يقول سبحانه و تعالى {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً }الفتح29 ...هذه الاية من اكثر الايات التي يستدل بها بها الوهابية على عدالة جميع الصحابة حسب فهمهم القاصر لانهم يقرؤن القران بدون تدبر...الواقع ان الاية تحدد صفات بعض الصحابة الخلص او الصفات التي يجب توفرها في الصحابي لكي يستحق لقب صحابي للرسول وليس تعطي صفات لكل الصحابة تمثل واقع حالهم لان بعضهم لا يملك اي من هذه الصفات و يمكن ان نلخص الموضوع بعدة نقاط حسب فهمنا والله اعلم...
اولا: ((محمد رسول الله)) القران اخبرنا ان بعض الصحابة منافقين
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101
وهذا يعني انهم يضهرون الايمان و يبطنون الكفر وهذا يعني انهم اصلا لايؤمنون بنبوة محمد (ص) فقد حدثنا التاريخ ان المنافق ابو سفيان قد قال عندما سمع ان الخلافة وصلت الى عثمان بعد وفاة عمر ( "يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة" . وفي رواية أخرى: "تلقفوها تلقف الكرة فما هناك جنة ولا نار) وكذلك قال ابنه المنافق معاوية ((يقول المطرف بن المغيرة بن شعبة:
دخلت مع أبي على معاوية، فكان أبي يأتيه، فيتحدّث معه، ثمّ ينصرف إليَّ فيذكر معاوية وعقله، ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتمّاً، فانتظرته ساعة، وظننت أنّه لأمر حدث فينا، فقلت: ما لي أراك مغتمّاً منذ الليلة؟ فقال: يا بنيّ، جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم. قلت: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوتُ به: إنّك قد بلغت سنّاً يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلاً، وبسطت خيراً، فإنّك قد كبرت، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم، فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه، وإنّ ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه. فقال:
هيهات هيهات! أيّ ذكر أرجو بقاءه! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: أبو بكر، ثمّ ملك أخو عدي، واجتهد وشمّر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: عمر، وإنّ ابن أبي كبشة ليصاح به كلّ يوم خمس مرات: (أشهد أنّ محمداً رسول الله) فأيّ عمل يبقى، وأيّ ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك! لا والله إلاّ دفناً دفناً))....وهنا سؤال للوهابية اين اصبح المنافقون بعد وفاة الرسول؟؟ هل انتهى نفاقهم فجاءة بعد الوفاة؟؟ ام ازدادوا نفاقا ووصلوا الى السلطة.. خلاصة هذه النقطة ان المنافقين غير مشمولين بهذه الاية
ثانيا: ((والذين معة)) و (معية) الرسول تكون في حياته و بعد وفاته .. .... يقول سبحانه {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144 فمن هم الذين انقلبوا على الاعقاب؟؟؟؟
وقد اخبرنا الرسول بارتداد او انحراف جزء كبير من الصحابة ... فقد جاء فيه من حديث أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال: هلم فقلت أين؟ قال إلى النار والله, قلت: ما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى,وإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال : هلم, قلت : أين ؟ قال إلى النار والله, قلت : ماشأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم...)(صحيح البخاري ج 8 / 121 ط بولاق).
كما جاء فيه من حديث أبي هريرة أيضاًً وحديث سهل بن سعد وحديث أنس وحديث أبي سعيد الخدري بألفاظ متفاوتة تزيد وتنقص وفي جميعها ما يدل على الإرتداد, عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، فَأَقُولُ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ) .
رواه البخاري ( 6212 ) ومسلم ( 2290 ) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : ( السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ) قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ) فَقَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : ( أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ) قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ ؛ أُنَادِيهِمْ : أَلَا هَلُمَّ . فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ . فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا ) .
رواه مسلم ( 249 ) .
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ مِنْكُمْ ، فَلَيُقَطَّعَنَّ رِجَالٌ دُونِي ، فَلَأَقُولَنَّ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَلَيُقَالَنَّ لِي : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ) .
رواه أحمد ( 41 / 388 ) وصححه المحققون .
عن أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَلَأَقُولَنَّ : أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي ، فَلَيُقَالَنَّ لِي : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) .
رواه البخاري ( 6211 ) ومسلم ( 2304 ) .
عن عَبْد اللَّهِ بنِ مسعود قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي يَقُولُ : لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) .
رواه البخاري ( 6642 ) ومسلم ( 2297 ) ., ومعلوم ان الناجين هم الذين ثبتوا على أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلصوا من شائبة الانحراف, ومنهم من القلة كهمل النعم وهي ضوال الإبل (كما في التاج) وكم تكون الضوال في القطيع الكثير العدد يا ترى؟... وقد بين لنا القران ان مودة ذوي قربى الرسول واجبة {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23 وكذلك بين لنا القران ان اهل بيت الرسول مطهرون {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33 وبين لنا الرسول في احاديث كثيرة مثل حديث الثقلين وحديث السفينة وغيرها الكثير وجوب اتباع اهل البيت...خلاصة هذه النقطة ان الذين خالفوا الرسول بعد وفاته غير مشمولين بهذه الاية...
ثالثا: ((اشداء على الكفار)) حدثنا التاريخ ان بعض المسلمين هربوا من بعض المعارك امام المشركين كما حصل في معركة احد و حنين {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }التوبة25 فهذا يدل على ان بعض الصحابة لم يكونوا اشداء على المشركين... لم يحدثنا التاريخ باي بطولات في الحروب لابو بكر او عمر او عثمان رغم كثرة الاحاديث المزورة في فضلهم اما ابطال الاسلام بدون منازع فهم بنو هاشم وفي مقدمتهم الامام علي ولا يستطيع احد ان ينكر بطولاته حتى اعداءه.. خلاصة هذه النقطة ان من لم يكونوا اشداء على الكفار غير مشمولين بهذه الاية...
رابعا: (( رحماء بينهم)) وهذه هي الطامة الكبرى فبعض الصحابة قتل بعضهم بعضا و تلاعنوا و تحاربوا فقد افتت عائشة بقتل عثمان بقولها ((اقتلوا نعثلا فقد كفر)) وقبلها امر عثمان بتعذيب الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود حتى مات و ابعد الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري من المدينة حتى مات وحيدا في الصحراء وقبله عمر امر باغتيال الصحابي سعد بن عبادة لانه رفض مبايعتهم...وقتل خالد بن الوليد الصحابي مالك بن نويرة و اغتصب زوجته مباشرة لانه رفض مبايعة ابو بكر و اتهموه بالردة ولم يطبق عليه ابو بكر او عمر حد الزاني لانه منهم بحجة اجتهد فاخطا واي اجتهاد هذا مقابل النص بل هي شماعة يعلقون عليها اخطاء الصحابة ...اما المأساة الكبرى فهي حروب المنافقين والقاسطين والمارقين والناكثين ضد الامام علي واذا اخذنا اسماء كبار الصحابة فقط فقد كان مع الامام علي وعمار بن ياسر و عبدالله بن عباس وغيرهم كثير وبالمقابل فقد حاربه بعض المبشرين بالجنة حسب الاحاديث المزوره ومنهم عائشة و طلحة والزبير وعبدالله بن الزبير ومعاوية وعمر بن العاص وغيرهم... نريد ان نقول ان هؤلاء الفريقين لم يكونوا ((رحماء بينهم)) ولابد ان يكون الحق مع احد الطرفين او كلاهما على باطل .. ونحن نعتقد ان كل الحق كان مع الامام علي ومن حارب معه. .. وهنا اشكال يطرح نفسه لمن يؤمن بان الصحابة مبشرون بالجنة فهم يتقاتلون فيما بينهم وبمجرد مقتل طلحة والزبير بالمعركة انتقلا الى الجنة مباشرة لكونهم مبشرين وهناك بقوا ينتظرون خصمهم و عدوهم الامام علي لكي يلتحق بهم في الجنه .. خلاصة هذه النقطة ان جهة الباطل التي حاربت الامام علي غير مشمولة بهذه الاية لانهم خالفوا القران لان الصحابة الخلص يجب ان يكونوا ((رحماء بينهم)) وقد قسم القران الناس الذين يتقاتلون بعد الرسل الى مؤمنين و كافرين(( {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم__ مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَر__ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }))البقرة253 وللعلم ان الكفر ورد في القران بعدة معاني فبعضة يخرج الانسان من المله و بعضه لا.
خامسا: ((تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)) وطبعا ليس كل الصحابة فيهم هذه الصفات فقد قال القران {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }الجمعة11 فليس كل الصحابة في مستوى واحد من العبادة و الطاعة لله و للرسول ... {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ }المزمل20. والشاهد هنا ((طائفة من الذين معك)) و ليس كلهم. ... خلاصة النقطة اعتقد ان الاية تعني من كان قمة في العبادة من الصحابة وليس عامتهم
سادسا: ((ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)) اشار بعض المفسرين الى ان من كان من الصحابة مشركا قبل الاسلام يعبد الاصنام غير مشمول بالاية اذا لايمكن ان يكون في التوراة والانجيل اشارة الى من كان مشركا قبل الاسلام
سابعا: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) وهنا الاية تشير بوضوح الى ان ليس كل الصحابة مؤمنين بدليل من التبعيضية (( منهم)) فالوعد بالمغفرة والاجر العظيم لبعضهم وليس لهم كلهم لان المغفرة والاجر العظيم مرتبط بالايمان والعمل الصالح حسب الاية فيا ترى من الذي امن وعمل صالحا هل هو الامام علي او الذين حاربوه و قتلوا فاطمة ثم الامام علي ثم الحسن ثم الحسين وغيرهم من اهل البيت..
ثامنا: ((لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)) وقد اخرنا عن قصد بحث هذه النقطة... فقد كان في قلوب المنافقين غيظا و كرها للامام علي ...لذلك حاربوه...وقد قال الرسول للامام علي ((لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق )) ولعل في الاية السابقة دلالة على الكفار من الذين اقتتلوا بعد الرسل و الله اعلم.. (( {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم__ مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَر__ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }))البقرة253
تاسعا: بدراسة حال الصحابة ككل ووفقا لما ذكرنا اعلاه فان هذه الاية لا تنطبق الا على الامام علي والصحابة الكرام الذين وقفوا معه و ايدوه و ناصروه وحاربوا معه امثال عمار بن ياسر و ابو ذر الغفاري وسلمان والمقداد و خزيمة بن ثابت وعثمان بن حنيف وجابر بن عبدالله الانصاري و غيرهم عدد كثير
عاشرا: ذكر بعض مفسروا مذهب اهل البيت ان المقصود بهذه الاية هم اهل بيت الرسول ص.
حادي عشر: بقراءة بعض التفاسير نستنتج سطحية علم بعض المفسرين وعدم تدبرهم للقران فهم لم ينتبهوا الى بعض الكلمات الدقيقة في الاية مثل ((اشداء على الكفار )) و (( رحماء بينهم)) و ((منهم)) وععموا الصفات على الجميع بينما الاية تخصص الصفات ولا تعمم....او ربما تعمدوا عدم ذكر هذه الكلمات الدقيقة في الاية لكي يفسروا القران حسب اهواءهم..... كما ان قنوات التكفير الوهابية دائما ما تعرض هذه الاية لتوهم المسلمين انها شاملة لكل الصحابة لكي تبريء المنافقين من افعالهم
ثاني عشر: افضل طريقة للتفسير هي تفسير القران بالقران فاذا اردنا ان ندرس موضوع معين فيجب ان ناخذ كل الايات ذات الصلة بهذا الموضوع وندرسها معا..... فاذا اردنا ان ندرس عدالة الصحابة فيجب دراسة كل الايات التي تمدح والايات التي تذم اما الوهابية فهم يتعمدون تجزئة ايات القران وغض النظر عن بعضها لكي يوهموا الناس و يلبسوا عليهم دينهم {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }الحجر91 ومعنى كلمة عضين حسب قول بعض المفسرين هو تجزئة القران اي ياخذون بعضه و يتركون بعضه والله اعلم
ثالث عشر: المعروف ان المنظر الرئيسي للفكر السلفي التكفيري هو بن تيمية وسوق و نشر هذا الفكر محمد عبدالوهاب وهم ممن اخذوا دينهم عن بني امية المنافقين المنحرفين لذلك بذلوا كل جهدهم من اجل تبرئة بني امية والمنافقين غيرهم (من اعداء اهل البيت) من افعالهم لذلك تعمدوا ايهام الناس ببعض التفاسير للايات التي فيها مدح جزئي للصحابة و غضوا النظر عن الايات التي فيها ذم للمنافقين من الصحابة رغم ان القران فيه ايات كثيرة تتحدث عن المنافقين و يبقى سؤالنا للوهابية اين ذهب المنافقون بعد وفاة الرسول ص؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رابع عشر: كثيرا ما يردد الوهابية ان الشيعة يسبون الصحابة (على وجه العموم) وهذا كلام كذب في كذب بل اننا نصنف الصحابة بعد وفاة الرسول اما مؤمنين واما منافقين حسب تصنيف القران والرسول لهم والمقياس هو حبهم و موالاتهم لال البيت او معاداتهم لهم...
خامس عشر: يقول الوهابية ان الطعن في الصحابة يعني الطعن في الاسلام لانهم نشروا الاسلام و ((الطعن في الناقل يضعف المنقول)) اما نحن فنريد ان نميز الاسلام المحمدي الاصيل عن الاسلام الذي يريده المنافقون والذي نعتقدة ان التدقيق و التمحيص في سلوك الصحابة يقودنا الى الحقيقة فنحن ناخذ الاسلام الاصيل من اهل البيت او من مناصريهم من الصحابة و نرفض الاسلام المحرف الذي نشره المنافقون من بني امية و غيرهم... اي ان الطريق الوحيد الصحيح للاسلام المحمدي الاصيل هو طريق اهل البيت والصحابة المنتجبين الذين ايدوا الامام علي والحسن والحسين وكمثال على ذلك نجد بعض الاختلافات العقائدية مثل نظرية التجسيم في التوحيد وعدالة الخالق و عصمة الرسول وغيرها وكذلك توجد اختلافات فقهية ما بين الجهتين مثل اوقات الصلاة ووقت الافطار وغيرها... ولذلك نحن نمحص الصحابة لكي نجد الصحيح من المنقول ونترك الضعيف من المنقول..... وهذا لا يعني ان كل ما ورد عن طريق الطرف الاخر هو خطا بل بعضه خطا و بعضه صحيح والصيحيح هو ما تطابق مع القران وما تطابق مع ما ورد عن طريق اهل البيت وللعلم توجد اشياء متطابقة كثيرة و اشياء مختلفة كثيرة
سادس عشر: كثيرا ما يطعن الوهابية في مذهب اهل البيت بالاعتماد على الاحاديث الضعيفة والموضوعة التي وردت في كتب الحديث عندنا.... رغم اننا نقر بوجود هذه الاحاديث في بعض الكتب و نرفضها و لا نعمل بها لانه لا كتاب صحيح لدينا غير القران.... اي انهم غير منصفين في خصومتهم لنا فيجب ان يناقشونا عما نؤمن بصحته فقط .... اما هم فيغضون الطرف عن موضوع الجرح و التعديل لدينا وكانه غير موجود عندنا اما هم فيعطون القداسة لصحيح مسلم والبخاري وكانهما معصومين من الخطأ رغم وجود بعض الاحاديث المزورة فيهما
اولا: ((محمد رسول الله)) القران اخبرنا ان بعض الصحابة منافقين
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ }التوبة101
وهذا يعني انهم يضهرون الايمان و يبطنون الكفر وهذا يعني انهم اصلا لايؤمنون بنبوة محمد (ص) فقد حدثنا التاريخ ان المنافق ابو سفيان قد قال عندما سمع ان الخلافة وصلت الى عثمان بعد وفاة عمر ( "يا بني أمية تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان ما زلت أرجوها لكم، ولتصيرن إلى صبيانكم وراثة" . وفي رواية أخرى: "تلقفوها تلقف الكرة فما هناك جنة ولا نار) وكذلك قال ابنه المنافق معاوية ((يقول المطرف بن المغيرة بن شعبة:
دخلت مع أبي على معاوية، فكان أبي يأتيه، فيتحدّث معه، ثمّ ينصرف إليَّ فيذكر معاوية وعقله، ويعجب بما يرى منه، إذ جاء ذات ليلة فأمسك عن العشاء، ورأيته مغتمّاً، فانتظرته ساعة، وظننت أنّه لأمر حدث فينا، فقلت: ما لي أراك مغتمّاً منذ الليلة؟ فقال: يا بنيّ، جئت من عند أكفر الناس وأخبثهم. قلت: وما ذاك؟ قال: قلت له وقد خلوتُ به: إنّك قد بلغت سنّاً يا أمير المؤمنين، فلو أظهرت عدلاً، وبسطت خيراً، فإنّك قد كبرت، ولو نظرت إلى إخوتك من بني هاشم، فوصلت أرحامهم فوالله ما عندهم اليوم شيء تخافه، وإنّ ذلك مما يبقى لك ذكره وثوابه. فقال:
هيهات هيهات! أيّ ذكر أرجو بقاءه! ملك أخو تيم فعدل وفعل ما فعل، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: أبو بكر، ثمّ ملك أخو عدي، واجتهد وشمّر عشر سنين، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره، إلاّ أن يقول قائل: عمر، وإنّ ابن أبي كبشة ليصاح به كلّ يوم خمس مرات: (أشهد أنّ محمداً رسول الله) فأيّ عمل يبقى، وأيّ ذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك! لا والله إلاّ دفناً دفناً))....وهنا سؤال للوهابية اين اصبح المنافقون بعد وفاة الرسول؟؟ هل انتهى نفاقهم فجاءة بعد الوفاة؟؟ ام ازدادوا نفاقا ووصلوا الى السلطة.. خلاصة هذه النقطة ان المنافقين غير مشمولين بهذه الاية
ثانيا: ((والذين معة)) و (معية) الرسول تكون في حياته و بعد وفاته .. .... يقول سبحانه {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ }آل عمران144 فمن هم الذين انقلبوا على الاعقاب؟؟؟؟
وقد اخبرنا الرسول بارتداد او انحراف جزء كبير من الصحابة ... فقد جاء فيه من حديث أبي هريرة عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: (بينما أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال: هلم فقلت أين؟ قال إلى النار والله, قلت: ما شأنهم؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى,وإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل بيني وبينهم فقال : هلم, قلت : أين ؟ قال إلى النار والله, قلت : ماشأنهم ؟ قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري فلا أراه يخلص منهم إلاّ مثل همل النعم...)(صحيح البخاري ج 8 / 121 ط بولاق).
كما جاء فيه من حديث أبي هريرة أيضاًً وحديث سهل بن سعد وحديث أنس وحديث أبي سعيد الخدري بألفاظ متفاوتة تزيد وتنقص وفي جميعها ما يدل على الإرتداد, عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا ، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي ، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ ، فَأَقُولُ : إِنَّهُمْ مِنِّي ، فَيُقَالُ : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ : سُحْقًا ، سُحْقًا ، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي ) .
رواه البخاري ( 6212 ) ومسلم ( 2290 ) .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَى الْمَقْبُرَةَ فَقَالَ : ( السَّلَامُ عَلَيْكُمْ دَارَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ بِكُمْ لَاحِقُونَ وَدِدْتُ أَنَّا قَدْ رَأَيْنَا إِخْوَانَنَا ) قَالُوا : أَوَلَسْنَا إِخْوَانَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( أَنْتُمْ أَصْحَابِي ، وَإِخْوَانُنَا الَّذِينَ لَمْ يَأْتُوا بَعْدُ ) فَقَالُوا : كَيْفَ تَعْرِفُ مَنْ لَمْ يَأْتِ بَعْدُ مِنْ أُمَّتِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ فَقَالَ : ( أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا لَهُ خَيْلٌ غُرٌّ مُحَجَّلَةٌ بَيْنَ ظَهْرَيْ خَيْلٍ دُهْمٍ بُهْمٍ أَلَا يَعْرِفُ خَيْلَهُ ) قَالُوا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : ( فَإِنَّهُمْ يَأْتُونَ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ الْوُضُوءِ وَأَنَا فَرَطُهُمْ عَلَى الْحَوْضِ ، أَلَا لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِي كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ ؛ أُنَادِيهِمْ : أَلَا هَلُمَّ . فَيُقَالُ : إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ . فَأَقُولُ : سُحْقًا سُحْقًا ) .
رواه مسلم ( 249 ) .
عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( إِنِّي عَلَى الْحَوْضِ أَنْتَظِرُ مَنْ يَرِدُهُ عَلَيَّ مِنْكُمْ ، فَلَيُقَطَّعَنَّ رِجَالٌ دُونِي ، فَلَأَقُولَنَّ : يَا رَبِّ أُمَّتِي أُمَّتِي ، فَلَيُقَالَنَّ لِي : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ ) .
رواه أحمد ( 41 / 388 ) وصححه المحققون .
عن أَنَس بْن مَالِكٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ الْحَوْضَ رِجَالٌ مِمَّنْ صَاحَبَنِي ، حَتَّى إِذَا رَأَيْتُهُمْ وَرُفِعُوا إِلَيَّ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَلَأَقُولَنَّ : أَيْ رَبِّ أُصَيْحَابِي أُصَيْحَابِي ، فَلَيُقَالَنَّ لِي : إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) .
رواه البخاري ( 6211 ) ومسلم ( 2304 ) .
عن عَبْد اللَّهِ بنِ مسعود قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ لَيُرْفَعَنَّ إِلَيَّ رِجَالٌ مِنْكُمْ حَتَّى إِذَا أَهْوَيْتُ لِأُنَاوِلَهُمْ اخْتُلِجُوا دُونِي ، فَأَقُولُ : أَيْ رَبِّ أَصْحَابِي يَقُولُ : لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ) .
رواه البخاري ( 6642 ) ومسلم ( 2297 ) ., ومعلوم ان الناجين هم الذين ثبتوا على أوامر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وخلصوا من شائبة الانحراف, ومنهم من القلة كهمل النعم وهي ضوال الإبل (كما في التاج) وكم تكون الضوال في القطيع الكثير العدد يا ترى؟... وقد بين لنا القران ان مودة ذوي قربى الرسول واجبة {قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23 وكذلك بين لنا القران ان اهل بيت الرسول مطهرون {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33 وبين لنا الرسول في احاديث كثيرة مثل حديث الثقلين وحديث السفينة وغيرها الكثير وجوب اتباع اهل البيت...خلاصة هذه النقطة ان الذين خالفوا الرسول بعد وفاته غير مشمولين بهذه الاية...
ثالثا: ((اشداء على الكفار)) حدثنا التاريخ ان بعض المسلمين هربوا من بعض المعارك امام المشركين كما حصل في معركة احد و حنين {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ }التوبة25 فهذا يدل على ان بعض الصحابة لم يكونوا اشداء على المشركين... لم يحدثنا التاريخ باي بطولات في الحروب لابو بكر او عمر او عثمان رغم كثرة الاحاديث المزورة في فضلهم اما ابطال الاسلام بدون منازع فهم بنو هاشم وفي مقدمتهم الامام علي ولا يستطيع احد ان ينكر بطولاته حتى اعداءه.. خلاصة هذه النقطة ان من لم يكونوا اشداء على الكفار غير مشمولين بهذه الاية...
رابعا: (( رحماء بينهم)) وهذه هي الطامة الكبرى فبعض الصحابة قتل بعضهم بعضا و تلاعنوا و تحاربوا فقد افتت عائشة بقتل عثمان بقولها ((اقتلوا نعثلا فقد كفر)) وقبلها امر عثمان بتعذيب الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود حتى مات و ابعد الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري من المدينة حتى مات وحيدا في الصحراء وقبله عمر امر باغتيال الصحابي سعد بن عبادة لانه رفض مبايعتهم...وقتل خالد بن الوليد الصحابي مالك بن نويرة و اغتصب زوجته مباشرة لانه رفض مبايعة ابو بكر و اتهموه بالردة ولم يطبق عليه ابو بكر او عمر حد الزاني لانه منهم بحجة اجتهد فاخطا واي اجتهاد هذا مقابل النص بل هي شماعة يعلقون عليها اخطاء الصحابة ...اما المأساة الكبرى فهي حروب المنافقين والقاسطين والمارقين والناكثين ضد الامام علي واذا اخذنا اسماء كبار الصحابة فقط فقد كان مع الامام علي وعمار بن ياسر و عبدالله بن عباس وغيرهم كثير وبالمقابل فقد حاربه بعض المبشرين بالجنة حسب الاحاديث المزوره ومنهم عائشة و طلحة والزبير وعبدالله بن الزبير ومعاوية وعمر بن العاص وغيرهم... نريد ان نقول ان هؤلاء الفريقين لم يكونوا ((رحماء بينهم)) ولابد ان يكون الحق مع احد الطرفين او كلاهما على باطل .. ونحن نعتقد ان كل الحق كان مع الامام علي ومن حارب معه. .. وهنا اشكال يطرح نفسه لمن يؤمن بان الصحابة مبشرون بالجنة فهم يتقاتلون فيما بينهم وبمجرد مقتل طلحة والزبير بالمعركة انتقلا الى الجنة مباشرة لكونهم مبشرين وهناك بقوا ينتظرون خصمهم و عدوهم الامام علي لكي يلتحق بهم في الجنه .. خلاصة هذه النقطة ان جهة الباطل التي حاربت الامام علي غير مشمولة بهذه الاية لانهم خالفوا القران لان الصحابة الخلص يجب ان يكونوا ((رحماء بينهم)) وقد قسم القران الناس الذين يتقاتلون بعد الرسل الى مؤمنين و كافرين(( {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم__ مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَر__ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }))البقرة253 وللعلم ان الكفر ورد في القران بعدة معاني فبعضة يخرج الانسان من المله و بعضه لا.
خامسا: ((تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ)) وطبعا ليس كل الصحابة فيهم هذه الصفات فقد قال القران {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً قُلْ مَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ مِّنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجَارَةِ وَاللَّهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ }الجمعة11 فليس كل الصحابة في مستوى واحد من العبادة و الطاعة لله و للرسول ... {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ }المزمل20. والشاهد هنا ((طائفة من الذين معك)) و ليس كلهم. ... خلاصة النقطة اعتقد ان الاية تعني من كان قمة في العبادة من الصحابة وليس عامتهم
سادسا: ((ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)) اشار بعض المفسرين الى ان من كان من الصحابة مشركا قبل الاسلام يعبد الاصنام غير مشمول بالاية اذا لايمكن ان يكون في التوراة والانجيل اشارة الى من كان مشركا قبل الاسلام
سابعا: ((وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً)) وهنا الاية تشير بوضوح الى ان ليس كل الصحابة مؤمنين بدليل من التبعيضية (( منهم)) فالوعد بالمغفرة والاجر العظيم لبعضهم وليس لهم كلهم لان المغفرة والاجر العظيم مرتبط بالايمان والعمل الصالح حسب الاية فيا ترى من الذي امن وعمل صالحا هل هو الامام علي او الذين حاربوه و قتلوا فاطمة ثم الامام علي ثم الحسن ثم الحسين وغيرهم من اهل البيت..
ثامنا: ((لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ)) وقد اخرنا عن قصد بحث هذه النقطة... فقد كان في قلوب المنافقين غيظا و كرها للامام علي ...لذلك حاربوه...وقد قال الرسول للامام علي ((لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق )) ولعل في الاية السابقة دلالة على الكفار من الذين اقتتلوا بعد الرسل و الله اعلم.. (( {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِم مِّن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَلَـكِنِ اخْتَلَفُواْ فَمِنْهُم__ مَّنْ آمَنَ وَمِنْهُم مَّن كَفَر__ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا اقْتَتَلُواْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ }))البقرة253
تاسعا: بدراسة حال الصحابة ككل ووفقا لما ذكرنا اعلاه فان هذه الاية لا تنطبق الا على الامام علي والصحابة الكرام الذين وقفوا معه و ايدوه و ناصروه وحاربوا معه امثال عمار بن ياسر و ابو ذر الغفاري وسلمان والمقداد و خزيمة بن ثابت وعثمان بن حنيف وجابر بن عبدالله الانصاري و غيرهم عدد كثير
عاشرا: ذكر بعض مفسروا مذهب اهل البيت ان المقصود بهذه الاية هم اهل بيت الرسول ص.
حادي عشر: بقراءة بعض التفاسير نستنتج سطحية علم بعض المفسرين وعدم تدبرهم للقران فهم لم ينتبهوا الى بعض الكلمات الدقيقة في الاية مثل ((اشداء على الكفار )) و (( رحماء بينهم)) و ((منهم)) وععموا الصفات على الجميع بينما الاية تخصص الصفات ولا تعمم....او ربما تعمدوا عدم ذكر هذه الكلمات الدقيقة في الاية لكي يفسروا القران حسب اهواءهم..... كما ان قنوات التكفير الوهابية دائما ما تعرض هذه الاية لتوهم المسلمين انها شاملة لكل الصحابة لكي تبريء المنافقين من افعالهم
ثاني عشر: افضل طريقة للتفسير هي تفسير القران بالقران فاذا اردنا ان ندرس موضوع معين فيجب ان ناخذ كل الايات ذات الصلة بهذا الموضوع وندرسها معا..... فاذا اردنا ان ندرس عدالة الصحابة فيجب دراسة كل الايات التي تمدح والايات التي تذم اما الوهابية فهم يتعمدون تجزئة ايات القران وغض النظر عن بعضها لكي يوهموا الناس و يلبسوا عليهم دينهم {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ }الحجر91 ومعنى كلمة عضين حسب قول بعض المفسرين هو تجزئة القران اي ياخذون بعضه و يتركون بعضه والله اعلم
ثالث عشر: المعروف ان المنظر الرئيسي للفكر السلفي التكفيري هو بن تيمية وسوق و نشر هذا الفكر محمد عبدالوهاب وهم ممن اخذوا دينهم عن بني امية المنافقين المنحرفين لذلك بذلوا كل جهدهم من اجل تبرئة بني امية والمنافقين غيرهم (من اعداء اهل البيت) من افعالهم لذلك تعمدوا ايهام الناس ببعض التفاسير للايات التي فيها مدح جزئي للصحابة و غضوا النظر عن الايات التي فيها ذم للمنافقين من الصحابة رغم ان القران فيه ايات كثيرة تتحدث عن المنافقين و يبقى سؤالنا للوهابية اين ذهب المنافقون بعد وفاة الرسول ص؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
رابع عشر: كثيرا ما يردد الوهابية ان الشيعة يسبون الصحابة (على وجه العموم) وهذا كلام كذب في كذب بل اننا نصنف الصحابة بعد وفاة الرسول اما مؤمنين واما منافقين حسب تصنيف القران والرسول لهم والمقياس هو حبهم و موالاتهم لال البيت او معاداتهم لهم...
خامس عشر: يقول الوهابية ان الطعن في الصحابة يعني الطعن في الاسلام لانهم نشروا الاسلام و ((الطعن في الناقل يضعف المنقول)) اما نحن فنريد ان نميز الاسلام المحمدي الاصيل عن الاسلام الذي يريده المنافقون والذي نعتقدة ان التدقيق و التمحيص في سلوك الصحابة يقودنا الى الحقيقة فنحن ناخذ الاسلام الاصيل من اهل البيت او من مناصريهم من الصحابة و نرفض الاسلام المحرف الذي نشره المنافقون من بني امية و غيرهم... اي ان الطريق الوحيد الصحيح للاسلام المحمدي الاصيل هو طريق اهل البيت والصحابة المنتجبين الذين ايدوا الامام علي والحسن والحسين وكمثال على ذلك نجد بعض الاختلافات العقائدية مثل نظرية التجسيم في التوحيد وعدالة الخالق و عصمة الرسول وغيرها وكذلك توجد اختلافات فقهية ما بين الجهتين مثل اوقات الصلاة ووقت الافطار وغيرها... ولذلك نحن نمحص الصحابة لكي نجد الصحيح من المنقول ونترك الضعيف من المنقول..... وهذا لا يعني ان كل ما ورد عن طريق الطرف الاخر هو خطا بل بعضه خطا و بعضه صحيح والصيحيح هو ما تطابق مع القران وما تطابق مع ما ورد عن طريق اهل البيت وللعلم توجد اشياء متطابقة كثيرة و اشياء مختلفة كثيرة
سادس عشر: كثيرا ما يطعن الوهابية في مذهب اهل البيت بالاعتماد على الاحاديث الضعيفة والموضوعة التي وردت في كتب الحديث عندنا.... رغم اننا نقر بوجود هذه الاحاديث في بعض الكتب و نرفضها و لا نعمل بها لانه لا كتاب صحيح لدينا غير القران.... اي انهم غير منصفين في خصومتهم لنا فيجب ان يناقشونا عما نؤمن بصحته فقط .... اما هم فيغضون الطرف عن موضوع الجرح و التعديل لدينا وكانه غير موجود عندنا اما هم فيعطون القداسة لصحيح مسلم والبخاري وكانهما معصومين من الخطأ رغم وجود بعض الاحاديث المزورة فيهما
تعليق