الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - ص 162 - 164
وعنه عن أبيه عن أحمد بن الخصيب عن أبي المطلب جعفر بن محمد بن المفضل عن محمد بن سنان الزاهري عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن مديح بن هارون بن سعد ، قال : سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة يقول : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول لعمر : من علمك الجهالة يا مغرور ؟ وأيم الله وكنت بصيرا وكنت في دنياك تاجرا نحريرا ، وكنت فيما امرك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أركبت وفرشت الغضب ولما أحببت ان يتمثل لك الرجال قياما ، ولما ظلمت عترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بقبيح الفعال غير اني أراك في الدنيا قبلا بجراحة ابن عبد أم معمر تحكم عليه جورا فيقتلك توفيقا يدخل والله الجنان على رغم منك ، والله لو كنت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سامعا مطيعا لما وضعت سيفك في عنقك ، ولما خطبت على المنبر ولكأني بك قد دعيت فأجبت ونودي باسمك فأحجمت لك هتك سترا وصلبا ولصاحبك الذي اختارك وقمت مقامه من بعده . فقال عمر : يا أبا الحسن اما تستحي لنفسك من هذا إليك فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما قلت لك الا ما سمعت وما نطقت إلا ما علمت . قال : فمتى هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا أخرجت جيفتاكما عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قبريكما اللذين لم تدفنا فيها الا لئلا يشك أحد فيكما إذا نبشتما ، ولو دفنتما بين المسلمين لشك شاك ، وارتاب مرتاب ، وستصلبان على أغصان دوحة يابسة فتورق تلك الدوحة بكما وتفرع وتخضر بكما فتكونا لمن أحبكما ورضي بفعلكما آية ليميز الله الخبيث من الطيب ، ولكأني انظر إليكما والناس يسألون ربهم العافية مما بليتما به ، قال : فمن يفعل ذلك يا أبا الحسن ؟ قال : عصابة قد فرقت بين السيوف أغمادها ، وارتضاهم الله لنصرة دينه فما تأخذهم في الله لومة لائم ، ولكأني انظر إليكما وقد أخرجتما من قبريكما طريين بصورتيكما حتى تصلبا على الدوحات ، فتكون ذلك فتنة لمن أحبكما ، ثم يؤتى بالنار التي أضرمت لإبراهيم ( صلوات الله عليه ) ولجرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ومؤمن ومؤمنة وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وابني الحسن والحسين وابنتي زينب وأم كلثوم ، حتى تحرقا بها ، ويرسل الله اليكما ريحا مدبرة فتنسفكما في اليم نسفا ويأخذ السيف من كان منكما ويصير مصيركما إلى النار جميعا ، وتخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف الذي قال الله تعالى : ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ) يعني من تحت اقدامكما . قال : يا أبا الحسن تفرق بيننا وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : نعم . قال : يا أبا الحسن إنك سمعت هذا وأنه حق ؟ قال : فلحف أمير المؤمنين أنه سمعه من النبي ( صلى الله عليه وآله ) فبكى عمر وقال أعوذ بالله مما تقول ، فهل لك علامة ؟ قال : نعم قتل فظيع ، وموت سريع ، وطاعون شنيع ، ولا يبقى من الناس في ذلك الا ثلثهم وينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي وتكثر الآفات حتى يتمنى الأحياء الموت مما يرون من الأهوال ، وذلك مما أسئتما ، فمن هلك استراح ومن كان له عند الله خير نجا ثم يظهر رجل من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يأتيه الله ببقايا قوم موسى ويحيى له أصحاب الكهف وتنزل السماء قطرها وتخرج الأرض نباتها . قال له عمر : فإنك لا تحلف إلا على حق فإنك أن تهددني بفعال ولدك فوالله لا تذوق من حلاوة الخلافة شيئا أنت ولا ولدك ، وإن قبل قولي لينصرني ولصاحبي من ولدك قبل أن أصير إلى ما قلت . فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : تبا لك أن تزداد الا عدوانا فكأني بك قد أظهرت الحسرة وطلبت الإقالة ، حيث لا ينفعك ندمك . فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين فأبى أن يجئ فأرسل إليه جماعة من أصحابه فطلبوه إليه أن يأتيه ، ففعل فقال عمر : يا أبا الحسن هؤلاء حالوني مما وليت من أمرهم فإن رأيت أن تحالني ، فافعل ، فقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : أرأيت ان حاللتك فمن حالل بتحليل ديان يوم الدين ، ثم ولى وهو يقول : ( وأسروا الندامة لما رأوا العذاب ) فكان هذا من دلائله ( عليه السلام ) الذي شهد أكثرها وصح ما نبأ به فهو حق .
مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 2 - ص 243 - 247
الديلمي الحسن بن أبي الحسن رحمه الله والحضيني : ( بإسناده ، عن أحمد بن الخطيب ، عن أبي المطلب جعفر بن محمد بن الفضيل ، عن محمد ابن سنان الزهري ، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم ، عن مدلج ، عن ) هارون بن سعيد ، قال : سمعت أمير المؤمنين يقول لعمر ( بن الخطاب ): من علمك الجهالة يا مغرور ، أما والله لو كنت بصيرا ، أو كنت بما أمرك به رسول الله صلى الله عليه وآله خبيرا ، أو كنت في دينك تاجرا نحريرا لركبت العقر ، ولفرشت القصب ، ولما أحببت أن تتمثل لك الرجال قياما ، ولما ظلمت عترة النبي صلى الله عليه وآله بقبيح الفعل ، غير اني أراك في الدنيا قتيلا [ بجراحة ] من عبد أم معمر ، تحكم عليه بالجور فيقتلك توفيقا يدخل به والله الجنان على الرغم منك . ( والله ) لو كنت من رسول الله صلى الله عليه وآله سامعا ومطيعا لما وضعت سيفك على عاتقك ، ولما خطبت على المنبر ، ولكأني بك وقد دعيت فأجبت ، ونودي باسمك فأحجمت ، وإن لك [ بعد القتل ] لهتك ستر ، وصلبا ولصاحبك الذي اختارك ، وقمت مقامه من بعده . فقال له عمر : يا أبا الحسن ، أما تستحي لنفسك من هذا التهكن ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : [ والله ] ما قلت ( لك ) إلا ما سمعت ( من رسول الله صلى الله عليه وآله ) ، وما نطقت إلا بما علمت . قال : فمتى هذا ، يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا خرجت جيفتكما عن رسول الله صلى الله عليه وآله من قبريكما الذين لم ترقدا فيهما نهارا [ ولا ليلا ] لئلا يشك [ أحد فيكما إذ نبشتما ولو دفنتما بين المسلمين لشك ] شاك ، وارتاب مرتاب ، وصلبتما على أغصان دوحات شجرة يابسة فتورق تلك الدوحات بكما ، وتفرع وتخضر فيكون علامة لمن أحبكما ورضي بفعالكما ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، ولكأني أنظر إليكما والناس يسألون ( ربهم ) العافية مما قد بليتما به . قال : فمن يفعل ذلك يا أبا الحسن ؟ قال عصابة [ قد ] فرقت بين السيوف وأعمادها ، وارتضاهم الله لنصرة دينه ، فما تأخذهم في الله لومة لائم ، ولكأني أنظر إليكما وقد أخرجتما من قريكما غضين طريين حتى تصلبا على الدوحات ، فيكون ذلك فتنة لمن أحبكما . ثم يؤتى بالنار التي [ أضرمت ] لإبراهيم عليه السلام ويحيى وجرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ومؤمن ، ثم يؤمر بالنار وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وابني الحسن والحسين ، وابنتي وزينب وأم كلثوم حتى تحرقا بها ، ويرسل ( الله ) عليكم ريحا مرة فتنسفكما في اليم نسفا ، [ بعد أن ] يأخذ السيف منكما ما أخذ ، ويصير مصير كما جميعا إلى النار ، وتخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف الذي قال الله عز وجل : * ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب ) * - يعني من تحت أقدامهم . قال : يا أبا الحسن ، يفرق بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم . قال : يا أبا الحسن ، إنك سمعت هذا وإنه حق ؟ قال : فحلف أمير المؤمنين عليه السلام ( أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله ) فبكى عمر وقال : إني أعوذ بالله مما تقول ، فهل لك علامة ؟ قال : نعم ، قتل فظيع ، وموت رضيع ، وطاعون شنيع ، ولا يبقى من الناس في ذلك الزمان إلا ثلثهم ، وينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي ، وتكثير الآيات حتى يتمنى الاحياء الموت مما يرون من الأهوال ، فمن هلك استراح ، ومن كان له خير عند الله نجا ، ثم يظهر رجل من ولدي فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ، يأتيه الله ببقايا قوم موسى ، ويحيى له أصحاب الكهف ، ويؤيده الله بالملائكة والجن وشيعتنا المخلصين ، وينزل من السماء قطرها ، وتخرج الأرض نباتها . فقال له ( عمر ): [ يا أبا الحسن ، أما إني أعلم ] إنك لا تحلف إلا على حق ، [ فوالله ] لا تذوق أنت ولا أحد من ولدك حلو الخلافة [ أبدا ]. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ( ثم ) إنكم لا تزدادون لي ولولدي إلا عداوة . ( قال : ) فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، يا أبا الحسن ، اعلم أن أصحابي هؤلاء حللوني مما وليت من أمورهم ، فإن رأيت أن تحللني. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أرأيتك إن حللتك أنا فهل لك في تحليل من مضى من رسول الله صلى الله عليه وآله وابنته ، ثم ولى وهو يقول : * ( وأسروا الندامة لما رأوا العذاب ) * [ فكان هذا من دلائله ].
الهجوم على بيت فاطمة (ع) - عبد الزهراء مهدي - ص 261
ورواه الديلمي (إرشاد القلوب : 285 - 286 . ) ( المتوفى 771 )
رواية مؤيدة
دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 479 - 480
472 / 76 - وعنه ، عن أبيه ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا أحمد بن علي القصير ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي إسحاق السبيعي - أو غيره - عن الحارث الأعور ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال رأيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو في بعض أزقة المدينة يمشي وحده ، فسلمت عليه ، واتبعته حتى انتهى إلى دار الثاني ، وهو يومئذ خليفة ، فاستأذن ، فأذن له ، فدخل ودخلت معه ، فسلم على الثاني ، وجلس ، فحين استقرت به الأرض قال له : من علمك الجهالة يا مغرور ، أما والله ، ولو ركبت القفر ، ولبست الشعر ، لكان خيرا لك من المجلس الذي قد جلسته ، ومن علوك المنابر ، أما والله ، لو قبلت قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأطعت ما أمرك به ، لما سميت أمير المؤمنين ، ولكأني بك قد طلبت الإقالة كما طلبها صاحبك ، ولا إقالة . قال : صاحبي طلب منك الإقالة ؟ قال : والله ، إنك لتعلم أن صاحبك قد طلب مني الإقالة ، ولم أقله ، وكذلك تطلبها أنت ، ووالله ، لكأني بك وبصاحبك وقد أخرجتما طريين حتى تصلبا بالبيداء . فقال له الثاني : ما هذا التكهن ، فإنكم يا معشر بني عبد المطلب ، لم تزل قريش تعرفكم بالكذب ، أما والله لا ذقت حلاوتها وأنا أطاع . قال له : إنك لتعلم أني لست بكاهن . قال له : من يعمل بنا ما قلت ؟ قال : فتى من ولدي ، من عصابة قد أخذ الله ميثاقها . فقال له : يا أبا الحسن ، إني لأعلم أنك ما تقول إلا حقا ، فأسألك بالله أن رسول الله سماني وسمى صاحبي ؟ فقال له : والله ، إن رسول الله سماك وسمى صاحبك . قال : والله ، لو علمت أنك تريد هذا ، ما أذنت لك في الدخول . ثم قام فخرج ، فقال لي : يا أبا الطفيل اسكت . فوالله ما علم أحد ما دار بينهما حتى قتل الثاني ، وقتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - ص 120
ومن ذلك ما رواه محمد بن سنان قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول للرجل : يا مغرور إني أراك في الدنيا قتيلا بجراحة من عبد أم معمر تحكم عليه جورا فيقتلك توفيقا يدخل بذلك الجنة على رغم منك ، وإن لك ولصاحبك الذي قمت مقامه صلبا وهتكا تخرجان من عند رسول الله صلى الله عليه وآله فتصلبان على أغصان دوحة يابسة فتورق فيفتتن بذاك من والاك ، فقال عمر : ومن يفعل ذاك يا أبا الحسن ؟ فقال : قوم قد فرقوا بين السيوف وأغمادها ، ثم يؤتى بالنار التي أضربت لإبراهيم ويأتي جرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ، ثم يأتي ريح فينسفكما في اليم نسفا.
وعنه عن أبيه عن أحمد بن الخصيب عن أبي المطلب جعفر بن محمد بن المفضل عن محمد بن سنان الزاهري عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم عن مديح بن هارون بن سعد ، قال : سمعت أبا الطفيل عامر بن واثلة يقول : سمعت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يقول لعمر : من علمك الجهالة يا مغرور ؟ وأيم الله وكنت بصيرا وكنت في دنياك تاجرا نحريرا ، وكنت فيما امرك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أركبت وفرشت الغضب ولما أحببت ان يتمثل لك الرجال قياما ، ولما ظلمت عترة النبي ( صلى الله عليه وآله ) بقبيح الفعال غير اني أراك في الدنيا قبلا بجراحة ابن عبد أم معمر تحكم عليه جورا فيقتلك توفيقا يدخل والله الجنان على رغم منك ، والله لو كنت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سامعا مطيعا لما وضعت سيفك في عنقك ، ولما خطبت على المنبر ولكأني بك قد دعيت فأجبت ونودي باسمك فأحجمت لك هتك سترا وصلبا ولصاحبك الذي اختارك وقمت مقامه من بعده . فقال عمر : يا أبا الحسن اما تستحي لنفسك من هذا إليك فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : ما قلت لك الا ما سمعت وما نطقت إلا ما علمت . قال : فمتى هذا يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا أخرجت جيفتاكما عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من قبريكما اللذين لم تدفنا فيها الا لئلا يشك أحد فيكما إذا نبشتما ، ولو دفنتما بين المسلمين لشك شاك ، وارتاب مرتاب ، وستصلبان على أغصان دوحة يابسة فتورق تلك الدوحة بكما وتفرع وتخضر بكما فتكونا لمن أحبكما ورضي بفعلكما آية ليميز الله الخبيث من الطيب ، ولكأني انظر إليكما والناس يسألون ربهم العافية مما بليتما به ، قال : فمن يفعل ذلك يا أبا الحسن ؟ قال : عصابة قد فرقت بين السيوف أغمادها ، وارتضاهم الله لنصرة دينه فما تأخذهم في الله لومة لائم ، ولكأني انظر إليكما وقد أخرجتما من قبريكما طريين بصورتيكما حتى تصلبا على الدوحات ، فتكون ذلك فتنة لمن أحبكما ، ثم يؤتى بالنار التي أضرمت لإبراهيم ( صلوات الله عليه ) ولجرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ومؤمن ومؤمنة وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وابني الحسن والحسين وابنتي زينب وأم كلثوم ، حتى تحرقا بها ، ويرسل الله اليكما ريحا مدبرة فتنسفكما في اليم نسفا ويأخذ السيف من كان منكما ويصير مصيركما إلى النار جميعا ، وتخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف الذي قال الله تعالى : ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت وأخذوا من مكان قريب ) يعني من تحت اقدامكما . قال : يا أبا الحسن تفرق بيننا وبين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال : نعم . قال : يا أبا الحسن إنك سمعت هذا وأنه حق ؟ قال : فلحف أمير المؤمنين أنه سمعه من النبي ( صلى الله عليه وآله ) فبكى عمر وقال أعوذ بالله مما تقول ، فهل لك علامة ؟ قال : نعم قتل فظيع ، وموت سريع ، وطاعون شنيع ، ولا يبقى من الناس في ذلك الا ثلثهم وينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي وتكثر الآفات حتى يتمنى الأحياء الموت مما يرون من الأهوال ، وذلك مما أسئتما ، فمن هلك استراح ومن كان له عند الله خير نجا ثم يظهر رجل من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما يأتيه الله ببقايا قوم موسى ويحيى له أصحاب الكهف وتنزل السماء قطرها وتخرج الأرض نباتها . قال له عمر : فإنك لا تحلف إلا على حق فإنك أن تهددني بفعال ولدك فوالله لا تذوق من حلاوة الخلافة شيئا أنت ولا ولدك ، وإن قبل قولي لينصرني ولصاحبي من ولدك قبل أن أصير إلى ما قلت . فقال له أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : تبا لك أن تزداد الا عدوانا فكأني بك قد أظهرت الحسرة وطلبت الإقالة ، حيث لا ينفعك ندمك . فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين فأبى أن يجئ فأرسل إليه جماعة من أصحابه فطلبوه إليه أن يأتيه ، ففعل فقال عمر : يا أبا الحسن هؤلاء حالوني مما وليت من أمرهم فإن رأيت أن تحالني ، فافعل ، فقام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وقال : أرأيت ان حاللتك فمن حالل بتحليل ديان يوم الدين ، ثم ولى وهو يقول : ( وأسروا الندامة لما رأوا العذاب ) فكان هذا من دلائله ( عليه السلام ) الذي شهد أكثرها وصح ما نبأ به فهو حق .
مدينة المعاجز - السيد هاشم البحراني - ج 2 - ص 243 - 247
الديلمي الحسن بن أبي الحسن رحمه الله والحضيني : ( بإسناده ، عن أحمد بن الخطيب ، عن أبي المطلب جعفر بن محمد بن الفضيل ، عن محمد ابن سنان الزهري ، عن عبد الله بن عبد الرحمان الأصم ، عن مدلج ، عن ) هارون بن سعيد ، قال : سمعت أمير المؤمنين يقول لعمر ( بن الخطاب ): من علمك الجهالة يا مغرور ، أما والله لو كنت بصيرا ، أو كنت بما أمرك به رسول الله صلى الله عليه وآله خبيرا ، أو كنت في دينك تاجرا نحريرا لركبت العقر ، ولفرشت القصب ، ولما أحببت أن تتمثل لك الرجال قياما ، ولما ظلمت عترة النبي صلى الله عليه وآله بقبيح الفعل ، غير اني أراك في الدنيا قتيلا [ بجراحة ] من عبد أم معمر ، تحكم عليه بالجور فيقتلك توفيقا يدخل به والله الجنان على الرغم منك . ( والله ) لو كنت من رسول الله صلى الله عليه وآله سامعا ومطيعا لما وضعت سيفك على عاتقك ، ولما خطبت على المنبر ، ولكأني بك وقد دعيت فأجبت ، ونودي باسمك فأحجمت ، وإن لك [ بعد القتل ] لهتك ستر ، وصلبا ولصاحبك الذي اختارك ، وقمت مقامه من بعده . فقال له عمر : يا أبا الحسن ، أما تستحي لنفسك من هذا التهكن ؟ فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : [ والله ] ما قلت ( لك ) إلا ما سمعت ( من رسول الله صلى الله عليه وآله ) ، وما نطقت إلا بما علمت . قال : فمتى هذا ، يا أمير المؤمنين ؟ قال : إذا خرجت جيفتكما عن رسول الله صلى الله عليه وآله من قبريكما الذين لم ترقدا فيهما نهارا [ ولا ليلا ] لئلا يشك [ أحد فيكما إذ نبشتما ولو دفنتما بين المسلمين لشك ] شاك ، وارتاب مرتاب ، وصلبتما على أغصان دوحات شجرة يابسة فتورق تلك الدوحات بكما ، وتفرع وتخضر فيكون علامة لمن أحبكما ورضي بفعالكما ، ليميز الله الخبيث من الطيب ، ولكأني أنظر إليكما والناس يسألون ( ربهم ) العافية مما قد بليتما به . قال : فمن يفعل ذلك يا أبا الحسن ؟ قال عصابة [ قد ] فرقت بين السيوف وأعمادها ، وارتضاهم الله لنصرة دينه ، فما تأخذهم في الله لومة لائم ، ولكأني أنظر إليكما وقد أخرجتما من قريكما غضين طريين حتى تصلبا على الدوحات ، فيكون ذلك فتنة لمن أحبكما . ثم يؤتى بالنار التي [ أضرمت ] لإبراهيم عليه السلام ويحيى وجرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ومؤمن ، ثم يؤمر بالنار وهي النار التي أضرمتموها على باب داري لتحرقوني وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله ، وابني الحسن والحسين ، وابنتي وزينب وأم كلثوم حتى تحرقا بها ، ويرسل ( الله ) عليكم ريحا مرة فتنسفكما في اليم نسفا ، [ بعد أن ] يأخذ السيف منكما ما أخذ ، ويصير مصير كما جميعا إلى النار ، وتخرجان إلى البيداء إلى موضع الخسف الذي قال الله عز وجل : * ( ولو ترى إذ فزعوا فلا فوت واخذوا من مكان قريب ) * - يعني من تحت أقدامهم . قال : يا أبا الحسن ، يفرق بيننا وبين رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال : نعم . قال : يا أبا الحسن ، إنك سمعت هذا وإنه حق ؟ قال : فحلف أمير المؤمنين عليه السلام ( أنه سمعه من النبي صلى الله عليه وآله ) فبكى عمر وقال : إني أعوذ بالله مما تقول ، فهل لك علامة ؟ قال : نعم ، قتل فظيع ، وموت رضيع ، وطاعون شنيع ، ولا يبقى من الناس في ذلك الزمان إلا ثلثهم ، وينادي مناد من السماء باسم رجل من ولدي ، وتكثير الآيات حتى يتمنى الاحياء الموت مما يرون من الأهوال ، فمن هلك استراح ، ومن كان له خير عند الله نجا ، ثم يظهر رجل من ولدي فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وظلما ، يأتيه الله ببقايا قوم موسى ، ويحيى له أصحاب الكهف ، ويؤيده الله بالملائكة والجن وشيعتنا المخلصين ، وينزل من السماء قطرها ، وتخرج الأرض نباتها . فقال له ( عمر ): [ يا أبا الحسن ، أما إني أعلم ] إنك لا تحلف إلا على حق ، [ فوالله ] لا تذوق أنت ولا أحد من ولدك حلو الخلافة [ أبدا ]. فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : ( ثم ) إنكم لا تزدادون لي ولولدي إلا عداوة . ( قال : ) فلما حضرت عمر الوفاة أرسل إلى أمير المؤمنين عليه السلام ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، يا أبا الحسن ، اعلم أن أصحابي هؤلاء حللوني مما وليت من أمورهم ، فإن رأيت أن تحللني. فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أرأيتك إن حللتك أنا فهل لك في تحليل من مضى من رسول الله صلى الله عليه وآله وابنته ، ثم ولى وهو يقول : * ( وأسروا الندامة لما رأوا العذاب ) * [ فكان هذا من دلائله ].
الهجوم على بيت فاطمة (ع) - عبد الزهراء مهدي - ص 261
ورواه الديلمي (إرشاد القلوب : 285 - 286 . ) ( المتوفى 771 )
رواية مؤيدة
دلائل الامامة - محمد بن جرير الطبري ( الشيعي) - ص 479 - 480
472 / 76 - وعنه ، عن أبيه ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا أبو علي محمد بن همام ، قال : حدثنا أحمد بن علي القصير ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي إسحاق السبيعي - أو غيره - عن الحارث الأعور ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، قال رأيت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو في بعض أزقة المدينة يمشي وحده ، فسلمت عليه ، واتبعته حتى انتهى إلى دار الثاني ، وهو يومئذ خليفة ، فاستأذن ، فأذن له ، فدخل ودخلت معه ، فسلم على الثاني ، وجلس ، فحين استقرت به الأرض قال له : من علمك الجهالة يا مغرور ، أما والله ، ولو ركبت القفر ، ولبست الشعر ، لكان خيرا لك من المجلس الذي قد جلسته ، ومن علوك المنابر ، أما والله ، لو قبلت قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأطعت ما أمرك به ، لما سميت أمير المؤمنين ، ولكأني بك قد طلبت الإقالة كما طلبها صاحبك ، ولا إقالة . قال : صاحبي طلب منك الإقالة ؟ قال : والله ، إنك لتعلم أن صاحبك قد طلب مني الإقالة ، ولم أقله ، وكذلك تطلبها أنت ، ووالله ، لكأني بك وبصاحبك وقد أخرجتما طريين حتى تصلبا بالبيداء . فقال له الثاني : ما هذا التكهن ، فإنكم يا معشر بني عبد المطلب ، لم تزل قريش تعرفكم بالكذب ، أما والله لا ذقت حلاوتها وأنا أطاع . قال له : إنك لتعلم أني لست بكاهن . قال له : من يعمل بنا ما قلت ؟ قال : فتى من ولدي ، من عصابة قد أخذ الله ميثاقها . فقال له : يا أبا الحسن ، إني لأعلم أنك ما تقول إلا حقا ، فأسألك بالله أن رسول الله سماني وسمى صاحبي ؟ فقال له : والله ، إن رسول الله سماك وسمى صاحبك . قال : والله ، لو علمت أنك تريد هذا ، ما أذنت لك في الدخول . ثم قام فخرج ، فقال لي : يا أبا الطفيل اسكت . فوالله ما علم أحد ما دار بينهما حتى قتل الثاني ، وقتل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .
مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي - ص 120
ومن ذلك ما رواه محمد بن سنان قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول للرجل : يا مغرور إني أراك في الدنيا قتيلا بجراحة من عبد أم معمر تحكم عليه جورا فيقتلك توفيقا يدخل بذلك الجنة على رغم منك ، وإن لك ولصاحبك الذي قمت مقامه صلبا وهتكا تخرجان من عند رسول الله صلى الله عليه وآله فتصلبان على أغصان دوحة يابسة فتورق فيفتتن بذاك من والاك ، فقال عمر : ومن يفعل ذاك يا أبا الحسن ؟ فقال : قوم قد فرقوا بين السيوف وأغمادها ، ثم يؤتى بالنار التي أضربت لإبراهيم ويأتي جرجيس ودانيال وكل نبي وصديق ، ثم يأتي ريح فينسفكما في اليم نسفا.
تعليق