إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

طلب من جميع الشيعة الموالين عاجل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طلب من جميع الشيعة الموالين عاجل

    السلام عليكم اخوتي الأعزاء
    الله يحفظكم هل بإمكانكم مساعدتي في الحصول على شرح الزيارة الجامعة الكبيرة من قبل الشيع عبد الحليم الغزي
    اتمنى ان أجدها مكتوبة او في موقع ما لأنني لايمكن من خلال موقعي ان افتح إليوتوب و لا يمكن رؤية اي شئ باليوتوب لانه محضور عندنا

    تقبلو تحياتي و لكم كل التقدير

    أختكم المستبصرة

  • #2
    خسارة ما فيه احد رد
    ع

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      هذا الشرح كامل من موقعه على النت
      وقد جربت الشرح فيديو ولكنه ثقيل جدا في العرض
      يعني يتطلب وقت كبير حتى يشتغل
      بس لقيت عندهم ملفات الصوت ممتازة وسريع عملها
      وفيها الشرح كامل وبدقة عالية

      شرح الزيارة الجامعة الكبيرة

      تعليق


      • #4
        انا كنت اكتب الرد وقت انت كتبت خسارة
        هههههههههههههههههههههههههههههههه
        ما في خسارة

        تعليق


        • #5
          الله يخليك اخي العزيز لاني شفت شرحها يوم باليوتوب فضعفت من عظمتها بمجرد أني شفت شرح لكلمة واحدة فقط وهي السلام عليكم
          للاسف حبيت أشوف الحلقات الاخرى فصار حظر على إليوتوب للاسف
          شكرًا اخي الغالي اتمنى ان تفيدني اكثر عن هاته الزيارة المباركة العظيمة

          تعليق


          • #6
            صعقت قصدي

            تعليق


            • #7
              شرح الزيارة الجامعة

              السيد عبد الله الشبر


              بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله الطاهرين من هم المعصومون عليهم السلام ؟ ولماذا نزورهم ؟ وما هي فلسفة الزيارات الخاصة الصادرة عنهم ؟ هذه الاسئلة تملئ افكار تلة من الجيل الصاعد يتلهف بشوق بالغ الى الوقوف على اجوبتها ونحن في هذه العجالة، ومقدمة لهذه الزيارة الجامعة نذكر اجوبة مقتضبة عن هذه الاسئلة الثلاثة مستعينين بالله تعالى مستلهمين من ارواح المعصومين عليه السلام، مستندين الى الاحاديث المنقولة عنهم عليهم السلام 1): المعصومون: هم اربعة عشر شخصا، ثلاثة عشر رجلا،. وامرأة واحدة، انتخبهم الله تعالى من بين مجموعات خلقه هداة، وقادة، واسوة، هم:


              رسول الله وسيد الانبياء وخير الخلق اجمعين محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وآله وسلم. فاطمة الزهراء بنت النبي وزوج الوصي وام الائمة الاطهار، عليهم السلام. الامام علي بن ابي طالب أمير المؤمنين عليه السلام الامام الحسن بن علي المجتبى عليه السلام الامام الحسين بن علي الشهيد بكربلاء عليه السلام الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام الامام محمد بن علي الباقر عليه السلام الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام الامام موسى بن جعفر عليه السلام الامام علي بن موسى الرضا عليه السلام الامام محمد بن علي الجواد عليه السلام الامام علي بن محمد الهادي عليه السلام الامام الحسن بن علي العسكري عليه السلام الامام المهدي الموعود المنتظر بن الحسن عليه السلام هؤلاء الاربعة عشرة هم خيرة الله تعالى من جميع الخلق هم القمم الشاهقة في الفضيلة والتقوى


              هم العلماء الذين لا يدانيهم أحد من الخلق في العلم والمعرفة هؤلاء... هم الذين علموا الانسان، والملائكة عبادة الله تعالى هؤلاء... هم الذين سبحوا فسبحت الملائكة، وهللوا فهللت الملائكة، وكبروا فكبرت الملائكة.. هؤلاء هم المعصومون الذين عصمهم الله من كل زلة، وكل سهو وكل نسيان وكل خطأ، وكل جهل، وكل رذيلة، وكل شذوذ، وكل انحراف. فهم الطاهرون المطهرون الاطهار وهم المزكون، الازكياء 2): لماذا نزورهم ؟ يتلخص الجواب على هذا السؤال في استلهام معاني الخير والفضيلة، واصول التربية الصحيحة في المثول امام قبور هؤلاء الاطهار، ونذكر حياتهم الحافلة بالمكرمات والنصيحة من أجل الله.. وبالتالي: الحصول على مرضاة الله تعالى التي من أجلها خلق الانسان، وخلق كل شئ. اخرج الشيخ الاجل الكليني، قدس الله سره، في كتاب الكافي الشريف.


              والشيخ الجليل الصدوق، قدس سره في كتابه الشريف (من لا يحضره الفقيه) والشيخ الكبير ابن قولويه في كتابه الشريف (كامل الزيارات) باسانيدهم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، انه قال لعلي عليه السلام: (يا علي: من زارني في حياتي أو بعد موتي أو زارك في حياتك أو بعد موتك أو زار ابنيك في حياتهما أو بعد موتهما ضمنت له يوم القيامة أن أخلصه من أهوالها وشدائدها حتى اصيره معي في درجتي) (1). ومن الطبيعي ان الانسان إذا زار عظيما من امثال المعصومين عليهم السلام ان يتأثر بروحهم، ويتغير من سيئ الى حسن، ومن حسن الى أحسن وهذا ما نجده في غالب اولئك الذين يوفقون لزيارة النبي وأهل بيته الكرام، عليه وعليهم الصلاة والسلام. وكم رأينا عصاة آثمين تغير مسيرهم بزيارة اهل البيت عليهم السلام وانقلبوا نفسيا وفكريا من الشذوذ الى الصراط المستقيم

              (1): أ - الكافي (الفروع) / ج 1 / ص 324. ب - من لا يحضره الفقيه / ج 1 / ص 182. ج - كامل الزيارات / ص 11.


              فلسفة الزيارات المروية اما الزيارات الخاصة المروية عن أهل البيت عليهم السلام فانها بحق مدرسة جامعة لكل الكمالات الانسانية التي لم تشذ عنها شاردة، ولا تركت فضيلة الا دمجتها في تعبيرات عقلانية وعاطفية في القمة فالطهارة البدنية، والطهارة النفسية، والطهارة الاجتماعية، والطهارة التربوية، والطهارة العائلية، وغيرها من اقسام الطهارة كلها متقلبة في مختلف زيارات اهل البيت، عليهم السلام، الواردة عنهم ومن جميل ما ورد في زيارة للامام الحسين عليه لسلام العبارات التالية: (اشهد اشهد انك طهر طاهر مطهر من طاهر مطهر طهرت وطهرت بك البلاد وطهرت ارض انت بها وطهر حرمك) طهارة، في طهارة، في طهارة اية مدرسة هذه التي تكرر الطهارة، وتجعلها اساس التربية ؟


              هذه المدسة هي التي انجبت الالوف، والالوف من العلماء العظام الذين يضرب المثل بخلقهم، وفضلهم، وانسانيتهم الزيارة الجامعة الزيارة الجامعة: في مصطلح أهل الحديث، تطلق على المقطوعات المروية عن أهل البيت، عليهم السلام، ويزار بها جميعهم، من غير اختصاص ببعضهم دون بعض وتلك عدة زيارات مذكورة في كتب الادعية ولعل أهمها، وأجمعها، في تفصيل هذه الزيارة التي بين يديك هي مروية عن عاشر ائمة اهل البيت علي بن محمد الهادي عليهما السلام.. رواها الشيخ الجليل الصدوق، قدس سره، في كتابه الشريف (عيون أخبار الرضا) عن الدقاق، والسناني، والوراق والمكتب جميعا، عن الاسدي، عن البرمكي، عن النخعي قال: قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب، صلوات الله وسلامه عليهم، علمني يا بن رسول الله قولا اقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال عليه السلام..


              شارح الزيارة وقد تصدى جمع من علمائنا الابرار لشرح هذه الزيارة شروحا متنوعة في التفصيل والاجمال، وغير ذلك، وقد شرح العلامة المجلسي قدس سره في (بحار الانوار) شرحا مختصرا وممن شرحها شرحا متوسطا بين التفصيل الكبير، والاجمال الصغير هو العالم الجليل، آية الله، المؤلف المكثر المرحوم السيد عبد الله شبر، قدس الله سره. فقد شرح هذه الزيارة الجامعة هذا الشرح، الذي بين يديك، الذي هو غنيمة باردة، تؤتي اكلها كل حين باذن ربها وحق على من يحصل عليه أن يغتنم هذه النعمة، ويشكر الله عليها قولا، وعملا بالعمل والتقوى. والله المسؤول أن يوفق الجميع لذلك الناشر


              المقدمة


              بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله حمدا لا يحصيه عد ولا ينتهي إلى حد والصلاة والسلام على خاتم النبيين وآله أزمة الحق والسنة الصدق سفن النجاة والميامين الهداة. وبعد فان هذا السفر النفيس المسمى (بالانوار اللامعة في شرح زيارة الجامعة) حلقة من تلك السلسلة الذهبية التي صاغتها يراعة المؤلف من مؤلفاته الغراء وفرع من تلك الدوحة الباسقة التي سقتها عبقريته بماء الفضيلة وزكت بين حدائق علومه الالهية ومعارفه القدسية ولقد أودع هذا المؤلف من دقائق قريحته الوقادة ونكات تفكيره العميق وغزير فضله وواسع علمه المعجز من ثمار الوحي الهاشمي وأسرار الكمال النبوي مما لا ينتهى إلى مداه ولا يحاول أقصاه. وان شعائر الحج إلى الضرائح القدسية المنورة بتلك الاجساد الطيبة والهياكل الملكوتية ومناسك الزيارة للمشاهد المشرفة بمضاجع أمناء الله على وحيه وودائع سره لمن أفضل ما ندب إليه الائمة الاطهار المعتصمين بولائهم والاخذين بسببهم فان فيها تتجه ألباب شيعتهم وتنصرف قلوب مواليهم الى ما يلم شعثهم ويؤلف شتاتهم ويجمع كلمتهم ويشد عرى جماعتهم من


              الولاء والتمسك بمواضع الرسالة ومهابط الوحي الامين وقد عرفوهم بآداب تلك الزيارات وسنن هذه المناسك ورووا لهم الثقات من أصحابهم وحملة أحاديثهم ما أملوه عليهم من لطيف الخطاب وبليغ البيان وأرشدوهم إلى ما يليق بمقامهم من ذلك. وان الزيارة الجامعة الكبيرة من أعظم تلك الزيارات شأنا وأعلاها مكانة وان فصاحة الفاظها وبلاغة مضامينها تنادي بصدورها عن ينابيع الوحي والالهام وتدعوا إلى أنها خرجت من السنة نواميس الدين ومعاقل الانام فانها فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق الملك العلام وقد اشتملت على الاشارة إلى جملة من الادلة والبراهين المتعلقة بمعارف أصول الدين وأسرار الائمة الطاهرين وتضمنت شطرا وافرا من حقوق أولى الامر الذين أمر الله بطاعتهم وأهل البيت الذين حث الله على متابعتهم مع الاشارة إلى آيات فرقانية وروايات نبوية وأسرار الاهية وعلوم غيبية ومكاشفات حقية وحكم ربانية وقد عمد إليها المؤلف نور الله ضريحه فكشف النقاب عن معانيها وهتك الحجب عن أسرارها وأفصح عن مشتبهاتها وحل الغامض من مشكلاتها ونفض عنها غبار الريب والشكوك واقام الحجج الناصعة والادلة القاطعة على صدروها وصحة روايتها وطلع على العلم والادب والرشاد بهذا السفر النفيس الذي لا يستغني عنه كل مؤمن تشرف بزيارة مراقد أهل الذكر وأولي الامر وفاز بلثم تلك الاعتاب السامية والمشاهد المقدسة العالية واختار لنفسه أجر تلاوتها ورغب في ثواب قراءتها ولا غرو فان


              مؤلفه ذلك البحر الخضم الثبت المتبحر نسيج وحده وجمال عصره الصراط والمحجة والاية البالغة والحجة صاحب المؤلفات الكثيرة في سائر الفنون الاسلامية الغزيرة المادة التي لا ينضب قليبها ولا يأسن معينها نسأله تعالى أن يتغمده برحمته ويتفضل عليه بما أعده لاوليائه المقربين. ومن العمل المرفوع المتقبل والبر الخالد والاجر المضاعف المتزايد أن يرشد التوفيق الالهي والنصيب السماوي مؤمنا صالحا برا مواليا (السيد الاجل السيد أحمد آل السيد محمد السيد جعفر نجل المؤلف قدس سره) فيتبرع بطبع هذا السفر الجليل ويبذل نفقات نشر هذا الذكر الجميل فيدل على الخير فاعله ويهدي إلى الصلاح عامله فان خير الناس من نفع الناس بعلمه وأعماله ومساعيه وأمواله وفقنا الله وإياه للطاعات والمبرات آمين... محمد رضا الهادي آل كاشف الغطاء في اليوم 12 من ربيع الاول سنة 1354

              تعليق


              • #8
                متن الزيارة


                الزيارة الجامعة السلام عليكم يا اهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة ومهبط الوحي ومعدن الرحمة وخزان العلم ومنتهى الحلم وأصول الكرم وقادة الامم وأوليآء النعم وعناصر الابرار ودعائم الاخيار وساسة العباد وأركان البلاد وأبواب الايمان وأمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين وعترة خيرة رب العالمين ورحمة الله وبركاته السلام على أئمة الهدى ومصابيح الدجى وأعلام التقى وذوي النهى وأولي الحجى وكهف الورى وورثة الانبياء والمثل الاعلى والدعوة الحسنى وحجج الله على أهل الدنيا والاخرة والاولى ورحمة الله وبركاته السلام على محآل معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله وحفظة سر الله وحملة كتاب الله وأوصياء نبي الله وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله ورحمة الله وبركاته السلام على الدعاة الى الله والادلاء على مرضات الله والمستقرين (والمستوفرين) في أمر الله والتآمين في محبة الله والمخلصين في توحيد الله والمظهرين لأمر الله ونهيه وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ورحمة الله وبركاته السلام على الائمة الدعاة والقادة الهداة والسادة الولاة والذادة الحماة وأهل الذكر وأولى الامر وبقية الله وخيرته وحزبه وعيبة علمه وحجته وصراطه ونوره وبرهانه ورحمة الله وبركاته أشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته وأولو العلم من خلقه لا اله الا هو العزيز الحكيم وأشهد أن محمدا عبده المنتجب ورسوله المرتضى أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون وأشهد أنكم الائمة الراشدون المهديون المعصومون المكرمون المقربون المتقون الصادقون المصطفون المطيعون لله القوامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه وارتضاكم لغيبه واختاركم لسره واجتبيكم بقدرته وأعزكم بهداه وخصكم ببرهانه وانتجبكم لنوره (بنوره) وأيدكم بروحه ورضيكم خلفاء في أرضه وحججا على بريته وأنصارا لدينه وحفظة لسره وخزنة لعلمه ومستودعا لحكمته وتراجمة لوحيه وأركانا لتوحيده وشهداء على خلقه وأعلاما لعباده ومنارا في بلاده وأدلاء على صراطه عصمكم الله من الزلل وامنكم من الفتن


                وطهركم من الدنس وأذهب عنكم الرجس وطهركم تطهيرا فعظمتم جلاله وأكبرتم شأنه ومجدتم كرمه وأدمتم (وأدمنتم) ذكره ووكدتم (وذكرتم) ميثاقه وأحكمتم عقد طاعته ونصحتم له في السر والعلانية ودعوتم الى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وبذلتم أنفسكم في مرضاته وصبرتم على ما أصابكم في جنبه (حبه) وأقمتم الصلوة واتيتم الزكوة وامرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم في الله حق جهاده حتى أعلنتم دعوته وبينتم فرائضه وأقمتم حدوده ونشرتم (وفسرتم) شرايع أحكامه وسننتم سنته وصرتم في ذلك منه الى الرضا وسلمتم له القضاء وصدقتم من رسله من مضى فالراغب عنكم مارق وللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم وإليكم وأنتم أهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم وإياب الخلق اليكم وحسابهم عليكم و فصل الخطاب عندكم وايات الله لديكم وعزائمه فيكم ونوره وبرهانه عندكم وأمره اليكم من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم قد أبغض الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله أنتم الصراط الاقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقآء والرحمة الموصولة والاية المخزونة والامانة المحفوظة والباب المبتلى به الناس من أتيكم نجى ومن لم يأتكم هلك الى الله تدعون وعليه تدلون وبه تؤمنون وله تسلمون وبأمره تعلمون وإلى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون سعد من توالاكم وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضل من فارقكم وفاز من تمسك بكم وامن من لجأ اليكم وسلم من صدقكم وهدي من اعتصم بكم من اتبعكم فالجنة ماويه ومن خالفكم فالنار مثويه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك


                ومن رد عليكم في أسفل درك من الجحيم اشهد ان هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقي وان ارواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض خلقكم الله انوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه وجعل صلوتنا (صلواتنا) عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا لخلقنا وطهارة لانفسنا وتزكية (وبركة) لنا وكفارة لذنوبنا فكنا عنده مسلمين بفضلكم ومعروفين بتصديقنا اياكم فبلغ الله بكم اشرف محل المكرمين وأعلى منازل المقربين وأرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبق سابق ولا يطمع في إدراكه طامع حتى لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد الا عرفهم جلالة أمركم وعظم خطركم وكبر شأنكم وتمام نوركم وصدق مقاعدكم وثبات مقامكم وشرف محلكم ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي أشهد الله وأشهدكم أني مؤمن بكم وبما آمنتم به كافر بعدوكم وبما كفرتم به مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم موال لكم ولاوليائكم مبعض لاعدائكم ومعادلهم سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما ابطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم اخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم لائذ عائذ بقبوركم مستشفع الى الله عز وجل بكم ومتقرب بكم إليه ومقدمكم


                امام طلبتي وحوائجي وارادتي في كل أحوالي وأموري مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم وأولكم واخركم ومفوض في ذلك كله اليكم ومسلم فيه معكم وقلبي لكم مسلم وأيي لكم تعب ونصرتي لكم معدة حتى يحيي الله تعالى دينه بكم ويردكم في أيامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في أرضه فمعكم معكم لا مع غيركم امنت بكم وتوليت اخركم بما توليت به أولكم وبرئت الى الله عز وجل من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم الجاحدين لحقكم والمارقين من ولايتكم أو الغاصبين لإرثكم " و " الشاكين فيكم " و " المنحرفين عنكم ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ومن الائمة الذين يدعون الى النار فثبتني الله أبدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه وجعلني من يقتص اثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهديكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أياكم وتقر عينه غدا برؤيتكم بأبي انتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي من أراد الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم وموالي لا أحصي ثناءكم ولا ابلغ من المدح كنهكم ومن الوصف قدركم وأنتم نور الاخيار وهداة الابرار وحجج الجبار بكم فتح الله وبكم يختم الله وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء ان تقع على الارض الا بإذنه وبكم ينفس الهم ويكشف الضر وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته والى جدكم (وان كانت الزيارة لأمير المؤمنين " ع " فعوض والى جدكم قل) والى اخيك بعث الروح الامين اتاكم الله ما لم يؤت أجدا من العالمين طأطأ كل شريف لشرفكم ونجع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شئ لكم واشرقت الارض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك الى الرضوان وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن بأبي انتم وأمي ونفسي وأهلي


                ومالي ذكركم في الذاكرين واسماؤكم في الاسماء وأجسادكم في الاجساد وأرواحكم في الارواح وأنفسكم في النفوس واثاكم في الاثار وقبوركم في القبور فما احلى اسماءكم وأكرم أنفسكم وأعظم شأنكم وأجل خطركم وأوفى عهدكم وأصدق وعدكم كلامكم نور وأمركم رشد ووصيتكم التقوى وفعلكم الخير وعادتكم الاحسان وسجيتكم الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأويه ومنتهاه بأبي أنتم وأمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم وأحصي جميل بلائكم وبكم اخرجنا الله من الذل وفرج عنا غمرات الكروب وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار بأبي أنتم وأمي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا واصلح ما كان فسد من دنيانا وبمولاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة والمقام المحمود والمكان (والمقام) المعلوم عند الله عز وجل والجاه العظيم الشأن الكبير والشفاعة المقبولة ربنا امنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا يا ولي الله إن بيني وبين الله عزوجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم فبحق من ائتمنكم على سره واسترعاكم أمر خلقه وقرن طاعتكم بطاعته لما استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي فإني لكم مطيع من أطاعكم فقد أطاع الله ومن عصاكم فقد عصى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله اللهم اني لو وجدت شفعاء اقرب اليك من محمد وأهل بيته الاخيار الائمة الابرار لجعلتهم شفعائي فبحقهم الذي اوجبت لهم عليك أسئلك أن تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفى زمرة المرحومين بشفاعتهم انك أرحم الراحمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل

                تعليق


                • #9
                  بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله على آلائه والحمد من آلائه والشكر على نعمائه والشكر من نعمائه والصلاة على محمد خاتم أنبيائه وعلى سيد أصفيائه وأوليائه وآلهما الطاهرين خيرة خلفائه وأمنائه. (أما بعد) فيقول العبد الاثم العاصي الغريق في بحار الخطايا والمعاصي أفقر الخلق إلى ربه الغني (عبد الله بن محمد رضا الحسيني) ختم الله لهما بالحسنى ورزقهما خير الاخرة والاولى لا يخفي على أولى البصاير النقادة وأرباب الاذهان الوقادة وذوي العقول السليمة وأصحاب الافهام المستقيمة أن الزيارة الجامعة الكبيرة أعظم الزيارات شأنا وأعلاها مكانة ومكانا وان فصاحة الفاظها وفقراتها وبلاغة مضامينها وعباراتها تنادي بصدورها من عين صافية نبعت عن (ينابيع الوحي) والالهام وتدعو إلى إنها خرجت من السنة نواميس الدين ومعاقل الانام فانها فوق كلام المخلوق وتحت كلام الخالق الملك العلام قد اشتملت على الاشارة إلى جملة من الادلة والبراهين المتعلقة بمعارف (أصول الدين) وأسرار الائمة الطاهرين ومطاهر صفات (رب العالمين) وقد احتوت على رياض نضرة وحدائق خصرة مزينة بازهار المعارف والحكمة محفوفة بثمار


                  أسرار أهل بيت العصمة وقد تضمنت شطرا وافرا من حقوق أولى الامر الذين أمر الله بطاعتهم وأهل البيت الذين حث الله عليه متابعتهم وذوي القربى الذين أمر الله بمودتهم وأهل الذكر الذين أمر الله بمسألتهم مع الاشارة الى آيات فرقانية وروايات نبوية وأسرار الهية وعلوم غيبية ومكاشفات حقية وحكم ربانية ولم يتفق لها شرح شاف يكشف النقاب عن وجوه معانيها وبيان كاف يفتح مغلق مشكلها وخافيها سوى ما اتفق من التعليق للعلامتين (المجلسيين) في البحار (وشرح الفقيه) وكنت أحدث نفسي بذلك وأروم ما هنالك وكان يعوقني عن ذلك قلة البضاعة وكثرة الاضاعة وحقارة الاطلاع في هذه الصناعة ورأيت أن ذلك بالنسبة إلى مثلي ممن لم يعض على العلوم بضرس قاطع ولم يعط التأمل والتتبع حقه في المواضع متعسر بل متعذر فشرعت مع تبلبل البال وتفاقم الاحوال في بيان ما أمكن منها بحسب المقدور إذ الميسور لا يسقط بالمعسور وضممت إلى ذلك أحاديث شريفة وأخبارا ظريفة تحل مشكلاتها وتبين مفصلاتها فان كلامهم عليهم السلام يحل بعضه بعضا ونسئل الله الهداية والتسديد والعصمة والارشاد والتأييد فانه قريب مجيد عزيز حميد.


                  مقدمة (اعلم) ان هذه الزيارة قد رواها جملة من أساطين الدين وحملة علوم الائمة الطاهرين وقد اشتهرت بين الشيعة الابرار اشتهار الشمس في رابعة النهار وجواهر مبانيها وأنوار معانيها دلائل حق وشواهد صدق على صدورها عن صدور حملة العلوم الربانية وأرباب الاسرار الفرقانية المخلوقين من الانوار الالهية فهي كسائر كلامهم الذي يغنى فصاحة مضمونه وبلاغة مشحونه عن ملاحظة سنده كنهج البلاغة والصحيفة السجادية وأكثر الدعوات والمناجات وقد رواها شيخ الطايفة المحقة في (التهذيب) ورئيس المحدثين الصدوق في (الفقيه) و (العيون) وغيرهما عن محمد بن اسماعيل البرمكي الثقة عن موسى بن عبد الله النخعي عن علي الهادي عليه السلام وسند العيون هكذا (الدقاق) و (الشيباني) و (الوراق) و (المكتب) جميعا (عن الاسدي) عن البرمكي عن النخعي قال قلت لعلي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام علمني يا بن رسول الله قولا أقوله بليغا كاملا إذا زرت واحدا منكم فقال إذا صرت إلى الباب فقف وقل الله أكبر الله أكبر (ثلاثين مرة) ثم امش


                  قليلا وعليك السكينة والوقار وقارب بين خطاك ثم قف وكبر الله عزوجل (ثلاثين مرة) ثم ادن من القبر وكبر الله أربعين مرة تمام مائة تكبيرة ثم قل وساق (الزيارة) الاتية وفي الفقيه كذلك.


                  إيضاح المراد بالوقوف الوقوف على باب الروضة والاتيان بالشهادتين لتقدمهما رتبة أو للتيمن ولعل السر في الاتيان بالتكبير عند رؤية جلال كبريائهم للاشارة إلى أن (الله أكبر) كل كبير وان الكبرياء والعظمة له تعالى أو لنزول الدهشة عن الداخل إلى محل كبريائهم والسكينة عبارة عن اطمئنان القلب (بذكر الله) وتذكر عظمته بل عظمة أوليائه وأصفيائه فانها راجعة إلى عظمته والوقار اطمئنان البدن (وقيل) بالعكس ومقاربة الخطا اما لاجل حصول كثرة الثواب فان له بكل خطوة أجرا مقدرا أو لحصول الوقار. (واعلم) أن هذه الزيارة الشريفة لا تحتاج إلى ملاحظة سند فان فصاحة مشحونها وبلاغة مضمونها تغني عن ذلك فهي كالصحيفة السجادية ونهج البلاغة ونحوهما. (وقال الفاضل التقي المجلسي) عند شرح هذه الزيارة ما لفظه هذه زيارة جامعة لجميع الائمة عليهم السلام عند مشهد كل واحد ويزور الجميع قاصدا بها الامام الحاضر والباقي والبعيد يلاحظ الجميع ولو قصد في كل مرة واحدا بالترتيب


                  والباقي بالتبع لكان أحسن كما كنت أفعل (ورأيت) في الرؤيا الحقة تقرير الامام ابي الحسن علي بن موسى الرضا عليهما السلام وتحسينه عليه السلام ولما وفقني الله تعالى لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام وشرعت في حوالي الروضة في المجاهدات وفتح الله تعالى علي ببركة مولانا أبواب المكاشفات التي لا تحتملها العقول الضعيفة رأيت في ذلك العالم وان شئت قلت بين النوم واليقظة عندما كنت في رواق عمران جالسا أني بسر من رأى ورأيت مشهدهما في نهاية الارتفاع والزينة ورأيت مولاي ومولى الانام صاحب العصر والزمان عليه السلام جالسا وظهره عليه القبر ووجهه إلى الباب فلما رأيته شرعت في هذه الزيارة بالصوت المرتفع كالمداحين فلما اتممتها قال صلى الله عليه فسلم نعمت الزيارة قلت مولاي روحي فداك زيارة جدك وأشرت إلى نحو القبر فقال نعم أدخل فلما دخلت وقفت قريبا من الباب فقال عليه السلام تقدم فقلت مولاي أخاف أن أصير كافرا بترك الادب فقال عليه السلام لا بأس إذا كان باذننا فتقدمت قليلا فكنت خائفا مرتعشا فقال عليه السلام تقدم تقدم حتى صرت قريبا منه عليه السلام قال اجلس قلت أخاف مولاي قال عليه السلام لا تخف فلما جلست جلسة العبد الذليل بين يدي المولى الجليل قال عليه السلام استرح واجلس مربعا فانك تعبت جئت ماشيا حافيا والحاصل انه وقع منه عليه السلام بالنسبة إلى عبده الطاف عظيمة ومكالمات لطيفة لا يمكن عدها ونسيت أكثرها ثم انتبهت من تلك الرؤيا وحصل في ذلك اليوم أسباب الزيارة بعد كون الطريق مسدودا في مدة طويلة وبعد ما حصلت


                  الموانع العظيمة ارتفعت بفضل الله وتيسرت الزيارة بالمشي والحفا كما قاله الصاحب عليه السلام وكنت ليلة في الروضة المقدسة وزرت مكررا بهذه الزيارة وظهر لي في الطريق والروضة كرامات عجيبة بل معجزات غريبة يطول ذكرها. والحاصل أنه لا شك ان هذه الزيارة من أبي الحسن الهادي بتقرير الصاحب عليه السلام وانها أكمل الزيارات وأحسنها بل بعد تلك الرؤيا كنت أكثر الاوقات أزور الائمة عليهم السلام بهذه الزيارة في العتبات العاليات ما زرتهم إلا بهذه الزيارة. إنتهى كلامه رفع مقامه وهو الثقة العدل الصادق المصدق وربما يتوهم التنافي بين قوله رضى الله عنه رأيت في ذلك العلم وان شئت قلت بين النوم واليقظة وقوله بعد ذلك ثم انتبهت من تلك الرؤيا ولا منافاة في ذلك فان رؤياه رضي الله عنه كانت في عالم الانخلاع عن الطبيعة البشرية وتوجه القلب إلى العوالم الملكوتية وتحلي النفس القدسية بالفضائل الفواضل الفيضانية ورجوع النفس المطمئنة إلى ربها راضية مرضية ولما كان ذلك تعجز عنه العقول القاصرة والافهام الكاسدة الفاترة وتعده أمرا عظيما وخطبا جسيما عدل رضي الله عنه عن التعبير الاول بقوله وان شئت قلت بين النوم واليقظة كما يتفق ذلك لساير الخلق ولذا أطلق عليه بعد ذلك الرؤيا لا يقال كيف يمكن ادعاء رويته عليه السلام في غير المنام وقد ورد عنهم في التوقيع لعلي بن محمد السمري على ما في الاحتجاج والاكمال وسيأتي من شيعتي من يدعي المشاهدة إلا فمن ادعى المشاهدة قبل خروج


                  السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر لانا نقول ان ذلك محمول على من يدعي المشاهدة مع النيابة وايصال الاخبار من جانبه عليه السلام إلى الشيعة الابرار على نحو السفراء والنواب وإلا فقد استفاضت الاخبار وتظافرت الاثار عن جمع كثير من الثقات الابرار من المتقدمين والمتأخرين ممن رأوه وشاهدوه في الغيبة الكبرى وقد عقد لها المحدثون في كتبهم أبوابا على حدة وسيما العلامة المجلسي رضي الله عنه في البحار وصرح بحمل هذا الخبر ونحوه على ذلك لئلا ينافي سائل الاخبار.

                  تعليق


                  • #10
                    شرح الزيارة
                    السلام عليكم
                    (السلام عليكم) قد اختلف في معنى هذا اللفظ فقيل معناه الدعاء اي سلمت من المكاره وقيل معناه اسم السلام عليكم وقيل معناه اسم الله عليك أي أنت في حفظه كما يقال الله معك وإذا قيل السلام علينا أو السلام على الاموات فليس المراد به الاعلام بالسلامة يقينا وربما يقال أن معناه الدعاء بالسلامة لصاحبه من آفات الدنيا أو عذاب الاخرة أو كليهما ثم وضعه الشارع موضع التحية والبشرى بالسلامة واختار لفظ السلام وجعله تحية لما فيه من المعاني أو لانه مطابق للسلام الذي هو اسم من أسماء الله تعالى تيمنا وتبركا وكان قبل الاسلام يحيى به قليلا وبغيره أكثر فلما جاء الاسلام اقتصر عليه وصارت تحية. الاسلام السلام ويجوز الاتيان به منكرا تبعا للكتاب ومعرفا ولعل التعريف أزين لفظا وأبلغ معنى وعلى تقدير ان يراد بالسلام اسم الله تعالى عليكم فوجهه أن خاصية ذلك الاسم الرحمة والسلامة أو يراد ذات الله المتصف بالسلامة مما لا يليق به عليكم بان يرحمكم ويسلمكم منها (*).
                    يا أهل بيت النبوة
                    (يا أهل بيت النبوة) أهل البيت هم الائمة عليهم السلام لان النبي منهم والرسالة نزلت في بيوتهم وأهل البيت أعرف بما فيه وفي الحديث لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد وسأل الصادق عليه السلام من الآل فقال ذرية محمد فقيل له من الاهل فقال الائمة وفي معاني الاخبار سأل من آل محمد فقال ذريته فقيل ومن أهل بيته قال الائمة قيل ومن عترته قال أصحاب العبا قيل فمن أمته قال المؤمنون قال بعض أرباب الكمال في تحقيق معرفة الآل ما ملخصه أن آل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كل من يؤول إليه وهم قسمان (الاول) من يؤول إليه مآلا صوريا جسمانيا كأولاده ومن يحذو حذوهم من أقاربه الصوريين الذين يحرم عليهم الصدقة في الشريعة المحمدية (والثاني) من يؤول إليه مآلا معنويا روحانيا وهم أولاده الروحانيون من الاولياء الراسخين والعلماء الكاملين والحكماء المتألهين. المقتبسين للعلوم من مشكاة أنوار خاتم النبيين ولا ريب أن النسبه الثانية آكد من الاولى وإذا اجتمعت النسبتان كان نورا على نور كما في الائمة المشهورين من العترة الطاهرين وكما حرم على الاولاد الصوريين الصدقة الصورية كذلك حرم على الاولاد المعنويين الصدقة المعنوية أعني تقليد الغير في العلوم الالهية والمعارف الربانية الاحكام الشرعية إنتهى. والنبوة في الاصل بمعنى الرفعة وسمى النبي نبيا لانه ارتفع =
                    وشرف على سائر الخلق (النبي) قيل هو الانسان المخبر عن الله بغير واسطة بشرا عم من أن يكون له شريعة (كمحمد صلى الله عليه وآله وسلم) أو ليس له شريعة (كيحيى) وقيل انما سمي نبيا لانه أنبأ عن الله تعالى أي أخبر وعلى هذا فاصله الهمزة (وعن زرارة) قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل (وكان رسولا نبيا) ما الرسول وما النبي قال النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك والرسول الذي يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك قلت الامام ما منزلته قال يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك ثم تلا هذه الاية (وما أرسلنا من قبلك من رسول) (2) ولا نبي ولا محدث وعن الرضا عليه السلام الفرق بين الرسول والنبي والامام أن الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحي وربما رأى في منامه نحو رؤيا (ابراهيم عليه السلام) والنبي وربما سمع الكلام وبما رأى الشخص ولم يسمع والامام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص وعن الباقر والصادق عليه السلام (الرسول) الذي يظهر له الملك فيكلمه (والنبي) هو الذي يرى في منامه وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد والمحدث الذي يسمع الصوت =
                    (1): سورة مريم آية 54 (2): سورة الانبياء آية 25
                    وموضع الرسالة ومختلف الملائكة. =
                    ولا يرى الصورة فقيل أصلحك الله كيف يعلم أن الذي رأى في النوم حق وأنه من الملك قال يوفق لذلك حتى يعرفه. (موضع الرسالة) بالنصب عطف على أهل أي مخزن علوم جميع رسل الله وموضع أسرار أنبياء الله أو معناه القوم الذين جعل الله الرسالة منهم والاول أظهر قال أمير المؤمنين عليه السلام كنت إذا دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اختلى بي وأقام عني نسائه فلا يبقى عنده غيري وإذا أتاني للخلوة معي في منزلي لم يقم عني فاطمة ولا أحدا من بنيي. (ومختلف الملائكة) أي محل اختلافهم وترددهم ونزولهم وعروجهم أما لأكتساب العلوم الالهية والمعارف الربانية والاسرار الملكوتية منهم عليهم السلام لكونهم أفضل من الملائكة كما دل عليه العقل والنقل فعن الباقر عليه السلام أن في السماء سبعين صفا من الملائكة لو أجمع أهل الارض كلهم يحصون عدد كل صف منهم ما أحصوهم وأنهم ليدينون بولايتنا وروى العامة والخاصة عن جابر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ان الله عز وجل خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا فمجدوا ووحدنا فوحدوا ثم خلق الله السموات =
                    =
                    والارض وخلق الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا فسبحنا فسبحت شيعتنا فسبحت الملائكة وكذلك في البواقي فنحن الموحدون حيث لا موحد غيرنا (وعن الرضا) عن آبائه قال (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) أنا سيد من خلق الله عز وجل وأنا خير من جبرئيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش وجميع ملائكة الله المقربين وأنبياء الله المرسلين وأنا صاحب الشفاعة والحوض الشريف وأنا وعلي أبوا هذه الامة من عرفنا فقد عرف الله ومن أنكرنا فقد أنكر الله ومن علي سبطا نبي سيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين ومن ولد الحسين أئمة تسعة طاعتهم طاعتي ومعصيتهم معصيتي وتاسعهم قائمهم ومهديهم وان الملائكة لخدامنا وخدام محبينا الحديث واما للتبرك بهم والتشرف بخدمتهم والالتذاذ بصحبتهم وأما لكون الملائكة تحدثهم عن الله تعالى فانهم محدثون على البناء للمفعول كما تقدم (فعن السجاد عليه السلام) قال ما ينقم الناس منا فنحن والله شجرة النبوة وبيت الرحمة ومعدن العلم ومختلف الملائكة (وعن الصادق عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال إنا أهل البيت شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة وبيت الرحمة ومفاتيح الحكمة ومعدن العلم وموضع سر الله ونحن وديعة الله في عباده ونحن حرم الله الاكبر ونحن ذمة الله ونحن عهد الله فمن وفي بعهدنا وفي بعهد الله ومن حضرنا =
                    ومهبط الوحي =
                    فقد حضر ذمة الله وعهده (وقال الصادق عليه السلام) لمسمع كردين أنك تأكل طعام قوم صالحين تصافحهم الملائكة على فرشهم قال قلت ويظهرون لكم قال فمسح يده على بعض صبيانه فقال هم الطف بصبياننا منا بهم وعن الحسين بن أبي العلا عن الصادق عليه السلام قال قال يا حسين وضرب بيده إلى مساور في البيت مساور طالما اتكت عليها الملائكة وربما التقطنا من زغبها والمساور هي المتكئات من ادم وفي الصحيح عن (أبي حمزة الثمالي) قال دخلت عل علي بن الحسين عليه السلام فاحتبست في الدار ساعة ثم دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وأدخل يده من وراء الستر فناوله من كان في البيت فقلت جعلت فداك هذا الذي أراك تلتقط أي شئ هو فقال فضله من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله سبحا لاولادنا فقلت جعلت فداك وأنهم ليأتونكم فقال يا أبا حمزة انهم ليزاحمونا على تكائنا وفي القوى عن علي بن أبي حمزة عن أبي الحسن قال سمعته يقول ما من ملك يهبطه الله في أمر ما يهبطه الا بدأ بالامام فعرض ذلك على وان مختلف الملائكة من عند الله تبارك وتعالى إلى صاحب هذا الامر. (ومهبط الوحي) بكسر الباء وزن مسجد أي منزله وقد تفتح الباء والوحي الالهام أو الاعلام والرسالة والمقصود معلوم وهم مهبط الوحى اما باعتبار هبوطه على الرسول صلى الله عليه =
                    =
                    وآله وسلم في بيوتهم فعن (صاحب الديلم) قال سمعت الصادق عليه السلام يقول وعنده أناس من أهل الكوفة عجبا للناس انهم أخدوا علمهم كله عن (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) فعملوا به واهتدوا ويرون ان أهل بيته لم يأخذوا علمه ونحن أهل بيته وذريته في منازلنا ينزل الوحي ومن عندنا خرج العلم إليهم أفيرون أنهم علموا واهتدوا وجهلنا نحن وضللنا إن هذا لمحال (وعن الحكم بن عيينه) قال لقى رجل الحسين بن علي بالثعلبية وهو يريد كربلا فدخل عليه فسلم عليه فقال له الحسين عليه السلام من أي البلاد أنت قال من أهل الكوفة قال أما والله يا أخا أهل الكوفة لو لقيتك بالمدينة لاريتك أثر جبرئيل من دارنا ونزوله بالوحي على جدي يا أخا أهل الكوفة أفمستقى الناس العلم من عندنا فعلموا وجهلنا هذا ما لا يكون وأما أنهم مهبط الوحي باعتبار نزوله عليه وتحديث الملائكة لهم بغير الشرايع والاحكام كالمغيبات أو الاعم منها في ليلة القدر وغيرها ولا ينافي ذلك ان الله تعالى أكمل الدين لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم وعلمه باجمعه الامير المؤمنين وهو لاولاده الطاهرين إذ يمكن كونه في الشرايع والاحكام على تقدير وقوعه للتأكيد والتبيين ويدل على ذلك جملة من الاخبار (ومنها ما رواه ثقة الاسلام في الكافي) عن محمد بن مسلم قال ذكر المحدث عند أبي عبد الله عليه السلام فقال أنه يسمع = (*)
                    =
                    الصوت ولا يرى الشخص فقلت له أصلحك الله كيف يعلم أنه كلام الملك قال أنه يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام الملك (وعن الكاظم عليه السلام) قال مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه (ماض) و (عابر) و (حادث) فاما الماضي فمسر واما العابر فمزبور وأما الحادث فقذف في القلوب ونقر في الاسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا (وعن الحرث بن المغيرة) عن الصادق عليه السلام قال قلت اخبرني عن علم عالمكم قال وراثة من رسول الله ومن علي قال قلت إنا نتحدث أنه يقذف في قلوبهم وينكت في آذانهم قال أو ذاك (وعن الصادق) قال ان علمنا غابر ومزبور ونكت في القلوب ونقر في الاسماع فقال أما العابر فما تقدم من علمنا وأنا المزبور فما يأتينا وأما النكت في القوب فالهام وأما النقر في الاسماع فامر الملك وعن (أبي جعفر عليه السلام) قال قال الله عز وجل ذكره في ليلة القدر فيها يفرق كل أمر حكيم يقول ينزل فيها كل أمر حكيم والمحكم ليس بشيئين انما هو شئ واحد فمن حكم بما ليس فيه اختلاف فحكمه من حكم الله عز وجل ومن حكم يحكم فيه اختلاف فرأى أنه مصيب فقد حكم بحكم الطاغوت أنه لينزل في ليلة القدر إلى أولي الامر تفسير الامور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا وفي أمر الناس بكذا وكذا وأنه ليحدث لولي الامر سوى ذلك كل يوم علم الله عز وجل ذكره =
                    =
                    الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الامر ثم قرأ عليه السلام (ولو أن ما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعد سبعة أبحر ما نفذت كلمات الله ان الله عزيز حكيم) (1) وعن أبي عبد الله عليه السلام قال كان علي كثيرا ما يقول اجتمع العدوى والتيمي عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقرأ انا أنزلناه في ليلة القدر بتخشع وبكاء فيقولان ما أشد رقتك لهذه السورة (فيقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) لما رأت عيني ووعى قلبي ولما يرى قلب هذا من بعدي يعني عليا فيقولان وما الذي رأيت وما الذي يرى قال فيكتب لهما في التراب تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر قال ثم يقول هل بقي شئ بعد قوله عز وجل كل أمر فيقولان لا فيقول هل تعلمان من المنزل إليه بذلك فيقولان أنت يا رسول الله فيقول نعم فيقول هل تكون ليلة القدر من بعدي فيقولان نعم قال فيقول فهل ينزل فيها فيقولان نعم قال فيقول إلى من فيقولان لا ندري فيأخد برأسي ويقول ان لم تدريا فادريا هو هذا من بعدي قال فان كانا ليعرفان تلك الليلة بعد رسول الله من شدة ما تداخلهما من الرعب (وعن الباقر عليه السلام) قال يا معشر الشيعة خاصموا بسورة إنا أنزلناه تفلحوا فوالله انها لحجة الله تبارك وتعالى على الخلق بعد =
                    (1): سورة لقمان آية 27.
                    ومعدن الرحمة وخزان العلم. =
                    رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فانها لسيدة دينكم وأنها لغاية علمنا يا معشر الشعية خاصموا بحم والكتاب المبين إنا أنزلناه في ليلة مباركة انا كنا منذرين فانها لولاة الامر خاصة بعد رسول الله الحديث. (ومعدن الرحمة) بكسر الدال على وزن مجلس أما لان الرحمة الربانية عامها وخاصها انما تنزل على القوابل بسببهم حتى الامطار والارزاق كما يرشد إليه حديث لولاك لما خلقت الافلاك وغيره أو لانهم لو لم يكونوا في الارض لساخت باهلها فعن أبي حمزة قال قلت لابي عبد الله عليه السلام تبقى الارض بغير امام قال لو بقيت بغير امام لساخت (وعن محمد بن الفضيل) عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال قلت له تبقى الارض بغير امام قال لا فانا نروي عن أبي عبد الله أنها لا تبقى بغير امام الا أن يسخط الله على أهل الارض أو على العباد فقال لا تبقى الارض إذا لساخت وعن أبي جعفر عليه السلام قال لو أن الامام رفع من الارض ساعة لماجت باهلها كما يموج البحر باهله واما لانهم مظاهر رحمة الله إذا رحمتهم للخلق وشفقتهم على أمة جدهم سيما محبيهم وشيعتهم قد بلغت الغاية بل تجاوزت النهاية. (وخزان العلم) فان جميع العلوم الالهية والاسرار الربانية =
                    =
                    والمعارف الحقيقية وما اشتملت عليه الكتب الالهية مخزونة عندهم عليهم السلام وهم الراسخون في العلم العالمون بتأويل الكتاب وفصل الخطاب فعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال نحن الرسخون في العلم ونحن نعلم تأويله وعن بريد بن معوية عن أحدهما عليهما السلام في قوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم) (1) فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أفضل الراسخين في العلم قد علمه الله عز وجل جميع ما أنزل عليه من التنزيل والتأويل وما كان الله لينزل عليه شيئا لم يعلم تأويله وأوصيائه من بعده يعلمونه كله إلى أن قال عليه السلام والقرآن خاص وعام ومحكم ومتشابه وناسخ ومنسوخ فالراسخون في العلم يعلمونه وعن الصادق عليه السلام قال الراسخون في العلم أمير المؤمنين عليه السلام والائمة من بعده عليه السلام وعن أبي بصير قال سمعت أبا جعفر يقول في هذه الاية (بل هو آيات بينات في صدور الذين اتوا العلم) (2) فاومى بيده إلى صدره وعن الصادق عليه السلام قال هم الائمة وعن أبي بصير عن الباقر عليه السلام في هذه الاية قال أما والله يا أبا محمد ما قال بين دفتي المصحف قلت من هم جعلت فداك قال من عسى أن يكون غيرنا وعن الفضل بن =
                    (1): سورة آل عمران آية 7 (2): سورة العنكبوت آية 49
                    =
                    يسار قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول ان في علي سنة الف نبي من الانبياء وان العلم الذي نزل مع آدم عليه السلم لم يرفع وما مات عالم فذهب علمه والعلم يتوارث وعن عبد الله بن جندب أنه كتب إليه الرضا عليه السلام أما بعد فان محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان أمين الله في خلقه فلما قبض كنا أهل البيت ورثته فنحن أمناء الله في أرضه عندنا علم البلايا والمنايا وأنساب العرب ومولد الاسلام وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا لمكتوبون باسمائهم وأسماء آبائهم أخذ الله علينا وعليهم الميثاق يردون موردنا ويدخلون مدخلنا ليس على ملة الاسلام غيرنا وغيرهم نحن النجباء النجاة ونحن أفراط الانبياء ونحن أبناء الاوصياء ونحن المخصوصون في كتاب الله تبارك وتعالى ونحن أولى الناس بكتاب الله ونحن أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن الذين شرع الله لنا دينه فقال (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا) (1) قد وصانا بما وصى به نوحا (والذي أوحينا (2) اليك) يا محمد (وما وصينا به ابراهيم وموسى وعيسى) (3) فقد علمنا وبلغنا علم ما علمنا واستودعنا علمهم نحن ورثة ألى العزم من الرسل (ان اقيموا الدين) (4) يا آل محمد (لا تتفرقوا فيه) (5) وكونوا على جماعة الحديث وعن الباقر =
                    (1 - 5): سورة الشورى آية 13
                    =
                    عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن أول وصي كان على وجه الارض هبة الله بن آدم وما من نبي مضى الا وله وصي وكان جميع الانبياء مائة الف نبي وأربعة وعشرين الف نبي منهم خمسة أولوا العزم (نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم) وان علي بن أبي طالب كان هبة الله لمحمد صلى الله عليه عليه وآله وسلم وورث علم الاوصياء وعلم من كان قبله اما ان محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ورث علم من كان قبله من الانبياء والمرسلين الحديث. وعن المفضل قال قال الصادق عليه السلام ان سليمان ورث داود وأن محمدا صلى الله عليه وآله وسلم ورث سليمان وانا ورثنا محمدا وأن عندنا علم التوراة والانجيل والزيور وتبيان ما في الالواح قال قلت ان هذا لهو العلم قال ليس هذا هو العلم ان العلم الذي يحدث يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة وعن ضريس عن الصادق عليه السلام قال ان داود ورث علم الانبياء وان سليمان ورث داود وأن محمدا ورث سليمان وانا ورثنا محمدا وان عندنا صحف ابراهيم وألواح موسى فقال له أبو بصير ان هذا لهو العلم فقال يا أبا محمد ليس هذا هو العلم انما العلم ما يحدث بالليل والنهار يوما بيوم وساعة بساعة (وعن ابراهيم عن أبيه عن أبي الحسن الاول قال قلت له جعلت فداك أخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ورث النبيين كلهم قال نعم قلت من لدن ادم حتى انتهى إلى نفسه قال ما بعث الله نبيا إلا ومحمد =
                    =
                    اعلم منه قال قلت أن عيسى بن مريم كان يحيى الموتى باذن الله قال صدقت وسليمان بن داود يفهم منطق الطير وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقدر على هذه المنازل قال. فقال ان سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في أمره (فقال مالي لا أرى الهدهد أن كان من الغائبين) (1) حين فقده فغضب عليه (فقال لاعذبنه عذابا شديدا أو لاذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين) (2) وانما غضب لانه كان يدل على الماء فهذا وهو طائر قد اعطي ما لم يعطه سليمان وقد كانت الريح والنمل والجن والانس والشياطين المردة له طايعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكان الطير يعرفه وان الله يقول في كتابه (ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به الارض أو كلم به الموتى (3)) وقد ورثنا هذا القرآن الذي فيه ما تسير به الجبال وتقطع به البلدان وتحيى به الموتى ونحن نعرف الماء تحت الهواء وان في كتاب الله لايات ما يراد بها أمرا إلا ان يأذن الله به مع ما قد يأذن الله عما كتبه الماضون جعله الله لنا في أم الكتاب ان الله يقول (وما من غائبة في السماء والارض إلا في كتاب مبين (4)) ثم قال: =
                    (1 - 2): سورة النمل آية 21 - 22 (3): سورة الرعد آية 32. (4): سورة النمل آية 76.
                    =
                    (ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا) (1) فنحن الذين اصطفانا الله عز وجل وأورثنا هذا الذي فيه تبيان كل شئ (وعن الصادق عليه السلام) قال والله اني أعلم كتاب الله من أوله إلى آخره كأنه في كفي خبر السماء وخبر الارض وخبر ما كان وخبر ما هو كائن قال الله عز وجل (تبيانا لكل شئ) (2) وعنه عليه السلام قال (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك) (3) ففرج أبو عبد الله بين أصابعه فوضعها في صدره ثم قال وعندنا والله علم الكتاب كله وعن سدير قال قال الصادق عليه السلام يا سدير ألم تقرأ القرآن قلت بلى قال فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك) قال قلت جعلت فداك قد قرأته قال فهل عرفت الرجل وهل علمت ما كان عنده من علم الكتاب قال قلت أخبرني به قال قدر قطرة من الماء في البحر الاخضر فما يكون ذلك من علم قال قلت جعلت فداك ما أقل هذا فقال يا سدير فهل وجدت فيما قرأت من كتاب الله عز وجل أيضا (قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب) (4) قال قلت قد قرأته =
                    (1): سورة فاطر آية 33. (3) سورة النمل آية 41. (2) سورة النحل آية 90. (4) سورة الرعد آية 44.
                    ومنتهى الحلم واصول الكرم =
                    جعلت فداك قال فمن عنده علم الكتاب كله أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه قلت بعضه قلت لا بل من عنده علم الكتاب كله قال فاومى بيده الى صدره وقال علم الكتاب والله كله عندنا علم الكتاب والله كله عندنا. (ومنتهى) اسم مكان أي محل نهاية (الحلم) بالكسر اما بمعنى الاناة وكظم الغيظ أو العقل والاول أظهروهم عليهم السلام قد بلغوا فيه الغاية وتجاوزا النهاية (فروى ثقة الاسلام في الكافي) ان الصادق عليه السلام بعث غلاما له في حاجة فابطأ فخرج أبو عبد الله عليه السلام على أثره لما أبطأ فوجده نائما فجلس عند رأسه يروحه حتى انتبه فلما انتبه قال له الصادق عليه السلام يا فلان والله ما ذلك لك تنام الليل والنهار لك الليل ولنا منك النهار وعن معتب قال كان أبو الحسن موسى عليه السلام في حائط له يصرم فنظرت إلى غلام له قد أخذ كارة من تمر فرمى بها وراء الحائط فاتيته فاخدته وذهبت به إليه فقلت جعلت فداك اني وجدت هذا وهذه الكارة فقال للغلام فلان قال لبيك قال أتجوع قال لا يا سيدى قال فتعرى قال لا يا سيدي قال فلاي شئ أخذت هذا قال اشتهيت ذلك قال اذهب فهي لك وقال خلوا عنه (وأصول الكرم) الكريم هو الجواد المعطي أو الجامع لانواع الخير والشرف والفضائل والمعنيان فيهم عليهم السلام =
                    وقادة الامم =
                    كاملان ويمكن أن يكون المراد أنهم أسباب كرم الله عليه العباد روى أنه وجد بخط مولانا أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام ما صورته قد صعدنا ذرى الحقايق باقدام النبوة والولاية ونورنا سبع طبقات أعلام الفتوة بالهداية فنحن ليوث الوغى وغيوث الندى وطعناء العدى وفينا السيف والقلم في العاجل ولواء الحمد في الاجل وأسباطنا حنفاء الدين وخلفاء النبيين ومصابيح الامم ومفاتيح الكرم فالكليم ألبس حلة الاصطفاء لما عهدنا منه الوفاء وروح القدس في جنان الصاغورة ذاق من حدايقنا الباكورة وشيعتنا الفئة الناجية والفرقة الزاكية صاروا لنا بردا وصونا وعلى الظلمة البا وعونا وستنفجر لهم ينابيع الحيوان بعد لظى النيران لتمام ألم وطه والطواسين وهذا الكتاب ذرة من جبل الرحمة وقطرة من بحر الحكمة وكتب الحسن بن علي العسكري عليه السلام في سنة أربع وخمسين ومائتين. (وقادة الامم) جمع قائد وهم عليهم السلام قادة طوائف هذه الامة إلى معرفة الله تعالى وطاعته في الدنيا بالهداية وإلى درجات الجنان في الاخرة بالشفاعة أو أنهم قادة مواضي جميع الامم في الاخرة بالشفاعة الكبرى والوسيلة العظمى بل في الدنيا أيضا لان بالتوسل بانوارهم المقدسة وأشباحهم المعظمة اهتدى الانبياء وأممهم فعنهم عليهم السلام بعبادتنا عبد الله ولولا نحن ما عبد الله (وعن أبان عن الصادق عليه السلام قال إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش أين خليفة الله في أرضه فيقوم داود النبي (عليه السلام) فيأتي النداء من عند الله لسنا اياك أردنا وان كنت لله خليفة ثم ينادي ثانية أين خليفة الله في أرضه فيقوم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب فيأتي النداء من قبل الله يا معشر الخلائق هذا علي بن أبي طالب خليفة الله في أرضه وحجته على عباده فمن تعلق بحبله في دار الدنيا فليتعلق بحبله في هذا اليوم يستضئ بنوره وليتبعه إلى الدرجات العلى من الجنان قال فيقوم الناس الذين تعلقوا بحبله في الدنيا فيتبعونه الى الجنة ثم يأت النداء من عند الله عز وجل الا من أئتم بامام في دار الدنيا فليتبعه إلى حيث يذهب به فحينئذ (تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الاسباب (1)) وعن الباقر عليه السلام في وقوله تعالى (يوم ندعوا كل أناس بامامهم (2)) قال يجئ رسول الله في قرنه وعلي والحسن والحسين وكل من مات بين ظهراني قوم جاؤوا معه وقال الصادق عليه السلام قال ليس من قوم ائتموا بامام في الدنيا إلا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه إلا أنتم ومن على مثل حالكم وعن اسماعيل بن همام قال قال الرضا عليه السلام في قوله تعالى (يوم ندعوا كل أناس بامامهم) قال إذا كان =
                    (1): سورة البقرة آية 167. (2): سورة الاسراء آية 72.

                    تعليق


                    • #11
                      واولياء النعم =
                      يوم القيامة قال الله أليس عدل من ربكم أن يولى كل قوم من تولوا قالوا بلى قال فيقول تميزوا فيتميزون. (وألياء النعم) الظاهرة والباطنة والدنيوية والاخروية فان بهم تنزل البركات وتمطر السموات ومنهم النعم الحقيقية من العلوم والكمالات والمعارف الربانية عن الاصبغ بن نباته قال قال امير المؤمنين ما بال أقوام غيروا سنة الله وعدلوا عن وصيته لا يتخوفون أن ينزل بهم العذاب ثم تلا هذه الاية (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفر وأحلوا قومهم دار البوار جهنم) (1) ثم قال نحن النعمة التي أنعم الله بها على العباد وبنا يفوز من فاز وروي في تفسر قوله تعالى: (فبأي آلاء ربكما تكذبان) (2) أي أبا النبي أم بالوصي وعن أبي يوسف البزاز قال تلا أبو عبد الله عليه السلام هذه الاية: (واذكروا آلاء الله) (3) قال أتدري ما آلاء الله قلت لا قال هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا وعن عبد الرحمن بن كثير قال سألت أبا عبد الله عن قول الله عز وجل: (ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا) الاية قال عنى بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله ونصبوا له. =
                      (1): سورة ابراهيم آية 28 (2): سورة الرحمن آية 13 (3): سورة الاعراف آية 74.
                      وعناصر الابرار =
                      الحرب وجحدوا وليه ووصيه وعن الصادق عليه السلام أن سأل أبا حنيفة عن قوله تعالى (ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم) (1) فقال له من النعيم عندك يا نعمان قال القوت من الطعام والماء البارد فقال عليه السلام لئن أوقفك الله يوم القيامة بين يديه حتى سئلك عن كل أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال فما النعيم جعلت فداك قال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العبد وبنا ائتلفوا بعد ان كانوا مختلفين وبنا الف الله بين قلوبهم فجعلهم اخوانا بعد أن كانوا أعداء وبنا هداهم الله للاسلام وهو النعمة التي لا تنقطع والله سائهم عن حق النعيم الذي أنعم الله عليهم وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعترته. (وعناصر) بكسر الصاد جمع عنصر بضمتين وقد تفتح الصاد وهو الاصل والحسب وهم أصول (الابرار) جمع بر بالفتح وهو البار أي فاعل البر وهو الخير والبررة جمع بار وإنما سموا بذلك اما لانهم أصول الابرار لانتسابهم إليهم واهتدائهم بهم أو لان الابرار انما وجدوا البر والخير ببركتهم أو لان كلا منهم قد خلف من هو سيد الابرار وعلى أي حال فهم أصولهم أو لانهم لما كانوا سببا لايجاد العالم وخلق الابرار فهم أصل للابرار أو لان الشيعة لابرار خلقوا من فاضل طينتهم أو لانهم ينتمون =
                      (1): سورة التكاثر آية 8
                      ودعآئم إلى ولايتهم ويقرون بامامتهم فروى ابن المغازلي الشافعي في كتاب المناقب عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت حبيبي المصطفى يقول كنت أنت وعلي نورا بين يدي الله عز وجل مطيعا يسبح الله ذلك النور ويدقسه قبل أن يخلق ادم باربعة عشر الف عام فلما خلق الله ادم ركب ذلك النور في صلبه فلم نزل في شئ واحد حتى افترقنا في صلب عبد المطلب فجزء أنا وجزء علي ونحوه روى أحمد بن حنبل في مسنده وعن منهج التحقيق لابن خالويه يرفعه إلى جابر بن عبد الله الانصاري قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول ان الله عز وجل خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين من نور واحد فعصر ذلك النور عصرة فخرج منه شيعتنا فسبحنا فسبحوا وقدسنا فقدسوا وهللنا فهللوا ومجدنا فمجدوا ووحدنا فوحدوا ثم خلق الله السموات والارض وخلق الملائكة مائة عام لا تعرف تسبيحا ولا تقديسا فسبحان فسبحت شيعتنا فسبحت الملائكة وكذلك في البواقي فنحن الموحدون حيث لا موحد غيرنا وحقيق على الله عز وجل كما اختصنا وشيعتنا أن يزلفنا وشيعتنا في أعلا عليين إن الله اصطفانا واصطفى شيعتنا من قبل أن نكون أجساما فدعانا فاجبناه فغفر لنا ولشيعتنا من قبل أن نستغفر الله عز وجل. (ودعائم) جمع دعامة بكسر الدال وهي عماد البيت وهم =
                      الاخيار =
                      عليهم السلام إستناد (الاخيار) واعتماد الابرار وعليهم المعول والمعتمد في المعارف الربانية والاسرار الالهية والاحكام الشرعية والفضائل الخلقية ومن لم يستند إليهم فقد ضل وغوى عن محمد ابن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول كل من دان الله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا إمام له من الله فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ لاعماله ومثله كمثل شاة ضلت عن راعيها وقطيعها فهجمت ذاهبة وجائية يومها فلما جنها الليل بصرت بقطيع غنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فباتت معها في مربضها فلما أن ساق الراعي قطيعه أنكرت راعيها وقطيعها فهجت متحيرة تطلب راعيها وقطيعها فبصرت بغنم مع راعيها فحنت إليها واغترت بها فصاح بها الراعي الحقي براعيك وقطيعك فانت تايهة متحيرة عن راعيك وقطيعك فهجت ذعرة متحيرة تايهة لا راعي لها يرشدها إلى مرعاها أو يردها فبينا هي كذلك إذ اغتنم الذئب ضيعتها فاكلها وكذلك والله يا محمد من أصبح من هذه الامة لا امام له من الله عز وجل ظاهر عادل أصبح ضالا تايها وان مات على هذه الحالة مات ميتة كفر ونفاق واعلم يا محمد أن ائمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا فاعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد.
                      وساسة العباد واركان البلاد
                      (وساسة العباد) جمع سايس أي ملوك العباد وخلفاء الله عليهم فعن بشير العطار عن الصادق عليه السلام قال نحن قوم فرض الله طاعتنا وأنتم تأتمون بمن لا يعذر الناس بجهالته وعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى (وآتيناهم ملكا عظيما (1)) قال الطاعة المعروضة وعن الصادق عليه السلام قال نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا لنا الانفال ولنا صفو المال ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذي قال الله (أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله (2)) وعن الحسين ابن أبي العلى قال ذكرت لابي عبد الله عليه السلام قولنا في الاوصياء ان طاعتهم مفترضة فقال نعم هم الذين قال الله عز وجل (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم (3)) وهم الذين قال الله عز وجل (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنو (4)). (وأركان البلاد) فان نظام العالم وانتظامه وبقائه بوجود الامام ولولاه لساخت الارض باهلها كما تقدم وعن المفضل عن =
                      (1): سورة النساء آية 54 (2): سورة النساء آية 54 (3): سورة النساء آية 59 (4): سورة المائدة آية 55
                      وابواب الايمان =
                      الصادق عليه السلام في حديث قال فيه في الائمة جعلهم اركان الارض ان تميد باهلها وحجته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى وعنه قال كان أمير المؤمنين عليه السلام باب الله الذي لا يؤتى إلا منه وسبيله الذي من سلك غيره هلك وبذلك جرت الائمة واحدا بعد واحد جعلهم الله أركان الارض أن تميد بهم والحجة البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى وقال أمير المؤمنين عليه السلام أنا قسيم الله بين الجنة والنار وأنا الفاروق الاكبر وأنا صاحب العصا والميسم الحديث. وعن الوشا قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام هل تبقى الارض بغير امام قال لا قلت أنا نروى أنها لا تبقى إلا أن يسخط الله عز وجل على العباد قال لا تبقى إذا لساخت. (وأبواب الايمان) أي لا يعرف الايمان إلا منهم ولا يحصل بدون ولايتهم فهم خلفائه الذين تجب طاعتهم وابوابه التي يؤتى منها (ففي الكافي) عن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال الاوصياء هم أبواب الله عز وجل التي يؤتى منها ولولاهم ما عرف الله عز وجل وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه (وعن الصادق عليه السلام) قال أبى الله أن يجري الاشياء إلا باسبابها فجعل لكل شئ سببا وجعل لكل سبب شرحا وجعل لكل شرح علما وجعل لكل علم بابا ناطقا عرفه من =
                      وأمناء الرحمن وسلالة النبيين وصفوة المرسلين =
                      عرفه وجله من جهله ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحن. (وأمناء الرحمن) على العباد وسفرائه في البلاد (في الكافي) عن سليم بن قيس عن أمير المؤمنين عليه السلام قال أن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحجته في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا. (وسلالة النبيين) السلالة بالضم ما انسل من الشئ والمراد به الولد وهم عليهم السلام من ذرية الانبياء نوح وابراهيم واسماعيل (وصفوة) بتثليث الصاد أي خلاصة (المرسلين) ونقاوتهم بل هم عليهم السلام أفضل الانبياء والمرسلين ما عدا جدهم خاتم النبيين وعن الكاظم عليه السلام قال لن يبعث الله رسولا إلا بنبوة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ووصية علي عليه السلام وعن الصادق عليه السلام قال ما من نبي جاء قط إلا بمعرفة حقنا وتفضيلنا على من سوانا.
                      وعترة خيرة رب العالمين ورحمة الله وبركاته
                      (وعترة خيرة رب العالمين) عترة الرجل نسله ورهطه وعشيرته الاقربون والخيرة بكسر الخاء وسكون الياء وفتحها المختار وهم عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو خير العالمين كما قال صلى الله عليه وآله وسلم أني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي. (ورحمة الله) عطف على السلام اما بيانا وتفسيرا له أو مغايرا بأن يكون السلام لرفع المكاره والرحمة لجلب الفضايل الدينية أو الاعم (وبركاته) للدنيوية أو الاخروية أو الاعم.
                      السلام على أئمة الهدى
                      (السلام على أئمة الهدى) الائمة بالهمزة أو الياء جمع امام وهو المقتدى به والهدى الهداية والمراد أن الهدى يلزمهم ويتبعهم فكأنهم أئمته أو أنهم أئمة الناس في الهداية (في الكافي) عن الصادق عليه السلام قال إنكم لا تكونون صالحين حتى تعرفوا ولا تعرفوا حتى تصدقوا ولا تصدقوا حتى تسلموا أبوابا أربعة لا يصلح أولها إلا بآخرها ضل أصحاب الثلثة وتاهوا تيها بعيدا ان الله تبارك وتعالى لا يقبل إلا العمل الصالح ولا يقبل الله إلا الوفاء بالشروط والعهود فمن وفا لله عز وجل بشرطه واستعمل ما وصف في عهده نال ما عنده واستكمل ما وعده إن الله تبارك وتعالى أخبر العباد بطرق الهدى وشرع لهم فيها المنار وأخبرهم كيف يسلكون فقال (واني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى (1)) وقال (انما يتقبل الله من المتقين (2)) فمن اتقى فيما أمره لقى الله مؤمنا بما جاء به محمد صلى الله عليه وآله =
                      (1): سورة طه آية 82 (2): سورة المائدة آية 27
                      =
                      وسلم هيهات هيهات فات قوم وماتوا قبل أن يهتدوا وظنوا أنهم آمنوا وأشركوا من حيث لا يعلمون انه من أتى البيوت من أبوابها فقد اهتدى ومن أخذ من غيرها سلك طريق الردى وصل الله طاعة ولي أمره بطاعة رسوله وطاعة رسوله بطاعته فمن ترك طاعة ولاة أمره لم يطع الله ولا رسوله وهو الاقرار بما أنزل من عند الله عز وجل (خذوا زينتكم عند كل مسجد (1)) والتمسوا البيوت التي (أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه (2)) فانه أخبركم أنهم (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار (3) ان الله قد استخلص الرسل لامره ثم استخلص لهم مصدقين بذلك في نذره فقال (وان من أمة إلا خلا فيها نذير (4)) تاه من جهل واهتدى من أبصر وعقل ان الله عز وجل يقول (فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور (5)) وكيف يهتدي من لم يبصر وكيف يبصر من لم يتدين اتبعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم =
                      (1): سورة الاعراف آية 31 (2): سورة النور آية 36 (3): سورة النور آية 37 (4): سورة فاطر آية 24 (5): سورة الحج آية 46
                      ومصابيح الدجى واعلام التقى =
                      وأهل بيته وأقروا بما نزل من عند الله واتبعوا آثار الهدى فأنهم علامات الامامة والتقى واعلموا أنه لو أنكر رجل عيسى بن مريم عليه السلام وأقر بمن سواه من الرسل لم يؤمن اقتصوا الطريق بالتماس المنار والتمسوا من وراء الحجب الاثار تستكملوا أمر دينكم وتؤمنوا بالله ربكم. (ومصابيح الدجى) المصابيح جمع مصباح وهو السراج الثاقب المضئ والدجى جمع الدجية بضم الدال فيهما وهي الظلمة وقد يعبر بالمصباح عن القوة العاقلة والحركات الفكرية الشبيهة بالمصباح كما يقال أضاء مصباح الهدى في قلبه والمراد هنا أنهم عليهم السلام هادون للخلق من ظلمة الشرك والكفر والضلالة والجهل إلى نور الايمان والطاعة والعلم (فعن بريد العجلي) في الصحيح عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى (انما أنت منذر ولكل قوم هاد (1)) فقال رسول الله المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم الهدات من بعده علي ثم الاوصياء واحدا بعد واحد. (وأعلام التقى) الاعلام جمع علم بفتحتين وهو العلامة والمنار والجبل والتقى عبارة عن التقوى وهي على مراتب =
                      (1): سورة الرعد آية 7
                      وذوي النهى =
                      (الاولى) تقوى العوام وهي اجتناب المحرمات (والثانية) تقوى الخواص وهي اجتناب المكروهات (والثالثة) تقوى خواص الخواص وهي اجتناب المباحات واجتناب كلما يشغل عن الله تعالى كما قال الله تعالى (يا ايها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله (1)) وقال تعالى (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله (2)) والمراد من هذه الفقرة أنهم معروفون عند كل واحد بالتقوى كالمنار الذي لا يخفي أو ان التقوى لا تعرف إلا منهم ولا تؤخذ إلا عنهم لانهم اتقى المتقين (وبالجملة) فهم العلامات التي يهتدي بها الناس (فعن داود الجصاص) قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول (وعلامات وبالنجم هم يهتدون (3)) قال النجم هو رسول الله والعلامات هم الائمة (وعن الرضا عليه السلام) قال نحن العلامات والنجم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (وعن الصادق عليه السلام: ان النبي النجم والعلامات الائمة عليهم السلام. (وذوي النهى) بالضم جمع نهية العقل سمى به لانه ينهى عن القبايح.
                      (1): سورة النافقون آية 9 (2): سورة النور آية 37 (3): سورة النحل آية 16
                      واولي الحجى وكهف الورى وورثة الانبياء =
                      (وأولي الحجى) كأولى العقل والفطنة وعلى الاول فهما اما مترادفان واما متغايران بالنسبة إلى أن العقل له اطلاقات عديدة فيمكن أن يراد باحدهما عقل المعاش وبالاخر عقل المعاد أو نحو ذلك وأيما كان فهم عليهم السلام أولو العقول الكاملة كجدهم (ففي الكافي) عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما قسم الله للعباد شيئا أفضل من العقل فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل واقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل ولا بعث الله نبيا ولا رسولا حتى يستكمل العقل ويكون عقله أفضل من عقول جميع أمته وما يضمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين وما أدى العبد فرايض الله حتى عقل عنه ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل والعقلاء هم أولوا الالباب الذين قال الله تعالى (انما يتذكر أولوا الالباب) (1). (وكهف الورى) الكهف هو الملجأ أي أنتم ملجأ الخلايق في الدين أو الدنيا والاخرة وقد تقدم ما يدل عليه من الاخبار. (وورثة الانبياء) فانهم ورثوا علوم جميع الانبياء وآثارهم حتى التابوت والالواح وعصى موسى وخاتم سليمان وعمامة =
                      (1): سورة الرعد آية 19.
                      =
                      هارون وغير ذلك (فعن أبي بصير) عن أبي عبد الله قال قال لي يا أبا محمد ان الله عز وجل لم يعط الانبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمدا صلى الله عليه وآله وسلم قال وقد أعطى محمدا جميع ما أعطى الانبياء وعندنا الصحف التي قال تعالى (صحف ابراهيم وموسى (1)) قلت جعلت فداك لفي الالواح قال نعم (وعن عبد الله بن سنان) عن أبي عبد الله عليه السلام أن سأله عن قول الله عز وجل (ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر (2)) ما الزبور وما الذكر قال الذكر عند الله والزبور الذي أنزل على داود وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم (وعن محمد بن الفيض) عن أبي جعفر عليه السلام قال كانت عصى موسى لآدم فصارت إلى شعيب ثم صارت إلى موسى بن عمران وأنها لعندنا وأن عهدي بها أنفا وهي خضراء كهيئتها حين انتزعت من شجرتها وانها لتنطق إذا استنطقت أعدت لقائمنا يصنع بها ما كان يصنع موسى عليه السلام وانها لتروع وتلقف ما يأفكون وتصنع ما تؤمر به انها حيث أقبلت تلقف ما يأفكون ينتج لها شعبتان احديهما في الارض والاخرى في السقف وبينهما أربعون ذراعا تلقف ما يأفكون بلسانها (وعن أبي حمزة الثمالي) عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول =
                      (1): سورة الاعلى آية 19 (2): سورة الانبياء آية 105
                      =
                      ألواح موسى عندنا وعصى موسى عندنا ونحن ورثة النبيين وعن أبي سعيد الخراساني عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال أبو جعفر ان القائم إذا قام بمكة وأراد ان يتوجه إلى الكوفة نادى مناديه إلا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ويحمل حجر موسى بن عمران وهو وقر بعير فلا ينزل منزلا إلا انبعت عين منه فمن كان جائعا شبع ومن كان ظاميا روي فهو زادهم حتى ينزل النجف من ظهر الكوفة وعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال خرج أمير المؤمنين ذات ليلة بعد عتمة وهو يقول همهمة همهمة وليلة مظلمة خرج عليكم الامام عليه قميص آدم عليه السلام وفي يده خاتم سليمان عليه السلام وعصى موسى وعن المفضل عن الصادق عليه السلام قال له أتدري ما كان قميص يوسف عليه السلام قال قلت لا قال ان ابراهيم لما أوقدت له النار أتاه جبرائيل بثوب من ثياب الجنة فالبسه اياه فلم يضره معه حر ولا برد فلما حضر ابراهيم الموت جعله في تميمة وعلقه على اسحق وعلقه اسحق على يعقوب فلما ولد يوسف علقه عليه فكان في عضده حتى كان من أمره ماكان فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله (اني لأجد ريح يوسف لولا أن تفندون (1)) فهو ذلك =
                      (1): سورة يوسف آية 94
                      =
                      القميص الذي أنزله الله من الجنة قلت جعلت فداك فالى من صار ذلك القميص قال إلى أهله ثم قال كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم (وعن سعيد السمان) قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه رجلان من الزيدية فقالا له أفيكم امام مفترض الطاعة قال فقال لا قال فقالا له قد أخبرنا عنك الثقاة انك تفتى وتقول به ونسميهم لك فلان وفلان وهم أصحاب ورع وتشهير وهم ممن لا يكذب فغضب أبو عبد الله عليه السلام وقال ما أمرتهم بهذا فلما رأيا الغضب من الزيدية وهما يزعمان ان سيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند عبد الله بن الحسن فقال كذبا لعنهما الله والله ما رآه عبد الله بن الحسن بعينيه ولا بواحدة من عينيه ولا رآه أبوه اللهم إلا أن يكون رآه عند علي بن الحسين عليه السلام فان كانا صادقين فما علامة في مقبضه وما أثر في موضع مضربه وان عندي لسيف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وان عندي لراية رسول الله ودرعه ولامته ومغفره فان كانا صادقين فما علامة في درع رسول الله وان عندي لراية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونعليه وان عندي ألواح موسى وعصاه وان عندي لخاتم سليمان بن داود وان عندي الطشت الذي كان موسى يقرب بها القربان وان عندي الاسم الذي كان رسول الله إذا وضعه بين المشركين والمسلمين لم يصل إلى =
                      =
                      المسلمين من المشركين نشابه وان عندي لمثل الذي جاءت به الملائكة ومثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني اسرائيل وكانت بنو اسرائيل في أي أهل بيت وجد التابوت على أبوابهم أوتوا النبوة ومن صار إليه السلاح منا أوتي الامامة وقد لبس أبي درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فخطت على الارض خطيطا ولبستها أنا فكانت وكانت وقائمنا من إذا لبسها ملأها ان شاء الله تعالى وعن عبد الاعلى قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول عندي سلاح رسول الله لا أنازع فيه ثم قال ان السلاح مدفوع عنه لو وضع عند شر خلق الله كان خيرهم قال قال ان هذا الامر يصير إلى من يلوى له الحنك فإذا كانت من الله عز وجل فيه المشيئة خرج فيقول الناس ما هذا الذي كان ويضع الله له يدا على رأس رعيته وعن أبي بصير عن الصادق عليه السلام قال ترك رسول الله في المتاع سيفا ودرعا وعنزة ورحلا وبغلته الشهباء فورث ذلك كله علي بن أبي طالب عليه السلام وعنه قال ليس أبي درع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذات الفضول فخطت ولبستها أنا ففضلت وعن أحمد بن أبي عبد الله عن الرضا عليه السلام قال سألته عن ذي الفقار سيف رسول الله من أين هو قال هبط به جبرائيل من السماء وكانت حليته من فضة وهو عندي وعن حمران عن أبي جعفر عليه السلام
                      والمثل الاعلى =
                      قال سألته عما يتحدث الناس انه دفعت الى أم سلمة صحيفة مختومة فقال ان رسول الله لما قبض ورث علي عليه السلام علمه وسلاحه وما هناك ثم صار الى الحسن ثم صار إلى الحسين فلما خشا أن يغشا استودعهما أم سلمة ثم قبضها بعد ذلك علي بن الحسين قال فقالت ثم صار الى أبيك ثم انتهى اليك قال نعم (وعن الباقر) قال انما مثل السلاح فينا كمثل التابوت في بني اسرائيل أينما دار التابوت دار الملك وأينما دار السلاح فينا دار العلم. (والمثل الاعلى) المثل محركة الحجة والحديث والصفة والجمع على المثل بضمتين ويمكن قرائته بهما فانهم حجج الله تعالى بل أعلاهم وهم المتصفون بصفات الله تعالى فكأنهم صفاته بل هم مظاهر أسمائه وصفاته ويمكن أن يراد بالمثل الاعلى المثل الذي مثل الله تعالى به نوره في آية النور فانها نزلت فيهم فان قرئ بالجمع فهو الموافق وان قرئ بالافراد فهو اما لانه مثل لجميعهم واما لان نورهم واحد (ففي الكافي عن صالح بن شهل الهمداني عن الصادق عليه السلام) في قوله تعالى (الله نور السموات والارض مثل نوره كمشكوة) فاطمة (فيها مصباح) الحسن (المصباح) الحسين (في زجاجة، الزجاجة كأنها كوكب دري) فاطمة كوكب دري بين نساء أهل الدنيا (يوقد من شجرة مباركة) ابراهيم (زيتونة لا شرقية ولا =
                      والدعوة الحسنى وحجج الله على اهل الدنيا والاخرة والاولى =
                      غربية) لا يهودية ولا نصرانية (يكاد زيتها يضئ) يكاد العلم يتفجر منها (ولو لم تمسسه نار نور على نور) امام منها بعد امام (يهدي الله لنوره من يشاء) يهدي الله من يشاء للائمة (ويضرب الله الامثال للناس) (1) الحديث. (والدعوة الحسنى) اما أن يكون الحمل للمبالغة أي هم أهل الدعوة الحسنى فانهم يدعون الناس إلى طريق النجاة وهم أحسن الدعاة إلى الله تعالى أو المراد أنهم هم الذين فيهم الدعوة الحسنى من ابراهيم حيث قال (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم (2)) وقال (ومن ذريتي (3)) كما قال النبي أنا دعوة إبراهيم (وعن أبي جعفر) في قوله (قل هذه سبيلي اعدوا الى الله عليه بصيرة أنا ومن اتبعني (4)) قال ذلك رسول الله وأمير المؤمنين والاوصياء من بعده. (وحجج الله) أي يحتج الله بهم ويتم حجته (على أهل الدنيا والاخرة) بالمعجزات الباهرات والدلائل الظاهرات والعلامات الواضحات والاخلاق النفسانية والفضائل الملكوتية =
                      (1): سورة النور آية 35 (2): سورة ابراهيم آية 37 (3): سورة ابراهيم آية 40 (4): سورة يوسف آية 108
                      ورحمة الله وبركاته =
                      والعلوم الربانية والاسرار الالهية ويحتج بهم على أهل الاخرة في عالم البرزخ عند السؤال أو في القيمة أو الاعم منها (والاولى) اما تأكيدا للدنيا أو التكرار للسجع أو المراد بها النشأة الاولى وهي عالم الذر (ففي الكافي) باسانيد عديدة عن الكاظم والرضا عليهما السلام ان الحجة لا تقوم لله على خلقه إلا بامام حتى يعرف وعن الصادق عليه السلام قال أن الحجة قبل الخلق ومع الخلق وبعد الخلق وعن الصادق عليه السلام قال ما زالت الارض إلا ولله فيها الحجة يعرف الحلال والحرام ويدعو الناس إلى سبيل الله وعن أبي بصير عن أحدهما قال ان الله لم يدع الارض بغير عالم ولولا ذلك لم يعرف الحق من الا باطل وعن الباقر عليه السلام قال والله ما ترك الله أرضا منذ قبض الله آدم عليه السلام إلا وفيها امام يهتدى به إلى الله وهو حجته على عباده ولا تبقى الارض بغير حجة لله على عباده. (ورحمة الله وبركاته) عطف على السلام والكلام هنا كما تقدم.

                      تعليق


                      • #12
                        السلام على محال معرفة الله ومساكن بركة الله ومعادن حكمة الله

                        السلام على محال معرفة الله) وفي بعض النسخ بصيغة المفرد والمراد أنه لم يعرف الله حق معرفته الا هم ولا يعرف الله الا بهم ومنهم وكفي شاهدا بذلك ما ورد عنهم في بيان توحيد الله وصفاته الجلالية والجمالية ونعوته الثبوتية والسلبية ويمكن أن يكون المراد أنهم مظاهر أسماء الله وصفاته من العلم والجود والكرم والقدرة وغيرها فمن عرفهم عرف الله وعلى تقدير الافراد في محال فهو للاشارة إلى أنهم كنفس واحدة في المعرفة فانها لا تختلف بخلاف باقي الصفات. (ومساكن) جمع مسكن (بركة الله) أي خيره وكرمه فانهم هم القوابل لذلك أو أن الله تعالى انما يبارك على الخلائق بالارزاق الدنيوية والمعارف الحقانية والعلوم الالهية بهم. (ومعادن حكمة الله) كما قال رسول الله أنا مدينة الحكمة وعلي بابها والحكمة هي العلوم الحقيقية الالهية وعلومهم عليهم السلام كذلك لانها مأخوذة من الله تعالى وهم معدن الحكم الالهية والمعارف الربانية (في الكافي) عن سيف النمار قال كنا مع أبي عبد الله جماعة من الشيعة في الحجر فقال علينا عين فالتفتنا يمنة ويسرة فلم =


                        وحفظة سر الله =

                        نر أحدا فقلنا ليس علينا عين فقال ورب الكعبة ورب البنية ثلاث مرات لو كنت بين موسى والخضر لاخبرتهما أني أعلم منهما ولانبئتهما بما ليس في أيديهما لان موسى والخضر عليهما السلام أعطيا علم ما كان ولم يعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم الساعة وقد ورثناه من رسول الله وراثة. (وحفظة سره الله) أي أسرار الله التي لا يحتملها ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا يجوز أفشائها إلا لبعض بالنسبة إلى من هو أهل كسلمان وكميل بن زياد ونحوهما ففي البصائر عن أبي الصامت قال قال أبو عبد الله أن حديثنا صعب مستصعب شريف كريم ذكوان ذكي وعر لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن قلت فمن يحتمله جعلت فداك قال من شئنا يا أبا الصامت قال أبو الصامت فظننت أن لله عبادا هم أفضل من هؤلاء الثلاثة. (بيان) لعل المراد هو الامام الذي بعده فانه أفضل من الثلاثة واستثناء نبينا ظاهر والمراد به الاسرار الغريبة والامور العجيبة التي لا يحتملها غيرهم (وعن أبي الصامت) قال سمعت أبا عبد الله يقول ان من حديثنا ما لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا عبد مؤمن قلت فمن يحتمله قال نحن نحتمله (وروى الصدوق) في معاني الاخبار عن بعض أهل المدائن قال كتبت إلى أبي محمد روي عن آبائكم عليهم السلام أن حديثكم صعب مستصعب لا يحتمله =


                        =

                        ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قال فجاءه الجواب انما معناه ان الملك لا يحتمله في جوفه حتى يخرجه إلى ملك مثله ولا يحتمله نبي حتى يخرجه إلى نبي ولا يحتمله مؤمن حتى يخرجه إلى مؤمن مثله انما معناه أن لا يحتمله في قلبه من حلاوة ما هو في صدره وقد ورد في بعض الاخبار بلفظ الاستثناء ولا منافاة فيها لما تقدم لان الاولى عبارة عن الاسرار التي لا يحتملها غيرهم والاخبار الاتية عبارة عن الاسرار التي لا يحتملها غيرهم الا هؤلاء الثلاثة فلا تنافى فمن ذلك ما رواه الكليني في الكمال والصدوق في الخصال والامالي ومعاني الاخبار عن شبيب الحداد قال سمعت الصادق عليه السلام يقول ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان أو مدينة حصينة وسئل عن تفسير المدينة فقال القلب المجتمع (وفي البصائر) عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول ان حديثنا صعب مستصعب لا يحتمله إلا ثلاث نبي مرسل أو ملك مقرب أو مؤمن امتحن الله قلبه للايمان ثم قال يا أبا حمزة ألا ترى أنه اختار لامرنا من الملائكة المقربين ومن النبيين المرسلين ومن المؤمنين الممتحنين (وعن ابن صدقة) عن جعفر عن أبيه قال ذكرت التقية يوما عند علي بن الحسين فقال والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما فما ظنكم بسائر الخلق ان علم العلماء صعب مستصعب لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك =


                        =

                        مقرب أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان قال وانما صار سلمان من العلماء لانه امرء منا أهل البيت فلذلك نسبه الينا وعن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول ان حديث آل محمد صعب مستصعب ثقيل مقنع أجرد ذكوان لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن الله قلبه للايمان أو مدينة حصينة فإذا قام قائمنا نطق وصدقه القرآن وفي رواية أخرى عن الصادق عليه السلام مثله وزاد فيه قلت فسر لي قال ذكوان ذكي أبدا قلت أجرد قال طري أبدا قلت مقنع قال مستور وفي البصائر أيضا عن جابر عن أبي عبد الله عيه السلام قال أن أمرنا سر مستسر وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر وعن أبان بن عثمان قال قال لي أبو عبد الله أن أمرنا هذا مستور مقنع بالميثاق من هتكه أذله الله وعن مرازم قال قال أبو عبد الله أن أمرنا هذا هو الحق وحق الحق وهو الظاهر وباطن الظاهر وباطن الباطن وهو السر وسر السر وسر المستسر وسر مقنع بالسر وروى الكشي عن جابر قال حدثني أبو جعفر عليه السلام تسعين الف حديث لم أحدث بها أحدا قط ولا أحدث بها أحدا أبدا قال جابر فقلت لابي جعفر جعلت فداك انك قد حملتني وقرا عظيما بما حدثتني به من سركم الذي لا أحدث به أحدا فربما جاش في صدري حتى يأخذني منه شبه الجنون قال يا جابر فإذا كان ذلك فاخرج إلى الجبال فاحفر حفيرة ودل رأسك فيها ثم قل حدثني محمد بن علي بكذا وكذا وقد أوضحنا معاني هذه الاخبار =


                        وخزنة علم الله =

                        ببيانات رائقة ومعاني فائقة في كتابنا مصابيح الانوار في حل مشكلات الاخبار (وخزنة علم الله) (في الكافي عن أبي بصير) قال دخلت على أبي عبد الله فقلت جعلت فداك اني أسألك عن مسألة ههنا أحد يسمع كلامي قال فرفع أبو عبد الله عليه السلام سترا بينه وبين بيت آخر فاطلع فيه ثم قال يا أبا محمد سل عما بدالك قال قلت جعلت فداك أن شيعتك يتحدثون أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علم عليا باب يفتح له منه الف باب قال فقال يا أبا محمد علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عليا الف باب يفتح من كل باب الف باب قال قلت هذا لعلم قال فنكث ساعة في الارض ثم قال انه لعلم وما هو بذاك قال ثم قال يا أبا محمد وان عندنا الجامعة وما يدريهم ما الجامعة قال صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول الله (ص) وأملاه من فلق فيه وخط علي بيمينه فيها كل حلال وحرام وكل شئ محتاج إليه الناس حتى الارش في الخدش وضرب بيده إلى فقال تأذن لي يا أبا محمد قال قلت جعلت فداك انما أنا لك فاصنع ما شئت قال فغمزني بيده وقال حتى أرش هذه كأنه مغضب قال قلت هذا والله العلم قال انه لعلم وليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال وأن عندنا الجفر وما يدريهم ما الجفر قال قلت وما الجفر قال وعاء من آدم فيه علم النبيين والوصيين وعلم العلماء الذين مضوا من بني اسرائيل قال قلت ان هذا لهو العلم قال انه لعلم وليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال وان عندنا لمصحف =


                        =

                        فاطمة وما يدريهم ما مصحف فاطمة قال قلت وما مصحف فاطمة قال مصحف مثل قرآنكم هذا ثلاث مرات والله ما فيه من قرآنكم حرف واحد قال قلت هذا والله العلم قال انه لعلم وليس بذاك ثم سكت ساعة ثم قال ان عندنا علم ما كان وعلم ما هو كائن إلى ان تقوم الساعة قال قلت جعلت فداك هذا والله هو العلم قال انه لعلم وليس بذاك قال قلت جعلت فداك فاي شئ العلم قال ما يحدث بالليل والنهار الامر بعد الامر والشئ بعد الشئ إلى يوم القيامة وعن الحسين بن أبي العلا عن الصادق عليه السلام قال ان عندي الجفر الابيض قال قلت فاي شئ فيه قال ربور داود وتوارة موسى وانجيل عيسى وصحف ابراهيم والحلال والحرام ومصحف فاطمة ما أزعم ان فيه قرآنا وفيه ما يحتاج الناس فيه الينا ولا نحتاج إلى أحد حتى فيه الجلدة ونصف الجلدة وربع الجلدة وأرش الخدش وعندي الجفر الاحمر قال قلت وأي شئ في الجفر الاحمر قال السلاح وذلك انما يفتح للدم يفتحه صاحب السيف للقتل الحديث (وعن أبي يحيى الصنعاني) عن أبي عبد الله عليه السلام قال قال لي يا أبا يحيى ان لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن قال قلت جعلت فداك وما ذاك الشأن قال يؤذن لارواح الانبياء الموتى وأرواح الاوصياء الموتى وروح الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها الى السماء حتى توافي عرش ربها فنطوف به أسبوعا وتصلي عند كل قائمة من قوائم العرش =


                        وحملة كتاب الله =

                        ركعتين ثم ترد الى الابدان التي كانت فيها فتصبح الانبياء والوصياء قد ملئوا سرورا ويصبح الوصي الذي بين ظهرانيكم وقد زيد في علمه مثل جم الغفر وعن أبي بصير عن الصادق والباقر عليهما السلام قال ان لله عز وجل علمين علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه وعلم نبذه إلى ملائكته ورسله فما نبذه إلى ملائكته ورسله فقد إنتهى الينا (وعن عبد الواحد) قال قال أبو جعفر عليه السلام لو كان لالسنتكم أوكيه لحدثت كل أمرء بماله وعليه وعن الباقر عليه السلام في حديث قال فيه فلم يعلم والله رسول الله حرفا مما علمه الله عز وجل إلا وقد علمه عليا ثم انتهى العلم الينا ثم وضع يده على صدره. (وحملة كتاب الله) الذي فيه تبيان كل شئ وفيه علم الاولين والاخرين فانهم هم الحاملون لعلومه وأسراره والواقفون على أغواره وهم الحاملون لالفاظه أيضا من دون زيادة ونقصان وتغيير وتبديل عن الحرث بن المغيرة و عبد الاعلى وأبي عبيده وعبد الله بن بشير الخثعمي أنهم سمعوا أبا عبد الله عليه السلام يقول اني لاعلم ما في السموات وما في الارض واعلم ما في الجنة واعلم ما في النار واعلم ما كان وما يكون قال ثم سكت هنيئة فرأى أن ذلك كبر على من سمعه منه فقال علمت ذلك من كتاب الله عز وجل أن الله تبارك =

                        تعليق


                        • #13
                          واوصياء نبي الله =

                          وتعالى يقول (تبيانا لكل شئ) (1) وعن الباقر عليه السلام والصادق عليه السلام قي قوله تعالى (بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم (2)) قال هم الائمة خاصة (وعن أبي ولاد) قال سألت الصادق عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به) (3) قال هم الائمة (وعن مسعده بن صدقة عن الصادق عليه السلام) قال قال امير المؤمنين عليه السلام أيها الناس ان الله تبارك وتعالى أرسل اليكم الرسول وأنزل إليه الكتاب بالحق الى ان قال فاستنطقوه ولن ينطق لكم ولكن أخبركم عنه أن فيه علم ما مضى وعلم ما يأتي الى يوم القيامة وحكم ما بينكم وبيان ما أصبحتم فيه تختلفون فلو سئلتموني عنه لعلمتكم (وعن اسماعيل بن جابر) عن الصادق عليه السلام قال كتاب الله فيه نبأ ما قبلكم وخبر ما بعدكم وفصل ما بينكم ونحن نعلمه إلى غير ذلك من الاخبار. (وأوصياء نبي الله) بالمعجزات الباهرة والايات الظاهرة والنصوص المتواترة من طرف العامة والخاصة وقد روى العامة في صحاحهم بهذا المعنى ما يزيد على ستين حديثا نقلنا جملة منها في =

                          (1): سورة النحل آية 89 (2): سورة العنكبوت آية 49 (3): سورة البقرة آية 121


                          =

                          رسالتنا البرهان المبين في أصول الدين وفي بعضها التنصيص على أسمائهم إلى القائم فرووا في الجمع بين الصحيحين عن جابر بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه يكون من بعدي إثنا عشر خليفة ثم تكلم بكلمة خفية ثم قال كلهم من قريش (وفي صحيح البخاري) بطريقين أولهما إلى جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله يقول يكون من بعدي اثنا عشر أميرا ثم قال كلمة لم أسمعها قال أبي قال كلهم من قريش (ورووا عن ابن عباس) قال سألت النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين حضرته الوفاة وقلت إذا كان ما نعوذ بالله فالى من فأشار بيده إلى علي وقال هذا مع الحق والحق معه ثم يكون من بعده احدى عشر اماما (ورووا عن عائشة) انها سألت كم خليفة لرسول الله فقالت اخبرني انه يكون من بعده إثنى عشر خليفة ومن المعلوم أنه لا يمكن حمل هذه الاخبار على خلفاء الجور لزيادة عددهم من قريش عل ذلك أضعافا مضاعفة مع أن جملة منها صريحة في اتصال الاثنى عشر بآخر الزمان وفي بعضها آخرهم المهدي ورووا عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال أوصيائي من بعدي عدد أوصياء موسى أو حوراي عيسى وكانوا إثنى عشر (وعن ابن مسعود) عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال ان أوصيائي من بعدي عدد نقباء بني اسرائيل وكانوا إثنى عشر وروى علامة زمخشرهم عنه صلى الله عليه وآله وسلم انه قال فاطمة ثمرة فؤادي وبعلها نور بصري والائمة من ولدها أمناء وحي وحبل =


                          =

                          ممدود بينه وبين خلقه من اعتصم بهم نجى ومن تخلف عنهم هوى ومن مستطرفات الاثار ما يحكى عن بعض الامراء انه لما عثر على هذه الاخبار من طرقهم سئل علمائهم عنها موردا عليهم انه ان عنى مطلق قريش فعدد سلاطينهم فوق ذلك أضعافا مضاعفة وان أراد غير ذلك فبينوه فاستمهلوه عشرة أيام فامهلهم فلما حل الوعد تقاضاهم الجواب فحاروا وافتقد منهم رجلا مبرزا فطلب الامان فاعطاه الامان فقال هذه الاخبار لا تنطبق الا على مذهب الشيعة الاثنى عشرية ولكنها اخبار آحاد لا توجب العمل فرضى بقوله وانهم عليه فانطقه الله بالحق (فاعترفوا بذنبهم فسحقا لاصحاب السعير (1)) ولعمري انها اخبار متواترة قد اتفق عليها الفريقان وحفظها في كتبهم وصحاحهم مع اقتضاء الحال اخفائها واعدامها ادل دليل واصدق شاهد على صدقها وصحتها وليتهم اتوا بخبر واحد يدل على حقيقة خلافة ائمتهم وان شهد الوجدان وقام البرهان على خلافه مع انهم رووا باسانيد عديدة عن أنه قال (من مات ولم يعرف امام زمانه مات ميتة جاهلية) وفيه أبين دلالة على بقاء الائمة إلى انقضاء التكليف وان الامامة من اصول الدين وهو لا ينطبق إلا على مذهبنا وروي ان هذا الحديث صار سببا لتشيع بعض المخالفين.

                          (1): سورة الملك آية 11


                          وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله

                          (وذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم) شمل أمير المؤمنين عليه السلام تغليبا أو هذه الفقرة مختصة بغيره (في روضة الكافي عن أبي الجاورد) قال قال لي أبو جعفر عليه السلام يا أبا الجارود ما يقولون لكم في الحسن والحسين قلت ينكرون علينا انهما ابنا رسول الله قال فأي شئ احتججتم عليهم قلت احتججنا عليهم بقول تبارك وتعالى في عيسى بن مريم (ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين وزكريا ويحيى وعيسى (1)) بجعل عيسى بن مريم من ذرية نوح قال فاي شئ قالوا لكم قلت قالوا يكون ولد الابنة من الولد ولا يكون من الصلب قال فأي شئ احتججتم عليهم قلت احتججنا عليهم بقول الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم (فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم) (2) قال فاي شئ قالوا قلت قالوا قد يكون في كلام العرب أبناء رجل وآخر يقول ابنائنا قال فقال أبو جعفر عليه السلام يا ابا الجارود لاعطينكها من كتاب الله عز وجل انهما من صلب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يردها إلا كافر قلت أين ذلك جعلت فداك قال من حيث قال الله عز وجل (حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم =

                          (1): سورة الانعام آية 84 و 85 (9 2: سورة آل عمران آية 61


                          =

                          واخواتكم (1)) الاية الى ان انتهى الى قوله تعالى (وحلائل ابنائكم الذين من اصلابكم (2)) فسألهم يا أبا الجارود هل كان يحل لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نكاح حليلتهما فان قالوا نعم كذبوا وفجروا وان قالوا لا فهما ابناه لصلبه (وفي الصحيح عن محمد بن مسلم عن احدهما) قال لو لم يحرم على الناس أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم لقول الله عز وجل (وما كان لكم ان تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا) (3) حرم على الحسن والحسين لقوله تبارك وتعالى: (ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء) (4) ولا يصلح للرجل ان ينكح امرأة جده (وفي الاحتجاج) في حديث عن الكاظم وفيه ان الرشيد قال له لم جوزتم للعامة والخاصة ان ينسبوكم الى رسول الله وانتم من علي وانما ينسب المرء الى ابيه وفاطمة انما هي وعاء والنبي جدكم من قبل امكم فقال له لو ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم نشأ فخطب اليك كريمتك هل كنت تجيب فقال سبحان الله ولم أجبيه بل أفتخر على العرب وقريش بذلك فقال لكنه لا يخطب إلي =

                          (1): سورة النساء آية 23 (2): سورة النساء آية 23 (3): سورة الاحزاب آية 53 (4): سورة النساء آية 22


                          ورحمة الله وبركاته =

                          ولا ازوجه فقال احسنت يا موسى الحديث (وعن عائذ الاحمسي) قال دخلت على أبي عبد الله وأنا أريد ان أسأله عن صلاة الليل فقلت السلام عليك يا ابن رسول فقال وعليك السلام أي والله انا لولده وما نحن بذوي قرابة الحديث. ورحمة الله وبركاته)


                          سلام على الدعاة إلى الله والادلاء على مرضات الله والمستقرين في آمر الله

                          (السلام على الدعاة) جمع داع كقضاة جمع قاض (إلى الله) أي إلى معرفته وعبادته واطاعته كما تقدم في تسير قوله تعالى (قل هذه سبيلي أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني (1)) وعن الرضا عليه السلام في وصف الامام الامام امين الله في خلقه وحجته على عباده وخليفته في بلاده والداعي إلى الله والذاب عن حرم الله. (والادلاء) جمع دليل أو دال (على مرضاة الله) إذ هم يدلون الناس على المعارف الالهية والاحكام الشرعية التي توجب رضاء الله تبارك وتعالى عن عباده وفي حديث الرضا عليه السلام في وصف الامام الامام الماء العذب على الظما والدال على الهدى والمنجي من الردى. (والمستقرين في أمر الله) إي مستقرين في اوامره أي عاملين بها أو مستقرين في أمر الخلافة وفي بعض النسخ (المستوفرين) من الوفور =

                          (1): سورة يوسف آية 108


                          والتآمين في محبة الله =

                          بمعنى الكثرة أي العاملين باوامر الله اكثر من سائر الخلق. (والتامين في محبة الله) إذ هم قد حازوا أعلا مراتب محبته تعالى (ونقل عن بعض النسخ القديمة) النامين بالنون من النمو اي نشأوا في بدوسنهم في محبة الله أو انهم في كل آن وزمان يزدادون في حبه تعالى وهذه الفقرة صريحة في الرد على قوم من البهايم أنكروا محبة الله بل أحالوها وقالوا لا معنى لها إلا المواظبة على طاعة الله عز وجل وأما حقيقة المحبه فمحال إلا مع لها الجنس والمثل ويلزم من انكار المحبة انكار الانس والشوق ولذة المناجاة وسائر لوازم الحب وتعوابعه والتحقيق ان الحب عبارة عن الميل إلى الشئ المستلذ وانما يحصل بعد المعرفة بذلك الشئ وادراكه إما بالحواس أو بالقلب وكما كانت المعرفة به اقوى واللذة اشد ادراكا من العين وجمال المعاني المدركة بالعقل اعظم من جمال الصور الظاهرة فتكون لا محالة لذة القلوب بما تدركه الامور الشريفة الالهية التي تجمل ان تدركها الحواس اتم وأبلغ فيكون ميل الطبع السليم والعقل الصحيح إليه اقوى فلا ينكر إذا حب الله تعالى الامن قعد به القصور في درجة البهائم فلم يجاوز اداركه الحواس وكما أن الانسان يحب نفسه وبقاء نفسه فكذلك قد يجب غيره لذاته لا لحظ يناله منه وراء ذاته عين حظه وهذا هو الحب الحقيقي البالغ الذي يوثق به فهذا مع ان الكتاب والسنة قد نصب على حقيقة =


                          =

                          المحبة قال الله تعالى (يحبهم ويحبونه (1)) وقال الله تعالى (والذين آمنوا أشد حبا لله (2)) وقال الله تعالى (ان كان آباؤكم وأبناؤكم وأخوانكم) الى قوله (احب اليكم من الله ورسوله) (3) وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا يؤمن احدكم حتى يكون الله ورسوله احب إليه مما سواهما وقال صلى الله عليه وآله وسلم في دعائه اللهم ارزقني حبك وحب من يحبك وحب ما يقربني إلى حبك واجعل حبك احب إلي من الماء البارد (وفي الحديث القدسي) يا بن عمران كذب من زعم انه يحبني فإذا جنه الليل نام عني أليس كل محب يحب خلوة حبيبه ها أنا ذا يا بن عمران مطلع على أحبابي إذا جنهم الليل حولت أبصارهم الي من قلوبهم تمثلت عقوبتي بين أعينهم يخاطبوني عن المشاهدة ويكلموني عن المشاهدة يوكلموني عن الحضور (وروى الصدوق) في العلل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ان شعيبا بكى من حب الله عز وجل حتى عمي فرد الله عليه بصره ثم بكى حتى عمي فرد الله بصره فلما كانت الرابعة أوحى الله إليه يا شعيب إلى متى يكون هذا منك ان يكن هذا خوفا من =

                          (1): سورة المائدة آية 54 (2): سورة البقرة آية 165 (3): سورة التوبة آية 24

                          تعليق


                          • #14
                            والمخلصين في توحيد الله =

                            النار فقد أجرتك وان يكن شوقا الى الجنة فقد أجبتك فقال الهي وسيدي أنت تعلم أني ما بكيت خوفا من نارك ولا شوقا الى جنتك ولكن عقد حبك على قلبي فلست أصبر أو أراك فأوحى الله إليه أما إذا كان هكذا فمن أجل هذا سأخدمك كليمي موسى بن عمران والاخبار والاثار في ذلك أكثر من أن تحصى. (والمخلصين) بكسر اللام أي الذين أخلصوا (في توحيد الله) وبالفتح أي الذين أخلصهم الله تعالى أي اختارهم لتوحيده بمعنى أنهم عرفوا الله باقصى مراتب التوحيد ذاتا وصفة كما قرر في محله والاخلاص تجريد النية عن الشوب وأعلاه ارادة وجهه تعالى ويعرف بالتفكر في صفاته وأفعاله ومناجاته وأدنى منه ارادة نفع الاخوة إذ فيه حظ نفس وورد في حقيقته أن يقول ربي الله ثم تستقيم كما أمرت تعمل لله لا تحب أن تحمد عليه قال الله تعالى: (الا لله الدين الخالص) (1) وقال أمير المؤمنين طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه ولم يحزن =

                            (1): سورة الزمر آية 3


                            والمظهرين لأمر الله ونهيه =

                            صدره بما أعطى غيره وقال الصادق عليه السلام في قوله تعالى (ليبلوكم أيكم أحسن عملا) (1) ليس يعني أكثركم عملا ولكن أصوبكم عملا وانما الاصابة خشية الله والنية الصادقة ثم قال عليه السلام الابقاء على العمل حتى يخلص أشد من العمل والعمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلا الله والطريق الى الاخلاص كسر حظوظ النفس وقطع الطمع عن الدينا والتجرد للاخرة بحيث يغلب ذلك على القلب وكم من أعمال يتعب الانسان فيها ويظن انها خالصة لوجه الله تعالى ويكون فيها مغرورا لانه لا يدري وجه الافة فيها ونحن في غفلة وإذا انتبهنا رأينا في الاخرة حسناتنا كلها سيئات كما قال تعالى: (وبدا لهم من الله ما لم يكونا يحتسبون) (2) (وبدا لهم سيئات ما عملوا) (3) وقال تعالى: (الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا) (4). (والمظهرين لامر الله ونهيه) حتى أنه قد جمع علماء محدثينا المتقدمين ما وصل إليهم من الائمة عليهم السلام في أربعمائة كتاب =

                            (1): سورة الملك آية 2 (2): سورة الزمر آية 47 (3): سورة الجاثية آية 33 (4): سورة الكهف آية 104


                            وعباده المكرمين الذين لا يسبقونه بالقول وهم بامره يعملون ورحمة الله وبركاته =

                            تسمى الاصول وروى راو واحد من رواتهم عليهم السلام وهو أبان بن تغلب عن الصادق عليه السلام ثلاثين الف حديث. (وعباده المكرمين) أضافهم سبحانه إلى نفسه لمزيد الاختصاص كما قال تعالى (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان (1)) والمكرمين بالتشديد أي الذين كرمهم الله تعالى بالعصمة والطهارة والمعرفة ونحوها. الذين (لا يسبقونه بالقول) (2) اي لا يقولون بقول إلا أن يكون مأخذه عنه تعالى ولا يتكلمون إلا بامره بل كلامهم كلامه تعالى كما قال تعالى في وصف نبيه (وما ينطق عن الهوى ان هو إلا وحي يوحى (3)) وهم نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلما ثبت له ثبت لهم عليهم السلام إلا النبوة كما تظافرت به الاخبار. (وهم بامره يعملون) (4) في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم وهذا مختص بهم كما يرشد إليه تقديم الظرف المفيد للاختصاص. (ورحمة الله وبركاته).

                            (1): سورة الحجر آية 42 (2): سورة الانبياء آية 27 (3): سورة النجم آية 3، 4. (4): سورة الانبياء آية 27


                            السلام على الائمة الدعاة والقادة الهداة

                            (السلام على الائمة الدعاة) إلى الله وإلى معرفته واطاعته وعبادته كما تقدم. (والقادة) لشيعتهم الى طريق النجاة وأعلا الدرجات جمع قائد. (الهداة) جمع هاد الذين قال الله فيهم (وجعلناهم أئمة يهدون بامرنا (1)) ففي الكافي عن الفضل قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله جل جلاله (ولكل قوم هاد) فقال امام هاد للقرن الذي هو فيهم (وعن بريد العجلي) عن أبي جعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المنذر ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به نبي الله ثم الهداة من بعده علي ثم الاوصياء واحدا بعد واحد (وعن أبي بصير) قال قلت لابي عبد الله (انما أنت منذر ولكل قوم هاد (2)) فقال رسول الله انا المنذر وعلي الهادي يا أبا محمد =

                            (1) سورة الانبياء آية 73 (2) سورة الرعد آية 7


                            والسادة الولاة =

                            هل من هاد اليوم قلت بلى جعلت فداك ما زال منكم هاد من بعد هاد حتى رفعت اليك فقال رحمك الله يا أبا محمد لو كانت إذا نزلت آية على رجل ثم مات ذلك الرجل ماتت الاية مات الكتاب ولكنه حي يجري فيمن بقي كما جرى فيمن مضى (وعن الباقر) في الاية قال رسول الله المنذر وعلي الهادي أما والله ما ذهبا منا وما زالت فينا إلى الساعة. (والسادة) جمع سيد وهو الرئيس الكبير في قومه المطاع في عشيرته وان لم يكن هاشميا أو علويا فإذا كان فهو نور على نور ويطلق السيد على المالك والشريف والفاضل والكريم والحليم والمتحمل أذى قومه والمقدم والمناسبة ظاهرة. (الولاء) جمع والي فانهم (أولى بالمؤمنين من أنفسهم) كما قال تعالى: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) (1) روي عن الباقر عليه السلام أنهم نزلت في الامرة يعني الامارة أي هو أحق بهم من انفسهم حتى لو احتاج الى مملوك لاحد هو محتاج إليه جاز أخذه منه (وفي الحديث) النبي أولى بكل مؤمن من نفسه وكذا علي من بعده وبيان ذلك أن الرجل ليست له على نفسه ولاية إن لم يكن له مال وليس له على عياله أمر ولا نهي إذا لم يجر عليهم النفقة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي عليه السلام ومن بعدهما من الائمة لزمهم هذا فلذا صاروا إولى بهم =

                            (1): سورة الاحزاب آية 6


                            =

                            من أنفسهم وقال تعالى (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (1)) نزلت في أمير المؤمنين عليه السلام عند المخالف والمؤالف حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فاومى إليه بخنصره اليمنى فاخذ السائل الخاتم من خنصره (وروي عن الصادق عليه السلام) ان الخاتم الذي تصدق به كان وزن حلقته أربعة مثاقيل فضة ووزن فصه خمسة مثاقيل وهي ياقوته حمراء قيمته خراج الشام وخراج الشام ستمائة حمل فضة وأربعة أحمال من الذهب وروي ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال اللهم اشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي أشدد به ظهري قال أبو ذر فوالله ما استتم الكلام حتى نزل جبرائيل فقال يا محمد اقرء (انما وليكم الله ورسوله) الاية والمعنى الذي يتولى تدبيركم ويليي أموركم الله ورسوله والذين آمنوا المتصفون بهذه الصفات وقد اشتهر في اللغة التعبير عن الواحد بلفظ الجمع للتعظيم ونقل أنه اجتمع جماعة من الصحابة في مسجد رسول الله في مسجد المدينة فقال بعضهم لبعض ان كفرنا بهذه الاية كفرنا بسائرها وان آمنا صارت فيما يقول ولكنا نتولى ولا نطيع عليا فيما أمر فنزلت هذه الاية (يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها (2)).

                            (1): سورة المائدة آية 55 (2): سورة النحل آية 83


                            والذادة الحماة وأهل الذكر

                            (والذادة) جمع ذائد من الذود وهو الدفع والطرد أي يدفعون عن دين الله ما يبطله ويذودون الناس عما يهلكهم ويضلهم. (الحماة) جمع حام فانهم يحمون شيعتهم في الدنيا عن الاراء الفاسدة والمذاهب الكاسدة والبليات المهلكة بالمراعات والدعوات والاستشفاعات الى عالم السر والخفيات وفي الاخرة بالشفاعة والحماية كما نطقت به الاخبار والمتواترة والروايات المتظافرة. (وأهل الذكر) الذين أمر الله بمسئلتهم في قوله تعالى (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون (1)) والذكر إما عبارة عن القرآن لقوله تعالى (وانه لذكر لك ولقومك) وقوله تعالى (ءأنزل عليه الذكر من بيننا (2)) سمي به لانه لا يزال يذكر ويذكر به واما عبارة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهم أهلهما على التقديرين عن عبد الرحمن بن كثير قال قلت لابي عبد الله (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) قال الذكر محمد ونحن أهله المسؤولون قال قلت قوله (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون (3)) قال أيانا عنى ونحن أهل الذكر ونحن المسؤولون (وعن الباقر عليه السلام) في الاية قال =

                            (1): سورة النحل آية 43 (2): سورة ص آية 8 (3): سورة الزخرف آية 44


                            واولي الامر =

                            رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذكر أنا والائمة أهل الذكر وقوله عز وجل (وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسئلون) (1) قال أبو جعفر نحن قومه ونحن المسؤولون (وعن محمد بن مسلم) عن أبي جعفر قال ان من عندنا يزعمون أن قول الله عز وجل (فاسألوا هل الذكر ان كنتم لا تعلمون) (2) انهم اليهود والنصارى قال إذا يدعونكم الى دينهم ثم قال بيده الى صدره نحن أهل الذكر ونحن المسؤولون. (وأولي الامر) الذين أمر الله بطاعتهم في قوله (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم (3)) ففي الكافي عن بريد العجلي قال سألت أبا جعفر عن قوله عز وجل (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم) فكان جوابه (الم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ويقولون اللذين كفروا هؤلاء أهدى من الذين آمنوا سبيلا (4)) يقولون لائمة الضلالة والدعاة إلى النار هؤلاء أهدى من آل محمد سبيلا (أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا ام لهم نصيب من =

                            (1): سورة الزخرف آية 44 (2): سورة النحل آية 43 (3): سورة النساء آية 59 (4): سورة النساء آية 51.


                            =

                            الملك (1)) يعني الامامة والخلافة (فإذا لا يؤتون الناس نقيرا (2)) نحن الناس الذين عني الله والنقير النقطة التي في وسط النواة (أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله (3)) نحن الناس المحسودون على ما أتانا الله من الامامة دون خلق الله اجمعين (فقد آتينا آل ابراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما) (4) يقول جعلنا منهم الرسل والانبياء والائمة فكيف يقرون به في آل ابراهيم وينكرونه في آل محمد (فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا) (5) (ان الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم نارا كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب ان الله كان عزيزا حكيما (6)) وعن أبي الصباح الكناني قال قال أبو عبد الله نحن قوم فرض الله عز وجل طاعتنا لنا الانفال ولنا صفو المال ونحن الراسخون في العلم ونحن المحسودون الذين قال الله (أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله) وعن الحسين بن أبي العلا قال ذكرت لابي عبد الله قولنا في الاوصياء ان طاعتهم مفترضة فقال نعم هم الذين قال الله عزوجل (أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم (7)) وهم الذين قال الله عز وجل (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا (8))

                            (1 - 6): سورة النساء آية 52 - 56. (7): سورة النساء آية 59. (8): سورة المائدة آية 55.


                            وبقية الله وخيرته

                            (وبقية الله) أي بقية خلفاء الله وحججه في الارض من الانبياء والاوصياء ولعله إشارة إلى قوله تعالى (بقية الله خير لكم إن كنتم مؤمنين) (1) وتأتي البقية بمعنى الرحمة أي هم رحمة الله التي من بها على عباده ويحتمل ان يكون المعنى الذين بهم أبقى الله عليه العباد ورحمهم فالحمل للمبالغة فيكون اشارة إلى قوله تعالى أو لو بقية وقيل أي أو لو تمييز وطاعة في فلان بقية أي فضل مما يمدح به. (وخيرته) إذ هم الذين اختارهم الله من العالمين واصطفاهم على الملائكة المقربين (في الكافي) عن الصادق عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الائمة قال فيها فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين من عقب كل امام يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ويرضى بهم لخلقه ويرتضيهم كلما مضى منهم امام نصب لخلقه من عقبه اماما علما بينا وهاديا نيرا واماما قيما وحجة عالما ائمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه يدين بهداهم العباد وتستهل بنورهم البلاد وينموا ببركتهم التلاد وجعلهم صفوة للانام ومصابيح للظلام ومفاتيح للكلام ودعائم للاسلام جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها فالامام هو المنتخب المرتضى والهادي المنتجا والقائم المرتجا اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه وفي البرية حين برأه ظلا قبل خلق نسمة عن يمين =* (هامش) (1): سورة هود آية 86.


                            وحزبه وعيبة علمه وحجته وصراطه =

                            عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده اختاره بعلمه وانتجبه لطهره بقية من آدم وخيرة من ذرية نوح ومصطفى من آل ابراهيم وسلالة من اسماعيل وصفوة من عترة محمد صلى الله عليه وآله وسلم الحديث. (وحزبه) بالكسر فالسكون الطائفة والجماعة من الناس والجنود والاضافة إليه تعالى لمزيد الاختصاص وفيه إشارة إلى قوله تعالى (أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون (1)). (وعيبة علمه) العيبة هي الصندوق أو مستودع أفضل الثياب (وعيبة علمه) على الاستعارة أي هم خزنة علم الله ومستودع سره كلما تقدم. (وحجته) التي يتج بها على خلقه كما تقدم. (وصراطه) إشارة إلى وقوله تعالى (وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه (2)) روى الصدوق باسناده عن المفضل بن عمر قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الصراط فقال هو الطريق إلى معرفة الله عز وجل وهما صراطان صراط في الدينا وصراط في الاخرة فاما الصراط الذي في الدنيا فهو الامام المفروض الطاعة من عرفه في الدنيا واقتدى =

                            (1): سورة المجادلة آية 22 (2): سورة الانعام آية 153


                            =

                            بهداه مر على الصراط الذي هو جسر جهنم في الاخرة ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الاخرة فتردى في نار جهنم وفي تفسير الامام العسكري الصراط المستقيم صراطان صراط في الدنيا وصراط في الاخرة فاما الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قصر عن الغلو وارتفع عن التقصير واستقام فلم يعدل إلى شئ من الباطل وأما الصراط في الاخرة فهو طريق المؤمنين إلى الجنة الذي هو مستقيم لا يعدلون عن الجنة الى النار ولا الى غير النار سوى الجنة (وقال الصدوق في الاعتقادات) اعتقادنا في الصراط انه حق وانه جسر جهنم وان عليه ممر جميع الخلق قال الله عز وجل (وان منكم الا ورادها كان على ربك حتما مقضيا (1)) والصراط في وجه آخر اسم حجج الله فمن عرفهم في الدنيا واطاعهم اعطاه الله جوازا على الصراط الذي هو جسر جهنم يوم القيامة وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعلي يا علي إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرائيل على الصراط فلا يجوز على الصراط الا من كانت معه برائة بولايتك (وقال الشيخ المفيد) في شرحه الصراط في اللغة هو الطريق فلذلك سمي الدين صراطا لانه طريق الى الثواب وله سمي الولاء لأمير المؤمنين والائمة من ذريته عليهم السلام صراطا ومن معناه قال أمير الؤمنين عليه السلام أنا صراط الله المستقيم وعروته الوثقى التي لا انفصام لها يعني ان معرفته والتمسك به طريق الى الله سبحانه وقد جاء الخبربان الطريق يوم =

                            (1): سورة مريم آية 71

                            تعليق


                            • #15
                              احسنت بارك الله فيك على نقل هذه الدرر

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X