المشاركة الأصلية بواسطة أنوار الملكوت
بسم الله الرحمن الرحيم
1- أشكر الأخ (اليتيم) على طرح هذا الموضوع الحساس جدا، و الحيوي جدا. و الحقيقة أن هذه المسألة دقيقة و معالجتها ينبغي أن تكون بأشد الحذر. كما اشكر الإدارة
(بحسب الظاهر) على جمع الموضوع في موضوع مدمج لأنه أعطاه تركيزاً واضحاً.
2- الأخ (الأكرف) من حقك أن تدافع عن هذا المنهج و لكن أرجو أن يكون ذلك بدون نسخ و لصق لمواضيع تم نشرها عشرات المرات، بل بإمكانك أن تذكر موضع الشاهد منها أو تضع الرابط لها، و أما النسخ و اللصق الذي تمارسه فهو يشعر الجميع بأنّك لا تريد إلا التشويش على الموضوع، و هذا يجعل القارئ لا يقرأ أيا مما تكتب، بل هو يعطي مصداقية عالية لرأي المخالف. و هذه النصيحة لمصلحتك قبل أن تكون لمصلحة غيرك. فإذا قبلت النصيحة فبها، و إلا فنرجو من الإخوة المشرفين أن يتدخلوا لمنع تخريب الموضوع.
*****
3- نعود لصلب الموضوع ، فكما ذكرت في النقطة الأولى الموضوع حساس، و يمكن أن يقع الإنسان فيه بالخطأ بسهولة، و السر في ذلك برأيي هو أن لدينا ثلاثة مناهج متميزة في الجسد الشيعي (وليس منهجان كما سيتّضح). و هذه المناهج الثلاثة هي:
أ- منهج التفريط: و أعني به المنهج الذي تخلّى عن بعض الثوابت الشيعية ، و صار يشكك ببعض بديهيات المذهب، و يطرح آراء خاطئة غير مبنية على أساس علمي متين، و أضاف إلى ذلك أنه طرحها على العامة و دون بحثها مع العلماء، و من أبرز مصاديق هذا التوجّه السيد فضل الله من العرب (الذي فرّط ببعض ثوابت التولي و التبري) و الدكتور عبد الكريم سروش من الإيرانيين (الذي فرّط ببعض ثوابت الوحي و النبوّة) ، و مما لا شكّ فيه أن بينهما اختلافاً في الآراء و لكن يجمعهما التفريط المذكور.
ب- منهج الإفراط: و أعني به المنهج الذي أفرط في التمسّك بجانب البراءة من العقيدة الشيعية المكونة من التولي و التبري، و جعل البراءة هي مخ التشيع و حقيقته، مستغلاً بعض النصوص الشرعية الصحيحة في هذا المجال، و المشكلة الأساسية التي وقع فيها هو أنّه تمسك ببعض النصوص التي توافق أهواءه و أعرض عن بعض النصوص الأخرى رغم صحتها ، و هذه النصوص التي تركها هذا التيار بعضها له علاقة بالاعتقادات، و بعضها الآخر له علاقة بالعمل و التصرف الاجتماعي و الفردي، فضرب بكلمات أهل البيت عليهم السلام عرض الحائط و هذا ما سبب تطرّفه الواضح أيضاً.
و زاد هذا التيار في الطين بلّة عندما بدأ يهاجم كلّ مخالفيه، و نصّب نفسه خصماً و حكماً، و بدأ فوراً بإصدار الأحكام العنيفة جدا. و لهذا أطلق عليه البعض اسم (السلفية الشيعية)
ج- التيار الوسطي الذي يقبل و يلتزم بكلّ ما ثبتت صحته من عقائد و تشريعات و نصوص من خلال الأدلة المعتمدة و التي ثبتت حجيتها في المذهب الشيعي بحيث صارت من بديهياته، و يسعى هذا التيار إلى استنطاق الأدلة لا التحميل عليها بأفكار مسبقة.
ولا يخفى أنّ العلماء المنتمين لهذا التيار بينهم اختلافات منشؤها الاجتهادات المختلفة بينهم فلا أحد منهم يدعي العصمة، ولكن ما يجمعهم هنا الاتّفاق في المنهج وليس اتفاق الآراء.
*****
4- بعد أن توضّحت هذه النقطة ينبغي معالجة المسائل التالية:
- ما هي المعالم التفصيلية لكل واحد من هذه التيارات؟ فالتيار السلفي الشيعي خصوصاً يحتاج إلى مزيد من الدراسة لكي يتمّ تحديد أبرز معالمه و خصائصه التي يمتاز بها، و يوضّح الفرق بينه و بين التيار الوسطي،لأن السلفية الشيعية تحاول أن تصوّر أنّها تمثل السواد الأعظم من الشيعة.
- كيف ينبغي التعاطي مع كل من التيار الإفراطي و التفريطي ؟ هل ينبغي التصدي بشكل علمي، أم ينبغي المواجهة العملية ؟ و ما هو دور العلماء و ما هو دور العامة؟ ينبغي أن يعرف الجميع حدودهم.
*****
5- من أهم المسائل التي ينبغي التنبه لها هو أن التيار الأول (التفريطي) و الثاني (السلفي) يقعان على طرفي نقيض، و من الطبيعي أن تجد كل واحد منهما يهاجم الآخر و يحاول أن يصوّر المسألة كأن هناك طرفين فقط. و للتوضيح نقول:
- نلاحظ أن التيار السلفية الشيعية عندما يحاول الترويج لأفكاره يحاول أن يصوّر المسألة كأنه هو المدافع عن الثوابت الشيعية، و أن كل من يخالفه فهو ينتمي لتبار التفريط بالمسلمات الشيعية، و من المدافعين عن الخلفاء الغاصبين و .. الخ و الحال أن الأمر ليس كذلك بل قد تبين وجود تيار طويل عريض يمثل السواد الأعظم من الشيعة يخالف هذا التيار السلفي في تشدده و خروجه عن تعليمات أولياء الدين عليهم السلام، و هو في نفس الوقت لا يقبل التفريط بأساسيات المذهب.
- و في المقابل نلاحظ التيار التفريطي عندما يحاول التسويق لأفكاره يحاول أن يصوّر المسألة كأنها ذات طرفين أيضاً: فإما أن تكون متحجّراً في الفكر و متشدّداً في التعاطي مع الآخرين كالتيار السلفي، و إما أن تكون متحررا فكرياً و تقبل المساس بالثوابت الشيعية و التضحية بها بحجة التنوّر والحرية الفكرية.
و قد صار واضحاً حجم المغالطة هنا، لأن هناك حلاً وسطاً يمثله التيار الوسطي الذي يقبل البحث العلمي بكل حرية و لكن بشرط أن يكون بحثاً علمياً بالضوابط العلمية، فهو ليس بمتحجر، و لكنه في الوقت نفسه لا يقبل التخلي عن الثوابت و البديهيات الإسلامية و الشيعية، و هو لا يقبل تأويل النصوص الدينية الواضحة تحت اسم (قراءة عصرية للنصوص الدينية) !!
- و الطريف هاهنا أنك تجد كل من طرفي الإفراط و التفريط قد قاما بدور ممتاز في كشف نقاط الضعف في الطرف الآخر، بحيث صار من الواضح بطلان كلا المنهجين بحمد الله و منّه و برعاية ولي هذا الأمر و صاحب هذا الزمان صلوات الله عليه الذي يحفظ شيعته من خلف السحاب... صلى الله عليك يا سيدي و عجل فرجك وجعلنا فداء لتراب مقدمك.
*****
و الحق أن الروايات التالية فيها خلاصة الموضوع :
و الحق أن الروايات التالية فيها خلاصة الموضوع :
" إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " .
"اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الْفُلْكِ الْجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغامِرَةِ، يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَها، وَيَغْرَقُ مَنْ تَرَكَهَا،
الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ مارِقٌ
،
وَالْمُتَاَخِّرُ عَنْهُمْ زاهِقٌ،
وَاللاّزِمُ لَهُمْ لاحِقٌ
"
"اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد الْفُلْكِ الْجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغامِرَةِ، يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَها، وَيَغْرَقُ مَنْ تَرَكَهَا،
الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ مارِقٌ
،
وَالْمُتَاَخِّرُ عَنْهُمْ زاهِقٌ،
وَاللاّزِمُ لَهُمْ لاحِقٌ
"
*****
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجل فرجهم وسهل مخرجهم و ارزقنا شفاعتهم و احشرنا في زمرتهم و ثبتنا على ولايتهم و البراءة من أعدائهم.
اللهم صلّ على محمد و آل محمد و عجل فرجهم وسهل مخرجهم و ارزقنا شفاعتهم و احشرنا في زمرتهم و ثبتنا على ولايتهم و البراءة من أعدائهم.
تعليق