بغية تقنين الصرف وتجنب الخسائر المادية
ناقش عدد من رؤساء العشائر والأفخاذ في محافظة بابل متطلبات مجالس العزاء وكيفية تقنين الصرف لغرض تجنيب ذوي المتوفي الخسائر المالية الناجمة عن صرفيات مجالس الفاتحة المقامة على أرواح موتاهم، جاء ذلك خلال مؤتمر عقد في مدينة القاسم المقدسة وحضره عدد من المواطنين وتقرر من خلاله منع التدخين في مجالس العزاء وعدم تقديم السكائر بأنواعها والاكتفاء بتقديم القهوة والمياه المعدنية مع الالتزام في رد السلام بالإشارة فقط حفاظا على قدسية قراءة القرآن أثناء الحفل التأبيني.
وفي تصريح لجريدة "الصباح" العراقية، قال سلام محمد عريبي الناطق باسم مجلس إسناد عشائر القاسم إن "المقررات تضمنت عدم إقامة مآدب الطعام طيلة الأيام الثلاثة وتقديم مبالغها إلى العوائل المتعففة من الفقراء والمحتاجين"، ودعا عريبي "الميسورين من أهالي المدينة إلى الالتزام بهذه المقررات كي يكونوا مثالا يحتذى به من قبل الآخرين", مشيرا إلى "وجود إجراءات اجتماعية لمن اسماهم بالمبذرين الذين يجدون متعة في إقامة المآدب الكبيرة والتي يعدونها مكملة لشخصيتهم".
من جهته قال أستاذ علم الاجتماع الدكتور باسل عطية ان "كل الإجراءات التي تظهر في مجالس العزاء هي جزء من واقع اجتماعي مفروض ومرفوض في آن واحد عاشه العراقيون منذ عشرات السنين اذ وجد البعض في إقامة الولائم في أيام مجالس العزاء مناسبة للجاه الاجتماعي رغم الخسائر المادية التي يتكبدونها", مؤكدا آن "تلك المظاهر زحفت على العوائل الفقيرة التي تجد نفسها مضطرة في الكثير من الأحيان الى التقليد لغرض الحفاظ على العلاقات الاجتماعية", وأبدى عطية "تشجيعه الى القضاء على تلك العادات البالية والتي تتعارض مع الدين الإسلامي الحنيف الذي دعا إلى التقنين ووصف المبذرين بأنهم إخوان الشياطين كذلك الأضرار الكبيرة جراء ممارسة التدخين أثناء مجلس العزاء".
وأفاد الشيخ عباس الشكري "الصباح"، بأنه "لا يجوز اللغو أثناء قراءة القرآن في مجالس العزاء: بسم الله الرحمن الرحيم [وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ]، لكننا للأسف الشديد نجد اللغو والأحاديث الهامشية في مجالس العزاء التي تحولت نتيجة العرف الاجتماعي الجاهلي إلى مناسبة للتعارف وتبادل القبلات على حساب الجانب الديني الذي من المفترض ان يصب في مصلحة المتوفي الذي يحتاج إلى الدعاء والتوسل إلى الله تعالى.
وأكد الشيخ عباس أن "هناك رفضاً دينياً تاماً لما يحدث في مجالس العزاء من بذخ في الصرف وتدخين وحتى تقديم القهوة؛ لأن الأموال التي تصرف هي جزء من حقوق الورثة الشرعيين والذين ربما يكون من ضمنهم أيتام".
محمد عجيل / جريدة الصباح
تعليق