اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم ولعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله
ان سبب الفقر المعرفي والفكري العلمي والديني لمدارس اسلامية حسبت على الاسلام كان وراء تعصب ومجازر عديدة حفظها لنا التاريخ في صفحاته ولو اننا كنا ولليوم مقصرين من دراسة واقعه المرير والمعاناة المؤدية منه .
اذ لم يراجعها مفكرينا بجدية وموضوعية فيحللون ذلك لنقف على حقيقة سلوك ونهج اصحابها الدموي بسبب خفوتها بين فترة وأخرى باستثناء دراسة واحدة جريئة تصدت لذلك (المجازر والتعصبات الطائفية في عهد الشيخ المفيد 336هجرية -413 هجرية )من تأليف الاستاذ الباحث فارس حسون مشكورا على هذا الجهد الكبير .
كما كانت المصادر التاريخية الكبيرة المطولة التي ضمت هذه المعلومات التاريخية الخطيرة سبب في طمر هذا الواقع والتي لم يتسنى للعديد من مثقفي وقراء الامة دراستها والإطلاع عليها لنقلها بسبب حجم هذه المصادر ومادتها وتعدد اجزائها هي الاخرى شكلت حاجز ومانع في عدم الاطلاع على هذه الحوادث والافعال المشينة لتبقى مكاتبنا ودرايتنا فقيرة بهذا المجال ويبقون ابناء جلدتنا نائمون ولا يعلمون بما تحيط بهم الدوائر وأفاعيها وما تنفث من سم قاتل بقربهم .
فولد هذا الشعور العفوي في منهجية عقيدتنا نوع من الليونة في المعاملة مع هؤلاء المخالفين الحال الذي يشعرنا اتجاههم بالعفوية دون الدراية بواقع حالهم ( ولو ان هذا الواقع تبدل اليوم عند ابنائنا وانه جاء متأخرا بعض الشيء) .
انتج ذلك سببا في عدم الوقوف بحزم اتجاه هذه التيارات وما تعكس من واقع اجرامي فكري دموي لايسمح للطرف الاخر بإبداء رأيه وطرح حجته ودليله وعرضه على طاولة النقاش وكان دائما الرد منه هو الدم عندما يعجز عن الجواب ولا يجد مخرج له
و شواهده كثيرة في ذلك عبر التاريخ فقد سجل حوادث مخزية في اغتيال العلم والعلماء .
فقد قتلوا الشهيد التستري صاحب العبقات عندما ناظروه ولم يستطيعوا دحض حجته فعمدوا لقتله وكذلك الشهيد الاول العاملي والثاني قدس الله روحيهما وكذلك بن السكيت العالم اللغوي والأديب المعروف عندما ناظروه فغلبهم ومن ثم وجهوا له سؤال فسألوه من افضل عندك الحسن والحسين(ع) ام ابناء المتوكل (عليه اللعنة ) فقال لهم مجاوبا بعد ان عرف كيدهم ومايظمرون له: ان قنبر خادم ابيهم لهوا افضل عندي من المتوكل وابنيه فسلوا لسانه من قفاه رحمه الله ولم يسلم من شرهم الشيخ الطوسي (قد) فلقد كانوا سبب وراء هجرته من بغداد الى النجف الاشرف وكانت حارات بغداد وجاداتها مسرحا لأحداث مماثلة مشابهة فكم من عرض شريف قد دنس ومحرمات قد هتكت ووصل بهم الامر ان تهجموا على مرقد الامام موسى بن جعفر عليه السلام فهدموا القبر الشريف واحرقوا النيران به وكادوا ان ينبشوا مثواه حتى منعوا عن ذلك ..... فهؤلاء قوم لايفقهون من العلم شيء غير العناد والكذب والافتراء وعلى هذه الادوات بنيت مدارسهم الفكرية والعقائدية والفقهية عبر العصور وتاريخهم وتاريخ رجالاتهم حافل بكل الذي قلناه وقد جبلوا على الجهل المركب وهو اذا عرفوا الحقيقة لاينتقلون اليها او يأخذوا بها بل يتظاهرون انهم لايعرفونها ...وقد مليء تراثهم بالمتناقضات والواهيات والتي ذهبوا اليها واعتبروها من المسلمات حتى وصل بهم الامر ان عطلوا العقل النعمة الالهية النفيسة التي لاتقدر بعد ان عرفوا حقيقتها من انها الالة التي من خلالها يستطيع الانسان ان يكتشف و يصل الى المعرفة والحقيقة فعمدوا لاغتياله والقضاء عليه حتى لايقف على حقيقة امرهم .
حتى اضحكوا العالم على الاسلام وكانوا سببا في تشويه صورته الناصعة فهم لليوم يعتقدون ان الانسان لم ولن يصعد الى القمر .
تعليق