الى حين حضور اول ليلة جمعة منه لتعمل بها. وجدنا ذلك في كتب العبادات مرويا عن النبي صلى الله عليه وآله، ونقلته أنا من بعض كتب اصحابنا رحمهم الله فقال في جملة الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله في ذكر فضل شهر رجب ما هذ لفظه: ولكن لا تغفلوا عن اول ليلة جمعة منه، فانها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب، وذلك انه إذا مضى ثلث الليل لم يبق ملك في السماوات والأرض الا يجتمعون في الكعبة وحواليها، ويطلع الله عليهم اطلاعة فيقول لهم: يا ملائكتي سلوني ما شئتم، فيقولون: ربنا حاجتنا اليك ان تغفر لصوام رجب، فيقول الله تبارك وتعالى: قد فعلت ذلك. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: مامن ا حد صام يوم الخميس اول خميس من رجب ثم يصلى بين العشاء والعتمة اثنتى عشرة ركعة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، يقرء في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة و (انا انزلناه في ليلة القدر) ثلاث مرات، و (قل هو الله احد) اثنتي عشرة مرة فإذا فرغ من صلاته صلى علي سبعين مرة، يقول: اللهم صل على محمد النبي الامي وعلى آله . ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ثم يرفع رأسه ويقول: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلي الاعظم. ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها مثل ما قال في السجدة الاولى، ثم يسأل الله حاجته في سجوده، فانه تقضى ان شاء الله تعالى. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة الا غفر الله له جميعا ذنوبه، ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر وعدد الرمل ووزن الجبال وعد ورق الاشجار، ويشفع يوم القيامة في سبعمائة من اهل بيته ممن قد استوجب النار، فإذا كان اول ليلة نزوله الى قبره بعث الله إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول: يا حبيبي ابشر فقد نجوت من كل شدة، فيقول: من انت فما رأيت احسن وجها منك ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك ؟ فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها ليلة كذا في بلدة كذا في شهر كذا في سنة كذا، جئت الليلة لأقضي حقك وآنس وحدتك وارفع عنك وحشتك فإذا نفخ في الصور ظللت في عرصة القيامة على رأسك وانك لن تعدم الخير من مولاك ابدا).



    اقبال الاعمال - ابن طاووس - ج 3 - الصفحة 185 و 186



    ووردت من طرق العامه برواية ينقلها الشيخ المجلسي طيب الله نفسه الزكيه عن أنس بن مالك حيث يقول :


    (ومن ذلك ذكر صلاة الرغائب روى صفتها الحسن بن الدربي، عن الحاج الصالح مسعود بن محمد بن أبي الفضل الرازي المجاور بمشهد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام كان قرأها عليه في محرم سنة ثلاث وسبعين وخمسمائة قال: اخبرني الشيخ زين الدين ضياء الاسلام أبو الحسن علي بن عبد الجليل العياضي الرازي ببلد الري في أول شهر رجب من سنة أربع وأربعين وخمسمائة قال: اخبرني شرف الدين المنتجب بن الحسن بن علي الحسني قال: اخبرني سديد الدين أبو الحسن علي بن الحسن الجاسبى قال: اخبرنا المفيد عبد الرحمن بن أحمد النيسابوري الخزاعى بالري قال: حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي ، عن الحاج سموسم قال: حدثنا أبو الفتح بن رجاء بن عبد الواحد الاصفهانى قال: حدثنا أبو القاسم عبد العزيز بن راشد بندار الشيرازي قال: حدثنا أبو الحسن الهمداني قال: حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن سعيد البصري قال: حدثني أبى قال: حدثنى خلف بن عبد الله الصنعانى قال: حدثنى حميد الطوسى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: رجب شهر الله، وشعبان شهري، ورمضان شهر امتي، قيل: يا رسول الله ما معنى قولك: رجب شهر الله ؟ قال: لانه مخصوص بالمغفرة، فيه تحقن الدماء، وفيه تاب الله على أوليائه، وفيه أنقذهم من يد أعدائه. ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من صامه كله استوجب على الله ثلاثة أشياء مغفرة لجميع ما سلف من ذنوبه، وعصمة فيما بقي من عمره، وأمانا من العطش يوم الفزع الاكبر، فقام شيخ ضعيف وقال: يا رسول الله إني عاجز عن صيامه كله فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: صم أول يوم منه فأن الحسنة بعشر أمثالها، وأوسط يوم منه وآخر يوم منه فانك تعطى ثواب من صامه كله، ولكن لا تغفلوا عن ليلة أول جمعة منه، فانها ليلة تسميها الملائكة ليلة الرغائب، وذلك إذا مضى ثلث الليل لا يبقى ملك في السموات والارض إلا ويجتمعون في الكعبة وحواليها، ويطلع الله عليهم اطلاعة فيقول لهم: يا ملائكتي سلوني ما شئتم، فيقولون: ربنا حاجاتنا إليك أن تغفر لصوام رجب فيقول الله عزوجل قد فعلت ذلك. ثم قال رسول الله ما من أحد يصوم الخميس أول خميس من رجب ثم يصلي ما بين العشاء والعتمة اثني عشر ركعة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة وإنا أنزلناه في ليلة القدر ثلاث مرات، وقل هو الله اثني عشر مرة، فإذا فرغ من صلاته صلى على سبعين مرة، يقول: اللهم صل على محمد وعلى آله، ثم يسجد ويقول في سجوده سبعين مرة: سبوح قدوس رب الملائكة والروح، ثم يرفع رأسه فيقول سبعين مرة: رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم إنك أنت العلى الاعظم، ثم يسجد سجدة اخرى فيقول فيها ما قال في الاولى ثم يسأل الله تعالى حاجته في سجوده، فانها تقضى. قال رسول الله صلى الله عليه وآله: والذى نفسي بيده لا يصلي عبد أو أمة هذه الصلاة إلا غفر الله له جميع ذنوبه ولو كانت ذنوبه مثل زبد البحر، وعدد الرمل، ووزن الجبال وعدد ورق الاشجار، ويشفع يوم القيامة في سبع مائة من أهل بيته ممن قد استوجب النار، فإذا كان أول ليلة في قبره بعث إليه ثواب هذه الصلاة في أحسن صورة فتجيئه بوجه طلق ولسان ذلق، فيقول: يا حبيبي أبشر فقد نجوت من كل شدة فيقول من أنت ؟ فوالله ما رأيت وجها أحسن من وجهك، ولا سمعت كلاما أحلى من كلامك ولا شممت رائحة أطيب من رائحتك فيقول: يا حبيبي أنا ثواب تلك الصلاة التي صليتها في ليلة كذا من شهر كذا من سنة كذا، جئتك الليلة لاقضى حقك واونس وحدتك وأدفع عنك وحشتك، فإذا نفخ في الصور ظللت في عرصة القيامة على رأسك فأبشر فلن تعدم الخير أبدا)


    بحار الانوار - الشيخ المجلسي - ج 104 - الصفحة 124 - 126


    مناقشة:

    المدقق يرى أن الرواية الاولى تنقلُ مرسلةً، والثانيه يوردها السيد رضوان الله تعالى عليه دون وضع السند والثالثه، تثار عليها التساؤلات من جهتين:

    أولاً: من جهة أن راويها هو انس، وقد روي عن الامام جعفر الصادق (عليه السلام) أنه قال : (ثلاثة كانوا يكذبون على رسول الله (صلى الله عليه وآله): أبو هريرة , أنس بن مالك , وامرأة) (الخصال : باب الثلاثة , ح 263).

    ثانياً: أن العامة وضعوا الرواية في جملة الموضوعات، يقول ابن الجوزي :

    هذا حديث موضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اتهموا به ابن جهيم ونسبوه إلى الكذب، وسمعت شيخنا عبد الوهاب الحافظ يقول: رجاله مجهولون، وقد فتشت عليهم جميع الكتب فما وجدتهم. قال المصنف قلت: ولقد أبدع من وضعها، فإنه يحتاج من يصليها أن يصوم وربما كان النهار شديد الحر، فإذا صام ولم يتمكن من الأكل حتى يصلى المغرب ثم يقف فيها ويقع في ذلك التسبيح طويل والسجود الطويل، فيؤذي غاية الايذاء، وإني لأغار لرمضان ولصلاة التراويح كيف زوحم بهذه، بل هذه عند العوام أعظم وأجل، فإنه يحضرها من لا يحضر الجماعات.


    الموضوعات - ابن الجوزي - ج 2 - الصفحة 125 و 126


    ويثار التساؤل هنا، هل يصح الاتيان بها مع هذه الاشكالات، والجواب أنه لو ثبتت سنداً للزم القول باستحباب لا القول بالاتيان بها برجاء المطلوبيه، ولكن علمائنا أنار الله برهانهم يعنونونها برجاء المطلوبيه، استناداً على قاعدة التسامح في أدلة السنن، حيث أن احتمال شمول أخبار (من بلغ) واليك بعض الاخبار الوارده في هذا المجال:

    (المحاسن: 25|2) أحمد بن أبي عبدالله البرقي في ( المحاسن ): عن علي بن الحكم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال: من بلغه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) شيء من الثواب فعمله كان أجر ذلك له، وإن كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يقله.

    (المحاسن:25|1) وعن أبيه، عن أحمد بن النضر، عن محمد بن مروان، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال: من بلغه عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) شيء من (1) الثواب ففعل ذلك طلب قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) كان له ذلك الثواب، وإن كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) لم يقله.

    (المحاسن: 246|243.) وعن علي بن محمد القاساني، عمن ذكره، عن عبدالله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبدالله، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال: قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ): من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له، ومن أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار.

    (التوحيد: 406|3) ورواه الصدوق في ( التوحيد ) عن محمد بن الحسن، عن الصفار، عن محمد بن الحسين وأحمد بن أبي عبدالله، عن علي بن محمد، مثله.

    (الكافي 2: 71|1) محمد بن يعقوب، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله ( عليه السلام ) قال: من سمع شيئا من الثواب على شيء فصنعه كان له، وإن لم يكن على ما بلغه.
    ورواه ابن طاوس في كتاب ( الإقبال ) نقلا من كتاب هشام بن سالم، الذي هو من جملة الأصول، عن الصادق ( عليه السلام ) مثله ( الإقبال: 627.).


    ( الكافي 2: 71|2.) وعن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمران الزعفراني، عن محمد بن مروان قال: سمعت أبا جعفر ( عليه السلام ) يقول: من بلغه ثواب من الله على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أوتيه، وإن لم يكن الحديث كما بلغه.

    (عدة الداعي: 9.) أحمد بن فهد في ( عدة الداعي ) قال: روى الصدوق، عن محمد بن يعقوب، بطرقه إلى الأئمة ( عليهم السلام ) أن من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه، وإن لم يكن الأمر كما نقل إليه.

    (إقبال الأعمال: 627) علي بن موسى بن جعفربن طاوس في كتاب ( الإقبال ) عن الصادق ( عليه السلام ) قال: من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له [ أجر ] ذلك وإن ( لم يكن الأمر كما بلغه ) (في المصدر: كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يقله.).


    وسائل الشيعة (آل البيت) - الحر العاملي - ج 1 - الصفحة 81 و 82


    وكما هو جلي، فمقتضى أخبار (من بلغ) البلوغ والسماع لا صحة السند.كما أن هناك احتمالاً أن للسيد ابن طاووس طريقاً غير طريق أنس، فتشمله بالتالي أخبار (من بلغه).

    من جهةٍ أخرى، ورغم أن أنس بن مالك من الكذابة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لكن ذلك لا يعني أن كل خبرٍ يروية كذباً، فليس كل ما يرويه الكذّابُ كذباً!

    للتوضيح، نضرب مثالاً بأبي هريره، فهو الآخر من الكذابة على النبي الا أنه من رواة حديث الغدير، فهل نسقط روايته لكونه من الكذابه؟ الجواب كلاً، الا أن يثبت الوضع في الروايه، وبالعود على رواية صلاة الرغائب المرويه عن أنس، نجدُ أن هذا منفٍ في هذا الموضوع، فلم يورد ابن الجوزي ما يعول عليه للقول بوضع هذه الروايه، وعليه فتشمله قاعدة التسامح في أدلة السنن. نعم جل ما يثبته ابن الجوزي هو ضعف السند وهذا لا يرفع قاعدة التسامح في أدلة السنن. وهنا نشير الى عدم رجحان القول بعدم تمامية اخبار (من بلغه) في موارد ( الخبر الضعيف الدال على الاستحباب المعلوم الكذب وجداناً أو تعبداً) لعدم قيام العلم بالوضع والكذب في هذا المورد. كما أن ما يضعه العامه في زاوية البدع، ليس بحجةً علينا لاثباتها، فهم يضيقون الواسع ويوسعون الضيق، ويجيزون البدعه ويحرمون السنه.



    ثانياً: وقت صلاة الغفيله:


    أما وقد ثبت تمامية العمل بقاعدة التسامح في أدلة السنن في هذا المورد، فان هناك تساؤلاً يثار حولَ التوقيت، اذ أننا أمام توقيتان:

    الأول: بين العشاء والعتمه:

    وهذا ما تراهُ جلياً في المورد الأول في اجازة بني زهره:

    (من أحد يصوم يوم الخميس أول خميس من رجب ثم يصلي ما بين العشاء والعتمة اثنتي عشرة ركعة )

    وما نراهُ في كتاب الاقبال للسيد ابن طاووس رضوان الله تعالى عليه:

    (مامن ا حد صام يوم الخميس اول خميس من رجب ثم يصلى بين العشاء والعتمة اثنتى عشرة ركعة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة)

    بل وحتى في المورد الثالث :

    (ثم قال رسول الله ما من أحد يصوم الخميس أول خميس من رجب ثم يصلي ما بين العشاء والعتمة اثني عشر ركعة، يفصل بين كل ركعتين بتسليمة)



    الثاني: بين المغرب والعشاء

    وهو ما انفرد به الشيخ عباس القمي في كتابه مفاتيح الجنان، حيث يقول :

    (واعلم انّ أوّل ليلة من ليالي الجمعة من رجب تسمّى ليلة الرّغائب وفيها عمل مأثور عن النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)ذو فضل كثير ورواه السّيد في الاقبال والعلامة المجلسي رحمه الله في اجازة بني زهرة.... وَصِفَة هـذه الصّلاة أن يصوم أوّل خميس من رجب ثمّ يصلّي بين صلاتي المغرب والعشاء اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة)


    والغريب أن الشيخ قدس الله سره، يفتتح الحديث بالاستناد الى ما يرويه السيد والى اجازة بني زهره، وقد تقدم التوقيت الذي يشار اليها في هذين الموردين من أن وقتها بين العشاء والعتمه. بل أن الشيخ قدس الله سره ينقل في كتاب منازل الآخره (صفحة 133) نفس الرواية ويورد في الهامش نقل الشيخ المجلسي طيب الله ثراه في الاجازه و ما ينقله السيد رضوان الله تعالى عليه في اقبال الاعمال.

    ولعل مورد الاشتباه كونه قدس سره اشتبه في انها بين العشائين والعتمه فبنى على أنها بين المغرب والعشاء.

    وعليه، فالظاهر بأن وقت صلاة الرغائب هو بعد صلاة العشاء لا قبلها، ويمتد الى انتهاء العتمه (أي الثلث الأول من الليل)، ترجيحاً لما ورد في الموارد الثلاثة الآنفة الذكر.


    هذا والله أعلم،،،

    وختاماً نسألكم الدعاء في هذا الشهر الفضيل،،،

  • #2
    أحسنتم جعل الله ثوابها لكم بالمغفرة والرحمة

    تعليق


    • #3
      تصحيح لا بد منه

      ارجو من المشرف تعديل العنوان الى : لماذا يرى الفقهاء الشيعه برجاء مطلوبية صلاة الرغائب وما توقيتها؟
      التعديل الأخير تم بواسطة في ثار الزهراء; الساعة 23-05-2012, 04:12 PM.

      تعليق


      • #4
        تصحيح لا بد منه : وورد مني اشتباه في استخدام قاعده التسامح في أدلة السنن والأصح بأن العمل بمقتضى رجاء المطلوبيه ناشئ من العمل بقاعده من بلغه ثواب العمل المشار اليها في البحث.

        تعليق


        • #5

          أحسنتم أحسنتم وفقكم الله
          وسدد خطاكم
          وصلى الله على محمد وال محمد

          تعليق


          • #6
            أحسنتم مولانا

            ولكن في بعض المناطق تثار صلاة الرغائب بشكل كبير حتى أنها تصلى جماعة أي متابعة ولكن بدون نية الجماعة ويحضرها عدد كبير

            وتصادف نفس الليالي عادة ميلاد الإمام الباقر عليه السلام وميلاد الهادي عليه السلام ووفاة الهادي عليه ولا يحضرون هذه المناسبات
            فإذا حضرت هذه المناسبات فإنها مستحبة إستحبابا قطعيا فيقدم المستحب على رجاء المطلوبية

            للاسف كثير من الناس يقدمون صلاة الرغائب على هذه المناسبات

            ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم


            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة بريق سيف
              أحسنتم مولانا
              ولكن في بعض المناطق تثار صلاة الرغائب بشكل كبير حتى أنها تصلى جماعة أي متابعة ولكن بدون نية الجماعة ويحضرها عدد كبير
              وتصادف نفس الليالي عادة ميلاد الإمام الباقر عليه السلام وميلاد الهادي عليه السلام ووفاة الهادي عليه ولا يحضرون هذه المناسبات
              فإذا حضرت هذه المناسبات فإنها مستحبة إستحبابا قطعيا فيقدم المستحب على رجاء المطلوبية
              للاسف كثير من الناس يقدمون صلاة الرغائب على هذه المناسبات
              ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم

              الشكر لكم موالي الكرام على المرور ...


              ما ذكرته مولاي بريق من ممارسات خلاف الاستحباب بل يحصل في بعض الأحيان التفريط بصلاة الجماعه لفرض العشاء وهو تفريط بالثواب
              التعديل الأخير تم بواسطة في ثار الزهراء; الساعة 23-05-2012, 10:08 PM.

              تعليق


              • #8
                نعم صحيح مولاي

                إذا تعنى شخص إلى المسجد وصلى الرغائب متابعة وفرط بصلاة العشاء جماعة

                صلاة العشاء واجبة

                الأفضل لمن يريد أن يصلي صلاة الرغائب كما ذكرتم مولانا أن يصليها بعد صلاة العشاء

                وإلا مشكل واقعا





                تعليق


                • #9
                  هناك استظهار قوي يجمع بين القولين في مسألة الوقت، وهو أن وقت العتمه يقصد به صلاة العشاء لورود ذلك في جملة من النصوص، وعليه فما استظهره الشيخ القمي صحيح، حيث ان الروايات الانفه لا تقول بين صلاة العشاء والعتمه بل تقول بين العشاء والعتمه.

                  تعليق


                  • #10
                    ستكون هناك مشكلة وهو تفريط صلاة العشاء إن صح الإستظهار على مبنى الشيخ القمي

                    عموما سواء كانت بين صلاة المغرب والعشاء أو بعد صلاة العشاء

                    يقدم الواجب على المستحب والمستجب على رجاء المطلوبية

                    هذا الحرص الغريب على صلاة الرغائب لا مبرر له لان يضيع المستحبات ما بين الصلاتين ويتسبب بتخلف الناس عن أداء شعائر الله وإحياء أمر أهل البيت عليهم السلام المتمثلة في ذكرى ولادتهم ووفاتهم

                    وعليه يجب على من يحب تأديتها ان ياديها فردا كعمل من الأعمال لا جماعة وإعلان


                    تعليق


                    • #11
                      فقط للملاحظة مولاي الفاضل

                      لا وجود لذكر المغرب في الروايات فالأقوى أنها بين العشاء والعتمة أي الثلث الأول من الليل وهو بعد صلاة العشاء وتبقى مشكلة التفريط بالمستحب وهما نافلة المغرب وصلاة الغفيلة





                      تعليق


                      • #12
                        يرمز للعشاء بصلاة العتمه في نصوص الفريقين مولاي الكريم، وهذا ما رجحته بعد البحث.
                        البارحه وبحمد الله أقمنا المغرب واتينا بنوافلها ثم اتينا بالرغائب ثم العشاء فدعاء كميل فزيارة الحسين (ع) وذهبنا للافطار بعدها ومن ثم حضرنا المأتم.
                        ومما أثار استغرابي بقاء حتى الأطفال وعليه فلم يحصل تفريط لا بمستحب ولا واجب ولا ما يؤتى به برجاء المطلوبيه.

                        تعليق


                        • #13
                          المشاركة الأصلية بواسطة في ثار الزهراء
                          يرمز للعشاء بصلاة العتمه في نصوص الفريقين مولاي الكريم، وهذا ما رجحته بعد البحث.
                          البارحه وبحمد الله أقمنا المغرب واتينا بنوافلها ثم اتينا بالرغائب ثم العشاء فدعاء كميل فزيارة الحسين (ع) وذهبنا للافطار بعدها ومن ثم حضرنا المأتم.
                          ومما أثار استغرابي بقاء حتى الأطفال وعليه فلم يحصل تفريط لا بمستحب ولا واجب ولا ما يؤتى به برجاء المطلوبيه.
                          وفقتم مولاي الكريم

                          معناه أنكم أقمتم الصلوات كلها وجمعتم الناس للخير والصلاح والشعائر على طريقة البرنامج المتكامل في ليلة واحدة

                          تقبل الله

                          إذا الطريقة لابد أن تكون صحيحة
                          التعديل الأخير تم بواسطة بريق سيف; الساعة 25-05-2012, 11:02 AM.

                          تعليق


                          • #14
                            الأخ من وين

                            تعليق


                            • #15
                              المشاركة الأصلية بواسطة بريق سيف
                              الأخ من وين

                              OMAN

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X