سورة الأعراف
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)
سورة الفرقان
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 290
حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال حججت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما كنا في الطواف قلت له جعلت فداك يا بن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق فقال يا أبا بصير ان أكثر من ترى قردة وخنازير قال قلت له ارنيهم قال فتكلم بكلمات ثم امر يده على بصرى فرأيتهم قردة وخنازير فهالني ذلك ثم امر يده على بصرى فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولى ثم قال يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون وبين اطباق النار تطلبون فلا توجدون والله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة لا والله ولا اثنان لا والله ولا واحد .
مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 - ص 318
قال أبو بصير للباقر : ما أكثر الحجيج وأعظم الضجيج ، فقال : بل ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج أتحب أن تعلم صدق ما أقوله وتراه عيانا ؟ فمسح على عينيه ودعا بدعوات فعاد بصيرا فقال : انظر يا أبا بصير إلى الحجيج ، قال : فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير والمؤمن بينهم كالكواكب اللامع في الظلماء ، فقال أبو بصير صدقت يا مولاي ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج ، ثم دعا بدعوات فعاد ضريرا فقال أبو بصير في ذلك ، فقال ( ع ) : ما بخلنا عليك يا أبا بصير وإن كان الله تعالى ما ظلمك وإنما خار لك وخشينا فتنة الناس بنا وأن يجهلوا فضل الله علينا ويجعلونا أربابا من دون الله ونحن له عبيد لا نستكبر عن عبادته ولا نسأم من طاعته ونحن له مسلمون . أبو عروة : دخلت مع أبي بصير إلى منزل أبي جعفر وأبي عبد الله ( ع ) فقال لي : أترى في البيت كوة قريبة من السقف ؟ قلت : نعم وما علمك بها ؟ قال : أرانيها أبو جعفر .
الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - ص 224
وعنه عن محمد بن يحيى الخرقي ، عن محمد بن علي ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن زكريا ، عن أبيه زكريا ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، عن أبيه محمد بن علي ، عن جده علي بن الحسين ( صلوات الله عليهم ) ، ان رجلا من أهل الشيعة دخل عليه فقال : يا ابن رسول الله ما فضلنا على أعدائنا ونحن وهم سواء ، بل منهم من هو أجمل منا وأحسن أدبا وأطيب رائحة ، فما لنا عليهم من الفضل ، فقال زين العابدين ( عليه السلام ) : تريد أن أريك فضلك عليهم ، قال : نعم ، قال أدن مني فدنا منه فاخذ بلحيته ومسح عينيه وروح بكفه على وجهه ، وقال انظر ما ترى فنظر إلى مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما فيه الا قردة وخنازير ودب وضب ، فقال جعلت فداك ردني كما كنت فان هذا نظر صعب فمسح عينيه فرده كما كان ، فكان هذا من دلائله ( عليه السلام ) .
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 291
فقال الحسين أو من رواه عن أحمد قال حدثني الحسين بن بزه عن إسماعيل بن بزه ابن عبد العزيز عن ابان الأحمر عن أبي بصير قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت له جعلت فداك ما فضلنا على من خالفنا فوالله انى لأرى الرجل منهم من هو أرخى بالا وانعم رياشا وأحسن حالا قال فسكت عنى حتى إذا كنت بالأبطح أبطح مكة ورأيت الناس يضجون إلى الله فقال يا أبا محمد ما أكثر الضجيج والعجيج وأقل الحجيج والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة وعجل روحه إلى الجنة ما يتقبل الله الا منك ومن اشباهك خاصة و مسح يده على وجهي وقال يا أبا بصير انظر قال فإذا انا بالخلق كلب وخنزير وحمار الا رجل بعد رجل .
مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي - ص 112 - 113
وعن الصفار عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن محمد ابن عيسى عن الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن عبد العزيز عن ابان عن أبي بصير عن الصادق ( ع ) قال قلت له ما فضلنا على من خالفكم فوالله انى لأرى الرجل منهم أرخى بالا وانعم عيشا وأحسن حالا وأطمع في الجنة قال فسكت عني حتى إذا كنا بالأبطح من مكة ورأينا الناس يضجون إلى الله تعالى فقال يا أبا محمد هل تسمع ما اسمع قلت اسمع ضجيج الناس إلى الله تعالى قال ما أكثر الضجيج والعجيج وأقل الحجيج والذي بعث بالنبوة محمدا صلى الله عليه وآله وعجل بروحه إلى الجنة ما يتقبل الله الا منك ومن أصحابك خاصة قال ثم مسح يده على وجهي فنظرت فإذا أكثر الناس خنازير وحمير وقردة الا رجل .
وعن أبي سليمان داود بن عبد الله عن سهل بن زياد عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ( ع ) انا مولاك ومن شيعتك ضعيف ضرير فاضمن لي الجنة قال أولا أعطيك علامة الأئمة أو غير هم قلت وما عليك ان تجمعهما لي قال وتحب ذلك قلت وكيف لا أحب فما زاد ان مسح على بصري فأبصرت جميع الأئمة عنده ثم ما في السقيفة التي كان فيها جالسا ثم قال يا أبا محمد مد بصرك فانظر ما ذا ترى بعينك قال فوالله ما أبصرت الا كلبا أو خنزيرا أو قردا قلت ما هذا الخلق الممسوخ قال هذا الذي ترى هو السواد الأعظم ولو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم الا في هذه الصورة ثم قال يا أبا محمد ان أحببت تركتك على حالك هذا وحسابك على الله وان أحببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك إلى حالك الأول قلت لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس ردني إلى حالتي فما للجنة عوض فمسح يده علي عيني فرجعت كما كنت .
وعن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن جميلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال حججت مع أبي عبد الله ( ع ) فلما كنا في الطواف قلت له يا بن رسول الله أيغفر الله لهذا الخلق قال إن أكثر من ترى قردة وخنازير قلت أرينهم فتكلم بكلمات ثم امر يده على بصري فرأيتهم كما قال فقلت رد علي بصري الأول فدعا فرأيتهم كالمرة الأولى . ثم قال أنتم في الجنة تحيرون وبين اطباق النار تطلبون فلا تجدون ثم قال لي والله لا يجتمع منكم في النار اثنان لا والله ولا واحد .
سماء المقال في علم الرجال - أبو الهدى الكلباسي - ج 1 - ص 378 - 383
[ المبحث ] الأول فيما يميز به الأسدي عن المرادي ، وهو أمور منها : رواية علي بن أبي حمزة البطائني فإنه قد تكثر روايته عن أبي بصير ، وقد وجدنا في موارد متعددة روايته عنه مصرحا باسمه ، فالظاهر أنه إذا وردت روايته عنه مطلقا فهو يحيى ، لما روي في الفقيه في باب الوصية من لدن آدم عليه السلام : ( بالأسناد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ). وفي الإكمال ، في باب ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قال : حدثنا علي ، عن محمد ، عن موسى ، عن الحسين ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ). وما فيه أيضا في باب ما روي عن مولانا الصادق عليه السلام : ( قال : حدثنا علي ، عن أحمد ، عن موسى ، عن الحسين ، عن علي بن أبي حمزة ، عن يحيى بن أبي القاسم ). ونحوهما ، ما رواه فيه في بابي الرابع والعشرين ، والثالث والثلاثين. وما في الخصال في أبواب العشرة : ( حدثنا أحمد عن علي ، عن أبيه ، عن عمرو ، عن علي بن أبي حمزة ، عن يحيى بن إسحاق ) . وما في الأمالي في المجلس السادس والثلاثين : ( حدثنا محمد ، عن محمد ابن أبي عبد الله ، عن موسى ، عن الحسين ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ). إلى غيرها من غيرها ، كما يظهر لمن سبرها . مضافا إلى أنه كان قائده كما صرح به النجاشي ويدل عليه بعض الروايات ، كما روى في البصائر ، في باب أن الأئمة عليهم السلام عندهم ديوان شيعتهم : ( بإسناده عن علي بن أبي حمزة ، قال : خرجت بأبي بصير أقوده إلى باب أبي عبد الله عليه السلام ، فقال لا تتكلم ولا تقل شيئا ، فانتهيت به إلى الباب فتنح ، فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يا فلانة ، افتحي لأبي محمد الباب ! قال : فدخلنا والسراج بين يديه وإذا سفطا بين يديه مفتوح - إلى أن قال - : فلما خرجنا ، قلت : يا أبا محمد ! ما رأيت ما مر بي الليلة ! إني وجدت بين يدي أبي عبد الله عليه السلام سفطا قد أخرج منه صحيفة ، فنظر فيها فكلما نظر فيها أخذتني الرعدة ! قال : فضرب أبو بصير على جبهته ثم قال : ويحك ! ألا أخبرتني ؟ فتلك والله الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة ، ولو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها ). هذا ولا يخفى ما فيه من مواضع تدل على جلالة شأنه ، وسيأتي مثله في الروايتين في المقصد الآتي . ومما ذكرنا ما جرى عليه المقدس وتلميذه ، على أن روايته عنه مما يعين كونه يحيى ، بل عن العلامة البهبهاني اتفاق المحققين عليه ، ولكنه ربما يشكل بما رواه الصفار:
( بإسناده عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : حججت مع أبي عبد الله عليه السلام ، فلما كنا في الطواف ، قلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله ! أيغفر الله لهذا الخلق ؟ فقال : يا أبا بصير إن أكثر من ترى ، قردة وخنازير . قال : قلت له : أرنيهم ، فقال : فتكلم بكلمات ثم أمر يده على بصري فرأيتهم قردة وخنازير ، فهالني ذلك ، ثم أمر يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولى ).
وكذا ما رواه الكليني بإسناده ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير فقال : كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا في المدينة إذ أقبل داود وسليمان وعبد الله فقعدوا ناحية من المسجد - إلى أن قال : - قال : يا سليمان ! لا يزال القوم في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا منا دما حراما - وأومأ بيده إلى صدره - فإذا أصابوا ذلك ، فبطن الأرض خير لهم من ظهرها ). فإن الظاهر منهما عدم ضرارة أبي بصير ، مع أنه قد ثبت ضرارة يحيى ، بل الظاهر ، عليه الاتفاق ، ويدل عليه الروايات وكلام أهل الرجال ، بل الظاهر أنه كان أكمها كما عن العقيقي : ( أنه ولد مكفوفا ) فحينئذ لا يبعد أن يحمل ما ذكر ، على المرادي والراوي على الثمالي ، كما يؤيده ما في الإكمال: ( حدثنا محمد ، عن عبد الله ، عن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن حمزة الثمالي ، عن أبي بصير ). ويحتمل قويا ، أن يكون الأول من باب النقل بالمعنى ، لما في الخرائج: ( عن أبان ، عن أبي بصير ، عن مولانا الصادق عليه السلام قال : قلت له : ما فضلنا على من خالفنا ، فوالله أنا لأرى الرجل منهم أرخى بالا وأنعم علينا وأحسن حالا وأطمع في الجنة ؟ قال : فسكت عني حتى كنا بالأبطح عن مكة ، ورأينا الناس يضجون إلى الله تعالى ، قال : يا أبا محمد هل تسمع ما أسمع ؟ قلت : أسمع ضجيج الناس إلى الله ، قال : ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج ! والذي بعث بالنبوة محمدا صلى الله عليه وسلم وعجل روحه إلى الجنة ، ما يتقبل الله إلا منك ومن أصحابك ، ثم مسح يده إلى وجهي ، فنظرت فإن أكثر الناس خنازير وقرده ). وفيه أيضا : ( عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام أنا مولاك من شيعتك ، ضعيف ، ضرير ، فاضمن لي الجنة - إلى أن قال - : فمسح على بصري فأبصرت جميع الأئمة عنده ، ثم قال : يا أبا محمد مد بصرك فانظر ماذا ترى بعينك ؟ فوالله ما أبصرت إلا كلبا أو خنزيرا أو قردا ! قلت : ما هذا الخلق الممسوح ؟ ! قال : هذا الذي ترى السواد الأعظم ولو كشف الغطاء للناس ، ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إلا في هذه الصورة ! ثم قال : يا أبا محمد ! إن أحببت تركتك على حالك هكذا ، فحسابك على الله ، وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنة ، ورددتك إلى حالك الأول ؟ قلت : لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس ، ردني إلى حالتي فما للجنة عوض ، فمسح يده على عيني فرجعت كما كنت ). فإن الظاهر اتحاد الواقعة ، وما وقع فيها من الاختلافات إنما هي من تصرفات الرواة ، ونظيره غير عزيز في الروايات الواردة بطرق متعددة ، فتأمل وتتبع .
وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (176) سَاءَ مَثَلًا الْقَوْمُ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا وَأَنْفُسَهُمْ كَانُوا يَظْلِمُونَ (177) مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (178) وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آَذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)
سورة الفرقان
أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (43) أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا (44)
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 290
حدثنا محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال حججت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما كنا في الطواف قلت له جعلت فداك يا بن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق فقال يا أبا بصير ان أكثر من ترى قردة وخنازير قال قلت له ارنيهم قال فتكلم بكلمات ثم امر يده على بصرى فرأيتهم قردة وخنازير فهالني ذلك ثم امر يده على بصرى فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولى ثم قال يا أبا محمد أنتم في الجنة تحبرون وبين اطباق النار تطلبون فلا توجدون والله لا يجتمع في النار منكم ثلاثة لا والله ولا اثنان لا والله ولا واحد .
مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 3 - ص 318
قال أبو بصير للباقر : ما أكثر الحجيج وأعظم الضجيج ، فقال : بل ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج أتحب أن تعلم صدق ما أقوله وتراه عيانا ؟ فمسح على عينيه ودعا بدعوات فعاد بصيرا فقال : انظر يا أبا بصير إلى الحجيج ، قال : فنظرت فإذا أكثر الناس قردة وخنازير والمؤمن بينهم كالكواكب اللامع في الظلماء ، فقال أبو بصير صدقت يا مولاي ما أقل الحجيج وأكثر الضجيج ، ثم دعا بدعوات فعاد ضريرا فقال أبو بصير في ذلك ، فقال ( ع ) : ما بخلنا عليك يا أبا بصير وإن كان الله تعالى ما ظلمك وإنما خار لك وخشينا فتنة الناس بنا وأن يجهلوا فضل الله علينا ويجعلونا أربابا من دون الله ونحن له عبيد لا نستكبر عن عبادته ولا نسأم من طاعته ونحن له مسلمون . أبو عروة : دخلت مع أبي بصير إلى منزل أبي جعفر وأبي عبد الله ( ع ) فقال لي : أترى في البيت كوة قريبة من السقف ؟ قلت : نعم وما علمك بها ؟ قال : أرانيها أبو جعفر .
الهداية الكبرى - الحسين بن حمدان الخصيبي - ص 224
وعنه عن محمد بن يحيى الخرقي ، عن محمد بن علي ، عن علي بن الحسين ، عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن زكريا ، عن أبيه زكريا ، عن أبي عبد الله الصادق ( عليه السلام ) ، عن أبيه محمد بن علي ، عن جده علي بن الحسين ( صلوات الله عليهم ) ، ان رجلا من أهل الشيعة دخل عليه فقال : يا ابن رسول الله ما فضلنا على أعدائنا ونحن وهم سواء ، بل منهم من هو أجمل منا وأحسن أدبا وأطيب رائحة ، فما لنا عليهم من الفضل ، فقال زين العابدين ( عليه السلام ) : تريد أن أريك فضلك عليهم ، قال : نعم ، قال أدن مني فدنا منه فاخذ بلحيته ومسح عينيه وروح بكفه على وجهه ، وقال انظر ما ترى فنظر إلى مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما فيه الا قردة وخنازير ودب وضب ، فقال جعلت فداك ردني كما كنت فان هذا نظر صعب فمسح عينيه فرده كما كان ، فكان هذا من دلائله ( عليه السلام ) .
بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفار - ص 291
فقال الحسين أو من رواه عن أحمد قال حدثني الحسين بن بزه عن إسماعيل بن بزه ابن عبد العزيز عن ابان الأحمر عن أبي بصير قال دخلت على أبى عبد الله عليه السلام فقلت له جعلت فداك ما فضلنا على من خالفنا فوالله انى لأرى الرجل منهم من هو أرخى بالا وانعم رياشا وأحسن حالا قال فسكت عنى حتى إذا كنت بالأبطح أبطح مكة ورأيت الناس يضجون إلى الله فقال يا أبا محمد ما أكثر الضجيج والعجيج وأقل الحجيج والذي بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالنبوة وعجل روحه إلى الجنة ما يتقبل الله الا منك ومن اشباهك خاصة و مسح يده على وجهي وقال يا أبا بصير انظر قال فإذا انا بالخلق كلب وخنزير وحمار الا رجل بعد رجل .
مختصر بصائر الدرجات - الحسن بن سليمان الحلي - ص 112 - 113
وعن الصفار عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن محمد ابن عيسى عن الحسين بن يزيد عن إسماعيل بن عبد العزيز عن ابان عن أبي بصير عن الصادق ( ع ) قال قلت له ما فضلنا على من خالفكم فوالله انى لأرى الرجل منهم أرخى بالا وانعم عيشا وأحسن حالا وأطمع في الجنة قال فسكت عني حتى إذا كنا بالأبطح من مكة ورأينا الناس يضجون إلى الله تعالى فقال يا أبا محمد هل تسمع ما اسمع قلت اسمع ضجيج الناس إلى الله تعالى قال ما أكثر الضجيج والعجيج وأقل الحجيج والذي بعث بالنبوة محمدا صلى الله عليه وآله وعجل بروحه إلى الجنة ما يتقبل الله الا منك ومن أصحابك خاصة قال ثم مسح يده على وجهي فنظرت فإذا أكثر الناس خنازير وحمير وقردة الا رجل .
وعن أبي سليمان داود بن عبد الله عن سهل بن زياد عن عثمان بن عيسى عن الحسين بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ( ع ) انا مولاك ومن شيعتك ضعيف ضرير فاضمن لي الجنة قال أولا أعطيك علامة الأئمة أو غير هم قلت وما عليك ان تجمعهما لي قال وتحب ذلك قلت وكيف لا أحب فما زاد ان مسح على بصري فأبصرت جميع الأئمة عنده ثم ما في السقيفة التي كان فيها جالسا ثم قال يا أبا محمد مد بصرك فانظر ما ذا ترى بعينك قال فوالله ما أبصرت الا كلبا أو خنزيرا أو قردا قلت ما هذا الخلق الممسوخ قال هذا الذي ترى هو السواد الأعظم ولو كشف الغطاء للناس ما نظر الشيعة إلى من خالفهم الا في هذه الصورة ثم قال يا أبا محمد ان أحببت تركتك على حالك هذا وحسابك على الله وان أحببت ضمنت لك على الله الجنة ورددتك إلى حالك الأول قلت لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس ردني إلى حالتي فما للجنة عوض فمسح يده علي عيني فرجعت كما كنت .
وعن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن جميلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال حججت مع أبي عبد الله ( ع ) فلما كنا في الطواف قلت له يا بن رسول الله أيغفر الله لهذا الخلق قال إن أكثر من ترى قردة وخنازير قلت أرينهم فتكلم بكلمات ثم امر يده على بصري فرأيتهم كما قال فقلت رد علي بصري الأول فدعا فرأيتهم كالمرة الأولى . ثم قال أنتم في الجنة تحيرون وبين اطباق النار تطلبون فلا تجدون ثم قال لي والله لا يجتمع منكم في النار اثنان لا والله ولا واحد .
سماء المقال في علم الرجال - أبو الهدى الكلباسي - ج 1 - ص 378 - 383
[ المبحث ] الأول فيما يميز به الأسدي عن المرادي ، وهو أمور منها : رواية علي بن أبي حمزة البطائني فإنه قد تكثر روايته عن أبي بصير ، وقد وجدنا في موارد متعددة روايته عنه مصرحا باسمه ، فالظاهر أنه إذا وردت روايته عنه مطلقا فهو يحيى ، لما روي في الفقيه في باب الوصية من لدن آدم عليه السلام : ( بالأسناد عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ). وفي الإكمال ، في باب ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( قال : حدثنا علي ، عن محمد ، عن موسى ، عن الحسين ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ). وما فيه أيضا في باب ما روي عن مولانا الصادق عليه السلام : ( قال : حدثنا علي ، عن أحمد ، عن موسى ، عن الحسين ، عن علي بن أبي حمزة ، عن يحيى بن أبي القاسم ). ونحوهما ، ما رواه فيه في بابي الرابع والعشرين ، والثالث والثلاثين. وما في الخصال في أبواب العشرة : ( حدثنا أحمد عن علي ، عن أبيه ، عن عمرو ، عن علي بن أبي حمزة ، عن يحيى بن إسحاق ) . وما في الأمالي في المجلس السادس والثلاثين : ( حدثنا محمد ، عن محمد ابن أبي عبد الله ، عن موسى ، عن الحسين ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي القاسم ). إلى غيرها من غيرها ، كما يظهر لمن سبرها . مضافا إلى أنه كان قائده كما صرح به النجاشي ويدل عليه بعض الروايات ، كما روى في البصائر ، في باب أن الأئمة عليهم السلام عندهم ديوان شيعتهم : ( بإسناده عن علي بن أبي حمزة ، قال : خرجت بأبي بصير أقوده إلى باب أبي عبد الله عليه السلام ، فقال لا تتكلم ولا تقل شيئا ، فانتهيت به إلى الباب فتنح ، فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يا فلانة ، افتحي لأبي محمد الباب ! قال : فدخلنا والسراج بين يديه وإذا سفطا بين يديه مفتوح - إلى أن قال - : فلما خرجنا ، قلت : يا أبا محمد ! ما رأيت ما مر بي الليلة ! إني وجدت بين يدي أبي عبد الله عليه السلام سفطا قد أخرج منه صحيفة ، فنظر فيها فكلما نظر فيها أخذتني الرعدة ! قال : فضرب أبو بصير على جبهته ثم قال : ويحك ! ألا أخبرتني ؟ فتلك والله الصحيفة التي فيها أسامي الشيعة ، ولو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها ). هذا ولا يخفى ما فيه من مواضع تدل على جلالة شأنه ، وسيأتي مثله في الروايتين في المقصد الآتي . ومما ذكرنا ما جرى عليه المقدس وتلميذه ، على أن روايته عنه مما يعين كونه يحيى ، بل عن العلامة البهبهاني اتفاق المحققين عليه ، ولكنه ربما يشكل بما رواه الصفار:
( بإسناده عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير ، قال : حججت مع أبي عبد الله عليه السلام ، فلما كنا في الطواف ، قلت له : جعلت فداك يا بن رسول الله ! أيغفر الله لهذا الخلق ؟ فقال : يا أبا بصير إن أكثر من ترى ، قردة وخنازير . قال : قلت له : أرنيهم ، فقال : فتكلم بكلمات ثم أمر يده على بصري فرأيتهم قردة وخنازير ، فهالني ذلك ، ثم أمر يده على بصري فرأيتهم كما كانوا في المرة الأولى ).
وكذا ما رواه الكليني بإسناده ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير فقال : كنت مع أبي جعفر عليه السلام جالسا في المدينة إذ أقبل داود وسليمان وعبد الله فقعدوا ناحية من المسجد - إلى أن قال : - قال : يا سليمان ! لا يزال القوم في فسحة من ملكهم ما لم يصيبوا منا دما حراما - وأومأ بيده إلى صدره - فإذا أصابوا ذلك ، فبطن الأرض خير لهم من ظهرها ). فإن الظاهر منهما عدم ضرارة أبي بصير ، مع أنه قد ثبت ضرارة يحيى ، بل الظاهر ، عليه الاتفاق ، ويدل عليه الروايات وكلام أهل الرجال ، بل الظاهر أنه كان أكمها كما عن العقيقي : ( أنه ولد مكفوفا ) فحينئذ لا يبعد أن يحمل ما ذكر ، على المرادي والراوي على الثمالي ، كما يؤيده ما في الإكمال: ( حدثنا محمد ، عن عبد الله ، عن محمد ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن حمزة الثمالي ، عن أبي بصير ). ويحتمل قويا ، أن يكون الأول من باب النقل بالمعنى ، لما في الخرائج: ( عن أبان ، عن أبي بصير ، عن مولانا الصادق عليه السلام قال : قلت له : ما فضلنا على من خالفنا ، فوالله أنا لأرى الرجل منهم أرخى بالا وأنعم علينا وأحسن حالا وأطمع في الجنة ؟ قال : فسكت عني حتى كنا بالأبطح عن مكة ، ورأينا الناس يضجون إلى الله تعالى ، قال : يا أبا محمد هل تسمع ما أسمع ؟ قلت : أسمع ضجيج الناس إلى الله ، قال : ما أكثر الضجيج وأقل الحجيج ! والذي بعث بالنبوة محمدا صلى الله عليه وسلم وعجل روحه إلى الجنة ، ما يتقبل الله إلا منك ومن أصحابك ، ثم مسح يده إلى وجهي ، فنظرت فإن أكثر الناس خنازير وقرده ). وفيه أيضا : ( عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام أنا مولاك من شيعتك ، ضعيف ، ضرير ، فاضمن لي الجنة - إلى أن قال - : فمسح على بصري فأبصرت جميع الأئمة عنده ، ثم قال : يا أبا محمد مد بصرك فانظر ماذا ترى بعينك ؟ فوالله ما أبصرت إلا كلبا أو خنزيرا أو قردا ! قلت : ما هذا الخلق الممسوح ؟ ! قال : هذا الذي ترى السواد الأعظم ولو كشف الغطاء للناس ، ما نظر الشيعة إلى من خالفهم إلا في هذه الصورة ! ثم قال : يا أبا محمد ! إن أحببت تركتك على حالك هكذا ، فحسابك على الله ، وإن أحببت ضمنت لك على الله الجنة ، ورددتك إلى حالك الأول ؟ قلت : لا حاجة لي في النظر إلى هذا الخلق المنكوس ، ردني إلى حالتي فما للجنة عوض ، فمسح يده على عيني فرجعت كما كنت ). فإن الظاهر اتحاد الواقعة ، وما وقع فيها من الاختلافات إنما هي من تصرفات الرواة ، ونظيره غير عزيز في الروايات الواردة بطرق متعددة ، فتأمل وتتبع .
تعليق