معنى الآية أن أول السابقين من المهاجرين لله، وأول السابقين من الأنصار لهم، ومن تبعهما بإحسان ...
تطبيقات الآية :
أول السابقين بدرجة الإيمان من المهاجرين هم الأنبياء .
وأول السابقين بدرجة الإيمان من الأنصار هم أوصياؤهم في زمن وجود الأنبياء .
والذين اتبعوهم بإحسان هم الأوصياء بعد زمان الأنبياء.
------------
أول السابقين زمنيا بالإيمان من المهاجرين هم النبي ص والإمام علي ع.
وأول السابقين من الأنصار هم الحسن والحسين ع.
والذين اتبعوهم بإحسان هم الأوصياء بعد زمان الأنبياء.
---------------------
أول السابقين زمنيا بالإيمان من (المهاجرين والأنصار) هو الإمام علي ع.
والذين اتبعوهم بإحسان شيعته.
--------------------------
أول السابقين بدرجة الإيمان من (المهاجرين لله و أنصارهم) - علي ع و النقباء وأبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ، ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من الصحابة.
والذين اتبعوهم بإحسان هم الشيعة.
------------------------------
أول السابقين بدرجة الإيمان من (المهاجرين لله و أنصارهم) من الشيعة.
والذين اتبعوهم بإحسان هم المؤمنون الذي ساروا على نهج التشيع.
-------------------------------
كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص 197 - 198
قال : فأنشدكم الله ، أتعلمون حيث نزلت ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) ، ( والسابقون السابقون أولئك المقربون ) ، سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء ؟ قالوا : اللهم نعم .
مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) - محمد بن سليمان الكوفي - ج 1 - ص 165
- 98 محمد بن سليمان قال : حدثنا محمد بن منصور قال : حدثنا إسماعيل بن موسى عن الحسن بن علي الهمداني عن حميد بن القاسم بن حميد بن عبد الرحمان عن أبيه ( عن جده ): عن أبيه عبد الرحمان بن عوف في قوله ( تعالى ) : ( والسابقون الأولون ) قال : علي أولهم .
الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 213
قال : فأنشدكم بالله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية . وأني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وآله أحد من هذه الأمة ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : فأنشدكم بالله أتعلمون حيث نزلت " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " " والسابقون السابقون أولئك المقربون " وسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : " أنزله الله عز وجل في الأنبياء وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب عليه السلام وصيي أفضل الأوصياء " قالوا : اللهم نعم .
مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 1 - ص 289 - 290
كتاب أبي بكر الشيرازي ، مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي عباس قال : والسابقون الأولون نزلت في أمير المؤمنين سبق الناس كلهم بالايمان وصلى إلى القبلتين وبايع البيعتين بيعة بدر وبيعة الرضوان وهاجر الهجرتين مع جعفر من مكة إلى الحبشة ومن الحبشة إلى المدينة .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 22 - ص 302
وروى الحاكم الحسكاني مرفوعا إلى عبد الرحمن بن عوف في قوله سبحانه : " والسابقون الأولون " قال : هم عشرة من قريش ، أولهم اسلاما علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 22 - ص 327
تفسير علي بن إبراهيم : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " وهم النقباء وأبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ، ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام )
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 31 - ص 410
قال : أنشدكم بالله ، أتعلمون حيث نزلت . [ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ] [ والسابقون السابقون * أولئك المقربون ] سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : أنزلها الله عز وجل في الأنبياء وفي أوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب عليه السلام وصيي أفضل الأوصياء ؟ . قالوا : اللهم نعم .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 36 - ص 166 - 167
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك بإسناده عن أبي نعيم ، بإسناده عن الأعمش ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال لما نزلت " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين يأمرنا الله بمودتهم ؟ قال : علي و فاطمة وأولادهما . قوله تعالى : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " أبو نعيم بإسناده إلى عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : إلى ولايتنا . وبإسناده عن عمرو بن علي بن رفاعة قال : سمعت علي بن عبد الله بن العباس يقول : " وتواصوا بالصبر " علي بن أبي طالب عليه السلام . وبإسناده عن الضحاك ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى " والعصر إن الانسان لفي خسر " يعني أبا جهل " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ذكر عليا عليه السلام وسلمان . قوله : " والسابقون الأولون " ذكر عليا وسلمان " وبشر المخبتين " إلى قوله " ومما رزقناهم ينفقون " قال : علي وسلمان . وبإسناده عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : " واركعوا مع الراكعين " نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام خاصة ، وهما أول من صلى وركع
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 38 - ص 251
وروى ابن المغازلي في قوله : ( والسابقون الأولون) عن ابن عباس قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى وصاحب ياسين إلى عيسى وعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى محمد ( صلى الله عليه وآله )
تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج 2 - ص 255
في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان : فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت : " والسابقون الأولون من المهاجرون والأنصار والسابقون السابقون أولئك المقربون " سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم ، فانا أفضل أنبياء الله ورسله و علي بن أبي طالب أفضل الأوصياء ؟ قالوا : اللهم نعم .
في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر السابقين فقال : " والسابقون الأولون من المهاجرون والأنصار " وهم النقباء أبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام .
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 200
آية السابقون الخامسة والخمسون : قوله تعالى : " والسابقون الأولون ": علي وسلمان
كتاب عدالة الصحابة – الشيخ محمد سند – ص 46 - 81
تحقيق في عنوان المهاجر والأنصاري:
إنّ المتتبّع للاستعمال القرآني لمادة الهجرة والنصرة في هيئة الفاعل عند الاطلاق وعدم التقييد بقرينة معينة لا يراد به كل من انتقل ببدنه من مكة أو غيرها إلى المدينة المنورة مظهراً للأسلام، كما أنّ الأنصاري ليس كلّ من أظهر الاسلام وكان قاطناً في المدينة وحواليها، وإنّ إجـراء الاستعمال بهذا المعنى الوسيع وحصول التوسّع عن المعنى الأوّل إنّما وقع وشاع في الألسن لتخيل تطيبق المعنى اللغوي بلحاظ مطلق الانتقال المكاني، واستدعاء ذلك المقابلة مع من لم ينتقل من موطنه وهو الأنصاري، مع وجود الدوافع السياسية المقتضية لهذا التعميم كي تجد مستنداً للشرعية فيما تقدّم عليه.
بلّ المقتنص من التتبع للآي القرآني هو أنّ الهجرة والمهاجر عند الاطلاق من دون تقييد يراد به من انتقل من موطنه وبلاد المشركين إلى المدينة بقصد طاعة الله وفي سبيل الله وإلى الله ورسوله كما أشارت إلى ذلك الآيات المتقدّمة وكقوله تعالى ( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في
الأرض مراغماً كثيراً وسعة ) ، وقوله تعالى (والذين هاجـروا في سبيل الله ثم قُتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقاً حسناً ) ، وقوله تعالى ( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربّي إنّه هو العزيز الحكيم )وقد اقترن ذكر عنوان الهجرة كثيراً في الآيات مع الجهاد في سبيل الله ومع الإيمان أو مع الأذية في سبيل الله والقتل في سبيله أو مع الصبر، وقد وردت الأحاديث النبويّة في تفسير الهجرة الشرعية بذلك.
فالهجرة عند الاطلاق بذلك المعنى كما هو الحال في مقام الثناء والمديح لها كفعل عبادي من الطاعات والقربات العظيمة، بخلاف ما إذا قيّد الاستعمال بقيد معين، كترتيب أحكام خاصّة من قبيل حلّ المناكحة وحرمة الدم والمال ونحوها، ولذلك ترى في قوله تعالى ( إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهنَّ فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار ) أنّه لم يكتفى بالهجرة الظاهرية من دون التحقّق من حصول الهجرة الواقعية الحقيقية، التي هي مقيّدة بالإيمان القلبي وكونها في الله وفي سبيل الله وإلى الله ورسوله، وكذلك الحال في الاستعمال الآي القـرآني، قـال تعالى ( يا أيّها الذين آمنوا كونوا أنصـار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريّن من أنصاري إلى الله قال الحواريّون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة
فأيّدنا اللذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين )، وقال تعالى ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتّبعوا النّور الذي أُنزل معه أُولئك هم المفلحون ) ، وقال ( والذين آووا ونصروا أُولئك بعضهم أولياء بعض ).
فيلاحظ أنّ النصرة والأنصاري ليس مطلق المعاضدة فضلاً عن أنّ تكون هي كل مسلم كان موطنه المدينة فليس كلّ أوسي أو خزرجي أو غيرهما ممن حول المدينة هو أنصاري بل من آمن وآوى وعزّر ووقّر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واتّبع النّور الذي أنزل مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان ذلك كلّه في الله وإلى الله كان أنصارياً.....
أمّا الآية الأُولى:
فهي قوله تعالى: ( السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّـات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ).
فنرى أنّ الآية قد قيّدت المرضيّ عنهم من المهاجرين والأنصار بقيدين، الأوّل: السبق ; الثاني: كونه أوّل السابقين، أي الأوّلية في السبق،
ومن المقرّر في موضعه تاريخياً ـ برغم الدعاوي الأُخرى ـ أنّ أوّل السابقين إلى الإسلام هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ومن ثمّ حاولت الدعاوي الأُخرى الاستعاضة لتطبيق الآية بأنّ عليّـاً أوّل من أسلم من الأحداث، وأنّ خديجة أوّل من أسلم من النساء، وأنّ...
ولكنّ السبق والأوّلية في الآية غير مقيّدتين بحيثية السنّ أو الجنس، هذا من جانب، ومن جانب آخر نرى أنّ استعمال القرآن الكريم للسبق هو بمعنىً خاصّ كما تطالعنا به سورة الواقعة، وهذا كديدَن الاستعمال القرآني في العديد من عناوين الألفاظ كالصدّيقين والاصطفاء والتطهير..
فالمعنى الذي في سورة الواقعة ( السابقون السابقون * أُولئك المقرّبون ) هو خصوص " المقرّب "، وقد أكّدت الآية على عنوان "السبق " بالتكرار للإشادة به، و " المقرّب " قد أُريد به معنىً خاصّ في سورة المطفّفين: ( كلاّ إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّـين * وما أدراك ما علّيّـون * كتابٌ مرقومٌ * يشـهده المقرّبون )، فعرّف المقرّب بأنّه الذي يشهد كتاب الأبرار، وشهادة الأعمال من خصائص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)كما ذكرت ذلك الآيات كما في سورة التوبة..
وهذا يعطينا مؤدّى أنّ " المقرَّب " ليس من درجة الأبرار من أنماط المؤمنين، بل فوقهم شاهد لِما يعملونه، وشهادة الأعمال لا ريب أنّها نحو من الغيب الذي لا يطلعه الله إلاّ لمن ارتضى من رسول، فهي نحو من العلم اللدُنّي الإلهي المخصّص بالمقرّبين، فهم نحو من الّذين أُوتوا مناصب إلهية غيبية جعلها لهم.
ويعطي ذلك التقسيم في سورة الواقعة لمن يحشر من البشر إلى ثلاثة أقسام: السابقون، وأصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة ; ولا ريب في دخول الأنبياء والرسل والأوصياء في القسم الأوّل، وهو يقتضي عدم مشـاركة غيرهم لهم في الدرجـة، فالباقـون هـم في القسـمين الأخيـرين، فـ " السبق " في الاستعمال القرآني هو في من حاز العصمة والطهارة الذاتية من الذنوب، فالسبق ها هنا هو في الدرجات لا السبق الزمني، مع أنّ أوّل السابقين زمناً من المهاجرين هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)..
ومن ذلك يظهر المراد من أوّل السابقِين من الأنصار، فإنّ المطهّر من الذنب من الأنصار ـ أي الذي لم يهاجر ـ هما الحسـنان، فإنّهما اللذان نزلت فيهما وفي أبويهما آية التطهير كما هو مقرّر في موضعه من سبب نزول الآية في أخبار الفريقين.
وكذلك يظهر المراد من الّذين اتّبعوهم بإحسان، أنّهم المطهَّرون من الذنب من الذرّية النبوية، ويطالعك بهذا المعنى ـ مضافاً إلى أنّه مقتضى معنى " السبق " في الاستعمال القرآني ـ أنّ مقام الإحسان في القرآن لا ينطبق على غير المعصوم من الزلل والخطأ، إذ لم يُسند الإحسان إلى فعل مخصوص، بل جُعل وصفاً لكلّ معصوم من الذنب، لاحظ قوله تعالى: ( ومن ذرّيّته داود وسليمان وأيّوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين )..
وقوله تعالى: ( ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين )..
وقوله تعالى: ( ولمّا بلغ أشدّه واستوى آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين )..
وقوله تعالى: ( سلام على قوم نوح في العالمين * إنّا كذلك نجزي المحسنين )..
وقوله تعـالى: (قد صـدّقت الرؤيا إنّا كذلك نجـزي المحسـنين)..
وقوله تعالى: ( سـلام على إبراهيـم * كذلك نجـزي المحسـنين )..
وقوله تعالى: ( سلام على موسى وهارون * إنّا كذلك نجزي المحسـنين )..
وقوله تعالى: ( سلام على إل ياسين * إنّا كذلك نجزي المحسـنين )..
فترى أنّ الذي يوصف بالإحسان ـ من غير تقييد في فعل خاصّ كأداء دية أو مهر أو تسريح بإحسان للمطلّقة، بل بالإحسان في كلّ أفعاله ـ قد ادّخر الله تعالى له جزاءً دنيوياً وأُخروياً من سنخ الذي ذكرته الآيات السابقة، من جعل النبوّة في الذرّيّة، وإتيان الحكم والعلم اللدُنّي الإلهي، وتقدير السلامة والأمن في النشآت المختلفة.
وقد وُصف المحسنُ والمحسنون بأنّ رحمة الله قريب منهم، وأنّ الله يحبّهم، وأنّ الله لَمَعَهم معيّة خاصّة غير معيّته القيومية على كلّ مخلوق، فالآية لم تكتفِ بوصف القسم الثالث بأنّهم تابعون للأوّلين السابقين، بل ضيّقت الدائرة إلى كون تبعيّتهم بإحسان، والإحسان والمحسن مقام فوق مقام العدل والعدالة.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 29 - ص 197
فقال عمر : هاتي بينة يا بنت محمد على ما تدعين ؟ ! فقالت فاطمة ( ع ) : قد صدقتم جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله ولم تسألوهما البينة ! وبينتي في كتاب الله ، فقال عمر : إن جابرا وجريرا ذكرا أمرا هينا ، وأنت تدعين أمرا عظيما يقع به الردة من المهاجرين والأنصار ! . فقالت عليها السلام : إن المهاجرين برسول الله وأهل بيت رسول الله هاجروا إلى دينه ، والأنصار بالايمان بالله ورسوله وبذي القربى أحسنوا ، فلا هجرة إلا إلينا ، ولا نصرة إلا لنا ، ولا اتباع بإحسان إلا بنا ، ومن ارتد عنا فإلى الجاهلية
الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 212 - 214
259 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال : إني والله لأحب رياحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله ، أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة ، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضايل الدرجات ، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق ولقد قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لقنبر : يا قنبر ابشر وبشر واستبشر فوالله لقد مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو على أمته ساخط إلا الشيعة . ألا وإن لكل شئ عزا وعز الاسلام الشيعة . ألا وإن لكل شئ دعامة ودعامة الاسلام الشيعة . ألا وإن لكل شئ ذروة وذروة الاسلام الشيعة . ألا وإن لكل شئ شرفا وشرف الاسلام الشيعة . ألا وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة . ألا وإن لكل شئ إماما وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة ، والله لولا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا والله لو ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب ، كل ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية " عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية " فكل ناصب مجتهد فعمله هباء ، شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل ومن خالفهم ينطقون بتفلت ، والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل روحه إلى السماء فيبارك عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه ، والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عز وجل وإن فقراءكم لأهل الغنى وإن أغنياءكم لأهل القناعة وإنكم كلكم لأهل دعوته وأهل إجابته .
تطبيقات الآية :
أول السابقين بدرجة الإيمان من المهاجرين هم الأنبياء .
وأول السابقين بدرجة الإيمان من الأنصار هم أوصياؤهم في زمن وجود الأنبياء .
والذين اتبعوهم بإحسان هم الأوصياء بعد زمان الأنبياء.
------------
أول السابقين زمنيا بالإيمان من المهاجرين هم النبي ص والإمام علي ع.
وأول السابقين من الأنصار هم الحسن والحسين ع.
والذين اتبعوهم بإحسان هم الأوصياء بعد زمان الأنبياء.
---------------------
أول السابقين زمنيا بالإيمان من (المهاجرين والأنصار) هو الإمام علي ع.
والذين اتبعوهم بإحسان شيعته.
--------------------------
أول السابقين بدرجة الإيمان من (المهاجرين لله و أنصارهم) - علي ع و النقباء وأبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ، ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من الصحابة.
والذين اتبعوهم بإحسان هم الشيعة.
------------------------------
أول السابقين بدرجة الإيمان من (المهاجرين لله و أنصارهم) من الشيعة.
والذين اتبعوهم بإحسان هم المؤمنون الذي ساروا على نهج التشيع.
-------------------------------
كتاب سليم بن قيس - تحقيق محمد باقر الأنصاري - ص 197 - 198
قال : فأنشدكم الله ، أتعلمون حيث نزلت ( والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ) ، ( والسابقون السابقون أولئك المقربون ) ، سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقال : أنزلها الله تعالى ذكره في الأنبياء وأوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء ؟ قالوا : اللهم نعم .
مناقب الإمام أمير المؤمنين (ع) - محمد بن سليمان الكوفي - ج 1 - ص 165
- 98 محمد بن سليمان قال : حدثنا محمد بن منصور قال : حدثنا إسماعيل بن موسى عن الحسن بن علي الهمداني عن حميد بن القاسم بن حميد بن عبد الرحمان عن أبيه ( عن جده ): عن أبيه عبد الرحمان بن عوف في قوله ( تعالى ) : ( والسابقون الأولون ) قال : علي أولهم .
الاحتجاج - الشيخ الطبرسي - ج 1 - ص 213
قال : فأنشدكم بالله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية . وأني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وآله أحد من هذه الأمة ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : فأنشدكم بالله أتعلمون حيث نزلت " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " " والسابقون السابقون أولئك المقربون " وسأل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : " أنزله الله عز وجل في الأنبياء وأوصيائهم فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب عليه السلام وصيي أفضل الأوصياء " قالوا : اللهم نعم .
مناقب آل أبي طالب - ابن شهر آشوب - ج 1 - ص 289 - 290
كتاب أبي بكر الشيرازي ، مالك بن أنس عن سمي عن أبي صالح عن أبي عباس قال : والسابقون الأولون نزلت في أمير المؤمنين سبق الناس كلهم بالايمان وصلى إلى القبلتين وبايع البيعتين بيعة بدر وبيعة الرضوان وهاجر الهجرتين مع جعفر من مكة إلى الحبشة ومن الحبشة إلى المدينة .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 22 - ص 302
وروى الحاكم الحسكاني مرفوعا إلى عبد الرحمن بن عوف في قوله سبحانه : " والسابقون الأولون " قال : هم عشرة من قريش ، أولهم اسلاما علي بن أبي طالب ( عليه السلام )
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 22 - ص 327
تفسير علي بن إبراهيم : " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " وهم النقباء وأبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ، ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين ( عليه السلام )
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 31 - ص 410
قال : أنشدكم بالله ، أتعلمون حيث نزلت . [ والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار ] [ والسابقون السابقون * أولئك المقربون ] سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال : أنزلها الله عز وجل في الأنبياء وفي أوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن أبي طالب عليه السلام وصيي أفضل الأوصياء ؟ . قالوا : اللهم نعم .
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 36 - ص 166 - 167
أقول : روى ابن بطريق في المستدرك بإسناده عن أبي نعيم ، بإسناده عن الأعمش ، عن ابن جبير ، عن ابن عباس ، قال لما نزلت " قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى " قالوا : يا رسول الله من هؤلاء الذين يأمرنا الله بمودتهم ؟ قال : علي و فاطمة وأولادهما . قوله تعالى : " وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى " أبو نعيم بإسناده إلى عون بن أبي جحيفة ، عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : إلى ولايتنا . وبإسناده عن عمرو بن علي بن رفاعة قال : سمعت علي بن عبد الله بن العباس يقول : " وتواصوا بالصبر " علي بن أبي طالب عليه السلام . وبإسناده عن الضحاك ، عن ابن عباس ، في قوله تعالى " والعصر إن الانسان لفي خسر " يعني أبا جهل " إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات " ذكر عليا عليه السلام وسلمان . قوله : " والسابقون الأولون " ذكر عليا وسلمان " وبشر المخبتين " إلى قوله " ومما رزقناهم ينفقون " قال : علي وسلمان . وبإسناده عن أبي صالح ، عن ابن عباس قال : " واركعوا مع الراكعين " نزلت في رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام خاصة ، وهما أول من صلى وركع
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 38 - ص 251
وروى ابن المغازلي في قوله : ( والسابقون الأولون) عن ابن عباس قال : سبق يوشع بن نون إلى موسى وصاحب ياسين إلى عيسى وعلي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى محمد ( صلى الله عليه وآله )
تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي - ج 2 - ص 255
في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال في أثناء كلام له في جمع من المهاجرين والأنصار في المسجد أيام خلافة عثمان : فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت : " والسابقون الأولون من المهاجرون والأنصار والسابقون السابقون أولئك المقربون " سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم ، فانا أفضل أنبياء الله ورسله و علي بن أبي طالب أفضل الأوصياء ؟ قالوا : اللهم نعم .
في تفسير علي بن إبراهيم ثم ذكر السابقين فقال : " والسابقون الأولون من المهاجرون والأنصار " وهم النقباء أبو ذر والمقداد وسلمان وعمار ومن آمن وصدق وثبت على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام .
نهج الحق وكشف الصدق - العلامة الحلي - ص 200
آية السابقون الخامسة والخمسون : قوله تعالى : " والسابقون الأولون ": علي وسلمان
كتاب عدالة الصحابة – الشيخ محمد سند – ص 46 - 81
تحقيق في عنوان المهاجر والأنصاري:
إنّ المتتبّع للاستعمال القرآني لمادة الهجرة والنصرة في هيئة الفاعل عند الاطلاق وعدم التقييد بقرينة معينة لا يراد به كل من انتقل ببدنه من مكة أو غيرها إلى المدينة المنورة مظهراً للأسلام، كما أنّ الأنصاري ليس كلّ من أظهر الاسلام وكان قاطناً في المدينة وحواليها، وإنّ إجـراء الاستعمال بهذا المعنى الوسيع وحصول التوسّع عن المعنى الأوّل إنّما وقع وشاع في الألسن لتخيل تطيبق المعنى اللغوي بلحاظ مطلق الانتقال المكاني، واستدعاء ذلك المقابلة مع من لم ينتقل من موطنه وهو الأنصاري، مع وجود الدوافع السياسية المقتضية لهذا التعميم كي تجد مستنداً للشرعية فيما تقدّم عليه.
بلّ المقتنص من التتبع للآي القرآني هو أنّ الهجرة والمهاجر عند الاطلاق من دون تقييد يراد به من انتقل من موطنه وبلاد المشركين إلى المدينة بقصد طاعة الله وفي سبيل الله وإلى الله ورسوله كما أشارت إلى ذلك الآيات المتقدّمة وكقوله تعالى ( ومن يهاجر في سبيل الله يجد في
الأرض مراغماً كثيراً وسعة ) ، وقوله تعالى (والذين هاجـروا في سبيل الله ثم قُتلوا أو ماتوا ليرزقنهم الله رزقاً حسناً ) ، وقوله تعالى ( فآمن له لوط وقال إني مهاجر إلى ربّي إنّه هو العزيز الحكيم )وقد اقترن ذكر عنوان الهجرة كثيراً في الآيات مع الجهاد في سبيل الله ومع الإيمان أو مع الأذية في سبيل الله والقتل في سبيله أو مع الصبر، وقد وردت الأحاديث النبويّة في تفسير الهجرة الشرعية بذلك.
فالهجرة عند الاطلاق بذلك المعنى كما هو الحال في مقام الثناء والمديح لها كفعل عبادي من الطاعات والقربات العظيمة، بخلاف ما إذا قيّد الاستعمال بقيد معين، كترتيب أحكام خاصّة من قبيل حلّ المناكحة وحرمة الدم والمال ونحوها، ولذلك ترى في قوله تعالى ( إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن الله أعلم بإيمانهنَّ فان علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار ) أنّه لم يكتفى بالهجرة الظاهرية من دون التحقّق من حصول الهجرة الواقعية الحقيقية، التي هي مقيّدة بالإيمان القلبي وكونها في الله وفي سبيل الله وإلى الله ورسوله، وكذلك الحال في الاستعمال الآي القـرآني، قـال تعالى ( يا أيّها الذين آمنوا كونوا أنصـار الله كما قال عيسى بن مريم للحواريّن من أنصاري إلى الله قال الحواريّون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة
فأيّدنا اللذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين )، وقال تعالى ( فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتّبعوا النّور الذي أُنزل معه أُولئك هم المفلحون ) ، وقال ( والذين آووا ونصروا أُولئك بعضهم أولياء بعض ).
فيلاحظ أنّ النصرة والأنصاري ليس مطلق المعاضدة فضلاً عن أنّ تكون هي كل مسلم كان موطنه المدينة فليس كلّ أوسي أو خزرجي أو غيرهما ممن حول المدينة هو أنصاري بل من آمن وآوى وعزّر ووقّر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) واتّبع النّور الذي أنزل مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وكان ذلك كلّه في الله وإلى الله كان أنصارياً.....
أمّا الآية الأُولى:
فهي قوله تعالى: ( السابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والّذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعدّ لهم جنّـات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم ).
فنرى أنّ الآية قد قيّدت المرضيّ عنهم من المهاجرين والأنصار بقيدين، الأوّل: السبق ; الثاني: كونه أوّل السابقين، أي الأوّلية في السبق،
ومن المقرّر في موضعه تاريخياً ـ برغم الدعاوي الأُخرى ـ أنّ أوّل السابقين إلى الإسلام هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، ومن ثمّ حاولت الدعاوي الأُخرى الاستعاضة لتطبيق الآية بأنّ عليّـاً أوّل من أسلم من الأحداث، وأنّ خديجة أوّل من أسلم من النساء، وأنّ...
ولكنّ السبق والأوّلية في الآية غير مقيّدتين بحيثية السنّ أو الجنس، هذا من جانب، ومن جانب آخر نرى أنّ استعمال القرآن الكريم للسبق هو بمعنىً خاصّ كما تطالعنا به سورة الواقعة، وهذا كديدَن الاستعمال القرآني في العديد من عناوين الألفاظ كالصدّيقين والاصطفاء والتطهير..
فالمعنى الذي في سورة الواقعة ( السابقون السابقون * أُولئك المقرّبون ) هو خصوص " المقرّب "، وقد أكّدت الآية على عنوان "السبق " بالتكرار للإشادة به، و " المقرّب " قد أُريد به معنىً خاصّ في سورة المطفّفين: ( كلاّ إنّ كتاب الأبرار لفي علّيّـين * وما أدراك ما علّيّـون * كتابٌ مرقومٌ * يشـهده المقرّبون )، فعرّف المقرّب بأنّه الذي يشهد كتاب الأبرار، وشهادة الأعمال من خصائص الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)كما ذكرت ذلك الآيات كما في سورة التوبة..
وهذا يعطينا مؤدّى أنّ " المقرَّب " ليس من درجة الأبرار من أنماط المؤمنين، بل فوقهم شاهد لِما يعملونه، وشهادة الأعمال لا ريب أنّها نحو من الغيب الذي لا يطلعه الله إلاّ لمن ارتضى من رسول، فهي نحو من العلم اللدُنّي الإلهي المخصّص بالمقرّبين، فهم نحو من الّذين أُوتوا مناصب إلهية غيبية جعلها لهم.
ويعطي ذلك التقسيم في سورة الواقعة لمن يحشر من البشر إلى ثلاثة أقسام: السابقون، وأصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة ; ولا ريب في دخول الأنبياء والرسل والأوصياء في القسم الأوّل، وهو يقتضي عدم مشـاركة غيرهم لهم في الدرجـة، فالباقـون هـم في القسـمين الأخيـرين، فـ " السبق " في الاستعمال القرآني هو في من حاز العصمة والطهارة الذاتية من الذنوب، فالسبق ها هنا هو في الدرجات لا السبق الزمني، مع أنّ أوّل السابقين زمناً من المهاجرين هو عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)..
ومن ذلك يظهر المراد من أوّل السابقِين من الأنصار، فإنّ المطهّر من الذنب من الأنصار ـ أي الذي لم يهاجر ـ هما الحسـنان، فإنّهما اللذان نزلت فيهما وفي أبويهما آية التطهير كما هو مقرّر في موضعه من سبب نزول الآية في أخبار الفريقين.
وكذلك يظهر المراد من الّذين اتّبعوهم بإحسان، أنّهم المطهَّرون من الذنب من الذرّية النبوية، ويطالعك بهذا المعنى ـ مضافاً إلى أنّه مقتضى معنى " السبق " في الاستعمال القرآني ـ أنّ مقام الإحسان في القرآن لا ينطبق على غير المعصوم من الزلل والخطأ، إذ لم يُسند الإحسان إلى فعل مخصوص، بل جُعل وصفاً لكلّ معصوم من الذنب، لاحظ قوله تعالى: ( ومن ذرّيّته داود وسليمان وأيّوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين )..
وقوله تعالى: ( ولمّا بلغ أشدّه آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين )..
وقوله تعالى: ( ولمّا بلغ أشدّه واستوى آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين )..
وقوله تعالى: ( سلام على قوم نوح في العالمين * إنّا كذلك نجزي المحسنين )..
وقوله تعـالى: (قد صـدّقت الرؤيا إنّا كذلك نجـزي المحسـنين)..
وقوله تعالى: ( سـلام على إبراهيـم * كذلك نجـزي المحسـنين )..
وقوله تعالى: ( سلام على موسى وهارون * إنّا كذلك نجزي المحسـنين )..
وقوله تعالى: ( سلام على إل ياسين * إنّا كذلك نجزي المحسـنين )..
فترى أنّ الذي يوصف بالإحسان ـ من غير تقييد في فعل خاصّ كأداء دية أو مهر أو تسريح بإحسان للمطلّقة، بل بالإحسان في كلّ أفعاله ـ قد ادّخر الله تعالى له جزاءً دنيوياً وأُخروياً من سنخ الذي ذكرته الآيات السابقة، من جعل النبوّة في الذرّيّة، وإتيان الحكم والعلم اللدُنّي الإلهي، وتقدير السلامة والأمن في النشآت المختلفة.
وقد وُصف المحسنُ والمحسنون بأنّ رحمة الله قريب منهم، وأنّ الله يحبّهم، وأنّ الله لَمَعَهم معيّة خاصّة غير معيّته القيومية على كلّ مخلوق، فالآية لم تكتفِ بوصف القسم الثالث بأنّهم تابعون للأوّلين السابقين، بل ضيّقت الدائرة إلى كون تبعيّتهم بإحسان، والإحسان والمحسن مقام فوق مقام العدل والعدالة.
بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 29 - ص 197
فقال عمر : هاتي بينة يا بنت محمد على ما تدعين ؟ ! فقالت فاطمة ( ع ) : قد صدقتم جابر بن عبد الله وجرير بن عبد الله ولم تسألوهما البينة ! وبينتي في كتاب الله ، فقال عمر : إن جابرا وجريرا ذكرا أمرا هينا ، وأنت تدعين أمرا عظيما يقع به الردة من المهاجرين والأنصار ! . فقالت عليها السلام : إن المهاجرين برسول الله وأهل بيت رسول الله هاجروا إلى دينه ، والأنصار بالايمان بالله ورسوله وبذي القربى أحسنوا ، فلا هجرة إلا إلينا ، ولا نصرة إلا لنا ، ولا اتباع بإحسان إلا بنا ، ومن ارتد عنا فإلى الجاهلية
الكافي - الشيخ الكليني - ج 8 - ص 212 - 214
259 - علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمرو بن أبي المقدام قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : خرجت أنا وأبي حتى إذا كنا بين القبر والمنبر إذا هو بأناس من الشيعة فسلم عليهم ثم قال : إني والله لأحب رياحكم وأرواحكم فأعينوني على ذلك بورع واجتهاد واعلموا أن ولايتنا لا تنال إلا بالورع والاجتهاد ومن ائتم منكم بعبد فليعمل بعمله ، أنتم شيعة الله وأنتم أنصار الله وأنتم السابقون الأولون والسابقون الآخرون والسابقون في الدنيا والسابقون في الآخرة إلى الجنة ، قد ضمنا لكم الجنة بضمان الله عز وجل وضمان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والله ما على درجة الجنة أكثر أرواحا منكم فتنافسوا في فضايل الدرجات ، أنتم الطيبون ونساؤكم الطيبات كل مؤمنة حوراء عيناء وكل مؤمن صديق ولقد قال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : لقنبر : يا قنبر ابشر وبشر واستبشر فوالله لقد مات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو على أمته ساخط إلا الشيعة . ألا وإن لكل شئ عزا وعز الاسلام الشيعة . ألا وإن لكل شئ دعامة ودعامة الاسلام الشيعة . ألا وإن لكل شئ ذروة وذروة الاسلام الشيعة . ألا وإن لكل شئ شرفا وشرف الاسلام الشيعة . ألا وإن لكل شئ سيدا وسيد المجالس مجالس الشيعة . ألا وإن لكل شئ إماما وإمام الأرض أرض تسكنها الشيعة ، والله لولا ما في الأرض منكم ما رأيت بعين عشبا أبدا والله لو ما في الأرض منكم ما أنعم الله على أهل خلافكم ولا أصابوا الطيبات ما لهم في الدنيا ولا لهم في الآخرة من نصيب ، كل ناصب وإن تعبد واجتهد منسوب إلى هذه الآية " عاملة ناصبة * تصلى نارا حامية " فكل ناصب مجتهد فعمله هباء ، شيعتنا ينطقون بنور الله عز وجل ومن خالفهم ينطقون بتفلت ، والله ما من عبد من شيعتنا ينام إلا أصعد الله عز وجل روحه إلى السماء فيبارك عليها فإن كان قد أتى عليها أجلها جعلها في كنوز رحمته وفي رياض جنة وفي ظل عرشه وإن كان أجلها متأخرا بعث بها مع أمنته من الملائكة ليردوها إلى الجسد الذي خرجت منه لتسكن فيه ، والله إن حاجكم وعماركم لخاصة الله عز وجل وإن فقراءكم لأهل الغنى وإن أغنياءكم لأهل القناعة وإنكم كلكم لأهل دعوته وأهل إجابته .
تعليق