السعوديون يدعمون طلاس ولا يهمهم نظاما ديمقراطيا في سورية ويريدون اسقاط الاسد بأي ثمن
بريطانيا ترسل قوات الى الاردن... وانقرة مترددة بشن حرب خوفا على صورتها واقتصادها
لندن ـ 'القدس العربي': بدأت الحكومة التركية حرب الجو مع النظام السوري، عندما اوقفت طائرة للخطوط الجوية السورية، قالت انها تشك بوجود شحنات من الاسلحة الروسية عليها، ومع انه لا يعرف طبيعة ما كانت تحمل وما صادرته الحكومة التركية، حيث قالت تقارير انها صادرت اجهزة اتصالات، الا ان الحادث هو جزء من التصعيد بين البلدين على خلفية مقتل مدنيين اتراك في بلدة اكجاكالي في اقليم هاتاي جنوب تركيا الاسبوع الماضي.
ومع كل هذه الاجواء الملبدة بالتهديدات والردود الانتقامية الا ان احدا من سكان البلدة لا يتوقع حربا قريبة. وفي هذه الاثناء لا يزال المقاتلون يبحثون عن مصادر للتسليح، الذي اصبح صعبا في ضوء الخلافات والتنافس بين الفصائل المتعددة التي يتبع بعضها الجيش الحر او يعمل بشكل مستقل ويؤمن اسلحته بطرقه الخاصة.
وفي تقرير اعده كل من مارتن شولوف وايان بلاك قالا فيه انه لا توجد اية اشارات عن وصول اسلحة ثقيلة ينتظر وصولها المقاتلون في حلب، مع ان تقرير لـ'بي بي سي' قال ان اسلحة روسية كانت مرسلة للجيش السعودي وجدت طريقها الى مسجد في حلب.
في انطاكية
وفي تقرير 'الغارديان' يشير الى عملية نقل الاسلحة للمقاتلين خاصة في الجبهة الشمالية التي تعتبر من اهم الجبهات، ويقول انه عندما بدأت الاسلحة تتدفق للمقاتلين منذ ايار (مايو) العام الماضي كانت الفصائل تبعث ممثلين لهم لمقابلة داعميهم في مدينة انطاكية. وكانوا يلتقون في الشوارع الخلفية، وفي المقاهي والفنادق، وفي هذه اللقاءات كان كل ممثل يقدم لرعاته الاسباب التي تجعله مستحقا لتلقي السلاح. وتقول الصحيفة ان التنافس العربي والخليجي، والخلافات بين روسيا والغرب، والمخاوف من انتقال عدوى الحرب الدموية لخارج حدود سورية بشكل تجر ايران ولبنان الى الحرب، تجعل من عملية تسليح المعارضة عملا يحوطه الغموض.
ويضيف التقرير ان وصول السلاح قل بشكل واضح حيث نقلت عن القيادي في حلب، ابو فرات قوله ان الداعمين لهم يرسلون اسلحة تكفيهم فقط للدفاع عن انفسهم واطالة امد المواجهة ولكنها ليست كافية كي ينتصروا في المعركة. ويواصل ابو فرات قوله ان الوضع لن يتغير قبل الانتخابات الامريكية وهو متأكد ان احدا من المقاتلين لن يصمد بدون اسلحة حتى يتحقق هذا. وتقول الصحيفة ان الرجال بحقائب المال والتأثير في انطاكية هم مبعوثون من النخبة في الدول الداعمة للمقاتلين من الخليج ورجال الاعمال.
ومن الاسماء المتداولة بين المقاتلين، نائب لبناني عن تيار المستقبل، هو عقاب صقر، حيث ينقل التقرير عن ابو وائل وهو مقاتل من جبل الزاوية قوله 'في كل مرة يأتي فيها عقاب الى انطاكية، تبدأ الاسلحة بالوصول عبر الحدود'.
واضاف المقاتل ان المشكلة تنبع من انه يحدد الجهة التي يجب ان تذهب اليها الاسلحة. وبحسب زملاء لصقر في تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري فقد اوكلت له مهمة ادارة عملية نقل الاسلحة للمقاتلين. ولانه مؤثر في العملية فقد اصبح شخصية مثيرة للخلاف بين الفصائل المتصارعة هي نفسها. فالجماعات التي تصلها الاسلحة منه ترى فيه شخصية مهمة 'مخلصا' ومن تحرم من اسلحته تحمله مسؤولية تعثر الحرب ضد نظام بشار الاسد.
امريكا ليست راضية
وترى الصحيفة ان عدم الرضى عن جهود صقر لا تنحصر بين الجماعات المقاتلة فالولايات المتحدة التي تدعم بشكل غير مباشر جهود قطر والسعودية تشعر بنوع من النرفزة لدعوات كل هاتين الدولتين لتقديم الاسلحة الثقيلة التي يحتاجها المقاتلون لحسم المعركة. مع ان ميت رومني المرشح الجمهوري، اكد على دعمه عملية تسليح المعارضة. وتشارك تركيا والاردن الرأي الامريكي وهذا يفسر حسب الصحيفة ارسالها فرقة من قوات المهام الخاصة الى الاردن للمساعدة في 'استقبال الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين' ومراقبة ترسانة الاسلحة النووية وتقدير الوضع حالة خروجها عن سيطرة النظام.
وتنقل الصحيفة عن مصطفى العاني، من معهد الخليج للدراسات في ابو ظبي التي تقول انه ممول سعوديا، قوله ان ارسال الفرقة هي 'عن التدخل غير المباشر'، مضيفا ان 'المال والسلاح موجودان لكن كلا من الاردن وتركيا مترددتان، فتركيا تسمح بمرور بعض الاسلحة، ولكن هناك الكثير من التردد وينتظر الناس تحولا في الوضع بعد الانتخابات الامريكية'.
وبنفس السياق اشارت صحيفة 'التايمز' البريطانية الى ان الحكومة البريطانية ارسلت فريقا من العسكريين وان كان صغيرا للاردن ويعمل على انشاء مقر له هناك اسوة بالامريكيين، مشيرة الى ان هذا يشير الى مهمة تزحف وتكبر شيئا فشيئا، مما قد تؤدي الى حرب بالوكالة بين القوى الاقليمية والدولية.
وقالت ان مجلس الامن القومي، الذي يترأسه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون سينعقد واهم نقطة على جدول الاعمال هي سورية.
ونقلت عن مسؤول في الخارجية قوله ان لندن تعمل مع حلفائها في المنطقة من اجل حماية الحدود السورية ومنع امكانية تسرب السلاح الكيماوي السوري للايدي الخطأ. ونقلت عن وزارة الدفاع قولها ان الاردن شريك رئيسي في سياسة بريطانيا في الشرق الاوسط، وهذا يقتضي نشر قوات بريطانية في الاردن على قاعدة منظم. ونقلت عن مسؤول عسكري امريكي قوله ان من اهم القضايا المثيرة للقلق هي المسؤولية التي بات الاردن يتحملها تجاه تدفق اللاجئين السوريين وامن اسلحة سورية الكيماوية والبيولوجية. وبالاضافة للاردن هناك تحركات في تركيا حيث قالت مصادر امنية ان قوات خاصة فرنسية تواجدت في قاعدة انجرليك الجوية لعدة اسابيع، ومنذ الصيف تحولت القاعدة التابعة للناتو الى مركز عمليات للدول الغربية والداعمة للمعارضة مثل قطر والسعودية، حيث تعمل لنقل المال والسلاح للمعارضة.
تنافس
وبعيدا عن مخاوف الامن الاقليمي واسلحة سورية الكيماوية هناك مشاكل تتعلق بالتنافس بين السعودية وقطر، وهو الموضوع التي قالت الصحيفة انه كان موضع نقاش بين امير قطر ومدير المخابرات السعودي الامير بندر بن عبدالعزيز والذي تم في الدوحة يوم الاربعاء.
وبحسب معارضين سوريين فالدوحة تدعم جماعات مسلحة لها علاقة مرتبطة بالاخوان المسلمين بخلاف تلك التي تلقى دعما سعوديا. ويقول مصدر عربي مطلع ان القطريين اكثر نشاطا من السعوديين. مضيفا ان السعوديين لا تهمهم الديمقراطية وكل ما يهمهم هو التخلص من الاسد وسيرضون بحل على الطريقة اليمنية يخرج فيه الاسد من الحكم ويظل النظام متماسكا، حسب المصدر. وتضيف الصحيفة مدراء المخابرات في تركيا والسعودية وقطر وفرنسا التقوا في الشهر الماضي بمدير الاستخبارات الامريكية ـ سي اي ايه - ديفيد بترايوس في انقرة ولم يتفقوا على استراتيجية تنسق دعم الجماعات السورية المسلحة.
اصفر واخضر
ويقول المسؤولون الامريكيون ان الطبيعة الغامضة للمعارضة ووجود الجهاديين الاجانب هو سبب الضغوط التي يمارسونها على كل من الرياض والدوحة. ويقول وزير لبناني ان امريكا اعطت كلا من الدولتين 'ضوءا اصفر، فالسعوديون يرون الاصفر اصفر والقطريون يرون الاصفر اخضر'، مضيفا ان دعم القطريين للمقاتلين تواصل ان لم يكن قد زاد. ويعارض الامريكيون تزويد المقاتلين بصواريخ مضادة للطائرات، ولن يتسامحوا مع وضع تقع فيه هذه الاسلحة بيد الجهاديين.
ويقول التقرير ان السعوديين وصلوا الى الحد الذي يمكنهم فيه دعم المقاتلين ويريدون اكثر خاصة ان صمود الاسد يثير خشيتهم من امكانية تسيد الجماعات الجهادية للساحة السورية. وكانت اول شحنات اسلحة تصل للمقاتلين تضم اسلحة اتوماتيكية وذخائر وقنابل صاروخية وصلت اولاها في ايار (مايو) وحزيران (يونيو) عبر تركيا ومنذ هذه الشحنة التي وصلت على دفعتين لم تصل شحنات كبيرة.
ويقول نائب في البرلمان اللبناني ان السعوديين كان الاكثر حماسا لتسليح المعارضة حيث عبروا عن موقفهم بصراحة، وكان هذا في بداية تموز (يوليو) وفي منتصفه بدأ الجهاديون يتقاطرون الى سورية. ومع ان جماعات معظمها من المنشقين عن الجيش السوري نظمت نفسها في مجلس عسكري في حلب وادلب الا انهم يخشون من الاسلاميين السوريين، كما ان السعودية تخشى من الوضع الداخلي، حيث ظل الموضوع السوري حيا، وهناك غضب شعبي ومطالبة بتسليح المعارضة او تدخل عسكري ضمن تحالف دولي.
وتشير الصحيفة الى دور الشيخ عدنان عارور الذي يوجه انتقاداته الحادة للنظام العلوي والطائفة، كما ان الاعلام الداخلي والمدعوم في الخارج يغمر المشاهدين بصور فظيعة للقتلى من الاطفال والنساء. وهذا التعاطف الشعبي واضح من الحملة الرسمية لجمع التبرعات اتي جمعت 100 مليون دولار في عدة ايام، ومنعت الحكومة المشايخ المستقلين بجمع تبرعات.
ويقول العاني ان السعوديين يخشون من تأثير الحرب كما في حدث في العراق وافغانستان، ولهذا يخشون من حدوث فوضى في سورية ويريدون قيام الجيش بتولي السلطة هناك، وكل دول المنطقة تريد هذا السيناريو بما فيها اسرائيل.
جبهة موحدة
ويدفع السعوديون في اتجاه توحيد المعارضة تحت جبهة اسمها 'جبهة الخلاص' لها قيادة موحدة وتسلسل قيادي على الارض. ويدعم السعوديون الجنرال المنشق مناف طلاس وهو اكبر مسؤول عسكري ينشق عن النظام لحد الان. ويحاول السعوديون من خلاله اقناع قادة كبار في الجيش والمخابرات الانشقاق. وفي الاسبوع القادم ستضيف قطر مؤتمرا لدعم توحيد المعارضة. وهناك امل قليل في اتفاق المعارضة على اجندة واحدة فالوضع فوضوي. وفي النهاية فالدعم الخليجي وان كان موضوع نقاش مهم الا ان ما وصل للمعارضة من اسلحة اقل من قصة الدعم التي احتلت عناوين الصحف.
جهاديون بريطانيون
وعن الجهاديين الاجانب، فالرجل والمرأة اللذان اوقفهما الامن البريطاني في مطار هيثرو يوم الثلاثاء بعد وصولهما من القاهرة يعتقد ان احدهما هو طبيب سوري اخذ اجازة من عمله في الخدمة الصحية الوطنية ـ الحكومة.
وقالت صحيفة 'اندبندنت' ان سكوتلاند يارد اوقفتهما للتحقيق معهما في نشاطات 'ارهابية' تتعلق باختطاف مصورين بريطاني هولندي واللذين اجتازا الحدود من تركيا الى سورية، حيث قالا انهما اعتقلا في معسكر جهادي معظم افراده من الاجانب. وقد تم تحرير جون كانتيل وهو صحافي وجيريون اولريمانز بمساعدة من المقاتلين السوريين التابعين للجيش الحر. وتقول الاندبندنت ان قائد المجموعة قد اعدم لاحقا، حيث عثر على جثة ابو محمد الشامي العبسي في قرية سرمدا القريبة من الحدود التركية. واكد كانتيل ان من عالجه ورفيقه عندما اصيبا لمحاولتهما الهرب كان طبيبا يتحدث الانكليزية بلهجة اهل جنوب لندن وكان يحمل علاجا عليه شعار الخدمة الصحية ـ ان اتش اس-. وقال كانتيل الذي يساعد الشرطة بالتعرف على هوية الطبيب ان من كانوا في المعسكر تفاخروا بعلاقتهم مع القاعدة.
اتراك لا يريدون الحرب
وعلى الجبهة التركية، التقى مراسل صحيفة 'لوس انجليس تايمز' في بلدة اكجاكالي مع رب الاسرة التي قتلتها القذائف السورية، حيث قال انهم كانوا يحضرون لتناول العشاء. ومنذ ذلك الحادث امتلأت سماء الجنوب بالمقاتلات، والارض بالدبابات، والصحف بصورهما. والكل يتحدث عن الطريقة التي ستواجه فيها الحكومة الوضع والفوضى في داخل سورية التي بدأت تنتقل عدواها لتركيا.
ونقلت عن باحث تركي في معهد واشنطن، سونير كابتاكاي قوله ان الوسائل المتاحة لتركيا الان محدودة، فانقرة لا يمكنها العيش مع نظام يحكمه الاسد وفي الوقت نفسه لا تستطيع شن حرب شاملة خاصة بدون دعم امريكي، وهذه وحلف شمال الاطلنطي لم يظهرا اي اهتمام في التدخل في الوضع السوري الذي بدأ الكثيرون يشبهونه بالحرب الاهلية في لبنان والتي استمرت خمسة عشر عاما.
واشارت الصحيفة الى الوضع الملغم بين البلدين والذي برز في اعتراض المقاتلات التركية لطائرة مدنية سورية قادمة من موسكو، حيث صادر الاتراك اجهزة اتصالات منها وسمحوا لها بعد ذلك مواصلة الرحلة. وتقول ان طيب رجب اردوغان تتبنى في بداية الازمة موقفا متشددا من الاسد وكان يأمل بسقوطه سريعا كما حدث مع الاخرين في دول الربيع العربي، ولكن تصاعد الوضع وبداية تدفق اللاجئين السوريين لتركيا وضع اردوغان وحكومته في مأزق. فهو الان وبعد حادث البلدة الاسبوع الماضي يقول انه لا يريد حربا مع سورية ولكن الحرب ليست بعيدة عنه.
بريطانيا ترسل قوات الى الاردن... وانقرة مترددة بشن حرب خوفا على صورتها واقتصادها
2012-10-11

ومع كل هذه الاجواء الملبدة بالتهديدات والردود الانتقامية الا ان احدا من سكان البلدة لا يتوقع حربا قريبة. وفي هذه الاثناء لا يزال المقاتلون يبحثون عن مصادر للتسليح، الذي اصبح صعبا في ضوء الخلافات والتنافس بين الفصائل المتعددة التي يتبع بعضها الجيش الحر او يعمل بشكل مستقل ويؤمن اسلحته بطرقه الخاصة.
وفي تقرير اعده كل من مارتن شولوف وايان بلاك قالا فيه انه لا توجد اية اشارات عن وصول اسلحة ثقيلة ينتظر وصولها المقاتلون في حلب، مع ان تقرير لـ'بي بي سي' قال ان اسلحة روسية كانت مرسلة للجيش السعودي وجدت طريقها الى مسجد في حلب.
في انطاكية
وفي تقرير 'الغارديان' يشير الى عملية نقل الاسلحة للمقاتلين خاصة في الجبهة الشمالية التي تعتبر من اهم الجبهات، ويقول انه عندما بدأت الاسلحة تتدفق للمقاتلين منذ ايار (مايو) العام الماضي كانت الفصائل تبعث ممثلين لهم لمقابلة داعميهم في مدينة انطاكية. وكانوا يلتقون في الشوارع الخلفية، وفي المقاهي والفنادق، وفي هذه اللقاءات كان كل ممثل يقدم لرعاته الاسباب التي تجعله مستحقا لتلقي السلاح. وتقول الصحيفة ان التنافس العربي والخليجي، والخلافات بين روسيا والغرب، والمخاوف من انتقال عدوى الحرب الدموية لخارج حدود سورية بشكل تجر ايران ولبنان الى الحرب، تجعل من عملية تسليح المعارضة عملا يحوطه الغموض.
ويضيف التقرير ان وصول السلاح قل بشكل واضح حيث نقلت عن القيادي في حلب، ابو فرات قوله ان الداعمين لهم يرسلون اسلحة تكفيهم فقط للدفاع عن انفسهم واطالة امد المواجهة ولكنها ليست كافية كي ينتصروا في المعركة. ويواصل ابو فرات قوله ان الوضع لن يتغير قبل الانتخابات الامريكية وهو متأكد ان احدا من المقاتلين لن يصمد بدون اسلحة حتى يتحقق هذا. وتقول الصحيفة ان الرجال بحقائب المال والتأثير في انطاكية هم مبعوثون من النخبة في الدول الداعمة للمقاتلين من الخليج ورجال الاعمال.
ومن الاسماء المتداولة بين المقاتلين، نائب لبناني عن تيار المستقبل، هو عقاب صقر، حيث ينقل التقرير عن ابو وائل وهو مقاتل من جبل الزاوية قوله 'في كل مرة يأتي فيها عقاب الى انطاكية، تبدأ الاسلحة بالوصول عبر الحدود'.
واضاف المقاتل ان المشكلة تنبع من انه يحدد الجهة التي يجب ان تذهب اليها الاسلحة. وبحسب زملاء لصقر في تيار المستقبل الذي يتزعمه سعد الحريري فقد اوكلت له مهمة ادارة عملية نقل الاسلحة للمقاتلين. ولانه مؤثر في العملية فقد اصبح شخصية مثيرة للخلاف بين الفصائل المتصارعة هي نفسها. فالجماعات التي تصلها الاسلحة منه ترى فيه شخصية مهمة 'مخلصا' ومن تحرم من اسلحته تحمله مسؤولية تعثر الحرب ضد نظام بشار الاسد.
امريكا ليست راضية
وترى الصحيفة ان عدم الرضى عن جهود صقر لا تنحصر بين الجماعات المقاتلة فالولايات المتحدة التي تدعم بشكل غير مباشر جهود قطر والسعودية تشعر بنوع من النرفزة لدعوات كل هاتين الدولتين لتقديم الاسلحة الثقيلة التي يحتاجها المقاتلون لحسم المعركة. مع ان ميت رومني المرشح الجمهوري، اكد على دعمه عملية تسليح المعارضة. وتشارك تركيا والاردن الرأي الامريكي وهذا يفسر حسب الصحيفة ارسالها فرقة من قوات المهام الخاصة الى الاردن للمساعدة في 'استقبال الاعداد الكبيرة من اللاجئين السوريين' ومراقبة ترسانة الاسلحة النووية وتقدير الوضع حالة خروجها عن سيطرة النظام.
وتنقل الصحيفة عن مصطفى العاني، من معهد الخليج للدراسات في ابو ظبي التي تقول انه ممول سعوديا، قوله ان ارسال الفرقة هي 'عن التدخل غير المباشر'، مضيفا ان 'المال والسلاح موجودان لكن كلا من الاردن وتركيا مترددتان، فتركيا تسمح بمرور بعض الاسلحة، ولكن هناك الكثير من التردد وينتظر الناس تحولا في الوضع بعد الانتخابات الامريكية'.
وبنفس السياق اشارت صحيفة 'التايمز' البريطانية الى ان الحكومة البريطانية ارسلت فريقا من العسكريين وان كان صغيرا للاردن ويعمل على انشاء مقر له هناك اسوة بالامريكيين، مشيرة الى ان هذا يشير الى مهمة تزحف وتكبر شيئا فشيئا، مما قد تؤدي الى حرب بالوكالة بين القوى الاقليمية والدولية.
وقالت ان مجلس الامن القومي، الذي يترأسه رئيس الوزراء ديفيد كاميرون سينعقد واهم نقطة على جدول الاعمال هي سورية.
ونقلت عن مسؤول في الخارجية قوله ان لندن تعمل مع حلفائها في المنطقة من اجل حماية الحدود السورية ومنع امكانية تسرب السلاح الكيماوي السوري للايدي الخطأ. ونقلت عن وزارة الدفاع قولها ان الاردن شريك رئيسي في سياسة بريطانيا في الشرق الاوسط، وهذا يقتضي نشر قوات بريطانية في الاردن على قاعدة منظم. ونقلت عن مسؤول عسكري امريكي قوله ان من اهم القضايا المثيرة للقلق هي المسؤولية التي بات الاردن يتحملها تجاه تدفق اللاجئين السوريين وامن اسلحة سورية الكيماوية والبيولوجية. وبالاضافة للاردن هناك تحركات في تركيا حيث قالت مصادر امنية ان قوات خاصة فرنسية تواجدت في قاعدة انجرليك الجوية لعدة اسابيع، ومنذ الصيف تحولت القاعدة التابعة للناتو الى مركز عمليات للدول الغربية والداعمة للمعارضة مثل قطر والسعودية، حيث تعمل لنقل المال والسلاح للمعارضة.
تنافس
وبعيدا عن مخاوف الامن الاقليمي واسلحة سورية الكيماوية هناك مشاكل تتعلق بالتنافس بين السعودية وقطر، وهو الموضوع التي قالت الصحيفة انه كان موضع نقاش بين امير قطر ومدير المخابرات السعودي الامير بندر بن عبدالعزيز والذي تم في الدوحة يوم الاربعاء.
وبحسب معارضين سوريين فالدوحة تدعم جماعات مسلحة لها علاقة مرتبطة بالاخوان المسلمين بخلاف تلك التي تلقى دعما سعوديا. ويقول مصدر عربي مطلع ان القطريين اكثر نشاطا من السعوديين. مضيفا ان السعوديين لا تهمهم الديمقراطية وكل ما يهمهم هو التخلص من الاسد وسيرضون بحل على الطريقة اليمنية يخرج فيه الاسد من الحكم ويظل النظام متماسكا، حسب المصدر. وتضيف الصحيفة مدراء المخابرات في تركيا والسعودية وقطر وفرنسا التقوا في الشهر الماضي بمدير الاستخبارات الامريكية ـ سي اي ايه - ديفيد بترايوس في انقرة ولم يتفقوا على استراتيجية تنسق دعم الجماعات السورية المسلحة.
اصفر واخضر
ويقول المسؤولون الامريكيون ان الطبيعة الغامضة للمعارضة ووجود الجهاديين الاجانب هو سبب الضغوط التي يمارسونها على كل من الرياض والدوحة. ويقول وزير لبناني ان امريكا اعطت كلا من الدولتين 'ضوءا اصفر، فالسعوديون يرون الاصفر اصفر والقطريون يرون الاصفر اخضر'، مضيفا ان دعم القطريين للمقاتلين تواصل ان لم يكن قد زاد. ويعارض الامريكيون تزويد المقاتلين بصواريخ مضادة للطائرات، ولن يتسامحوا مع وضع تقع فيه هذه الاسلحة بيد الجهاديين.
ويقول التقرير ان السعوديين وصلوا الى الحد الذي يمكنهم فيه دعم المقاتلين ويريدون اكثر خاصة ان صمود الاسد يثير خشيتهم من امكانية تسيد الجماعات الجهادية للساحة السورية. وكانت اول شحنات اسلحة تصل للمقاتلين تضم اسلحة اتوماتيكية وذخائر وقنابل صاروخية وصلت اولاها في ايار (مايو) وحزيران (يونيو) عبر تركيا ومنذ هذه الشحنة التي وصلت على دفعتين لم تصل شحنات كبيرة.
ويقول نائب في البرلمان اللبناني ان السعوديين كان الاكثر حماسا لتسليح المعارضة حيث عبروا عن موقفهم بصراحة، وكان هذا في بداية تموز (يوليو) وفي منتصفه بدأ الجهاديون يتقاطرون الى سورية. ومع ان جماعات معظمها من المنشقين عن الجيش السوري نظمت نفسها في مجلس عسكري في حلب وادلب الا انهم يخشون من الاسلاميين السوريين، كما ان السعودية تخشى من الوضع الداخلي، حيث ظل الموضوع السوري حيا، وهناك غضب شعبي ومطالبة بتسليح المعارضة او تدخل عسكري ضمن تحالف دولي.
وتشير الصحيفة الى دور الشيخ عدنان عارور الذي يوجه انتقاداته الحادة للنظام العلوي والطائفة، كما ان الاعلام الداخلي والمدعوم في الخارج يغمر المشاهدين بصور فظيعة للقتلى من الاطفال والنساء. وهذا التعاطف الشعبي واضح من الحملة الرسمية لجمع التبرعات اتي جمعت 100 مليون دولار في عدة ايام، ومنعت الحكومة المشايخ المستقلين بجمع تبرعات.
ويقول العاني ان السعوديين يخشون من تأثير الحرب كما في حدث في العراق وافغانستان، ولهذا يخشون من حدوث فوضى في سورية ويريدون قيام الجيش بتولي السلطة هناك، وكل دول المنطقة تريد هذا السيناريو بما فيها اسرائيل.
جبهة موحدة
ويدفع السعوديون في اتجاه توحيد المعارضة تحت جبهة اسمها 'جبهة الخلاص' لها قيادة موحدة وتسلسل قيادي على الارض. ويدعم السعوديون الجنرال المنشق مناف طلاس وهو اكبر مسؤول عسكري ينشق عن النظام لحد الان. ويحاول السعوديون من خلاله اقناع قادة كبار في الجيش والمخابرات الانشقاق. وفي الاسبوع القادم ستضيف قطر مؤتمرا لدعم توحيد المعارضة. وهناك امل قليل في اتفاق المعارضة على اجندة واحدة فالوضع فوضوي. وفي النهاية فالدعم الخليجي وان كان موضوع نقاش مهم الا ان ما وصل للمعارضة من اسلحة اقل من قصة الدعم التي احتلت عناوين الصحف.
جهاديون بريطانيون
وعن الجهاديين الاجانب، فالرجل والمرأة اللذان اوقفهما الامن البريطاني في مطار هيثرو يوم الثلاثاء بعد وصولهما من القاهرة يعتقد ان احدهما هو طبيب سوري اخذ اجازة من عمله في الخدمة الصحية الوطنية ـ الحكومة.
وقالت صحيفة 'اندبندنت' ان سكوتلاند يارد اوقفتهما للتحقيق معهما في نشاطات 'ارهابية' تتعلق باختطاف مصورين بريطاني هولندي واللذين اجتازا الحدود من تركيا الى سورية، حيث قالا انهما اعتقلا في معسكر جهادي معظم افراده من الاجانب. وقد تم تحرير جون كانتيل وهو صحافي وجيريون اولريمانز بمساعدة من المقاتلين السوريين التابعين للجيش الحر. وتقول الاندبندنت ان قائد المجموعة قد اعدم لاحقا، حيث عثر على جثة ابو محمد الشامي العبسي في قرية سرمدا القريبة من الحدود التركية. واكد كانتيل ان من عالجه ورفيقه عندما اصيبا لمحاولتهما الهرب كان طبيبا يتحدث الانكليزية بلهجة اهل جنوب لندن وكان يحمل علاجا عليه شعار الخدمة الصحية ـ ان اتش اس-. وقال كانتيل الذي يساعد الشرطة بالتعرف على هوية الطبيب ان من كانوا في المعسكر تفاخروا بعلاقتهم مع القاعدة.
اتراك لا يريدون الحرب
وعلى الجبهة التركية، التقى مراسل صحيفة 'لوس انجليس تايمز' في بلدة اكجاكالي مع رب الاسرة التي قتلتها القذائف السورية، حيث قال انهم كانوا يحضرون لتناول العشاء. ومنذ ذلك الحادث امتلأت سماء الجنوب بالمقاتلات، والارض بالدبابات، والصحف بصورهما. والكل يتحدث عن الطريقة التي ستواجه فيها الحكومة الوضع والفوضى في داخل سورية التي بدأت تنتقل عدواها لتركيا.
ونقلت عن باحث تركي في معهد واشنطن، سونير كابتاكاي قوله ان الوسائل المتاحة لتركيا الان محدودة، فانقرة لا يمكنها العيش مع نظام يحكمه الاسد وفي الوقت نفسه لا تستطيع شن حرب شاملة خاصة بدون دعم امريكي، وهذه وحلف شمال الاطلنطي لم يظهرا اي اهتمام في التدخل في الوضع السوري الذي بدأ الكثيرون يشبهونه بالحرب الاهلية في لبنان والتي استمرت خمسة عشر عاما.
واشارت الصحيفة الى الوضع الملغم بين البلدين والذي برز في اعتراض المقاتلات التركية لطائرة مدنية سورية قادمة من موسكو، حيث صادر الاتراك اجهزة اتصالات منها وسمحوا لها بعد ذلك مواصلة الرحلة. وتقول ان طيب رجب اردوغان تتبنى في بداية الازمة موقفا متشددا من الاسد وكان يأمل بسقوطه سريعا كما حدث مع الاخرين في دول الربيع العربي، ولكن تصاعد الوضع وبداية تدفق اللاجئين السوريين لتركيا وضع اردوغان وحكومته في مأزق. فهو الان وبعد حادث البلدة الاسبوع الماضي يقول انه لا يريد حربا مع سورية ولكن الحرب ليست بعيدة عنه.