بسمه تعالى
تتمةً لما استظهرتهُ قبل حوالي سنةٍ من الآن، أشير وأؤكد أن الصواب بأن توقيت الرغائب هو بين صلاة المغرب والعشاء ذلك أن الاشارة الى التوقيتيتن (العتمة والعشاء) انما قد تكونُ للاشارة الى وقتين لصلاتين واجبتين أو قد تكون للاشارة الى توقيتٍ بدون ربطٍ بصلاةٍ مكتوبه، فان كانت الأولى فالأظهر أن هذين التوقيتين يشيران الى وقت المساء، وعليه فالصلاتين الوجبتين اللتين يؤتى بهما في المساء هما صلاة المغرب والعشاء، فتكون صلاة الرغائب بينهما حينئذٍ بلا اشكال.
وقد تكون الاشارة الى توقيتين بمعزلٍ عن الصلاة، بمعنى أن هنالك وقتٌ يسمى وقت العشاء ووقتٌ يسمى بالعتمه، فيلزم البحث فيهما من ناحيةٍ لغويه. وفي البحث نجد أن الحطاب الرعيني في كتاب مواهب الجليل ج 2 - الصفحة 30 يذكر:
"..... والعشاء بكسر العين ممدودا أول الظلام. وقال ابن العربي في العارضة: العشاء بكسر العين هو أول الظلام وذلك من المغرب إلى العتمة، والعشاء بفتحها طعام ذلك الوقت، والعشاءان المغرب والعتمة انتهى...."
فيكونُ العشاء بموجب ذلك اشارةً الى وقت صلاة المغرب وهو أول الظلام، وتكونُ العتمه اشارةً الى توقيت صلاة العشاء. ويعاضدهُ ما جاء في معجم لسان العرب لابن منظور - ج 12 - الصفحة 382
"... والعتمة: ثلث الليل الأول بعد غيبوبة الشفق. أعتم الرجل: صار في ذلك الوقت. ويقال: أعتمنا من العتمة كما يقال أصبحنا من الصبح. وأعتم القوم وعتموا تعتيما: ساروا في ذلك الوقت، أو أوردوا أو أصدروا، أو عملوا أي عمل كان، وقيل: العتمة وقت صلاة العشاء الأخيرة، سميت بذلك لاستعتام نعمها، وقيل: لتأخر وقتها..."
وبموجبه فان القرينة اللغويه توجهنا للقول بأن الصلاة بين العشاء والعتمة اثنتي عشرة ركعة - صلاة الرغائب - تكون بين العشاء الاولى (وهي صلاة المغرب) والعشاء الأخيره (صلاة العشاء وتوقيتها العتمه) والى مثل هذا يذهب العلامه المجلسي في بحار الأنوار ج 79 - الصفحة 255 بالقول (والعتمة وقت صلاة العشاء).
ويعاضد ذلك جملةٌ من الشواهد الروائيه مثل الروايه التي يوردها الشيخ الصدوق أعلى الله مقامه في الفقيه حيث يروي:
وسأل سماعة بن مهران أبا الحسن الأول عليه السلام " عن وقت صلاة الليل في السفر، فقال: من حين تصلي العتمة إلى أن ينفجر الصبح ".
من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج 1 - الصفحة 453
ومعلومٌ أن صلاة الليل يؤتى بها بعد صلاة العشاء (الأخيره) لا قبلها.
وختام الكلام فان الأرجح أن توقيت الرغائب بعد صلاة المغرب وقبل صلاة العشاء، والله أعلم.
تعليق