اليوم منظمة خلق.. وغداً القاعدة !
ان المعايير التي تعتمدها امريكا في تصنيف المنظمات بين الارهابية وغير الارهابية هي بعينها التي تعتمدها الامم المتحدة في النظر الى قضايا العالم، فهي ترى بالعين العوراء سوريا ولا ترى درع الجزيرة ماذا يجرم في البحرين، وهي ترى ترسانة ايران العسكرية ولا ترى ترسانة اسرائيل، نفس المعايير اعتمدتها امريكا في تقييم منظمة ارهابيي خلق الايرانية، لماذا اعتبرتها امريكا ارهابية؟ ولماذا برأتها ؟ فالإرهاب يعني الاجرام، وهذا يعني ان هذه المنظمة اقدمت على اعمال اجرامية، ومن هو الضحية لأعمالها هل هي امريكا ام العراق وايران؟ وطالما ان المتضرر العراق فلا يحق لأمريكا ان تكون الناطقة باسم ضحايا العراق،، نعم يحق لها العبث بالضحايا الايرانيين لأغراض سياسية لا تعرف المنطق والحق!، ويحق لها ان تعبث بأرواح الامريكيين الذين سقطوا على يد منظمة خلق الارهابية ولكن بالنسبة للعراق لا يحق لها ذلك.
مسألة حذف هذه المنظمة من الارهاب ام لا هذا لا يهم ولا يؤثر على مكانتها الاجرامية لدى المتضررين منها ولدى المنصفين الذين يتابعون ارهاب هذه المنظمة، ولكن الذي يهم هو ان ما بعد حذفها من المنظمات الارهابية ماذا ستقدم لها امريكا وكيف ستتعامل معها مستقبلا ؟ ان قرارها هذا الذي جاء في هذا الوقت هو دليل على فشل سياستها اتجاه ايران ولهذا اعتمدت هذه الورقة الملطخة بدماء الابرياء، وطالما ان امريكا اعتبرتها غير ارهابية فلماذا لا تتقبل تواجدها على ارضها او على ارض احد حلفائها في المنطقة؟، فهل سياتي اليوم الذي تحذف اسم القاعدة من المنظمات الارهابية ؟ نعم سياتي هذا اليوم في حالتين، الاولى، لا سمح الله، لو تمكنت العناصر الارهابية في سوريا من تحقيق مآربها فعندها تصبح القاعدة منظمة مسالمة، الثانية، لو تطلب الامر لان يفوز احد المرشحين للرئاسة في امريكا ان يتعامل ايجابيا وعلنا وليس سرا كما هو الحال مع القاعدة حسب راي السيناتورات الامريكية لغرض قبول ترشيح هذا الرئيس او ذاك فعندها يتم الاعلان عن اعتبار منظمة القاعدة منظمة انسانية وبشكل علني وتبرير الاعلان هو السياسة الامريكية المزدوجة في المنطقة.
لم يسبق لبلد استهتر بالقيم الاخلاقية البشرية مثلما استهترت امريكا ومن تبعها من قبل بعض الاقزام ومنهم تركيا التي باتت تتخبط في كثير من قراراتها ساعدها على ذلك العبث الموجود في المنطقة مع الاسناد القطري والسعودي لها والذي على وشك الانهيار قريبا لان التجارب اثبتت ان السحر ينقلب على الساحر في اخر المطاف، هذه المنظمة لو حقا كان طريقها مستقيم لما قبلت ان تكون ورقة بيد طاغية العراق، ولو كانت مستقيمة لكان لها وجود حال سقوط الشاه في ايران ولكننا نعلم علم اليقين ان السياسة الامريكية تعتمد خلق قوى معارضة لمن لا يؤيدها ليكون الوجه الكريه لتنفيذ اجندة امريكا ومنظمة خلق من هذا القبيل ، فبالامس كان ابن لادن هو المدعوم امريكيا في افغانستان ضد روسيا الان والاتحاد السوفيتي سابقا ومن بعدها اصبح الحجة لتدمير افغانستان وبعد احتلال افغانستان بدواعي ملاحقة ابن لادن جاء مقتله ان صح اسلوب مقتله بعملية بسيطة لم يتطلب قرار من الامم المتحدة بل تواطئ حكومة باكستان معه ولم تحتل دولة ولم يسقط ضحايا كما هو الحال في افغانستان.
سامي جواد كاظم