مسؤولية الجمهورية الاسلامية بصدد ما يتعرض له المسلمون
في هذا الجانب يواجه الامام بشجاعة فائقة ذلك المبدا الذي كرسته الدول الاوروبية منذ فترة طويلة، والقاضي بتحريم التدخل من قبل اي دولة في شؤون الدول الاخرى والذي تحول في الواقع العملي الى تحريم لتدخل اي دولة اسلامية لنصرة المسلمين المضطهدين في ظل الانظمة الجائرة، وحتى تحت ربقة الاستعمار، فيما تسمح القوى الكبرى لانفسها بان تتدخل حيث تشاء وتحت اي ذريعة كانت، في شؤون الدول الاخرى، كما تسمح للصهاينة بالتدخل في شؤون جميع البلدان، وفي الاتحاد السوفياتي نفسه لكي يسهل حينذاك هجرة اليهود السوفيات الى الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وهكذا فقد اعلن (قده) وبشكل صريح للغاية اننا «نعتبر مسلمي العالم كمسلمي بلدنا، ونعتبر انفسنا شركاء في مصيرهم دائما».
كما ينطلق الامام من مسؤولياته الشرعية ومسؤوليات الجمهورية الاسلامية القادرة ليبدي الاستعداد لمد الاتحاد السوفياتي، ومن ورائه غيره من البلدان، بالفكر الالهي الضروري لحياة اي شعب من الشعوب، اذ هو يعلن لغورباتشوف بكل صراحة قوله: «ان الجمهورية الاسلامية في ايران تعد اكبر واقوى قاعدة في العالم الاسلامي، بامكانها ان تملا بسهولة الفراغ العقائدي في نظامكم».
الاسلام هو الرد على المادية
اما في الجانب الفكري البحت الذي حملته الرسالة، ولعله من اهم ما حملته، فقد بدا الامام بتشخيص سبب الاخفاقات الاساسية في الاتحاد السوفياتي، اوضحه لغورباتشوف قائلا: «.. ان مشكلة بلادكم الاساسية ليست قضية الملكية والاقتصاد والحرية، بل ان مشكلتكم هي فقدان الاعتقاد الواقعي باللّه». وهي بطبيعة الحال ليست مشكلة الاتحاد السوفياتي وحده بل مشكلة الانظمة الملحدة على الصعيد الفعلي، هي ذات المشكلة التي جرّت الغرب وستجره الى الانحطاط والطريق المسدود.
ذلك ان المذاهب الفكرية والفلسفية المؤسسة على الالحاد قد استنفدت شرقا وغربا، فلم تعد تستطيع ان تحل المشاكل المتراكمة، وهي لم تستطع ان تقنع جماهير الناس باية مثل عليا او مشاريع حضارية يمكن ان تطرحها. ولقد وقفت عاجزة امام ذلك القلق المصيري والرعب الوجداني اللذين اشرنا اليهما سابقا والنابعين من عدم الاعتقاد بالحياة الاخرة الذي يضع الانسان وجها لوجه امام العدم فلا يبقى امامه الا ان يتدبر اموره في الحياة الدنيا في جو من الياس والقنوط.
وهذا ما يؤكده الامام بقوله: «ان الشيوعية لم تعد تلبي اي حاجة من الحاجات الواقعية للانسان»، لانها مذهب مادي، ولا يمكن للمادية ان تنقذ البشرية من ازمة عدم الاعتقاد بالمعنويات، هذه الازمة التي تعد اهم اساس لمعاناة المجتمعات البشرية في الشرق والغرب.
على ان الاتحاد السوفياتي لم يقف عند حدود الالحاد السلبي، بل هو شن تلك الحملة الدائمة المستعرة ضد الايمان باللّه، وهو امر كان بامكانه ان يستغني عنه، لانه لن يصل به الى اية نتيجة سوى المزيد من الاخفاق والتقهقر والفشل.
يقول الامام (قده) : «ان مشكلتكم الاساسية هي التورط في صراع لا طائل تحته مع اللّه مبدا الوجود والخلق».
وبعد تشخيص الداء، يعمد الامام الى وصف طريقة اجتثاثه، وطريقة الاجتثاث تقوم على تفنيد المذاهب المادية القائمة على المناهج التجريبية، وعلى اثبات وجود اللّه بالبراهين والطرق التي لا ياتيها الباطل من بين ايديها او من خلفها.
في هذا الجانب يواجه الامام بشجاعة فائقة ذلك المبدا الذي كرسته الدول الاوروبية منذ فترة طويلة، والقاضي بتحريم التدخل من قبل اي دولة في شؤون الدول الاخرى والذي تحول في الواقع العملي الى تحريم لتدخل اي دولة اسلامية لنصرة المسلمين المضطهدين في ظل الانظمة الجائرة، وحتى تحت ربقة الاستعمار، فيما تسمح القوى الكبرى لانفسها بان تتدخل حيث تشاء وتحت اي ذريعة كانت، في شؤون الدول الاخرى، كما تسمح للصهاينة بالتدخل في شؤون جميع البلدان، وفي الاتحاد السوفياتي نفسه لكي يسهل حينذاك هجرة اليهود السوفيات الى الاراضي الفلسطينية المحتلة.
وهكذا فقد اعلن (قده) وبشكل صريح للغاية اننا «نعتبر مسلمي العالم كمسلمي بلدنا، ونعتبر انفسنا شركاء في مصيرهم دائما».
كما ينطلق الامام من مسؤولياته الشرعية ومسؤوليات الجمهورية الاسلامية القادرة ليبدي الاستعداد لمد الاتحاد السوفياتي، ومن ورائه غيره من البلدان، بالفكر الالهي الضروري لحياة اي شعب من الشعوب، اذ هو يعلن لغورباتشوف بكل صراحة قوله: «ان الجمهورية الاسلامية في ايران تعد اكبر واقوى قاعدة في العالم الاسلامي، بامكانها ان تملا بسهولة الفراغ العقائدي في نظامكم».
الاسلام هو الرد على المادية
اما في الجانب الفكري البحت الذي حملته الرسالة، ولعله من اهم ما حملته، فقد بدا الامام بتشخيص سبب الاخفاقات الاساسية في الاتحاد السوفياتي، اوضحه لغورباتشوف قائلا: «.. ان مشكلة بلادكم الاساسية ليست قضية الملكية والاقتصاد والحرية، بل ان مشكلتكم هي فقدان الاعتقاد الواقعي باللّه». وهي بطبيعة الحال ليست مشكلة الاتحاد السوفياتي وحده بل مشكلة الانظمة الملحدة على الصعيد الفعلي، هي ذات المشكلة التي جرّت الغرب وستجره الى الانحطاط والطريق المسدود.
ذلك ان المذاهب الفكرية والفلسفية المؤسسة على الالحاد قد استنفدت شرقا وغربا، فلم تعد تستطيع ان تحل المشاكل المتراكمة، وهي لم تستطع ان تقنع جماهير الناس باية مثل عليا او مشاريع حضارية يمكن ان تطرحها. ولقد وقفت عاجزة امام ذلك القلق المصيري والرعب الوجداني اللذين اشرنا اليهما سابقا والنابعين من عدم الاعتقاد بالحياة الاخرة الذي يضع الانسان وجها لوجه امام العدم فلا يبقى امامه الا ان يتدبر اموره في الحياة الدنيا في جو من الياس والقنوط.
وهذا ما يؤكده الامام بقوله: «ان الشيوعية لم تعد تلبي اي حاجة من الحاجات الواقعية للانسان»، لانها مذهب مادي، ولا يمكن للمادية ان تنقذ البشرية من ازمة عدم الاعتقاد بالمعنويات، هذه الازمة التي تعد اهم اساس لمعاناة المجتمعات البشرية في الشرق والغرب.
على ان الاتحاد السوفياتي لم يقف عند حدود الالحاد السلبي، بل هو شن تلك الحملة الدائمة المستعرة ضد الايمان باللّه، وهو امر كان بامكانه ان يستغني عنه، لانه لن يصل به الى اية نتيجة سوى المزيد من الاخفاق والتقهقر والفشل.
يقول الامام (قده) : «ان مشكلتكم الاساسية هي التورط في صراع لا طائل تحته مع اللّه مبدا الوجود والخلق».
وبعد تشخيص الداء، يعمد الامام الى وصف طريقة اجتثاثه، وطريقة الاجتثاث تقوم على تفنيد المذاهب المادية القائمة على المناهج التجريبية، وعلى اثبات وجود اللّه بالبراهين والطرق التي لا ياتيها الباطل من بين ايديها او من خلفها.
تعليق