شبهات تنهق بها الناصبة (1)
التوسل بالنبي (ص) واله الطاهرين والطلب منهم
افتعل اهل الخلاف شبهة قذفوا فيها كل من توسل النبي واله الطاهرين (ع) بالشرك لانه طلب من غير الله لينطبق عليهم قوله تعالى اتخذوا من دون الله اولياء وقوله تعالى ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ( والدعاء مخ العبادة ) وقوله تعالى انما تدعون من دونه عباد امثالكم او بحجة اخرى وهي انهم ماتوا وانقطعت صلتهم بعالم الحياة الدنيا فهم لايضرون ولا ينفعون حالهم حال الجمادات واذا كانت العصا تضر وتنفع في هذه الحياة فرسول الله (ص) لايضر ولا ينفع لانه غير موجود في هذه الحياة وليس له ميزة على العصا في التاثير في هذه الحياة فالذي يدعوه كانت حاله كحال الذي يدعوا صنما لايسمع ولا يرى ولايضر ولا ينفع
نقول اولا إن الله قرن ولايته بولاية رسوله (ص) واهل البيت(ع) طاعتهم بطاعته ,حبهم بحبه , نصرتهم بنصرته خوفهم بخوفه ورجاءهم برجاءه, لاتعني إن الله جعل له شركاء في امره وان الذين اتخذوا النبي واله (ع) اولياء لا يعني اتخذوهم اولياء من دون الله لانهم غير الله فصحيح ان النبي (ص) غير الله ولكن طاعته طاعة لله لان الله هو الذي امر بطاعة نبيه فلا يشمل اتباع النبي واله الطاهرين قوله تعالى (والذين اتخذوا من دون الله اولياء الله حفيظ عليهم وما انت عليهم بوكيل ) فولايتهم فرض من الله (انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا) فطاعتهم طاعة لله ومعصيتهم معصية لله وحبهم حب لله وبغضهم بغض لله وبهم نتقرب الى الله زلفى فهم الذين يرضون لرضاءه ويغضبون لغضبه وسواء اكانوا احياء في هذه الحياة الدنيا او احياء في الاخرة
كما إن المسلم ملزم بولاية النبي واهل البيت (ع) في حياتهم وبعد وفاتهم وبكل معاني الولاية ومظاهرها كالتاسي بهم وحبهم ونصرتهم واستمداد النور والهداية والقوة
منهم واللجوء اليهم في كل ما يهم الموالي لهم فهم ساداتنا ونحن عبيدهم وما هي علاقة العبد بسيده سوى طاعته ليسد حاجته لامر دنياه واخرته فالطلب من النبي (ص) واهل البيت (ع) ماهوالا تعبيرا للولاية ومظهر من مظاهرها فهو من الامور المستحبة فنحن نتولى الله ورسوله واهل البيت (ع)وهم اولياءنا في الحياة الدنيا وفي الآخره بامر الله سواء اكانوا احياء أو اموات وبكل معاني الولاية ولا يعد ذلك شركا .كما ان قوله تعالى ( ولاتدعو مع الله احدا ) والدعاء مخ العبادة فيكون الطلب من غير الله شركا ليكون الطلب من النبي واله شركا وكما يفعله المشركون كالطلب من الاصنام فهذا خطأ فاحش حيث ان دعوتنا للنبي واله (ع) ماهي الا التماس الاسباب والتماس الاسباب امر ضروري للمؤمن فهو فرض من الله وان التماس الاسباب عبادة لله لا الى السبب فالتماس الاسباب امر ضروري والا كان المسلم متواكلا غير متكلا على الله إن الطلب من الحي أو الاستشفاع به امريتفق عليه كل المسلمين لايعترض عليه احد والا كان المسلمون كلهم مشركون فمن من المسلمين من لم يطلب من غير الله بما في ذلك رسول الله (ص) فلا يعني ان دعوة الطالب للمطلوب عبادة له لان الدعاء مخ العبادة فالطلب من الحي لااشكال فيه ولا ينطبق على الطالب من الحي قوله تعالى (انما تدعون من دونه عباد امثالكم ) حيث ان الآية المباركة نزلت بحق الكافرين الذين يدعون غير الله ليضلوهم عن سبيله ولكن الاشكال وقع في مسالة الاستشفاع والطلب من الميت او الغائب فهل إن الميت او الغائب يجيب فقد ذهب من ذهب من المخالفين الى إن الميت قد انقطع عن هذه الحياة وان الاستشفاع به أو الطلب منه كالطلب أو الاستشفاع بالاصنام وهو الشرك
إما كونهم اموات فهم الشهود ( انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ) فهذه ثلاث صفات لرسول الله ينبغي على المؤمن ان يؤمن بها ليؤمن بالله وهي الشاهد والمبشر والنذير واذا كان رسول الله (ص) هو الشاهد بتعريف الله به لنا فيشهد على من ؟على اصحابه فقط فلم يكن معهم في كل الاحوال والشاهد يجب إن يكون حاضرا فكيف يشهد من لم يكن حاضرا وحتى اذا كان حاضرا لابد ان يرى و يسمع فكيف يكون شاهدا ولم يسمع ويرى فرسول الله (ص) شاهد على امته يشهد للمؤمن بايمانه ويشهد على العاصي بعصيانه فهو معنا حيا وميتا الا ان هذه المعية في حياته تختلف عنها في غيبته وهو (ص)حي بعد وفاته وعلى المسلم إن يراعي هذه الصفة لرسول الله حيا او ميتا حاضرا او غائبا وكذلك اهل بيته الطاهرين ليكون مؤمنا فيستحي من رسول الله عند مواقعته للمعصية وان يستمد العون من الله ورسوله فالطلب من النبي (ص) واهل بيته بالشفاعة الى الله في كل ما يهم المؤمن كطلب الرزق أو الاولاد أو طول العمر أو العافية اوكشف الهموم أو الضر فنقول مثلا يا رسول الله اشفع لي الى الله ونعرض حاجاتنا على النبي (ص) في كل ما يهمنا كطلب رزق اوشفاء مريض ليشفع لنا بها عند الله فنقول يا رسول الله العافية أو الرزق اوكشف الضر او الاولاد او الهداية ليشفع لنا بكرامته عند الله فالله تعالى يجيبنا كرامة لرسوله واذا كان الله هو الذي اوكل اليه الاعطاء حيا وميتا لانه الوجيه وصاحب الكرامة والمقام المحمود عند الله فما هو الضير من ان نطلب من الموكل اليه وهل ان الطلب من الموكل اليه شركا اما ان احكام الحياة البرزخية تختلف عن احكام الحياة الدنيا فلا يضر بكون النبي (ص) يسمع ويرى ويستبشر بتوبة العبد ويستاء لمن يتعدى حدود الله ويدعوا لمن يستشفع به وهو على نفس الصلة بالله حيا وميتا صلى الله عليه واله فهل تنقطع صلة النبي بالله بعد وفاته ونسأل الله تعالى ان يرزقنا طاعة النبي (ص) واله الطاهرين وشفاعتهم لكل ما يهمنا لامر الدنيا والآخرة
وخلاصة الكلام
نحن ندعوا اهل البيت ولا نقصد من ذلك الا التماس الاسباب لا غير وتتحقق الاجابة اما بشفاعتهم لنا اي دعائهم لنا عند الله لانهم اصحاب الشفاعة المقبولة واذا كانت هناك شفاعة لاحد من المخلوقين فهم اولى بالشفاعة لتزكية الله ورسوله لهم كما مر بنا سابقا .
اوان الله هو الذي اوكل اليهم الاعطاء والمنع والنفع والضرر كما هو الحال في الاحياء فعندما تطلب من الحي صاحب القوة او الوجاهة او المال انت لاتعتقد باستقلالية صاحب النفع او الضرر عن الله فالله هو المعطي المانع الضار النافع ولانه سبحانه لا يفعل الا باسباب (وجعلنا لكل شيء سببا) فتلتمس الموكل اليه لتحقيق النفع او دفع الضرروكل من عند الله ولا شرك في ذلك وهل ان ااستجابة الحي عند الطلب منه ليعطي من عنده دون الله فمن اين هذا الاعطاء من الله ام من الحي لاشك انه من الله وجعل الحي سببا في ذلك الاعطاء ولان النبي (ص) واله الطاهرين هم اصحاب المقام المحمود والجاه الوجيه فاذا لم يكونوا اهل للاعطاء والمنع والنفع والضرر فما هو مظهر الوجاهة لهم عند الله فالوجيه ينبغي ان يحصل على امتيازات الوجاهة والا لايسمى وجيها واذ كان الله اوكل قبض الارواح الى ملك الموت والنارالى خازنها وغيرهم فهم من رسل الله الذين بهم ينفع ويضر ويرفع ويخفض وهذا لايقتصر على الملائكة فالرياح تنفع وتضر وكل شيء ينفع ويضر باذن الله فرسول الله (ص) سيد الكائنات وهذا يعني ان النبي(ص) سيد رسل الله فلا يعملون عملا الا بعلمه (ص) وكذلك اهل بيته (ع) لانهم منه (عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بامره يعملون ) وان الله اوكل الاعطاء والمنع والنفع والضرر الى الناس الاحياء وباذنه فهل يرفع هذا الاعطاء عن رسوله بعد وفاته وهل نستكثر افاضة الله على رسوله (ص) واله الطاهرين بالاعطاء والمنع والنفع والضرر بعد وفاتهم ولا يعني هذا ان الله تعالى جعل له شركاء في امره في الاعطاء والمنع فكل من عند الله وما هم الا اسباب بيد المسبب فاذا سال سائل من اين يعطي النبي (ص) ويجيب داعيه وهو لايملك شيئا لانه انقطع عن هذه الدنيا نقول من الله وان النبي (ص) يقف يوم المحشر على الحوض ليذود اناسا كما تذاد الابل اي يوكله الله يوم القيامة ليدخل من يرضى عنه الجنة ومن يسخط عليه النار ويشفع باذن الله لمن يشاء ( ومشيئته قرينة مشيئة الله اي لايشفع لمن ناصبوا العداءله ولاهل بيته ) فهذا التوكيل لا يعني ان الله جعل له شريكا في امره
كما ان استجابتهم لمن يسالهم قرين رضا الله ( لايشفعون الا لمن ارتضى ) فهناك فضاء معين او نوع من الصلاحية وهبها الله لرسوله (ص) واهل البيت (ع) والمؤمنين للشفاعة ولهداية الناس وسد حاجاتهم سواء في حياتهم او بعد وفاتهم
توسلّ الضرير بنبيّ الرحمة
(عن عثمان بن حنيف أنّه قال: إنّ رجلا ضريراً أتى النبي فقال: أُدعُ الله أن يعافيني فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن شئتَ دعوتُ وإن شئتَ صبرتَ وهو خير.
(1) قال: فادعه قال: فأمره أن يتوضّأ فيُحسن وضوءه ويصلّي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: " اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه اليك بنبيّك محمّد نبي الرحمة، يا محمد إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي لتُقضى، اللّهمّ شفّعه فيَّ ا").(1) لمكتبة الشاملة كتاب التوسل
ان تعليم النبي (ص) للضرير بقوله يامحمد اني اتوجه بك الى ربي والنبي (ص) لم يكن حاضرا حال دعاء الضرير فالضرير كان قد رفع يده الى الى السماء ويقول يا محمد والنبي (ص) لم يكن حاضر عنده فكيف يطلب الضرير من غائب لاشك ان الله تعالى اجابه كرامة لنبيه (ص) فالضرير جعل من النبي (ص) الوسيلة بينه وبين االله وقولهم ان الله لايحتاج الى الوسيلة والواسطة او الشفيع فهو اقرب الينا من حبل الوريد وهذا صحيح ولكن العبد هو الذي يحتاج اليها لضعف يقينه او لذنوبه لتتحقق اجابته وانه تعالى يقول وجعلنا لكل شيء سببا فلا يعني هذا اننا الّهنا النبي (ص) اي جعلنا منه الها مع الله فالطلب من النبي (ص) عند المؤمن هو في الحقيقة طلب من الله لان الله هو
موضع الاعطاء والمنع وما دونه سبب بيد المسبب وعليه التماس الاسباب كما ان الله امرنا بالتحلي بصفاته كالرحمة والكرم وغيرها من الصفات الالهية فاذا نسبنا صفة الهية الى النبي (ص) او اله الطاهرين هي من صفات الله لايعني اننا رفعناه الى مستوى الالوهية فان الله وصف نبيه بصفات وصف نفسه بها ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) وقوله (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[FONT='Traditional Arabic','serif'] )[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] [/FONT]
فيجوز الطلب من النبي حاضرا كان اوغائبا حيا كان او ميتا وان له كرامة عند الله فالاجابة من الله كرامة لنبيه واله الطاهرين فهل نستنكر القول بان الله يجيب ويعطي من سأل حبيبه رسول الله كرامة له وان الطلب من النبي (ص) يكشف عن علاقة ولاء بين الطالب والمطلوب
يحرم الطلب من أي مخلوق اذا نظرنا إليه مستقلا عن الله سواء اكان حيا او ميتا حاضرا او غائبا من جهة اخرى لايجوز الطلب والاستشفاع بعامة المسلمين الاموات قال تعالى( لاتزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ) فمن قال لك إن هؤلاء من اهل الجنة أو عندهم الكرامة عند الله لكي تستشفع بهم فيجب حصر االطلب والاستشفاع بالنبي واهل البيت ومن نصوا عليه أو زكوه بالايمان
ان ذكر النبي (ص) بمواقفه وكلامه يجلو الهموم ويكشف الغموم ويشرح الصدرويقرب من الله زلفى فيعيش المؤمن بذكر النبي (ص) سبحات حبه حتى كأنه يعايشه ويماشيه ويجالسه ويحدثه ويسمع منه فيتراى له وجهه الشريف ليجعل منه رقيبا عليه فيستحي منه عند مواقعته للمعصية ويرضيه بطاعته له ويرجوه لكشف ضره ويخافه ان لاينال شفاعته وبطاعته طاعة لله وبمعصيته معصية لله وبرجاءه رجاء لله وخوفه خوف لله ولا يعد ذلك شرك
التوسل بالنبي (ص) واله الطاهرين والطلب منهم
افتعل اهل الخلاف شبهة قذفوا فيها كل من توسل النبي واله الطاهرين (ع) بالشرك لانه طلب من غير الله لينطبق عليهم قوله تعالى اتخذوا من دون الله اولياء وقوله تعالى ما نعبدهم الا ليقربونا الى الله زلفى ( والدعاء مخ العبادة ) وقوله تعالى انما تدعون من دونه عباد امثالكم او بحجة اخرى وهي انهم ماتوا وانقطعت صلتهم بعالم الحياة الدنيا فهم لايضرون ولا ينفعون حالهم حال الجمادات واذا كانت العصا تضر وتنفع في هذه الحياة فرسول الله (ص) لايضر ولا ينفع لانه غير موجود في هذه الحياة وليس له ميزة على العصا في التاثير في هذه الحياة فالذي يدعوه كانت حاله كحال الذي يدعوا صنما لايسمع ولا يرى ولايضر ولا ينفع
نقول اولا إن الله قرن ولايته بولاية رسوله (ص) واهل البيت(ع) طاعتهم بطاعته ,حبهم بحبه , نصرتهم بنصرته خوفهم بخوفه ورجاءهم برجاءه, لاتعني إن الله جعل له شركاء في امره وان الذين اتخذوا النبي واله (ع) اولياء لا يعني اتخذوهم اولياء من دون الله لانهم غير الله فصحيح ان النبي (ص) غير الله ولكن طاعته طاعة لله لان الله هو الذي امر بطاعة نبيه فلا يشمل اتباع النبي واله الطاهرين قوله تعالى (والذين اتخذوا من دون الله اولياء الله حفيظ عليهم وما انت عليهم بوكيل ) فولايتهم فرض من الله (انما وليكم الله ورسوله والذين امنوا) فطاعتهم طاعة لله ومعصيتهم معصية لله وحبهم حب لله وبغضهم بغض لله وبهم نتقرب الى الله زلفى فهم الذين يرضون لرضاءه ويغضبون لغضبه وسواء اكانوا احياء في هذه الحياة الدنيا او احياء في الاخرة
كما إن المسلم ملزم بولاية النبي واهل البيت (ع) في حياتهم وبعد وفاتهم وبكل معاني الولاية ومظاهرها كالتاسي بهم وحبهم ونصرتهم واستمداد النور والهداية والقوة
منهم واللجوء اليهم في كل ما يهم الموالي لهم فهم ساداتنا ونحن عبيدهم وما هي علاقة العبد بسيده سوى طاعته ليسد حاجته لامر دنياه واخرته فالطلب من النبي (ص) واهل البيت (ع) ماهوالا تعبيرا للولاية ومظهر من مظاهرها فهو من الامور المستحبة فنحن نتولى الله ورسوله واهل البيت (ع)وهم اولياءنا في الحياة الدنيا وفي الآخره بامر الله سواء اكانوا احياء أو اموات وبكل معاني الولاية ولا يعد ذلك شركا .كما ان قوله تعالى ( ولاتدعو مع الله احدا ) والدعاء مخ العبادة فيكون الطلب من غير الله شركا ليكون الطلب من النبي واله شركا وكما يفعله المشركون كالطلب من الاصنام فهذا خطأ فاحش حيث ان دعوتنا للنبي واله (ع) ماهي الا التماس الاسباب والتماس الاسباب امر ضروري للمؤمن فهو فرض من الله وان التماس الاسباب عبادة لله لا الى السبب فالتماس الاسباب امر ضروري والا كان المسلم متواكلا غير متكلا على الله إن الطلب من الحي أو الاستشفاع به امريتفق عليه كل المسلمين لايعترض عليه احد والا كان المسلمون كلهم مشركون فمن من المسلمين من لم يطلب من غير الله بما في ذلك رسول الله (ص) فلا يعني ان دعوة الطالب للمطلوب عبادة له لان الدعاء مخ العبادة فالطلب من الحي لااشكال فيه ولا ينطبق على الطالب من الحي قوله تعالى (انما تدعون من دونه عباد امثالكم ) حيث ان الآية المباركة نزلت بحق الكافرين الذين يدعون غير الله ليضلوهم عن سبيله ولكن الاشكال وقع في مسالة الاستشفاع والطلب من الميت او الغائب فهل إن الميت او الغائب يجيب فقد ذهب من ذهب من المخالفين الى إن الميت قد انقطع عن هذه الحياة وان الاستشفاع به أو الطلب منه كالطلب أو الاستشفاع بالاصنام وهو الشرك
إما كونهم اموات فهم الشهود ( انا ارسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ) فهذه ثلاث صفات لرسول الله ينبغي على المؤمن ان يؤمن بها ليؤمن بالله وهي الشاهد والمبشر والنذير واذا كان رسول الله (ص) هو الشاهد بتعريف الله به لنا فيشهد على من ؟على اصحابه فقط فلم يكن معهم في كل الاحوال والشاهد يجب إن يكون حاضرا فكيف يشهد من لم يكن حاضرا وحتى اذا كان حاضرا لابد ان يرى و يسمع فكيف يكون شاهدا ولم يسمع ويرى فرسول الله (ص) شاهد على امته يشهد للمؤمن بايمانه ويشهد على العاصي بعصيانه فهو معنا حيا وميتا الا ان هذه المعية في حياته تختلف عنها في غيبته وهو (ص)حي بعد وفاته وعلى المسلم إن يراعي هذه الصفة لرسول الله حيا او ميتا حاضرا او غائبا وكذلك اهل بيته الطاهرين ليكون مؤمنا فيستحي من رسول الله عند مواقعته للمعصية وان يستمد العون من الله ورسوله فالطلب من النبي (ص) واهل بيته بالشفاعة الى الله في كل ما يهم المؤمن كطلب الرزق أو الاولاد أو طول العمر أو العافية اوكشف الهموم أو الضر فنقول مثلا يا رسول الله اشفع لي الى الله ونعرض حاجاتنا على النبي (ص) في كل ما يهمنا كطلب رزق اوشفاء مريض ليشفع لنا بها عند الله فنقول يا رسول الله العافية أو الرزق اوكشف الضر او الاولاد او الهداية ليشفع لنا بكرامته عند الله فالله تعالى يجيبنا كرامة لرسوله واذا كان الله هو الذي اوكل اليه الاعطاء حيا وميتا لانه الوجيه وصاحب الكرامة والمقام المحمود عند الله فما هو الضير من ان نطلب من الموكل اليه وهل ان الطلب من الموكل اليه شركا اما ان احكام الحياة البرزخية تختلف عن احكام الحياة الدنيا فلا يضر بكون النبي (ص) يسمع ويرى ويستبشر بتوبة العبد ويستاء لمن يتعدى حدود الله ويدعوا لمن يستشفع به وهو على نفس الصلة بالله حيا وميتا صلى الله عليه واله فهل تنقطع صلة النبي بالله بعد وفاته ونسأل الله تعالى ان يرزقنا طاعة النبي (ص) واله الطاهرين وشفاعتهم لكل ما يهمنا لامر الدنيا والآخرة
وخلاصة الكلام
نحن ندعوا اهل البيت ولا نقصد من ذلك الا التماس الاسباب لا غير وتتحقق الاجابة اما بشفاعتهم لنا اي دعائهم لنا عند الله لانهم اصحاب الشفاعة المقبولة واذا كانت هناك شفاعة لاحد من المخلوقين فهم اولى بالشفاعة لتزكية الله ورسوله لهم كما مر بنا سابقا .
اوان الله هو الذي اوكل اليهم الاعطاء والمنع والنفع والضرر كما هو الحال في الاحياء فعندما تطلب من الحي صاحب القوة او الوجاهة او المال انت لاتعتقد باستقلالية صاحب النفع او الضرر عن الله فالله هو المعطي المانع الضار النافع ولانه سبحانه لا يفعل الا باسباب (وجعلنا لكل شيء سببا) فتلتمس الموكل اليه لتحقيق النفع او دفع الضرروكل من عند الله ولا شرك في ذلك وهل ان ااستجابة الحي عند الطلب منه ليعطي من عنده دون الله فمن اين هذا الاعطاء من الله ام من الحي لاشك انه من الله وجعل الحي سببا في ذلك الاعطاء ولان النبي (ص) واله الطاهرين هم اصحاب المقام المحمود والجاه الوجيه فاذا لم يكونوا اهل للاعطاء والمنع والنفع والضرر فما هو مظهر الوجاهة لهم عند الله فالوجيه ينبغي ان يحصل على امتيازات الوجاهة والا لايسمى وجيها واذ كان الله اوكل قبض الارواح الى ملك الموت والنارالى خازنها وغيرهم فهم من رسل الله الذين بهم ينفع ويضر ويرفع ويخفض وهذا لايقتصر على الملائكة فالرياح تنفع وتضر وكل شيء ينفع ويضر باذن الله فرسول الله (ص) سيد الكائنات وهذا يعني ان النبي(ص) سيد رسل الله فلا يعملون عملا الا بعلمه (ص) وكذلك اهل بيته (ع) لانهم منه (عباد مكرمون لايسبقونه بالقول وهم بامره يعملون ) وان الله اوكل الاعطاء والمنع والنفع والضرر الى الناس الاحياء وباذنه فهل يرفع هذا الاعطاء عن رسوله بعد وفاته وهل نستكثر افاضة الله على رسوله (ص) واله الطاهرين بالاعطاء والمنع والنفع والضرر بعد وفاتهم ولا يعني هذا ان الله تعالى جعل له شركاء في امره في الاعطاء والمنع فكل من عند الله وما هم الا اسباب بيد المسبب فاذا سال سائل من اين يعطي النبي (ص) ويجيب داعيه وهو لايملك شيئا لانه انقطع عن هذه الدنيا نقول من الله وان النبي (ص) يقف يوم المحشر على الحوض ليذود اناسا كما تذاد الابل اي يوكله الله يوم القيامة ليدخل من يرضى عنه الجنة ومن يسخط عليه النار ويشفع باذن الله لمن يشاء ( ومشيئته قرينة مشيئة الله اي لايشفع لمن ناصبوا العداءله ولاهل بيته ) فهذا التوكيل لا يعني ان الله جعل له شريكا في امره
كما ان استجابتهم لمن يسالهم قرين رضا الله ( لايشفعون الا لمن ارتضى ) فهناك فضاء معين او نوع من الصلاحية وهبها الله لرسوله (ص) واهل البيت (ع) والمؤمنين للشفاعة ولهداية الناس وسد حاجاتهم سواء في حياتهم او بعد وفاتهم
توسلّ الضرير بنبيّ الرحمة
(عن عثمان بن حنيف أنّه قال: إنّ رجلا ضريراً أتى النبي فقال: أُدعُ الله أن يعافيني فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): إن شئتَ دعوتُ وإن شئتَ صبرتَ وهو خير.
(1) قال: فادعه قال: فأمره أن يتوضّأ فيُحسن وضوءه ويصلّي ركعتين ويدعو بهذا الدعاء: " اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه اليك بنبيّك محمّد نبي الرحمة، يا محمد إنّي أتوجه بك إلى ربّي في حاجتي لتُقضى، اللّهمّ شفّعه فيَّ ا").(1) لمكتبة الشاملة كتاب التوسل
ان تعليم النبي (ص) للضرير بقوله يامحمد اني اتوجه بك الى ربي والنبي (ص) لم يكن حاضرا حال دعاء الضرير فالضرير كان قد رفع يده الى الى السماء ويقول يا محمد والنبي (ص) لم يكن حاضر عنده فكيف يطلب الضرير من غائب لاشك ان الله تعالى اجابه كرامة لنبيه (ص) فالضرير جعل من النبي (ص) الوسيلة بينه وبين االله وقولهم ان الله لايحتاج الى الوسيلة والواسطة او الشفيع فهو اقرب الينا من حبل الوريد وهذا صحيح ولكن العبد هو الذي يحتاج اليها لضعف يقينه او لذنوبه لتتحقق اجابته وانه تعالى يقول وجعلنا لكل شيء سببا فلا يعني هذا اننا الّهنا النبي (ص) اي جعلنا منه الها مع الله فالطلب من النبي (ص) عند المؤمن هو في الحقيقة طلب من الله لان الله هو
موضع الاعطاء والمنع وما دونه سبب بيد المسبب وعليه التماس الاسباب كما ان الله امرنا بالتحلي بصفاته كالرحمة والكرم وغيرها من الصفات الالهية فاذا نسبنا صفة الهية الى النبي (ص) او اله الطاهرين هي من صفات الله لايعني اننا رفعناه الى مستوى الالوهية فان الله وصف نبيه بصفات وصف نفسه بها ( لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ) وقوله (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ[FONT='Traditional Arabic','serif'] )[/FONT][FONT='Traditional Arabic','serif'] [/FONT]
فيجوز الطلب من النبي حاضرا كان اوغائبا حيا كان او ميتا وان له كرامة عند الله فالاجابة من الله كرامة لنبيه واله الطاهرين فهل نستنكر القول بان الله يجيب ويعطي من سأل حبيبه رسول الله كرامة له وان الطلب من النبي (ص) يكشف عن علاقة ولاء بين الطالب والمطلوب
يحرم الطلب من أي مخلوق اذا نظرنا إليه مستقلا عن الله سواء اكان حيا او ميتا حاضرا او غائبا من جهة اخرى لايجوز الطلب والاستشفاع بعامة المسلمين الاموات قال تعالى( لاتزكوا انفسكم هو اعلم بمن اتقى ) فمن قال لك إن هؤلاء من اهل الجنة أو عندهم الكرامة عند الله لكي تستشفع بهم فيجب حصر االطلب والاستشفاع بالنبي واهل البيت ومن نصوا عليه أو زكوه بالايمان
ان ذكر النبي (ص) بمواقفه وكلامه يجلو الهموم ويكشف الغموم ويشرح الصدرويقرب من الله زلفى فيعيش المؤمن بذكر النبي (ص) سبحات حبه حتى كأنه يعايشه ويماشيه ويجالسه ويحدثه ويسمع منه فيتراى له وجهه الشريف ليجعل منه رقيبا عليه فيستحي منه عند مواقعته للمعصية ويرضيه بطاعته له ويرجوه لكشف ضره ويخافه ان لاينال شفاعته وبطاعته طاعة لله وبمعصيته معصية لله وبرجاءه رجاء لله وخوفه خوف لله ولا يعد ذلك شرك
تعليق