تويت
هذا المقال ...يرد بلسان فصيح على مقال عكاظ الذي اتهم السيد عمار الحكيم بتهريب المتفجرات الى السعودية..
تعيشون يا سلفية وتاكلون غيرها
تعيشون يا سلفية وتاكلون غيرها
الكاتب: المستقبل العراقي
24/10/2012 12:00 صباحا
التحليل السياسي/ غانم عريبي
لو لم تضرم جريدة "عكاظ" النار في مرابعنا وأوساطنا وثيابنا، لما كنا نتجمع قرب آبار الجادرية نتزود بالماء والشجاعة ودرس العراقية الوطنية العظيم ونرد عليها وعلى "الوهابية" وشيوخ الإفتاء والكراهية ونريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم!.
ما حدث ان عكاظ الجريدة المملوكة للمخابرات السعودية اتهمت "سيدنا"، وقالت عنه كلاما مثيرا للسخرية، والهدف كما هو معلن، وكما تريد المخابرات السعودية تكريسه واشاعته، النيل من هذا الرجل النبيل الذي لم نقرأ له خطابا رثا او جملة غير مفيدة او حركة في الفراغ او شيئا من هذا الذي نسمعه، ونقرأه لشخصيات عتيدة في العائلة المالكة السعودية، وهي تغرق الى اذنيها في الفساد ولعبة الروليت والسقوط كل ليلة بالضربة القاضية بأصابع بائعات الهوى القادمات من شمال افريقيا، وما بين غنج النساء في كازبلانكا وغنج العبيد الذين يعملون في القصور بعد الساعة 12 ليلا، يتكرر المشهد القديم الجديد نفسه.. مؤامرة على بلد "شقيق" وسيارة اسعاف تنقل اميرا تحول الى "خرگه" لشدة تعاطيه الحشيشة الكولومبية!.
لم ينالوا من هذا السيد الجميل في كل شيء ..في لغته السياسية وهدوء اعصاب وجهه وواقعية طروحاته وشدة التصاقه بالهم الاجتماعي وحياة الناس وأهداف إنسانية وأخلاقية يستهدفها في مشروعه ولم يقدروا عليه وخاب هدف تحجيمه بتنكر ماء ممتلئ بالمتفجرات كما تقول صحيفة عكاظ السعودية وكيف يمكن اختزال رجل مثله بتاريخ اسرته وشجاعة عمه وكوكبة من الشهداء الكبار وتجربة في الشهادة والفكر والاستنباط تمتد لأكثر من قرن بتنكر ماء؟!.
ان الذي حدث هو أن الأسرة السعودية والجريدة على عراقة حجمها في سياق الصحافة السعودية وجهاز المخابرات المسؤول عن الخبر وتسريبه هم من وضعوا انفسهم في التنكر الموهوم وهم جميعا يتجهون الآن وفي هذه اللحظة التاريخية من حياة المؤامرة على مستقبل العلاقات ما بين الجزيرة العربية والعراق الجديد يستقلون التنكر مع كمية المتفجرات التي تحدثت عنها عكاظ ويتجهون بها الى دور الإفتاء المزيفة التي لعبت دورا مهينا في الترويج لقتل شيعة العراق وسنته وعربه وأكراده قبل عشر سنوات من الآن وبذات التناكر المهربة من عرعر إلى النجف وكربلاء وبغداد!.
عمار الحكيم ..وبعيدا عن كونه زعيما لحزب سياسي اسمه المجلس الأعلى فهو زعيم مماثل للأكثرية الوطنية بدليل ان كل الكتل والأحزاب والقوى الوطنية العراقية دانت الخبر وعكاظ وسفسطة الإعلام في السعودية ولقنت المخابرات السعودية درسا لن تنساه في الوطنية والشجاعة وربما سيعيد السعوديون وممولو الحملات السياسية والدعائية السعوديون في الساحة العراقية حساباتهم القديمة بسبب هذه المواقف لكنهم أيقنوا أن المسألة العراقية لا يمكن الاشتغال عليها تقسيما وتمزيقا وتفريقا بإغراق بعضها بالمال وشراء ذمم آخرين، وإذا كان المال السعودي أدى رقصة التفكيك والفتنة في السابق فإن الإساءة وحدت العراقيين وظهر الحكيم صانع وحدة وموحد قرار.
ما فعلته عكاظ السعودية أنها وحدت جبهة ممزقة من المواقف والأحزاب والكتل السياسية المتناحرة وأبعدت فتنة نائمة وأيقظت في نفوس الطبقة السياسية الحالية مفهوم الوطنية والدفاع عن وطن مهان وسيد نبيل كان ومازال يعمل من اجل هدف توحيد المواقف وبناء العراق الجديد مع بقية الشركاء والقوى الوطنية وما أغاظ القوى الوطنية هذه ودفعها إلى إدانة الفعل السعودي أن المتهم بريء من التهمة براءة يوسف وهو السيد النقي الذي تربى في بيت النبوة والإمامة والرسالة والمرجعية الوطنية وكان يتكفله بالرعاية والنقاء الثوري تاريخ من المواقف والرجال!.
عكاظ أساءت لنفسها ولجهاز المخابرات الذي أوحى لها ما أوحى وقدمت نفسها للعرب والعراقيين منبرا للفتنة تماما كما يقدم دعاة دور الإفتاء وجمعيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وابن باز وابن الشيخ وكتائب التناكر القادمين الى العراق من عسير وحائل أنفسهم الوية للقتل والذبح والجاهلية!.
عمار الحكيم لا يمكن اختصاره "بهذا المعنى" وعلى المستويات الوطنية والروحية والتاريخية والأخلاقية والسياسية ونظافة الروح ونقاء النفس وشفافية الأعماق وأريحية الفكر بخبر مزعوم ورواية كاذبة مع أننا نعتقد ان الرواية السعودية في سياق رؤية الرواية العربية منذ ابن خلكان والطبري وابن الأثير وأخيرا عكاظ إنما يسكرها العبيد بنغم "الصول" حين تهوي إلى مكان سحيق في "رأس" الأمير وتميد يمينا وشمالا على إيقاع الطرب الأفريقي في كزبلانكا حيث القصور ولهوها والسؤدد!.
شكرا عكاظ لان الخبر المزعوم وحد الساحة العراقية، ولم يمر بهدوء من أمام منصة القوى الوطنية على اختلاف مشاربها، برغم شدة الخلافات فيما بينها ووحد العراقيين وأعاد اللحمة الوطنية إليهم.. أتمنى أن تتحفنا عكاظ بخبر وهمي آخر لكي تزيدنا قوة في مواجهة تحدي رؤوس الوهابية التي تسرح وتمرح في القصر الملكي وفي قصور الأمراء من الرياض والظهران وعسير إلى الطائف وجدة ونجران مع أنني اجزم أن جزءا كبيرا من هدف الخبر الكذوب له علاقة بمخطط الوهابية إبعاد المجلس والحكيم وعبد الله من التقارب والتفاهم المشترك لخدمة الشعبين والبلدين!.في مربع الصورة التلفزيونية وفي أرشيف الإذاعة والتلفزيون السعودي صورة للملك عبد الله وعمار الحكيم وهما يتعانقان في زيارة سابقة للحكيم وفي الهدف توسيع لفلك علاقات المجلس العربية خصوصا مع السعودية.. وفي الهدف الوهابي قرار بتفخيخ الصورة وتفجيرها على خلفية قرار مماثل بمنع قيام مثل هذه العلاقة لأنها ستأتي على الوهابية فكرة ومشروعا ونفوذا في الساحة السعودية.. من هنا يأتي خبر عكاظ تنفيذا لمخطط منع التوسع والانفتاح واستهداف العلاقات السعودية العراقية واختزال فكرة اللقاء الحميم بين عبد الله والحكيم.. بتنكر ماء ملغوم على الحدود!.