فرض الانفتاح الاعلامي وكثرة القنوات الفضائية وانتشار الانترنت واقعا جديدا يتطلب من علماء الدين والمرجعيات الدينية خاصة التعامل معه بجديه وحرص لتعليم الناس دينهم ولتوعية الناس ضد الافكار المضللة والثقافات الغربية وللوقوف بوجه الفكر التكفيري المتطرف وللدفاع عن المذهب الحق مذهب اهل البيت الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ((إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ))الأحزاب33. لقد قامت المرجعية الدينية في النجف سابقا بواجبها وقدمت مئات والاف الشهداء وفي مقدمتهم السيد محمد باقر الصدر والسيد محمد محمد صادق الصدر رحمهما الله الذين لم يخافا الطواغيت ونزلوا في الساحة العامة لحياة الناس واشتركوا في كل الاحداث وبينوا اراءهم في كل موضوع فكانوا مثالا للمرجعية الحية النشطة التي قدمت كل ما عندها في سبيل الاسلام فقد استفاد عامة الناس بعلمهم الغزير وهذا واجب كل صاحب علم وخاصة علوم الدين اذ ان زكاة العلم تعليمه فما فائدة صاحب العلوم الكثرة اذا لم ينتفع الناس بعلمة حسب ما متوفر من امكانات وما اكثر الامكانات في هذا العصر. وكذلك من الصفات الواجب توفرها في مرجع الدين ان يكون ملما بكل جوانب العلوم الدينية الفقهية والعقائدية والقرانية واللغوية والعرفانية والاخلاقية والفلسفية وغيرها وكذلك المقدرة على استنباط الحكم الشرعي لكل مستحدثات المسائل وهذا ماكان واضحا جليا عند الشهيدين الصدرين وخاصة السيد محمد باقر الصدر فقد الف الكتب في مواضيع مختلفة حتى قيل عنه انه واحد من اذكى البشرية المعاصرين وربما كان افضل علماء المسلمين في كل العصور... الان برز نجم في سماء العلم شاءت ارادة الله ان يكون شبيها للصدر الاول في الملامح الشخصية (اقصد الوجه) ووريثه في العلم وهو السيد كمال الحيدري حفظه الله فقد الف لحد الان اكثر من خمس وستين كتابا في مختلف المجالات العلمية وكلها تشهد على مدى علمه الغزير.... كما انه قد تصدى للدفاع عن مذهب اهل البيت بالدليل العلمي ومن كتب اهل السنة بحيث لايمكن لعاقل الا ان يقتنع باطروحاته ولا يرفضها الا مكابر معاند رغم وجود الحجة والدليل. فقد فضح الوهابية التكفيريين في عقائدهم واثبت بطلان نظرية التوحيد القائمة على التجسيم عندهم وبين بطلان رفضهم لمبدا التوسل الذي شرعه القران وفضح اصرارهم على الطعن في شخص الرسول الاعظم عندما رفضحوا القول بعصمته المطلقة وبين بطلان رفضهم لمبدا الامامة وكل ذلك من كتبهم. الذي اريد قوله ان افضل الناس من نفع الناس وافضل اهل العلم هو من استفاد الناس بعلمه واذا كان المقياس الرئيسي لمرجع التقليد هو الاعلمية فقد يكون موجود (ربما) من هو اكثر علما لكن المهم في الموضوع مدى استفادة الناس من ذلك العلم فلا فائدة عامة للناس في علم مكنون. ان دور )المراجع الكرام في الحياة العامة( يعتمد على اجتهادهم في فهم النصوص الواردة عن هذا الموضوع واذا صح التعبير فهي نصوص (متشابهة وليس محكمة) فلكل مجتهد رايه في فهم تلك النصوص فان اصاب في اجتهاده فله حسنتان وان اخطأ فله حسنة واحدة وهذا هو مفهوم الحديث النبوي الشريف عن الاجتهاد . نتمنى ان يقتدي اهل العلم بالسيد كمال الحيدري لنشر علوم اهل البيت وللدفاع عن الاسلام المحمدي الاصيل. نتمنى ان يشغل مراحعنا الكرام او ممثليهم القنوات الفضائية والانترنت وان يكونون متواجدين في كل حدث ويقولون رايهم في كل موضوع وان يعيشوا الحياة العامة للناس بكل تفاصيلها وان يستفاد عامة الناس بعلومهم.