إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تصـدع الإخـوان

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تصـدع الإخـوان

    بقلم:سامح عسكر

    تصدع الإخوان(لوحة الضمور)

    كنت لا أود الكتابة في مثل هذه الظروف السياسية التي تمر بها مصر، فاليوم وبعد ما يقرب من عامين على إنجاز ثورة 25 يناير تحدث اشتباكات مؤلمة في ميادين مصر بين الإخوان ومؤيدي الرئيس مرسي وبين كافة الفصائل المدنية المعارضة، ولن أخوض في التفاصيل ولا في التعرض لدوافع هذا أو ذاك، إنما ما يهمني في هذا المجال هو استخلاص العبر التي طالما كنا نشدد عليها قديما وحديثاً، أن الإخوان في حقيقتهم لا يختلفون عن طبيعة الشعب المصري التي ترفض الوصاية الدينية، ولكن بتأثرهم بالنزعة السلفية التي طغت على الوعي الإخواني في السنوات ال30 الأخيرة انتقلوا من الحالة الافتراضية التي كانت تميزهم مع الشعب المصري -والتي من أهم سماتها الوسطية والوضوح- إلى حالة أخرى أقرب التناقض والغموض وخداع الذات.

    مثال بارز ما ظهر اليوم على شكل تصريحات سياسية لكبار قادة الإخوان ومنه ما كان للدكتور محمود غزلان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان، والذي صرح بأن الإخوان لم ينزلوا ميدان التحرير قبل الرابعة عصراً وبعدها بقليل يخرج علينا عصام العريان يطالب بانسحاب مجموعات شباب الإخوان من الميدان ويطالبهم بالتوجه لدار القضاء العالي للتظاهر ضد النائب العام..وبهذا يكون العريان شاهد إثبات على كذب عضو مكتب الإرشاد الذي لم يكن يعلم بأن الإخوان"يجاهدون" ضد "الكفار العلمانيين" في ميدان التحرير!..منظر أشبه بالدراما الفلكلورية في مرتفعات التبت، فيظهر البطل في نهاية المشهد ليخلص الأسرى بعد شرور إبليس فيجد نفسه مطلوب الرأس وبالإسم..

    الرواق السياسي أشبه بالمستطيل الأخضر لن يفوز في المباراة إلا القوي الذي لا يعتمد على التوفيق كعامل رئيسي، والإخوان لا يتعلمون من أخطائهم، فبعد "خيبة" استدعاء البرلمان تأتي إلينا "نكسة" النائب العام والذي أصر مرسي أن يكون خصمه اللدود في المرحلة المقبلة، وكله في إطار خطة التمكين التي اعتمدها مكتب الإرشاد متناسين أن الشعب المصري يئن تحت وطأة الأزمات، وأن التمكين يعقبه مسائلة ستقصي الجماعة نهائياً بإخراج الكارت الأحمر، وبخروج الإخوان من الرواق السياسي يتبقى لدينا مشهداً في غاية التأثير، جماعة ظلت طوال 80 عاماً مضطهدة من قِبل كافة الأنظمة السياسية الحاكمة، وفور اعتلائها سدة الحكم تُخرج كافة مكنوناتها المخزونة في "العقل الجمعي" ويحاسبون بها الشعب فرداً فرداً، حتى لو أنك أقدمت على انتقاد الإخوان أو الرئيس مرسي يُفاجئك شخص بالقول.."هذه جماعة كانت مظلومة فاعطوها فرصة"..وكأن قدر الشعب المصري أن يعطي فرصة لأبناء محمد علي ومن أعقبهم من رؤساء انحطت مصر في عهدهم بعد ما ظلت طوال عدة قرون هي الرائدة والقدوة.

    قد ينجح الرئيس مرسي وجماعة الإخوان في الاستحواذ على القضاء المصري وإقصاء النائب العام، ولكنه يبقى حدثاً فارقاً يُظهر لنا أننا أمام جماعة لا تعمل للمبادئ العامة ولا تحترم الدستور ولا القانون، وأن دموعهم في الماضي من ظلم مبارك وعبدالناصر والسادات لم تكن سوى دموعاً للتماسيح ذرفتها عيونهم في لحظاتٍ من الحسرة والانكسار، تعاطف الشعب المصري معهم ولم يحفظوا له الجميل، فكان الجميل أن كان الشعب كله فلول وعملاء، وأن من يعارض مرسي فالنار أولى به...حقيقةً وللإنصاف فأكثرية الجيل القديم للإخوان كان أفضل من الجيل الحالي والذي لم يعد يرقى لحمل دعوة كبيرة نالت من الشهرة بالوسطية والفهم والمناداة بتوحيد المسلمين كجماعة الإخوان، وهنا أفرق بين المشهور والحقيقي، فأظن أن ما اشتهر به الإخوان لم يتحقق صراحة إلا في بضع سنين من عصر أول مكتب إرشاد في عصر الجماعة، بعدها انقلب الإخوان لمنفعتهم دون المنفعة العامة واستفحل الأمر بعد استشهاد حسن البنا –رحمه الله.

    إن ضمور الإخوان الحقيقي ليس سياسياً فحسب بل هو وجه من أوجه الضمور الأصيلة التي ترسبت في الوعي الإخواني دون أن يشعروا بحجم الكارثة..يتكلمون عن ضرورة تطبيق الشريعة ثم يؤمنون بالديمقراطية متناسين أن الديمقراطية تفرض عليهم رأي الشعب والذي قد يتعارض مع رؤيتهم حول الشرع..يتكلمون عن الخلافة وكأنهم يعيشون في عصر بني أمية وبني العباس وبني عثمان ثم يتجاهلون سايكس بيكو والثورة الرقمية وعصر الصورة وسيادة المشهد بالضبط كتجاهلهم للثورة العلمية التي أطاحت بمعظم التراث الروائي الذي شكّل- حتى أواخر ازدهار عصر العثمانيين- أصلاً من أصول الفهم السياسي وفكر الخلافة وشيوع مبادئ الشورى على رأي السلطان وحاشيته.

    إن ما يعاني منه الإخوان من أزمة وعي وثقافة لا ينفصل عن أزمة الفكر السني والشيعي بالعموم، فكلاهما لا يعيشان الواقع، فترى الشيعي يبكي على الإمام الذي يختاره"بالنص" ثم يذهب للإدلاء بصوته في انتخابات لاختيار إمامه والذي لم يعد بالنص في مفارقة عجيبة!..ثم ترى السني يلعن القانون الوضعي والفرنسي والألماني والنيوزيلاندي والدستور الأمريكي والتنزاني ثم يذهب للتصويت بنعم على نفس الدستور والذي لم يعد ملعوناً!...إنها أزمة وعي لم تقف عند حدود السياسة بل تجاوزتها للأخلاق، حيث اعتبروا أن كل من يكشف لهم أزمتهم وطُرق تفكيرهم العقيمة أصبح عميلاً مرتزقا لا يُقبل منها صرفاً ولا عدلا...ياله من ضمور!


  • #2
    تصدع الإخوان(النقد المحرم)

    منذ نشأة جماعة الإخوان كتنظيم دعوي لم يكن في حسبان القائمين عليها أن يطغى دورها السياسي على الدعوي، فالتربية في قوام العقل الجمعي الإخواني هي الأساس، ومما ساعد في نمو هذا الأصل كثرة المظالم التي تعرضت لها الجماعة على أيدي النافذين في السلطة،فالتأثير السيكولوجي في بناء وتشكيل الرأي عظيم بل وفي تفسير الأحداث لا يقل أهمية أيضاً، ومن هذه الخلفية تُبنى المرجعية ولكن ظهورها لا يجمع بين العقل والروح فتبقى المرجعية أسيرة لأحدهم دوناً عن الآخر، بمعنى أن الجمع إن كان دافعه العاطفة فالتأثير سيكون على الروح أقرب، وبتراكم الحالات نشأت لدى الإخوان قوة روحية عضدت بين الكوادر وجعلتهم أكثر تلاحماً..وهذا طبيعي في ظل سيطرة القوة الغاشمة على الحق المطلق والنسبي أيضاً ..فلا مكان للرأي الآخر.

    الجماعة من الداخل تفتقر للنقد.."العنيف"..فهي لا تقبل أي نقد حاد كونه- في العُرف الإخواني- خروجاً على النظام العام وتمرداً على الفكرة..هناك سلوك نقدي داخلي ولكن بمقدار الاستدراكات والاستشكالات ولا يقبلون الطعن بأيٍ من "المسلمات" ولو كان المبرر حاضراً وقويا..هذا هو فهمهم للشورى وأنه من الأدب أن لا يكون النقد حاداً أو عنيفاً مهما بلغ الضرر والخطأ مبلغه..هذا الوضع طبيعي في ظل سيادة الروح على العقل وبالتالي علو المُجاملات على حساب الثقافة ، فكم من مثقف ترك الجماعة ليس لأجل تمرده على الفكرة بل لاتساع معارفه واستشكال أمور أعظم من قدرات الجماعة أن تناقشها ولو على مستوى النُخب.فالكيان التنظيمي القائم على العمل الجماعي في الغالب لا يستوعب قيمة السؤال وأهميته في البناء،بالضبط كالعمل العسكري لا يجوز فيه السؤال ولو جاز فهو في أضيق الحدود ويبقى الرأي الأول والأخير للقائد..هذا بالضبط ما يحدث داخل الجماعة.

    إن اختياري لمُصطلح.."النقد العنيف".. لم يأتِ جزافاً....حيث ما دام الإنسان-في الغالب- يجهل العلل التي تدفعه لأفعاله فهو بالكاد يصادر حرية الآخرين، لأنه يظن في قرارة نفسه أنه السيد والوصي وأنه الآمر الناهي ولو –ولو بعقل الجماعة-فينشأ لديه شعور لا يقبل التخطئة ،خاصةً في ما يظنه مسلمات وبالتالي لا يبرز من قيمة النقد سوى الحوار، والذي يتم في الأعم الأغلب على شكل حوار أخوي هو عماد صورة.."الشورى"..في أذهانهم...هذا السلوك يحجب الحقيقة لديهم وذلك لأنهم يخلطون بين مفهوم الإنسان كونه غاية وكونه وسيلة في ذات الوقت، فيصادرون الإنسان الغاية لحساب الإنسان الوسيلة بمعنى أن الإنسان الوسيلة وجوده ممكن لوجودهم الواجب -في مضامير عمل الجماعة، ..فالكوادر جميعهم مسخرون لخدمة القادة وبالتالي فلا يجوز النقد العنيف كونه يُخرج الإنسان الوسيلة لديهم من إنسان تابع إلى إنسان مستقل ليس فقط ذاتياً بل أيضاً مستقل الإرادة..وهنا الخط الأحمر الذي يهابه كل إخواني..ففتح الباب أمام استقلال الإرادة يعني انهيار عمل الجماعة، ذلك كونه الجماعة نشأت للعمل التنظيمي الذي لا يعرف سوى مبادئ السمع والطاعة في المنشط والمكره.

    إن حُرمة النقد العنيف داخل الجماعة خلقت لديهم ضعفاً ثقافياً وعزلاً اجتماعياً هائلاً..ولولا تودد الكادر الإخواني للشعب بما نشأ عليه من أخلاق تربوية لما كان للإخوان أي شعبية ولثار عليهم المجتمع كما يثور على أي تيار يجعل من تياره هويته، فيُفرق بين الناس على أسس الانتماء الحزبي سواء كان سياسياً أو دينياً ، تحدث تلك العملية ولو بالإضمار الذي ينعكس أحياناً على سلوكهم وتصريحاتهم..هم يعتقدون أن هذا التودد هو جوهر الإسلام الذي سيُقرّب إليهم الحُلم الأعظم ألا وهو.."أستاذية العالم"..وهذا جهل مركب يعاني منه الكوادر والقيادات على حدٍ سواء..فمعنى التودد سواء بالقول أو بالفعل أو بالعمل الخيري والاجتماعي أو بمعارضة الحاكم الظالم ليس كافياً كونه يخضع لرقابة الثقافة، فهي التي يستطيع بها الإخواني تجريد كافة أعماله السابقة وإدخالها في مضمار الإصلاح، وبدون الثقافة يفشل الكادر الإخواني في ترجمة وتفسير بعض الأحداث فيفشل في التعاطي معها والتي تكون في الغالب أحداث مفصلية أو نتائج لمقدمات منهج الجماعة أو لرواسب أخلاقية وسياسية تورطت فيها الجماعة عن جهل أو عن عمد.

    أعتقد أن الخروج من هذه الأزمة الفكرية -والتي ربما تطيح بالجماعة-أن يُقدم قادتها وشيوخها على أحد اختيارين هما أصعب من بعض..الأول هو حل الجماعة وحصر أعمالها في عمل الحزب السياسي..الثاني هو السماح بتعدد الأحزاب داخل الجماعة وترك حرية التحزب السياسي للكادر الإخواني يختار أيما يشاء من أحزاب على الساحة ينضم إليها..والاختيار الثاني أؤيده بشده حيث فوائده أعظم من أن تُحصر في مقال..وأعتقد أن امتناع الجماعة عن عدم تطوير نفسها سواء بإجراء تغيير جوهري في هيكلتها أو تذمرها من أي نقد عنيف هو ثمرة من ثمرات التفكير من داخل النَسَق والتي تعاني منه الجماعة منذ وفاة الشيخ حسن البنا..فالرأي الآخر يكاد يكون موضع شبهة و متآمر وأنه يريد منفعته على حساب الجماعة..هذا سلوك مبرر أخلاقياً كونها نشأت في ظروف معقدة حتى أن مرور الحقب السياسية عليها كان مروراً ليس لطيفاً..بينما الحقيقة أن إهمال الرأي الآخر كان هو السمة الأبرز التي صنعت صورة عن الإخوان أقرب للبراجماتية.

    أعتقد أنه لولا تسلط السياسيين على معارضيهم في مصر لرأينا جماعة إخوان أخرى غير التي نراها، فما بين عشية وضحاها أمست الجماعة في كرسي الحكم ساعين للتمكين بكل ما أوتوا من قوة، ووضع كهذا يخلق صداماً لم تكن تتوقعه الجماعة، فدائرة الإصلاح المجتمعية في وعيهم الجمعي قد تكون سراباً في عقول ووجدان الأغلبية قبيل العام 2011..بينما وكان الإضمار يعلو على التصريح خاصة في قضايا ذات أهمية .."كالديمقراطية والشريعة"..رأينا تخبطاً سياسياً وفكرياً أثناء كافة الانتخابات بعيد قيام ثورة 25 يناير..فيُقال نحن ديمقراطيون وسنطبق الشريعة ثم يسأل سائل ومتى ستطبقون الشريعة؟..الجواب: ليس الآن!!..هذا تصرف غريب وهو أعظم دلالة على عدم وضوح الفكرة الإصلاحية في العقل الجمعي الإخواني ككل، فمسألة التصريح بالشريعة يضعك أمام خيارين:

    أحدهم هو تفهمك الكامل لقضية الإصلاح والشريعة وطريقة المزج بين أي نقيضين أو التعامل معهم، مما سيدفع الجماعة لشرح الفكرة شرحاً مستوفياً يتضمن برنامجاً مميزاً لم يسبقهم إليه أحد في أصول غير مشتركة تضع الجماعة على رأس جميع النخب المثقفة، وهذا لم يحدث، حيث وبشبهة بسيطة كالموقف من النص والتاريخ والاستفهام عن منهج الإسقاط يأتي على الفور الحديث بمفردات.."كالوسطية والسماحة والعفو..وما إلى ذلك"..فالحقيقة أن هذه المفردات ليست محل خلاف فهي مبادئ عامة تتغير وسائلها من فصيل لآخر، أما تحجيم تلك المفردات وحصرها في الرد على الشُبهات لهو الاختزال والضعف بعينه، فالتاريخ السياسي للمسلمين وللخلافة في معظمه لم يكن على ما يرام، حتى أن البعض يصل بخياله إلى القول بأن العُمرين."ابن الخطاب وابن عبدالعزيز".. هما الأعدل والأبرز بين كافة خلفاء وأمراء المسلمين منذ وفاة الرسول، وبغض النظر عن صحة هذا الادعاء فنحن أمام حقيقة واقعة تقول بأن أغلب من يتحدثون عن الشريعة يرفضون الحديث في التاريخ وفي منهجية التعامل مع النصوص حتى أنهم يزعمون أن العدل ملازم للنص تحت أي ظرف وما سواه ليس بشرع وليس بعدل، وهذا لعمري لإجحافٌ شديد فأين هم إذاً من سلوك عمر ابن الخطاب رضي الله عنه إذ منع أشياء كان يفعلها المسلمون على عهد الرسول منها ما نص عليه القرآن كمتعة الحج وأشياء أخرى أعتقد أن ابن الخطاب لو كان حاكماً في هذا الزمان وفعل هذه الأشياء اجتهاداً فسيُكفّر لأجل اجتهاده.

    أما الخيار الثاني فهو عدم التلفظ مُطلقاً بلفظ الشريعة ولو على سبيل التأجيل كما يفعل بعض الجُهال منهم..والجهل وصف لحال موجود وليس انتقاصاً من أحد، فمعنى الحديث عن الشريعة هو تفهمها كمفهوم وسلوك ثم التطبيق، أما التأجيل فهو حرق للمفهوم في الأذهان، فتكرار المفاهيم دون التطبيق يحرقها في العقل حتى يبدأ في تصورها بشكل جديد عما هو متعارف عليه، وبالتالي يكونون قد وضعوا الخيار للشعب بالرفض دون شعور منهم بما يحدث في العقول من برمجة وعمليات تجريد لا يدركونها أو حتى يرصدونها،وهذه إحدى علامات الجهل لدى هؤلاء...فهو يعتقد أن المفهوم مُجرد ومُجرّب وجاهز للتطبيق فقط هم يحتفظون به لحين ميعاد تطبيقه وهذا غير صحيح فمع أول احتكاك مع مخالفيهم-الذين يعتبرونهم مخالفي الإسلام-يتضح لهم أن العمل السياسي يقبل الخطأ والصواب، أما الدين فلا يقبل سوى الحلال والحرام، وبالخلط بينهم يصلون لطريق مسدود فيأتي التكفير بمجرد الرأي.

    تعليق


    • #3
      الإخوان تعبانين

      لا يصلحون لإدارة دولة بحجم مصر

      وكل يوم تزداد النقمة عليهم من الشعب المصري





      تعليق


      • #4
        الاخ ابو جهاد

        كيف تفسر سقوط نظام حسني مبارك من خلال مظاهرات وبفترة قياسية ( 18 يوما فقط )
        وكذلك سقوط بن علي خلال ايام من المظاهرات !
        وهي انظمة دكتاتورية لاتعترف الا بحقها في البقاء متسلطين على رقاب الناس لنهب خيرات الامة

        بينما

        استطاع القذافي ان يبقى بالسلطة لاشهر عديدة ولولا تدخل الناتو وامريكا لكان لايزال بالحكم رغم ان كتائبه وجيشه البائس لايقارن بالجيش المصري الكبير عدة وعددا .

        ولايزال الاسد في الحكم رغم الاحداث الكبيرة والدامية التي يمر بها البلد منذ سنة ونصف

        ولايزال علي صالح في اليمن , حيث لايزال اليمنيين يخدعون انفسهم بان ثورة حدثت وغيرت الاوضاع بالبلد ؟

        في اليمن ابدلت امريكا والسعودية صالح بنائبه فقط والجيش الموالي للسعودية وامريكا وصالح لايزال على تماسكه ويمسك بالبلد .

        اما البحرين فلا احد يذكرها لانها ضد المصالح الامريكية والسعودية

        عزيزي

        نحن الان نعيش زمن الاخوان المفلسين
        فقد وصلوا للحكم بالسحر الامريكي المجرب ذو الفعالية الكبيرة

        حتى العراق
        فحزب الدعوة المفلس الحاكم اليوم
        تمتد جذوره وتتقاطع مع تنظيم الاخوان

        فهؤلاء من يخدم المصالح الامريكية ويرعاها

        ففي العراق وخلال السنتين الماضيتين كانت الميزانية 215 مليار دولار !

        والشعب لايزال ينام تحت المهفة !!

        المهفة ( الة بدائية يدوية يمتد تاريخ اكتشافها الى زمن الفراعنة لتبريد وجوه الناس واعضائهم بعد ان ترش نفسك بالماء )

        تعليق


        • #5
          المشاركة الأصلية بواسطة بريق سيف
          الإخوان تعبانين

          لا يصلحون لإدارة دولة بحجم مصر

          وكل يوم تزداد النقمة عليهم من الشعب المصري




          المشروع الإصلاحي لا يمكن أن يقوم به فرد أو جماعة...قد يجوز ذلك في الماضي حين سيادة وقوة الرأي الواحد بشيوع قيمته وحُسن أهدافه ووسائله في الأذهان، أما الآن فلا..ليس لضعف الفرد أو الفصيل، ولكن للتغير الجذري الذي طرأ على العالم حتى أصبحنا على علم تام بدقائق الأمور.... علماً سيؤثر فينا ويصنع توجهاتنا حتماً.

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة aqeel28
            الاخ ابو جهاد

            كيف تفسر سقوط نظام حسني مبارك من خلال مظاهرات وبفترة قياسية ( 18 يوما فقط )

            وكذلك سقوط بن علي خلال ايام من المظاهرات !

            وهي انظمة دكتاتورية لاتعترف الا بحقها في البقاء متسلطين على رقاب الناس لنهب خيرات الامة
            ملاحظة جديرة بالاحترام ولكن على نفس المنطق فالنظام المصري كان حليفاً لأمريكا ومن المستحيل أن تقف أمريكا ندا له لتغييره...أرى أن ذكاء الغرب كان فائقاً فهم يعلمون أن بدائل تلك الأنظمة لن تختلف في تبعيتها وأنهم يتحكمون في المنطقة ، وأن المرجعية التي ينطلق منها الإخوان غير كافية لتحقيق نهضتهم واستقلالهم..فأي فصيل يفكر وينطلق من خلفية تصنيفية ويعمل بها ي المجال السياسي سيفشل.

            لذلك أنا أعتقد أن أمريكا تستعمل الإخوان حاليا، وحين تنفيذهم للمهمة التي وُكلوا بها فلن يقفوا عائقاً أمام أي محاولة للتغيير، بل وسيشجعون على التغيير ، واهو كلو بالديمقراطية!

            تعليق


            • #7
              تصدع الإخوان(تشويه التاريخ)

              ليس المقصود من تشويه التاريخ أي مفردات تفيد التعمية أو الكذب أو الإبهام، ولكن المقصود هو عدم الاعتبار وتكرار نفس الأخطاء التاريخية التي نجمت عن قلة الوعي الإخواني -أو انعدامه- مما يستدعي حضور تلك المفردات ولو بطريقة غير مباشرة، أي حضور ذلك التشويه بإخضاعه للمُشاكلة فيظن الإخواني أنه وبتبرؤه من أخطاء الماضي فيتم التصديق..مثال ما يحدث الآن من معارك إخوانية مع القضاء المصري والتي تستدعي للذاكرة ما حدث للقاضي الخازندار من قبل بمجرد كونه كان ينظر إحدى القضايا التي كان يُتهم فيها أفراد من الإخوان فتم تعقبه وقتلوه في جريمة ألصقت بالجماعة ككل- وهذا سياق آخر..وبالتالي وبحسب ريادة الإخوان للتيار الإسلامي نرى كافة فصائل التيار من اليمين لليسار ومن المحافظين إلى الإصلاحيين ومن المتطرفين إلى المعتدلين قد اكتسبوا نفس الموقف، ومن كان يشهد للقضاء المصري من قبل بالنزاهة والعدالة نراهم الآن وهم يرفعون سيوف الطعن والتخوين والعنف اللفظي تجاه أي قاضي يُظهر حُكماً أو قولاً يخالف توجهات التيار.

              حسب الرؤية الكلاسيكية للتاريخ فهو عبارة عن ماضي وحاضر ومستقبل وليس -كما هو مُشاع- أنه ماضي الأفراد والأمم، فحسب هذه الرؤية الكلاسيكية ربما تُنتج لنا معنىً خطياً لا أؤمن به، ولكن يتبدى لي أن رؤيتي الرافضة لخطية التاريخ هي بالفعل أو بالتطابق، وفي حالة الإخوان أرى خطية تاريخهم بالقوة أي بالمعنى أو بإمكانية الحدوث..وهذا أقرب تفسير حول استشكالي اليوم ، فتكرار جريمة الخازندار ممكنة في ظل هذا التحريض الإعلامي الإخواني ضد كل ما يمت للقضاء بصلة، والإنسان العربي-بضعفه-لا يتحكم في حدود صراعه فتتكرر المأساة وربما نرى خازنداراً آخر.

              هذا السلوك أشبه بما يكنه الإنسان من طموحات فيطمع في درجات ليس مؤهلاً لها، كإرادة الجبان أن يكون شجاعاً فيظن بجهله أنه قادر على تحصيل الشجاعة بمجرد الغضب، وينسى أن ما بينه وبين الشجاعة هو نفسه فارق الطوابق المتعددة ما بين الطابقين الأول والأخير ، وبالتالي فينبغي عليه بلوغ الطابق الثاني والثالث قبل بلوغ الطابق الأخير..فلو سلك هذا الإنسان مسلكه الطبيعي في التدرج لتجذرت في نفسه روح الشجاعة-كقيمة- وفهمها قبل بلوغها ، حتى أنه ربما لا يشعر بها إلا بشهادة الغير ، أما لو حاول القفز فوق الطوابق فربما يصل ولكن حينها لن تكون شجاعة بل مشروعاً للغضب والتهور ينتهي بزوال الدافع وحضور الاكتفاء ،فيسقط في بئر الجهل والنسيان فيذوب حتى ينتهي، البعض يرى هذا رسماً خيالياً ولكنه ممكن حدوثه في من جعل دينه هويته، أو من اختزل قيم الإنسان والوطن والعالم في شخصه أو حزبه، ربما كانوا يؤمنون-عملياً وليس نظرياً- بأن الوحي لا يزال موجود، ولكن فور بروز السقوط القيمي لهم-من خارج النَسَق-يتحول الوحي إلى رأي، لذلك أؤمن يقيناً بأن السقوط سيبدأ من أول خسارة انتخابية سواء برلمانية أو رئاسية.

              إن إشكالية التاريخ في ذهن الإخوان لا تقل عن إشكالية البرجوازية في ذهن الماركسيين، فالحدث التاريخي-أياً كان- يعبر عن نظام تفكير وضمير شعب وثقافة عامة سائدة أرى أن المجتمع المصري-بها-لم يختلف كثيراً عن زمن الاربعينيات، وما دام التعرض للقضاء لم ينتهِ من الوعي الإخواني فسيظل يحارب كمن حاربوا الخازندار من قبل.. ومع هذا فهناك بُعداً سيكولوجياً للمسألة لابد من طره في هذا السياق، أتخيله في يقين الإخواني بامتلاكه للحق المُطلق –إضماراً-وينعكس هذا على أفعاله وأقواله-أحياناً-ومع رفض سلطة الحق الدنيوية له "الممثلة في القضاء" فينزع نحو الدفاع عن نفسه معتقداً أنه يدافع عن القيم التي نشأ عليها، أي أنه يعتقد أنه يدافع عن الحق المُطلق بهجومه على القضاء فهو لا يريد سلطة دنيوية تتحدث نيابةً عن الحق إلا هو ، لذلك أعتقد وكما يثبت لي يوماً بعد يوم، أن الأزمة في الإخوان هي أزمة ثقافية حادة أنتجت لهم أعراضاً شكلت لديهم أزمات أخلاقية ومنهجية.

              تعليق


              • #8
                أولاً لايوجد تصدع في قيادة الاخوان الآن يا أبا جهاد ... فقط ما يحدث هو إعادة هيكلة وتغييرات في القيادات ..
                اليوم ومنذ دقائق انتخبنا رئيس جديد لحزب الحرية والعدالة ...
                وعندما تستقر القيادة الجديدة سيكون هناك اتزان أكثر في آداء الإخوان السياسي ... أرجو أن يفهم معنى التغيير في قيادة العمل السياسي للإخوان بعد 84 سنة دون انتخابات طبيعية حيث كانت تتم بيعة المرشد في السابق في ظل الملاحقة الأمنية والضغط الاستبدادي .. كلنا في هذا الوطن لا نزال نتعلم ممارسة السياسة بحرية ولأول مرة ...

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة بريق سيف
                  الإخوان تعبانين

                  لا يصلحون لإدارة دولة بحجم مصر

                  وكل يوم تزداد النقمة عليهم من الشعب المصري





                  هذا رأيك ... نحترمه ..
                  لكن علينا أن ننتظر حكم الشعب في صندوق الانتخابات .

                  تعليق


                  • #10
                    المشاركة الأصلية بواسطة كرار أحمد
                    هذا رأيك ... نحترمه ..
                    لكن علينا أن ننتظر حكم الشعب في صندوق الانتخابات .

                    الشعب يريد الآن وليس المستقبل القريب أو البعيد
                    خصوصا في المجال الامني لابد من حل المشكلة في الداخلية بشكل فوري

                    تعليق


                    • #11
                      ما معنى الآن هذه ؟
                      الشعب يريد ... من قال أن الشعب يريد ؟
                      هذا تحدده فقط صناديق الاقتراع.. أليست هذه هي الديمقراطية ؟

                      تعليق


                      • #12
                        تصدع الإخوان(تعاليم بوذا والأميرة النائمة)

                        أن تخرج مجموعة من الناس تدعي أن لها قائداً ومعلماً يسيرون على هديه فهذا أمرٌ عادي، ولكن الأمر الغير عادي أن تخرج نفس المجموعة تدعي أنها تِبعاً للقائد المعلم، ولكن في ذات الوقت ينتهجون نَهَجا مغايراً أو معكوساً، فأصبح الانتماء الأول بحاجة لبرهان..هذه الحالة تستوجب الخلاف داخل المجموعة بمعنى أن يخرج فريق يطالب بالعودة للأصول"المكتوبة" قولاً وفعلاً، وفريق آخر يصر على أن الموجود هو المنهج وأن الانحراف هو من يطالب به الفريق الآخر، وهؤلاء جميعاً يختلف الناس في تصنيفهم ما بين المحافظة إلى الانفتاح"الإصلاح"...ولكن الأصل الذي يجمعهم هو تصور دعوة فرد أو معلم في الذهن ومن ثم التطبيق، وهذا في العادة ينتج من خلاف تصور الحقيقة لدى الناس ودلالة واقعها وصدق ونُبل أهدافها.

                        تقوم الدعوة في الإخوان على ثلاثة أسس رئيسة هي بالترتيب.."الإيمان بالشيخ حسن البنا كمعلم مستنير-والإيمان بدعوته وتعاليمه المدونة في الأصول العشرين-ثم أخيراً المجتمع"الإخواني" والذي يلقبونه بالمجتمع"الإسلامي"...وأياً كان الخلاف مع هذا التصنيف فهو واقع إخواني تطبيقي ولو بطُرق غير مباشرة، بمعنى أنه لا يصح أن تكون إخوانياً وأنت تنتقد أو تطعن في صورة حسن البنا- الموجودة في الأذهان - أو تهدم تعاليمه أو تختلف مع الصورة المنطبعة في الذهن عن"المجتمع الإسلامي" لديهم..جائز أن تختلف مع هذه الأسس -أو أساس واحد- ولكنه يبقى خلافاً في حدود المسموح داخل الجماعة طبقاً لما أوردناه في السابق عن حُرمة"النقد الحاد" داخل الجماعة وبالتالي فلن يقبلوه من الخارج، بمعنى أنك لن تكون إخوانياً وصورة دعوة الإخوان في ذهنك غير التي كونها العقل الجمعي الإخواني والمستمدة من سيرة الشيخ حسن البنا-رحمه الله- وأصوله العشرين ومجتمعه الإسلامي.

                        قيام الدعوة الإخوانية –بهذه الصورة-شبيهة بصورة الدعوة البوذية في أذهان البوذيين، وهم أيضاً يعتقدون أن من يخالف نفس الأسس ليس بوذياً ابتداء..وأسسهم هي الإيمان.."بالمُعلم المستنير "بوذا"-ثم تعاليمه-ثم مجتمعه البوذي"..هناك فارقاً- منعاً للخلط-يقول بأن الإخوان كدعوة تنتمي للفصيل الإسلامي الداعي إلى التوحيد ، أما البوذيين فيعتقدون في حكمة بوذا غناءاً عن ما غيرها من الحكمة وبالتالي الأديان، ولا تفصيل في دعوة بوذا ففيها مما هو -غير المشهور -=عنهم الكثير، وهي دعوة بها خير عظيم لكل من يقرأ..كذلك فأصول دعوة الإخوان بها خير كثير أيضاً لمن يقرأ، ولكن الفارق سنسجله بعد المقدمة.

                        استطاع البوذيون الحفاظ على دعوتهم رغم أن كثير مما أتى إليهم من مُعلمهم شفهي، وفي عصر كان فيه نسخ الكتب من المسائل الصعبة، ومع ذلك لم يستطيع الإخوان الحفاظ على دعوتهم رغم أن كل ما أتى من معلمهم إليهم منسوخ ومطبوع في عصر كانت فيه الطباعة هي مَعلم الحضارة الأبرز، ومع ذلك ترى البوذي يقول بضرورة ممارسة الآخر للعقيدة البوذية كي يفهمها ، ويوافقه الإخواني بقوله أن فهم دعوة الإخوانية يبدأ من ممارستها -في إطار التنظيم، وأن جل مخالفي الإخوان –إن لم يكن كلهم-لا يمارسون الدعوة وبالتالي فسيصعب عليهم فهمها..في النهاية هذا هو عين التفكير من داخل النَسَق-المعيب- وكأن العائق البوذي أمام التواصل مع الآخر هو نفس العائق الذي جعل الإخوان متقوقعين داخل إطاراتهم الفكرية لا يشاركهم فيها أحد، ولو شاركهم أحد فمن خلفية سياسية أو عاطفية دينية بينما المعلم الأبرز الذي يميز الإخوان عن المحيط-كتصنيف-لم يصل بعد لأذهان الحلفاء والمحبين.

                        على النقيض من ذلك نرى أن البوذية و"الإخوانية" لهما وجهان تواصليان"إيجابيان" من أثر عدم تعلقهم بالشكليات، فتعاليم بوذا تُشدد على أن الإنسان لن يصل للحقيقة إلا عبر مقاومته للشهوات، وتلك المقاومة ليست عبر الطقوس التعبدية"الشكلية" كالغُسل في الماء المقدس مثلاً أو حلاقة الشعر أو بالقرابين أو بزي معين أو الاعتقاد بالنجاسة -بمجرد أكل طعام معين- وما إلى ذلك من فوارق جوهرية تصنع تمايزا للبوذية عن الهندوسية- الأقرب للتصوف الإسلامي من غيرها من الديانات-كذلك في تعاليم بوذا التي تحض على غض البصر ومجانبة قول الزور وتحريم الخمر والتعدي على الآخر وبر الوالدين وغيرها من السلوكيات التي تصنع انضباطا إنسانياً متميزاً..في النهاية نرى لدينا تعاليماً بوذية تهتم بالإنسان كونه هو عماد المجتمع وصانع النهضة..وما ينطبق على الدعوة البوذية ينطبق أيضاً على الدعوة الإخوانية-مع الفارق..فلولا تميز "الفكر"الإخواني بما سبق من تهذّبٍ روحي وسمو إنساني عن الملذات لما رأينا لدعوة الإخوان انتشاراً شعبياً ولبقي الإخوان ربائب منازلهم منتظرين ميعاد احتفالهم -بما يميزهم عن غيرهم- كالصوفي الذي ينتظر موالد الأولياء التي تعتبر هي حلقة الوصل "الوحيدة" بين الصوفيين والمجتمع..

                        إن كان من أزمة للفكر الإخواني فمع الواقع.."المتغير"..ومع التراث والتاريخ.."المذهبي الجامد"..ومع الثقافة.."الخطية"..التي نشأ عليها ، وجميع ما سبق جعل من الكادر الإخواني مشروعاً لإثارة المشاكل السياسية والفكرية والمنهجية أينما حل أو راح، وهي التي خلقت لديه انحرافاً عن "الوجه الإيجابي" لأصول الشيخ حسن البنا –رحمه الله-التي أعدها من أرقى الوجوه التي وإن تمسكت بها مجموعة من الناس كانت سبباً في رقيهم بغض النظر عن سيرة الشيخ-المختلف عليها-فنحن هنا نتعامل مع أفكار وأطروحات..فمثلا عندما يقول الشيخ حسن البنا.." نحب أن نصارح الناس بغايتنا ، وأن نجلي أمامهم منهجنا ، وأن نوجه إليهم دعوتنا ، في غير لبس ولا غموض ، أضوأ من الشمس وأوضح من فلق الصبح وأبين من غرة النهار"انتهى..بينما نرى الغموض والكذب والستر وتناقض المنهج حاضراً ..أيضاً وحين يقول الشيخ.." ونحب مع هذا أن يعلم قومنا – و كل المسلمين قومنا – أن دعوة الإخوان المسلمين دعوة بريئة نزيهة ، قد تسامت في نزاهتها حتى جاوزت المطامع الشخصية ، واحتقرت المنافع المادية ، وخلفت وراءها الأهواء والأغراض"انتهى..ومع ذلك تراهم يسعون وبكل قوتهم للتمكن من كافة مفاصل الدولة المصرية وبوسائل لا تخلو من الكذب والخداع وتشويه الخصوم مصحوبة بخطاب"ضرورة الفرصة" وكأن الإنسان حين يتمكن تظل الحقيقة لديه ناصعة وبمعزلٍ تام عن الكذب وبهذا يثبتون للكافة جهلهم بطبيعة الإنسان الضعيفة أمام خطأ الحواس والنائمة أمام تيقظ وقوة التجربة....

                        لعل ذلك الذي يحدث هو من أثر النزعة"التصنيفية"التي حاكت أصول الشيخ حسن البنا حين أراد تصنيف الناس إلى أربع ينطلقون منها إلى للناس.."مؤمن-متردد-نفعي-متحامل"..كذلك في الإيمان بدعوة الإخوان بأنها المعيار التي تقيس به الجماعة صلاح وفساد الناس -وهذا عمل فاسدٌ ولا شك..وحين الجمع بين هذه الدعوات السلبية التصنيفية الإقصائية مع الدعوة للوضوح والوحدة والسلام نرى أن الجماعة أصابها زيفٌ كبير في الوعي، ومع تراكم الانحراف الإخواني عن الوجه الإيجابي من التعاليم لابد وأن نرى نماذج بشرية متناقضة ونفعية بالدرجة الأولى، فالرؤية التي ينطلقون منها أحادية صِرفة وذلك بنكوسهم عن بيعة الشيخ البنا في تعاليمه الحسنة واستبدالها بنزعة سلفية"تصنيفية"وجدت لها عُمقاً في الفكر الإخواني مُمثلةً في نزعات التصنيف والدونية.

                        المواقف الأخيرة للإخوان خاصة بعد ثورة 25 يناير تعطي دلالة عنوانها أن كافة أمراض الجماعة بدأت في الظهور، فما خفي بالأمس من فعل الحظر والعمل السري أصبح الآن مكشوفاً حتى تلك الصفقات والدعوات السرية مع الأعداء انكشفت بأثر صدمة رسائل الرئيس الإخواني"محمد مرسي"للرئيس الإسرائيلي"شيمون بيريز"والتي عبر فيها عن حبه وامتنانه وصداقته للرئيس ولشعب إسرائيل"المسالم والراغب في السلام"!..ونسي الرئيس"المبجل" أنه هو نفسه وكافة أفراد جماعته كانوا يصرخون في الماضي بضرورة طرد السفير الإسرائيلي وإعادة النظر في اتفاقية السلام مع العدو، وأن وعيهم الجمعي كان لا يخلو من فكرة العداء مع الصهاينة حتى أنهم كانوا يُنشدون الأناشيد والأرجوزات منذرة العدو بقُرب هلاكه..وبان للناس أن هذا لم يكن إلا حُلماً عزيزاً، وأن الجماعة كانت تخدع الناس بالشعارات الجوفاء الخالية من روح الواقع وفهمه..و بينما هو كذلك يتحدث الرجل عن خصومه في الداخل فتعلو نبرة"نحن وهم"فيصنع التمييز والاستقطاب دون وعي...فتخرج المعارضة معترضة ومحاسِبة فينتفض لها الإخوان أن"لا محاسبة" فأنتم أقل من أن تحاسبوننا نحن الأسياد..هم لا يصرحون بهذا-كمبدأ- ولكن –غالباً- حين يضمر الإنسان قولاً أو فعلاً ولا يُظهره فلن يستطع إضماره طوال الوقت، وها قد بدأ في الظهور، والقارئ لعقائد الكوادر الإخوانية سواء في مواقعهم وصفحاتهم الاجتماعية أو في يسمع صيحاتهم في الميادين يرى -وبدون لبس- أن الإخوان يعتقدون بسيادتهم على الشعب وكافة مخالفيهم، وأن الجميع ممكن لوجودهم الواجب، بالضبط طريقة تعامل القيادة الإخوانية التنظيمية لكوادرها –عملياً-وكأن القيادة الإخوانية تريد مجتمعاً إخوانياً خارجياً كما حققوه داخلياً.

                        أخيراً فإن الشعوب التي تنهض بعد سباتها بالضبط كالأميرة النائمة حين تستيقظ من نومها، فأول ما تتفتح عليه أذهان الشعوب هي المادة وحاجات الجسد التي تمثل حاجة الاكتفاء-لديهم- لبلوغ أدنى مراتب البقاء والحفاظ على النوع، فالشعوب يهمها في المقام الأول العيش المادي الرغد وتعففهم عن سؤال الناس ابتداء، والأميرة حين تصحو من رُقادها تكون أحوج لطعام الإفطار وبمؤانسة خدمها وحشمها لها في مخدعها، كذلك الشعوب فهي تعتقد بأن حكومتها هي خدمها وحشمها وأن عليها العمل لكفايتها، فما من حالٍ سابق إلا ويطمع الإنسان في اللاحق بل ويستبشر به خيراً، ومن هنا تأتي حكمة الإنسان بأن لا يَعِد الناس بما هو أعلى من قدراته، بينما وبجهل الإخوان وتشققهم –الخُلقي والثقافي -وعدوا الناس بالجنة فكانت النتيجة أن فشلوا في أول امتحان وهو وعد ال100 يوم الرئاسي، وكأن الأميرة تنتظر دورها في دخول الحمّام -الذي لا يملكه أحدٌ غيرها ،أو تأخر طعام الإفطار ونسوة التجميل والزينة إما لفقر الأميرة أو لتقاعس حراس ومُدراء القصر، وبينما والإخوان كذلك فيهرعون لمحاسبة معارضيهم الذين أرادوا محاسبتهم عن أولى وعودهم الكاذبة فتخرج الأميرة حزينة بعد اكتشافها أنها تعرضت للخيانة وأن أبيها.."الملك حاكم البلاد" قد قُتل وأن الحاكم الجديد لم يألوا بالاً لمركزها وسمو منزلتها فسجنها إلى أن يصفح عنها أو أن يشفع لها شفيع...

                        تعليق


                        • #13
                          تصدع الإخوان(غرور القوة المتوهمة)

                          هناك ثمة رابط بين فهم المجتمع والدين يتمثل في النظر للواقع وممارسته وذلك عن طريق أناس يتمتعون بقدرٍ من الذكاء، وإن حيل بين هذين النوعين من ربط فأتخيله في وجود الخلط بين سلطة التاريخ وسلطة الدين، فمبجرد الخلط يعتقد الإنسان أن دينه تاريخه والعكس..وهذا غير صحيح..فالحياة الإنسانية حافلة بأحداث ومُدركات كان فيها النجاح والفشل قرين كل سائل، وبالطموح الإنساني ينجذب نحو مجده الماضي -بل ويريد تكراره- وإن لم يكن بالتطابق، فلكل عصر معطيات وشواهد ستؤثر حتماً في تفريغ العقلية الذهنية من التصور والمماثلة ،وإن كان هناك من منطلق أخلاقي عبر نظرية فريدة فلا تكفي ..وفي الغالب يعي الإنسان –المفكر-هذه المسألة، لذلك كنت من الداعين لتفصيل أي رؤية سياسية مبنية على واقع تاريخي وإخضاعها لمسائلة قوانين وعلوم العصر.

                          الإنسان في العصر الحالي بلغ أرقى وأعظم مراتب العلم والإدراك، وحين رصده لأي رؤية خاصة وإن كانت أيدلوجية ذات خلفية دينية فيقوم "الإنسان المفكر" في هذه الحالة بعملية تجريد للأيدلوجيا وإخضاعها لسلطة العقل والمقارنة وإذا لم يقنع بها يهم بنقدها...هذا في حال الرؤية من منظور الضعف أو الاشتباه وأصحاب هذه الرؤية أكثرهم من العرب ، لذلك كان العقل العربي يتعاطى مع المسألة-في الغالب-وكأن هناك تهديد حقيقي لهويته فتخرج إشكالياته في صورة ردود أفعال، ذلك لأن الوعي العربي لم ينضج بعد بفكرتي الديمقراطية والحرية، حتى أنه يجهل آلياتهم أو كونهم آليات، وفي الغالب يخضعهم للرؤية الدينية والتي -وبتأثير الثقافة-ينحط برؤيته فلا يرى سوى نفسه أو من معه..أما من يرى بمنظور القوة فأكثرهم من ذوي الحضارة الغربية ذلك لأن القضية لديهم مُجربة وهذه إحدى ثمرات البراجماتية، حتى أن المنتمين إليهم من الأتراك-كمثال-باتوا يفكرون بنفس طرائقهم وإن كان ما يجمعهم مع العقل العربي لا يكفي للانتقال لمنظور آخر أوالاشتباه .

                          في ظل هذا الوضع يكون الاحتكام للتاريخ دربٌ من الجهل، ولَكَم رأينا حضارات وعوالم جديدة ارتقت بالإنسان ولم تقف حيال ما يشتهيها من السلطة موقف الطامح للغزو فتقريباً القضية متشابهة ، ذلك لأن من يعيب على الآخر تاريخه فهو يعاني من نفس العيوب، والشاهد يبقى في الاعتبار بالحاضر ومعايشته والخروج من ربقة التقليد والجهل الذي وإن ضرب أمة فيقتل أول ما يقتل.. "الإرادة واليقين"..فيتيه الإنسان بين دروب التجارب ويصبح مجرد ردود أفعال، وأعتقد أن الواقع العربي الآن لا يخلو من هذه الحالة..ولكن تبقى هذه الحالة رهينة كي تنسلخ من خطاب.."الوحي البشري"..لبلوغ النهضة..وسبب تسمية هذا الخطاب بهذا الإسم ليقين أكثرية التيار الإسلامي وخاصة جماعة الإخوان المسلمين بأنهم يتحركون بناءً عن وحي، وإذا واجهتهم بتقصيرهم وقصورهم المعرفي والعقلي فيجيبون من مرجعية التاريخ ، وإذا استشكلت على التاريخ يكون الجواب حاضر في قوله تعالى.."إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء"..تقريباً هو خطاب واحد مُفعم بالتاريخ حتى مع تحالف المعارضة ضدهم فيعتقدون بتكرار"غزوة الأحزاب" وأن الجميع قد تآمر عليهم لطمس معالم الدين،أو بازدياد كم الضغط عليهم فيتذكرون حصار قريش للرسول، حينها لا تفسير لتلك الحالة إلا عبر الرؤية السيكولوجية التي تُشرح الوعي الإخواني -وبفعل التناقض والضمور المعرفي- نرى أمامنا عملية إزاحة نفسية يقوم بها الحدس الإخواني دون شعور، فيُعللون ضعفهم بجبروت وطغيان خصمهم ،وقصورهم المعرفي في فساد معرفة الآخر، وكذلك هزائمهم بأنها ابتلاء وامتحان، وكأن الضمير والوجدان الإخواني في إجازة شبة رسمية من التخطيط والتتبع والرصد.

                          هذه الحالة تكون أقرب إلى غرور القوة"المتوهمة" من سلوك التواضع الأخلاقي، فعالم السياسة عالم متغير ، وهو حجة على كل ضعيف ومتواكل، ذلك لأن النجاح السياسي يستلزم بناء مجتمع معنوى قائم على الروابط الأدبية والأخلاقية، أما العمل السياسي -ففي الغالب- لا يتقيد بهذه الروابط لسيادة القوة النفعية وسلطة الذات على التحرك والسلوك، فسلطة الذات هي الواجهة أمام إرادة الشعوب، والقوة النفعية هي لتجميل سلطة الذات أمام تلك الإرادة الشعبية، لذلك كانت صورة المجتمع الفاضل في العقل الجمعي الإخواني والقائمة على الود والتراحم هي مستحيلة عملياً، وهي صورة طوباوية لا تصلح سوى للقصص والحكايا الأدبية و"النزوات"الشعرية وبالتالي فمقدمات النجاح تكاد تكون معدومة، هذا في حال تحقق تلك الصورة في الذات الإخوانية وهذا لم يحدث وبفضل عدم حدوثه رأينا ونرى يومياً سلوكاً إخوانياً نفعياً وعدم الاكتراث بمعارف الآخر واتجاهاته بل ومخاصمتها في سلوك أقرب إلى العدوانية منه إلى السلمية،فأي ناقد خصم وأي مخالف مشروع لخصم.

                          أخيراً فأعظم دليل على غرور"القوة المتوهمة"في العقل الجمعي الإخواني هو طريقة تعاملهم مع من انسلخ عنهم كتنظيم وكجماعة، حتى وإن ظل على عهد الإخوان الفكري فهو لديهم مشروعاً لخصم،حتى لو كان قيادياً كبيراً أو أفنى عمره في خدمة التنظيم والدعوة فيهجرونه ويسيئون معاملته، ونسوا هؤلاء أن الله أمر الإنسان أن تكون معاملته للناس كافة بطريقة واحدة وسلوك واحدة ووسائل واحدة فلا فرق بين عربيٍ وأعجمي ومؤمنٍ وكافر وصالحٍ وطالح..يقول الله تعالى مخاطباً رسوله.."وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيراً ونذيرا".."وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين"..فهي رسالة دعوية لتوجيه الناس إلى الخير ولسيادة روح السلام والبناء، أما أنه وبمجرد الخلاف والخروج من ربقة التنظيم يكن الإنسان مشروعاً لخصم فهذا هو اتباع الهوى بعينه، وأن الإسلام الحقيقي لا زال غائباً عن الإخوان كسلوك، فالمعرفة والعلاقات الاجتماعية لا يمكن حصرها في التوجه السياسي أو حتى الديني وإلا انتزع الإنسان من ذاته بواقي الخير والصمود وخرج إلى فسيح الشر والعدوان.

                          تعليق


                          • #14
                            تصدع الإخوان(لله وللوطن أم للجماعة)

                            هنا الفارق وكأن مضمون السؤال يوحي باحتمالية لا أخلاقية تعتري الجماعة جراء سياساتها التمكينية، فالرئيس محمد مرسي لم يفُز في الانتخابات الرئاسية المصرية بتلك النسبة الكبيرة التي تجعله يسعى لتمكين رؤيته في مفاصل الدولة المتعددة وخاصة التنفيذية منها، فالنسبة التي فاز بها لم تتعدى حيز ال2% على أقصى تقدير، وهذا يعني -في العُرف الديمقراطي- شبه مناصفة بين طرفي الصراع على الرئاسة المصرية، بمعنى أنه من حق المرشح الخاسر "الفريق أحمد شفيق" أن يشارك –ومواليه-في إدارة الدولة، ولكنه يظل حقاً معنوياً في بلد لم يمارس الديمقراطية من قبل، بل تحكمها جماعة ترى في الديمقراطية سلطة الأغلبية ، ولعل ما برز لنا من أزمات الدستور المصري المتعددة ما يكفي من تصور وضع الجماعة التي ترى في "رئيسها المنتخب" حقاً شرعياً في السيادة.

                            إن أهداف الثورة المصرية لم تقتصر على إزاحة نظام فاسد فحسب، بل تهدف لبلورة نظام سياسي جديد ورؤية منهجية أكثر اتزانا وعُمقاً، فلا يحق لطرف فرض رؤيته التفسيرية على دستور البلاد بحُجة الأغلبية، إذ الدستور يلزمه التوافق وإذا لم يحدث فالدستور يظل مُعرضاً للتغيير واللعب حسب أهواء السياسة وتبديل مقاعد الحُكم والإدارة، بينما البديل الأوحد هو التغيير لحين ظهور رأي عام يستوجب تعديله، أو بظهور حركات سياسية تكشف عوار ما أتى به ولم يتسق مع معايير الدولة العصرية..فالقيم العامة كالحق والعدالة والمساواة والحرية وغيرها تُصبح واقعاً مُعاشاً غير مُقيد بنصوص تفسيرية تحط من منزلة هذه القيم وتجعلها عُرضة للأهواء وللاستخدام.

                            الجماعة وفي مسودة الدستور "المُقترح" طرحت مواد ودافعت عنها ذات مُصطلحات ومُفردات غاية في المطاطية وتجعل من مضمونها يتعارض مع القيم العامة التي حددتها كأهداف، كمثال ما صاغته الجماعة من أن مذهب الدولة الرسمي هو مذهب أهل السنة والجماعة ، وذلك على غرار المذهب الشيعي الإمامي للجمهورية الإيرانية...فمبجرد وضع مذهب فقهي معين وتقييد العملية البحثية في إطاره لا ينتج عنه سوى مصلحة من قاموا عليه برؤيتهم حول الشريعة وتأويلاتها، بالضبط كما خدم وضع المذهب الشيعي في مواد الدستور الإيراني كمذهب رسمي زمرة ولاية الفقيه الإيرانية، وبالتالي فالجماعة تصل بذلك لنفس أساليب وأدوات نظام الملالي الإيراني..الحق أن المجتمع المصري ينضح بحالة فكرية تنويرية لم يسبق لها مثيل، وتقييد المجتمع برؤية المذهبيين السنيين يُحط من قيمة المجتمع ويجعله عُرضة للأهواء والصدامات، علاوة على أن المذهب السني كغيره من المذاهب –كالشيعة- هم جميعاً بحاجة لتجديد وإعادة نظر في كثير من المسلمات لديهم، فتراثهم "الروائي"يعج بالخُرافات والاسرائيليات ولم يعد يصلح لرؤية دولة عصرية في إطار تنويري .

                            هم يعللون هذا التصنيف المذهبي في الدستور بتفسير المبادئ في المادة الثانية والتي كانت مسار جدل بين أروقة التأسيسية ورجال الأحزاب والنخبة، ولكن حين التطبيق سنرى فراغاً قاتلاً لا يقف عند حدود التفسير بل سيطال مفاهيم أخرى تصنيفية كتمذهب البعض بمذاهب إسلامية لا تنسب نفسها لأهل السنة والجماعة كالشيعة والمعتزلة والظاهرية إضافة إلى التيار الليبرالي والذي يرى في ذاته كياناً إسلامياً لامذهبياً..إضافة إلى الخلاف حول ذات التصنيف أو إلى تحكيم رؤية على حساب أخرى حين التعارض..كل هذا في إطار المواد المرتبطة بالشريعة..والسؤال الأبرز المُلح ماذا لو صعد للحكم كياناً يرفض المذهبية بأشكالها واعتبار الدين خالصاً نقياً من أي شوائب مذهبية ويفتح المجال للنظر والاجتهاد، هل يحق له حينها تعديل الدستور بما يوافق رؤيته أم ماذا؟

                            أرى أن الإشكالية الأكبر لن تقف عند حدود التصنيف المذهبي بل ستكمن في رؤية المذهبيين للمذهب ذاته، فالتصنيف حالة متأخرة عن عملية إدراك عقلي وقناعة وجدانية واطمئنان قلبي، وهذا يعني أن المذهبية في الدستور المصري لها صور شتى في أذهان المذهبيين أنفسهم..بينما قضية الآخر لديهم مبهمة بغموضها في أصول المذهب ذاته، فافتراق المذاهب أتى من نقطة محورية فصلت بين التأويل القرآني ومسار التاريخ من جهة ومن التراث الروائي من جهة أخرى، لذلك ليس من الغريب القول أن كافة مذاهب المسلمين الآن لا تحمل الإسلام الصحيح في مضمونه الداعي إلى ذات القيم التي أقرها الإخوان –مجازاً-في الدستور، فهم حين التطبيق سيرون مساحة شاسعة لا تأويل فيها وستفتح الباب للخلاف تحت مسمى التحدث باسم المذهب.

                            أخيراً فالرؤية الإخوانية التصنيفية مرجعها في الغالب لثقافة الشعب المصري وهذا للإنصاف، ولكن حين صياغة مواد دستورية يؤخذ في الاعتبار كافة الاحتمالات..نعم الشعب المصري سني ولكنه غير متمذهب كمن سينظر مسائله السياسية والشخصية والعقدية والتراثية، فهو شعب لا يقرأ في الغالب وبالتالي فهو لا يدري أن الكثير من الأصول التي نشأ عليها على الأقل عليها خلاف إما داخل المذهب أو من خارجه في إطار الأمة الإسلامية بالعموم، وبالتالي فحين وجود مثل هذه المواد تجري صناعة شعب مذهبي لا يفرق بين الخلاف السياسي والفقهي أو بين السُمعة التاريخية والأخلاقية أو بين الرواية الصحيحة والمُنكرة، وجميع ما سبق لم يتم تأصيله في المذاهب الإسلامية بمعايير دقيقة، فمبجرد الرفض السياسي يأتي الرفض الفقهي،وبمجرد قبول الشخصية تاريخياً يقبلونها أخلاقياً حتى يرسموا لها صورة مقدسة لم تكن موجودة، أو بمجرد سماع قولاً منسوباً لرسول الله فيجري تصديقه دون استبيان.

                            تعليق


                            • #15
                              الاخوان أعطوا سيناء والغاز المصري الى الصهاينة مجانا
                              والان الاخوان يقتلون بالشعب المصري حتى يقوون سلطان المرشد للأخوان
                              ههههههههههههههههههههههههه
                              هذه هي ديمقراطية امريكا للشعب المصري الغلبان.
                              التعديل الأخير تم بواسطة ايل ع; الساعة 03-11-2012, 05:49 PM.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 07:21 AM
                              ردود 2
                              17 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, 02-05-2025, 09:44 PM
                              استجابة 1
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X