إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية الإمام علي (عليه السلام)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية الإمام علي (عليه السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



    لماذا تبالغ الشيعة في حب اهل البيت النبي ( صلى الله عليه و آله ) ؟

    حب أهل البيت ( عليهم السلام ) :
    إن حب أهل البيت ( عليهم السلام ) و التمسك بولائهم و إنتهاج نهجهم ليست أموراً مخترعة من قِبَل الشيعة ، بل هي نابعة من صميم الاسلام أمر بها الله عز و جل في القرآن الكريم ، و أكدها رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) بأقواله و أفعاله على نطاق واسع غير قابل للعد و الحصر .
    و الشيعة الذين هم أتباع النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله ) و أتباع أهل بيته الطاهرين ( عليهم السلام ) ليسوا مبالغين و لا مغالين في حب هذه العترة الطاهرة ، و إنما يعملون بما أمرهم الله عزَّ وَ جلَّ و أوصاهم به النبي محمد ( صلى الله عليه و آله ) .
    و إليك نموذجاً من القرآن الكريم ، و الحديث النبوي الشريف يدل على وجوب حب أهل البيت ( عليهم السلام ) و مودتهم .
    قال الله عزَّ وَ جلَّ : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ [1] و تؤكد أكثر كتب التفسير و الحديث و السيرة و التاريخ على أن هذه الآية نزلت في قربى الرسول الأكرم محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) و هم :
    1. الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
    2. السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) .
    3. الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
    4. الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
    5. ذريتهم الطاهرين ( عليهم السَّلام ) .
    و قد أكد العلماء في العشرات من الكتب بأن الآية نزلت في قربى الرسول ( صلَّى الله عليه و آله ) و ذكروا في ذلك أحاديث عن الرسول ، و ها نحن نذكر نموذجاً واحداً ممن صرّح بذلك منهم على سبيل المثال ، و هو السيوطي : جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر المتوفى سنة : 911 هجرية قال بالإسناد إلى ابن عباس : لما نزلت هذه الآية : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ [2] ، قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين و جبت علينا مودتهم ؟ قال : " علي و فاطمة و ولداهما " [3] .
    و روى البغوي : أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي المتوفى سنة : 516 هجرية ، بالإسناد إلى ابن عباس قال : عندما نزلت الآية : ﴿ ... قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى ... ﴾ [4] قال رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) : " أن تحفظوا قرابتي و تودّوني و تصلوا رحمي " [5] .
    و لقد ألَّف أجلة علماء الفريقين شيعة و سنة كتباً خاصة جمعوا فيها الآيات القرآنية و الأحاديث النبوية الشريفة التي تأمر بحب أهل البيت ( عليهم السلام ) و ولائهم و إنتهاج نهجهم ، و أما ما تفرق في الكتب من فضائلهم و مناقبهم ( عليهم السلام ) فهي أيضاً كثيرة جداً .
    و للوقوف على حجم ما تبقى من فضائل هذه الصفوة الطاهرة رغم معاداة الحكام الغاصبين لهم و المنع من نشر هذه الفضائل و تبيين منزلتهم يمكن الرجوع الى الكتب التالية :
    1 _ مناقب آل أبي طالب ( عليهم السلام ) ، للمؤرخ الشهير العلامة رشيد الدين محمد بن شهر آشوب المازندراني ، المولود سنة : 489 هجرية بمازندران ، و المتوفى بحلب سنة : 588 هجرية .
    2 _ فضائل الخمسة من الصحاح الستة ، لآية الله العظمى السيد مرتضى الفيروزآبادي ( رحمه الله ) .
    3 _ الغدير تأليف العلامة المجاهد آية الله الشيخ عبد الحسين الأميني ( قدَّس الله نفسه الزكية ) .
    4 _ السيدةُ فاطمةُ الزهراء عن لسان عائشة زوجة رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) ، جمع و تبويب و تعليق : العلامة الشيخ جعفرالهادي .
    الى غير ذلك من الكتب الكثيرة المؤلفة في فضائل أهل البيت ( عليهم السلام ) .

    ====

    المصادر:
    [1] القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 486 .
    [2] القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 486 .
    [3] الدُر المنثور : 7 / 348 ، طبعة : محمد أمين / بيروت .
    [4] القران الكريم : سورة الشورى ( 42 ) ، الآية : 23 ، الصفحة : 486 .
    [5] معالم التنزيل : 7 / 363 ، طبعة دار المعرفة بيروت .


    ومع السلامة.


  • #2
    حب أهل البيت عليهم السّلام وولايتهم فرض على المسلمين

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



    حب أهل البيت عليهم السّلام وولايتهم فرض على المسلمين

    إن أهل بيت النبيّ صلّى الله عليه وآله خرجوا من بطون أمهاتهم فسقطوا في حجر الرسول صلّى الله عليه وآله وترعرعوا بين أحضانه، فهم أبناء الرسول صلّى الله عليه وآله لحمهم من لحمه ودمهم من دمه. وهم حملة الكتاب وورثة علم النبيّ صلّى الله عليه وآله، وهم الذين ينطبق عليهم وصف التربية النبوية بمعناها الحقيقي، ولا شك أن تلك التربية كانت ترمي إلى جعلهم أئمّة للخلق، حيث أنهم الامتداد الأوحد للبيت النبوي، وقد انعكست عليهم شخصية مربيهم صلّى الله عليه وآله لا يشاركهم في هذا الامتياز أحد من الخلق، وقد نزلت الآيات المحكمات وتظاهرت الأحاديث المتواترة في بيان فضلهم وجليل قدرهم.

    مَن هم أهل البيت ؟
    قال تعالى: إنما يريد اللهُ لِيُذهبَ عنكم الرجسَ أهلَ البيت ويطهّرَكم تطهيراً ( الاحزاب:33 ).
    أجمع المفسرون كافة على نزول هذه الآية في أهل الكساء الخمسة، وقد أورد السيوطي في « الدر المنثور » عند تفسير هذه الآية عشرين رواية من طرق مختلفة في أن المراد من أهل البيت هنا إنما هم الخمسة لا غير. وقد ذكر ابن جرير الطبري في تفسيره سبع عشرة رواية باسانيد مختلفة في قصر الآية عليهم، وحسبنا في ذلك قوله صلّى الله عليه وآله: « أُنزلت هذه الآية في خمسة، فيّ وفي علي والحسن والحسين وفاطمة ».( اخرجه ابن جرير والطبراني ).
    وقد نزلت هذه الآية الشريفة في بيت أم سلمة، فيما أخرجه عنها المحدّثون قالت: إن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال لفاطمة: « إئتيني بزوجكِ وابنَيك » فجاءت بهم، فألقى عليهم كساءاً فدكياً، ثم وضع يده عليهم ثم قال: « اللهم إن هؤلاء آل محمد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمد وآل محمد، إنك حميد مجيد ». قالت: فرفعتُ الكساء لأدخل معهم فجذبني من يدي وقال: « إنكِ على خير ». ( أخرجه أحمد 323:6 من مسنده ).
    وكان النبيّ صلّى الله عليه وآله قد مكث ستة أشهر بعد نزول الآية كلّما خرج إلى صلاة الفجر يمر ببيت فاطمة فيقول: الصلاة يا أهل البيت.. إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً . ( المصدر السابق 259:2 ).
    مما تقدم يتبين لنا نزول الآية في أصحاب الكساء الخمسة لا يشاركهم فيها أحد. وقد بدأت بكلمة « إنّما » الدالة على الحصر والقصر، وتأكدت بالمفعول المطلق « تطهيراً »، وأثبتت أن أهل البيت عليهم السّلام مبرّأون من كل إثم، ومطهرون عن كل نقص وفقاً لإرادة الله عزّوجلّ.

    المباهلة
    قال تعالى: فمَن حاجّك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالَوا ندعُ أبناءَنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهلْ فنجعلْ لعنةَ الله على الكاذبين ( آل عمران:61).
    أخرج الرازي في تفسيره الكبير أن رسول الله صلّى الله عليه وآله خرج وعليه مُرْط (1) من شعرٍ أسود، وكان قد احتضن الحسين وأخذ بيد الحسن، وفاطمةُ تمشي خلفه، وعلي خلفها وهو يقول: « إذا دعوتُ فأمّنوا ». فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إني أرى وجوهاً لو سألوا الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله بها، فلا تُباهلوا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الأرض نصراني إلى يوم القيامة.
    وقد ذكر الرازي عدة استدلالات في تعليقه على الآية منها:
    المسألة الرابعة: هذه الآية دالة على أن الحسن والحسين عليهما السّلام كانا ابنَي رسول الله صلّى الله عليه وآله. وعن أن يدعو أبناءه فدعا الحسن والحسين فوجب أن يكونا ابنَيه، ومما يؤكد هذا قوله تعالى في سورة الأنعام: ومن ذريّته داوودَ وسليمان إلى قوله عزّوجلّ: وزكريّا ويحيى وعيسى . ومعلوم أن عيسى عليه السّلام إنما انتسب إلى إبراهيم عليه السّلام بالأم لا بالأب.
    المسألة الخامسة: أن عليّاً عليه السّلام قد وقع من رسول الله صلّى الله عليه وآله موقع النفس، إذ إن الرجل لا يدعو نفسه، وثبت أن النبيّ صلّى الله عليه وآله قد دعا عليّاً وهذا يعني أن تلك النفس تماثل تلك النفس، وأنها أشبه ما تكون بها وإن تفرّق كلّ منهما في جسدين.
    ومما سبق يظهر بجلاءٍ اختصاصُ النبيّ صلّى الله عليه وآله أهلَ البيت عليهم السّلام بمقام المباهلة حيث إنه لم يَدعُ مع الزهراء أحداً من النساء ولا مع سبطيه أحدا من الأبناء ولا مع نفسه ( علي ) أحداً من الأقرباء أو الأصحاب. وفي ذلك بيان للمنزلة الخاصة لأهل البيت عليهم السّلام عند الله عزّوجلّ ورسوله صلّى الله عليه وآله.

    وجوب محبة أهل البيت عليهم السّلام
    أما عن قوله عزّوجلّ: قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودةَ في القربى ( الشورى:23 ).
    فقد أخرج الطبراني والحاكم وابن أبي حاتم عن ابن عباس: ( ما نصّ عليه ابن حجر في تفسير الآية 14 من الآيات التي أوردها في الفصل الأول من الباب 11 في صواعقه ). قال: لمّا نزلت هذه الآية قالوا: يا رسول الله، مَن قَرابتُك هؤلاء الذين وجبت علينا مَودّتُهم ؟ قال صلّى الله عليه وآله: « علي وفاطمة وابناهما ». وكما نرى فإنّ مودّتهم فرض على جميع الأمة. ويؤيّد ذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه ـ كتاب الإيمان ـ بالإسناد إلى عليّ عليه السّلام أنه قال: « والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، إنه لَعهدُ النبيّ الأميّ صلّى الله عليه وآله إليّ، أنّه لا يحبّني إلاّ مؤمن ولا يبغضني إلاّ منافق ». وكان الشافعي ينشد:

    يا أهل بيت رسول الله حبُّكـمُ فرضٌ من الله في القرآن أنزلَهُ
    كفاكمُ من عظيم الفضل أنكـمُ من لم يصلِّ عليكم لا صلاة لَهُ

    وأخرج أحمد مرفوعاً: « من أبغض أهل البيت فهو منافق ».

    آيات في فضل أهل البيت عليهم السّلام
    • قوله تعالى في سورة الدهر: إن الأبرار يشربون من كأس كان مزاجها كافوراً * عيناً يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيراً * يُوفون بالنَّذْر... ( الدهر:5 ـ 7 ) السورة التي نزلت في عليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهم السّلام، أخرج ذلك عن ابن عباس الواحديُّ في كتابه البسيط، وأبو إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير، وابن المؤيد موفق بن أحمد في كتابه الفضائل، وغيرهم.
    • أما قوله تعالى: إنّما وليُّكمُ اللهُ ورسولُه والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( المائدة:55 ) فقد أجمع المفسرون على نزولها في الإمام عليّ عليه السّلام إذ تصدّق بخاتمه وهو راكع. وحسبنا من ذلك ما ذكره أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير عند بلوغه هذه الآية بالإسناد إلى أبي ذر الغفاري قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله بهاتين وإلا صُمّتا، ورأيته بهاتين وإلا عَمِيتا، يقول: « علي قائد البَرَرة، وقاتل الكفرة، منصورٌ مَن نصره، مخذول من خذله ». أمَا إني صليت مع رسول الله صلّى الله عليه وآله ذات يوم فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً، وكان علي راكعاً فأوما بخنصره إليه، وكان يتختّم بها فأقبل السائل حتّى أخذ الخاتم من خنصره عليه السّلام، فتضرّع النبيّ صلّى الله عليه وآله إلى الله عزّوجلّ يدعوه فقال: اللهمّ إن أخي موسى سألك قال ربّ اشرح لي صدري ويسّر لي أمري واحلُلْ عُقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً إنك كنت بنا بصيراً فأوجبتَ إليه قد أُوتيتَ سُؤلك يا موسى ( طه:25 ـ 35 ) اللهمّ وإني عبدك ونبيّك، فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي علياً اشدد به ظهري. قال أبو ذر: فوالله ما استَتمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله الكلم حتّى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآية: إنّما وليّكمُ الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون * ومن يَتَولَّ اللهَ ورسوله فإنّ حزب الله هم الغالبون ( المائدة:55 ـ 56 ).
    • أما عن قوله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ( آل عمران:103 ) فأخرج الثعلبي في تفسير هذه الآية عن الإمام جعفر الصادق عليه السّلام أنه قال: « نحن حبل الله المتين الذي قال الله فيه واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرّقوا ».
    والآيات القرآنية الواردة في أهل البيت عليهم السّلام كثيرة جداً لا يمكن استيعابها، ومن أراد الاستزادة فعليه بكتاب ( شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ) للحافظ الحاكم الحسكاني الحذّاء الحنفي النيسابوري.

    أحاديث شريفة
    بعدما ذكرنا بعض ما نزل في أهل البيت من الآيات المحكمات نورد فيما يلي بعض الأحاديث التي تظهر فضل أهل البيت عليهم السّلام وتحثّ على التمسك بهم، فمن ذلك ما جاء عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: يا أيها الناس، إني تركتُ فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي ( أخرجه الترمذي والنساني ).
    • وعن حسن الكناني قال: سمعت أبا ذر يقول وهو آخذٌ بباب الكعبة: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني ومن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « مَثلُ أهل بيتي كمثل سفينة نوح، مَن ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » ( أخرجه الحاكم في مستدركه 343:2 ).
    • وعن ابن عباس أن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف » ( أخرجه الحاكم في مستدركه 194:3 ).
    • وعن زياد بن مطرف قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « من أحبّ أن يحيا حياتي ويموت ميتتي ويدخل الجنة التي وعدني ربّي وهي جنة الخُلد، فَلْيتولَّ علياً وذريته من بعدي، فإنهم لن يُخرجوكم من باب الهدى ولن يُدخلوكم باب الضلالة » ( أخرجه مطير والبارودي وابن جرير وابن شاهين وابن مندة ).
    • وعن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله فنزلنا بغدير خمّ فنودي الصلاة جامعة، وكُسح لرسول الله صلّى الله عليه وآله تحت شجرتين فصلّى الظهر، وقال: « ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ » قالوا: بلى. قال: فأخذ بيد علي وقال صلّى الله عليه وآله: « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه، أللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه ». قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا ابن أبي طالب، أصبحتَ وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة. وهذا الحديث يُعرَف بحديث الغدير وله طرق كثيرة جداً قد جمعها الطبري في مصنّف خاص به.
    • وعن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « يا عليّ، أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوّك عدوّي وعدوّي عدوّ الله، والويل لمن أبغضك من بعدي » ( أخرجه الحاكم 128:3 من مستدركه ).
    • وعن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلاّ ما كان من مريم بنت عمران » ( أخرجه النسائي في خصائص العلوية ص 24 ).
    • وعن علي عليه السّلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله لفاطمة: « إن الله يغضب بغضبك ويرضى لرضاك » ( أخرجه الحاكم في المستدرك 154:3 ).
    • وعن سلمان قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: « الحسن والحسين ابناي، مَن أحبّهما أحبّني ومن أحبني أحبّه الله ومن أحبّه الله أدخله الجنّة، ومن أبغضهما أبغضني ومن أبغضني أبغضه الله ومن أبغضه الله دخل النار ». ( أخرجه الحاكم في المستدرك 166:3 ).
    • وعن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « والذي نفسي بيده، لا يبغض أحدٌ أهل البيت إلاّ أدخله الله النار ». ( أخرجه الحاكم في المستدرك 150:3 ).
    والآيات والأحاديث في مناقب أهل البيت عليهم السّلام وفضائلهم لا تحصى، وفيما ذكرناه الكفاية لمن أراد الهداية، واردنا بذلك أن نثبت وجوب محبة أهل البيت عليهم السّلام وتعظيمهم، بل وموالاتهم على الأمّة الإسلامية كافة، ولله الحمد والمنة.

    ومع السلامة.

    تعليق


    • #3
      قال رسول الله (ص) : علي بن أبي طالب وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي!

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف


      قال رسول الله (ص) : علي بن أبي طالب وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي!







      ونسألكم الدعاء...~

      تعليق


      • #4
        حديث عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ (سندًا ودلالة)

        بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم
        وصلّى الله على علّة الوجود النبيّ الأعظم محمّد وعلى أهل بيته الطّاهرين ولعنة الله تعالى جاحدي إمامتهم ومبغضيهم ومنكري فضائلهم ومخالفيهم إلى قيام يوم الدّين


        * قال النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله:
        "عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لن يتفرقا حتّى يردا عليَّ الحوض".


        مصادر الحديث الشريف
        مصادر هذا الحديث الشّريف عند علماء المسلمين (رضي الله عنهم)؛ فيكفيك الرجوع إلى موسوعة "بحار الأنوار" الشّريفة لشيخ الإسلام العلّامة المجلسي (رضي الله عنه) في الجزء التاسع والثمانون في الباب الثامن تحت عنوان: "باب أنّ القرآن ظهرًا وبطنًا، وأنّ علم كلّ شيء في القرآن وأنّ علم ذلك كلّه للأئمّة عليهم السّلام، ولا يعلمه غيرهم إلّا بتعليمهم".

        وأمّا مصادر هذا الحديث عند الطّائفة البكريّة؛ فهي:
        1- الحاكم النيسابوري، المستدرك، 3/ 134، ح4628. [قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون ولم يخرجاه، وقال الذهبي: صحيح].
        2- السّيوطي، الجامع الصغير، 2/ 177، ح5594. [قال السيوطي: حسن].
        3- الموفّق الخوارزمي، المناقب، 176-177، ح214.
        4- الطبراني، المعجم الصغير، 1/ 255.
        5- الطبراني، المعجم الأوسط، 5/ 135.
        6- المناوي، فيض القدير، 4/ 470، ح5594.
        7- ابن حجر الهيتمي، الصواعق المحرقة، 175.
        8- الصالحي الشامي، سُبل الرشاد، 11/ 297.
        9- الجويني الشافعي، فرائد السمطين، 1/ 176، ح138.
        10- القندوزي الحنفي، ينابيع المودّة، 1/ 124، ح56.
        11- المتّقي الهندي، كنز العمّال، 11/ 603، ح32912.
        12- الشبلنجي، نور الأبصار، 122.
        13- فتح الدّين الحنفي، فُلك النّجاة، 148.
        14- أبي بكر ابن مردويه، مناقب عليّ بن أبي طالب، 117-118، ح143.


        دلالة الحديث الشّريف
        قال آية الله العظمى الشّيخ الوحيد الخرّاساني (دام ظلّه الشّريف) في كتابه رسالته العمليّة (منهاج الصّالحين) ما نصّه:
        "(قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: عليّ مع القرآن والقرآن مع عليّ لن يتفرقا حتى يردا على الحوض). وقد اعترف بصحّة سنده كبار أئمة الحديث من العامة والخاصة.
        ودلالة هذا الحديث كسابقه واضحة ، لأنه ليس في الكتب الإلهية أفضل من القرآن (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا)، (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ)، وقد وصفه الله بأوصاف تنبئ عن عظمته التي جفّ القلم عن تحريرها وكلّ البيان عن تقريرها، كقوله تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيد * فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظ)، (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيم * فِي كِتَابٍ مَّكْنُون)، (وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيم)، (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيم)، ووصف نفسه بأنه معلّم هذا الكتاب (الرَّحْمَن *عَلَّمَ الْقُرْآن)، وأشار إلى ما تجلّى من جبروته في هذا الكتاب بقوله تعالى: (لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ)، وإلى ما تجلى من قدرته في الأسرار المكنونة في آياته، بقوله تعالى: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى)، وأن هذا الكتاب مظهر علمه وحكمته (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيم)، وقال: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً)، وحمد نفسه على إنزال هذا الكتاب (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجَا)، وهو الكتاب الذي قد روي عن رسول الله في التمسك به: (فَإِذَا الْتَبَسَتْ عَلَيْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَعَلَيْكُمْ بِالقُرآنِ فَإِنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ وَمَاحِلٌ مُصَدَّقٌ وَمَنْ جَعَلَهُ أَمَامَهُ قَادَهُ إِلَى الْجَنَّةِ وَمَنْ جَعَلَهُ خَلْفَهُ سَاقَهُ إِلَى النَّارِ وَهُوَ الدَّلِيلُ يَدُلُّ عَلَى خَيْرِ سَبِيلٍ وَهُوَ كِتَابٌ فِيهِ تَفْصِيلٌ وَبَيَانٌ وَتَحْصِيلٌ وَهُوَ الْفَصْلُ لَيْسَ بِالْهَزْلِ وَلَهُ ظَهْرٌ وَ بَطْنٌ فَظَاهِرُهُ حُكْمٌ وَبَاطِنُهُ عِلْمٌ ظَاهِرُهُ أَنِيقٌ وَبَاطِنُهُ عَمِيقٌ لَهُ نُجُومٌ وَعَلَى نُجُومِهِ نُجُومٌ لَا تُحْصَى عَجَائِبُهُ وَلَا تُبْلَى غَرَائِبُهُ فِيهِ مَصَابِيحُ الهُدَى وَمَنَارُ الحِكْمَةِ وَدَلِيلٌ عَلَى الْمَعْرِفَةِ لِمَنْ عَرَفَ الصِّفَةَ).
        هذا هو الكتاب الذي قد تجلى الله لخلقه فيه، وقد عرفه من أنزله بما ذكر من الآيات، ومن أنزل عليه بهذه الكلمات، فما أجل قدر من وصفه النبيّ بمعية هذا الكتاب فهو الذي يكون مع ظاهر القرآن بحكمته، ومع باطن القرآن بعلمه، ومع عجائبه التي لا تحصى وغرائبه التي لا تبلى، وبهذه المعية، عنده ما أنزل الله على جميع أنبيائه من الكتاب والحكمة، وعلمه حملة علمه من عزائم أمره وغوامض أسراره.
        إن الذي كان عنده علم من الكتاب استطاع أن يأتي بعرش بلقيس قبل أن يرتد طرف سليمان، فما أرفع مكان من هو مع الكتاب بكل ما فيه، وهو الأذن الواعية في قوله تعالى: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَة)، على ما رواه أعلام التفسير والحديث، وهو الذي قال: (سلوني فوالله لا تسألوني عن شيء إلّا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار). وما أعظم مقام من وصفه النبي بأن القرآن معه، ومع أن المعية قائمة بالطرفين لم يكتف بقوله صلى الله عليه وآله: (عليّ مع القرآن) وزاد في بيان عظمته بما لا يناله إلا أولو الألباب وهو قوله: (والقرآن مع عليّ). وفي الإبتداء بعلي والإختتام بالقرآن في الجملة الأولى، والإبتداء بالقرآن والإختتام بعلي في الجملة الثانية، وترتيب الكلام من أفصح من نطق بالضاد بحيث يكون البدء والختم بعليّ، لطائف لا يسعها المجال.
        وخلاصة الكلام أنه ليس فيمن أرسله الله أفضل من الرسول الأمين، ولمّا كان عليّ منه وهو من علي، فعليّ تال تلو خير خلق الله، وليس فيما أنزل الله أعلى من القرآن المبين، ولمّا كان علي مع القرآن والقرآن معه فقلبه خزانة كل ما أنزل الله من الهدى والنور والكتاب والحكمة.
        فهل يبقى ريب في أنه أولى بأن يكون خليفة للرسول الكريم ومفسرا للقرآن العظيم؟! وهل يبقى شك في أنه مولى كل من آمن بالله الذي قال: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ)، (وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِين)؟!". [منهاج الصّالحين: 1/ 178-182].

        تعليق


        • #5
          [وثيقة] - أول هذه الأمة وروداً على نبيها أولها أسلاما علي بن أبي طالب عليه السلام

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

          [وثيقة] - أول هذه الأمة وروداً على نبيها أولها أسلاما علي بن أبي طالب عليه السلام





          ونسألكم الدعاء...~

          تعليق


          • #6

            في إسناده ناصح بن عبد الله وقال ابن الهيثمي : متروك
            أبو دواد : ليس بشيء
            ابن حجر العسقلاني : ضعيف
            الدارقطني : ضعيف
            يحيى بن معين : ليس بشيء، وقال مرة: ليس بثقة

            تعليق


            • #7


              ابن الهيثمي:
              . 14767 - عن أم سلمة قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " .
              رواه الطبراني في الصغير والأوسط ، وفيه صالح بن أبي الأسود ، وهو ضعيف

              تعليق


              • #8
                موقف الإمام علي ( عليه السلام ) في أحداث السقيفة

                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                موقف الإمام علي ( عليه السلام ) في أحداث السقيفة

                العلامة الطبرسي في كتاب الاحتجاج واقعة السقيفة فقال : وقُبِض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقت الضحى من يوم الاثنين ، بعد خروج أسامة إلى معسكره بيومين .

                فرجع أهل العسكر والمدينة قد رجفت بأهلها ، فأقبل أبو بكر على ناقة حتى وقف على باب المسجد ، فقال : أيها الناس مَالَكُم تموجون ، إن كان محمد قد مات فَرَبُّ محمد لم يَمُت .

                ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) آل عمران : 144 .

                ثم اجتمعت الأنصار إلى سعد بن عبادة ، وجاءوا به إلى سقيفة بني ساعدة ، فلمَّا سمع بذلك عُمَر أخبر بذلك أبا بكر ، فمضيا مسرعين إلى السقيفة ومعهما أبو عبيدة بن الجراح .

                وفي السقيفة خلق كثير من الأنصار ، وسعد بن عبادة بينهم مريض ، فتنازعوا الأمر بينهم .

                فآل الأمر إلى أن قال أبو بكر في آخر كلامه للأنصار : إنما أدعوكم إلى أبي عُبيدة بن الجراح ، أو عمر ، وكلاهما قد رضيت لهذا الأمر ، وكلاهما أراهما له أهلاً .

                فقال عمر وأبو عبيدة : ما ينبغي لنا أن نتقدَّمك يا أبا بكر وأنت أقدمنا إسلاماً ، وأنت صاحب الغار ، وثاني اثنين ، فأنت أحقّ بهذا الأمر وأولى به .

                فقال الأنصار : نحذر أن يغلب على هذا الأمر من ليس مِنَّا ولا منكم ، فنجعل منا أميراً ومنكم أميراً ، ونرضى به على أنه إن هلك اخترنا آخر من الأنصار .

                فقال أبو بكر بعد أن مدح المهاجرين : وانتم يا معشر الأنصار ، مِمَّن لا يُنكَر فضلُهم ولا نعمتُهم العظيمة في الإسلام ، رضيكُم الله أنصاراً لدينه ، وكهفاً لرسوله ، وجعل إليكم مهاجرته ، وفيكم محلّ أزواجه ، فليس أحدٌ من الناس بعد المهاجرين الأولين بمنزلتكم ، فهم الأُمَراء ، وأنتم الوزَرَاء .

                فقال الحباب بن المنذر الأنصاري : يا معشر الأنصار ، أمسكوا على أيديكم ، فإنما الناس في فَيئكم وظِلالِكُم ، ولن يجترئ مُجترٍ على خلافكم ، ولن يصدر الناس إلا عن رأيكم .

                وأثنى على الأنصار ثم قال : فإن أبى هؤلاء تأميركم عليهم ، فلسنا نرضى بتأميرهم علينا ، ولا نقنع بدون أن يكون منَّا أمير ومنهم أمير .

                فقام عمر بن الخطاب فقال : هَيْهات ، لا يجتمع سيفان في غمد واحد ، إنه لا ترضى العرب أن تؤمِّركم ونبيها من غيركم ، ولكن العرب لا تمتنع أن تولي أمرها من كانت النبوة فيهم ، وألو الأمر منهم .

                ولنا بذلك على من خالفنا الحجة الظاهرة والسلطان البَيِّن ، فيما ينازعنا سلطان محمد ونحن أولياؤه وعشيرته ، إلا مُدْلٍ بباطلٍ ، أو مُتجانِف بإثم ، أو متورِّط في الهلكة ، مُحِبّ للفتنة .

                فقام الحباب بن المنذر ثانية فقال : يا معشر الأنصار ، امسكوا على أيديكم ولا تسمعوا مقال هذا الجاهل وأصحابه ، فيذهبوا بنصيبكم من هذا الأمر ، وان أبوا أن يكون منا أمير ومنهم أمير فأجلوهم عن بلادكم ، وتولّوا هذا الأمر عليهم ، فأنتم والله أحَقّ به منهم .

                فقد دانَ بأسيافِكم قبل هذا الوقت من لم يكن يدين بغيرها ، وأنا جذيلها المحكك ، وعذيقها المرجب ، والله لئن أحد رَدَّ قولي لأحطِّمَنَّ انفه بالسيف .

                قال عمر بن الخطاب : فلما كان الحباب هو الذي يجيبني لم يكن لي معه كلام ، فإنه جرت بيني وبينه منازعة في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فنهاني رسول الله عن مُهاترته ، فَحلفْتُ أن لا أُكلِّمه أبداً .

                قال عمر لأبي عبيدة : تَكلَّم .

                فقام أبو عُبيدة بن الجراح ، وتكلَّم بكلام كثير ، وذكر فيه فضائل الأنصار ، وكان بشير بن سعد سَيِّداً من سادات الأنصار ، لمَّا رأى اجتماع الأنصار على سعد بن عبادة لتأميره حَسَدَه ، وسعى في إفساد الأمر عليه ، وتكلَّم في ذلك ، ورضى بتأمير قُرَيش ، وحثَّ الناس كُلّهم - لا سِيَّما الأنصار - على الرضا بما يفعله المهاجرون .

                فقال أبو بكر : هذا عُمَر وأبو عبيدة شيخان من قريش ، فبايعوا أيّهُمَا شِئْتم .

                فقال عُمَر وأبو عبيدة : ما نتولَّى هذا الأمر عليك ، امدد يَدَكَ نُبايعك .

                فقال بشير بن سعد : وأنا ثالثكما ، وكان سيد الأوس ، وسعد بن عبادة سيد الخزرج .

                فلما رأت الأوس صنيع سيدها بشير ، وما ادّعيت إليه الخزرج من تأمير سعد أكبُّوا على أبي بكر بالبيعة ، وتكاثروا على ذلك وتزاحموا ، فجعلوا يطئُونَ سَعداً مِن شِدَّة الزحمة ، وهو بَينهم على فراشه مَريض .

                فقال : قتلتموني .

                قال عمر : اقتلوا سعداً قتله الله .

                فوثب قيس بن سعد ، فأخذ بلحية عُمَر وقال : والله يا بن صَهَّاك ، الجبان في الحرب ، والفرَّار اللَّيث في المَلأ والأمن ، لو حرَّكت منه شعرة ما رجعت وفي وجهك واضحة .

                فقال أبو بكر : مهلاً يا عُمَر مَهلاً ، فإن الرفق أبلغُ وأفضل .

                فقال سعد : يا بن صَهَّاك الحبشية ، أما والله لو أنَّ لي قوَّة النهوض لسمعتها مني في سككها زئيراً أزعجك وأصحابك منها ، ولألحقنَّكُما بقومٍ كنتما فيهم أذنابا أذِلاَّء ، تابعين غَير متبوعين ، لقد اجترأتُمَا .

                ثمَّ قال للخزرج : اِحمِلوني من مكان الفتنة ، فحملوه وأدخلوه منزله ، فلما كان بعد ذلك بعث إليه أبو بكر أن قَدْ بايعَ الناسُ فَبايِع .

                فقال : لا والله ، حتى أرميكم بكل سَهمٍ في كنانتي ، وأخضب منكم سنان رمحي ، وأضربكم بسيفي ، ما أقلت يدي فأقاتلكم بِمَن تبعني من أهل بيتي وعشيرتي .

                ثم - وأيْمُ الله - لو اجتمع الجِنُّ والإنسُ عليَّ لما بايعتكما أيهما الغاصبان ، حتى أعرضَ على رَبِّي ، وأعلم مَا حِسابي .

                فلما جاءهم كلامه قال عُمَر : لا بُدَّ مِن بَيعتِه .

                فقال بشير بن سعد : إنه قَدْ أبى ولَجَّ ، وليس بِمُبايِعٍ أو يُقتَل ، وليس بمقتول حتى يُقتل معه الخزرج والأوس ، فاتركوه ، فليس تركه بضائر .

                فقبلوا قوله وتركوا سَعداً ، فكان سعد لا يصلي بصلاتهم ، ولا يقضي بقضائهم ، ولو وَجَد أعواناً لَصالَ بِهم ولقاتَلَهم .

                فلم يزل كذلك مُدَّة ولاية أبي بكر حتى هَلَك أبو بكر ، ثم ولي عُمَر وكان كذلك ، فخشى سعد غائلة عُمَر ، فخرَجَ إلى الشام ، فماتَ بحوران في ولاية عمر ، ولم يبايع أحداً .

                وكان سبب موته أن رُمِي بسهمٍ في الليل فقتله ، وزُعِم أنَّ الجن رموه ، وقيل أيضا : إن مُحمَّد بن سلمة الأنصاري تولى ذلك بجعل جعل له عليه ، وروي أنه تولى ذلك المغيرة بن شعبة ، وقيل : خالد بن الوليد ، وبايع جماعة الأنصار ومن حَضَر من غيرهم .

                والإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) مشغول بجهاز رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فلما فرَغ ( عليه السلام ) من ذلك ، وصلَّى على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والناس يُصلُّون عليه .

                من بايع أبا بكر ومن لم يبايع جلس في المسجد ، فاجتمع عليه بنو هاشم ، ومعهم الزبير بن العوام ، واجتمعت بنو أميَّة إلى عثمان بن عَفَّان ، وبنو زهرة إلى عبد الرحمن بن عَوف .

                فكانوا في المسجد كُلّهم مجتمعين ، إذ أقبل أبو بكر ومعه عُمَر وأبو عُبيدة بن الجراح ، فقالوا : مالنا نراكم خَلقاً شَتَّى ، قوموا فبايعوا أبا بكر ، فقد بايَعَتْه الأنصار والناس .

                فقام عثمان وعبد الرحمن بن عوف ومن معهما فبايعوا ، وانصرف علي وبنو هاشم إلى منزل علي ( عليه السلام ) ومعهم الزبير .

                فذهب إليهم عُمَر في جماعة مِمَّن بايع فيهم أسيد بن حصين ، وسلمة بن سلامة ، فألفوهم مجتمعين ، فقالوا لهم : بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس .

                فوثب الزبير إلى سيفه فقال عمر : عليكم بالكلب العَقور فاكفونا شَرّه ، فبادر سلمة بن سلامة فانتزع السيف من يده ، فأخذه عُمَر فضرب به الأرض فكسره ، وأحدقوا بمن كان هناك من بني هاشم ، ومَضوا بجماعتهم إلى أبي بكر .

                فلما حضروا قالوا : بايعوا أبا بكر فقد بايعه الناس ، وأيم الله لئن أبيتم ذلك لَنُحَاكِمَنَّكم بالسيف .

                فلما رأى ذلك بنو هاشم أقبَلَ رَجُلٌ رَجُل فَجعل يبايِع ، حتى لم يَبقَ مِمَّن حضر إلا الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) .

                فقالوا له : بايِعْ أبا بكر .

                فقال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( أنا أحَقّ بهذا الأمر منه ، وانتم أولى بالبَيعة لي ، أخذتم هذا الأمر من الأنصار ، واحتَجَجْتُم عليهم بالقرابة من الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، وتأخذونه منا أهل البيت غَصباً .

                ألستُم زعمتم للأنصار أنَّكم أولى بهذا الأمر منهم لِمكانكم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فأعطوكم المَقادة ، وسلَّموا لكم الإمارة .

                وأنا احتَجُّ عليكم بمثل ما احتَجَجْتُم على الأنصار ، أنا أولى برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيّاً وميّتاً .

                وأنا وصيُّه ووزيره ، ومستودَع سِرِّه وعِلمِه ، وأنا الصِّدِّيق الأكبر ، والفاروق الأعظم ، أول من آمن به وصدَّقه ، وأحسنُكُم بلاءً في جهاد المشركين ، وأعْرَفُكُم بالكتاب والسنة ، وأفقهُكُم في الدِّين ، وأعلمُكُم بعواقب الأمور ، وأذرّ بكم لِساناً ، وأثبَتُكم جناناً .

                فعلامَ تُنازِعونا هذا الأمر ؟ اِنصفونا إن كنتم تخافون الله من أنفسكم ، واعرفوا لنا الأمر مثل ما عرفته لكم الأنصار ، وإلاَّ فَبوءوا بالظُّلم والعدوان وأنتم تعلمون ) .

                فقال عُمَر : يا علي ، أما لَكَ بأهلِ بَيتِك أسوة ؟

                فقال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( سَلوهُمْ عن ذلك ) .

                فابتَدر القوم الذين بايعوا مِن بني هاشم فقالوا : والله ما بيعنا لكم بحجة على علي ، ومعاذَ الله أن نقول إنا نوازيه في الهجرة ، وحُسن الجهاد ، والمحلُّ من رسول الله .

                فقال عُمَر : إنَّك لست مَتروكاً حتى تبايعَ ، طَوعاً أو كرهاً .

                فقال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( احلب حلبا لَكَ شطره ، اشدُدْ لَهُ اليوم ليرد عليك غَداً ، إذا والله لا أقبل قولك ، ولا أحفل بمقامك ، ولا أبايع ) .

                فقال أبو بكر : مَهلاً يا أبا الحسن ، ما نَشكُّ فيك ولا نَكرهُك .

                فقال أبو عبيدة للإمام علي ( عليه السلام ) : يا بن عمِّ ، لسنا ندفع قرابتك ، ولا سابقتك ، ولا عِلمك ، ولا نصرتك ، ولكنك حَدث السِّن - وكان للإمام علي ( عليه السلام ) يومئذ ثلاث وثلاثون سنة - وأبو بكرٍ شَيخ من مشايِخِ قومك ، وهو أحمل لثقل هذا الأمر .

                وقد مضى الأمر بما فيه ، فَسَلِّمْ لَه ، فإن عَمَّرك الله يُسلِّموا هذا الأمر إليك ، ولا يختلِفُ فيك اثنان بعد هذا إلا وأنت به خليق ، وله حقيق .

                ولا تبعث الفتنة في أوان الفتنة ، فقد عرفت ما في قلوب العرب وغيرهم عليك .

                فقال الإمام ( عليه السلام ) : ( يا مَعاشِر المُهاجِرين والأنصار ، اللهُ الله ، لا تَنسوا عَهْدَ نبيِّكُم إليكم في امرئ ، ولا تُخرجوا سُلطان مُحَمَّدٍ من دارِه وقعر بيته إلى دُوركم وقَعْر بيوتكم ، ولا تدفعوا أهله عن حَقِّه ومقامِه في الناس .

                فَوَ الله مَعاشر الجمع ، إنَّ الله قَضَى وحَكَم ، ونبيُّه أعلم ، وأنتم تعلمون بأنَّا أهل البيت أحَقُّ بهذا الأمر منكم .

                أمَا كان القارئ مِنكُم لكتاب الله ، الفقيه في دين الله ، المُضطَلِع بأمر الرَّعيَّة ، والله إنه لَفِينَا لا فيكم ، فلا تَتْبَعوا الهوى فتزدَادُوا من الحَقِّ بُعداً ، وتُفسِدوا قَديمَكم بشر مِن حَديثِكم ) .

                فقال بشير بن سعد الأنصاري ، الذي وطأ الأرض لأبي بكر ، وقالت جماعة من الأنصار : يا أبا الحسن ، لو كان هذا الأمر سَمِعَتْه منك الأنصار قبل بيعتها لأبي بكر ما اختَلَفَ فِيكَ اثنان .

                فقال الإمام علي ( عليه السلام ) : ( يا هؤلاء ، كُنتُ أدَعُ رَسولَ اللهِ مُسَجَّى لا أوارِيه ، وأخرج أُنَازع في سلطانه ، والله مَا خِفتُ أحدا يَسمو له وينازعُنا أهل البيت فيه ، وستحل ما استَحْلَلْتُمُوه ، ولا علمت أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ترك يوم غدير خُمٍّ لأحد حُجَّة ، ولا لقائِلٍ مَقالاً .

                فأُنشِدُ اللهَ رَجلاً سَمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) يَوم غدير خُمٍّ يقول : مَنْ كُنتُ مَولاه فَهَذا عَليٌّ مولاه ، اللَّهُمَّ والِ مَنْ وَالاه ، وعَادِ مَن عاداه ، وانصُرْ مَن نَصَرَه ، واخْذُل مَنْ خَذَلَه ، أنْ يشهد الآن بما سَمِع ) .

                قال زيد بن أرقم : فَشهدَ اثنا عشر رجلاً بدريّاً بذلك ، وكنتُ مِمَّن سمع القول من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فَكَتَمتُ الشهادة يومئذٍ ، فَدَعا عَلِيٌّ عَلَيَّ فذهَبَ بَصَري .

                وكَثُر الكلام في هذا المعنى ، وارتَفَع الصوت ، وخَشَى عُمَر أن يصغي الناس إلى قول الإمام علي ( عليه السلام ) ، ففسح المجلس وقال : إنَّ الله يقلِّب القلوب ، ولا تزال يا أبا الحسن ترغب عن قَول الجماعة ، فانصَرَفوا يومهم ذلك .

                ومع السلامة.

                تعليق


                • #9
                  شجاعة الإمام علي (عليه السلام)

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                  شجاعة الإمام علي (عليه السلام)

                  ابن أبي الحديد في شجاعته (عليه السلام ) :

                  أما الشجاعة فإنه أنسى الناس فيها ، ذكر من كان قبله ، ومحا اسم من يأتي بعده ، ومقاماته في الحرب مشهورة ، تُضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة ، وهو الشجاع الذي ما فرَّ قط ، ولا ارتاع من كتيبة ، ولا بارز أحد إلا قتله ، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت إلى ثانية .

                  ولما دعا معاوية إلى المبارزة ليستريح الناس من الحرب بقتل أحدهما قال له عمرو بن العاص : لقد أنصفك ، فقال معاوية ما غششتني منذ نصحتني إلا اليوم ، أتأمرني بمبارزة أبي الحسن وأنت تعلم أنه الشجاع المطرق ، أراك طمعت في إمارة الشام بعدي .

                  وكانت العرب تفتخر بوقوفها في الحرب في مقابلته ، وأما قتلاه فافتخار أهلهم أظهر وأكثر بأنه ( عليه السلام ) هو الذي قتلهم ، حيث قالت أخت عمرو بن عبد ودٍّ وهي ترثيه :

                  لو كان قاتل عمرو غير قاتله
                  بكيته أبدا ما دمت في الأبد

                  لكن قاتـله من لا نظير لـه
                  وكان يدعى ابوه بيضة البلد


                  فكانت ملوك الروم والإفرنج تضع صوره ( عليه السلام ) حاملاً لسيفه في بيوت عبادتها ، وكذلك ملوك الترك والديلم فكانوا يضعون صوره ( عليه السلام ) على سيوفهم ، كأنهم يتفاءلون به النصر والظفر في الحرب .

                  فلا يمكن أن توصف الشجاعة بأكثر من أنه ما نكل عن مبارز ، ولا بارز أحداً إلا قتله ، ولا فرَّ قطّ ، ولا ضرب ضربة فاحتاج إلى ثانية ، وكان يقول ( عليه السلام ) : ( ما بارزت أحدا إلا وكنت أنا ونفسه عليه ) .

                  وقيل له : يا أمير المؤمنين ألا تعد فرساً للفر والكر ؟

                  فقال ( عليه السلام ) : ( أما أنا فلا أفر ومن فر مني فلا أطلبه ) .

                  وكفى في ذلك مبيته على الفراش ليلة الغار معرضاً نفسه للأخطار ، فلم يخف ولم يحزن ، فوقى النبي ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه ، وفداه بمهجته .

                  وخروجه بالفواطم جهاراً من مكة ولحوق الفوارس الثمانية به لما علموا بخروجه حنقين عليه عازمين على قتله إن لم يرجع راغماً ، ولا بد أن يكونوا من شجعان مكة وأبطالها لأن من ينتدب لمثل ذلك لا يكون من جبناء الناس ، وهم فرسان وهو راجل وهم ثمانية وهو واحد وليس معه إلا أيمن بن أم أيمن وأبو واقد الليثي وهما لا يغنيان عنه شيئاً .

                  وقد أخذ الهلع أبا واقد حين رأى الفرسان ، فسكن جأشه ، ولم يُنقل أنهما - أيمن وأبا واقد - عاوناه بشي‏ء ، بل كان حظهما حظ الواقف المتفرج .

                  ولم يكن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بحاجة إلى مساعد ، على أن الثمانية فوارس ولو لم يكونوا في الدرجة العالية من الشجاعة ، ألا إنه لا يفلت منهم رجل واحد في العشرين من عمره أو تجاوزها بقليل مهما كان شجاعاً ، فيمكنهم أن يحيطوا به من كل جانب فيقتلوه ولو رضخاً بالحجارة ، فإذا كر على الذين أمامه حمل عليه الذين وراءه ، أو كرَّ على الذين وراءه حمل عليه الذين أمامه فلا يمكنه الخلاص ويسهل عليهم قتله أو أسره .

                  وما كان منه في وقعة بدر التي بها تمهدت قواعد الدين وأذل الله جبابرة المشركين وقتلت فيها رؤساؤهم ووقعت الهيبة من المسلمين في قلوب العرب واليهود وغيرهم ، فقد كان في هذه الوقعة قطب رحاها وليث وغاها ، بارز الوليد بن عتبة أول نشوب الحرب فلم يلبثه حتى قتله .

                  وشارك عمه حمزة في قتل عتبة ، واشترك هو وحمزة وعبيدة في قتل شيبة فأجهزا عليه .

                  فكان قَتلُ هؤلاء الثلاثة أولُ وهنٍ لَحقَ المشركين ودخل عليهم ، وظهرت بذلك أمارات نصر المسلمين .

                  وبرز إليه حنظلة بن أبي سفيان فقتله ، وبرز إليه من بعده طعيمة بن عدي فقتله ، وقتل بعده نوفل بن خويلد وكان من شياطين قريش ، ولم يزل يقتل واحداً منهم بعد واحد حتى أتى على شطر المقتولين منهم و كانوا سبعين قتيلاً ، وذلك بمعونة الله تعالى له وتأييده وتوفيقه ونصره ، وكان الفتح له بذلك وعلى يديه .

                  قال المفيد ( رحمه الله ) : و في الأحزاب ( يوم الخندق ) أنزل الله تعالى : ( إِذ جَاؤُوكُم مِن فَوقِكُم وَمِن أَسفَل مِنكُم وإِذ زَاغَت الأَبصَارُ وبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظنُونَا هُنَالِكَ ابتُلِيَ المُؤمِنُونَ وَزُلزِلُوا زلزَالاً شَدِيداً وَإِذ يَقُولُ المُنَافِقُونَ وَالذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَا وَعَدنَا الله وَرَسُولهُ إِلا غرُوراً ) .

                  إلى قوله تعالى : ( وَكَفَى اللهُ المُؤمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيّاً عَزِيزاً ) الأحزاب : 9 - 25 .

                  قال فتوجه العتب إليهم والتوبيخ والتقريع ولم ينجُ من ذلك أحد بالاتفاق ، إلا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) إذ كان الفتح له وعلى يديه ، وكان قتله عمرو بن عبد ودٍّ ، ونوفل بن عبد الله ، سبب هزيمة المشركين .

                  وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد قتله هؤلاء النفر : ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا ) .

                  وقد روى يوسف بن كليب عن سفيان بن زيد عن قرة وغيره عن عبد الله بن مسعود أنه كان يقرأ : ( وكفى الله المؤمنين القتال بعلي ) .

                  ومبارزته لـ ( مرحب ) يوم خيبر وقتله ، وفتح الحصن ، ودحو الباب .

                  إلى غير ذلك من غزواته ووقائعه في زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبعده .

                  ومع السلامة.

                  تعليق


                  • #10
                    أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية الإمام علي (عليه السلام)

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                    أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بولاية الإمام علي (عليه السلام)

                    1. ابن بابويه في أماليه قال: حدثنا الحسن بن أحمد بن إدريس، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا إبراهيم بن هاشم عن محمد بن سنان قال: حدثنا أبو الجارود زياد بن المنذر عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): ولاية علي بن أبي طالب ولاية الله وحبه عبادة الله واتباعه فريضة الله وأولياؤه أولياء الله وأعداؤه أعداء الله وحربه حرب الله وسلمه سلم الله عز وجل. (أمالي الصدوق: 85).

                    2. ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن علي بن سالم عن أبيه عن ثابت بن أبي صفية عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره أن يجمع الله له الخير كله فليوال عليا بعدي وليوال أولياءه وليعاد أعدائه. (أمالي الصدوق: 560).

                    3. ابن بابويه أحمد بن الحسن القطان قال: حدثنا العباس بن الفضل قال: حدثنا أبو زرعة قال: حدثنا عثمان بن محمد بن أبي شيبة العبسي قال: حدثنا عبد الله بن نمير عن الحارث بن حصيرة عن أبي سليمان زيد بن وهب عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " ولايتي وولاية أهل بيتي أمان من النار ". (أمالي الصدوق: 560).

                    4. ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى العطار قال: حدثنا أبي عن جعفر بن محمد الفزاري عن عباد بن يعقوب عن منصور بن نويرة عن أبي بكر بن عياش عن أبي قدامة الغداني قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " من من الله عليه بمعرفة أهل بيتي وولايتهم فقد جمع الله له الخير كله ". (أمالي الصدوق: 560).

                    5. ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى المتوكل (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال: حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال: قال الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام): " من أقام فرائض الله واجتنب محارم الله وأحسن الولاية لأهل بيت نبي الله وتبرأ من أعداء الله عز وجل فليدخل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء ". (أمالي الصدوق: 561).

                    6. ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن علي بن شعيب الجوهري (رضي الله عنه) قال: حدثنا عيسى ابن محمد العلوي قال: حدثنا الحسين بن الحسن الحيري بالكوفة قال: حدثنا الحسن بن الحسين العرني عن عمرو بن جميع عن أبي المقدام قال: قال جعفر بن محمد (عليه السلام): " نزلت هاتان الآيتان في أهل ولايتنا وأهل عداوتنا، * (فأما إن كان من المقربين فروح وريحان) * يعني في قبره * (وجنة نعيم) * في الآخرة * (وأما إن كان من المكذبين الضالين فنزل من حميم) * يعني في قبره * (وتصلية جحيم) * ؛ عني في الآخرة ". (أمالي الصدوق: 561).

                    7. ابن بابويه قال: حدثنا علي بن عبد الله الوراق قال: حدثنا سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري قال: حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال: قال أمير المؤمنين (عليه السلام): " سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: أنا سيد ولد آدم وأنت يا علي والأئمة من ولدك سادة أمتي من أحبنا فقد أحب الله، ومن أبغضنا فقد أبغض الله، ومن والانا فقد والى الله ومن عادانا فقد عاد الله ومن أطاعنا فقد أطاع الله ومن عصانا فقد عصى الله ". (أمالي الصدوق: 563).

                    8. ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن حسين قال: حدثنا أحمد ابن غنم بن حكيم قال: حدثنا شريح بن مسلمة قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف عن عبد الجبار عن الأعشى الثقفي عن أبي صادق قال: قال لي علي (عليه السلام): " هي لنا أو فينا هذه الآية * (ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) *. (أمالي الصدوق: 566).

                    9. ابن بابويه قال: حدثنا علي بن عيسى (رضي الله عنه) قال: حدثنا علي بن محمد ماجيلويه قال:
                    حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن حسان السلمي عن محمد بن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) قال: " نزل جبرائيل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: يا محمد السلام يقرئك السلام ويقول: خلقت السماوات السبع ومن فيهن والأرضين السبع ومن عليهن وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والأرضين ثم لقيني جاحدا لولاية علي بن أبي طالب لأكببته في سقر ". (أمالي الصدوق: 572).

                    10. ابن بابويه قال: حدثنا علي بن أحمد بن عبد الله بن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه محمد بن خالد قال: حدثنا سهل بن المرزبان الفارسي قال: حدثنا محمد بن منصور عن عبد الله بن جعفر عن محمد بن الفيض بن المختار عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: " خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم وهو راكب وخرج علي (عليه السلام) وهو يمشي فقال له: يا أبا الحسن إما أن تركب وإما أن تنصرف فإن الله عز وجل أمرني أن تركب إذا ركبت وتمشي إذا مشيت وتجلس إذا جلست إلا أن يكون حدا من حدود الله لا بد لك من القيام والقعود فيه وما أكرمني الله بكرامة إلا وقد أكرمك بمثلها وخصني بالنبوة والرسالة وجعلك وليي في ذلك تقوم في حدوده وفي صعب أموره، والذي بعث محمدا بالحق نبيا ما آمن بي من أنكرك ولا أقر بي من جحدك ولا آمن بالله من كفر بك، وإن فضلك لمن فضلي، وأن فضلي لفضل الله، وهو قول الله عز وجل: * (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون) * ففضل الله نبوة نبيكم ورحمته ولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام)، فبذلك قال بالنبوة والولاية * (فليفرحوا) * يعني الشيعة * (هو خير مما يجمعون) * يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا. والله يا علي ما خلقت إلا لتعبد ربك وليعرف بك معالم الدين ويصلح بك دارس السبيل، ولقد ضل من ضل عنك، ولن يهتدي إلى الله من لم يهتد إليك وإلى ولايتك، وهو قول ربي عز وجل: (وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى)؛ يعني إلى ولايتك، ولقد أمرني الله تبارك وتعالى أن أفترض من حقك ما افترضه من حقي، وإن حقك لمفروض على من آمن بي، ولولاك لم يعرف حزب الله وبك يعرف عدو الله، ومن لم يلقه بولايتك لم يلقه بشئ ولقد أنزل الله عز وجل إلي * (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك) * يعني في ولايتك يا علي * (وإن لم تفعل فما بلغت رسالته) * ولو لم أبلغ ما أمرت به من ولايتك لحبط عملي، ومن لقي الله عز وجل بغير ولايتك فقد حبط عمله، وعد ينجز لي وما أقول إلا قول ربي تبارك وتعالى إن الذي أقول لمن الله عز وجل أنزله فيك ". ( أمالي الصدوق: 582).

                    11. ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال: حدثنا أبي عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبيه عن خالد بن حماد الأسدي عن أبي الحسن العبدي عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: سئل جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " ذاك خير خلق الله من الأولين والآخرين ما خلا النبيين والمرسلين، إن الله لم يخلق خلقا بعد النبيين والمرسلين أكرم عليه من علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة من ولده بعده، قلت: فما تقول فيمن يبغضه وينتقصه؟ فقال: لا يبغضه إلا كافر ولا ينتقصه إلا منافق، قلت: فما تقول فيمن يتولاه ويتولى الأئمة من ولده بعده؟ فقال: إن شيعة علي والأئمة من ولده هم الفائزون الآمنون يوم القيامة، ثم قال: ما ترون لو أن رجلا خرج يدعو الناس إلى ضلالة من كان أقرب الناس منه؟ قالوا:
                    شيعته وأنصاره ". (أمالي الصدوق: 586).

                    12. ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم (قدس سره) قال: حدثني أبي عن جدي عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) عن أبيه موسى بن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال: " قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أخبرني جبرائيل (عليه السلام) عن الله جل جلاله أنه قال: علي بن أبي طالب حجتي على خلقي وديان ديني وأخرج من صلبه أئمة يقومون بأمري ويدعون إلى سبيلي بهم أدفع العذاب عن عبادي وإمائي وبهم أنزل رحمتي ". (أمالي الصدوق: 637).

                    13. ابن بابويه قال: حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه (قدس سره) قال: حدثنا محمد بن عبد الله ابن جعفر الحميري عن أبيه عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن محمد ابن عبد الله بن زرارة عن عيسى بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده عن عمر بن أبي سلمة عن أمه أم سلمة (قدس سره) قالت: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: " علي بن أبي طالب والأئمة من ولده بعدي سادة أهل الأرض وقادة الغر المحجلين يوم القيامة ". (أمالي الصدوق: 678).

                    14. ابن بابويه قال: حدثنا أحمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم (قدس سره) قال: حدثنا أبي عن أبيه عن محمد بن علي التميمي قال: حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه (عليهم السلام) عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال: " من سره أن ينظر إلى القضيب الأحمر الذي غرسه الله بيده ويكون متمسكا به فليتول علي بن أبي طالب (عليه السلام) والأئمة من ولده فإنهم خيرة الله عز وجل وصفوته وهم المعصومون من كل ذنب وخطيئة ". (أمالي الصدوق: 679).

                    15. محمد بن أحمد السناني (قدس سره) قال: حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال:
                    حدثنا موسى بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد عن علي بن سالم عن أبيه عن أبان بن عثمان عن أبان بن تغلب عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " قال الله جل جلاله: لو اجتمع الناس كلهم على ولاية علي ما خلقت النار ". (أمالي الصدوق: 755).

                    16. ابن بابويه قال: حدثنا أبي (قدس سره) ومحمد بن الحسن قالا: حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم البجلي عن جعفر بن محمد بن سماعة عن عبد الله بن مسكان عن الحكم بن الصلت عن أبي جعفر محمد بن علي عن آبائه (عليهم السلام) قال: " قال رسول الله: خذوا بحجزة هذا الأنزع - يعني عليا (عليه السلام) - فإنه الصديق الأكبر وهو الفاروق يفرق بين الحق والباطل من أحبه هداه الله ومن أبغضه أبغضه الله، ومن تخلف عنه محقه الله، ومنه سبطا أمتي الحسن والحسين وهما ابناي، ومن الحسين أئمة الهدى يعطيهم الله علمي وفهمي فتولوهم ولا تتخذوا وليجة من دونهم فيحل عليكم غضب من ربكم ومن يحلل عليه غضب من ربه فقد هوى وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ". (أمالي الصدوق: 285 / 771).

                    17. ابن بابويه قال: حدثنا الحسين بن إبراهيم بن تاتانة (قدس سره) قال: حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار بن موسى الساباطي عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام): " إن أول ما يسأل عنه العبد إذا وقف بين يدي الله جل جلاله الصلوات المفروضات وعن الزكاة المفروضة وعن الصيام المفروض وعن الحج المفروض وعن ولايتنا أهل البيت فمن أقر بولايتنا ثم مات عليها قبلت منه صلاته وصومه وزكاته وحجه، وإذا لم يقر بولايتنا بين يدي الله جل جلاله لم يقبل الله عز وجل منه شيئا من أعماله ". (أمالي الصدوق: 328).

                    18. ابن بابويه قال: حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل (قدس سره) قال: حدثني علي بن الحسين السعدآبادي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) قال: " بني الإسلام على خمس دعائم: على الصلاة والزكاة والصوم والحج وولاية أمير المؤمنين (عليه السلام) والأئمة من ولده صلوات الله عليهم ". (أمالي الصدوق: 340).

                    19. ابن بابويه قال: حدثنا أبي (قدس سره) قال: حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب عن أحمد ابن علي الأصبهاني عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن قتيبة بن سعيد عن عمرو بن غزوان عن أبي مسلم قال: خرجت مع الحسن البصري وأنس بن مالك حتى أتينا باب أم سلمة (رض) وقعد أنس على الباب ودخلت مع الحسن البصري سمعت الحسن وهو يقول: السلام عليك يا أماه ورحمة لله وبركاته. فقالت له: وعليك السلام من أنت يا بني؟ فقال: أنا الحسن البصري فقالت: فيما جئت يا حسن؟ فقال لها: جئت لتحدثيني بحديث سمعتيه من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي بن أبي طالب (عليه السلام).

                    فقالت أم سلمة: فوالله لأحدثنك بحديث سمعته أذناي من رسول الله (صلى الله عليه وآله) وإلا فصمتا ورأته عيناي وإلا فعميتا ووعاه قلبي وإلا فطبع الله عليه وأخرس لساني إن لم يكن سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول لعلي بن أبي طالب: " يا علي ما من عبد لقى الله عز وجل يوم يلقاه جاحدا لولايتك إلا لقي الله بعبادة صنم أو وثن "، قال: فسمعت الحسن البصري وهو يقول: الله أكبر أشهد أن عليا مولاي ومولى المؤمنين، فلما خرج قال له أنس بن مالك: ما لي أراك تكبر؟ قال: سألت أمنا أم سلمة أن تحدثني بحديث سمعته من رسول الله (صلى الله عليه وآله) في علي فقالت لي كذا وكذا، فقلت: الله أكبر إن عليا مولاي ومولى كل مؤمن، قال: فسمعت عند ذلك أنس بن مالك وهو يقول: أشهد على رسول الله أنه قال هذه المقالة ثلاث مرات أو أربع مرات. (أمالي الصدوق: 392).

                    20. الشيخ أبو جعفر الطوسي في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال:
                    أخبرنا الشريف الصالح أبو محمد الحسن بن حمزة قال: حدثنا أبو القاسم نصر بن الحسن الوراميني قال: حدثنا أبو سعيد سهل بن زياد الآدمي قال: حدثنا محمد بن الوليد المعروف (بشباب الصيرفي) مولى بني هاشم قال: حدثنا سعيد الأعرج قال: دخلت أنا وسليمان بن خالد على أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام) فابتدأني فقال: " يا سليمان ما جاء عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) يؤخذ به وما نهى عنه ينتهى عنه جرى له من الفضل ما جرى لرسول الله (صلى الله عليه وآله) ولرسوله الفضل على جميع من خلق الله العائب على أمير المؤمنين كالعائب على الله وعلى رسوله (صلى الله عليه وآله) والراد عليه في صغير أو كبير على حد الشرك بالله، كان أمير المؤمنين (عليه السلام) باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من تمسك بغيره هلك كذلك جرى حكم الأئمة (عليهم السلام) بعده واحد بعد واحد جعلهم الله أركان الأرض وهم الحجة البالغة على من فوق الأرض ومن تحت الثرى، أما علمت أن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يقول: أنا قسيم الله بين الجنة والنار وأنا الفاروق الأكبر وأنا صاحب العصا والميسم ولقد أقر لي جميع الملائكة والروح بمثل ما أقروا لمحمد (صلى الله عليه وآله)، ولقد حملت مثل حمولة محمد وهي حمولة الرب، إن محمدا (صلى الله عليه وآله) يدعى ويكسى ويستنطق فينطق وادعى وأكسى فأستنطق فأنطق ولقد أعطيت خصالا لم يعطها أحد قبلي، علمت البلايا والقضايا وفصل الخطاب ". (أمالي الصدوق: 205).

                    21. الشيخ في أماليه قال: حدثنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال: أخبرني جعفر بن محمد بن قولويه (قدس سره) قال: حدثنا أبو الحسن علي بن حاتم عن الحسن بن عبد الله عن الحسن بن موسى عن عبد الرحمن بن أبي نجران ومحمد بن عمر بن يزيد جميعا عن حماد بن عيسى عن ربعي عن الفضيل بن يسار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام): لمن كان الأمر حين قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: " لنا أهل البيت، فقلت: فكيف صار في تيم وعدي؟ قال: إنك قد سألت فافهم الجواب: إن الله تعالى لما كتب أن يفسد في الأرض وتنكح الفروج الحرام ويحكم بغير ما أنزل الله خلى بين أعدائنا وبين مرادهم من الدنيا حتى دفعونا عن حقنا وجرى الظلم على أيديهم دوننا ". (أمالي الصدوق: 226).

                    22. الشيخ في أماليه قال: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا المظفر بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال: حدثنا أحمد بن محمد بن موسى الهاشمي قال: حدثنا محمد بن عبد الله الزراري عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن أبي زكريا الموصلي عن جابر عن أبي جعفر عن أبيه عن جده (عليهم السلام) أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال لعلي (عليه السلام): " أنت الذي أحتج الله بك في ابتدائه الخلق حيث أقامهم أشباحا فقال لهم: ألست بربكم؟ قالوا: بلى، قال: ومحمد رسولي قالوا: بلى، قال: وعلي أمير المؤمنين فأبى الخلق جميعا إلا استكبارا وعتوا من ولايتك إلا نفر قليل وهم أقل القليل وأصحاب اليمين ". (أمالي الطوسي: 232).

                    23. الشيخ في أماليه قال: أخبرنا أبو عمر - يعني بن مهدي - قال: أخبرنا أحمد - يعني بن محمد بن سعيد بن عقدة - قال: أخبرنا الحسن بن علي بن بزيع قال: حدثنا قاسم بن الضحاك قال: حدثني شهر بن حوشب أخو العوام عن أبي سعيد الهمداني عن أبي جعفر الهمداني: " * (إلا من تاب وآمن وعمل صالحا) * قال: والله لو أنه تاب وآمن وعمل صالحا ولم يهتد إلى ولايتنا ومودتنا ومعرفة فضلنا ما أغنى عنه ذلك شيئا ". (أمالي الطوسي: 259).

                    24. الشيخ في أماليه قال: قال أبو محمد الفحام: وحدثني عمي عمر بن يحيى قال: حدثني إبراهيم بن عبد الله البلخي قال: حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد النبيل قال: سمعت الصادق (عليه السلام) يقول: " حدثني أبي محمد بن علي عن جابر بن عبد الله قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله) أنا من جانب وعلي أمير المؤمنين صلوات الله عليه من جانب، فأقبل عمر بن الخطاب ومعه رجل قد تلبب به فقال: ما باله؟ قال: حكى عنك يا رسول الله أنك قلت: من قال: لا إله إلا الله محمد رسول الله دخل الجنة وهذا إذا سمعته الناس فرطوا في الأعمال أفأنت قلت ذلك يا رسول الله قال: نعم إذا تمسك بمحبة هذا وولايته ". (أمالي الطوسي: 282).

                    25. الشيخ في أماليه عن علي بن الحسن عن جعفر الأموي عن العباس بن عبد الله عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن أبي مريم عن سلمان قال: كنا جلوسا عند النبي (صلى الله عليه وآله) إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) فناوله حصاة فما استقرت الحصاة في كف علي حتى نطقت وهي تقول: لا إله الله محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) رضيت بالله ربا وبمحمد نبيا وبعلي بن أبي طالب وليا، ثم قال النبي (صلى الله عليه وآله): " من أصبح منكم راضيا بالله وبولاية علي بن أبي طالب فقد آمن خوف الله وعقابه ". (أمالي الطوسي: 283).

                    26. الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر قال: سمعت ابن مسعود يقول: قال النبي (صلى الله عليه وآله): " حرمت النار على من آمن بي وأحب عليا وتولاه ولعن الله من ماري عليا وناواه علي مني كجلدة ما بين العين والحاجب ". (أمالي الطوسي: 295).

                    27. الشيخ في أماليه بإسناده عن جابر بن عبد الله الأنصاري يقول: " من أحب أن يجاور الخليل في داره ويأمن من حر ناره فليتول علي بن أبي طالب ". (أمالي الطوسي: 295).

                    ومع السلامة.

                    تعليق

                    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                    حفظ-تلقائي
                    x

                    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                    صورة التسجيل تحديث الصورة

                    اقرأ في منتديات يا حسين

                    تقليص

                    المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
                    استجابة 1
                    10 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                    بواسطة ibrahim aly awaly
                     
                    أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
                    ردود 2
                    12 مشاهدات
                    0 معجبون
                    آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                    بواسطة ibrahim aly awaly
                     
                    يعمل...
                    X