إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ما هي اسباب تعدد المراجع ، واختلاف بعض فتاويهم؟؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ما هي اسباب تعدد المراجع ، واختلاف بعض فتاويهم؟؟

    بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين
    والصلاة والسلام على مظهر جمال الله وجلاله ، محمد عليه الصلاة وآله
    واللعنة والبرائة من اعدائهم اعداء الله اجمعين الى قيام يوم الدين

    الاخوة الافاضل السلام عليكم
    كثير من الاخوة يسأل عن سبب تعدد المراجع وعن سبب اختلاف بعض فتاوي المرجع الفلاني عن فتاوي المرجع الاخر

    فإن الملاحظ للساحة يرى انه هناك العديد من المراجع وكل مرجع يقول انا الاعلم من غيري
    ويرى ايضا اختلاف بعض فتاويهم عن بعضهم الاخر كهلال شهر رمضان فإن العيد يختلف من مرجع الى اخر
    ما هي الاسباب لتعدد المراجع ؟
    لماذا الاختلاف في بعض الفتاوي ؟

    لماذا كل سنة الشيعة في عيد رمضان المبارك يختلفون وكل اتباع مرجع يقيمون العيد في يوم غير اليوم الذي يعيّد فيه اتباع المرجع الاخر

    كنت قد تطرقت في بعض مشاركاتي في مواضيع سابقة الى بعض هذه الاسباب
    واحببت ان اشكل موضوع يكون سهل المتناول للجميع لرفع التساؤلات عند البعض وإن شاء الله رفع بعض الغموض ، وايضا الافتراء الذي نراه من البعض على بعض العلماء الاعلام بسبب جهلهم بالعلوم الشرعية واساليب استنباط الاحكام الشرعية وادواتها .
    وسنحاول في هذا الموضوع ان شاء الله ان نبين بشكل عام اسباب تعدد المراجع واسباب اختلاف بعض فتاويهم في ما بينهم ، وايضا اسباب ادعاء كل مرجع اعلميته من غيره ومعنى ادعاء الاعلمية
    وهذا الموضوع على رغم طوله وصعوبته ، واختلاف نظرة كل شخص للامور عن شخص اخر
    إلا اننا سنحاول إن شاء الله جاهدين تسهيله قدر الامكان

    السؤال الاول : لماذا هناك عدة مراجع ولماذا تختلف بعض فتاويهم عن بعضهم الاخر

    الجواب :
    وقبل الجواب نعطي مقدمة مفيدة للبعض للفرق بين المرجع والمجتهد :
    وهي ان طلاب العلوم الدينية يدرسون العلوم الدينية حتى يصلوا الى درجة الاجتهاد ( اي الالمام بجميع العلوم والطرق والاساليب لاستنباط الحكم الشرعي من مداركه الاصلية ) ، وعندما يصل الى درجة الاجتهاد يصبح بامكانه ان يستبط بعض الاحكام الشرعية او كل الاحكام الشرعية التي تواجه كل مكلف من مداركها الاصلية
    فالمجتهد الذي يمكنه ان يستنبط بعض الاحكام الشرعية يرجع الى نفسه في ما استنبطه ،ويرجع في الباقي الى من هو اعلم منه ، ايضا من يمكنه ان يستنبط كل الاحكام الشرعية يرجع الى نفسه في كل احكامه
    اما المرجعية فهي عندما يصبح المجتهد يستطيع ان يستنبط كل الاحكام الشرعية ، فمنهم من يرى لزاما عليه ان يطرح نفسه مرجع لكي يعود اليه العوام في التقليد ، وبعضهم يرى انه لا يريد التصدي للمرجعية ، مع انه باستطاعته ان يستنبط كل الاحكام ( وهذا لاسباب عديدة ليس الان محل ذكرها )
    الخلاصة انه كل المراجع هم مجتهدون في الاصل ، واكثر المجتهدون اهل للتصدي للمرجعية
    وبعد هذه المقدمة نجيب عن السؤال :
    ما هي اسباب تعدد المراجع ، وما هي اسبباب اختلاف بعض فتاويهم ؟
    قد يظن البعض ان العلوم الدينية هي مثل العلوم الطبيعية لها مدرك واحد ومسار واحد
    كعلم الرياضيات والهندسة مثلا .
    فكما في علم الرياضيات مثلا واحد زائد واحد تعطي اثين ولا تعطي اربعة او خمسة
    فتحتاج منك التعلم فقط
    فكذلك العلوم الشرعية يظن البعض انه بمجرد قرائة القرآن والروايات يمكننا ان نستخرج الحكم الشرعي منها وتكون النتيجة واحدة ولا يجب ان تختلف ؟

    نقول له هذا خطأ

    فإن العلوم الشرعية او ادوات استنباط الحكم الشرعي ليست كذلك ،إنما هي ادوات عديدة تختلف في ما بينها ، هي اساليب وطرق ومباني عدة وعلوم كثيرة، وكل طريقة تختلف عن الطريقة الاخرى ،وكل مبنى يختلف وينافي المبنى الاخر

    فمثلا عندنا كتب روائية عدة وعلى رأسها الكتب الاربعة ( الكافي ، التهذيب ، الاستبصار ، من لا يحضره الفقيه ) فبعض العلماء يصل بهم الدليل الى حجية كل الكتب الاربعة وكل ما فيها ، والبعض الاخر من العلماء يرى عدم حجيتها بالكامل إنما تحتاج الى اعمال نظر وتمحيص.
    والنتيجة : ان من يصل به الدليل الى صحة كل الكتب الاربعة وما فيها يكون حكمه الشرعي في بعض الاحيان غير الحكم الشرعي لمن يرى عدم صحة كل الكتب الاربعة
    مثال اخر اوضح : ورد في القرآن الكريم في حكم التيمم { فتيمموا صعيدا طيبا } فإن من يرى ان كلمة الصعيد الواردة في الآية حسب ادلته وفهمه تعني مطلق الارض ( من الرمل والصخر وغيره ) والبعض الاخر ربما يصل به الدليل الى ان المقصود من كلمة الصعيد هو الرمل فقط .
    النتيجة :ان من يرى ان معنى كلمة الصعيد هي مطلق الارض يفتي بجواز التيمم بالرمل والحصى والصخر
    اما من يرى ان معنى كلمة الصعيد تعني الرمل فقط فإنه يفتي بجواز التيمم بالرمل وحرمة التيمم بالصخور .
    الى اخره من الامثلة

    فالمحصل : ان ادوات استنباط الحكم الشرعي عديدة وفي بعض الاحيان تختلف في ما بينها وفي نتيجتها .
    وهذا السبب في تعدد المراجع ، وفي اختلاف بعض فتاويهم عن بعضه الاخر
    فادلة كل مرجع او مجتهد وفهمه يختلف عن الاخر وبالنتيجة يختلف الحكم الشرعي وتتعدد المراجع .
    وهنا يظهر بعض من الجواب عن ادعاء كل مرجع او مجتهد اعلميته عن الاخر
    فمن الطبيعي ان من يصل به الدليل الى صحة كل الكتب الاربعة مثلا يرى نفسه اعلم ممن يرى عدم صحة الكتب الاربعة ، وبالعكس ايضا
    ومن وصل به الديل ان معنى كلمة الصعيد هو مطلق الارض يرى ان من يقول بان كلمة الصعيد تعني الرمل فقط مخطأ ويرى نفسه اعلم منه .

  • #2
    السؤال الثاني :

    لماذا الاساليب والمباني والادلة التي يستنبط بها الحكم الشرعي مختلفة؟؟
    هذا سؤال طبيعي ومن حق الكل ان يسأله ، لماذا تختلف الادلة من فقيه الى اخر مع ان قرآننا واحد وائمتنا واحد والروايات موجودة في يد الجميع لماذا تعددت الاساليب ، او لماذا لا يتبع الكل اسلوب واحد ومبنى واحد او منهج واحد ويتفقوا عليه لتتوحد الكلمة ؟
    وللجواب عن هذا السؤال لا بد من مقدمة عن اسباب اختلاف الاساليب والمباني :


    اسباب تعدد واختلاف المباني والاساليب في فهم الخطاب الشرعي وتفسيره عند الشيعة

    هناك اسباب عديدة ابتلي بها المذهب الشيعي ادت الى اختلاف اساليبه في استنباط الحكم الشرعي وادلته ،
    فهناك عوامل عدة سببت تعدد الادلة والمباني والاساليب في فهم الخطاب الشرعي وهي تتطور من جيل الى جيل ، وتتبدل في بعض الاحيان حسب الوعي المتراكم من الخبرات كما سيتبين معنا :

    اما بالنسبة الى تطور ونشوء المباني الاجتهادية في المذهب الشيعي اعزه الله ، وحيث انه يستقي علومه الشرعية من معين صافي ويستند على ركن شديد ، بتمسكهم بكتاب الله والعترة الطاهرة كما امرهم الله تعالى ، ولم يفرطوا فيهما كما فعل الاخرون .
    وفي عصر الرسول وعصر الائمة صلوات الله عليهم اجمعين ، كان الشيعة يترددون الى ائمتهم ويأخذون منهم الحكم الشرعي مباشرة

    ولكن بعد أن شاء الله عز وجل ان تغيب حجته الاخيرة ( الحجة بن الحسن عجل الله تعالى بفرجه الشريف ) الى ما شاء الله ،
    قام العلماء القدماء بجمع الاحاديث في مجاميع حديثية للرجوع إليها
    وحيث ان كلمات القرآن الكريم والسنة المطهرة المفسرة والشارحة له ، سيالة ، عامة ، وشاملة لجميع شؤون الحياة وتطوراتها ، من بدا الخليقة الى يوم القيامة
    وحيث ان الامام المعصوم القرآن الناطق وترجمان الصامت ، غائب ،
    وحيث ان العلماء مهما علوا يبقوا ناقصون الافهام والعقول ( وبالنتيجة اختلاف في فهم القضية الواحدة من شخص لاخر كل حسب عقله )
    صحيح ان القرآن والروايات فيهم تبيان كل شيء وجاهزة لكل مستحدث .
    ولا تحتاج إلا لمن يستطيع ويقتدر على ان يجني ثمارها ، ويغتنم جواهرها ، كما فعل ويفعل اكثر العلماء الاعلام ، منذ عصر الغيبة الى يومنا هذا .
    ولكن هناك امور ابتلي بها الفقه الشيعي سواء في عصر الائمة صلوات الله عليهم او عصر الغيبة ادى الى اختلاف المباني والمناهج للفقه الشيعي وتكثرها
    ومنها امور عامة يشترك بها الفقه الشيعي مع باقي الفرق الاسلامية .
    ومنها خاصة بالفقه الشيعي فقط .
    وفي موضوعنا سنتحدث عن الاسباب والعوامل التي ادت الى نشوء مباني واساليب مختلفة في فهم الخطاب الشرعي
    وسنختصر اهمها في نقاط :

    اولها وهو الاساس : البعد عن عصر النص بعد غيبة الامام الثاني عشر عجل الله بفرجه الشريف:
    حيث ان غيبة الامام ادت الى فقدان الحجة حيث لا يمكن الرجوع إليه عند الحاجة والاستفسار عن المبهمات .
    فلم يبقى عن الشيعة إلا ما ورثوه من احاديث واخبار عن العترة الطاهرة .
    وحيث ان الغيبة طالت ردحا من الزمن ، ادى ذلك الى خفاء الكثير من القرائن التي كانت تكتنف النص والحادثة . مما ادى بدوره الى الاحتياج الى الكثير من الادوات ، سواء النحوية او المنطقية او الكلامية ، والرجالية وغيرها . للإطمئنان لجهة صدور النص من عدمه ، ولمعرفة جهة الصدور ايضا .
    مما ادى بدوره الى تشعب المباني ، واختلافها ولو بشيء طفيف في ما بين نتائجها واثارها على الاجتهاد .
    ومثال على ذلك على القرينة الحالية : ، وصلنا في الرايات ان الامام صلوات الله عليه رفع يديه في تكبيرة الاحرام ، وفي رواية اخرى ينهى عن الرفع في التكبيرات للتقية ، فالقرينة الحالية هنا خفية فلا نعلم هل نفس رفع اليدين في التكبير هو واجب ام مستحب ، وهل نهيه تنزيهي ام وجوبي ، فلو كان الامام حاضر لسألناه وقطنا الشك باليقين ، ولكنه غائب ،فالبعض ربما يرى وجوب رفع اليدين في جميع التكبيرات في الصلاة كالسيد المرتضى ( احد العلماء القدماء القريبون من عصر الغيبة الصغرى ) والبعض يفهم انه يجب الرفع فقط في تكبيرة الاحرام


    الثاني : عامل الدس ا
    والوضع :
    ايضا ابتلي المذهب الشيعي كغيره من المذاهب الاسلامية بالوضاعين والكذابين، بل المفرطين بالدين والمستهترين ، مما يساعد على اختلاف الروايات ويبهم ما كان واضحا .
    ومن تتبع الروايات يراها مشحونة بالتحذير من الوضاعين والكذابين ، بل منهم كانوا من اصحاب الائمة صلوات الله عليهم ثم انحرفوا كابي الخطاب مثلا :
    اختيار معرفة الرجال ( رجال الكشي ) - الشيخ الطوسي - ج 2 - ص 489 - 490
    قال يونس : وافيت العراق فوجدت بها قطعة من أصحاب أبي جعفر عليه السلام ووجدت أصحاب أبي عبد الله عليه السلام متوافرين ، فسمعت منهم وأخذت كتبهم ، فعرضتها من بعد على أبي الحسن الرضا عليه السلام فأنكر منها أحاديث كثيرة أن يكون من أحاديث أبي عبد الله عليه السلام . وقال لي : ان أبا الخطاب كذب على أبي عبد الله عليه السلام لعن الله أبا الخطاب ، وكذلك أصحاب أبي الخطاب يدسون هذه الا حديث إلى يومنا هذا في كتب أصحاب أبي عبد الله عليه السلام
    . . . . . . . . . . . . . .
    وغيرها من الروايات الكثيرة التي تعرض ببعض اصحاب الأئمة الذين انحرفوا وغيرهم من الكذابين والوضاعين والمدلسين .
    وهذا ما يستدعي علوم وقواعد عديدة لمعرفة الحديث الصحيح من السقيم والموضوع وغيره

    الثالث: دخول الاعاجم في الاسلام واختلاطهم بالعرب ، وتفريط اهل اللغة العربية بلغتهم الام ايضا :
    حيث انك ترى الان في كل بلد اسلامي لغة محلية عامية مختصة به تختلف عن غيره من البلدان العربية الاخرى ، فلغة اهل الحجاز العامية غير اللغة العراقية او المصرية ، وكل هذه اللغات العربية المحلية المختلفة كثيرا في ما بينها ، تختلف كثيرا عن اللغة العربية الفصحة التي كانت في عصر نزول القرآن الكريم وعصر تشريع الاحكام .
    مما له دخالة ايضا في خفاء العديد من المعاني والمقاصد التي استعملت في تشريع الاحكام حين صدورها .
    ولا يخفى على اللبيب حاجة جميع المذاهب الاسلامية سواء الشيعية منها او غيرها ، في الرجوع الى المعاجم اللغوية الكثيرة والكتب البلاغية لمعرفة معاني الكلمات التي استخدمت في عصر النص ، والاختلاف في ما بينها ، مما يؤثر في الاختلاف في المباني والمناهج الاجتهادية .
    كمثال فهم كلمة الصعيد ومعناها وكيفية اختلاف الحكم الشرعي حسب فهم كل شخص للكلمة ، كما مر معنى في اول الموضوع فراجع

    الرابع : العامل الاخلاقي ، من حب الدنيا والرئاسة والتحاسد بين العلماء ( وما ادراك ما التحاسد )، والتعصب الاعمى .
    كما في المذاهب الاخرى ايضا في المذهب الشيعي ابتلي بشيء من العوامل الاخلاقية ، فربما البعض يخالف مبنى الاخر ( وإن كان في نفسه يؤمن انه صحيح) ، فبحسب الظاهر يعلل انه يريد صيانة الدين ، ولكن في باطنه ونيته لعله من الحسد وحب الرياسة ، والله العالم بخفيات الامور وما تخفي الصدور .
    ولا ننسى ان العلماء الاعلام مهما علوا يبقوا غير معصومين ومنزهين عن تسويلات النفس والشيطان ، فربما البعض منهم يقع فريسة اهواء النفس ( وإن كان صاحب علم ) فيخالف الاخر ( خالف تعرف ) في رأيه للظهور وليس للحق ( ولا يعني ان كل من يخالف هو من الاهواء إنما الكلام عن بعض الحالات )




    ومن العوامل ايضا واهمها : عامل التقية سواء في عصر الائمة صلوات الله عليهم او في غيبتهم :
    فإن المصيبة الكبرى والضربة الموجعة التي تلقاها الدين الحنيف مباشرة بعد رحيل الرسول المكرم صلوات الله عليه وآله الى الملأ الاعلى ، وإنقلاب الأمة على عقبيها ، وتسلط خلفاء الجور على منصب الإمامة الإلاهية والزعامة الدنيوية، وتحييد اصحاب الحق عن مراتبهم التي رتبهم الله فيها ، واذيتهم للأئمة ولشيعتهم ، وملاحقتهم وتكفيرهم ، واغراء الناس بهم ، بل وقتلهم وتشريدهم .
    ادى الى انكماش الدين وتضيق الخناق على الأئمة صلوات الله عليهم مما لم يمكنهم من بسط اليد لتبيين الاحكام وتطبيقها بشكل واضح ، بل صدور بعد الروايات على نحو التقية حفاظا على المذهب والدين .
    بل حتى تضييق الخناق على شيعتهم ومواليهم حتى انهم كانوا يتنكرون ويتخفون لملاقات الامام واخذ العلم منه .
    وتقية الاصحاب والشيعة في اخذ العلم من بعضهم البعض .
    كل هذا ادى الى ضياع بعض ما صدر عن اهل البيت صلوات الله عليهم ، ( كما حدث مع ابن ابي عمير ، عندما حبسه الرشيد ، فقامت اخته بدفن كتبه ، فهلكت الكتب )
    مما ادى الى الحاجة الى ادوات عديدة لتفصيل مجملات ومبهمات الروايات التي وصلتنا ، وادوات حل التعارض في ما بينها ، ومعرفة ما كان على نحو التقية من غيره .
    مما له الاثر في الاختلاف في المباني والمناهج الاستدلالية .



    ومنها ايضا : : الاختلاف في فهم الخطابات الشرعية من آيات أو روايات :
    فمن يتبع المنهج العقلي ، تختلف فتواه عمن يتبع النقلي ، ايضا من يتبع العرفي يختلف عنهما ، الى ما هنالك من اسس ومباني ينطلق منها الفقيه لفهم الخطابات الشرعية .

    ومنها ايضا : الاختلاف في اعتماد المباني الرجالية .
    حيث ان اكثر الاحكام الشرعية تستند الى الروايات الواردة عن اهل البيت صلوات الله عليهم ، وهذه الروايات اكثرها غير متواتر ، هذا غير الاختلاف في توثيق الرجال ، حيث تختلف نتيجة استنباط من يوثق زيد مثلا عمن يضعفه .
    وايضا تختلف نتيجة استنباط من يعتبر صحة مراسيل ابن ابي عمير مثلا عمن لا يعتبرها .
    الى غيرها الكثير من الفوارق الكثيرة التي تختلف حسب المبنى الرجالي لكل من الفقهاء .

    ومنها ايضا : الاختلاف في بعض المباني الأصولية :
    والتي يتحدَّد بها ما هو الدليل الذي يصح الاعتماد عليه وما هو الدليل الذي لا يصحُّ الاعتماد عليه في مقام استنباط الأحكام الشرعية .
    فنتيجة استنباط من يتبنى حجية خبر الواحد تختلف عن نتيجة استنباط من لا يعتمد في استدلاله على حجية خبر الواحد .
    وفتوى من يرجح عمل المشهور عند تعارض الخبرين ، تختلف عمن لا يرجح عمل المشهور عند التعارض .
    ومن يقول بمفهوم الوصف ، نتيجة استنباطه غير نتيجة من ينفي حجية مفهوم الوصف .
    الى غيرها الكثير من الاختلافات في المباني الاصولية التي تختلف في نتائجها حسب الدليل المعتمد في كل مبنى .

    ومنها ايضا : الخطأ في تطبيق بعض القواعد والمباني الأصولية أو الرجالية أو اللغوية المعتمدة حين الممارسة لعملية الاستنباط أو الغفلة حينها عن بعض القرائن المتصلة أو المنفصلة والتي هي دخيلة في تحديد مفاد الخطاب الشرعي، ولذلك يظهر الاختلاف في الفتوى من فقيه لاخر ، فالفقهاء مهما علوا كما قدما يبقى النقص ( من غفلة ونسيان وقصور في الذهن ، والتسرع ، وغيرها ) صفة ملازمة لغير المعصوم


    هذا باختصار شديد لبعض اسباب وعوامل اختلاف وتعدد الفقهاء والمراجع ولم ناتي بادلتها مخافة التتطويل الممل

    والله العالم بخفيات الامور

    تعليق


    • #3
      وبعد هذا يتضح الجواب عن السبب في اختلاف ادلة كل فقيه عن فقيه اخر وسبب اختلاف فتاوي الفقهاء في ما بينهم .

      ويتضح سبب طرح بعض المجتهدين انفسهم للمرجعية : كونه يرى نفسه اعلم من غيره لان ادلته اوصلته الى ان مسلكه ومبانيه اقوى وافضل من مسلك ومبنى غيره .

      وهنا لا بد من اشارة مهمة قبل الختام
      فهنا قد يفهم البعض ان ادعاء المرجع الاعلمية لنفسه ان فيها نوع من التكبر ، وايضا قد يفهم البعض ان ادعاء المرجع الاعلمية لنفسه يعني ان غيره جاهل ،وربما يجب ان نحارب المرجع الذي لا نقلده لان مرجعنا اعلم ومباني غيره يضرب بها بعرض الحائط ، او نستهزء بالمرجع الذي لا نقلده وبفتاويه ؟؟؟

      نقول لمن يفهم هذا مهلا اخي رويدا :فإن ادعاء الاعلمية ليس يعني تكبر ،
      وذلك لان من يعتمد ادلة ويفني عمره فيها وفي تحصيلها يتبين له اقوائية ادلته على غيره بادلة عدة ،يعني بعد ان يرى جميع المباني والاساليب ويفهما ويقرا ويتعلم اكثر ما يمكن ان يوصل الى الحكم الشرعي ، فمن كثرة دراسته لهذه المباني والادلة تعطيه ادلة وحجج على اقوائية بعض الادلة والمباني على الادلة الاخرى
      فيتبع ما يتبين له انه قوي منها ويترك الضعيف ، ومن هنا يرى نفسه اعلم من غيره لانه فهم ادلته جيدا وفهم قصور الادلة الاخرى وضعفها
      بمعنى اخر فلنفرض ان هناك مئة اداة او مبنى ومنهج لاستنباط الحكم الشرعي ، وكما قدمنا فهي متغايرة ومتناقضة في ما بينها ولا يمكن الاخذ بها كما قدمنا .
      فهنا المجتهد بعد دراساته وتحصيلة يرى اقوائية ثلاثين مبنى من المئة المتغايرة على السبعين الباقية ، والاخر يرى صحة ثلاثين اخرى صحيحة ، والاخر يرى اربعين او خمسين هي الاصح والاقوى على الاخرة ويقيم كل منهم ادلة على صحة ادلته ، فعندها يرى نفسه اعلم من غيره لقوة ادلتها
      ارجوا ان تكون وضحت فلا يمكنني التفسير اكثر من هذا

      وادعاء الاعلمية لا يعني التكبر ،إنما رؤية كل مرجع متانة ما لديه .
      وايضا عندما يرى نفسه اعلم ،لا يعني تجهيل ( الرمي بالجهل ) او تفسيق غيره
      فالعالم الحقيقي يدرس جميع المباني والاساليب والمناهج المتبعة والموصلة الى الحكم الشرعي ، ويرى بان اكثرها معتبر في( اغلب الاحيان ) ولكنه يرى اقوائية ادلة على ادلة اخرى .
      بمعنى انني عندما انظر الى مئة مبنى وطريق الى الحكم الشرعي ، فإنني ارى ان سبعين منها صحيح ولكن ثلاثين اقوى من الاربعين فاخذ بالثلاثين ولكنني احترم صاحيب الاربعين الاخرى لانني اعلم انها لها اساس صحيح وعلمي . ولكن ادلتي اقوى من ادلتك فارى نفسي اعلم منك مع احترامي لك ولعلمك لان له اساس صحيح وانت ايضا عالم بنظري

      فالنتيجة : انني ارى نفسي اعلم منك لا يعني انك جاهل ، ولا يعني ان ادلتك ومبانيك غير صحيحة بالكلية ( على الاعم الاغلب ) ولا يعني انه يجب علي وعلى اتباعي ومقلديني ان يكفروك انت واتباعك ومقلديك .


      وفي الختام اخوتي الاحباب ارجوا ان تكون الفكرة قد وضحت لديكم عن سبب تعدد المراجع واختلاف بعض فتاويهم وليس كلها وهي شيء يسير في ما بينها .

      ومسك الختام :

      كما انه ليس كل ما يلمع بذهب ، ايضا ليس كل من ادعى علما بعالم
      وفوق كل ذي علم عليم

      فليس كل من ادعى مرجعية هو مرجع يجب تقليده ، وليس تقليد مرجع يعني كفر او جهل بقية المراجع .

      وليس علمية مرجع فقط تبيح تقليده ، فلا بد من علم مع عمل ، مع تقوى

      فارجعوا اخوتي الى اهل الخبرة الاتقياء ليدلوكم على من يجب تقليده ومن لا يجب
      وادعوا الله كثيرا ليفقكم لذلك فإن التقليد شيء خطير فدنياك واخرتك تتوقف على من تقدمه بين يديك غدا امام الله
      فلا تقلدوا ايا كان
      وادعوا الله كثيرا ليفقكم لتقليد من يجب تقليده ولا تقلدوا من هو على هواكم او فتاويه تناسب ما تريدونه انت
      وللكلام في هذا المجال تتمة ربما في موضوع اخر إن وفقنا له

      ويبقى مسك الختام لارباب الكلام الناطقون عن الملك العلام

      . . . . . . . . . . . . . . . .
      الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 2 - ص 52 - 53
      عن الرضا عليه السلام أنه قال : قال علي بن الحسين :
      إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه ، وتماوت في منطقه ، وتخاضع في حركاته فرويدا لا يغرنكم ، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا وركوب الحرام منها لضعف نيته ومهانته ، وجبن قلبه ، فنصب الدين فخا لها ، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام اقتحمه ،

      وإذا وجدتموه يعف عن المال الحرام ، فرويدا لا يغرنكم ! فإن شهوات الخلق مختلفة ، فما أكثر من ينبوا عن المال الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوها قبيحة ، فيأتي منها محرما ،
      فإذا وجدتموه يعف عن ذلك فرويدا لا يغرنكم ، حتى تنظروا ما عقدة عقله ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين ، فيكون ما يفسد بجهله أكثر مما يصلحه بعقله
      فإذا وجدتم عقله متينا فرويدا لا يغركم ! تنظروا أمع هواه يكون على عقله أم يكون مع عقله على هواه وكيف محبة للرياسات الباطلة وزهده فيها فإن في الناس من خسر الدنيا والآخرة يترك الدنيا للدنيا ويرى أن لذة الرياسة الباطلة أفضل من لذة الأموال والنعم المباحة المحللة فيترك ذلك أجمع طلبا للرياسة حتى إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد ، فهو يخبط خبط عشواء ، يقوده أول باطل إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمده ربه بعد طلبه لما لا يقدر عليه في طغيانه ، فهو يحل ما حرم الله ، ويحرم ما أحل الله ، لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له رياسة التي قد شقي من أجلها ، فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم عذابا مهينا ،

      ولكن الرجل كل الرجل . نعم الرجل هو : الذي جعل هواه تبعا لأمر الله ، وقواه مبذولة في رضى الله ، يرى الذل مع الحق أقرب إلى عز الأبد من العز في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤديه إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفذ ، وأن كثيرا ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤديه إلى عذاب لا انقطاع له ولا يزول فذلكم الرجل نعم الرجل فيه فتمسكوا وبسنته فاقتدوا وإلى ربكم فتوسلوا فإنه لا ترد له دعوة ولا يخيب له طلبة .
      تم . . . . . . . . . . . . . . .

      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته


      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
      استجابة 1
      10 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
      ردود 2
      12 مشاهدات
      0 معجبون
      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
      بواسطة ibrahim aly awaly
       
      يعمل...
      X