إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ظلامة الصديقة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها !

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ظلامة الصديقة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها !

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    من هم شيعة فاطمة الزهراء عليها السلام ؟

    قَالَ رَجُلٌ لِامْرَأَتِهِ اذْهَبِي إِلَى فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ ( صلى الله عليه و آله ) فَاسْأَلِيهَا عَنِّي، أَنِّي مِنْ شِيعَتِكُمْ، أَمْ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِكُمْ؟
    فَسَأَلَتْهَا، فَقَالَتْ: "قُولِي لَهُ إِنْ كُنْتَ تَعْمَلُ بِمَا أَمَرْنَاكَ، وَ تَنْتَهِي عَمَّا زَجَرْنَاكَ عَنْهُ، فَأَنْتَ مِنْ شِيعَتِنَا، وَ إِلَّا فَلَا".
    فَرَجَعَتْ، فَأَخْبَرَتْهُ، فَقَالَ: يَا وَلِيِّي، وَ مَنْ يَنْفَكُّ مِنَ الذُّنُوبِ وَ الْخَطَايَا، فَأَنَا إِذاً خَالِدٌ فِي النَّارِ، فَإِنَّ مَنْ لَيْسَ مِنْ شِيعَتِهِمْ فَهُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ.
    فَرَجَعَتِ الْمَرْأَةُ، فَقَالَتْ لِفَاطِمَةَ مَا قَالَ زَوْجُهَا.
    فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: "قُولِي لَهُ، لَيْسَ هَكَذَا، شِيعَتُنَا مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَ كُلُّ مُحِبِّينَا، وَ مُوَالِي أَوْلِيَائِنَا، وَ مُعَادِي أَعْدَائِنَا، وَ الْمُسْلِمُ بِقَلْبِهِ وَ لِسَانِهِ لَنَا، لَيْسُوا مِنْ شِيعَتِنَا إِذَا خَالَفُوا أَوَامِرَنَا وَ نَوَاهِيَنَا فِي سَائِرِ الْمُوبِقَاتِ، وَ هُمْ مَعَ ذَلِكَ فِي الْجَنَّةِ، وَ لَكِنْ بَعْدَ مَا يُطَهَّرُونَ مِنْ ذُنُوبِهِمْ بِالْبَلَايَا وَ الرَّزَايَا، أَوْ فِي عَرَصَاتِ الْقِيَامَةِ بِأَنْوَاعِ شَدَائِدِهَا، أَوْ فِي الطَّبَقِ الْأَعْلَى مِنْ جَهَنَّمَ بِعَذَابِهَا إِلَى أَنْ نَسْتَنْقِذَهُمْ بِحُبِّنَا مِنْهَا وَ نَنْقُلَهُمْ إِلَى حَضْرَتِنَا" [1] .

    ====

    المصدر: [1] بحار الأنوار - الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار عليهم السلام.

    ونسألكم الدعاء.


  • #2
    السيدة فاطمة الزهراء (ع) أول من يدخل الجنة

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



    السيدة فاطمة الزهراء (ع) أول من يدخل الجنة

    1 - قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله: أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ: عَليٌّ وَفاطِمَة .
    2- وقال صلى الله عليه وآله: أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الجَنَّةَ فاطِمَة .
    3 - عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : تحشر ابنتي فاطمة وعليها حلة الكرامة ، قد عجنت بماء الحيوان ، تنظر إليها الخلائق فيتعجبون منها . ثم تكسى أيضا حلة من حلل الجنة ، وهي ألف حلة ، مكتوب على كل حلة بخط أخضر : أدخلوا ابنة محمد الجنة على أحسن صورة وأحسن كرامة ، وأحسن منظر . فتزف إلى الجنة كما تزف العروس ، ويوكل بها سبعون ألف جارية .
    4 - قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله: إذا إشْتَقْتُ إلى ثِمارِ الجنَّةِ قَبَّلتُ فاطِمَة .
    5 - وقال صلى الله عليه وآله: كُنْتُ إذا اشْتَقْتُ إِلى رائِحَةِ الجنَّةِ شَمَمْتُ رَقَبَةَ فاطِمَة .
    6- عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام ، عن جابر ابن عبد الله ، قال : قيل : يا رسول الله ، إنك تقبل فاطمة وتلزمها وتدنيها منك ، وتفعل بها مالا تفعله بأحد من بناتك ! فقال صلى الله عليه وآله : إن جبرئيل أتاني بتفاحة من تفاح الجنة ، فأكلتها ، فتحولت في صلبي ، ثم واقعت خديجة فحملت بفاطمة ، فأنا أشم منها رائحة الجنة .

    ====

    المصادر:
    1- نور الأبصار ص 52/ قريب من لفظه في كنز العمّال ج 13 ص 95.
    2- ينابيع المودّة ج2 ص322 باب56.

    ومع السلامة.

    تعليق


    • #3
      قسما يا زهراء سنثأر!

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



      قسما يا زهراء سنثأر!

      ‏بات لزاما علينا ونحن نقترب من إكمال خمس سنوات من عمر "خدام المهدي عليه السلام"؛ أن نبوح بسرٍ ظل مخفيا في الآنف من الزمن. ولم يكن في واردنا أن نبوح به، لأنه سر ظل طيّ الكتمان طوال هذه الفترة إلا في حدود ضيقة وفي دوائر شديدة الخصوصية، ولم نكن نرى أن ينتشر هذا السر في سنوات المهد، لما قد يعتري تلك السنوات من مخاطر الانزلاق في الدعاية وتزكية النفس، ولما قد يؤديه مثل ذلك البوح من تبعات غير ضرورية في مرحلة التأسيس.

      أما وقد تجاوز الخدّام هذه المرحلة، وأصبحت أقدامهم أكثر ثباتا ونفوسهم أكثر طمأنينة، بعدما صقلتهم التجربة، ومحّصهم البلاء، فإن هذا السر وأمثاله لا مندوحة عن كشفه وتبيانه، حتى ولو كان بهذا الحجم وبهذه الخطورة، لأن أمرا كهذا لابد أن يظهر يوما، وفي ظهوره حافز - إن شاء الله تعالى - لتحقيق المبادئ والمُثُل العليا لخدام الإمام عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.

      أما سرّنا المخفي، فيكمن في السبب الحقيقي لقيام هذه الهيئة المباركة وتأسيس هذا الخط، وما يتعلق بنقطة التفكير بالانطلاق، والغاية الأساسية من التحرك والإنشاء. متى كان ذلك.. وأين.. ولماذا؟!

      أما الزمان فكان في مثل هذه الأيام، قبل ست سنوات، أي في أيام استشهاد قطب رحى الوجود والأكوان، مولاتنا الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء صلوات الله وسلامه عليها. وأما المكان فكان في مجلس فاطمي عامر، ارتقى فيه الخطيب المنبر، فبدأ يقصّ على الحاضرين قصة مقتل الزهراء أرواحنا فداها. وبينما كان الجميع يبكون ويندبون؛ ضجّ (أحدنا) بالعويل والصياح ما إن وصل الخطيب إلى لحظة ما صرخت الزهراء "آه" بين الحائط والباب!

      وهنا أقسم (أحدنا) بهذا القسم: "قسما يا زهراء سنثأر"!

      ومنذ ذلك الحين، حملنا أمانة هذا القسم المقدّس، ونذرنا أنفسنا للثأر للزهراء صلوات الله عليها، مهما اجترّ ذلك من تحدّيات ومواجهات ورزايا وخطوب. ولذا فإن أحدا لم يسجّل طوال هذه الخمس سنوات؛ تراجعا واحدا من الخدّام عن مبدأ من مبادئهم، لأن الخدّام قد باعوا دنياهم من أجل الزهراء سلام الله عليها، كما باعهم كلُّ من استعبدته الدنيا من الناس.. من أجل الدنيا!

      ومع هذا؛ فلا يصح لنا أن نكابر على أنفسنا، كأن نقول : أننا لم نتأثّر أو نتضرر يوما بسبب التزامنا بسلوك هذا المسلك الوعر، بل نقول أننا تأثرنا كثيرا، وتضرّرنا أكثر، وقاسينا مرارا من عدم استعداد أحدٍ يُذكر للوقوف إلى جانبنا في المحن والمصاعب، لافتقاد معظم البشر الجرأة والشجاعة التي تجعلهم أنصارا للدين بحق. بيد أننا كنا واثقين من تأييد الزهراء أرواحنا فداها، وكان قد هوّن علينا كل ما نزل بنا من الكرب أنه "بعينها" صلوات الله وسلامه عليها.

      لقد كان أمرا صعب المراس علينا؛ أن نسير في هذا الطريق الشائك لوحدنا مع ثلة قليلة من الناس امتلكت القوة الإيمانية الخالصة، وحتى هذه الثلة القليلة، لم تكن بمعزل عن الاهتزاز في فترات، والتضعضع في أخرى، فإن القوة تظل في حالة صعود ونزول مع اختلاف الظروف وحجم التحدّيات. ولكن وعلى كل حال؛ ظل "خدام المهدي عليه السلام" صامدين لم يتزحزحوا عن البرّ بقسمهم الأعظم إذ قالوا: "قسما يا زهراء سنثأر"..

      كيف استطاعوا ذلك؟ والجواب يتلخّص في كلمة عظيمة من كلمات المولى أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام، والتي نطق بها تنفيسا عن همّه الأكبر، وحزنه الأعمق، وانكساره الأشد. وإن من الواجب أن تكون هذه الكلمة العظيمة نبراسا ومنهاجا لكل مؤمن موالٍ حيث قال عليه السلام: "قد عزَّ على علي بن أبي طالب أن يسوَدَّ متنُ فاطمةََ ضربا"!!

      كلنا يعرف أن الأمير (عليه السلام) عندما قام بتغسيل الزهراء (عليها السلام) لاحظ أن متنها قد اسودَّ من ضربة السوط التي أقدم عليها السفلة الأنذال من أبناء العواهر في الحملة البكرية العمرية اللعينة! فكيف يا ترى كانت مشاعر عليٍّ (عليه السلام) وهو يرى ما حلَّ بزوجته البتول الشهيدة المقتولة؟! لا شك أنها بقت غصّة في صدره الشريف، وجرحا نازفا من قلبه المقدّس، وهكذا ينبغي لكل مؤمن موالٍ أن يكون.

      وعندما كان الخدّام يتعرّضون للرزايا، وحينما كان الجبناء ينفضّون من حولهم، كانوا بلا شك يتأثرون، ولكن هذه الكلمة العلوية العظيمة كانت تتوقد في قلوبهم نارا، فكانوا كلّما استذكروها يزدادون تحمّلا وصبرا وغيرة على مقام سيدة نساء العالمين صلوات الله عليها، تلك الغيرة التي جعلتهم يصمدون حتى اليوم، وإلى ما شاء الله تعالى. ولعل هذه الكلمة بحق تصلح لأن تكون شعارا لهم.. "قد عزَّ على علي بن أبي طالب أن يسوَدَّ متنُ فاطمةَ ضربا".

      إننا مدركون تمام الإدراك أن الالتزام بهذه الكلمة، والبرّ بذلك القسم، سيكلفنا الكثير الكثير من التضحيات، غير أننا لا نرى كل ذلك شيئا يُذكر أمام بحر التضحيات التي قدّمها أئمتنا المظلومون المقتولون صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين. ويكفي فخرا أن راية الخدّام لا تزال خفاقة عالية بحمد الله تعالى، رغم ما اجتهد به أهل الضلال والنفاق؛ والنصب والكفر؛ لتنكيسها وإنهاء وجودها! ولكنهم جهلوا أن هناك سرا! وغاب عنهم أن هناك قوة إلهية "دارت على معرفتها القرون الأولى" تقف وراء هذه الراية وتدافع عنها وتحمي من يحملها.. إنها الزهراء أرواحنا وأرواح العالمين لتراب أقدامها الفداء.

      لا عجب إذن أن يأتينا اتصال هاتفي من إحدى قارئات "المنبر" التي شهدت بأنها رأت الصديقة الكبرى (سلام الله عليها) في المنام فقالت لها: "مجلة المنبر مجلتنا"!!

      إنه السرّ.. قسما يا زهراء سنثأر!

      تعليق


      • #4
        أجر وثواب لعن الجبت والطاغوت ( أبا بكر وعمر ) لعنهما الله

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



        أجر وثواب لعن الجبت والطاغوت ( أبا بكر وعمر ) لعنهما الله

        قال الله عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِيناً } الأحزاب57.

        1. عن عبد الله بن سنان، عن جعفر بن محمد عليهما السلام، قال: قال لي:
        "أبو بكر وعمر صنما قريش اللذان يعبدونهما". (بحار الأنوار - الجزء 30).

        2. عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) إنه كان يدعو على عمر بن الخطاب بقوله: ”اللهم اجزِ عمر، لقد ظلم الحجر والمدر“ (الجمل للمفيد ص92).

        3. عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: "لعن الله إبن الخطاب فلولاه ما زنى إلا شقي أو شقية لانه كان يكون للمسلمين غناء في المتعة عن الزنا". (بحار الأنوار جزء 53).

        4. جاء رجل إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) وقال له: «ابسط يدك أبايعك. قال: على ماذا؟ قال: على ما عمل أبو بكر وعمر. فمدّ عليه السلام يده وقال له: اصفق! لعن الله الإثنين! والله لكأني بك قد قُتلتَ على ضلال»! (بصائر الدرجات للصفار ص412).

        5. روى الشيخ الجليل أبي الصلاح الحلبي (رضي الله عنه) بسنده: عن أبي علي الخراساني عن مولى لعلي بن الحسين عليهما السّلام قال: كنت مع علي بن الحسين عليه السّلام في بعض خلواته؛ فقلت إنّ لي عليك حقّا، ألا تخبرني عن الرجلين، عن أبي بكر وعمر؟ فقال: كافران، كافر من أحبّهما !!
        (تقريب المعارف للحلبي ص244).

        6. روى الشيخ الصدوق بسنده عن الأعمش عن أبي عبد الله الصادق قال:
        «وحب أولياء الله والولاية لهم واجبة، والبراءة من أعدائهم واجبة ومن الذين ظلموا آل محمد وهتكوا حجابه فأخذوا من فاطمة فدك، ومنعوها ميراثها وغصبوها وزوجها حقوقهما، وهموا بإحراق بيتها، وأسسوا الظلم، وغيروا سنة رسول الله، والبراءة من الناكثين والقاسطين والمارقين واجبة، والبراءة من الأنصاب والأزلام أئمة الضلال وقادة الجور كلهم أولهم وآخرهم واجبة، والبراءة من أشقى الأولين والآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود قاتل أمير المؤمنين واجبة، والبراءة من جميع قتلة أهل البيت واجبة». (الخصال ص607).

        7. عن أبي حمزة الثمالي عن الامام زين العابدين سيد الساجدين عليه السلام أنه قال:
        من لعن الجبت و الطاغوت لعنة واحدة، كتب الله له سبعين ألف ألف حسنة و محى عنه سبعين ألف ألف سيئة و رفع له سبعين ألف ألف درجة و من امسى يلعنهما لعنة واحدة، كتب له مثل ذلك. قال: فمضى مولانا علي بن الحسين (عليهما السلام) فدخلت على مولانا أبي جعفر محمد الباقر (ع) فقلت: يا مولاي : حديث سمعته من أبيك، فقال: هات يا ثمالي فاعدت عليه الحديث؛ فقال: نعم يا ثمالي أتحب أن أزيدك فقلت: بلى يا مولاي فقال: من لعنهما لعنة واحدة في كل غداة، لم يكتب عليه ذنب في ذلك اليوم حتى يمسي، ومن أمسى و لعنهما لم يكتب له ذنب في ليله حتى يصبح؛ قال: فمضى أبو جعفر ، فدخلت على مولانا الصادق (عليه سلام الله)، فقلت حديث سمعته من أبيك و جدك: فقال: هات يا أبا حمزة فأعدت عليه الحديث فقال: حقاً يا أبا حمزة ، ثم قال عليه السلام: و يرفع له ألف ألف درجة، ثم قال: إن الله واسع كريم.
        (شفاء الصدور 378/2).

        ولعن الله ظلمة وقتلة الشهيدة المظلومة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؛ وعلى رأسهم صمني قريش أبا بكر وعمر لعنهما الله.

        ونسألكم الدعاء.

        تعليق


        • #5
          شهادة الزهراء عليها السلام: مظلومية ومواقف وجهاد

          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته







          شهادة الزهراء عليها السلام: مظلومية ومواقف وجهاد



          أسمها وكنيتها:
          فاطمة بنت خاتم الأنبياء محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم أمها أم المؤمنين خديجة بنت خويلد ولدت بعد مبعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم بخمس سنين في العشرين من جمادى الثانية.

          صفتها:
          أشبه الناس بأبيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حتى في مشيتها وسكناتها وحركاتها ومنطقها وكانت نحيفة الجسد ومشرقة الوجه.

          مناقبها:
          قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
          «فاطمة بضعة مني يرُيبني ما أرابها ويؤذيني ما آذاها»
          «إن الله عز وجل ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»
          «فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني»
          قال لها ولعلي والحسن والحسين: «أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم».

          الزهراء تجاهد:
          فاطمة عليها السلام واحدة من الذين ساهموا في بناء الصرح الإسلامي العظيم من خلال مواقفها في مكة والمدينة فقد روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي عند البيت الحرام في بداية البعثة وأبو جهل وأصحابه ينظرون إليه وكان بقربهم ذبائح فقال أبو جهل من منكم يقوم إلى رفث هذه الذبائح ويجعلها على متن محمد فقام رجل وقال أنا فانبعث أشقى القوم فلما سجد النبي وضعه على كتفه ولطخه بهذه النجاسات والنبي صامد يتم صلاته وهم يضحكون عليه وفي هذه الأثناء أقبلت فاطمة عليها السلام إليه فطرحته عنه ثم أقبلت على أبي جهل وأصحابه فوبختهم حتى خجلوا منها.
          وهكذا كانت ترافق أباها النبي منذ البدء وكانت تدافع عنه بكل بسالة وقوة عندما أتهمة الجاهلون بالسحر فكانت تؤكد عبر الحواريات مع النساء والفتيات أنه ليس بساحر بل نبي هذه الآمة.

          فكانت فاطمة تدافع وتجاهد بلسانها الرقيق وأسلوبها العذب ومنطقها الرصين كما كان أبن عمها علي مرافقاً وملازما للنبي يذب عنه الحجارة وأذى قريش ويدفع عنه الصبيان عندما يلاحقونه بالحصى والحجارة فكان علي يتقيها بنفسه وكانت تشاهد تضحيات علي عن كثب وترى صمود أبيها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فكانت تزداد ثباتا في جهادها منذ صغرها.

          الرحى تدور:
          من معجزات وكرامات الزهراء عليها السلام:
          يقول أبو ذر بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أدعو علياً فأتيت بيته فناديته فلم يجبني أحد والرحى تدور وتطحن وليس معها أحد فناديته إلى أن خرج إلي ومازالت الرحى تدور فقلت عجبا من رحى تدور في بيت علي وليس معها أحد فقال: النبي: (إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا ويقينا وإن الله علم ضعفها فأعانها على دهرها أما علمت أن لله ملائكة موكلين بمعونة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم).

          الشهادة المفجعة:

          فاطمة الزهراء عليها السلام لم تبق بعد أبيها صلى الله عليه وآله وسلم إلا أيام قليلة مستديمةً الحزن والبكاء متلقية من المصائب والأذى والآلام ما الله عالم به والمتأمل في خطاب أمير المؤمنين عليه السلام مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد دفنها يعرف عظم ما جرى عليها ومن هذا الخطاب قوله:
          وستنبئك ابنتك بتظافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.

          البكاؤون الخمسة:
          روى ابن بابويه بسند معتبر عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال: البكاؤون خمسة: آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد وعلي بن الحسين عليه السلام فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الأودية وأما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره وحتى قيل له: (قَالُوا تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى‏ تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الهالِكِين) يوسف:
          وأما يوسف فبكى على يعقوب حتى تأذى به أهل السجن فقالوا له: أما أن تبكي الليل وتسكت بالنهار وأما أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل فصالحهم على واحد منها.
          أما فاطمة فبكت على رسول الله صلى الله عليه وآله حتى تأذى بها أهل المدينة فقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك، فكانت تخرج إلى المقابر ـ مقابر الشهداء ـ فتبكي حتى تقضي حاجتها ثم تنصرف
          وأما علي بن الحسين فبكى على الحسين عليه السلام عشرين سنة أو أربعين سنة، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى: جعلت فداك يا بن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين.
          قال: (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُون) يوسف:86.
          أني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقني لذلك عبرة.

          الرسول ومظلومية الزهراء عليه السلام:
          روى الشيخ الطوسي بسند معتبر عن ابن عباس أنه قال: لما حضرت رسول الله صلى الله عليه وآله الوفاة بكى حتى بلت دموعه لحيته فقيل له: يا رسول الله ما يبكيك؟ فقال: أبكي لذريتي وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي. كأني بفاطمة وقد ظلت من بعدي وهي تنادي يا أبتاه فلا يعيها أحد من أمتي.
          فسمعت ذلك فاطمة عليه السلام فبكت، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله لا تبكين يا بنية. فقالت: لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ولكني أبكي لفراقك يا رسول الله، فقال لها: أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي فأنك أول من يلحق بي من أهل بيتي.

          الزهراء توصي:
          روي في كتاب روضة الواعظين وغيره أنه:
          مرضت عليه السلام مرضاًً شديداً ومكثت أربعين ليلة في مرضها، فلما نعيت إليها نفسها، دعت أم أيمن وأسماء بنت عميس، ووجهت خلف عليه السلام وأحضرته فقالت: يابن عم، أنه قد نعيت إلي نفسي وإنني لأرى ما بي ولا أشك إلا أنني لاحقة بأبي ساعة بعد ساعة وأنا أوصيك بأشياء في قلبي، قال لها علي عليه السلام: أوصيني بما أحببت يا بنت رسول الله فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ثم قالت:
          يابن عم، ما عهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال عليه السلام: معاذ الله أنت أعلم وأبر وأتقى وأكرم وأشد خوفاً من الله أن أوبخك غداً بمخالفتي، فقد عز عليّ بمفارقتك وبفقدك، ألا وأنه أمر لا بد منه والله جدد علي مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وقد عظمت وفاتك وفقدك فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة ما أفجعها وألمها وأمضها وأحزنها، هذه والله مصيبة لا عزاء عنها ورزية لا خلف لها.
          ثم بكيا جميعاً ساعة وأخذ على رأسها وضمها إلى صدره ثم قال:
          أوصيني بما شئت فإنك تجديني وفياً أمضي كلما أمرتيني به وأختار أمرك على أمري .
          ثم قالت: جزاك الله عني خير الجزاء، يابن عم أوصيك أولاًً أن تتزوج بعدي بابنة أختي أُمامة فأنها لولدي مثلي فأن الرجال لابد لهم من النساء.
          ثم قالت: أوصيك يابن عم أن تتخذ لي نعشاً فقد رأيت الملائكة صوروا صورته. فقال لها: صفيه إليّ. فوصفته فاتخذه لها، فأول نعش عمل في وجه الأرض ذلك.
          ثم قالت: أوصيك أن لا يشهد أحد جنازتي من هؤلاء الذين ظلموني وأخذوا حقي فأنهم أعدائي وأعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وأن لا يصلي عليّ أحد منهم ولا من أتباعهم وادفني في الليل إذا هدأت العيون ونامت الأبصار.

          أسماء وشهادة الزهراء عليها السلام:
          وروي في كشف الغمة وغيره أنه:لما أحضرتها عليه السلام الوفاة أمرت أسماء بنت عميس أن تأتيها بالماء فتوضأت وقيل اغتسلت ودعت الطيب فتطيبت به ودعت ثياباً جدد فلبستها وقالت لأسماء: أن جبرائيل عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وآله لما حضرته الوفاة بكافور من الجنة فقسمه أثلاثاً، ثلث لنفسه وثلث لعلي وثلث لي وكان أربعين درهماً.
          فقالت: يا أسماء ائتني ببقية حنوط والدي، فضعيه عند رأسي فوضعته، ثم تسبحت بثوبها وقالت: انتظريني هنيئة ثم ادعيني فأن أجبتك وإلا فأعلمي أن قد قدمت على أبي.
          فانتظرتها هنيئة ثم نادتها فلم تجبها فنادت يا بنت محمد المصطفى، يا بنت أكرم من حملته النساء، يا بنت خير من وطأ الحصا، يا بنت من كان ربه قاب قوسين أو أدنى.
          قال: فلم تجبها فكشفت الثوب عن وجهها فإذا بها قد فارقت الدنيا فوقعت عليها تقبلها وهي تقول: فاطمة إذا قدمت على أبيك رسول الله صلى الله عليه وآله فأقرئيه عن أسماء بنت عميس السلام.

          الحسنان وأمهما عليهم السلام:
          بينما هي كذلك دخل الحسن والحسين فقالا: يا أسماء ما ينيم أمنا في هذه الساعة؟
          قالت: يا بني رسول الله ليست أمكما نائمة، قد فارقت الدنيا، فوقع عليها الحسن يقبلها مرة ويقول: يا أماه كلميني قبل أن تفارق روحي بدني، وأقبل الحسين يقبل رجلها ويقول: يا أماه أنا أبنك الحسين كلميني قبل أن ينصدع قلبي فأموت.
          قالت لهما أسماء: يا بني رسول الله انطلقا إلى أبيكما علي فأخبراه بموت أمكما، فخرجا حتى إذا كانا قرب المسجد رفعا أصواتهما بالبكاء فابتدرهم جميع الصحابة فقالوا: ما يبكيكما يا بني رسول الله لا أبكى الله أعينكما، لعلكما نظرتما إلى موقف جدكما صلى الله عليه وآله فبكيتما شوقاً إليه؟
          فقالا: لا أو ليس قد ماتت أمنا فاطمة عليه السلام، قال: فوقع علي على وجهه يقول: بمن العزاء يا بنت محمد؟ كنت بك أتعزى ففيم العزاء من بعدك؟ ثم قال:


          لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل

          وأن افتقادي فاطماً بعد أحمد دليل على أن لا يدوم خليـل

          المدينة وشيوع الوفاة:
          ثم توفيت فاطمة عليه السلام فصاحت نسوة المدينة صيحة واحدة واجتمعت نساء بني هاشم في دارها فصرخن صرخة واحدة كادت المدينة أن تزعزع من صراخهن وهن يقلن: يا سيدتاه يا بنت رسول الله.
          وأقبل الناس مثل عرف الفرس إلى علي عليه السلام وهو جالس، والحسن والحسين عليه السلام بين يديه يبكيان فبكى الناس لبكائهما وخرجت أم كلثوم وعليها برقعة وتجر ذيلها متجللة برداء عليها تسحبها وهي تقول: يا أبتاه يا رسول الله الآن حقاًً فقدناك فقداً لا لقاء بعده أبداً.

          جنازة وظلامة:
          اجتمع الناس فجلسوا وهم يرجون أن تخرج الجنازة فيصلون عليها فخرج أبو ذر فقال: انصرفوا فأن ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله قد أخُر إخراجها في هذه العشية فقام الناس وانصرفوا فلما أن هدأت العيون ومضى من الليل أخرجها علي والحسن والحسين عليه السلام وعمار والمقداد وعقيل والزبير وأبو ذر وسلمان وبريدة، ونفر من بني هاشم وخواصه. صلوا عليها ودفنوها في جوف الليل وسوى على حواليها قبوراً مزورة مقدار سبعة حتى لا يعرف قبرها وقيل أربعين قبراً كما في رواية.
          وقيل قبرها سوي مع الأرض مستوياً فمسحها مسحاً سواء مع الأرض حتى لا يعرف أحد موضعه.وذلك لإخفاء قبرها وأن لا يصلي عليه أحد أو يهم بنبشه ولذا وقع الخلاف في موضع قبرها عليه السلام قيل أنه بالبقيع جنب قبور الأئمة وقيل أن قبرها بين قبر رسول الله وبين منبره لقوله صلى الله عليه وآله: بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة. وقيل أنها دفنت في بيتها. وهذا أصح الأقوال كما تدل عليه الروايات الصحيحة.
          روى ابن شهر آشوب وغيره أنه: لما صار بها إلى القبر المبارك خرجت يد تشبه يد رسول الله صلى الله عليه وآله فتناولها وانصرف.

          أمير المؤمنين عليه السلام وفراق الزهراء سلام الله عليها:
          فلما حضرتها الوفاة وصت أمير المؤمنين عليه السلام أن يتولى أمرها ويدفنها ليلاً ويعفي قبرها، فتولى ذلك أمير المؤمنين عليه السلام ودفنها وعفى موضع قبرها، فلما نفض يده من تراب القبر، هاج به الحزن، فأرسل دموعه على خديه وحول وجهه إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال:
          السلام عليك يا رسول الله، السلام عليك من ابنتك وحبيبتك وقرة عينك وزائرتك والبائتة في الثرى ببقيعك، المختار الله لها سرعة اللحاق بك، قَلَّ يا رسول الله عن صفيتك صبري، وضعف عن سيدة النساء تجلدي، إلا أن في التأسي لي بسنتك والحزن الذي حل بي لفراقك موضع التعزي، ولقد وسدتك في ملحود قبرك بعد أن فاضت نفسك على صدري، وغمضتك بيدي، وتوليت أمرك بنفسي.
          نعم وفي كتاب الله أنعم القبول، أنا لله وأنا إليه راجعون قد استرجعت الوديعة وأخذت الرهينة واختلست الزهراء فما أقبح الخضراء والغبراء يا رسول الله.
          أما حزني فسرمد وأما ليلي فمسهد لا يبرح الحزن من قلبي أو يختار الله لي دارك التي فيها أنت مقيم، كمد مقيّح وهمّ مهيّج، سرعان ما فرق الله بيننا وإلى الله أشكو.
          وستنبئك ابنتك بتظاهر أمتك عليّ وعلى هضمها حقها فاستخبرها الحال، فكم من غليل معتلج بصدرها لم تجد إلى بثه سبيلاً وستقول ويحكم الله وهو خير الحاكمين.
          سلام عليك يا رسول الله، سلام مودع ولا قال، فأن أنصرف فلا عن ملالة وأن أقم فلا عن سوء ظنيّ بما وعد الله الصابرين، والصبر أيمن وأجمل ولولا غلبة المستولين علينا، لجعلت المقام عند قبرك لزاماً والتلبث عنده معكوفاً ولأعولت إعوال الثكلى على جليل الرزية فبعين الله تدفن بنتك سراً ويهتضم حقها قهراً ويمنع أرثها جهراًً ولم يطل العهد ولم يخلق منك الذكر فإلى الله يا رسول الله المشتكى وفيك أجمل العزاء فصلوات الله عليها وعليك ورحمة الله وبركاته. ونقل العلامة المجلسي عن مصباح الأنوار مروياً عن الصادق عليه السلام عن آبائه الكرام أنه: لما وضع أمير المؤمنين عليه السلام فاطمة عليه السلام في قبرها قال:
          بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله سلمتك أيتها الصديقة إلى من هو أولى بك مني رضيت لك بما رضى الله تعالى، ثم تلى: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى) طه: 55.
          فلما دفنها أمر برش الماء على القبر ثم جلس عنده بقلب كئيب حزين وعين دامعة فجاء إليه عمه العباس فأخذ بيده ونحاه عن القبر.


          في أمان الله وحفظه




          تعليق


          • #6
            إغتصاب فدك

            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



            إغتصاب فدك

            لما توفي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) و استولى أبوبكر على الحكم و مضت عشرة أيام و استقام له الأمر؛ بعث إلى فدك من يخرج وكيل فاطمة بنت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله).

            و روي أن الزهراء أرسلت إلى أبي بكر: أنت ورثت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) أم أهله؟ قال: بل أهله، قالت: فما بال سهم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) قال: إني سمعت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) يقول: «إن اللَّه أطعم نبيه طعمة» ثم قبضه وجعله للذي يقوم بعده فوليت أنا بعده أن أرده إلى المسلمين.

            و روى عن عائشة أن فاطمة (عليهاالسلام) أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) و هي حينئذ تطلب ما كان لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) بالمدينة و فدك و ما بقى من خمس خيبر، فقال أبوبكر: إن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) قال: لا نورث، ما تركناه صدق، إنما يأكل آل محمد من هذا المال. و إني- واللَّه- لا أغير شيئاً من صدقات رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) و لأعملن فيها بما عمل رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله).

            فأبى أبوبكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئاً!
            (شرح نهج البلاغة: 16/217).

            و عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قال عليٌّ لفاطمة (عليهماالسلام): «إنطلقي فاطلبى ميراثك من أبيك رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) فجاءت إلى أبي بكر و قالت: لِمَ تمنعنى ميراثى من أبي رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله)؟ و أخرجت وكيلى من فدك و قد جعلها لى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) بأمر اللَّه تعالى؟» فقال: إن شاء اللَّه إنك لا تقولين إلا حقاً ولكن هاتى على ذلك شهوداً، فجاءت اُم أيمن و قالت له: لا أشهد- يا أبابكر- حتى أحتج عليك بما قاله رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله)، اُنشدك باللَّه ألست تعلم ان رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) قال: «اُم أيمن امرأة من أهل الجنة»؟ فقال: بلى، قالت: فاشهد أن اللَّه- عز و جل- أوصى إلى رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) (فآت ذا القربى حقّه) فجعل فدكاً لها طعمة بأمر اللَّه، و جاء على (عليه السلام) فشهد بمثل ذلك، فكتب أبوبكر لها كتاباً و دفعه إليها، فدخل عمر فقال: ما هذا الكتاب؟ فقال أبوبكر: إن فاطمة ادّعت فدك و شهدت لها اُم أيمن و على فكتبته لها، فأخذ عمر الكتاب من فاطمة فتفل فيه و مزّقه، فخرجت فاطمة تبكي.

            و روى أن الإمام علياً (عليه السلام) جاء إلى أبي بكر و هو في المسجد فقال: «يا أبابكر لم منعت فاطمة ميراثها من رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) و قد ملكته في حياة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله)؟ فقال أبوبكر: هذا في ء المسلمين، فإن أقامت شهوداً أنّ رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله).

            جعله لها، و إلّا فلا حق لها فيه، فقال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «يا أبابكر أتحكم فينا بخلاف حكم اللَّه في المسلمين؟» قال: لا، قال (عليه السلام): «فإن كان في يد المسلمين شي ء يملكونه، ثم ادّعيت أنا فيه، من تسأل البينة؟» قال: إيّاك أسأل البينة، قال (عليه السلام): «فما بال فاطمة سألتها البينة على ما في يدها و قد ملكته في حياة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) و بعده، و لم تسأل المسلمين بينة على ما ادّعوا شهوداً كما سألتنى على ما ادعيت عليهم؟»... فسكت أبوبكر.

            فقال عمر: يا على، دعنا من كلامك، فإنا لا نقوى على حجتك، فإن أتيت بشهود عدول، و إلا فهو في ء المسلمين لا حق لك و لا لفاطمة فيه.

            فقال الإمام على (عليه السلام): «يا أبابكر تقرأ كتاب اللَّه؟» قال: نعم، قال (عليه السلام): «أخبرني عن قوله عز و جل: (إنما يريد اللَّه ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيراً) فيمن نزلت؟ فينا أو في غيرنا؟» قال: بل فيكم، قال (عليه السلام): «فلو أن شهوداً شهدوا على فاطمة بنت رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) بفاحشة ما كنت تصنع بها؟»، قال: كنت اُقيم عليها الحد كما اُقيم على نساء العالمين!، قال على (عليه السلام): «كنت إذن عند اللَّه من الكافرين»، قال: و لمَ؟ قال (عليه السلام): «لأنّك رددت شهادة اللَّه بالطهارة و قبلت شهادة الناس عليها، كما رددت حكم اللَّه و حكم رسوله أن جعل لها فدكاً و زعمت أنّها في ء للمسلمين، و قد قال رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله): البيّنة على من ادعى و اليمين على من أنكر» فدمدم الناس، و أنكر بعضهم بعضاً، و قالوا: صدق واللَّه عليّ.
            (الاحتجاج للطبرسي: 1/ 234، و كشف الغمة: 1/ 478، و شرح النهج لابن أبي الحديد: 16/ 274).

            ونسألكم الدعاء.

            تعليق


            • #7
              ظلامة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام (أصل يوم العذاب) !!

              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



              ظلامة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام (أصل يوم العذاب) !!

              1. قال الإمام الباقر عليه السلام: مَن لم يعرف سوء ما أوتي إلينا من ظلمنا وذهاب حقنا وما نكبنا به فهو شريك مَن أتى إلينا فيما ولينا به! (بحار الأنوار: ج 27 ص 55).

              2. قال المفضل للإمام الصادق عليه السلام: يا مولاي ما في الدموع ثواب؟ قال : ما لا يحصى إذا كان من محقّ. فبكى المفضل ( بكاءاً ) طويلاً ويقول : يا ابن رسول الله إنَّ يومكم في القصاص لأعظم من يوم محنتكم؛ فقال له الصادق عليه السلام: ولا كيوم محنتنا بكربلاء وإن كان يوم السقيفة واحراق النار على باب أمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة وزينب وأم كلثوم وفضة وقتل محسن بالرفسة أعظم وأدهى وأمرّ؛ لأنّه أصل يوم العذاب!! (نوائب الدهور: 3 | 194؛ الهداية الكبرى للخصيبي ص417).

              من منطلق هذه الرواية التي رواها المفضل عن الإمام الصادق عليه السلام، واستناداً إلى كلام الإمام المعصوم الذي هو معصوم الكلام ، والذي لا يأتيه الباطل لا من بين يديه ولا من خلفه ، حيث يعتبر كلام الإمام المعصوم من الادلة الشرعية الاربعة : القرآن الكريم والسنة والعقل والاجماع فهو داخل ضمن السنة النبوية الشريفة ، باعتباره يمثل الامتداد الحية لها كان عنوان هذا البحث مستمداً من هذه الرواية والتي تروي قصة مظلومية فاطمة الزهراء سلام الله عليها والذي بَيّن فيه الإمام الصادق عليه السلام عِظم ومرارة مصيبة أهل البيت عليهم السلام عند هجوم القوم على دار أمير المؤمنين سلام الله عليه بأعظم تعبير يجعل المؤمن الباحث عن الحقيقة والعقيدة والصحيحة يقف عنده كثيراً ويدقق فيه طويلاً ليرى لماذا عبّر عنه الإمام عليه السلام بهذا القول العظيم بأنه أصل يوم العذاب ، لا شك ولا ريب ان كلام الإمام الصادق عليه السلام لا يأتي اعتباطا وعبثاً دون أن تكون هناك مقدمات أولية يقينية عنده بحيث تؤدي بالأمر إلى أن تصل فيه النتيجة النهائية وعلى ضوء هذه المقامات المهمة أن تكون المظلومية العظمى لأهل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة وبالخصوص اُم أبيها فاطمة الزهراء سلام الله عليها هي الاساس والاصل ليوم الحسرة أو كما عبر عنه الإمام عليه السلام بيوم العذاب.

              لذا جاء هذا البحث أصل يوم العذاب في ظلامات فاطمة الزهراء سلام الله عليها باعتبارها قطب الرحى الي تدور حوله محورية أهل البيت عليهم السلام والذي اعتمدنا في تسميته هذه على رواية المفضل عن لسان الإمام الصادق عليه السلام لكي لا نخرج حتى في تسميتنا لأي شيء عن تسميات وتعبيرات أهل البيت عليهم السلام.

              ما معنى أصل يوم العذاب ؟

              وأصل الشيء الاساس الذي يُبني عليه ذلك الشيء وقد يكون أصل الشيء المنطلق له أو أسفله وحسب التعريفات اللغوية التي وردت في تعريفه ، ومن هنا نقف مع رواية المفضل التي رواها عن الإمام الصادق عليه السلام لكي نفهم كيف يجري الحال مع هذه الرواية ، فالسؤال المطروح فيما نحن فيه يقتضي أن نفهم أن أصل يوم العذاب هل يقصد به الاساس الذي بني عليه ظلم أهل البيت عليهم السلام من ذلك الحين أو أنه يقتضي ـ الاصل ـ معناه يوم القيامة الذي سوف يكون فيه الاساس لعذاب الذين ظلموا أهل البيت عليهم السلام فيكون الجزاء جهنم خالدين فيها أبداً ؟ أما الشق الأوّل الذي يقصد به ويقول ان أصل يوم العذاب هو ذلك اليوم الذي سُلبت فيه الخلافة من أمير المؤمنين عليه السلام ـ يوم السقيفة ـ وإضرام النار على باب بيت أمير المؤمنين وفاطمة عليهما السلام ... وقتل محسن بالرفسة ، حيث أسس الظلم والعذاب على أهل البيت عليهم السلام ولم يروّ الراحة والاطمئنان من يوم ظلم فاطمة إلى واقعة كربلاء وقتل أهل البيت وتشريدهم إلى ظهور الإمام المهدي ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) فان العذاب موجوع والاذى مبثوث لكل من ولاهم واتبعهم من شيعتهم وعلى هذا الاساس يكون أصل يوم العذاب هو اليوم الذي أسس الظلم على أهل البيت عليهم السلام في هذه الحياة الدنيا ، وهذا القول الذي يقول ان يوم العذاب هو يوم الظلم الذي جرى على أهل بيت النبوة بعيد عن المتفاهم العرفي ولا يساعد عليه الحال لأنّ هناك فرق بين أن نقول يوم الظلم ويوم العذاب لانه الظلم وارد في الحياة الدنيا أما العذاب فيكون له يوم خاص وكما عبر عنه القرآن يوم التغابن ويوم القيامة .... فلذا الظاهر من خلال الرواية ان يوم العذاب ليس هو يوم الظلم الذي جرى على أهل بيت النبوة عليهم السلام لأن العذاب لا يطلق على هكذا حالٍ وانما يطلق على يوم القيامة الذي سوف يكون فيه العذاب للظالمين أما ما الذي يصح ان يعبر منه فهذا ما يمكن ان نقول به هو يوم المصائب ويوم المحن الابتلاءات والظلامات اذن يكون هذا القول منتفي في كون يوم العذاب هو اليوم الذي أسس فيه الظلم لأهل بيت النبوة.

              وعلى الشق الثاني من معنى الأصل ليوم العذاب يكون معناه ان يوم القيامة سوف يكون فيه العذاب والخزي للذين أخذوا الخلافة من أصحابها الحقيقيين وظلموا الزهراء عليها السلام وأضرموا النار على بيت أمير المؤمنين وقتلوا المحسن بن علي عليه السلام بالرفسة ، فتكون هذه الظلامات هي الاساس والاصل ليوم العذاب في نار جهنم للذين فعلوا ذلك الظلم العظيم وكما عبر القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى (ان الظالمين لهم عذاب أليم).

              وعليه الذي على ما احتمله ان الصحيح عندي هو المعنى الوارد في تفسير الاصل ليوم العذاب يعني ان أساس يوم العذاب في القيامة سوف يكون بسبب هذا الظلامات من ظلامة يوم السقيفة واحراق النار وقتل محسن بالرفسة وغير ذلك من الظلامات ذلك لأن هناك عدة أدلة وشواهد تثبت هذه المسئلة وايضاً نفهم هذا من خلال عدة روايات شريفة وشواهد تاريخية بينت هذه المسألة، وهناك قرينة في المقام تثبت هذا المعنى وهي الرواية نفسها حيث نستفيد منها ان المفضل يسأل الإمام عليه عليه السلام ويقول ان يومكم في القصاص لاعظم من يوم محنتكم.. حيث عبر عن يوم القيامة بيوم القصاص الذي سوف تكون فيه جهنم عذاباً للظالمين، واضافة إلى ذلك قال المفضل ان يوم محنتكم وهذا يدل على ان هناك فرق بين ان نقول يوم العذاب ويوم المحنة.. وايضاً هناك قرينة متصلة في الرواية الشريفة نفسها حيث توجد تكملة لهذه الرواية التي يرويها المفضل حيث تقول: « ويأتي محسن مخضباً محمولاً تحمله خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت أسد أُم أمير المؤمنين علي عليه السلام وهما جدتاه... وفاطمة تبكي وتصيح وتقول: هذا يومكم الذي كنتم توعدون... فيأخذ رسول الله محسناً على يديه رافعاً له إلى السماء وهو يقول: إلهي وسيدي صبرنا في الدنيا احتساباً وهذا اليوم الذي تجد كل نفس ما عملت من خيراً محضراً وما عملت من سوءٍ لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ».

              فعلى أساس هاتين القرينتين نحتمل احتمالاً قويا ان أصل يوم العذاب المقصود به هو يوم القيامة الذي سوف يكون فيه نار جهنم للظالمين أشد عذاباً وأكبر تنكيلاً.
              وربما يرد علينا في ما نحن فيه اشكال وهو اذا كانت ظلامات أهل البيت عليهم السلام من السقيفة واحراق بيت فاطمة وقتل محسن ... الخ هو الاساس وأصل يوم العذاب في القيامة فماذا تقول في الذين كانوا قبل هذه الظلامات وقبل زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ـ أي الامم الاخرى ـ فانهم ما كانوا يعلمون ذلك فكيف توجه هذه المسألة ؟
              نقول : انه لا ضيرَ في ذلك ولا يقدح فيما نحن فيه ذلك لكون عندنا رواية تقول انها ـ أي الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام ـ كانت مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والانس والطير والوحش والأنبياء والملائكة، فاذا كان هكذا حالها فبالنتيجة تكون الحجة على جميع من خلق الله تعالى وخصوصاً انه ما تكاملت نبوة نبي من الأنبياء حتى أقر بفضلها ومحبتها وهي الصديقة الكبرى وعلى معرفتها دارت القرون الاولى ـ أي المتقدمة على هذا الزمان ـ وعليه لو كان الأنبياء والمؤمنين قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حاضرين في زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لكانوا قسمين إما راضين بما فعل القوم من الظلم بحق فاطمة وبعلها وبنيها وإما لم يكونوا راضين . فان كانوا راضين كانت لهم جهنم مقراً ومقاما وان لم يكونوا راضين بظلمها كانت لهم الجنة دار سرور ونعيم وعلى هذا الاساس يتضح كيف يكون ظلم أهل البيت وخصوصا الصديقة الشهيدة فاطمة عليها السلام الاساس ليوم العذاب هذا من جهة. ومن جهة أخرى نحن نعلم ان هناك أحاديث وردت على لسان أهل بيت العصمة مفادها ان الله يرضى لرضا فاطمة ويغضب لغضبها فمن كانت فاطمة راضية عنه رضا عنه الله تبارك وتعالى ولا شك ولا ريب ولا شك أن رضا الله يرضاه الأنبياء والمؤمنين السابقين على زمن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فيكونوا عندئذ راضين عمن رضيت عنه فاطمة وغاضبين على من غضبت عليه لانها مظهر رضا الله تعالى وغضبه وعليه يكون الاصل ثابت.

              ولعن الله أذى الزهراء عليها السلام؛ وأحرق بابها ولطم خدها وكسر ضلعها وأسقط المحسن الشهيد؛ وعلى رأسهم صنمي قريش الفاجرين أبا بكر وعمر لعنهما الله.

              ومع السلامة.

              تعليق


              • #8
                من هي السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) ؟

                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                من هي السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) ؟

                فيما يلي نذكر بعض المعلومات الخاطفة حول السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) :
                إسمها و نسبها : فاطمة بنت رسول الله محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) .
                أشهر ألقابها : الزهراء ، سيدة نساء العالمين ، الحوراء الإنسية ، الممتحنة ، الصابرة ، الصديقة ، الطاهرة ، المعصومة ، محدثة الملائكة ، حبيبة أبيها ، البتول .
                كُناها : اُمّ أبيها ، اُمّ الحسنين ، اُمّ الأئمة النجباء .
                أبوها : النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .
                اُمّها : السيد خديجة بنت خويلد .
                ولادتها : يوم الجمعة 20 جمادى الثانية السنة 2 أو السنة 5 بعد البعثة .
                محل ولادتها : مكة المكرمة .
                مدة عمرها : 18 سنة و 75 يوما ، و قيل أنها عاشت 18 سنة و40 يوما ، و قيل أيضا أنها عاشت 18 سنة و90 يوما ، قضت تسع سنوات و أشهر منها في بيت زوجها أمير المؤمنين ( عليهما السَّلام ) .
                زوجُها : الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
                نقش خاتمها : الله ولي عصمتي ، أمن المتوكلون .
                شهادتها : رحلت الى ربها شهيدة يوم الاثنين أو الأحد ( 13 ) أو ( 14 ) أو ( 15 ) جمادى الأولى ، أو ( 1 ) أو ( 2 ) أو ( 3 ) جمادى الثانية سنة ( 11 ) هجرية .
                سبب شهادتها : ضربة وجهه لها قنفذ مولى عمر ، و سقوط جنينها بركلة الرِجل و هي بين الحائط و الباب .
                مدفنها : المدينة المنورة ، و قبرها غير معلوم و ذلك بناءً على وصيتها لأمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) .
                شعاع من سيرتها المباركة :
                رُوِيَ عَنْ الإمام مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظم ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " كَانَتْ فَاطِمَةُ ( عليها السلام ) إِذَا دَعَتْ ، تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِهَا .
                فَقِيلَ لَهَا : يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنَّكِ تَدْعُو لِلنَّاسِ ، وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِكِ ؟
                فَقَالَتْ : الْجَارُ ثُمَّ الدَّارُ " [1] .
                من أقوالها و أحاديثها :
                رُوِيَ عن سيدة النساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أنها قَالَتْ : " بِشْرٌ فِي وَجْهِ الْمُؤْمِنِ يُوجِبُ لِصَاحِبِهِ الْجَنَّةَ ، وَ بِشْرٌ فِي وَجْهِ الْمُعَانِدِ يَقِي صَاحِبَهُ عَذَابَ النَّارِ " [2] .
                الصّلاة على سيّدة النّساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) :
                اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبيبَةِ حَبيبِكَ وَ نَبِيِّكَ ، وَ اُمِّ اَحِبّائِكَ وَ اَصْفِيائِكَ ، الَّتِي انْتَجَبْتَها وَ فَضَّلْتَها وَ اخْتَرْتَها عَلى نِساءِ الْعالَمينَ ، اَللّـهُمَّ كُنِ الطّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّها ، وَ كُنِ الثّائِرَ اَللّـهُمَّ بِدَمِ اَوْلادِها ، اَللّـهُمَّ وَ كَما جَعَلْتَها اُمَّ اَئِمَّةِ الْهُدى ، وَ حَليلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ ، وَ الْكَريمَةَ عِنْدَ الْمَلاَءِ الاَْعْلى ، فَصَلِّ عَلَيْها وَ عَلى اُمِّها صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَ جْهَ أبيها مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ تُقِرُّ بِها اَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها ، وَ اَبْلِغْهُمْ عَنّي في هذِهِ السّاعَةِ اَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَ السَّلامِ [3] .

                ====

                المصادر:
                [1] وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 7 / 113 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران .
                [2] مستدرك وسائل الشيعة : 12 / 262 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
                [3] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 91 / 74 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .

                ومع السلامة.

                تعليق


                • #9
                  الهجوم على دار فاطمة الزهراء (عليها السلام)

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                  الهجوم على دار فاطمة الزهراء (عليها السلام)

                  رفض الإمام علي ( عليه السلام ) البيعة لأبي بكر ، وأعلن سخطه على النظام الحاكم ، ليتّضح للعالم أنّ هذه الحكومة التي أعرض عنها الرجل الأوّل في الإسلام بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا تمثّل الخلافة الواقعية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكذلك فعلت الزهراء فاطمة ( عليها السلام ) ليعلم الناس أنّ ابنة نبيّهم ساخطة عليهم ، وهي تدينها فلا شرعية لهذا الحكم .

                  وبدأ الإمام علي ( عليه السلام ) من جانب آخر جهاداً سلبياً ضد الغاصبين للحقّ الشرعي ، ووقف مع الإمام علي ( عليه السلام ) عدد من أجلاّء الصحابة من المهاجرين والأنصار وخيارهم ، وممّن أشاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بفضلهم ، مع إدراكهم لحقائق الأُمور مثل : العباس بن عبد المطلب ، وعمار بن ياسر ، وأبي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، والمقداد بن الأسود ، وخزيمة ذي الشهادتين ، وعبادة بن الصامت ، وحذيفة بن اليمان ، وسهل بن حنيف ، وعثمان بن حنيف ، وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم ، من الذين لم تستطع أن تسيطر عليهم الغوغائية ، ولم ترهبهم تهديدات الجماعة التي مسكت بزمام الخلافة ، وفي مقدّمتهم عمر بن الخطّاب .

                  وقد قام عدد من الصحابة المعارضين لبيعة أبي بكر بالاحتجاج عليه ، وجرت عدّة محاورات عليه في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفي أماكن عديدة ، ولم يهابوا من إرهاب السلطة ، ممّا ألهب مشاعر الكثيرين الذين أنجرفوا مع التيار ، فعاد إلى بعضهم رشده وندموا على ما ظهر منهم من تسرّعهم واندفاعهم لعقد البيعة بصورة ارتجالية لأبي بكر ، بالإضافة إلى ما ظهر منهم من العداء السافر تجاه أهل بيت النبوّة ( عليهم السلام ) .

                  وكانت هناك بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة مثل : أسد ، وفزارة ، وبني حنيفة وغيرهم ، ممّن شاهد بيعة يوم الغدير التي عقدها النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين من بعده ، ولم يطل بهم المقام حتّى سمعوا بالتحاق النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الرفيق الأعلى ، والبيعة لأبي بكر وتربّعه على منصّة الخلافة ، فاندهشوا لهذا الحادث ورفضوا البيعة لأبي بكر جملةً وتفصيلاً ، وامتنعوا عن أداء الزكاة للحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية ، حتّى ينجلي ضباب الموقف ، وكانوا على إسلامهم يقيمون الصلاة ويؤدّون جميع الشعائر .

                  ولكنّ السلطة الحاكمة رأت أنّ من مصلحتها أن تجعل حدّاً لمثل هؤلاء الذين يشكّلون خطراً للحكم القائم ، ما دامت معارضة الإمام علي ( عليه السلام ) وصحابته تمثّل خطراً داخلياً للدولة الإسلامية ، عند ذلك أحسّ أبو بكر وأنصاره بالخطر المحيط بهم وبحكمهم من خلال تصاعد المعارضة إن لم يبادروا فوراً إلى ايقاف هذا التيار المعارض ، وذلك بإجبار رأس المعارضة ـ الإمام علي ( عليه السلام ) ـ على بيعة أبي بكر .

                  ذكر بعض المؤرّخين : أنّ عمر بن الخطّاب أتى أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة ؟ يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي ! فابعث إليه حتّى يبايعك ، فبعث أبو بكر قنفذاً ، فقال قنفذ لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أجب خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

                  قال علي ( عليه السلام ) : ( لَسريع ما كذبتم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) ، فرجع فأبلغ الرسالة فبكى أبو بكر ، فقال عمر ثانيةً : لا تمهل هذا المتخلّف عنك بالبيعة ، فقال أبو بكر لقنفذ : عُد إليه فقل له : خليفة رسول الله يدعوك لتبايع ، فجاءهُ قنفذ ، فأدّى ما أمر به .

                  فرفع علي ( عليه السلام ) صوته وقال : ( سبحان الله ! لقد إدّعى ما ليس له ) ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر ، فقال عمر : قم إلى الرجل ، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة .

                  وظنّت فاطمة ( عليها السلام ) أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلاّ بإذنها ، فلمّا أتوا باب فاطمة ( عليها السلام ) ودقّوا الباب ، وسمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : ( يا أبتِ يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة ، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جنازة بأيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، ولم تردّوا لنا حقّاً ) .

                  فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تتصدّع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم ، ودعا عمر بالحطب ونادى بأعلى صوته : والذي نفس عمر بيده لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة ، فقال : وإن .

                  فوقفت فاطمة ( عليها السلام ) خلف الباب وخاطبت القوم : ( ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله ؟ والله متّم نوره ) .

                  فركل عمر الباب برجله فاختبأت فاطمة ( عليها السلام ) بين الباب والحائط رعاية للحجاب ، فدخل القوم إلى داخل الدار ممّا سبّب عصرها ( عليها السلام ) ، وكان ذلك سبباً في إسقاط جنينها محسن .

                  وتواثبوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو جالس على فراشه ، واجتمعوا عليه حتّى أخرجوه ملبّباً بثوبه يجرّونه إلى السقيفة ، فحالت فاطمة ( عليها السلام ) بينهم وبين بعلها ، وقالت : ( والله لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً ، ويلكم ما أسرع ما خُنتم الله ورسوله فينا أهل البيت ، وقد أوصاكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا ) ، فأمر عمر قنفذاً بضربها ، فضربها قنفذ بالسوط ، فصار بعضدها مثل الدملج .

                  فأخرجوا الإمام ( عليه السلام ) يسحبونه إلى السقيفة حيث مجلس أبي بكر ، وهو ينظر يميناً وشمالاً وينادي : ( وا حمزتاه ولا حمزة لي اليوم ، وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم ) !! وقد مرّوا به على قبر أخيه وابن عمّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فنادى : ( يا ابن أُم إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) .

                  وروي عن عدي بن حاتم أنّه قال : والله ما رحمت أحداً قطّ رحمتي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) حين أُتي به ملبّباً بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر ، وقالوا له : بايع ! قال : ( فإن لم أفعل فَمَه ) ؟ قال له عمر : إذاً والله أضرب عنقك ، قال علي ( عليه السلام ) : ( إذاً والله تقتلون عبد الله وأخا رسوله ) .

                  فقال عمر : أمّا عبد الله فنعم ، وأمّا أخو رسول الله فلا ، فقال : ( أتجحدون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخى بيني وبينه ) ؟! وجرى حوار شديد بين الإمام ( عليه السلام ) وبين الحزب الحاكم .

                  وعند ذلك وصلت السيّدة فاطمة ( عليها السلام ) وقد أخذت بيد ولديها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وما بقيت هاشمية إلاّ وخرجت معها ، يصحن ويوَلوِلن ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( خلّوا عن ابن عمّي !! خلّوا عن علي !! والله لأكشفن رأسي ولأضعنّ قميص أبي على رأسي ولأدعوَنَّ عليكم ، فما ناقة صالح بأكرم على الله منّي ، ولا فصيلها بأكرم على الله من ولدي ) .

                  وجاء في رواية العياشي أنّها قالت : ( يا أبا بكر ، أتريد أن ترملني عن زوجي وتيتّم أولادي ؟ والله لئن لم تكفّ عنه لأنشرنّ شعري ، ولأشقّنّ جيبي ، ولآتينَّ قبر أبي ، ولأصرخنَّ إلى ربّي ) ، فأخذت بيد الحسن والحسين تريد قبر أبيها ، عند ذلك تصايح الناس من هنا وهناك بأبي بكر : ما تريد إلى هذا ؟ أتريد أن تنزل العذاب على هذه الأُمّة؟

                  وراحت الزهراء ( عليها السلام ) وهي تستقبل المثوى الطاهر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تستنجد بهذا الغائب الحاضر : ( يا أبتِ يا رسول الله ! ( صلى الله عليه وآله ) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة ) ؟ فما تركت كلمتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن وعيوناً جرت دمعاً .

                  ومع السلامة.

                  تعليق


                  • #10
                    شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                    شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

                    اسمها ونسبها (عليها السلام)
                    السيّدة فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) بن عبد الله بن عبد المطلّب.

                    كنيتها (عليها السلام)
                    أُمّ الحسن، أُمّ الحسنين، أُمّ الريحانتين، أُمّ الأئمّة، أُمّ أَبيها... والأُولى أشهرها.

                    ألقابها (عليها السلام)
                    الزهراء، البتول، الصدّيقة، المباركة، الطاهرة، الزكية، الراضية، المرضية، المحدّثة... وأشهرها الزهراء.

                    تاريخ ولادتها (عليها السلام) ومكانها
                    20 جمادى الثانية في السنة الخامسة للبعثة النبوية، مكّة المكرّمة.

                    أُمّها (عليها السلام) وزوجها
                    أُمّها السيّدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)، وزوجها الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام).

                    مدّة عمرها (عليها السلام)
                    18 سنة.

                    فضائلها (عليها السلام)
                    للسيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فضائل كثيرة، فكانت من أهل العباء والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت، وكانت فيمن نزلت فيهم آية التطهير وافتخر جبرائيل بكونه منهم، وشهد الله لهم بالصدق، ولها أُمومة الأئمّة(عليهم السلام)، وعقب الرسول‏(صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة، وهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين .

                    وكانت أشبه الناس كلاماً وحديثاً برسول الله (صلى الله عليه وآله)، تحكي شيمتها شيمته، وما تخرم مشيتها مشيته.

                    وقال(صلى الله عليه وآله) في فضلها: «فاطمة بضعة منّي، مَنْ سرّها فقد سرّني، ومن ساءها فقد ساءني»(2).

                    تاريخ شهادتها (عليها السلام) ومكانها
                    3 جمادى الثانية 11ﻫ، وقيل: 13 جمادى الأُولى، وقيل: 8 ربيع الثاني، المدينة المنوّرة.

                    وصيّتها (عليها السلام)
                    قد أوصت الإمام علي (عليه السلام) بعدّة وصايا، ومضمون الوصية: أن يواري(عليه السلام) جثمانها (عليها السلام) المقدّس في غلس الليل البهيم، وأن لا يشيِّعها أحد من الذين هضموها؛ لأنّهم أَعداؤها(عليها السلام) وأعداء أبيها (صلى الله عليه وآله) على حدِّ تعبيرها.

                    كما عهدت إليه أن يتزوّج من بعدها بابنة أُختها أمامة؛ لأنّها تقوم برعاية ولديها الحسن والحسين (عليهما السلام) اللذين هما أعزّ عندها من الحياة.

                    وعهدت إليه أن يعفي موضع قبرها؛ ليكون رمزاً لغضبها غير قابل للتأويل على مرّ الأجيال القادمة.

                    يوم شهادتها (عليها السلام)
                    عمدت (عليها السلام) إلى ولديها الحسن والحسين (عليهما السلام) فغسلتهما، وصنعت لهما من الطعام ما يكفيهم يومهم، وأمرت ولديها بالخروج لزيارة قبر جدّهما، وهي تلقي عليهما نظرة الوداع، وقلبها يذوب من اللوعة والوجد.

                    ثمّ التفتت (عليها السلام) إلى أسماء بنت عُميس وكانت تتولّى تمريضها وخدمتها، فقالت (عليها السلام): «اسكبي لي غسلاً».

                    فانبرت أسماء وأتتها بالماء فاغتسلت(عليها السلام) فيه، وقالت(عليها السلام) لها ثانياً: «ائتيني بثيابي الجُدُد»، فناولتها أسماء ثيابها(عليها السلام).

                    ثمّ قالت (عليها السلام): «اجعلي فراشي وسط البيت»، وعندها ذعرت أسماء وارتعش قلبها، فقد عرفت أنّ الموت قد حلّ بالزهراء(عليها السلام).

                    فصنعت لها ما أرادت، فاضطجعت الزهراء(عليها السلام) على فراشها، واستقبلت القبلة، وأخذت تتلو آيات من الذكر الحكيم حتّى فارقت الروحُ الجسد.

                    ورجع الحسنان (عليهما السلام) إلى الدار فلم يجدا فيها أُمّهما (عليها السلام)، فبادرا يسألان أسماء عن أُمّهما، فقالت: إنّ أُمّكما قد ماتت، فأخبرا بذلك أباكما، وكان هذا الخبر كالصاعقة عليهما.

                    فهرعا (عليهما السلام) مسرعين إلى جثمانها، فوقع عليها الحسن (عليه السلام) وهو يقول: «يا أُمّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني».

                    وألقى الحسين (عليه السلام) نفسه عليها وهو يعجُّ بالبكاء قائلاً: «يا أُمّاه أنا ابنك الحسين، كلّميني قبل أن ينصدع قلبي».

                    وأخذت أسماء تعزّيهما وتطلب منهما أن يسرعا إلى أبيهما(عليه السلام) فيخبراه، فانطلقا(عليهما السلام) إلى مسجد جدّهما رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهما غارقان في البكاء فأخبراه، فاضطرب الإمام(عليه السلام)، وطفق يقول: «بمن العزاء يا بنت محمّد، كنتُ بكِ أتعزّى، فَفيمَ العزاء من بعدك»؟

                    تجهيزها (عليها السلام)
                    وعند انتشار نبأ رحيلها (عليها السلام) تجمّع أهل المدينة المنوّرة على باب الإمام علي(عليه السلام) في انتظار تشييعها (عليها السلام)، فعهد الإمام(عليه السلام) إلى سلمان أن يقول للناس بأنّ مواراتها (عليها السلام) تأخّر هذه العشية، فتفرّق الناس.

                    ولمّا مضى من الليل شطره، قام الإمام (عليه السلام) فغسّل الجسد الطاهر ومعه السيّدة أسماء.

                    وقبل تكفينها دعا الإمام (عليه السلام) بالحسن والحسين لتوديع أمّهما، ليلقوا عليها النظرة الأخيرة، وبعد انتهاء الوداع عقد الإمام الرداء عليها.

                    ثمّ صلّى (عليها السلام) على الجثمان الطاهر، ثمّ عهد إلى بني هاشم وخلّص أصحابه أن يحملوا الجثمان المقدّس إلى مثواه الأخير.

                    ولم يخبر (عليه السلام) أيّ أحد بذلك، سوى تلك الصفوة من أصحابه الخلّص وأهل بيته(عليهم السلام).

                    دفنها (عليها السلام)
                    قام الإمام علي(عليه السلام) بدفنها، وبعد تفرّق المشيّعين وقف(عليه السلام) على القبر قائلاً: «السّلام عَليكَ يا رسولَ الله عَنِّي وعنِ ابنَتِك النّازِلَة في جوارك، السريعة اللحاق بك، قَلّ يا رسولَ الله عن صَفِيّتِك صَبرِي، وَرَقّ عنها تَجَلُّدِي، إلّا أنّ في التأسِّي بِعظِيم فرقَتِك وَفَادحِ مُصِبَيتِك مَوضِعَ تَعَزٍّ، فَلَقد وَسّدتُكَ فِي مَلحُودَةِ قَبرِك، وَفَاضَت بَينَ نَحري وصَدرِي نَفسُكَ.

                    إِنّا لله وإنّا إليه راجعون، لقد استُرجِعَتْ الوَديعةُ، وأُخِذَتْ الرّهينَة، أمّا حُزنِي فَسَرْمَدْ، وَأمّا لَيلِي فَمُسَهّدْ، إلى أَنْ يختارَ اللهُ لي دارَك التي أنتَ بِها مُقيم، وَسَتُنَبِّئُكَ ابنتُكَ بِتَضَافُرِ أُمّتِكَ على هَضمِها، فَاحفِهَا السُّؤَالَ، واستَخبِرْهَا الحَالَ»(3).

                    ثمّ أنشد (عليه السلام):

                    لِكُلِّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَيْنِ فِرقَةٌ ** وَكُلُّ الّذي دُونَ الفِرَاقِ قَليلُ

                    وَإِنّ افتِقَادِي فَاطماً بَعدَ أَحمَد ** دَلِيلٌ عَلى أَنْ لا يَدُومَ خَلِيلُ(4).

                    مكان دفنها (عليها السلام)
                    المدينة المنوّرة، ولم يُعلم حتّى الآن موضع قبرها(عليها السلام)؛ وذلك لما أوصته لأمير المؤمنين(عليه السلام) قبل وفاتها في أن يدفنها ليلاً ويخفي قبرها(عليها السلام).

                    ولأيّ الأُمور تُدفنُ ليلاً ** بضعةُ المصطفى ويُعفى‏ ثراها

                    فمضت وهي أعظم الناس شجواً ** في فم الدهر غُصّة من جواها

                    ====

                    المصادر:
                    1ـ اُنظر: الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية: 51.
                    2ـ الأمالي للمفيد: 260.
                    3ـ نهج البلاغة 2/182.
                    4ـ الأمالي للصدوق: 580.

                    بقلم : محمد أمين نجف

                    ومع السلامة.

                    تعليق


                    • #11
                      إضرام النار على بيت فاطمة الزهراء عليها السلام

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                      إضرام النار على بيت فاطمة الزهراء عليها السلام

                      فلما أن رأى علي عليه السلام خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه لزم بيته، فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة، وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا والآخر أفضهما وأغلظهما و أجفاهما، فقال له أبو بكر: من نرسل إليه ؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذا فهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب، فأرسله وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على علي عليه السلام فأبى أن يأذن لهم، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد، والناس حولهما فقالوا: لم يؤذن لنا فقال عمر: إذهبوا فان أذن لكم وإلا فادخلوا بغير إذن. فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة عليها السلام أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن، فرجعوا وثبت قنفذ الملعون، فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن، فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء، ثم أمر أناسا حوله بتحصيل الحطب، وحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفيه علي وفاطمة وابناهما ( عليهم السلام ) ، ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة ( عليهما السلام ) . والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك النار فقامت فاطمة ( عليها السلام ) فقالت: يا عمر ما لنا ولك ؟ فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم، فقالت: يا عمر أما تتقي الله تدخل على بيتي، فأبى أن ينصرف ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب، ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة ( عليها السلام ) وصاحت يا أبتاه يا رسول الله فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت يا أبتاه، فرفع السوط فضرب به ذراعها، فنادت يا رسول الله: لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر. فوثب علي ( عليه السلام ) فأخذ بتلابيبه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله فذكر قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما أوصاه به، فقال: والذي كرم محمدا ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوة يا بن صهاك، لولا كتاب من الله سبق وعهد عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلمت أنك لا تدخل بيتي، فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي ( عليه السلام ) إلى سيفه، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي ( عليه السلام ) بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدته، فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع فان خرج وإلا فاقتحم عليه بيته ، فإن امتنع فأضرم على بيتهم النار، فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي ( عليه السلام ) إلى سيفه، فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه، فألقوا في عنقه حبلا، وحالت بينهم وبينه فاطمة ( عليها السلام ) عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وان في عضدها مثل الدملج من ضربته لعنه الله. ثم انطلقوا بعلي ( عليه السلام ) يتل (1) حتى انتهى به أبي بكر، وعمر قائم بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبو حذيفة ومعاذ بن جبل، والمغيرة بن شعبة، وأسيد بن حضير، وبشير بن سعد، وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح (2). [ احتجاج فاطمة ( عليها السلام ) مع أبي بكر ] وفي رواية العياشي فخرجت فاطمة ( عليها السلام ) فقالت: يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي ؟ والله لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحن إلى ربي، فأخذت بيد الحسن والحسين وخرجت تريد قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال علي ( عليه السلام ) لسلمان: أدرك إبنة محمد ( صلى الله عليه وآله ) فاني أرى جنبتى المدينة تكفئان (3)، والله إن نشرت شعرها، وشقت جيبها وأتت قبر أبيها وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها، فأدركها سلمان ( رضي الله عنه ) فقال: يا بنت محمد إن الله انما بعث أباك رحمة فارجعي، فقالت: يا سلمان يريدون قتل علي ( عليه السلام ) وما علي صبر، فدعني حتى آتي قبر أبي، فأنشر شعري وأشق جيبي وأصيح إلى ربي فقال سلمان: إني أخاف أن يخسف بالمدينة وعلي بعثني إليك يأمرك أن ترجعي له إلى بيتك وتنصرفي فقالت ( عليها السلام ) : إذا أرجع وأصبر واسمع له وأطيع (4).
                      الاحتجاج: روى عن الصادق ( عليه السلام ) انه قال: لما استخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من منزله، خرجت فاطمة ( عليها السلام ) فما بقيت هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر، فقالت لهم: خلوا عن ابن عمي، فو الذي بعث محمدا بالحق، لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى، فما صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي، قال سلمان ( رضي الله عنه ) : كنت قريبا منها فرأيت والله أساس حيطان المسجد مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تقلعت من أسفلها، حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ، فدنوت منها، فقلت: يا سيدتي ومولاتي، إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة فرجعت، ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا (5).
                      وروى الشيخ الكليني قدس سره عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( عليهما السلام ) قالا: إن فاطمة ( عليها السلام ) لما أن كان من أمرهم ما كان، أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثم قالت: أما والله يا بن الخطاب، لولا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله، ثم أجده سريع الإجابة (6). وروى أيضا انه: لما أخرج بعلي ( عليه السلام ) خرجت فاطمة ( عليها السلام ) واضعة قميص رسول الله علي رأسها، آخذة بيدي إبنيها، فقالت: مالي ولك يا أبا بكر ؟ تريد أن تؤتم ابني وترملني من زوجي ؟ والله لولا أن يكون سيئة، لنشرت شعري، ولصرخت إلى ربي، فقال رجل من القوم: ما تريد إلى هذا ؟ ثم أخذت بيده فانطلقت به (7). وفي رواية أخرى، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: والله نشرت شعرها ماتوا طرا (8). [ في أن عمر وخالدا أتيا بعلي ( عليه السلام ) والزبير للبيعة. ] روى ابن أبي الحديد عن كتاب السقيفة للجوهري، باسناده عن الشعبي قال: قال أبو بكر: يا عمر أين خالد بن الوليد ؟ قال هو هذا، فقال: إنطلقا إليهما يعني عليا والزبير، فأتياني بهما، فدخل عمر ووقف خالد على الباب من خارج فقال عمر للزبير: ما هذا السيف ؟ قال: أعددته لأبايع عليا، قال: وكان في البيت ناس كثير منهم المقداد ابن الأسود وجمهور الهاشميين، فاخترط عمر السيف فضرب به صخرة في البيت فكسره، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ، ثم دفعه فأخرجه، وقال: يا خالد دونك هذا، فأمسكه خالد وكان في خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس أرسلهم أبو بكر ردءا لهما، ثم دخل عمر فقال لعلي ( عليه السلام ) قم فبايع، فتلكأ واحتبس، فأخذه بيده فقال: قم، فأبى أن يقوم فحمله ودفعه كما دفع الزبير ثم أمسكهما خالد وساقهما عمر ومن معه سوقا عنيفا، واجتمع الناس ينظرون وامتلأت شوارع المدينة بالرجال. ورأت فاطمة ( عليه السلام ) ما صنع عمر فصرخت وولولت واجتمعت معها نسوة كثيرة من الهاشميات وغيرهن، فخرجت إلى باب حجرتها ونادت يا أبا بكر: ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا اكلمه حتى ألقى الله، قال فلما بايع علي ( عليه السلام ) والزبير وهدأت تلك الفورة مشى إليها أبو بكر بعد ذلك فشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنه. قال ابن أبي الحديد: والصحيح عندي، إنها ماتت وهي واجدة علي أبي بكر وعمر، وإنها أوصت أن لا يصليا عليها وذلك عند أصحابنا من الصغائر (9) المغفورة لهما، وكان الأولى بهما إكرامها وإحترام منزلتها لكنهما خافا الفرقة واشفقا من الفتنة، ففعلا ما هو الأصلح بحسب ظنهما وكان من الدين وقوة اليقين بمكان مكين، ومثل هذا لو ثبت كونه خطأ لم تكن كبيرة، بل كان من باب الصغائر التي لا يقتضي التبري، ولا يوجب التولي، إنتهى كلام ابن أبي الحديد عليه ما يستحقه ويريد (10).

                      ====

                      المصادر:
                      (1) في المصدر: يعتل عتلا يعني يجذب جذبا. واتله: أي أوثقه وجره.
                      (2) كتاب سليم بن قيس ص 83 - 84 بحار الانوار ج 28 ص 269.
                      (3) قوله تكفئان: أي تضطربان وتنقلبان.
                      (4) العياشي: ج 2 ص 67 وبحار الانوار ج 28 ص 227. (5) الاحتجاج ج 1 ص 113.
                      (6) الكافي ج 1 ص 460.
                      (7) روضة الكافي ص 237.
                      (8) روضة الكافي ص 238.
                      (9) من الأمور - خ م.
                      (10) شرح النهج ج 6 ص 49 - 50.


                      ومع السلامة.

                      تعليق


                      • #12
                        عظمة الزهراء عليها السلام ووضاعة أبو بكر لعنه الله

                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                        عظمة الزهراء عليها السلام ووضاعة أبو بكر لعنه الله

                        نتقدم إلى ساحة القداسة إلى مولانا وسيدنا صاحب العصر والزمان (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله تعالى فرجه الشريف) بأصدق التبريكات والتهاني وإليكم أيها المؤمنون الكرام بهذه المناسبة العطرة، مناسبة ميلاد قطب الأكوان ونور الأنوار أم الأئمة الأطهار فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها).

                        الحوراء الإنسيه
                        "روى العلامة المجلسي في البحار [بدون مقدمات، أدخل في صلب الموضوع] والإربلي في كشف الغمة عن الحسين بن أحمد ابن خالويه في كتاب الآل قال: حدثني أبو عبدالله الحمبلي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن قضاعة قال: حدثنا أبو معاذ عبدان بن محمد قال: حدثني مولاي أبو محمد الحسن بن علي [العسكري] {أنتم فقط دققوا في هذا السند العالي جداً والقوي جداً الذي إذا قُرء على مجنون لأفاق بشهادة المؤالف والمخالف} عن أبيه علي بن محمد [الهادي] عن أبيه محمد بن علي [الجواد] عن أبيه علي بن موسى [الرضا] عن أبيه موسى بن جعفر [الكاظم] عن أبيه جعفر بن محمد [الصادق] عن أبيه محمد بن علي [الباقر] عن أبيه علي بن الحسين [زين العابدين] عن أبيه الحسين بن علي [سيد الشهداء] عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
                        "لما خلق الله آدم وحواء، تبخترا في الجنة، فقال آدم لحواء: ما خلق الله خلقاً هو أحسن منا, كانا يظنان أن الله عزّ وجل لم يخلق أحسن منهما وإذا بالله عزّ وجل فوراً يتدخل ليصحح هذه المعلومة] فأوحى الله إلى جبرائيل (عليه السلام): أأت بعبدي الفردوس الأعلى، يعني آدم عليه السلام وحوّاء كانا في الجنة..أما بعدما أمر الله (عزّ وجل) جبرائيل لكي يذهب إليهما ويصحح هذه المعلومة، جاء بهما إلى الفردوس الأعلى..يعني إلى مقامٍ عظيمٍ في الجنة..ما كان آدم ولا حواء قد رأياه من قبل، فلمّا دخلا الفردوس نظر إلى جارية على درنوكٍ من درانيك الجنة، وعلى رأسها تاج من نور، وفي أذنيها قرطان من نور، قد أشرقت الجنان من نور وجهها. من هي هذه التي أشرقت الجنان من نور وجهها؟ فقال آدم: حبيبي جبرائيل من هي هذه الجارية التي أشرقت الجنان من حسن وجهها؟ قال: هذه فاطمة بنت محمد، عجباً فاطمة التي هي من صلب آدم تكون خلقتها متقدمة على آدم..الله أكبر..عجيب؛ نبي من ولدك يستمر جبرائيل في تعليم آدم عن هذا الكائن الذي رآه في الجنة؛ يكون في آخر الزمان، قال: فما هذا التاج الذي على رأسها؟ قال: بعلها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: فما القرطان اللذان في أذنيها؟ قال: ولداها الحسن والحسين، ويبقى السؤال..كيف أنهم من ذريته وقد خلقوا قبله؟] فقال آدم: حبيبي جبرائيل أخلقوا قبلي؟ قال: هم موجودون في غامض علم الله قبل أن تُخلق [يعني قبل أن تُخلق أنت يا آدم] بأربعة آلاف سنة".

                        إنما الزهراء نور تجسد في صورة إنسية، وكانت هذه الصورة الإنسية من ذرية آدم وظهرت في عالمنا هذا، وإلا فهي موجودة في الفردوس الأعلى، في أعلى قمم الجنة، قبل أن يُخلق آدم، قبل أن تُخلق الخلائق بأربعة آلاف سنة من تعداد السنوات التي عند الله. هذا مقامها، والرواية من أعلى وأقوى الأسانيد مروية عن كل إمامٍ إمامٍ من الأئمة الطاهرين، إمامٌ معصومٌ منه عن أبيه عن أبيه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).

                        أيهما أفضل من الآخر علي أم الزهراء (سلام الله عليهما)
                        حتى نعرف شيئاً من مقام الزهراء، كلنا نعلم أننا لا يمكن لنا أن نحيط بهذا المقام، أن نحيط به من كل جوانبه. هذا أمرٌ محال, الداني لا يحيط بمن هو أعلى منه، وهي أعلى منا بحيث أنّ أنبياء الله كانوا يتحيرون في الإحاطة بكنهها (صلوات الله عليها)، أما كل الذي نستطيع أن نرجع إلى ما لدينا من روايات، ونحاول أن نستشف منها صورةً من صور أو جانباً من جوانب عظمة الزهراء البتول (صلوات الله وسلامه عليها) - دققوا إخواني في هذا التقريب- نحن إذا سُئِلنا: ما هي عقيدتكم في أفضل الخلق بعد رسول الله على الإطلاق؟ فوراً نهتف باسم علي (صلوات الله عليه)..أنه هو أفضل الخلائق، أفضل حتى من الملائكة، من الأنبياء، من المرسلين، من الكل أفضل ومقامه أعلى ما خلا رسول الله (صلى الله عليه وآله). صحيح؟! وهنا قد يتصور البعض أنّ علياً أفضل من الزهراء, أنا أسئلكم: تؤمنون بأن علي بن أبي طالب أفضل من الزهراء؟! إن قلتم نعم، حرتم. وإن قلتم لا، أيضاً حرتم.

                        علي (عليه السلام) وُصف في القرآن الحكيم بأنه نفس رسول الله، يعني له مرتبةٌ توازي مرتبة رسول الله، وبلا شك أن رسول الله أفضل الخلق، فإذن الزهراء بالنسبة إليه مفضولة، وهو أفضل منها، عليٌ الذي حينما يُسأل أنت أم آدم؟! يقول أنا؛ أنت أفضل أم آدم؟! يقول أنا؛ أنت أفضل من نوح؟! أنت أفضل من إبراهيم؟! يقول أنا؛ أنت أفضل من موسى؟! يقول أنا, أنت أفضل من عيسى؟! يقول أنا, مجرد أنه حينما يُسأل: أنت أفضل أم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ يقول إنما أنا عبدٌ من عبيد محمد.

                        عليٌ هذا الذي مقامه يستعصي على الفهم، لا يمكن لأحد أن يفهم مقامه, المخالفون – لا نحن فقط – يروون في مصادرهم هذه الرواية كمثال رواها القندوزي الحنفي في ينابيع المودة عن أحمد بن حنبل في المسند، وكذلك رواها ابن المغازلي الشافعي في المناقب، والخورازمي في المناقب، والطبراني في المعجم وغيرهم من أعلام المخالفين، يقولون:
                        ”قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليٍ (عليه السلام): يا علي، والذي نفسي بيده لولا أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالةً لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة“.
                        هذا مقام عليٍ (صلوات الله عليه) الذي لا يستوعبه البشر، نُفاجأ بأن علياً حينما يتعامل مع الزهراء. كيف يتعامل؟! أيتعامل مع الزهراء على أساس أنه أفضل منها؟! على أساس أنه سيدها؟! أم العكس؟! كيف يتعامل؟! إذا وجدنا نصاً واضحاً عليٌ (عليه السلام) يقول أن الزهراء أفضل مني، أنها سيدتي مثلما قال بالنسبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله). ماذا نفعل؟! اعطيكم لمحتين فقط من أسلوب عليٍ (عليه السلام) مع الزهراء حتى تعرفون مدى الحيرة التي وقعنا فيها جميعاً تجاه هذا السؤال: أيهما أفضل وأعلى مقاماً عند الله علي أم فاطمة (صلوات الله عليهما)؟! حتى علمائنا المتقدمون منهم، المتأخرون منهم، وما بينهما كلهم يقولون ليس عندنا إجابة بضرس قاطع تجاه هذه المسألة. لا نعلم، من جهةٍ عليٌ النصوص تأيد أنه الأفضل من بعد رسول الله، من جهة أخرى هذا الأفضل بعد رسول الله هو ذاته حينما يتعامل مع الزهراء يتعامل معها تعامل الخادم. إلى هذه الدرجة. ماذا فعل؟! لاحظوا هذه الرواية.

                        روى العلامة المجلسي في البحار عن عيون المعجزات للشيخ الحسين بن عبد الوهاب أنه: ”روي عن حارثة بن قدامة قال: حدثني سلمان (رضوان الله تعالى عليه) قال: حدثني عمار [عمار بن ياسر] وقال: أخبرك عجبا؟ [عمار شاهد موقفاً عجيباً. قال لسلمان أخبرك عجبا؟] قلت: حدثني يا عمار. قال: نعم، شهدت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد ولج على فاطمة (عليه السلام) [يعني دخل على فاطمة، رأيت أنا منظره أنه دخل على زوجته فاطمة فإذا به] فلمّا أبصرت به [أبصرت الزهراء بعلي أمير المؤمنين قادم] نادت: ادنو مني لأحدثك بما كان وما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة. الله أكبر، علي يتتلمذ عند يد الزهراء؟! عجيب تقول له ادنو مني، اجلس، حتى أحدثك، أعلمك، بما هو كائن وما لا يكون إلى يوم القيامة حتى تقوم الساعة] قال عمار: فرأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) يرجع القهقهرى [هل تعلمون معنى رجوعه القهقهرى؟! رجوع القهقهرى أنه يتراجع إلى الخلف لكنه يستمر في إعطاء وجهه ومقاديم بدنه للزهراء (عليها السلام)، يعني لا يستدبر الزهراء، يعني يرجع هكذا، بهذه الطريقة التي هي طريقة التعامل مع السادة والملوك، العبيد والخدم حينما كانوا يتعاملون مع سادتهم هكذا يتعاملون، لا ينصرف عنه ويعطيه ظهره، أبداً، يتراجع وهو يعطيه وجهه، عليٌ أمير المؤمنين، حجة الله على الخلق أجمعين هكذا كان يتراجع أمام الزهراء، معظماً إياها، مجلّاً إياها] فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: ادنو يا أبا الحسن فدنا، فلمّا اطمئن به المجلس، قال له: تحدثني أم أحدثك؟ قال: الحديث منك أحسن يا رسول الله. فقال: كأني بك وقد دخلت على فاطمة وقالت لك كيت وكيت؛ يعني قالت لك هذه الحوادث، هذه الأخبار؛ فرجعت، فقال علي (عليه السلام): نور فاطمة من نورنا؟ يسأل رسول الله؛ فقال (صلى الله عليه وآله): أولا تعلم؟ فسجد عليٌ شكراً لله تعالى. قال عمار: فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) وخرجت بخروجه، فولج على فاطمة (عليها السلام) وولجت معه، دخلت معه على فاطمة، فقالت [قالت لعليٍ]: كأنك رجعت إلى أبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرته بما قلته لك. قال: كان كذلك يا فاطمة، فقالت: اعلم يا أبا الحسن أن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله (جلّ جلاله)، ثم أودعه شجرةً من شجر الجنة فأضائت، فلمّا دخل أبي الجنة، أوحى الله تعالى إليه إلهاماً أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك، ففعل فأودعني الله سبحانه صلب أبي (صلى الله عليه وآله) ثم أودعني خديجة بنت خويلد (عليها السلام) فوضعتني وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن، يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى“.

                        هكذا كان يتعامل عليٌ (عليه السلام) مع الزهراء وكأنها في مقامٍ الأستاذ والسيد، وهو في مقام الخادم لها، إلى هذه الدرجة، يرجع القهقهرى، ويتعلّم منها ما كان وما يكون وما هو كائن.

                        وعندنا نصٌ آخر أوقع وأشد وأعظم، في هذا النص يصرح عليٌ (عليه السلام) بما يبهر الألباب والعقول، يبهر حتى عقول الكُمّل كأنبياء الله تبارك وتعالى، يصرح بأن الزهراء سيدته، لا يخاطبها هكذا، يقول يا سيدتي، إلى هذه الدرجة، لاحظوا هذه الرواية،
                        ”روى الشيخ الطوسي في مصباح الأنوار عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: لمّا حضرت فاطمة الوفاة [جاء استشهادها (صلوات الله عليها) بعد تلك الآلام والمحن؛ بكت؛ بكت الزهراء. لماذا؟ على مصيبتها؟! على حالها؟! أبداً]، فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): يا سيدتي ما يبكيك؟ هذا شاهدنا، يخاطب عليٌ هذا الذي إذا مر بملأ من المسلمين كما قال رسول الله يأخذون التراب من تحت قدميه للبركة، إلى هذه الدرجة، يخاطب الزهراء ويقول يا سيدتي، يعني أنتِ أفضل مني، أنت سيدتي، أنا خادم لكِ، إلى هذه الدرجة، فمن الذي يستطيع أن يقول بضرس قاطع أن علياً أفضل من فاطمة (صلوات الله عليهما)؟!قالت: أبكي لما تلقى بعدي؛ كانت لا تبكي على حالها، على حال عليٍ (صلوات الله عليه) والمحن سيتعرض لها بعدها؛ فقال لها: لا تبكين، فوالله إن ذلك لصغيرٌ عندي في ذات الله؛ يكمل الإمام (عليه السلام) يقول، وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين ففعل، يعني لا يعلم الشيخين بأمرها حتى يصليا عليها، الشيخين يعني أبو بكر وعمر (عليهما لعنة الله)، فلذلك ما كانت تأذن (صلوات الله عليها) بأن يأتيان ليصليا عليها. إذن هذا هو مقام الزهراء، بل هذه لمحةٌ خاطفة وقطرةٌ واحدةٌ من بحر عظمة الزهراء (صلوات الله عليها)، لا يمكن لنا أن نحيط بهذا المقام العظيم وكما قلت، إلى اليوم العلماء يحارون في تقديم أيهما أفضل من الآخر؟ أمير المؤمنين أم الزهراء (صلوات الله عليهما)؟

                        مقام أبي بكر (لعنه الله)
                        من محاسن الألفاظ أن هذا اليوم بالذات فيه مناسبةٌ سعيدةٌ ومبهجةٌ لقلوب المؤمنين أيضاً، هذه المناسبة هي هلاك أول ظالمٍ ظلم أهل البيت (عليهم السلام) وهو أبو بكر، هذا اليوم، يوم الثاني والعشرين من جمادى الآخرة هو يوم هلاكه (لعنة الله عليه)، فنحن قد تحدثنا عن مقام الزهراء بمناسبة ميلادها يوم أول من أمس، يوم العشرين من جمادى، فالآن لا بأس أيضاً، يعني حتى المخالفين مثلاً لا يزعلون منّا، أنه تحدثتم عن مقام سيدتكم الزهراء كذا وأجريتم احتفالاً في يوم هلاك خليفتنا، يعني يوم موته، يوم حزينٌ بالنسبة إلينا، فلا بأس أن تتحدثوا شيئاً من مقامه أيضاً، مقام أبي بكر، لنذهب إلى مقام أبي بكر.

                        مقام أبي بكر عند الله تعالى، كيف يكون؟! لا يمكن لنا طبعاً أن نأتي برواياتٍ من مصادرنا ونحتج بها ونقول هذا هو مقامه عند الله (عزّ وجل)، فإذن نتجه إلى كتب المخالفين المعتبرة لنحاول أن نتصور مقام أبي بكر, ما هو؟! لاحظوا إخواني هنالك عالمٌ كبيرٌ جداً من علماء المخالفين يعتمدون عليه اعتماداً كبيراً، هذا الرجل يُقال له الراغب الأصبهاني، يعني أصفهان، صاحب المفردات، ألف كتاباً في التفسير وبيان مفردات القرآن الكريم وهو كتابٌ معتبرٌ عندهم، والعالم أيضاً معتبرٌ عندهم يقول فيه الفخر الرازي: ”إنه من أئمة أهل السنّة والجماعة“، والألباني- هذا الهالك قبل سنوات – أيضاً يقول فيه أنه: ”الإمام“ يصفه بأنه ”الإمام الراغب الأصبهاني“. هذا الرجل الراغب الأصبهاني عنده كتاب وهو كتاب معتبرٌ أيضاً، اسم هذا الكتاب محاضرات الأدباء، يُباع، في مكتباتهم موجود، اذهبوا واشتروه – إن شاء الله – نسخةٌ منه وافتحوا على الجزء الأول الصفحة 326، يروي هذه الرواية، يقول:
                        ”دخل قيس بن عاصم على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال؛ هذا قيس بن عاصم كان سيداً من سادات الجاهلية، وهذا الرجل لأنه كان في الجاهلية، على عادتهم، كان يأد البنات، يعني كان يقتلهن، يقتل بناته إذا وُلدت له بنت، يأدها، يقتلها، فحينما جاء ليسلم، جاء لرسول الله حتى يسلم على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويتشهد الشهادتين، سأل رسول الله أنه أنا كنت فعلت كذا وكذا على بناتي، فهل علي إثم؟ ماذا أفعل؟ علي مثلاً دية؟ علي مثلاً كفارة؟ علي شيء من هذا القبيل؟ فلاحظوا رسول الله كان جالس وقيس بن عاصم جاء له، أبو بكر هَم كان موجود: إنّي وأدت اثني عشر بنتاً، فما أصنع؟ فقال (صلى الله عليه وآله): أعتق عن كل مؤودةٍ نسمة؛ يعني كل واحدة أعتق واحداً من عبيدك، هنا أبو بكر تدخل كما يروي الراغب الأصبهاني؛ فقال له أبو بكر (رضي الله عنه) [طبعاً هو يقول]: فما الذي حملك على ذلك وأنت أكثر العرب مالاً؟ قال لقيس بن عاصم لماذا تفعل هكذا وأنت رجل عندك مال كثير، أنت غني وصاحب سيادة وصاحب مقام فما كان يعجزك أن تصرف على هذه البنات؟ فالتفت إليه الرجل، فماذا قال؟ قال: مخافة أن ينكحهن مثلك، أنت وأشكالك أخاف يتزوجون بناتي في المستقبل، انته الوضيع، انته الرذيل، هذه عبارة طبعاً فيها إهانة شديدة لأبي بكر، يقول له لماذا وأدت بناتك؟ لم قتلتهن؟ يقول حتى أنت وأشكالك ما أراه يوم من الأيام يتزوج بناتي.. أبو بكر صاحب المقام العظيم عند المخالفين، رسول الله كان جالس يرى هذه الإهانة من قيس بن عاصم لأبي بكر ابن أبي قحافة، المفروض الرسول يقف في وجهه يقول، لا هذا عيب، أو ما يجوز، هذا الصديق، هذا الخليفة، هذا العظيم، هذا كذا وكذا، صاحبي في الغار مثلاً، يعني يوقفه أمام حده، ينتصر لصاحبه إن كان له مقامٌ عنده أو على أقل التقادير يسكت، لا أنه يتبسم في وجه الرجل، وكأنه يقر بكلامه لاحظوا الرواية ماذا يقول؟! يقول: فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) [تبسم، يعني ارتاح لكلام قيس بن عاصم، بل وأضاف، وقال: هذا سيد أهل الوبر، يعني وصف قيس بن عاصم، منحه لقب السيادة، قال هذا سيد أهل الوبر] “.

                        إذن يتبين من خلال هذه الرواية التي يرويها المخالفون في مصادرهم أن أبا بكر ليس عنده مقامٌ عند الله (عزّ وجل) لأنه لو كان عنده مقامٌ عظيم عند الله، ولو مقام مؤمنٍ عادي لوقف رسول الله في وجه ذلك الرجل الذي أهانه، إلا أنه يتبسم في وجهه، وأكثر من هذا، يمتدحه أيضاً، يقول هذا سيد أهل الوبر، وينعم عليه بلقب السيادة.

                        الشيء الذي يكون أقوى من هذا هو الآتي، تصريح أبي بكر بنفسه عن نفسه، يعني مثلاً نحن جئنا بالنسبة إلى الزهراء (عليها السلام) نريد أن نعرف مقامها جئنا إلى تصريحاتها وأقوالها، هي صرحت، "قالت أنا نورٌ خلقني الله عزّ وجل قبل آدم" ووصفت نفسها بما هو حق، الآن نأتي نأخذ من فم أبي بكر ما هو مقامك؟! لاحظوا هذه الرواية، روى ابن الجوزي في التبصرة الجزء الثاني الصفحة 222 والمنّاوي في فيض القدير الجزء الرابع الصفحة 418: ”عن أبي بكر أنه قال: ليتني كنت شعرةً في صدر مؤمن“.

                        فإذن هو يصرح بل ينفي عن نفسه أنه مؤمن، لأنه لو كان مؤمناً فعلى الأقل هو يعني جسدٌ وشعر، ليس فقط شعر، لماذا تقول أنه شعرة في صدر مؤمن؟! يا ليت أنا أكون شعرة في صدر رجل مؤمن، إذن أبو بكر في ذاته لا يقر ولا يعتقد أنه مؤمن، لو كان مؤمناً لا يصدر منه هذا الكلام، لماذا تحتاج إلى أن يحولك الله إلى شعرة تكون في صدر مؤمن؟! أنت بحد ذاتك مؤمن وأفضل الخلق بعد الأنبياء على تعبير المخالفين.

                        وقال ابو بكر عند إحتضاره أيضاً لما رأى طيراً على شجرة: (( طوبى لك يا طير والله لوددت أني كنت مثلك ، تقع على الشجرة ، وتأكل من الثمر ، ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب ، والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق مر علي جمل ، فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ، ثم إزدردني ، ثم أخرجني بعراً ولم أكن بشراًً )). (إبن أبي شيبة - المصنف - كتاب الزهد).

                        الأسوء من هذا أن أبا بكر وأترككم مع الرواية وأختم، روى ابن سعد في الطبقات الجزء الثالث الصفحة 198 والبلاذري في أنساب الأشراف الجزء العاشر الصفحة 84: ”عن قتادة قال: بلغني أن أبا بكر قال في مرض موته: [حينما بدأ يموت، يهلك، مثل أيام التي مضت، قبل يومنا هذا، قال هذه العبارة] ودتت أني خضرةٌ تأكلني الدواب“ يعني ماذا؟ يعني يا ليت أكون هذه الخضرة التي تأكله البهائم – أجلّكم الله -، إذن الرجل يعبر عن نفسه هذا التعبير ويصرح عن نفسه هذا التصريح ويقول أنا هذا مقامي، مقامي أن أكون – أجلّكم الله – هذا الشيء الذي يُعطى للبهائم والحمير والبغال وما أشبه، متى قال ذلك؟! قال ذلك حينما بدأ يعاين الموت فرأى مقامه الواقعي لأن الإنسان حينما يعاين الموت تنكشف أمامه الحُجُب فيبدأ يرى موقعه أين يكون في عالم الآخرة، هل في الجنة أم في النار؟! فهذه نبذةٌ عن مقام أبي بكر بمناسبة يوم هلاكه.

                        وكنّا قد بيّنا مقام الزهراء (صلوات الله عليها) بمناسبة يوم ميلادها ويوم بزوغ فجرها ونورها (صلوات الله عليها) والعاقل يمايز بين الروايات والمقامين.

                        ومع السلامة.

                        تعليق


                        • #13
                          أبو بكر يشبه فاطمة الزهراء (ع) بالزانية أم طحال ؟

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                          أبو بكر يشبه فاطمة الزهراء (ع) بالزانية أم طحال ؟



                          ===

                          توطئة البحث:

                          1. عن أبي هريرة قال: نظر النبي (ص) إلى علي ، والحسن ، والحسين وفاطمة (ع) ، فقال : أنا حرب لمن حاربكم ، وسلم لمن سالمكم. (أحمد بن حنبل - فضائل الصحابة - فضائل الحسن والحسين عليهما السلام).

                          2. عن رسول الله (ص) : «من سب أهل بيتي فإنما يرتد عن الله و الإسلام ، ومن آذاني في عترتي فعليه لعنة الله ، ومن آذاني في عترتي فقد آذى الله ، إن الله حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم وسبهم». (ابن حجر في الصواعق المحرقة - 143).

                          3. عن ‏ ‏إبن أبي مليكة‏، عن ‏المسور بن مخرمة: أن رسول الله ‏ (ص) ‏ ‏قال : ‏‏فاطمة ‏ ‏بضعة مني فمن أغضبها أغضبني. ‏ (صحيح البخاري - المناقب - مناقب قرابة رسول الله صل الله عليه وآله).
                          الرابط :
                          http://www.al-islam.com/portal.aspx?...6SectionID%3d2

                          ====

                          برواية معتبرة ، انظروا أبو بكر بماذا يشبّه سيدة نساء العالمين وأمير المؤمنين عليهما السلام بعد أن انتهت السيدة الزهراء عليها السلام من خطبتها الّتي فضحت بها رؤوس المنافقين والمرتدين بعد استشهاد النبيّ الأعظم صلّى الله عليه وآله.

                          روى الجوهري البصري (323 هـ) (*):

                          " حدثني محمد بن زكريا، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن عمارة، بالإسناد الأول، قال:
                          فلما سمع أبو بكر خطبتها شق عليه مقالتها فصعد المنبر، وقال: أيها الناس ما هذه الرعة إلى كل قالة، أين كانت هذه الأماني في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ألا من سمع فليقل، ومن شهد فليتكلم، إنّما هو ثعالة شهيده ذنبه، مرب لكل فتنة، هو الذي يقول: كروها جذعة بعد ما هرمت، يستعينون بالضعفه، ويستنصرون بالنساء، كأم طحال أحب أهلها إليها البغي، ألا إني لو أشاء أن أقول لقلت: ولو قلت لبحت، إني ساكت ما تركت. ثم التفت إلى الأنصار فقال: قد بلغني يا معشر الأنصار مقالة سفهائكم، وأحق من لزم عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، أنتم، فقد جاءكم فآويتم ونصرتم، ألا إني لست باسطاً يداً ولا لساناً على من لم يستحق ذلك منّا. ثمّ نزل، فانصرفت فاطمة (عليها السلام) إلى منزلها".

                          المصدر: كتاب الجوهري البصري (أبو بكر أحمد بن عبد العزيز)، السقيفة وفدك، تحقيق محمد هادي الأميني، الطبعة الثانية، لبنان، شركة الكتبي، 1413/ 1993، ص104 - 105.

                          ما معنى ثعالة؟ ومن هي أم طحال؟

                          قال ابن أبي الحديد المعتزلي في: شرح نهج البلاغة، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، (لا بلدة، دار إحياء الكتب العربية، 1962م)، ج16، ص215:

                          1. ثعالة: اسم الثعلب علم غير مصروف، ومثل ذؤاله للذئب، وشهيده ذنبه، أي لا شاهد له على ما يدّعى إلاّ بعضه وجزء منه.

                          2. أم طحال: امرأة بغي في الجاهلية، ويُضرب بها المثل فيقال: أزنى من أم طحال.

                          أعوذ بالله من غضب الجبّار، هل بعد هذا القول يُقال أنّ أبا بكر مؤمن أصلاً؟؟
                          لا والله بل من رؤوس المنافقين الذين لعنهم الله تعالى، قال الله تعالى: "إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا".

                          اللهم إلعن صنمي قريش اللهم العنهما في مكنون السر وظاهر العلانية لعنا كثيرا دائبا أبدا دائما سرمدا لا انقطاع لامده، ولا نفاد لعدده، ويغدو أوله ولا يروح آخره، لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم، والمائلين إليهم والناهضين بأجنحتهم والمقتدين بكلامهم، والمصدقين بأحكامهم، اللهم عذّبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار بحقّ آل محمّد الأطهار يا الله.

                          ====

                          (*) ترجمة أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري صاحب كتاب (السقيفة وفدك).

                          1. من شيوخ الطبراني.

                          - الطبراني في المعجم الصغير: (ج1 / ص59)
                          حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري البصري حدثنا عمر بن شبة حدثنا أبو غزية محمد بن موسى المدني عن عبد الرحمن بن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه (حديث)

                          - الطبراني في المعجم الكبير (ج1 / ص238، حديث رقم 653)
                          حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري ثنا عمر بن شبة حدثني محمد بن عقبة حدثني محمد بن حرب الهلالي عن عيسى بن يزيد قال (رواية).

                          2. وهو أيضاً من شيوخ الحسن بن عبد الله العسكري.

                          العسكري في تصحيفات المحدثين: (ج1 / ص107-108)
                          وأخبرنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري حدثنا الليث ابن الفرج حدثنا حجاج بن نصير عن مرحوم بن عبد العزيز حدثني أبي،عن أبي الزبير مؤذن بيت المقدس (رواية).

                          - وقع في سند ابن عبد البر الأندلسي في التمهيد: (ج6 / ص170، حديث رقم 240)
                          وأخبرني عبد الله بن محمد بن أسد قال حدثنا محمد بن عبد الله بن اشته (الأصبهاني المقرئ) قال حدثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري أبو بكر قال حدثنا أبو زيد عمر بن شبة قال أخبرنا محمد بن حاتم قال أخبرنا يونس بن محمد قال حدثنا يعقوب القمي عن جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير (رواية).

                          - وقع في سند ابن سلامة في مسند الشهاب: (ج1 / ص168)
                          أخبرنا محمد بن منصور التستري أبنا أبو بكر محمد بن علي بن السائب البصري ثنا أحمد بن عبد العزيز الجوهري ثنا زكريا بن يحيى المنقري ثنا الأصمعي ثنا علي بن مسعدة عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الحديث).

                          3. مشايخه.

                          - عمر بن شبة:
                          أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة بن زيد بن رائطة بن أبي معاذ النميري البصري النحوي الأخباري البغدادي المتوفى سنة 262هـ.
                          قال ابن أبي حاتم: كتبت عنه مع أبي، وهو صدوق صاحب عربية وأدب، وسئل أبي عنه فقال نميري صدوق. (الجرح والتعديل: ج6، ص116، ترجمة 624).
                          وقال الدارقطني ثقة.
                          وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: مستقيم الحديث وكان صاحب أدب وشعر وأخبار، ومعرفة بأيام الناس. (الثقات: ج8، ص446).
                          وقال الخطيب: كان ثقة عالما بالسير وأيام الناس. وله تصانيف كثيرة وكان قد نزل في آخر عمره سر من رأى، وقال المرزباني في معجم الشعراء: أديب فقيه واسع الرواية صدوق ثقة.
                          وقال مسلمة: ثقة أنبأنا عنه المهرواني، وقال محمد بن سهل: روايته، كان أكثر الناس حديثا وخبرا، وكان صدوقا ذكيا نزل بغداد عند خراب البصرة.

                          - محمد بن زكريا الغلابي:
                          أبو جعفر محمد بن زكريا بن دينار الغلابي البصري الجوهري الأخباري، وقيل: أبو عبد الله مات سنة 298هـ.
                          كان هذا الرجل وجها من وجوه أصحابنا بالبصرة، وكان أخباريا واسع العلم، وصنف كتبا كثيرة، له كتب منها: الجمل الكبير، والجمل المختصر، وكتاب صفين الكبير، وكتاب صفين المختصر، مقتل الحسين (ع)، كتاب النهر، كتاب الأجواد، كتاب الواقدين، مقتل أمير المؤمنين (ع)، أخبار زيد، أخبار فاطمة (ع)، كتاب الخيل، قال النديم: كان ثقة صادقا، روى عن عبد الله بن رجاء الغداني وطبقته، قال ابن حبان: يعتبر بحديثه، وقال السيد الصدر: أبو عبد الله محمد بن زكريا الغلابي البصري، إمام أهل السير والآثار والتاريخ والأشعار.

                          - يعقوب بن شبية:
                          أبو يوسف يعقوب بن شيبة بن الصلت بن عصفور السدوسي البصري المتوفى 262هـ.
                          الحافظ أحد الأعلام، وصاحب المسند المعلل، سمع علي بن عاصم، ويزيد بن هارون، وروح بن عبادة، وعفان بن مسلم، ويعلي بن عبيد، ومعلى بن منصور، ومحمد بن عبد الله الأنصاري، وأبا النضر هاشم بن القاسم، وأسور بن عامر، وأبا نعيم، وقبيصة بن عتبة، ويحيى بن أبي بكر، وحسينا المروزي، ومسلم بن إبراهيم، وأبا الوليد الطيالسي، ومحمد بن كثير، وأبا مسلمة التبوذكي، وأبا أحمد الزبيري، وأحوص بن جواب، وخلقا كثيرا من أمثالهم. روى عنه ابن ابنه محمد بن أحمد بن يعقوب، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، وكان ثقة، سكن بغداد وحدث بها وصنف، كان في منزله أربعون لحافا أعدها لمن كان يبيت عنده من الوراقين لتبيض المسند ونقله، ولزمه على ما خرج من المسند عشرة آلاف دينار، وكان من فقهاء البغداديين على قول مالك، ومن كبار أصحاب أحمد بن المعدل، والحارث بن مسكين، وأخذ عن عدة من أصحاب مالك، وكان من ذوي السرور، كثير الرواية والتصنيف.

                          - أحمد بن منصور الرمادي:
                          أبو بكر أحمد بن منصور بن سيار بن معارك الرمادي المتوفى 265هـ.
                          حافظ ثقة سمع عبد الرزاق بن همام، وأبا النضر هاشم بن قاسم، وزيد بن الحباب، ويزيد بن أبي حكيم، وأبا داود الطيالسي، ويزيد بن هارون، ويحيى بن إسحاق السيلحيني، وأسود بن عامر، ومعاذ بن فضالة، وعلي بن الجعد، وأبا سلمة التبوذكي، وأبا حذيفة النهدي، وعمرو بن القاسم بن حكام، والقعني، ونعيم بن حماد المروزي، وسعيد بن أبي مريم، ويحيى بن بكير، وحرملة بن يحيى، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواء، وعبد الملك بن إبراهيم الجدي، وأبا عاصم النبيل، وعفان بن مسلم، وعبيد الله بن موسى، ويحيى بن الحماني، وأحمد بن حنبل، وهناء بن السري، وهارون بن معروف، وعثمان بن عمر بن فارس، وهشام بن عمار، ورحيما وغيرهم من أهل العراق، والحجاز، واليمن، والشام، ومصر، وكان قد رحل وأكثر السماع والكتابة وصنف المسند. كان أثبت من أبي بكر بن أبي شبية، قال الدارقطني: أحمد بن منصور الرمادي ثقة، توفي سنة 265، وقد استكمل ثلاثا وثمانين سنة، وصلى عليه إبراهيم بن أرملة الأصبهاني.

                          - مغيرة بن محمد المهلبي:
                          أبو حاتم مغيرة بن محمد بن المهلب بن المغيرة بن حرب بن محمد بن المهلب بن أبي صفرة المهلبي الأزدي المتوفى 378هـ.
                          كان أديبا أخباريا ثقة، حدث عن محمد بن عبد الله الأنصاري، ومسلم بن إبراهيم الأودي، وعبد الله بن رجاء الغداني، وعبد الغفار بن محمد الكلابي، وعمر بن عبد الوهاب الرماحي، والنضر بن حماد المهلبي، وهارون بن موسى الفروي، والنصر بن محمد الأودي، وسليمان الشاذكوني، وإسحاق بن إبراهيم الموصلي، روى عنه هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات، ومحمد بن خلف بن المرزبان، ويوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول، ومحمد بن يحيى الصولي، وغيرهم وهو من أهل البصرة، ورد بغداد وحدّث بها.

                          - أبو بكر الوزان:
                          أبو بكر أحمد بن إسحاق بن صالح بن عطاء الوزان البغدادي المتوفى 281هـ.
                          حدث ببغداد وسر من رأى، عن مسلم بن إبراهيم الفراهيدي، والربيع بن يحيى الأشناني، وقرة بن حبيب القنوي، وهريم بن عثمان، وخالد بن خداش، وعلي بن المديني، وسعد بن محمد الحرمي، وحبذل بن والق وغيرهم، قال الدارقطني: صدوق لا بأس به.

                          كما رواها:

                          - ابن أبي الحديد المعتزلي ( وهو أحد العلماء المخالفين لأهل البيت ) (656هـ) في شرح نهج البلاغة: (16/ 211-215) نقلاً عن الجوهري البصري.

                          - الطبري الشيعي (المائة الرابعة من الهجرة) رواها في دلائل الإمامة بتسعة طرق (ص109-111) وفي أسانيدها من هم من كبار علماء العامة:

                          (1) حدثني أبو المفضل محمد بن عبد الله ، قال : حدثنا أبو العباس أحمد ابن محمد بن سعيد الهمداني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عثمان بن سعيد الزيات، قال: حدثنا محمد بن الحسين القصباني، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي السكوني، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب الربعي، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: لما بلغ فاطمة (عليها السلام) إجماع أبي بكر على منع فدك...
                          (2) وأخبرني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال: حدثنا أبي (رض)، قال: حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني، قال حدثني محمد بن المفضل بن إبراهيم بن المفضل بن قيس الأشعري، قال: حدثنا علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (عليه السلام)، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن عمته زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قالت: لما أجمع أبو بكر على منع فاطمة (عليها السلام) فدكا . . .
                          (3) وقال أبو العباس: وحدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم الأشعري، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن عمرو بن عثمان الجعفي، قال: حدثني أبي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن عمته زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، وغير واحد من أن فاطمة لما أجمع أبو بكر على منعها فدكا..
                          (4) وحدثني القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن مخلد بن جعفر [ بن مخلد ] بن سهل ابن حمران الدقاق، قال: حدثتني أم الفضل خديجة بنت محمد بن أحمد بن أبي الثلج، قالت: حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الصفواني ، قال : حدثنا أبو أحمد عبد العزيز ابن يحيى الجلودي البصري ، قال : حدثنا محمد بن زكريا، قال : حدثنا جعفر [ بن محمد ] بن عمارة الكندي ، قال : حدثني أبي ، عن الحسن بن صالح بن حي - قال : وما رأت عيناي مثله - قال : حدثني رجلان من بني هاشم، عن زينب بنت علي (عليه السلام)، قالت: لما بلغ فاطمة إجماع أبي بكر على منع فدك، وانصراف وكيلها عنها، لاثت خمارها..
                          (5) قال الصفواني: وحدثني محمد بن محمد بن يزيد مولى بني هاشم ، قال : حدثني عبد الله بن محمد بن سليمان، عن عبد الله بن الحسن بن الحسن، عن جماعة من أهله..
                          (6) قال الصفواني: وحدثني أبي، عن عثمان، قال: حدثنا نائل بن نجيح، عن عمرو بن شمر، عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر(عليها السلام)...
                          (7) قال الصفواني: وحدثنا عبد الله بن الضحاك، قال: حدثنا هشام بن محمد، عن أبيه وعوانة [عوانة بن الحكم، أبو الحكم الكوفي الضرير، كان عالما بالأخبار والآثار، ثقة، وكان عثمانيا، وكان يضع أخبارا لبني أمية وله كتاب "سير معاوية وبني أمية"].
                          (8) قال الصفواني: وحدثنا ابن عائشة [عبيد الله بن محمد بن حفص، ويعرف بابن عائشة لأنه من ولد عائشة بنت طلحة وثّقه أبو حاتم] ببعضه.
                          (9) وحدثنا العباس بن بكار، [ابن الوليد الضبّي البصري من قدماء المؤرّخين يتّهمونه بالحديث لكونه يروي فضائل أمير المؤمنين (ع)، مثل: النظر إلى وجه علي عبادة] قال: حدثنا حرب بن ميمون، عن زيد بن علي، عن آبائه (عليهم السلام)، قالوا..

                          ويؤيّد ما نقل من خُطبة أبي بكر مارواه الشيخ الصدوق (رضي الله عنه) في مصادر الشيعة بسنده عن عبد الرحمن بن كثير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:

                          "إن الكبائر سبع، فينا نزلت، ومنّا استحلت، فأولها الشرك بالله العظيم وقتل النفس التي حرم الله، وأكل مال اليتيم، وعقوق الوالدين، وقذف المحصنة والفرار من الزحف، وإنكار حقنا.
                          فأما الشرك بالله فقد أنزل الله فينا ما أنزل، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله فينا ما قال ، فكذبوا الله وكذبوا رسوله وأشركوا بالله عز وجل وأما قتل النفس التي حرم الله فقد قتلوا الحسين بن علي عليهما السلام وأصحابه. وأما أكل مال اليتيم فقد ذهبوا بفيئنا الذي جعله الله لنا ، فأعطوه غيرنا وأما عقوق الوالدين فقد أنزل الله عز وجل في كتابه " النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم " فعقوا رسول الله صلى الله عليه وآله في ذريته ، وعقوا أمّهم خديجة في ذريتها. وأما قذف المحصنة فقد قذفوا فاطمة على منابرهم، وأما الفرار من الزحف فقد أعطوا أمير المؤمنين بيعتهم طائعين غير مكرهين، ففروا عنه وخذلوه، وأما إنكار حقنا فهذا ما لا يتنازعون فيه.

                          بحار الأنوار: ج76، ص272، حديث (6) باب معنى الكبيرة والصغيرة وعدد الكبائر.

                          التعليق : تشبيه الزهراء بأم طحال مع أن أداة التشبيه موجودة ووجه الشبه محذوف مما يعني أن التشبيه مرسل مجمل يعتبر شتما وسبا بل قذفا مع أنه يمكن حمل وجه الشبه على حب الفساد أو السعي إليه وما أشبه إلا أن نفس التشبيه يعتبر شتما واضحا وصريح ، حيث أن حذف وجه الشبه قد يفيد شدة المشابهة أحيانا وأحيانا يحذف وجه الشبه لوضوحه إلا أنه لا يمكن حمل تصريح الزنديق أبي بكر على المعنى الأخير لخسة ودنو نفس أبي بكر المفتري على رسول الله الأعظم ولتصريح أئمة أهل البيت بذلك فأبو بكر قد تعمد يشبه سيدة نساء العالمين وروح أبيها بالزانية التي يحبب لها أهلها الزنا ، وهو بذلك قد شتم الزهراء وأمير المؤمنين والرسول الأعظم - صلى الله عليه وآله - لأنه شبه أهل الزهراء بمن هم أسوء حالا من الديوث الذي يرضى على أهله الزنا بل هو الديوث الذي يدعو أهله إلى الزنا ويحببهم به .

                          بعد كل هذا هل هناك عاقل ومنصف لا يقول بهدر دم أبي بكر من جهة إعتدائه وشتمه لسيدة نساء العالمين وبنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟؟

                          تعليق


                          • #14
                            الزهراء عليها السلام تتحدى إنقلاب السقيفة

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                            الزهراء عليها السلام تتحدى إنقلاب السقيفة

                            خرجت الزهراء عليها السلام من دارها تحوطها نساؤها ودخلت المسجد النبوي وأنيطت دونها ملاءة وجرى السجال على أشده بين السيدة الزهراء عليها السلام وأبي بكر ولم تجعل الزهراء عليها السلام محور الصراع الدائر قضائياً، لأن أبا بكر خصم الزهراء عليها السلام، والخصم لا يصلح أن يكون قاضياً، ولأن أساس القضية هو الصراع السياسي لا الحق المالي وإن كان ثابتاً لها عليها السـلام ولكن كان مفتاح الصراع المطالبة بحقوقها المالية.
                            ضَمنت الزهراء عليها السلام حديثها الإشادة بأمير المؤمنين عليه السلام وخصائصه السامية وسلبيات العرب قبل الإسلام وعرضت بخصومها الذين غصبوا الحق من أهله، وأشارت إلى مؤامراتهم التي حاولوا فيها القضاء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام.

                            حاول أبو بكر السيطرة على مسار الأحداث لئلا تستطيع الزهراء عليها السلام كسب الأنصار إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام فأدار دفة الصراع إلى فدك وادعى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال إن الأنبياء لا يورثون، فكذبته الزهراء عليها السلام وحاولت العودة إلى الصراع السياسي بينما كان أبو بكر يبذل قصارى جهده لمنع الزهراء عليها السـلام من السير قدما في تأكيدها انحصار حق تولي الحكم بأمير المؤمنين عليه السلام واستمر السجال طويلاً ولم تلحظ الزهراء عليها السلام استجابة من الحاضرين تؤيد مطاليبها، بل وصل التهديد إلى مسامعها الشريفة، حيث صرح أبو بكر بعد أن رأى إنه لم يبق في كنانته سهم انه لم يقم بمصادرة الأموال والتصدي للحكم برأيه فقط بل كان ذلك ما أجمع عليه الحاضرون في المسجد، ولم تسمع الزهراء عليها السلام منهم انكاراً لدعواه، وحاولت بعض نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوقوف إلى جنب الزهراء عليها السـلام فتصدت لهن عائشة بقوة مؤيدة مدعيات أبيها. (راجع: معاني الأخبار ص 354 باب معاني قول فاطمة عليها السلام لنساء المهاجرين والأنصار في علتها ح 1، السقيفة وفدك ص 120، الاحتجاج ،ج 1 ص 131، 147).

                            الهجوم الأول على دار فاطمة عليها السلام
                            عادت الزهراء عليها السـلام بعد الجولة الأولى من الصراع، واستعدت للجولة التالية، إلا أن القوم بدأوا المرحلة الثانية من مراحل خطة إلجاء أمير المؤمنين عليه السلام إلى المبايعة أبي بكر، حيث قاد عمر فصيلاً من القرشيين ومن في فلكهم وهدد باقتحام الدار ومهـاجمة من فيها إن لم يغادرها المعتصمون من بني هاشم ومن لاذ بهم.
                            وخشى المعتصمون أن تنتهك بسببهم حرمة دار الزهراء عليها السلام فاضطروا للخروج، وكان من بين المعتصمين الزبير الذي جرد سيفه للهجوم على القرشيين إلا أنهم ضربوه بحجر على ظهره فوقع بسـبب الضربة على وجهه وندر السيف من يده فأخذه القوم وأجبروه على مبايعة أبي بكر.

                            أمير المؤمنين عليه السلام في المواجهة
                            أصبح مسير الأحداث بعد الهجوم على دار الزهراء عليها السلام يزداد خطورة لذا قرر أمير المؤمنين عليه السلام القيام بالتحرك المضاد، وكانت الخطوة الأولى تقتضي تعبئة المؤيدين للقيام بعد ذلك بالعمل العسكري، فكان عليه السلام في سبيل تحقيق هذه الخطوة يحمل الزهراء والحسنين عليهم السلام ليلاً إلى مجالس المهاجرين والأنصار يدعوهم إلى نصرته، إلا أنه لم يستجب لندائهم إلا عدد قليل جداً وهؤلاء إن وفوا بوعدهم فعددهم كاف لإعلان الثورة المسلحة.
                            وللاطمئنان من صدقهم طلب منهم أمير المؤمنين عليه السلام أن يغدوا إليه محلقي الرؤوس عند أحجار الزيت لإعلان الثورة فلم يأته سوى الأركان الأربعة أبو ذر والمقداد وعمار وسلمان رضوان الله عليهم ورأى عليه السلام أن هذا العدد غير كاف للقيام بالثورة فعاد إلى داره.
                            على الرغم من عدم استجابة الأمة لأمير المؤمنين والزهراء والحسنين صلوات الله عليهم إلا أن حركتهم تلك أسهمت إسهاماً كبيراً في بث الروح من جديد في وجدان الأمة الذي كادت أن تميته بيعة السقيفة وكان ذلك الأثر واضحاً بين الأنصار.

                            وتتميماً لدور الزهراء عليها السلام في خوض غمار الصراع السياسي حضرت إلى المسجد النبوي مرة أخرى وألقت على مسامع الناس خطاباً دعتهم فيه إلى العودة إلى جادة الصواب ووضع الأمور في مواضعها ثم عادت أدراجها إلى بيتها،وفي هذه المرة أخذ الأنصار يهمهمون، ولم يخف على أبي بكر سر هذه الهمهمة إذ أن شركاءه كانوا قد نقلوا إليه النشاط التعبوي الذي يقوم به أمير المؤمنين عليه السـلام ليلاً، فما إن عادت الزهراء عليها السلام أدراجها حتى قام أبو بكـر خطيباً مندداً بالأنصار ومهدداً إياهم ومعرضاً بالزهراء وأمير المؤمنين عليهما السلام.
                            ولم يكتف بذلك بل ضَمن خطابه شراء الذمم بالأموال وهدد من لم يستجب بقطع عطائه من بيت المال وأثبت ذلك عملياً حيث أمر الجالسين بالذهاب لاستلام أعطياتهم، وفي أثناء خطابه اعترضت السيدة أم سلمة رضوان الله عليها على تعريض أبي بكر بالزهراء عليها السلام فأمر أبو بكر بقطع عطائها من بيت المال سنة كاملة. (راجع: دلائل الإمامة ص 122، السقيفة وفدك ص 104، بحار الأنوار ج 92ص 326، فدك في التاريخ ص 67، 117، مواقف الشيعة ج 1ص 476، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص 214، اللمعة البيضاء ص44).

                            الهجوم الثاني على دار فاطمة عليها السلام
                            أحس القوم أن أمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام أصبحا يشكلان تهديداً جدياً للحكم القائم وبدت آثار نشاطهما التعبوي تلوح في الأفق، إذ هذه الاستجابة الضعيفة من الأنصار والتفاني العظيم من خيار الصحابة لن يمر عليه زمن طويل حتى تكون إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام قوة عسكرية يتمكن بها من الإطاحة بالنظام القائم، فعقدت قيادات السلطة اجتماعاً بحثوا فيه كيفية التعامل مع معطيات الأحداث الجديدة وقرروا القيام بإجرائين سريعين:
                            1 ـ الهجوم على دار أمير المؤمنين عليه السلام وإجباره على البيعة وقتله إن لم يستجب.
                            2 ـ إنفاذ بعث أسامة وإجبار من يشك في أن له ميلاً لأمير المؤمنين عليه السلام من الأنصار في هذا البعث لتفريغ المدينة منهم.
                            ونفذت السلطة الخطة وأرسلوا قنفذاً يدعو أمير المؤمنين عليه السلام للبيعة فرفض الاستجابة لهم وتكرر ذلك ثلاث مرات.
                            فحمل عمر الحطب وأخذ معه قوة عسكرية كبيرة وأحرق باب دار الزهراء عليها السلام فوقفت عليها السلام وراء الباب تحـرج عليهم الدخول عنوة إلى الدار التي لم يكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يدخلها الا مستأذناً.
                            ولم يعبأ المهاجمون بوجود الزهراء صلوات الله عليها خلف الباب بل دفع عمر البـاب وعصرها خلف الباب وضغط الباب بقوة حتى تكسرت أضلاعها وأنّتْ عليها السلام لشدة الألم وأسقطت جنينها فوقعت إلى الأرض مغشياً عليها.
                            وسمع أمير المؤمنين عليه السلام أنينها فـثار إلى سيفه في الوقت الذي اقتحم المهاجمون دار فاطمة عليها السلام وكاثروا أمير المؤمنين عليه السلام وسـارعوا إلى سيفه لئلا يقع في يده واقتادوه يجرونه إلى الخارج وهو يمتنع عليهم وتكاثروا عليه وجروه حتى أخرجوه من داره عنوة.

                            أمير المؤمنين عليه السلام في المسجد النبوي
                            وفي المسجد النبوي جرت مجادلات كثيرة بين أمير المؤمنين عليه السلام وأبي بكر، ووقف إلى جنب أبي بكر عمر وأبو عبيدة في محاولة منهم لدعـم حجة أبي بكر، ولكنهم عجزوا عن إقامة الحجة على أمير المؤمنين عليه السلام بل عجزوا عن مقاومة حجته بالحجة فهددوه بالقتل إن لم يبايع فلم يبايع عليه السلام.
                            وكان القوم يحاولون إكراه أمير المؤمنين عليه السلام على البيعة وهو يرفض وبدأوا يهيئون الأجواء لقتله وفي هذه الأثناء أفاقت السيدة فاطمة عليها السـلام من غشيتها وسألت عن أمير المؤمنين عليه السلام فأخبروها الخبر وكانت عليهـا السلام تدرك أهداف اقتياد أمير المؤمنين عليـه السـلام فخرجت من دارها وهي تتجرع الآم الإسقاط وكسر الضلع لمنع القوم من الوصول إلى مآربهم.

                            فرآها أحد زعامات التحرك القرشي وعرف أنها ان وصلت إلى قرب أمير المؤمنين عليه السلام فإنهم لن يستطيعوا الوصول إلى غايتهم فنهض إليها وأمرها بالرجوع إلى دارها فأبت فرفع يده وصفع وجهها الطاهر صفعة تناثر لها قرطها واحمرت لها عينها وبقيت محمرة العين حتى وفاتها وكرر أمره لها بالرجوع فأبت فأمر قنفذاً والأوباش بإرجاعها عنوة وتسارع إليها الأوغاد يضربونها بما نالته أيدهم، فبعض بنعل سـيفه وبعض بالسـوط وهي تتجرع الألم وتمضي إلى الأمام لمنع القوم من الوصول إلى ما يريدون من أمير المؤمنين عليه السلام وكانت الأحداث تجري على مرأى من أبي بكر الذي شاهد تحركاً استنكارياً عنيفاً بين الأنصار، فخشي انقلاب الأمر عليه فأصدر أمره بالكف عن أمير المؤمنين عليه السلام وقال إنه ما دامت الزهراء عليها السلام إلى جنبه فانه لا يكرهه على ما لا يريد،وفي الحقيقة لم يكن ذلك إلا تسكيناً لثورة الأنصار وخوفاً من انقلاب الأمر عليه وإلا فإن الزهراء عليها السلام كانت إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام منذ اللحظة الأولى. (راجع: الأمالي للشيخ الصدوق ص 174 ح178 / 2، المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي ج8 ص572، شرح نهج البلاغة ج2 ص47، ج14 ص193، كنز العمال ج5 ص651،189، تاريخ الطبري ج2 ص443
                            وعاد أهل البيت النبوي صلوات الله عليهم إلى دارهم بعد أن يأس المتآمرون من الوصول إلى ما يريدونـه منهم وبعد أن تجرعوا من الآلام ما عرضـوا به ابدانهم الطاهرة إلى ألوان العذاب حفاظاً على شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم من أن تتلاعب بها أيادي أوباش العرب.

                            بقلم: السيد عبد الستار الجابري

                            ومع السلامة.

                            تعليق


                            • #15
                              جريمة صنمي قريش لعنهما الله في كسر ضلع سيّدة نساء العالمين (ع)

                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                              جريمة صنمي قريش لعنهما الله في كسر ضلع سيّدة نساء العالمين (ع)

                              - روى الشّيخ الطبري الشيعي رضي الله تعالى عنه بسند معتبر، قال:
                              حدّثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال حدّثني أبي قال حدّثني أبو علي محمّد بن همّام بن سهيل رضي الله عنه، قال روى أحمد بن محمّد البرقي، عن أحمد بن محمد الأشعري القمّي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه السّلام، قال:
                              "ولدت فاطمة عليها السّلام في جمادى الآخرة في العشرين منه سنة خمس وأربعين لمولد النبيّ صلّ الله عليه وآله وأقامت بمكّة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً وقُبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة.
                              وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسّناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها. وكان رّجلان من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما إليها، فسألها أمير المؤمنين عليه السلام فأجابت، فلمّا دخلا عليها قالا لها: كيف أنتِ يا بنت رسول الله؟
                              قالت: بخير بحمد الله. ثم قالت لهما: ما سمعتما النبيّ صلى الله عليه وآله يقول: "فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله"؟
                              قالا: بلى.
                              قالت: فوالله، لقد آذيتماني.
                              قال: فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما".

                              قال محمّد بن همّام:
                              وروي أنها قبضت لعشر بقين من جمادي الآخرة، وقد كمل عمرها يوم قُبضت ثمانية عشر سنة وخمساً وثمانين يوماً بعد وفاة أبيها، فغسّلها أمير المؤمنين عليه السّلام، ولم يحضرها غيره والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضّة جاريتها وأسماء بنت عميس، وأخرجها إلى البقيع في الليل، ومعه الحسن والحسين وصلّى عليها، ولم يعلم بها، ولا حضر وفاتها، ولا صلّى عليها أحد من سائر النّاس غيرهم، ودفنها بالرّوضة وعمّى موضع قبرها.
                              وأصبح البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون قبراً جدداً، وإنّ المسلمين لمّا علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع، فوجدوا فيه أربعين قبراً، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور، فضجَّ النّاس ولام بعضهم بعضا وقالوا: لم يخلّف نبيّكم فيكم إلّا بنتاً واحدة تموت وتُدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها، ولا تعرفوا قبرها؟!
                              ثم قال ولاة الأمر منهم: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلّي عليها ونزور قبرها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين صلوات الله عليه فخرج مغضباً قد احمرَّت عيناه، ودرّت أوداجه وعليه قباه الأصفر الذي كان يلبسه في كلِّ كريهة، وهو متوكّئ على سيفه ذي الفقار، حتّى ورد البقيع، فسار إلى النّاس النذير وقالوا: هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعنَّ السيف على غابر الآخر.
                              فتلقّاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له: مالك يا أبا الحسن والله لننبشنّ قبرها ولنصلينّ عليها، فضرب علي عليه السّلام بيده إلى جوامع ثوبه فهزّه، ثم ضرب به الأرض، وقال له: يا ابن السّوداء أمّا حقّي فقد تركته مخافة أن يرتدّ النّاس عن دينهم، وأمّا قبر فاطمة فوالّذي نفس علي بيده، لئن رمت وأصحابك شيئا من ذلك لأسقيّن الأرض من دمائكم، فإنّ شئت فاعرض يا عمر.
                              فتلقّاه أبو بكر فقال: يا أبا الحسن بحقِّ رسول الله وبحقِّ من فوق العرش إلّا خلّيت عنه فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.
                              قال: فخلّى عنه وتفرَّق النّاس، ولم يعودوا إلى ذلك (1).

                              - وفي مصادر البكريّة، روى ابن قتيبة الدّينوري في تاريخه:
                              إن أبا بكر تفقّد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفسه عمر بيده. لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إن فيها فاطمة؟ فقال: وإن، فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن، فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، ولم تردوا لنا حقا. فأتى عمر أبا بكر، فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفد وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا، قال: فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله، فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله. فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفد: عد إليه، فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاءه قنفد، فأدى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله؟ لقد ادعى ما ليس له، فرجع قنفد، فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلا، ثم قام عمر، فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟
                              قالوا: إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك.
                              فقال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول، قال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي، وينادي: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني. فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى فاطمة، فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعا، فاستأذنا على فاطمة، فلم تأذن لهما، فأتيا عليا فكلماه، فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها، حولت وجهها إلى الحائط، فسلما عليها، فلم ترد عليهما السلام، فتكلم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول الله، والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك أني مت، ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله، إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة.
                              فقالت: أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتفعلان به؟
                              قالا: نعم.
                              فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: "رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني"؟
                              قالا: نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم.
                              قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.
                              فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب أبو بكر يبكي، حتى كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها، ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس، فقال لهم: يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته، مسرورا بأهله، وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي. قالوا: يا خليفة رسول الله، إن هذا الأمر لا يستقيم، وأنت أعلمنا بذلك، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين، فقال: والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة، بعدما سمعت ورأيت من فاطمة. قال: فلم يبايع علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنهما، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمساً وسبعين ليلة (2).

                              ====
                              المصادر:
                              (1) محمّد بن جرير بن رستم الطّبري الشّيعي، دلائل الإمامة، (ط2، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1408/ 1988)، ص45-47.
                              (2) عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدّينوري، الإمامة والسّياسة، تحقيق علي شيري، (ط1، بيروت، دارالأضواء، 1410/ 1990)، ج1، ص30-31.
                              ====

                              اللهمّ العن صنمي قريش اللهمّ العن أبو بكر وعمر
                              اللهم العنهما في مكنون السر وظاهر العلانية لعناً كثيراً دائباً أبداً دائماً سرمداً لا انقطاع لأمده، ولا نفاد لعدده، ويغدو أوله ولا يروح آخره، لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبّيهم ومواليهم والمسلّمين لهم، والمائلين إليهم والنّاهضين بأجنحتهم والمقتدين بكلامهم، والمصدّقين بأحكامهم، اللهمّ عذّبهم عذاباً يستغيث منه أهل النّار بحقّ آل محمّد الأطهار
                              يا الله.

                              ونسألكم الدعاء.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X