إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

طلب من جميع الشيعة الموالين عاجل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    ونوره =

    القيامة الى الجنة كالحسر تمر به الناس وهو الصراط الذي يقف عن يمينه رسول الله وعن شماله أمير المؤمنين ويأتيهما النداء من الله تعالى (القيا في جهنم كل كفار عنيد (1)) وجاء في الخبر انه لا يعبر الصراط يوم القيامة الا من كان معه براءة من علي بن أبي طالب من النار. (ونوره) النور كيفية ظاهرة بنفسها مظهرة لغيرها والمراد بكونهم نور الله انهم الذين نوروا العالم بعلم الله وهدايته أو بنور الوجود لانهم علل غائيه بوجود الاشياء أو الاعم منهما أو لانهم الادلة الواضحة والانوار اللائحة التى تلوح لبصائر الخلق فيقتدى بهم (وفي الكافي عن أبي خالد الكابلي) قال سألت أبا جعفر عن قول الله عز وجل (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا (2)) فقال يا أبا خالد النور والله الائمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يوم القيامة وهم والله نور الله في السموات وفي الارض والله يا أبا خالد لنور الامام في قلوب المؤمنين أنور من الشمس المضيئة بالنهار وهم والله ينورون قلوب المؤمنين ويحجب الله عز وجل نورهم عمن يشاء ويظلم قلوبهم الحديث وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوارة والانجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل =

    (1): سورة ق آية 24 (2): سورة التغابن آية 8


    وبرهانه ورحمة الله وبركاته =

    لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) الى قوله (واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون) (1) قال عليه السلام النور في هذا الموضع امير المؤمنين والائمة (وعن الباقر عليه السلام) في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته ويجعل لكم نورا تمشون به) (2) يعني إماما تأتمون به (وعن محمد بن الفضيل) عن أبي الحسن عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم) (3) قال يريدون ليطفؤوا ولاية أمير المؤمنين بافواههم قلت قوله تعالى (والله متم نوره) (4) قال يقول والله متم الامامة والامامة هي النور وذلك قوله (فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا) (5) قال النور هو الامام. (وبرهانه) فانهم براهين الله الدالة على كمال ذاته وآياته المبينة لافعاله وصفاته عن أمير المؤمنين عليه السلام كان يقول ما لله =

    (1): سورة الاعراف آية 157 (2): سورة الحديد آية 28 (3): سورة التوبة آية 32 (4): سورة الصف آية 8 (5): سورة التغابن آية 8


    عز وجل آية اكبر مني ولا لله من بناء أعظم مني. (ورحمة الله وبركاته)


    اشهد ان لا اله إلا الله وحده لا شريك له كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته واولو العلم من خلقه

    (أشهد أن لا إله) معبودا بحق (الا الله) المستجمع لجميع الكمالات لذاته. (وحده لا شريك له) تأكيد لما تقدمه. (كما شهد الله لنفسه وشهدت له ملائكته) اشاره إلى أن توحيده تعالى بالتوحيد الحقيقي والاخلاص التحقيقي ليس مما تطيقه القدرة البشرية والقوة الانسانية فنشهد له تعالى بالذات والصفات كما شهد تعالى لنفسه كما قال صلى الله عليه وآله وسلم سبحانك لا اصفك الا بما وصفت به نفسك وفيه إشارة إلى قوله تعالى (شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة (1)) (وأولوا العلم من خلقه) من الانبياء والمرسلين والاولياء والصالحين والموحدين والعارفين.(1): سورة آل عمران آية 18 (*)


    لا إله الا هو العزيز الحكيم واشهد ان محمدا عبده المنتجب المرتضى ارسله بالهدى

    (لا اله الا هو العزيز) كرر اما للتأكيد أو لاجل التوصيف بالعزيز وهو الغالب القاهر الذي لا يصل أحد الى كبريائه. (الحكيم) أي العليم الفاعل للاشياء المحكمة المتقنة بحسب المصالح. (وأشهد أن محمدا عبده) الاضافة للاختصاص اشارة الى قوله تعالى: (ان عبادي ليس لك عليهم سلطان) (1) اي عبده الذي عبده حق العبادة أو قام بوظائف العبودية وأدى بحسب القدرة البشرية وظائف الربوبية. (المنتجب) الذي انتجبه من النبيين واصطفاه من المرسلين ففاق الخلائق أجمعين. (ورسوله المرتضى) الذي ارتضاه الرسالته. (أرسله) مقرونا (بالهدى) فجعله هاديا إلى الله وبشيرا ونذيرا

    (1): سورة الاسراء آية 65


    ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون واشهد انكم الائمة الراشدون الهادون المهديون المعصومون

    (ودين الحق) أي دين الله فان الله هو الحق أو الدين الحق القائم إلى يوم القيامة الذي لا يعتريه نسخ ولا تبديل. (ليظهره) ويغلبه (على) جنس (الدين كله ولو كره المشركون) وهذا الوعد والاستيلاء إنما يتحقق في الرجعة عند ظهور القائم. (وأشهد انكم الائمة الراشدون) إلى الدين الحق المبين (الهادون) الى شريعة سيد المرسلين (وروى العامة) عنه أنه قال عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين من بعدي فان صح فالمراد به هم كما رووا عنه صلى الله عليه وآله وسلم مستفيضا انه قال اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وانه قال مثل اهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها هوى وغير ذلك. (المهديون) بهدى الله فان الهدى هدى الله. (المعصومون) من الذنوب المبرئون من الادناس والعيوب للدلائل العقلية والبراهين النقلية المذكورة في كتب اصحابنا الكلامية منها انه لو لم يكن النبي أو الامام معصوما لا نتفى الوثوق بقوله ووعده ووعيده فلا يطاع فيكون نصبه عبثا (ومنها) انه لو لم =


    =

    يكن معصوما لكان محل انكار ومورد عتاب كما في قوله تعالى (أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم (1)) وقوله تعالى (لم تقولون ما لا تفعلون (2)) فيجب ان يكون مؤتمرا بما يأمر به ومنتهيا عما ينهي عنه (ومنها) انه لو كان يخطئ لا حتاج إلى من يسدده ويمنعه عن أخطائه فاما ان يكون معصوما فيثبت المطلوب أو غير معصوم فيتسلسل (ومنها) انه يقبح من الحكيم ان يكلف الناس باتباع من يجوز عليه الخطا (ومنها) انه يجب صدقه لانه لو كذب والحال ان الله تعالى امرنا بطاعته لوجب علينا ان نطيعه في الكذب وهو محال (ومنها) انه لو عصي لا قيمت عليه الحدود ووجب انكار الرعية عليه فيسقط محله عن القلوب إلى غير ذلك من الادلة (والعصمة) عبارة عن قوة العقل من حيث لا يغلب مع كونه قادرا على المعاصي كلها كجائز الخطأ وليس معنى العصمة ان الله يجبره على ترك المعصية بل يفعل به الطافا يترك معها المعصية باختياره مع قدرته عليها كقوة العقل وكمال الذكاء والفطنة وصفاء النفس وكمال الاعتناء بطاعة الله تعالى ولو لم يكن قادرا على المعاصي لكان غير مكلف واللازم باطل فالملزوم مثله والنبي اولى من كلف حيث قال (فانا أول العابدين (3)) وقال تعالى (واعبد ربك حتى =

    (1): سورة البقرة آية 44 (2): سورة الصف آية 2 (3): سورة الزخرف 81


    المكرمون المقربون المتقون الصادقون =

    يأتيك اليقين) (1) ولانه لو لم يكن قادرا على المعصية لكان أدنى مرتبة من صلحاء المؤمنين القادرين على المعاصي التاركين لها. (المكرمون) الذين كرمهم الله تعالى ذاتا وصفاتا وأقوالا وأفعالا وأحوالا وأكرمهم بالكرامات الصورية والمعنوية والدنيوية والاخروية. (المقربون) عند الله تعالى قربا معنويا فإن لهم المحل الاعلى عنده بحيث لا يدانيهم ملك مقرب ولا نبي مرسل عدا جدهم. (المتقون) أصل التقوى الخوف من الله تعالى بملاحظة جلاله وعظمته وقبح مخالفته وشدة عقوبته والمتقي من يجعل بينه وبين ما يخاف منه وقاية تقيه ومنه اتقوا النار ولو بشق تمرة وأعلا مراتب التقوى الاعراض عما سوى الله تعالى خوفا من صرف ساعة من العمر. (الصادقون) في جميع أقوالهم وأفعالهم واحوالهم الذين قال الله =

    (1): سورة الحجر آية 99


    المصطفون =

    تعالى فيهم (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) (1) إذ ليس المراد بالصادقين في الجملة إذ ما من احد إلا هو صادق في الجملة حتى الكافر والله سبحانه لا يأمر بالكون معه بل المراد بهم الصادقون في أيمانهم وعهودهم وقصودهم وأقوالهم واخبارهم واعمالهم وشرائعهم في جميع احوالهم وازمانهم وليس ذلك متحققا في غيرهم اتفافا إذ كل من سواهم لا يخلوا من الكذب في الجملة فتعين ان يكونوا هم والاية تدل على عصمتهم إذ يقبح الامر بمتابعة غير المعصوم كما قرر في محله (وعن بريد العجلي) قال سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عز وجل (اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال أيانا عني (وعن البزنطي) عن الرضا عليه السلام قال سألته عن قول الله (يا ايها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين) قال الصادقون هم الائمة والصديقون بطاعتهم. (المصطفون) الذين اصطفاهم الله واجتباهم واختارهم على العالمين وهم مصطفى آل ابراهيم في وقوله تعالى (ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل ابراهيم وآل عمران على العالمين) (2) وفي قراءتهم (وآل محمد) (وعن أبي حمزة الثمالي) قال سمعت =

    (1): سورة التوبة آية 119 (2): سورة آل عمران آية 33


    المطيعون لله القوامون بآمره العاملون بارادته =

    أبا جعفر عليه السلام يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان الله تبارك وتعالى يقول استكمال حجتى على الاشقياء من امتك من ترك ولاية علي ووالى اعدائه وانكر فضله وفضل الاوصياء من بعده فان فضلك فضلهم وطاعتك طاعتهم وحقك حقهم ومعصيتك معصيتهم وهم الائمة الهداة من بعدك جرى فيهم روحك وروحك جرى فيك من ربك وهم عترتك من طينتك ولحمك ودمك وقد أرى الله عز وجل فيهم سنتك وسنة الانبياء قبلك وهم خزاني على علمي من بعدك حق علي لقد اصطفيتهم واجتبيتهم واخلصتهم وارتضيتهم ونجى من احبهم ووالاهم وسلم لفضلهم ولقد اتاني جبرائيل باسمائهم واسماء آبائهم واحبائهم والمسلمين لفضلهم. (والمطيعون لله) في اقوالهم وافعالهم واحوالهم حتى بذلوا انفسهم واموالهم وابدانهم وارواحهم في سبيله وصبروا على جميع ذلك لرضاه. (القوامون بامره) الذى هو امر الامامة أو الاعم من ذلك أو المقيمون لغيرهم على الطاعة بامره تعالى. (العالمون بارادته) اي اعمالهم على وفق ارادته تعالى لارادتهم بل ليس لهم ارادة إلا إرادته تعالى وإراتدهم ارادته تعالى.


    الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه وارتضاكم لغيبه (الفائزون بكرامته) في الدنيا بوجوب إطاعة الناس وانقيادهم إليهم وكونهم مخزن العلم ومعدن الحكمة وفي الاخرة بالشفاعة والرضا والقرب من الله تعالى وغير ذلك. (اصطفاكم بعلمه) اي عالما بأنكم مستاهلون لذلك الاصطفاء أو اصطفاكم بسبب ان جعلكم خزان علمه أو لان يجعلكم كذلك ويؤيده ما في بعض النسخ من اللام موضع الباء. (وارتضاكم لغيبه) أي لسبب ان جعلكم مخزن عيبه وفي بعض النسخ باللام وهو اظهر وفيه اشارة إلى قوله تعالى (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه احدا إلا من ارتضى من رسول (1)) ودخلوهم في الاية اما لكون الرسول في الاية شاملا لهم على التغليب أو يكون المراد به معنى آخر اعم من المعنى المصطلح أو ان علمهم عليهم السلام انما هو بتوسط من الرسول (عن سدير الصيرفي) قال سمعت حمران بن اعين يسأل ابا جعفر عن قول الله عز وجل (بديع السموات والارض (2)) فقال أبو جعفر عليه السلام ان الله عز وجل ابتدع الاشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله فابتدع السموات والارضين ولم يكن قبلهن سموات ولا ارضون اما تسمع =

    (1): سورة الجن آية 26 (2): سورة البقرة آية 117


    =

    لقوله تعالى وكان عرشه على الماء فقال له حمران أرأيت قوله جل ذكره (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا (1)) فقال له أبو جعفر عليه السلام (إلا من ارتضى من رسول) (2) وكان والله محمد ممن ارتضاه واما قوله عالم الغيب فان الله عز وجل عالم بما غاب عن خلقه فيما يقدر من شئ ويقضيه في علمه قبل ان يخلقه وقبل ان يقضيه إلى الملائكة فذلك يا حمران علم موقوف عنه إليه فيه المشية فيقضيه إذا أراد ويبدوله فيه فلا يمضيه فاما العلم الذي يقدره الله عز وجل ويقضيه ويمضيه فهو العلم الذي انتهى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم الينا (وعن معمر بن خلاد) قال سأل ابا الحسن رجل من أهل فارس فقال له اتعلمون الغيب قال فقال أبو جعفر يبسط لنا العلم فنعمل ويقبض عنا فلا نعلم وقال سر الله عز وجل أسره إلى جبرائيل وأسره جبرائيل الى محمد وأسره محمد الى من يشاء الله (وعن الصادق) باسانيد عديدة قال إذا أراد الامام ان يعلم شيئا أعلمه الله ذلك (وعن أبي بصير) قال قال أبو عبد الله أي امام لا يعلم ما يصيبه وإلى ما يصير فليس ذلك بحجة الله على خلقه (وعن الكاظم) عن أبيه عن جده انه أتى علي بن الحسين عليه السلام ليلة قبض فيها بشراب فقال يا أبت أشرب هذا فقال يا بني ان هذه الليلة التي أقبض فيها وهي الليلة التي قبض فيها رسول الله (وعن حمران =

    (1): سورة الجن آية 26 (2): سورة الجن آية 27


    واختاركم لسره واجتباكم بقدرته =

    بن أعين) عن أبي عبد الله قال أتى رسول الله برمانتين فأكل رسول الله احداهما وكسر الاخرى بنصفين فأكل نصفا واطعم عليا نصفا ثم قال رسول الله يا أخي هل تدري ما هاتان الرمانتان قال لا قال أما الاولى فالنبوة ليس لك فيها نصيب واما الاخرى فالعلم انت شريكي فيه فقلت اصلحك الله كيف كان يكون شريكه فيه قال لم يعلم الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم علما إلا وأمره أن يعلم عليا (وفي رواية عن محمد بن مسلم) عن الباقر عليه السلام فلم يعلم والله ورسول الله حرفا مما علمه الله عز وجل إلا وقد علمه عليها ثم انتهى العلم الينا ثم وضع يده على صدره. (واختاركم لسره) فانهم خزنة سر الله كما تقدم (في البصائر عن أبي الجارود) عن أبي جعفر عليه السلام قال ان رسول الله صلى الله علي وآله وسلم دعا عليا في المرض الذي توفي فيه فقال يا علي أدن مني حتى أسر اليك ما أسر الله إلي وائتمنك على ما ائتمنني الله عليه ففعل ذلك رسول الله بعلي وفعله علي بالحسن وفعله الحسن بالحسين وفعله الحسين بابي وفعله أبي بي صلوات الله عليهم أجمعين (وعن جابر) عن أبي عبد الله عليه السلام قال أن أمرنا سر مستسر وسر لا يفيده إلا سر وسر على سر وسر مقنع بسر. (واجتباكم بقدرته) اشارة الى علو مرتبة اجتبائهم حيث نسبه إلى قدرته موميا إلى أن مثل ذلك من غرائب قدرته تعالى أو لاظهار =


    واعزكم بهداه وخصكم ببرهانه وانتجبكم بنوره =

    قدرته ويحتمل ان يكون المرد اعطاكم قدرته وأظهر منكم الامور التي هي فوق طاقة البشر بقدرته كما روى عن امير المؤمنين أنه رؤي بيده كسرة خبز من شعير يابسة يريد أن يكسرها فلا تنكسر فقيل له يا أمير المؤمنين أين تلك القوة التي قلعت بها باب خيبر فقال تلك قوة ربانية وهذه قوة جسمانية. (وأعزكم بهداه) أي جعلكم أعزة بالهداية للناس أو بالاهتداء منه تعالى كما تقدم. (وخصكم ببرهانه) الذي هو القرآن الكريم أو بالحجج الظاهرات والدلايل النيرات والمعجزات الباهرات والايات الواضحات أو الاعم من جميع ذلك. (وانتجبكم بنوره) الذي هو الهداية الربانية والعلوم الفرقانية والكمالات القدسية فاهتدى الناس بانوارهم وعلمومهم وكمالاتهم كما تقدم أنهم أنوار الله عز وجل في الارض أو تكون الباء بمعنى من أي اجتباكم وأوجدكم من نوره أو اجتباكم متلبسين بنوره (كما روى محمد بن مروان) عن أبي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول ان الله خلقنا من نور عظمته ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة أسفل من ذلك الطينة ولم يجعل لاحد في مثل الذي خلقهم منه نصيبا إلا للانبياء ولذلك صرنا نحن وهم الناس وسائر الناس همج للنار وإلى النار =

    تعليق


    • #17
      وايدكم بروحه =

      (وعن امير المؤمنين عليه السلام) ان لله نهرا دون عرشه ودون النهر الذي دون عرشه نور نوره وأن في حافتي النهرر وحين مخلوقين روح القدس وروح من أمره وان لله عشر طينات خمسة من الجنة وخمسة من الارض ففسر الجنان وفسر الارض ثم قال ما من نبي ولا ملك من بعده جبله إلا نفخ فيه من إحدى الروحين وجعل النبي من احدى الطينتين قلت لابي الحسن ما الجبل فقال الخلق غيرنا أهل البيت فان الله تعالى عز وجل خلقنا من العشر طينات ونفخ فينا من الروحين جميعا فاطب بها طينا. (وأيدكم بروحه) أي الروح الذي اختاره وهو روح القدس الذي هو معهم ويسددهم (ففي الكافي عن أبي بصير في الصحيح) قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى (وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان (1)) قال خلق من خلق الله عز وجل أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول الله يخبره ويسدده وهو مع الائمة من بعده (وعن أسباط بن سالم) قال سأله رجل من أهل هيت وأنا حاضر عن قول الله عز وجل (وكذلك أوحينا اليك روحا من أمرنا) فقال منذ أنزل الله عز وجل ذلك الروح على محمد ما صعد الى السماء وانه لفينا (وعن أبي بصير) قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله =

      (1): سورة الشورى آية 52 (*)


      =

      عز وجل (يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي (1)) قال خلق أعظم من جبرائيل وميكائيل كان مع رسول وهو مع الائمة وهو من الملكوت وعنه في الاية قال خلق أعظم من جبرائيل وميكائيل لم يكن مع احد ممن مضى غير محمد وهو مع الائمة يسددهم وليس كلما طلب وجد وعن أبي حمزة قال سألت أبا عبد الله عليه السلام عن العلم أهو شئ يتعلمه العالم من افواه الرجال أم في الكتاب عندكم تقرأونه فتعلمون منه قال الامر اعظم من ذلك واوجب اما سمعت قول الله عز وجل (وكذلك اوحينا اليك روحا من امرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان (2)) ثم قال اي شئ يقول اصحابكم في هذه الاية أيقرأون انه كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان فقلت لا ادري جعلت فداك ما يقولون فقال بلى قد كان في حال لا يدري ما الكتاب ولا الايمان حتى بعث الله تعالى الروح التي ذكر في الكتاب فلما أوحاها إليه علم بها العلم والفهم وهي الروح التي يعطيها الله تعالى من يشاء فإذا أعطاها عبدا علمه الفهم وفي خبر آخر عن أمير المؤمنين عليه السلام ان ليس من الملائكة ويدل على ذلك أيضا مضافا إلى التصريح انه اعظم من جبرائيل وميكائيل ولم يثبت ان أحدا من الملائكة أعظم منهما ولان الملائكة لم يعلموا جميع الاشياء كما اعترفوا به حيث قالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا وهذا الخلق عالم بجميعها فيحتمل أن يكون نورا =

      (1): سورة الاسراء آية 85 (2): سورة الشورى آية 52


      ورضيكم خلفاء في آرضه =

      إلهيا صرفا مجردا عن العلائق عارفا بالله وصفاته ومعلولاته إلى آخرها متعلقا بالنفوس البشرية إذا صفت وتخلصت عن الكدورات كلها واتصفت بالقوة القدسية المذكورة تعلقا تاما يوجب اشراقها وانطباع ما فيه من العلوم الكلية والجزئية فيها والمراد بانزاله إليه هو هذا التعلق وبتسديده هو هذا الاشرق أو أن يكون عبارة عن تنوير نفوسهم القدسية وعقولهم الملكوتية بالعلوم الالهية والاسرار الربانية والافاضات العلوية إلا أنه لا حاجة إلى هذا الحمل ولا بعد في ابقائه على ظاهره من كونه خلقا من خلق الله متصفا بتلك الصفات والنعوت. (ورضيكم خلفاء في أرضه) كما قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا) (1) وكمال الاستخلاف الذي وعده الله به يكون في زمن القائم عليه السلام (فعن عبد الله بن سنان) قال سألت ابا عبد الله عن قول الله تبارك وتعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات) الاية قال هم الائمة (وعن الجعفري) قال سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول الائمة خلفاء الله عز وجل في أرضه.

      (1): سورة النور آية 55


      وحججا على بريته وانصارا لدينه وحفظة لسره وخزنة لعلمه ومستودعا لحكمته

      (وحججا على بريته) كما تقدم أنهم حجج الله على الخلق (وعن أبي بصير) قال قال أبو عبد الله الاوصياءهم أبواب الله تعالى التي يؤتى منها ولو لاهم ما عرف الله تبارك وتعالى وبهم احتج الله تبارك وتعالى على خلقه (وعن بعد الله بن أبي يعفور) قال قال أبو عبد الله يا بن ابي يعفور ان الله واحد متوحد بالوحدانية متفرد بامره فخلق خلقا فقدرهم لذلك الامر فنحن هم يا بن ابي يعفور فنحن حجج الله في عباده وخزانه على علمه والقائمون بذلك. (وانصارا لدينه) حتى أنهم بذلوا مهجهم ونفوسهم في نصرة دين الله واعلاء كلمته. (وحفظة لسره) حيث أن حديثهم لا يحتمله ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا مؤمن ممتحن إلا هم كما تقدم. (وخزنة لعلمه) عن الباقر عليه السلام قال والله انا لخزان الله في سمائه وأرضه لا على ذهب ولا فضة إلا على علمه. (ومستودعا لحكمته) فانهم هم الذين أوتوا الحكمة وفصل الخطاب كما تقدم.


      وتراجمة لوحيه واركانا لتوحيده وشهداء على خلقه

      (وترجمة لوحيه) التراجمة بكسر الجيم جمع ترجمان بالضم والفتح وهو الذي يفسر الكلام بلسان آخر والمراد بالوحي هنا اما القرآن أو سائر ما أوحي إلى نبينا وإلى سائر الانبياء عليهم السلام كما تقدم سابقا. (وأركانا لتوحيده) أي لا يقبل الله تعالى التوحيد من أحد إلا إذا كان مقروبا باعتقاد ولايتهم كما ورد في جملة من الاخبار ان مخالفيهم مشركون وان كلمة التوحيد في القيامة تسلب من غير شيعتهم فولايتهم بمنزلة الركن للبيت الذي لا قوام له إلا به أو المعنى أنهم لو لم يكونوا لم يتبين توحيده تعالى جعلهم أركنا للارض لاجل أن يوحده الخلق (فعن الصادق عليه السلام) في وصف الائمة جعلهم الله أركانا الارض ان تميد باهلها وحجته البالغة على من فوق الارض ومن تحت الثرى. (وشهداء على خلقه) كما قال تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) (1) وفي قراءتهم ائمة بدل امة (فعن الصادق عليه السلام) نحن الامة الوسطى ونحن شهداء الله على خلقه وحججه في أرضه ثم =

      (1): سورة البقرة آية 143


      واعلاما لعباده ومنارا في بلاده =

      قال فرسول الله هو الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عز وجل ونحن الشهداء على الناس فمن صدق صدقناه يوم القيامة ومن كذب يوم القيامة كذبناه (وعن سماعة) قال قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (1)) قال نزلت في أمة محمد خاصة في كل قرن منهم امام منا شاهد عليهم ومحمد صلى الله عليه وآله وسلم شاهد علينا وعن أبي الحسن عليه السلام في قوله تعالى: (أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه) (2) قال امير المؤمنين عليه السلام الشاهد على رسول الله ورسول الله على بينة من ربه (وعن الباقر عليه السلام في الصحيح) قال نحن الامة الوسطى ونحن شهداء الله تبارك وتعالى على خلقه وحججه في أرضه. (واعلاما لعباده) أي يعلمون بهم أمور دنياهم وأخرتهم ومعاشهم ومعائهم أو مرادفة لقوله. (ومنارا في بلاده) أي يهتدي بهم أهل البلاد وتنور أخبارهم وآثارهم قلوب العباد كما يهتدي بالمنار.

      (1): سورة النساء آية 41 (2): سورة هود آية 17


      وادلاء على صراطه عصمكم الله من الزلل وامنكم من الفتن وطهركم من الدنس وادهب عنكم الرجس أهل البيت

      (وادلاء على صراطه) أي على دينه القويم في الدنيا والصراط المعروف في الاخرة. (عصمكم الله من الزلل) أي من الخطأ والسهو والنسيان لطهارتهم الاصيلة وأنفسهم القدسية ولكونهم مخلوقين من نور الله وتأيدهم بروح القدس وصفاء قلوبهم وشدة عزمهم على طاعة الله وذلك كله مانع من الخطاء. (وآمنكم من الفتن) في الدين بصدور صغيرة أو كبيرة أو اختلاج شك وشبهة. (وطهركم من الدنس) أصل الدنس الوسخ وهو هنا كناية عما يدنس القلب من الاعمال الردية. (وأذهب عنكم الرجس) أي الشرك والشك والمعاصي كلها صغيرها وكبيرها. (أهل البيت) منصوب على الاختصاص.


      وطهركم تطهيرا

      (وطهركم تطهيرا) وفي الاية من التأكيدات للتطهير من الرجس ما لا يخفى حيث أكد ذلك بانما واللام والاختصاص وتقديم الجار ونصب المصدر والتعبير بالادهاب وانما عبر تعالى بالارادة وهي لا تقتضي الوقوع لان إرادته تعالى مستلزمة للوقوع وأطلق السبب هنا وأراد المسبب لا يقال لعل المراد بالطهارة العفة ونقاء الذيل وبالرجس ما يقابل ذلك فلا تكون دليلا على العصمة لانا نقول للرجس معنيان لا ثالث لهما (الاول) ما يستخبث من النجاسات والاقذار (والثاني) ما يستخبث من الاقوال والافعال (والاول) غير مراد قطعا فتعين (الثاني) على أن اللام في الرجس للطبيعة والماهية وذهاب الماهية انما يتحقق بذهاب جميع افرادها على أن طهارتهم عليهم السلام بمعنى عفتهم ونقاء ذيلهم لم يكن محل ريبة ولم يكن عزيزا في الناس حتى يؤكد بهذه التأكيدات تنويها بشأنه فتعين ما قلنا وقد تواترت الاخبار من طرقنا وطرق المخالفين أن أهل البيت هم محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام (فروى الثعلبي وغيره عن أبي سعيد الخدري) ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال نزلت في وفي على وفاطمة والحسن والحسين (وروى ابن حنبل) في مسنده بثمانية طرق متفقة المعنى انها نزلت في الخمسة (وروى في مسنده عن أنس والحميدي) وفي الجمع بين الصحيحين والثعلبي أن رسول الله كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول يا أهل البيت (انما يريد الله) (1) الاية وأما ما ذهب إليه بعض =

      (1): سورة الاحزاب آية 33


      فعظمتم جلاله =

      المعاندين لله ولرسوله من أن المراد باهل البيت الازواج بقرينة السياق فهو خرق للاجماع ورد على الله ورسوله فان الالتفات شايع في كلام الفصحاء ولو كان الخطاب للازواج لقال عنكن على النمط السابق واللاحق والتغليب انما يحسن لوقوع هذا ابتداء اما بعد ان يكون الكلام في خصوص الازواج فلا على أنهم رووا أنه صلى الله عليه وآله وسلم لما أخذ كسائه ووضعه عليه وعلى علي وفاطمة والحسنين عليهم السلام وقال اللهم هؤلاء أهل بيتي وخاصتي (فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا) وكان ذلك عند أم سلمة فادخلت رأسها في البيت وقالت أنا معكم يا رسول الله فقال صلى الله عليه وآله وسلم انك إلى خير وكأنهم ذهبوا إلى عصمة عائشة لما اتفق لها من الخروج على أمير المؤمنين الذي قال فيه النبي يا علي حربك حربي وقتل ستة عشر الف من أولادها واثارتها الفتنة ولعلهم زعموا أن ذلك جهاد في سبيل الله فلهذا فضلوها على فاطمة لجلوسها في بيتها حين غصبها حقها وظلمها تراثها وقد قال الله (وفضل الله المجاهدين على القاعدين (1)). (فعظمتم جلاله) جلال الله عظمته والجليل من أسمائه تعالى راجع إلى كمال الصفات كما أن الكبير راجع إلى كمال الذات والعظيم راجع إلى كمال الذات والصفات والمراد انكم عظمتم عظمة الله بمعرفتكم وقولكم وعملكم.

      (1): سورة النساء آية 95


      وأكبرتم شأنه ومجدتم كرمه وادمتم ذكره ووكدتم ميثاقه

      (وأكبرتم شأنه) كما تقدم أي عظمتم أمره تعالى. (ومجدتم كرمه) أي عظمتم كرامته التي أكرمكم بها الدنيوية والاخروية فعرفتم قدرها وعظمتم مقدارها شكرا له تعالى والمعنى عظمتم ذاته الكريمة المشتملة على الصفات المجيدة. (وأدمتم) من الادمان وهو المداومة (ذكره) باللسان والجنان (عن الصادق عليه السلام) قال ما من شئ إلا وله حد ينتهى إليه إلا الذكر فليس له حد ينتهي إليه ثم قال وكان أبي كثير الذكر لقد كنت أمشي معه وانه ليذكر الله وآكل معه الطعام وانه ليذكر الله ولقد كان يحدث القوم ما يشغله ذلك عن ذكر الله عز وجل ولقد كنت أرى لسانه لازقا بحنكه يقول (لا إله إلا الله) وكان يجمعنا فيأمرنا بالذكر حتى تطلع الشمس ويأمر بالقراءة من كان يقرأ منا ومن كان لا يقرأ منا امره بالذكر. (ووكدتم ميثاقه) أي الميثاق الذي اخذه الله تعالى على الارواح على عالم الذر بقوله (ألست بربكم (1)) كما قال تعالى (وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم (2)) ويحتمل ان يراد بالميثاق =

      (1): سورة الاعراف آية 172 (2): سورة الاعراف آية 172


      واحكمتم عقد طاعته ودعوتم الى سبيله بالحكمة والموعظة الحسنة وبذلتم انفسكم في مرضاته =

      الميثاق المأخوذ عليهم من التبليغ واعلاء الكلمة كما قال تعالى (واذ أخذنا من النبيين ميثاقهم) (1) اي تبليغ الرسالة والدعاء الى التوحيد. (واحكمتم عقد طاعته) بالمواعظ الشافية والنصائح الكافية وباظهار الدين المبين واعلان شريعة سيد المرسلين والترغيب في ثوابه والتخويف والتهديد من عقابه. (ودعوتم) الخلق (الى سبيله) القويم وصراطه المستقيم. (بالحكمة) فكلمتم كلا على ما يوافق علقه وفهمه فانهم كانوا يكلمون الناس على قدر عقولهم. (والموعظة الحسنة) الجاذبة للقلوب المقربة للمطلوب كما قال تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن) وقال تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن (2)). (وبذلتم أنفسكم في مرضاته) بالمداومة على العبادات وباظهار الطاعات وابداء الشريعة الحقة وتعليم الفرقة المحقة واعلاء =

      (1): سورة الاحزاب آية 7 (2): سورة العنكبوت آية 46


      وصبرتم على ما اصابكم في جنبه واقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وامرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم في الله حق جهاده =

      كلمة الله وتشييد دين الله سرا وجهرا وان أصابهم ما أصابهم من القتل والاسر وغيرهما. (وصبرتم على ما أصابكم) من الاهانة والخوف والقتل. (في جنبه) أي في أمره أو رضاه أو طاعته أو حقه كما قيل في قوله تبارك وتعالى: (على ما فرطت في جنب الله) (1). (واقمتم الصلاة) اقامة الصلاة عبارة عن تهذيب اركانها وحفظها من ان يقع زيغ في أفعالها من أقام العود إذا قومه وقيل من قامت السوق إذا انفقت فمعنى أقمتها جعلتها نافقة فانها إذا حوفظ عليها كانت كالنافق الذي يرغب فيه وإذا ضيعت كانت كالكاسد المرغوب عنه وقيل اقامتها عبارة عن التشمير لا دائها من غير فتور ولا توان من قولهم قام بالامر إذا جد فيه وتجلد وضده قعد فيه تقاعد وعلى كل حال فالمراد انكم اقمتموها حق اقامتها من الخضوع والخشوع والاخلاص وحضور القلب وجميع ما هو شرط للقبول والكمال وكذا الكلام في قوله: (وآتيتم الزكاة وامرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم في الله حق جهاده) لسانا وجنانا واركانا.

      (1): سورة الزمر آية 56


      حتى اعلنتم دعوته وبينتم فرائضه واقمتم حدوده ونشرتم شرائع احكامه

      (حتى اعلنتم دعوته) واظهرتموها على الملا (وبينتم فرائضه) اي واجباته أو احكامه التي قدرها فان الفرض يرد بمعنى التقدير أو المراد بالفرائض المواريث (واقمتم حدوده) ببيانها وتعليمها أو اقامتها بالنسبة الى بعضهم أو اقامتها في كل زمان بحسبه (ونشرتم شرائع احكامه) والاضافة اما بيانية من قبيل خاتم فضه أو المراد بالشرائع ادلة الاحكام من الكتاب الذي فيه تبيان كل شئ وانتشار الاحكام قد صدر منهم وان كان من الصادقين اكثر (وقد ذكر الشيخ المفيد) في الارشاد (وابن شهر آشوب) في معالم العلماء (والطبرسي) في اعلام الورى وغيرهم ان الذين رووا عن الصادق عليه السلام خاصة من الثقات على اختلافهم في الاراء كانوا اربعة الاف رجل وذكر (المحقق) في اوائل المعتبر في حق جعفر بن محمد عليه السلام انه روى عنه من الرجال ما يقارب اربعة الاف رجل وبرز بتعليمه من الفقهاء الافاضل جم غفير كزرارة بن اعين واخويه بكير وحمران وجميل بن دراج ومحمد بن مسلم ويزيد بن معاوية والهشامين وابي بصير وعبد الله ومحمد وعمران الحلبين وعبد الله بن سنان وابي الصباح الكناني وغيرهم من اعيان الفضلاء حتى كتبت من اجوبة مسائله اربعمائة مصنف سموها اصولا وفي حق =


      وسنتتم سننه وصرتم في ذلك منه إلى الرضا وسلمتم له القضاء =

      الجواد عليه السلام قد كان تلامذته فضلاء كالحسين بن سعيد واخيه الحسن واحمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي واحمد بن محمد بن خالد البرقي وشاذان بن الفضل القمي وايوب بن نوح بن دراج واحمد بن محمد بن عيسى وغيرهم ممن يطول تعدادهم وكتبهم الان منقوله بين الاصحاب دالة على العلم الغزير وانتهى وقد ذكر جملة من الاصحاب ان ابان بن تغلب قد روى عن (الصادق عليه السلام) ثلاثين الف حديث (وسننتم) اي بينتم (سنته) اي طريقته التي سنها (وصرتم في ذلك) اي في الجهاد اوفى كل من الامورات المذكورة وكلمة (في) تحمل السببية (منه) تعالى (الى الرضا) اي رضاء الله عنكم أو رضاكم عنه (رضي الله عنهم ورضوا عنه (1)). (وسلمتم له القضاء) في جميع اموركم حتى في القتل عن حمران عن (الباقر عليه السلام) قال قلت له جعلت فداك ارأيت ما كان من امر قيام على بن ابي طالب والحسن والحسين عليهم السلام وخروجهم وقيامهم بدين من الله عز ذكره وما اصيبوا من قتل الطواغيت اياهم والظفر بهم حتى قتلوا وغلبوا فقال أبو جعفر عليه السلام يا حمران (ان الله تبارك وتعالى) قد كان قدر ذلك عليهم =

      (1): سورة البينة آية 8.

      تعليق


      • #18
        وصدقتم من رسله من مضى فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم =

        وقضاه بهم وامضاه وحتمه على سبيل الاختبار ثم اجراه فبتقدم علم إليهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام علي والحسن والحسين عليهم السلام وبعلم صمت من صمت منا ولو انهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من اسر الله عز وجل واظهار الطواغيت عليهم (سألوا) الله عز وجل ان يدفع عنهم ذلك وألحوا عليه في طلب ازالة تلك الطواغيت وذهاب ملكهم اسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد وما كان ذلك الذي اصابهم يا حمران لذنب اقترفوه ولا لعقوبة معصية خالفوا الله فيها ولكن لمنازل وكرامة من الله اراد ان يبلغوها فلا تذهبن بك المذاهب فيهم. (وصدقتم من رسله من مضى) اي جميعهم مفصلا حسبما اخبركم الله تعالى باحوالهم مفصلا. (فالراغب عنكم) مع ظهور هذه الاوصاف والاحوال منكم. (مارق) عن الدين المبين ضال عن طريقة سيد المرسلين (واللازم لكم) بامامتكم والاخذ بأقوالكم والمتابعة لاعمالكم. (لاحق) بكم في الدنيا والاخرة أو لاحق بالدرجات العالية بالطريق الحق. (والمقصر في حقكم) وامامتكم أو رتبتكم العالية أو متابعتكم أو الجميع.


        زاهق والحق معكم وفيكم ومنكم

        (زاهق) يقال زهق الباطل اي اضمحل وزهق السهم إذا جاوز الهدف (والحق معكم) كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحق مع علي وعلي مع الحق يدور معه حيثما دار وقال اللهم ادر الحق معه حيثما دار (وفيكم) اي في متابعتكم وفي اقوالكم (ومنكم) فان كل ما لم يخرج منهم فهو باطل وكل ما صدر منهم فهو حق عن محمد بن مسلم قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول ليس عند أحد من الناس حق ولا صواب ولا احد من الناس يقضي بقضاء حق الا ما خرج منا اهل البيت وإذا تشعبت بكم الامور كان الخطأ كنهمك والصواب من علي عليه السلام وعن (زرارة) قال كنت عند ابي جعفر عليه السلام فقال له رجل من اهل الكوفة يسأله (عن) قول امير المؤمين عليه السلام سلوني عما شئتم فلا تسألوني عن شئ الا نبأتكم به قال انه ليس احد عنده علم الا شئ خرج من عند امير المؤمنين عليه السلام فليذهب الناس حيث شاؤا فوالله ليس الامر الا من هيهنا وأشار بيده الى بيته وعن (ابي مريم) قال قال أبو جعفر عليه السلام لسملة بن كهيل والحكم بن عيينه شرقا وغربا فلا تجدان علما صحيحا الا شيئا خرج من عندنا اهل البيت وفي رواية اخرى فليشرق الحكم أو ليغرب اما والله لا =


        واليكم وانتم اهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم واياب الخلق =

        يصيب العلم الا من اهل بيت نزل عليهم جبرئيل (واليكم) أي كل حق في أيدي الناس فمرجعه اليكم لانه منكم اخذ أو انكم الباعث على وصوله الى الخلق وكلمات الحكمة التي توجد في كلام المخالفين كالحسن (البصري) ومن يحذوا حذوه كلها مأخوذة من (كلام) امير المؤمنين عليه السلام كما لا يخفى على الماهر البصير والمتتبع الخبير. (وانتم اهله) لان جميع علوم الانبياء والاوصياء انتهت الى نبينا صلى الله عليه وآله وسلم ومنه انتهت إليهم عليهم السلام باجمعها (ومعدنه) حسبما تقدم (وميراث النبوة عندكم) كالواح موسى وعصاه وحجره وصحف ابراهيم موسى وسلاح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ونحو ذلك حسبما تقدم مفصلا (وإياب) بكسر الهمزة اي رجوع (الخلق) في الدنيا لامور دينهم ودنياهم واحكام شرائعهم واصلاح معادهم ومعاشهم أو في القيمة لاجل الحساب والشفاعه


        اليكم وحسابهم عليكم

        (اليكم) أو إلى كلامكم أو إلى مشاهدكم (وحسابهم عليكم) فقوله تعالى (ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم (1)) اي الى اوليائهم كما يشعر به صيغة الجمع والاستبعاد في ذلك فقد وكل تعالى بالعذاب والحساب والكتاب جمعا من الملائكة وهم افضل من الملائكة (عن جابر عن) ابي جعفر عليه السلام قال يا جابر إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والاخرين لفصل الخطاب ودعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعا امير المؤمنين عليه السلام الى ان قال ثم يصوران ثم يدعى بنا فيدفع الينا حساب الناس فنحن والله ندخل اهل الجنة الجنة واهل النار النار (الحديث) وعن سماعة قال كنت قاعدا مع ابي الحسن الاول والناس في الطواف في جوف الليل فقال يا سماعه (الينا) اياب هذا الخلق (وعلينا حسابهم الحديث) وعن (قبيصه) عن ابي عبد الله في قوله تعالى (ان الينا ايابهم ثم ان علينا حسابهم) قال فينا قلت انما اسألك عن التفسير قال نعم يا قبيصة إذا كان يوم القيامة جعل الله حساب شيعتنا الينا فما كان بينهم وبين الله استوهبه محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الله وما كان فيما بينهم وبين الناس من المظالم اداه محمد صلى الله عليه وآله وسلم عنهم وما كان فيما بيننا وبينهم وهبناه لهم حتى يدخلوا الجنة بغير حساب.

        (1): سورة الغاشية آية 25 - 26.


        وفصل الخطاب عندكم وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم ونوره

        (وفصل الخطاب عندكم) اي الخطاب الفاصل بين الحق والباطل. (وآيات الله لديكم) أي معرفة آيات الله عندكم فانهم اهل الذكر العالمون بتنزيله وتأويله ومحكمه ومتشابهه كما تقدم أو المعجزات التي اعطيت جميع الانبياء لديكم أو مطلق براهين الله وآياته لديكم (وعزائمه فيكم) اي الجد والاجتهاد والاهتمام في التبليغ والصبر على المكاره والصدق بالحق فيكم وردت وعليكم وجبت أو الواجبات اللازمه التي لم يرخص في تركها للعباد انما هي فيكم كوجوب متابعتكم والاعتقاد بامامتكم وجلالتكم وعصمتكم أو المعنى العزائم التي اقسم الله بها في القرآن كالشمس والقمر والضحى والتين والزيتون والبلد الامين ونحوها انما هي فيكم وانتم المقصودون بها أو القيم بها انما هو لكم أو السور العزائم أو سائر الايات في المدح نزلت فيكم أو المعني انتم الاخذون بالعزائم دون الرخص أو المعني ان قبول الواجبات اللازمه انما هو بمتابعتكم أو الوفاء بالمواثيق والعهود انما هو بمتابعتكم (ونوره) من العلوم الالهية والمعارف الربانية والهدايات السبحانيه


        وبرهانه عندكم وامره اليكم

        (وبرهانه) من الدلائل الظاهرة والمعجزات الباهره. (عندكم) فانهم مظاهر آيات الله وعلومه كما تقدم. (وامره) من الامامة أو اظهار العلوم. (اليكم) كما ورد في جملة من الاخبار ان الله فرض عليكم السؤال ولم يفرض علينا الجواب فعن الوشا قال سألت الرضا عليه السلام فقلت له جعلت فداك (فاسألوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون (1)) فقال نحن اهل الذكر ونحن المسؤولون قلت فأنتم المسؤولون ونحن السائلون قال نعم قلت حقا علينا ان نسألكم قال نعم قلت حقا عليكم ان تجيبونا قال لا ذاك الينا ان شئنا فعلنا وان شئنا لم نفعل اما تسمع قول الله تبارك وتعالى (هذا عطاؤنا فامنن أو امسك بغير حساب (2)) والاخبار بهذا المضمون كثيره وكان السر في ذلك ان بعض السائلين قد يكون منكرا لفضلهم ورادا لقولهم فقد يكون ترك الجواب اولى من الجواب وقد يكون الجواب على وجه التقية متعينا وبعضهم قد يكون مقرا بفضلهم ولكن في ترك جوابه مصلحة يعرفها الامام دونه فيجوز لهم ترك الجواب تحصيلا لتلك المصلحة كما ورد في سؤالهم عن تعيين ليلة القدر والاسم الاعظم والقضاء والقدر والاية وان كانت خطابا لسليمان الا انها جارية في =

        (1): سورة النحل آية 43 (2): سورة ص آية 39


        =

        حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويكون المعنى فيها هذا عطاؤنا من الملك والعلم فاعط من شئت وامنع من شئت حال كونك غير محاسب على الاعطاء والمنع وظاهر الفقرة تؤدي الى التفويض إليهم كما ورد في الجامعة الرجبية فيما اليكم التفويض ودلت عليه اخبار كثيرة مروية في الكافي وبصائر الدرجات وغيرهما ومنها ما رواه في الكافي باسنادين عن ابي اسحق النحوي قال دخلت على ابي عبد الله عليه السلام فسمعته يقول ان الله عز وجل ادب نبيه على محبته فقال (انك لعلى خلق عظيم (1)) ثم فوض إليه فقال عز وجل (وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (2)) وقال عز وجل (من يطع الرسول فقد اطاع الله (3)) ثم قال وان نبي الله فوض الى علي عليه السلام وائتمنه فسلمتم وجحد الناس فوالله ان تقولوا إذا قلنا وان تصمتوا إذا صمتنا لنحبكم ونحن فيما بينكم وبين الله عز وجل ما جعل الله لاحد خيرا في خلاف امرنا وفي رواية اخرى فما فوض الله الى رسوله فقد فوضه الينا وعن زيد الشحام قال سألت ابا عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (هذا عطاؤنا فمنن أو امسك بغير حساب) (4) قال اعطي سليمان ملكا عظيما ثم جرت هذه =

        (1): سورة القلم آية 4 (2): سورة الحشر آية 7 (3): سورة النساء آية 80 (4): سورة ص آية 36


        =

        الاية في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكان له ان يعطي ما شاء من شاء ويمنع من يشاء واعطاه افضل مما اعطى سليمان لقوله تعالى (ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) (1) وقد عقد الكليني والصفار لهذا المضمون بابا على حده وقد أو ضحنا الكلام في هذه (الاخبار) بما لا مزيد في مقدمة شرح المفاتيح وفي مصابيح الانوار في حل مشكلات الاخبار وملخص القول هنا ان للتفويض معان (بعضها) صحيح وبعضها باطل والثاني عبارة عن تفويض الخلق والايجاد والرزق والاحياء والاماتة إليهم كما روي عن الرضا عليه السلام انه (قال) اللهم من زعم اننا أرباب (فنحن) منه براء ومن زعم ان الينا الخلق وعلينا الرزق (فنحن) منه براء ومن كبراءة عيسى بن مريم من النصارى (وعن) زراره قال (قلت للصادق عليه السلام) ان رجلا من ولد عبد المطلب بن سبا يقول بالتفويض فقال عليه السلام فما التفويض فقلت ان الله عز وجل خلق محمدا وعليا ثم فوض الامر اليهما فخلقا ورزقا واحيا واماتا فقال عليه السلام كذب عدو الله إذا رجعت إليه فاقرأ عليه الاية التي في سورة الرعد (ام جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق كل شئ وهو الواحد القهار (2)) فانصرفت الى الرجل فاخبرته ما قال (الصادق عليه السلام) فكأنما القمته حجرا أو قال =

        (1): سورة الحشر آية 7. (2): سورة الرعد آية 16


        =

        فكأنما خرس ومن هذا القسم القول بتفويض افعال العباد إليهم بمعنى انه تعالى لو شاء ان يصرفهم عنها لما قدر امر التفويض إليهم بمعنى ما شاؤ وافعلوا أو التفويض إليهم من دون مدخليته تعالى في التوفيق والخذلان كما قالوا عليهم السلام لا جبر ولا تفويض بل امر بين الامرين (واما التفويض الصحيح) فهو اقسام منها تفويض امر الخلق إليهم بمعنى وجوب طاعتهم في كل ما امروا به ونهوا عنه سواء علموا وجه الصحة ام لا بل الواجب عليهم الانقياد والاذعان ويمكن حمل كثير من اخبار التفويض على هذا المعنى ومنها تفويض الاحكام والافعال بان يثبتوا ما رأوه حسنا ويردوا ما رأوه قبيحا فيجيزه الله تعالى كما ورد في ان الني صلى إليه عليه وآله وسلم هو الذي زاد في الصلاة الركعتين الاخيرتين فأجازه الله تعالى ومنها تفويض الارادة بان يريد شيئا لحسنه ولا يريد شيئا لقبحه فيجيزه الله تعالى لارادته وهذه الاقسام الثلاثة لا تنافي ما ثبت من انه صلى الله عليه وآله وسلم (ما ينطق عن الهوى (1)) (ان هو الا وحي يوحى (2)) لان كل واحد منها ثبت من الوحي الا ان الوحي نابع لارادة ذلك فأوحى إليه كما انه صلى الله عليه وآله وسلم ارد تغيير القبلة وزيادة الركعتين في الرباعية والركعة في الثلاثية وغير ذلك فأوحى الله تعالى إليه بما اراد والمقام لا يخلو من اشكال والله العالم بحقيقة الحال

        (1، 2): سورة النجم آية 3، 4.


        من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ومن احبكم فقد احب الله ومن ابغضكم فقد ابغض الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله

        (من والاكم فقد والى الله ومن عاداكم فقد عادى الله ومن احبكم فقد احب الله ومن ابغضكم فقد ابغض الله ومن اعتصم بكم فقد اعتصم بالله) والسر في ذلك ان الله تعالى هو الامر بموالاتهم ومحبتهم والاعتصام بهم والناهي عن معاداتهم وبغضهم فالموالي لهم موال له تعالى وهكذا وأيضا انهم لما كانوا متخلقين بأخلاق الله ومتصفين بصفاته جرى لهم عليهم السلام حكمه تعالى في الاشياء المذكورة ونحوها كما قال تعالى (ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم (1)) (وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون (2)) (فلما اسفونا انتقمنا منهم (3)) من اهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة قوله صلى الله عليه وآله وسلم من رآني فقد رآى الحق يا علي حربك حربي وحرب علي حرب الله وفاطمة بضعة مني من آذاها فقد آذاني فقد آذى الله ونحو ذلك فعن حمزة بن بزيع عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى (فلما اسفونا انتقمنا منهم) فقال =

        (1): سورة الفتح آية 10 (2): سورة البقرة آية 57 (3): سورة الزخرف آية 55


        =

        ان الله عز وجل لا يأسف كأسفنا ولكنه خلق أولياء لنفسه يأسفون ويرضون وهم مخلوقون مربوبون فجعل رضاهم رضاء نفسه وسخطهم سخط نفسه لانه جعلهم الدعاة إليه والادلاء عليه فلذلك صاروا كذلك وليس ان ذلك يصل الى الله كما يصل الى خلقه لكن هذا معنى ما قال من ذلك وقد قال من أهان لي وليا فقد بارزني بالمحاربة ودعاني إليها وقال (من يطع الرسول فقد اطاع الله (1)) وقال (ان الذين يبايعونك انما يبايعون الله يد الله فوق ايديهم (2)) وكل هذا وشبهه على ما ذكرت لك والرضا والغضب وغيرهما من الاشياء مما يشاكل ذلك الحديث وعن زراره عن ابي جعفر عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل (وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون (3)) قال ان الله اعظم وأعز وأجل وأمنع من ان يظلم ولكن خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته حيث يقول (انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا (4)) يعني الائمة منا ثم قال في موضع آخر (وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون) ثم ذكر مثله.

        (1): سورة النساء آية 80 (2): سورة الفتح آية 10 (3): سورة البقرة آية 57 (4): سورة المائدة آية 55


        انتم السبيل الاعظم والصراط الاقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء

        (انتم السبيل الاعظم) الذي من سلكه نجا ومن تخلف عنه ضل وغوى (والصراط الاقوم) فانهم الصراط المستقيم القويم في الدنيا كما تقدم وطريق متابعتهم في العقائد والمعارف والافعال والاحوال اقوم الطرق وامتنها بل هو الطريق (وشهداء دار الفناء) اي شهداء الله على خلقه في دار الدنيا كما تقدم في قوله تعالى (وكذلك نجعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا (1)) (وشفعاء دار البقاء) فعن الصادق والباقر عليهما السلام قالا والله لنشفعن في المذنبين من شيعتنا حتى يقول اعدائنا (فمالنا من شافعين ولا صديق حميم (2)) الحديث وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى (فما لنا من شافعين) (ولا صديق حميم) قال الشافعون الائمة والصديق من المؤمنين وعنهم للنبي شفاعة في امته ولنا شفاعة في شيعتنا ولشيعتنا شفاعة في اهل بيتهم (وقال =

        (1): سورة البقرة آية 143 (2): سورة الشعراء آية 101


        والرحمة الموصولة والاية المخزونة والامانة المحفوظة =

        الصادق عليه السلام) من انكر ثلاثة اشياء فليس من شيعتنا المعراج والمسائلة في القبر والشفاعة. (والرحمة الموصولة) اي المتصلة الغير المقطعة فان كل امام منهم بعده امام وكل منهم رحمة للعالمين كجدهم خاتم النبيين صلى الله عليه وآله وسلم وبذلك فسر قوله تعالى (ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون (1)) في بعض الاخبار أو المعنى الرحمة الموصولة من الله الى الخلق (والاية المخزونة) اي هم علامات قدرة الله تعالى وعظمته ولكن معرفة ذلك كما ينبغي مخزونة الا عن خواص اوليائهم وفيه اشارة الى ان الايات هم الائمة الهداة عليهم السلام وقد قال امير المؤمنين عليه السلام مالله آية اكبر مني (والامانة المحفوظة) اي التي يجب حفظها على العالمين (وان يبذلوا انفسهم) واموالهم في حراستها وحفظها لان قوامهم بها ونظام امور دينهم ودنياهم بها (ايضا) أو المراد ذوو الامانة بمعنى ان ولايتهم هي (الامانة المحفوظة) المعروضة على السموات والارض فقد وردت اخبار كثيرة ان الامانة المعروضة هي الولاية أو المعنى أن أمانة كل من اللاحق محفوظة عند السابق يؤديها إليه عند الوفاة كما روى =

        (1): سورة القصص آية 51


        والباب المبتلى به الناس =

        احمد بن عمر قال سألت الرضا عليه السلام غعن قول الله عز وچل (ان الله يأمركم ان تؤدوا الامانتا الى اهلها (1)) قال هم الائدمة من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ان يؤدي الامام الامامة الى من بعده ولا يخص بها غيره ولا يزويها عنه وفي (رواية) اخرى عن (الصادق عليه السلام) قال امر الله الامام الاول ان يدفع الى الامام الذي بعده كل شئ عنده وفي (رواية) اخرى ايانا عني ان يؤدي الاول الى الامام الذي بعده الكتب والعم والسلاح (والباب المتلى به الناس) اشارد الى وقل النبي صلى الله عليه وآله وسلم مثل اهل بيتي مثل باب حطة يني الباب اذي ابتلا الله بتي اسرائيل بدخوله سجد وان يقولا حطة اي هو حطة لذنوبنا أو حط عنا ذنوبنا فدخلها قوم منهم كذلك فنجوا (فبدل سالذنى ظملموت قلوا غير الذي قيل لهم (2)) فهلكوا وهم كذلك من دخل في باب متابعتهم نجى ومن لم يدخل هلك وييكن ان يكون اشرة الى قوله (انا مدينة العلم وعلي بابها) ومن اراد المدينة فليأتها من بابها أو الى قوله (واتوا البيوت من ابوابها (3))

        (1): سورة النساء آية 58 (2) *: سورة البقرة آية 59 (3): سورة البقرة آية 189

        تعليق


        • #19
          من اتاكم فقد نجى ومن لم ياتكم فقد هلك الى الله تدعون وعليه تدلون وبه تؤمنون وله تسلمون وبامره تعلمون والى سبيله ترشدون وبقوله تحكمون سعد والله من والاكم

          (من اتاكم فقد نجى ومن لم يأتكم فقد هلك) إذ الطريق الى النجاة منحصر فيكم. (الى الله تدعون) بالحكمة والموعظة الحسنة. (وعليه تدلون) بالمعارف الحقانية والبراهين النورانية. (وبه) دون غيره. (تؤمنون) الايمان الحقيقي الخالي من شوائب الشرك الجلي والخفي. (وله) دن غيره. (تسلمون) بالتشديد اموركم وتفوضونها أو بالتخفيف. (وبأمره تعملون) لا بارادتكم بل ليس لكم امر الا امره ولا إرادة إلا إرادته تعالى. (وإلى سبيله) القويم وصراطه المستقيم. (ترشدون) الخلق كمال الارشاد. (وبقوله تحكمون) لا بالاراء والاستحسانات والقياسات. (سعد والله من والاكم) في الدارين وفاز في النشأتين (*)


          وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضل من فارقكم وفاز من تمسك بكم وامن من لجأ اليكم وسلم من صدقكم وهدي من اعتصم بكم

          (وهلك من عاداكم) بالخلود في النار وبئس المصير. (وخاب) اي خسر وهلك. (من جحدكم) ولم يؤمن بامامتكم. (وضل من فارقكم) وترك متابعتكم ولعله عبر بالضلال هنا للاشارة الى المستضعفين المفارقين لهم من دون نصب وعناد فانهم الضالون ولله فيهم المشيئة ان يشأ يعذبهم وان يشأ يعف عنهم كما ورد عنهم. (وفاز من تمسك بكم) فوزا عظيما. (وامن) من عذاب الله وغضبه. (من لجأ اليكم) بالاعتقاد والمتابعة والاستشفاع. (وسلم) من الهلاك والعذاب. (من صدقكم) في الامامة وغيرها. (وهدي) الى طريق النجاة. (من اعتصم بكم) كما قال تعالى (واعتصموا بحبل =


          من اتبعكم فالجنة ماواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك ومن رد عليكم =

          الله (1)) والمراد به الائمة كما روي في الاخبار. (من اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم) وأنكر امامتكم. (كافر) وقد دلت اخبار كثيرة على كفر المخالفين يحتاج جمعها الى كتاب مفرد والجمع بينها وبين ما علم من أحوالهم عليهم السلام من معاشرتهم ومواكلتهم ومجالستهم ومخالطتهم يقتضي الحكم بكفرهم وخلودهم في الاخرة وجريان حكم الاسلام عليهم في الدنيا رأفة ورحمة بالطائفة المحقة لعدم امكان الاجتناب عنهم. (ومن حاربكم مشرك) بالله تعالى وقد قال صلى الله عليه وآله وسلم يا علي حربك حربي ومن حاربه فقد حارب الله تعالى ويجري لاخرهم ما يجري لاولهم. (ومن رد عليكم) شيئا من أقوالكم أو أخباركم.

          (1): سورة آل عمران آية 103


          في اسفل درك من الجحيم اشهد ان هذا سابق لكم فيما مضى وجار لكم فيما بقى وأشهد ان ارواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض

          (في اسفل درك من الجحيم اشهد ان هذا) أي وجوب متابعتكم أو كل واحد من المذكورات (سابق لكم فيما مضى) أي جار لكم فيمن مضى وتقدم منكم (وجار لكم فيما بقى) منكم وما تستعمل في اولي العقول كثيرا أو المعنى سابق لكم فيما مضى من الازمنة السالفة أو الكتب المتقدمة (وجار لكم فيما بقى) منها (واشهد ان أرواحكم ونوركم وطينتكم واحده) مخلوقة من أعلا عليين وأبدانهم من عليين وعلومهم وكمالاتهم واحده (طابت) تلك الارواح (وطهرت) تلك الابدان (بعضها من بعض) كما قال تعالى (ذرية بعضها من بعض (1)) أي من طينة واحدة مخلوقة من نور عظمته تعالى (فعن الصادق عليه السلام) قال ان الله خلقنا من عليين =

          (1): سورة آل عمران آية 34


          خلقكم الله انوارا فجعلكم بعرشه محدقين حتى من علينا بكم فجعلكم في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه =

          وخلق ارواحنا من فوق ذلك وخلق اراوح شيعتنا من عليين وخلق اجسادهم من دون ذلك فمن اجل ذلك القارابة بيننا وبينهم وقلوبهم تحن الينا (خلقكم الله أنوارا فجعلكم بعرشه محدقين) بالحاء والدال المهملتين اي مطيفين به والمراد بالعرش اما العلم وهم مستنهضون من علمه تعالى أو المراد به الجسم المحيط وكانوا أشباحا أو في اجساد مثاليه يطوفون به أو هم الان كذلك (حتى من علينا بكم) بان جعلكم أئمتنا وسادتنا وقدتنا في الدنيا والاخرة (فجعلكم في بيوت أذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه) اشارة الى الايات التي في سورة النور وان اولها فيهم كما ان الذين بعدها في اعدائهم والايات هكذا (الله نور السموات والارض (1)) الى قوله (في بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والاصال (2)) (رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله واقام الصلاة وايتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والابصار) (3) =

          (1 - 2 - 3): سورة النور آية 35، 36، 37.


          وجعل صلواتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا =

          ليجزيهم الله احسن ما علموا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب (1)) (والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب (2)) (أو كظلمات في البحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا اخرج يده لم يكد يراها ومن لم يجعل الله له نورا فماله من نور (3)) (عن الصادق عليه السلام) أو كظلمات الاول وصاحبه ويغشاه موج الثالث من فوقه موج ظلمات الثاني بعضها فوق بعض معويه وفتن بني اميه إذا اخرج يده المؤمن في ظلمة فتنتهم لم يكد يريها ومن لم يجعل الله له نورا اماما من ولد فاطمة فماله من نور امام يوم القيامة الحديث والمراد بالبيوت التي (اذن الله ان ترفع) اما البيوت المعنوية التي هي بيوت العلم والحكمه وغيرهما أو البيوت الصورية التي هي بيوت النبي صلى الله عليه وآله وسلم والائمة عليهم السلام في حياتهم ومشاهدهم بعد وفاتهم. (وجعل صلواتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيبا) مفعول ثان لجعل. =

          (1 - 2 - 3): سورة النور آية 38، 39، 40.


          لخلقنا وطهارة لانفسنا وتزكية لنا وكفارة لذنوبنا فكنا عنده مسلمين بفضلكم ومعروفين بتصديقنا اياكم =

          (لخقنا) بالفتح اشارة الى ما استفاض فيي الروايات من ان ولايتهم وحبهم عليهم السلام علامة طيب الولادة أو بالضم اي جعل صلواتنا عليكم وولايتنا لكم سببا لتزكيه اخلاقنا. (وطهارة لانفسنا) من الرذائل وسببا لتحليتها بالفضائل. (وتزكية لنا) من الاعتقادات الفاسدة والمذاهب الباطلة الكاسدة. (وكفارة لذنوبنا) الكبائر والصغائر. (فكنا عنده) اي في علمه تعالى. (مسلمين) بالتسليم القلبي الحقيقي. (بفضلكم) على العالمين وفي بعض النسخ مسمين وهو الاظهر ويكون اشارة الى ما روى ان عندهم كتابا فيه اسماء شيعتهم واسماء آبائهم وبلدانهم فعن الرضا عليه السلام قال في جملة حديث وانا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الايمان وحقيقة النفاق وان شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم واسماء آبائهم الحديث. (ومعروفين بتصديقنا اياكم) بالامامة والفضيلة وفرض =


          فبلغ الله بكم اشرف محل المكرمين واعلى منازل المقربين وارفع درجات المرسلين =

          الطاعة واعلم ان جملة وجعل الخ يحتمل ان تكون خبرية وان تكون انشائية دعائية وايما كان فهي معطوفة على اذن وعطف الانشائية على الاخبارية جايز سيما إذا كانت بصورتها كما في قوله تعالى حسبنا الله ونعم الوكيل. (اشرف محل المكرمين) وافضل مراتبهم. (وأعلى منازل المقربين) من الانبياء والمرسلين. (وأرفع دراجات المرسلين) وهي درجات نبينا صلى الله عليه وآله وسلم فيلزم افضليتهم على الانبياء كما يدل عليه قوله تعالى (وانفسنا وانفسكم (1)) وقوله من أراد ان ينظر الى آدم في علمه والى نوح في عبادته والى ابراهيم في خلته والى موسى في هيبته والى عيسى في زهده والى يحيى في ورعه فلينظر الى علي بن ابي طالب عليه السلام فان فيه سبعين خصلة من خصال الانبياء وعن الزيارات (قال قال لي) أبو عبد الله عليه السلام اي شئ تقول الشيعة في موسى وعيسى وامير المؤمنين عليهم السلام قلت يزعمون ان =

          (1): سورة آل عمران آية 61


          حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق =

          موسى وعيسى افضل من امير المؤمنين عليهم السلام قال ايزعمون ان امير المؤمنين عليه السلام علم ما علم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قلت نعم ولكن لا يقدمون على اولى العزم من الرسل احدا قال أبو عبد الله عليه السلام فخاصمهم بكتاب الله قلت في اي موضع منه (قال قال) الله لموسى (وكتبنا له في الالواح من كل شئ (1)) وقال الله لعيسى (لابين لكم بعض الذي تختلفون فيه (2)) وقال تبارك وتعالى لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم (وجئنا بك على هؤلاء شهيدا (3)) ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وعن الصادق عليه السلام قال ان الله خلق اولي العزم من الرسل وفضلهم بالعلم واورثنا علمهم وفضلنا عليهم في علمهم وعلم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ما لم يعلموا وعلمنا علم الرسول وعلمهم الى غير ذلك من الاخبار والفقرات الاتية مسوقة لذلك وهي قوله: (حيث لا يلحقه لاحق) ممن هو دونكم. (ولا يفوقه فائق) منهم على الانبياء كأولي العزم والنبي صلى الله عليه وآله وسلم وامير المؤمنين عليه السلام =

          (1): سورة الاعراف آية 145 (2): سورة الزخرف آية 63 (3): سورة النساء آية 41


          ولا يسبقه سابق ولا يطمع في ادراكه طامع حتى لا يبقى لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بنى ذلك شهيد الا عرفهم =

          مستثنيان بالادلة (ولا يسبقه سابق) في فضيلة من الفضائل. (ولا يطمع في ادراكه طامع) اي لا يطمع طامع من الانبياء أو الاوصياء أو الملائكة في الوصول والادارك لذلك المقام الذي وصلتموه لانهم يعلمون انها موهبة خاصة من الله تبارك وتعالى لكم ولا يمكن الوصل إليها بالسعي والاجتهاد. (حتى لا يبقى) اي حتى لم يبق احد في عالم الارواح ولا في عالم الاجساد. (لا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صديق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دني ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد) اي عالم أو حاضر. (الا عرفهم) في الكتب الالهيه والصحف السماوية أو على ألسنة الانبياء والمرسلين وبالنسبة إليهم بالوحي.


          جلالة أمركم وعظم خطركم وكبر شأنكم وتمام نوركم وصدق مقاعدكم وشرف محلكم وثبات مقامكم ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بابي انتم وامي واهلي ومالي واسرتي اشهد الله تعالى واشهدكم اني مؤمن بكم

          (جلالة امركم وعظم خطركم) خطر الرجل بالتحريك قدره ومنزلته. (وكبر شأنكم) بالهمزة الامر والحال. (وتمام نوركم وصدق مقاعدكم) اي انكم صادقون في هذه المرتبة وانها حقكم ولعله اشارة الى قوله تعالى (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) (1). (وشرف محلكم وثبات مقامكم) اي مقام مرضي قيامكم في طاعة الله ومرضاته ومعرفته. (ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه بأبي انتم) اي أفديكم أو انتم مفديون بأبي. (وامي واهلي ومالي واسرتي) الاسرة بالضم من الرجل الرهط الادنون. (اشهد الله تعالى واشهدكم اني مؤمن بكم) اي بامامتكم ووجوب طاعتكم وفضلكم.

          (1): سورة القمر الاية الاخيرة.


          وبما آمنتم به كافر بعدوكم وبما كفرتم به مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم وموال لكم ولاوليائكم مبغض لاعدائكم ومعاد لهم سلم لمن سالمكم

          (وب‍) اي بجميع. (ما آمنتم به) مجملا وان لم اعلم تفصيله. (كافر بعدوكم وبما كفرتم به) مجملا وان لم اعرف تفصيلة وفيه اشاره الى ان الايمان بهم لا يتم الا مع الكفر بعدوهم والبراءة منه وان حبهم لا يجتمع مع حب اعدائهم فان الحب من يحب اولياء المحبوب ويبغض اعدائه وقد اشار الله تعالى الى ذلك بقوله (فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى) (1). (مستبصرا بشأنكم) اي طالب للبصيرة بمعرفة امركم وحالكم وفيه اشارة الى الاعتراف بالعجز عن ادعاء البصيرة في معرفة مرتبتهم فان القوة البشرية لا تطيق الاحاطة بمعرفتها إذ هم انوار الله جل جلاله ومظاهر صفاته ويمتنع الاحاطة بمعرفة كنه صفاته تعالى (وبضلالة من خالفكم موال لكم ولاوليائكم مبغض لاعدائكم ومعاد لهم سلم لمن سالمكم) السلم بالكسر =

          (1) سورة البقرة آية 256.


          وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما ابطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم محتجب بذمتكم معترف بكم مؤمن بأيابكم =

          المصالحة والانقياد اي اني منقاد لمن انقاد لكم ومصالح من صالحكم أو اني محب لمن احبكم. (وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم) اي اعتقد ان ما حققتموه حق أو اسعى في بيان حقيته وكذا قوله: (مبطل لما ابطلتم مطيع لكم) في الجملة أو معترف بوجوب اطاعتكم وان صدر مني مخالفة في بعض الاحيان. (عارف بحقكم) الواجب علي. (مقر بفضلكم محتمل لعلمكم) اي لا ارد ما ورد عنكم وان لم يحتمله عقلي القاصر واعلم انه حق وان لم يصل إليه فكري الفاتر. (محتجب بذمتكم) اي مستتر من المهالك بدخولي في ذمتكم وامامتكم بأن اجعل الدخول في حجابكم وأمانكم مانعا من دخول النار ومن وسوسة الشياطين أو اني مستتر وداخل في الداخلين تحت امانكم. (معترف بكم) بامامتكم وفضلكم. (مؤمن بأيابكم) اي معتقد برجوعكم في الدنيا لاعلاء =


          مصدق برجعتكم =

          الدين والانتقام من الكافرين والمنافقين وقصم شوكة المعاندين قبل يوم القيامة والدين. (مصدق برجعتكم) تفسير لم قبلها وهاتان الفقرتان تدلان على رجعة جميع الائمة وقد تظافرت الاخبار وتواترت الاثار وأجمعت الشيعة الابرار على الرجعة في الجملة وانهم يرجعون الى الدنيا في زمان المهدي عجل الله فرجه جماعة من خلص المؤمنين واشقياء المخالفين وقد انكر المخالفون ذلك علينا اشد انكار وشنعوا بذلك علينا مع ان الايات القرآنية ناطقه بذلك فقد ذكر الله تعالى رجعة عزير واصحاب الكهف والملأ من بني اسرائيل فقال تعالى (الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم (1)) كانوا سبعين الف بيت وكان يقع فيهم الطاعون كل سنة فيخرج الاغنياء لقوتهم ويبقى الفقراء لضعفهم فيقل الطاعون في الذين يخرجون ويكثر في الذين يقيمون فيقول المقيمون لو خرجنا لما اصابنا الطاعون ويقول الخارجون لو اقمنا لاصابنا كما اصابهم فاجمعوا على ان يخرجوا جميعا من ديارهم وقت الطاعون فخرجوا بأجمعهم فنزلوا على شط بحر فلما وضعوا رحالهم ناداهم الله موتوا =

          (1): سورة البقرة آية 243 (*)


          =

          فماتوا جميعا فكنستهم المارة عن الطريق فبقوا بذلك ما شاء الله ثم مر بهم ارمينا النبي عليه السلام فقال لو شئت يا رب لاحييتهم فيعمروا بلادك ويلدوا عبادك ويعبدوك مع من عبدك فأوحى الله إليه افتحب ان احييهم قال نعم فاحياهم الله له وبعثهم معه فهؤلاء ماتوا ورجعوا الى الدنيا ثم ماتوا بآجالهم وقال تعالى (أو كالذي مر على قرية وهي خاوية على عروشها قال اني يحيى هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال لبثت يوما أو بعض يوم قال بل لبثت مئة عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنه وانظر الى حمارك ولنجعلك آية للناس وانظر الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحما فلما تبين له قال اعلم ان الله على كل شئ قدير (1)) وهو عزير مات مائة سنة ورجع الى الدنيا وبقي فيها ثم مات بأجله وقال تعالى في قصة المختارين من قوم موسى (ثم بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون (2)) وذلك انهم لما سمعوا كلام الله لموسى وقالوا لموسى لا نؤمن لك انه كلام الله (حتى نرى الله جهرة فاخذتكم الصاعقة) (3) فماتوا فقال موسى يا رب ما اقول لبني اسرائيل إذا رجعت إليهم فأحياهم الله له =

          (1): سورة البقرة آية 259 (2): سورة البقرة آية 56 (3): سورة البقرة آية 55 (*)


          =

          فرجعوا الى الدنيا فاكلوا وشربوا ونكحوا النساء وولدوا الاولاد ثم ماتوا بآجالهم وقال الله لعيسى (واذ تخرج الموتى باذني) (1) وجميع الموتى الذين احياهم عيسى باذن الله رجعوا الى الدنيا وبقوا فيها ثم ماتوا وقال تعالى في اصحاب الكهف (ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا (2)) ثم بعثهم الله فرجعوا الى الدنيا وقصتهم معروفة وقد روى مخالفونا بأسانيد متظافرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال يكون في هذه الامة مثل ما يكون في الامم السالفه حذو النعل بالنعل والقذة باقذة فيجب (ح) ان يكون في هذه الامة رجعة كما كان سالفا وروى مخالفونا انه إذا خرج المهدي عجل الله فرجه نزل عيسى بن مريم فصلى خلفه ونزوله الى الارض رجوعه الى الدنيا بعد موته لان الله تعالى يقول (اني متوفيك ورافعك الي (3)) وقال تعالى (وحشرناهم فلم نغادر منهم احدا (4)) مع قوله تعالى (ويوم نحشر من كل امة فوجا ممن يكذب بآياتنا (5)) واليوم الذي فيه الجمع غير اليوم الذي =

          (1): سورة المائدة آية 110 (2): سورة الكهف آية 25 (3): سورة آل عمران آية 55 (4): سورة الكهف آية 47 (5): سورة النمل آية 83 (*)


          =

          يحشر فيه الفوج وهو الرجعة وقال تعالى (واقسموا بالله جهد ايمانهم لا يبعث الله من يموت بلى وعدا عليه حقا (1)) يعني في الرجعة لقوه تعالى بعد ذلك (ليبين لهم الذي يختلفون فيه (2)) والتبيين يكون في الدنيا لا في الاخرة وقال تعالى (انا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا (3)) ومن المعلوم انه لم يتحقق ذلك الا في الرجعة وقال تعالى (قالوا ربنا امتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا فهل الى خروج من سبيل) (4) وقال تعالى (ثم رددنا لكم الكرة عليهم وامددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا (5)) والكرة الموعود بها انما هي الرجعة واما الاخبار التي وردت من طرقنا فهي قريبة التواتر بل لعلها متواترة وقد رواها جم غفير من ثقات علمائنا الاعلام وجمع كثير من الثقات العظام قريبا من مائتي حديث ومنهم الكليني والصدوق والمفيد والطوسي والمرتضى والنجاشي والكشي والعياشي وعلي بن ابراهيم وسليم الهلالي والكراجكي والنعماني والصفار وسعد =

          (1): سورة النحل آية 38 (2): سورة النحل آية 39 (3): سورة غافر آية 51 (4): سورة غافر آية 11 (5): سورة الاسراء آية 6


          =

          ابن عبد الله وابن قولويه وابن طاوس وولده وفرات بن ابراهيم وامين الاسلام أبو الفضل الطبرسي وابو طالب الطبرسي والبرقي وابن شهر آشوب والقطب الراوندي والعلامة والفضل بن شاذان والشهيد الاول وغيرهم وقد الف جملة من قدماء الاصحاب فيها رسائل وكتبا كأحمد بن داود بن سعيد الجرجاني قال الشيخ في الفهرست له كتاب المتعة والرجعة والحسن بن علي بن ابي حمزة البطايني عد النجاشي من جملة كتبه كتاب الرجعة والفضل بن شاذان النيشابوري ذكر الشيخ في الفهرست والنجاشي ان له كتابا في اثبات الرجعة والصدوق فقد عد النجاشي من كتبه كتاب الرجعة ومحمد بن مسعود العياشي ذكر الشيخ والنجاشي كتابه في الرجعة وغيرهم ومن الاخبار فيها ما في الكتاب الاختصاص عن الصادق عليه السلام قال اول من تنشق الارض عنه ويرجع الى الدنيا الحسين بن علي عليه السلام وان الرجعة ليست بعامه وهي خاصة لا يرجع الا من محض الايمان محضا أو محض الشرك محضا وعن الباقر عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعليا عليه السلام سيرجعان وعن الصادق عليه السلام في قوله تعالى (ويوم نحشر من كل امة فوجا (1)) قال ليس احد من المؤمنين =

          (1): سورة النمل آية 83

          تعليق


          • #20
            قتل الا سيرجع حتى يموت ولا احد من المؤمنين مات الا سيرجع حتى يقتل وعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم (1)) مثل ذلك عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى (وإذ اخذ الله ميثاق النبيين (2)) الاية قال ليؤمنن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولينصرن عليا امير المؤمنين عليه السلام قال نعم والله من لدن آدم فهلم جرا فلم يبعث الله نبيا ولا رسولا الا رد جميعهم الى الدنيا حتى يقاتلوا بين يدي علي بن ابي طالب عليه السلام وعن (سليمان الديلمي) انه سأل الصادق عليه السلام عن قوله تعالى (إذ جعل فيكم انبياء وجعلكم ملوكا) (3) فقال الانبياء رسول الله وابراهيم واسماعيل وذريته والملوك الائمة قال فقلت واي ملك اعطيتم فقال ملك الجنة وملك الكره وعن الصادق عليه السلام فيملك حتى يسقط حاجباه على عينيه من الكبر وقال في قوله تعالى (ان الذي فرض عليك القرآن لرادك الى معاد (4)) نبيكم راجع اليكم وفي تفسير =

            (1): سورة آل عمران آية 157 (2): سورة آل عمران آية 81 (3): سورة المائدة آية 20 (4): سورة القصص آية 85


            =

            القمي عن الصادق عليه السلام قال ما بعث الله نبيا من لن آدم فعلم جرا الا يرجع الى الدنيا وينصر امير المؤمنين عليه السلام وهو قوله (لتؤمنن به) يعني برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولتنصرن امير المؤمنين عليه السلام وعن (المفضل بن عمر) قال ذكرنا القائم عجل الله فرجه ومن مات من اصحابنا ينتظره فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام إذا قام اتى المؤمن في قبره يقال له يا هذا انه قد ظهر صاحبك فان تشأ ان تلحق به فالحق وان تشأ ان تقيم في كرامة ربك فاقم (واعلم) ان للمخالفين شبهات ركيكة في الرجعة منها انها لو كانت حقا فما الذي يمنع من توبة يزيد والشمر وابن ملجم فيها ويرجعون عن كفرهم وضلالهم فلا يجوز حينئذ لعنهم وفيه انه حيث ورد عن ائمة الهدى لعنهم علمنا انهم لا يختارون الايمان وممن قال الله فيهم (لو اننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شئ قبلا ما كانوا ليؤمنوا الا ان يشاء الله (1)) اي الا ان يحثهم الله وايضا ان الله تعالى إذا رد الكافرين في الرجعة للانتقام منهم لا يقبل لهم توبة وجروا مجرى فرعون لما ادركه الغرق وقال (آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو اسرائيل وانا =

            (1): سورة الانعام آية 111


            =

            من المسلمين (1)) فقال له الله (الان وقد عصيت قبل وكنت من المفسدين (2)) وقد روى عنهم في قوله تعالى (يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا (3)) انها عند ظهور القائم عجل الله فرجه إذا تاب المخالف لم تقبل توبته (واوردوا) ايضا بأنه كيف يعود الكفار والمخالفين الى طغيانهم بعد الرحمة وقد عاينوا عذاب الله والجواب ما تقدم من انهم ممن قال فيهم تعالى (فلما رأو بأسنا قالوا آمنا (4)) أو ممن قال فيهم تعالى (يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا ونكون من المؤمنين (5)) فقال تعالى (بل بدا لهم ما كانوا يخفون من قبل ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه (6)) وقال السيد ابن طاوس في الطرائف روى مسلم في صحيحه في اوائل الجزء الاول باسناده الى الجراح بن مليح قال سمعت جابرا يقول عندي سبعون الف حديث عن ابي جعفر محمد الباقر عليه السلام عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تركوها =

            (1): سورة يونس آية 90 (2): سورة يونس آية 91 (3): سورة الانعام آية 158 (4): سورة غافر آية 84 (5): سورة الانعام آية 27 (6): سورة الانعام آية 28


            مرتقب لدولتكم منتظر لامركم =

            كلها ثم ذكر مسلم في صحيحه باسناده الى محمد بن عمر الرازي قال سمعت حريزا يقول لقيت جابر بن يزيد الجعفي فلم اكتب عنه لانه كان يؤمن بالرجعة فانظر رحمك الله كيف حرموا انفسهم الانتفاع برواية سبعين الف حديث عن نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم برواية ابي جعفر الذي هو من اعيان اهل بيته الذين امرهم بالتمسك بهم ثم ان اكثر المسلمين أو كلهم قد رووا احياء الاموات في الدنيا وحديث إحياء الله الاموات في القبور للمسألة وقد تقدمت روايتهم عن اصحاب الكهف وهذا كتابهم يتضمن (الم تر الى الذين خرجوا من ديارهم وهم الوف حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم (1)) والسبعون الذين اصابتهم الصاعقة مع موسى فأي فرق بين هؤلاء وبين ما رواه اهل البيت عليهم السلام وشيعتهم من الرجعة وأي ذنب كان لجابر في ذلك حتى يسقط حديثه انتهى كلامه رضي الله عنه. (مرتقب) اي منتظر. (لدولتكم) في الرجعة. (منتظر لامركم) اي غلبتكم على الاعادي في زمن المهدي عجل الله فرجه أو منتظر لظهور امامتكم.

            (1): سورة البقرة آية 243


            آخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم عائذ بكم لائذ بقبوركم مستشفع الى الله عز وجل بكم ومتقرب بكم إليه ومقدمكم امام طلبتي وحوائجي وارادتي في كل أحوالي واموري

            (آخذ بقولكم عامل بأمركم) في الجملة أو معتقد لذلك أو عازم على ذلك. (مستجير بكم) أي بولايتكم أو بمحبتكم أو بزيارتكم أو الاعم. (زائر لكم) راجيا بذلك الفوز بالثواب والنجاة من العقاب. (عائذ بكم لائذ بقبوركم) يقال لاذ به إذا التجأ وانضم واستغاث. (مستشفع الى الله عز وجل بكم) اي اجعلكم شفعائي الى الله تعالى. (ومتقرب بكم إليه ومقدمكم امام طلبتي وحوائجي وارادتي في كل أحوالي واموري) اي اسأله بحقكم واستشفع بكم قبل ذلك حتى يحصل تنجيز الامور أو المراد اني اقدم الصلاة عليكم قبل ذلك ليستجاب الدعاء (ففي الصحيح عن) هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد وعنه (قال) من دعا ولم يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم =


            مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم =

            رفرف الدعاء على رأسه فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع الدعاء وعن مرازم عن الصادق عليه السلام قال أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله اني جعلت ثلث صلواتي لك (فقال) له خيرا (فقال) يا رسول الله اني جعلت نصف صلواتي لك (فقال) له ذاك أفضل (فقال) اني جعلت كل صلواتي لك فقال اذن يكفيك الله عز وجل ما أهمك من امر دنياك وآخرتك فقال له رجل أصلحك الله كيف يجعل صلوته له (فقال) لا يسأل الله عز وجل الابدا بالصلاة على محمد وآله. (مؤمن بسركم وعلانيتكم) أي بما استتر عن أكثر الخلق من غرائب احوالكم وبما علن منها أو مؤمن باعتقاداتكم السرانية وبأعمالكم وأقوالكم العلانيه (وشاهدكم) من الائمة الاحد عشر (وغائبكم) المهدي (وأولكم) علي بن أبي طالب عليه السلام (وآخركم) القائم لا كما يقول العامة بامامة اولكم دون الاخير أو الواقفة الذين وقفوا دون آخركم


            ومفوض في ذلك كله إليكم ومسلم فيه معكم وقلبي لكم مسلم ورأيي لكم تبع ونصرتي لكم معدة

            (ومفوض في ذلك كله اليكم) اي لا اعترض عليكم في شئ من اموركم بل اعلم ان كلما تأتون به فهو بأمره تعالى أو المعنى اسلم جميع اموري اليكم لكي تصلحوا خللها وفاسدها فان أعمال الخلائق تعرض عليهم. (ومسلم فيه) أي في ذلك كله (معكم) الى الله تعالى فلا اعترض على الله تعالى في عدم استيلائكم وغيبتكم وغير ذلك بل اسلم لامره وأرضى بقضائه معكم اي كما سلمتم ورضيتم (وقلبي لكم مسلم) أي منقاد مطيع مذعن لاموركم وافعالكم لا يختلج فيه شئ من اقوالكم وأفعالكم وأحوالكم وفي بعض النسخ سلم بالكسر بالمعنى المتقدم أو بمعنى الصلح اي لا اعتراض له وان لم يصل عقلي القاصر وفكري الفاتر الى وجه الحكمة فيما صدر منكم (ورأيي لكم تبع) اي رأي تابع لرأيكم ولا رأي لي مع رأيكم كما لاعدائكم يقول قال علي واقول انا (ونصرتي لكم معدة) ومهيأة فها انا منتظر لخروجكم والجهاد في خدمتكم مع اعدائكم أو المعنى نصرتي معدة لبيان دينكم واعلاء كلمتكم بالبراهين والادلة بحسب الامكان.


            حتى يحيى الله تعالى دينه بكم ويردكم في ايامه ويظهركم لعدله ويمكنكم في أرضه فمعكم معكم

            (حتى يحيى الله تعالى دينه) بعد الاندارس والانطماس. (بكم) اي بتمكنكم وظهوركم واستيلائكم. (ويردكم في أيامه) اي ايام ظهور دينه واستيلاء كلمته وهي ايام الرجعة وفيه اشارة الى ما ورد في جملة من الاخبار في تفسير قوله تعالى (وذكرهم بأيام الله (1)) ان المراد بها ايام قيام القائم. (ويظهركم) في الرجعة. (لعدله) اي لاقامة عدله واظهاره. (ويمكنكم في ارضه) كما قال تعالى (وعد الله الذين آمنوا منكم وعلموا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم) (2) الاية. (فمعكم معكم) اي بالقلب واللسان أو في الدنيا والرجعة أو في الدنيا والاخرة أو كرر لمجرد التأكيد.

            (1): سورة ابراهيم آية 5 (2): سورة النور آية 55


            لا مع عدوكم آمنت بكم وتوليت اخركم بما توليت به اولكم وبرئت الى الله عز وجل من أعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم الجاحدين لحقكم والغاصبين لارثكم

            (لا مع عدوكم) وفي بعض النسخ لا مع غيركم. (آمنت بكم) قلبا ولسانا وفي عالم الذر وفي هذا العالم (وتوليت آخركم بما توليت به اولكم) اي اتولى واعتقد آخركم وهو المهدي عجل الله فرجه بنحو ما كنت اتولى اولكم امير المؤمنين عليه السلام أو اتولى كل واحد منكم بنحو ما كنت اتولى به اولكم فان كل واحد منهم عليهم السلام آخر بالنسبة الى سابقة. (وبرئت) حال كوني ملتجئ (الى الله عز وجل) تعالى. (من اعدائكم) الضالين والناصبين والجاحدين والمعاندين (ومن الجبت والطاغوت)... (والشياطين) سائر خلفاء الجور والسلاطين. (وحزبهم) اتباعهم. (الظالمين لكم والجاحدين لحقكم والغاصبين لارثكم) من الامامة والفئ وفدك والعوالي والخمس والانفال وصفو المال وغيرها.


            والشاكين فيكم المنحرفين عنكم ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ومن الائمة الذين يدعون الى النار

            (الشاكين فيكم) اي في امامتكم كأنهم وان لم يقولوا بامامتهم ولكنهم يحتملونها وفي بعض النسخ بالواو وهو اظهر (المنحرفين) اي المايلين والعادلين (عنكم) الى غيركم من اعداء الدين ومردة المنافقين (ومن كل وليجة دونكم) الوليجه الدخيله وخاصتك من الرجال (ومن) تتخذه معتمدا عليه من غير اهلك والرجل يكون في القوم وليس منهم والمعنى اني لا اتخذ من غيرهم من اعتمد عليه في ديني وسائر اموري وابرء من كل من ادخلوه معكم في الامامة والخلافة وليس منكم وفيه اشارة الى ان المؤمنين في قوله تعالى: (ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة) (1) هم الائمة كما ورد في الاخبار وفسرها بعض المفسرين بالدخل قال اي دخلا وبطانة من المشركين يخالطوهم ويودونهم. (ومن كل مطاع سواكم ومن الائمة الذين يدعون الى النار) اشارة الى قوله تعالى (وجعلناهم أئمة يدعون الى النار (2)) اي الى الاعتقادات والاعمال الموصلة الى النار أو =

            (1): سورة التوبة آية 16 (2): سورة القصص آية 41


            فثبتني الله ابدا ما حييت على موالاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني ممن يقتص اثاركم ويسلك سبيلكم =

            ان تلك الاعتقادات التي اعتقد وها في الدنيا والاعمال التي عملوها تكون نارا في القيامة يعذبون بها كما قال انما هي اعمالكم (فثبتني الله) تعالى (ابدا) جملة دعائية (ما حييت) اي مدة حياتي (على موالاتكم) متعلق يثبتني (ومحبتكم) وهي مرادفه للموالات أو المراد بالموالات المتابعة في الاقوال والافعال والاعمال (ودينكم ووفقني لطاعتكم) في الاقوال والاعمال في الدنيا (ورزقني شفاعتكم) في الاخرة (وجعلني ممن يقتص) اي يتبع (آثاركم) قولا وفعلا (ويسلك سبيلكم) وطريقكم الذي تسلكوه


            ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيامكم وتقر عينه غدا برؤيتكم

            (ويهتدي بهداكم) الذي هو هدى الله فان الهدى هدى الله. (ويحشر في زمرتكم) الزمره بالضم الفوج والجماعة. (ويكر في رجعتكم) الفعل كر يكر كمد يمد والكر الرجوع يقال كر وكر يتعدى بنفسه ولا يتعدى وفيه اشارة الى رجوع خواص الشيعة في رجعتهم عليه السلام اي جعلني الله من خواص شيعتكم حتى اكر في رجعتكم. (ويملك في دولتكم) اي جعلني الله ممن يصير ملكا لاعلاء كلمته واظهار دينه في دولتكم فان خواص شيعتهم يصيرون ملوكا في دولتهم. (ويشرف في عافيتكم) بالقاف أو الفاء اي من يصير شريفا معظما في عاقبة امركم وهي دولتكم وايام ظهوركم أو في زمان سلامتكم من الاعادي. (ويمكن في ايامكم) اي يجعل له التمكين والاستيلاء. (وتقر عينه غدا برؤيتكم) وفيه اشارة الى نهاية قربه كما قال تعالى (انهم يرونه بعيدا) (ونراه قريبا) (1). (*)

            (1): سورة المعارج آية 6 - 7.


            بأبي انتم وأمي ونفسي واهلي ومالي من اراد الله بدء بكم ومن وحده قبل عنكم ومن قصده توجه بكم إليه موالي لا احصي ثنائكم) * (هامش) (بابي انتم) اي مفديون أو افديكم بابي. (وامي ونفسي واهلي ومالي من اراد الله بدأ بكم) اي من لم يبدأ بكم فلم يرد الله بل اراد الشيطان اذلا يمكن الوصول الى معارفه تعالى ومرضاته الا بأتباعكم في العقائد والاقوال والاعمال. (ومن وحده قبل عنكم) اي من لم يقبل عنكم فليس بموحد بل هو مشرك وان اظهر التوحيد أو كل من يقول بتوحيد الله يقبل قولكم فان البرهان كما يدل على التوحيد يدل على وجوب امامتكم وخلافتكم أو ان حقيقة التوحيد انما عرفت منكم فمن لم يقبل العلوم منكم لم يعرف التوحيد. (ومن قصده توجه بكم إليه) إذا انتم وجه الله الذي به يتوجه به وباب الله الذي منه يؤتى. (موالي) منادى جمع مولى. (لا احصي ثنائكم) كما انه لا يمكن احصاء الثناء على الله كما قال (سبحانك لا احصي ثنائي عليك انت كما اثنيت على نفسك) إذ هم مظاهر صفات الله واسمائه ولا يمكن لغيرهم معرفة كمالاتهم كما (روى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم = (*)


            ولا أبلغ من المدح كنهكم ومن الوصف قدركم وانتم نور الاخيار =

            قال) يا علي ما عرف الله الا انا وانت وما عرفني الا الله وانت وما عرفك الا الله وانا وكذا الكلام في قوله. (ولا ابلغ من المدح كنهكم ولا من الوصف قدركم) في حديث الرضا عليه السلام في وصف الامام الامام واحد دهره لا يدانيه احد ولا يعادله عالم ولا يوجد منه بدل ولا له مثل ولا نظير مخصوص بالفضل كله من غير طلب من له ولا اكتساب بل ختصاص من المفضل الوهاب فمن الذي يبلغ معرفة الامام أو يمكنه اختياره هيهات هيهات ضلت العقول وتاهت الحلوم وحارت الالباب وخسأت العيون وتصاغرت العظماء وتحيرت الحكماء وحصرت الخطباء وجهلت الالباء وكلت الشعراء وعجزت الادباء وعيت البلغاء عن وصف شأن من شأنه أو فضيلة من فضائله وأقرت بالعجز والتقصير وكيف يوصف بكله أو ينعت بكنهه أو يفهم شئ من امره أو يوجد من يقوم مقامه ويغني غناه بلا كيف وانى وهو بحيث النجم من يد المتناولين ووصف الواصفين الحديث. (وانتم نور الاخيار) اي كيف احصي ثنائكم وامدحكم كنه مدحكم واصف قدركم والحال. (انكم نور الاخيار) اي معلموهم وهادوهم مع انه لا يمكن معرفة الاخيار من النبيين والمرسلين والملائكة المقربين أو انتم كالشمس من بينهم فكما ان البصر عاجز عن رؤية الشمس = (*)


            وهداة الابرار وحجج الجبار بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء ان تقع على الارض =

            كذلك البصيرة عاجزة عن ادراك مراتب شمس كمالكم وصفاتكم. (وهداة) الشيعة. (الابرار وحجج الملك الجبار بكم فتح الله) الوجود أو الخلافة أو جميع الخيرات والافاضات أو بكم خلق الله إذ لو لاكم لما خلقت سماء (مبنية ولا ارض مدحيه ولا شمس مضيئة ولا قمر منير ولا ريح تسير) ولا غير ذلك والباء تحتمل السببية والصلة. (وبكم ينزل الغيث) كما ورد في الاخبار أو بدعائهم. (وبكم يختم) اي دولتكم آخر الدول أو الدولة في الاخرة أيضا لكم. (وبكم يمسك السماء ان تقع على الارض) مع حصول أسباب ذلك من أقوال الخلق وأفعالهم الموجبة لذلك من اداء الولد والصاحبه لله تعالى واتخاذ الالهة الباطلة كما قال تعالى (تكاد السموات يتفطرن منه وتنشق الارض وتخر الجبال هدا (1)) (ان دعوا للرحمن ولدا (2)).

            (1): سورة مريم آية 90 - 91.


            الا باذنه وبكم ينفس اللهم ويكشف الغم ويرفع الضر

            وقوله (الا باذنه) يعني عند قيام الساعة أو في كل وقت يريده تعالى ويأذن فيه (وبكم ينفس الهم ويكشف الغم ويرفع الضر) وفي بعض النسخ وبكم يكشف الضر ورى الصدوق في الاكمال باسناده عن الرضا عليه السلام قال نحن حجج الله في ارضه وخلفائه في عباده وامنائه على سره ونحن كلمة التقوى والعروة الوثقى ونحن شهداء الله وأعلامه في بريته بنا يمسك السموات والارض ان تزولا وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمة لا تخلو الارض من قائم منا ظاهر أو خاف ولو خلت يوما بغير حجة لماجت بأهلها كما يموج البحر بأهل وعن الصادق عليه السلام قال ان الكواكب جعلت في السماء أمانا لاهل السماء فإذا ذهبت نجوم السماء جاء اهل السماء (ما كانوا يوعدون) وقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل اهل بيتي امانا لامتي فإذا ذهب اهل بيتي جاء امتي (ما كانوا يوعدون) وعن السجاد عليه السلام قال نحن أئمة المسلمين وحجج الله على العالمين وسادة المؤمنين وقادة الغر المحجلين وموالي المؤمنين ونحن امان اهل الارض كما أن النجوم امان لاهل السماء ونحن الذين بنا يمسك الله السماء ان تقع على الارض الا باذنه وبنا يمسك الارض ان تمور بأهلها وبنا ينزل الغيث وتنشر الرحمه وتخرج بركات الارض الحديث.


            وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته والى جدكم بعث الروح الامين اتاكم الله ما لم يؤت احدا من العالمين)

            (وعندكم ما نزلت به رسله) من الصحف الالهية والكتب السماوية والعلوم الربانية والاسرار الحقانية (وهبطت به ملائكته) تفسير لما قبلها كما تقدم في احوالهم (والى جدكم بعث الروح الامين) جبرائيل وان كانت الزيارة لامير المؤمنين عليه السلام فقل (والى اخيك بعث الروح الامين (اتاكم الله) من العلوم الربانية والمعارف الحقانية والاسرار الالهية والفضائل النفسانية والاخلاق الملكوتية (ما لم يؤت أحدا من العالمين) عدا جدكم سيد المرسلين ان لم يكن داخلا في الخطاب فيهم (عن) يعقوب بن شعيب قال سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون (1)) قال هم الائمة وعن الزيات قال قلت للرضا عليه السلام ادع لي ولاهل بيتي فقال اولست أفعل والله ان =

            (1): سورة التوبة آية 105


            أعمالكم لتعرض علي كل يوم وليله قال فاستعظمت ذلك فقال لي اما تقرأ كتاب الله عز وجل (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) هو والله علي بن ابي طالب عليه السلام وفي قرائتهم انها والمأمونون وعنهم ان عندنا صحف ابراهيم وألواح موسى والزبور الذي أنزل على داود وكل كتاب نزل فهو عند اهل البيت ونحن هم وعن الباقر عليه السلام قال ان اسم الله الاعظم على ثلاثة وسبعين حرفا وانما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلم به فخسف بالارض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الارض كما كانت أسرع من طرفة العين وعندنا نحن من الاسم الاعظم اثنان وسبعون حرفا وحرف عند الله تبارك وتعالى استأثر به في علم الغيب عنده ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وعن الصادق عليه السلام قال ان عيسى بن مريم اعطي حرفين كان يعمل بهما واعطي موسى اربعة احرف واعطي ابراهيم ثمانية احرف واعطي نوح خمسة عشر حرفا واعطي آدم خمسة وعشرين حرفا وان الله تبارك وتعالى جمع ذلك كله لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم وان اسم الله الاعظم ثلاثة وسبعون حرفا أعطى محمدا صلى الله عليه وآله وسلم اثنين وسبعين حرفا وحجب عنه حرفا واحدا وعن الباقر عليه السلام قال لو كان =


            =

            لالسنتكم اوكيه لحدثت كل امرء بما له وعليه وعن ابن جبل عن الصادق عليه السلام قال كنا ببابه فخرج علينا اقوام شبه الزط عليهم ازر واكسية فسألنا أبا عبد الله عليه السلام فقال هؤلاء اخوانكم من الجن وفي رواية اخرى يأتوننا فيسألونا عن حلالهم وحرامهم وعن خيثمه الجعفي عن ابي جعفر عليه السلام قال سمعته يقول نحن جنب الله ونحن صفوته ونحن خيرته ونحن مستودع مواريث الانبياء ونحن امناء الله عز وجل ونحن حجة الله ونحن أركان الايمان ونحن دعائم الاسلام ونحن رحمة الله على خلقه ونحن من بنا يفتح وبنا يختم ونحن ائمة الهدى ونحن مصابيح الدجى ونحن منار الهدى ونحن السابقون ونحن الاخرون ونحن العلم المرفوع للخلق من تمسك بنا لحق ومن تأخر عنا غرق ونحن قادة الغر المحجلين ونحن خيرة الله ونحن الطريق الواضح والصراط المستقيم الى الله ونحن من نعمة الله عز وجل على خلقه ونحن المنهاج ونحن معدن النبوة ونحن موضع الرسالة ونحن الذين الينا تختلف الملائكة ونحن السراج لمن إستضاء بنا ونحن السبيل لمن إهتدى بنا ونحن الهداة إلى الجنة ونحن عرى الاسلام ونحن السنام الاعظم ونحن الذين أنزل الله عز وجل بنا الرحمه وبنا تسقون الغيث ونحن الذين بنا يصرف عنكم العذاب فمن =


            طأطأ كل شريف لشرفكم وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شئ لكم =

            عرفنا وأبصرنا وعرف حقنا واخذ بأمرنا فهو منا والينا. (طأطأ) أي خضع وخفض (كل شريف لشرفكم) أي لاجله إذ لم يصل إليه يقال طأطأ رأسه أي خفضه. (وبخع) بالباء الموحدة والخاء المعجمة اي خضع. (كل متكبر لطاعتكم) أي فيها أو لاجلها أو لاجل اطاعتكم الله تعالى يقال بخع بالحق بخوعا اقر به وخضعه به كبخع بالكسر بخاعة وفي بعض النسخ بالنون يقال نخع لي بحقي كمنع اي أقر. (وخضع كل جبار) أي متجبر (لفضلكم) اي لاجله. (وذل كل شئ لكم) بقدرة الله تعالى وخضوع الخلفاء الجبارة لهم وتذلل الاسود والحيوانات بين يديهم في الاثار مشهورة وفي كتب الاخبار مسطورة وقد ذكرنا جملة منها في كتابنا جلاء العيون في بيان أحوالهم عليهم السلام (ومن) ذلك ما روى ان الرشيد لما أراد قتل موسى الكاظم عليه السلام أرسل الى عماله في الاطراف فقال التمسوا لي قوما لا يعرفون الله استعين بهم في مهم لي فارسلوا إليه قوما يقال لهم العبدة فلما قدموا عليه وكانوا خمسين رجلا أنزلهم في بيت من داره قريب من المطبخ ثم حمل إليهم المال =


            واشرقت الارض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك الى الرضوان =

            والثياب والجواهر والاشربة والخدم ثم استدعاهم وقال من ربكم فقالوا ما نعرف ربا وما سمعنا بهذه الكلمة فخلع عليهم ثم قال للترجمان قل لهم ان لي عدوا في هذه الحجرة فادخلوا إليه وقطعوه فدخلوا باسلحتهم على الكاظم عليه السلام والرشيد ينظر ماذا يفعلون فلما رأوه رموا اسلحتهم وخروا له سجدا فجعل موسى عليه السلام يمر يده على رؤوسهم وهم منكسون وهو يخاطبهم بألسنتهم فلما رأى الرشيد ذلك غشي عليه وصاح بالترجمان اخرجهم فأخرجهم يمشون القهقرى إجلالا لموسى عليه السلام ثم ركبوا خيولهم واخذوا الاموال ومضوا. (واشرقت الارض بنوركم) اي بنور وجودكم فانه لولاكم لما اوجدت هي وغيرها من الموجودات أو اشرقت قلوب اهل الارض بنور هدايتكم وأفرد النور لانهم نور واحد كما تقدم أو يكون اشارة الى قوله تعالى (واشرقت الارض بنور ربها (1)) فانهم نور الله تعالى كما سبق. (وفاز الفائزون بولايتكم) اي لسبب اعتقاد امامتكم ومحبتكم ومتابعتكم (بكم) دون غيركم (يسلك) الى الطريق =

            (1): سورة الزمر آية 69


            وعلى من جحد ولايتكم غضب الرحمن بابي انتم وأمي ونفسي واهلي ومالي ذكركم في الذاكرين واسماؤكم في الاسماء واجسادكم في الاجساد وارواحكم في الارواح وانفسكم في النفوس وآثاركم في الاثار وقبوركم في القبور =

            (الرضوان) اي رضاء الله تعالى الذي هو اعظم الدرجات كما قال تعالى: (ورضوان من الله اكبر) (1). (وعلى من جحد ولايتكم) وانكر امامتكم وخلافتكم ووجوب طاعتكم (غضب الرحمن) الذي هو اعظم انواع العذاب. (بابي انتم) اي مفديون أو افديكم. (بأبي وامي ونفسي واهلي ومالي ذكركم في الذاكرين واسمائكم في الاسماء واجسادكم في الاجساد وأرواحكم في الارواح وانفسكم في النفوس واثاركم في الاثار وقبوركم في القبور) هذه الفقرات تحتمل معان الاول ان يكون المعنى ان ذكركم وان كان في الظاهر مذكورا بين الذاكرين بان يذكروكم ويذكروا غيركم وتذكر اسمائكم في اسمائهم بان يقولوا محمدا وعلي وهكذا وكذا البواقي الا انه لا نسبة بين ذكركم وذكر غيركم ولا بين اسمائكم واسماء غيركم وكذا البواقي بقرينة قوله بعد ذلك.(1): سورة التوبة آية 72.


            فما احلى آسمائكم واكرم انفسكم واعظم شأنكم واجل خطركم وأوفى عهدكم واصدق وعدكم

            (فما احلى اسمائكم واكرم انفسكم واعظم شأنكم) اي رتبتكم وأمركم. (واجل خطركم) اي قدركم وعظمتكم. (وأوفى عهدكم واصدق وعدكم) ويمكن تطبيق هذه الفقرات على الفقرات الاولى بأدنى تكلف مع انه لا حاجه إلى ذلك إذ مجموع هذه الفقرات في مقابلة مجموع تلك وبالجملة فحاصل المعنى ان ما يذكر ويسمى ويتكلم به فهو غير خارج عن خالق ومخلوق واسمائكم وانفسكم وارواحكم واجسادكم وسائر افعالكم واحوالكم واطواركم واخلاقكم وان كانت من جملة المخلوقات وداخلة في جملتها الا ان لها كمال الامتياز والسمو والعلو والرفعة والقدر والمنزلة بحيث لا نسبة بينها وبين غيرها وكونها من جملة غيرها لا تقتضي مساواتها لها كما قال من قال: فان تفق الانام وانت منهم فان المسك بعض دم الغزال وهذا المعنى احسن المعاني واوضحها (الثاني) ان يكون المعنى إذا ذكر الذاكرون الله بمدح أو ثناء فأنتم داخلون فيهم لانكم سادات الذاكرين وكذا إذا ذكرت الاسماء الشريفه والاوصاف المنيفه والارواح الطيبه ولاجساد الطاهره والانفس =


            =

            السليمة والعقول المنيفه والارواح الطيبه والاجساد الطاهرة والانفس السليمه والعقول المستقيمه ونحو ذلك فأسمائكم وارواحكم واجسادكم ونفوسكم داخلة في ذلك لانكم سادة السادات وقادة الهداة (الثالث) ان يكون المعنى انه ينبغي ان يكون ذكركم مذكورا في السنة الذاكرين وكذا اسمائكم والباقي بمعنى ان من اراد ان يذكر احدا بمدح فينبغي ان لا يذكر غيركم ومن اراد الثناء على الاسماء والارواح والاجساد والنفوس فليس له ان يتجاوزكم إلى غيركم كما قال من قال: اليكم وإلا تشد الركائب ومنكم وإلا لا تصح المواهب وفيكم وإلا فالحديث مزخرف وعنكم وإلا فالمحدث كاذب وهذا المعنى لا يخلو من لطف إلا أنه بعيد من اللفظ (الرابع) ان يكون المعنى ان ذكركم واسمائكم وارواحكم وسائر ما ذكر بمنزلة المظروف وجميع ذلك من غيركم بمنزلة الظرف فشرافة هذه الاشياء منكم كشرافة المظروف على الظرف وامتيازه ولا يخلو من بعد (الخامس) ان يقرأ واسمائكم وارواح الخ مجرورا معطوفا على ضمير =


            كلامكم نور وامركم رشد ووصيتكم التقوى =

            الخطاب المجرور في ذكركم اي يذكركم الله تعالى في جنب الذاكرين فيكون من اضافة المصدر الى المفعول فإذا ذكر الناس الذاكرين ذكركم الله تعالى في جنبهم وذكر اسمائكم ومدحها وكذا ارواحكم واجسادكم في جنب ذكرهم لها كما ورد في تفسير قوله تعالى (ولذكر الله اكبر (1)) اي ذكر الله عبده اكبر من ذكر العبد ربه وهو العبد والله العالم بحقائق كلام اوليائه واصفيائه واحبائه وهم عليهم السلام. (كلامكم نور) اي علم وهداية من الله اوله امتياز عن غيره كامتياز النور من الظلمة فان كلامكم تحت كلام الخالق وفوق كلام المخلوق وما ترى في كثير من الروايات من عدم سلاسة الالفاظ وجزالة المعاني والتكرار ونحو ذلك فاما لانه نقل بالمعنى أو لانهم يكلمون الناس على قدر عقولهم وأفهامهم. (وامركم رشد) اي هداية الى الصواب. (ووصيتكم التقوى) كما لا يخفى على من لاحظ الاخبار الواردة في وصيتهم حين وفاتهم فلم يزل كل منهم يقول لاهل بيته اوصيكم بتقوى الله.

            (1): سورة العنكبوت آية 45

            تعليق


            • #21
              وفعلكم الخير وعادتكم الاحسان وسجيتكم الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق وقولكم حكم وحتم ورايكم علم وحلم وحزم

              (وفعلكم الخير) اي منحصر فيه فلا يصدر منهم شر ابدا. (وعادتكم الاحسان) الى البر والفاجر والصديق والعدو. (وسجيتكم) اي طبيعتكم (الكرم) فانهم اكرم الخلق طرا حتى صار الكرم لهم طبيعة وسجية. (وشأنكم الحق) في المعارف والاحوال. (والصدق) في الاقوال (والرفق) في المعاشرات والافعال. (وقولكم حكم) اي حكمة لانكم أهل الحكمة ومنكم صدرت. (وحتم) يجب اتباعه. (ورأيكم علم) لا بظني وتخمين بل رأيكم علم الهي وأهل الرأي هم المعولون على الظنون والقياسات والاستحسانات والتخمين والمصالح المرسلة كالحنفية ونحوهم. (وحلم) لا سفه أو صادر عن عقل سليم يقال ذووا الاحلام اي ذوو العقول اي رأيكم رأي اولي العلم والحلم. (وحزم) اي مضبوط متقن متيقن.


              ان ذكر الخير كنتم اوله واصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه بابي انتم وأمي ونفسي كيف اصف حسن ثنائكم وأحصي جميل بلائكم وبكم اخرجنا الله من الذل

              (ان ذكر الخير كنتم اوله) لان ابتداءه بكم ومنكم. (وانتم اصله) وأصل الوجود الذي هو مبدأ الخيرات ولولاكم لما خلقت الموجودات (وفرعه) حيث ان وجودكم نشأ من خير الله تعالى وفضله على عباده ورأفته بخلقه فأنتم فرع ذلك الخير وان كمالاتكم العليه وأفعالكم المرضية فرع وجودكم الذي هو الاصل فانتم الاصل والفرع. (ومأواه) أي لا يوجد لا عندكم ولا يصدر الا منكم. (ومنتهاه) لان كل خير يرجع بالاخرة اليكم لانكم سببه أو ان الخيرات الكاملة النازلة من الله تعالى تنتهي اليكم وتنزل عليكم. بأبي أنتم وامي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم) اي كيف أقدر على وصف حسن وصفكم بأن يكون اضافة الحسن الى الثناء من اضافة الصفه الى الموصوف اي كيف أصف ثنائكم الحسن أو المعنى كيف اصف حسن ثنائكم على الله وتمجيدكم له. (واحصي جميل بلائكم) اي نعمتكم التي انعم الله بها علينا والحال (ان بكم) اي بسببكم وبسبب وجودكم. امامتكم وخلافتكم (أخرجنا الله من الذل) اي ذل الكفر =


              وفرج عنا غمرات الكروب وانقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار بأبي انتم وأمي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا واصلح ما كان فسد من دنيانا =

              والجهل إلى عز الاسلام والايمان والعلم أو من ذل العذاب الدنيوي والاخروي. (وفرج عنا غمرات) اي شدائد (الكروب) ومزدحماته من الكفر والظلم والجهل ونحوها. (وأنقذنا) أي خلصنا ونجانا. (من شفا جرف الهلكات) وشفا كنوى بالشين المعجمه والقصر الطرف والجانب والجرف بضم الجيم أو مع الراء الموضع الذي تجرفته السيول اي أكلت ما تحته والهلكات المهالك واريد بها هنا الكفر والضلال والفسق والمعنى أنقذنا بكم حين كنا مشرفين على المهالك الكفر والضلال والفسق فهدانا بكم وخلصنا من تبعاتها. (ومن النار بأبي انتم وامي ونفسي بموالاتكم علمنا الله معالم ديننا) بأخباركم وآثاركم وأقوالكم وأفعالكم وأحوالكم وكل ما لم يخرج من بيتكم ومن عندكم فهو باطل عاطل. (واصلح ما كان فسد من دنيانا) فان معرفة امور الدين التي تتعلق بالمعاملات والمعاشرات بها ينتظم امور الدنيا وبها يصلح نظام الخلق وامور المعاش فضلا عن المعاد.


              وبموالاتكم تمت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة

              (وبموالاتكم تمت الكلمه) اي كلمة التوحيد كما روى عن الرضا عليه السلام من قال (لا اله الا الله دخل الجنة بشرطها وشروطها وأنا من شروطها) أو كلمة الايمان اشارة الى قوله تعالى (اليوم أكملت لكم دينكم). (وعظمت النعمة علينا) اشارة الى قوله تعالى حين نصب النبي وصيه إمتثالا لقوله تعالى (يا أيها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته) (1) (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا) (2). (وائتلفت الفرقه) الحاصلة بالاراء الفاسدة والمذاهب الكاسدة فحصل الائتلاف والاتفاق بوجوب الرجوع إليهم والاخذ عنهم والرد إليهم ومتابعتهم في اقوالهم وافعالهم. (وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة) على بناء المفعول يقال افترضه الله اي اوجبه فان طاعتهم من اصول الدين ولا يقبل الفرع بدون الاصل وقد تقدمت الاخبار الداله على ان الاعمال لا تقبل بدون ولايتهم ومنها قول الباقر عليه = (*)

              (1): سورة المائدة آية 67 (2): سورة المائدة آية 3


              ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة والمقام المحمود =

              السلام كل من دان لله عز وجل بعبادة يجهد فيها نفسه ولا امام له من الله عز وجل فسعيه غير مقبول وهو ضال متحير والله شانئ لعمله الحديث. (ولكم المودة الواجبة) إشارة إلى قوله تعالى (قل لا أسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى) وقوله تعالى (إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا (1)) فعن الباقر عليه السلام في قوله تعالى (قل لا اسألكم عليه اجرا الا المودة في القربى (2)) قال هم الائمة وورد في (الاية الثانية) انها نزلت فيهم. (والدرجات الرفيعة) في الاخرة. (والمقام المحمود) اشارة الى قوله تعالى (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا) (3) وهو مقام الشفاعة الكبرى كما روي عن الصادق عليه السلام ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخر ساجدا في القيامة فيمكث ما شاء الله الله فيقول الله عز وجل ارفع رأسك واشفع تشفع واسئل تعط وذلك قوله (عسى ان يبعثك ربك مقاما محمودا). (1): سورة مريم آية 96 (2): سورة الشورى آية 23 (3): سورة الاسراء آية 79


              والمقام المعلوم عند الله عز وجل والجاه العظيم والشأن الكريم والشفاعة المقبولة

              (والمقام المعلوم) وفي بعض النسخ والمكان المعلوم اي المعلوم في القرب والكمال اشارة الى قوله تعالى (وما منا الا له مقام معلوم) (1). (والجاه العظيم والشأن الكريم والشفاعة المقبولة) عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله قال اتاني جبرائيل وهو فرح مستبشر فقلت جبيبي جبرائيل مع ما انت فيه من الفرح ما منزلة اخي وابن عمي علي ابن ابي طالب عليه السلام عند ربه فقال والذي بعثك بالنبوة واصطفاك بالرسالة ما هبطت في وقتي هذا الا لهذا يا محمد الله العلي الاعلى يقرئكما السلام (وقال) محمد نبي رحمتي وعلي مقيم حجتي لا اعذب من والاه وان عصاني ولا ارحم من عاداه وان اطاعني (ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم) إذا كان يوم القيامة يأتيني جبرائيل ومعه لواء الحمد وهو سبعون شقه الشقة منه اوسع من الشمس والقمر وانا على كرسي من كراسي الرضوان فوق منبر من منابر القدس فأخذه وادفعه الى علي بن ابي طالب عليه السلام فوثب الثاني وقال يا رسول الله وكيف =

              (4): سورة الصافات آية 164 (*)


              ربنا امنا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب =

              يطيق علي حمل اللواء وقد ذكرت انه سبعون شقه الشقة منه اوسع من الشمس والقمر فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا كان يوم القيامة يعطي الله عليا من القوة مثل قوة جبرائيل ومن النور مثل نور آدم ومن الحلم مثل حلم رضوان ومن الجمال مثل جمال يوسف ومن الصوت ما يداني صوت داود لولا ان يكون داود خطيبا لعلي في الجنان لاعطي مثل صوته وان عليا اول من يشرب من السلسبيل والزنجبيل لا يجوز لعلي قدم على الصراط الا وثبتت له مكانها اخرى وان لعلي وشيعته من الله مكانا يغبطه به الاولون والاخرون. (ربنا آمنا بما انزلت) في علي من الولاية اشارة الى قوله تعالى (بلغ ما انزل اليك) (1) أو الاعم من ذلك (واتبعنا الرسول) في ما أمرنا به من ذلك وفي بعض النسخ وآل الرسول (فاكتبنا مع الشاهدين) الذين آمنوا بذلك عن شهود وحضور أو اكتبنا مع أئمتنا فانهم شهداء الله على خلقه كما تقدم. (ربنا لا تزغ) اي لا تمل (قلوبنا) الى الباطل (بعد إذ هديتنا) الى الحق (وهب لنا من لدنك رحمة) في الدنيا والاخرة وان =* (هامش) (1): سورة المائدة آية 67


              سبحان ربنا ان كان وعد ربنا لمفعولا يا ولي الله ان بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها الا رضاكم =

              كنا غير مستوجبين لذلك وغير مستحقين لما هنالك (انك انت الوهاب) بلا استحقاق (وفي حديث الكاظم عليه السلام) مع هشام يا هشام ان الله حكى عن قوم صالحين انهم قالوا ربنا لا تزغ قلوبنا الخ حين علموا ان القلوب تزيغ وتعود الى عمائها وردائها. (سبحان ربنا) اي منزه ربنا تنزيها عمالا يليق به فسبحان منصوب على المصدرية لفعل محذوف. (ان كان) ان مخففه من المثقلة. (وعد ربنا لمفعولا) اي ما وعده ربنا لنا من اجابة الدعوات وتضعيف المثوبات مفعول واقع (لا يخلف الله وعده. (يا ولي الله) المخاطب هو الامام الحاضر الذي يزوره أو يقصده بالزيارة أو المراد جميع الائمة بشمول الجنس له ويؤيد الاتيان بلفظ الجمع بعد ذلك (ان بيني وبين الله عز وجل ذنوبا لا يأتي عليها إلا رضاكم) اي لا يذهبها ولا يمحوها إلا رضاكم عنا وشفاعتكم لنا يقال اتي عليه الدهر اي اهلكه اي لا يهلكها ولا يمحوها إلا رضاكم.


              فبحق من ائتمنكم على سره واسترعاكم امر خلقه وقرن طاعتكم بطاعته

              (فبحق من ائتمنكم) اي جعلكم امناء (على سره) من العلوم الالهية والمعارف الربانية والمكاشفات الغيبية والحقائق الحقانية. (واسترعاكم أمر خلقه) أي جعلكم ائمة ودعاة لامور الخلائق من المعارف والاعمال وجعل الخلق رعية لكم. (وقرن طاعتكم بطاعته) حيث قال (اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم (1)) وقال تعالى (من يطع الرسول فقد اطاع الله (2)) والنكتة في تكرار الفعل في الاية الاولى بالنسبة الى الرسول وعدم تكراره بالنسبة الى اولي الامر انه لما كان بين الله والرسول كمال المباينة مباينة الخالق والمخلوق فصل بينهما بالفعل ولما كان بين الرسول واولي الامر كمال المناسبة والاتحاد لم يفصل بينهما بالفعل ومن المعلوم ان الله سبحانه لا يأمر المؤمنين وسيما العلماء الفضلاء الصلحاء الاتقياء باطاعة كل ذي امر وحكم لان فيهم الفساق والظلمة ومن يأمر بمعاصي الله وينهى عن طاعته فيجب ان يكون المراد باولي الامر الذين امر الله =

              (1): سورة النساء آية 59 (2): سورة النساء آية 80


              لما استوهبتم ذنوبي وكنتم شفعائي فاني لكم مطيع من اطاعكم فقد اطاع الله =

              بطاعتهم الائمة المعصومين من الزلل المفطومين من الخلل الذين هم مثل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ومثل هذا لا يكون منصوبا إلا من الله العالم بالسرائر المطلع على الضمائر وليس ذلك متحققا في غيرهم اتفاقا. (لما استوهبتم ذنوبي) كلمة لما يحتمل ان تكون مشددة ايجابية بمعنى إلا أي اسألكم واقسم عليكم في جميع الاحوال الا حال استيهاب الذنوب الذي هو وقت حصول المطلوب ويحتمل ان يكون مخففه واللام لتأكيد القسم وما زائدة للتأكيد. (وكنتم شفعائي) في الدنيا والاخرة. (فاني لكم مطيع) في الجملة أو قائل مقر معتقد بوجوب طاعتكم وإن صدرت مني مخالفتكم. (من أطاعكم فقد أطاع الله) لان الله تعالى هو الذي أمر بطاعتكم وأوجب علينا متابعتكم فمن أطاعكم فقد أطاعه كما قال تعالى (من يطع الرسول فقد أطاع الله (1)) وكذا الكلام في قوله: =

              (1): سورة النساء آية 80


              ومن عصاكم فقد عصى الله ومن احبكم فقد احب الله ومن ابغضكم فقد ابغض الله اللهم اني لو وجدت شفعاء اقرب اليك من محمد واهل بيته الاخيار الائمة الابرار لجعلتهم شفعائي =

              (ومن عصاكم فقد عصى الله ومن أحبكم فقد أحب الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله اللهم إني لو وجدت شفعاء أقرب اليك) وأعظم عندك منزلة وأقرب لديك مرتبة (من محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته المصطفين الاخيار الائمة الابرار لجعلتهم شفعائي (اليك ولكني لم أجد أحدا من العالمين أفضل منهم عندك وأقرب منهم لديك لا من ملك مقرب ولا من نبي مرسل فلهذا اقدمهم طلبتي وحوائجي دون غيرهم فروي عنهم أنهم قالوا نزهونا عن الربوبية وادفعوا عنا حظوظ البشرية يعني الحظوظ التي تجوز عليكم فلا يقاس بنا احد من الناس فإنا نحن الاسرار الالهية المودعة في الهياكل البشريه والكلمة الرابانية الناطقة في الاجساد الترابيه وقولوا بعد ذاك ما استطعتم فان البحر لا ينزف وعظمة الله لا توصف وعن ابن عباس قال رأيت جابر بن عبد الله متوكئا على عصى يدور في سكك الانصار ويقول يا معاشر الانصار ادبوا أولادكم بحب علي فمن ابى فانظروا في حال امه وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يا علي من أحبك فقد أحبني ومن سبك فقد سبني يا =


              =

              علي أنت مني وأنا منك روحك من روحي وطينتك من طينتي وان الله سبحانه خلقني وإياك واصطفاني وإياك واختارني للنبوة واختارك للامامه فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوتي يا علي أنت وصيي وخليفتي أمرك أمري ونهيك نهي اقسم بالذي بعثني بالنبوة وجعلني خير البريه انك حجة الله على خلقه وأمينه على وحيه وخليفته على عباده وأنت مولى كل مسلم وامام كل مؤمن وقائد كل تقي وبولايتك صارت امتي مرحومه وبعداوتك صارت الفرقة المخالفة منها ملعونه وأن الخلفاء من بعدي اثنا عشر انت اولهم وآخرهم القائم عجل الله فرجه الذي يفتح الله به مشارق الارض ومغاربها كأني أنظر اليك وانت واقف على عجز جهنم وقد تطاير شررها وعلا زفيرها واشتد حرها وانت آخذ بزمامها فتقول لك جهنم أجرني يا علي فقد أطفأ نورك لهبي فتقول لها قري يا جهنم خذي هذا واتركي هذا وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ان الله عز وجل امرني ان اقيم عليا اماما وحاكما وخليفة وان اتخذه اخا ووزيرا ووليا وهو صالح المؤمنين امره أمري وحكمه حكمي وطاعته طاعتي فعليكم بطاعته واجتناب معصيته فانه صديق هذه الامة وفاروقها ومحدثها وهارونها ويوشعها وآصفها وشمعونها وباب حطتها وسفينة نجاتها وطالوتها وذو قرنياها ألا وانه محنة الورى والحجة العظمى والعروة الوثقى وإمام اهل الدنيا =


              فبحقهم الذي اوجبت لهم عليك اسألك ان تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة =

              وانه مع الحق والحق معه وانه قسيم الجنة فلا يدخلها عدو له ولا يزحزح عنها ولي له وقسيم النار فلا يدخلها ولي له ولا يزحزح عنها عدو له الا وان ولاية علي ولاية الله وحبه عبادة الله واتباعه فريضة الله وأولياءه أولياء الله واعداءه اعداء الله وحربه حرب الله وسلمه سلم الله وعنه صلى الله عليه وآله وسلم قال يوما ما بال قوم إذا ذكر ابراهيم وآله ابراهيم استبشروا وإذا ذكر آل محمد إشمأزت قلوبهم فوالذي نفس محمد بيده لو جاء احدكم بأعمال سبعين نبيا ولم يأت بولاية اهل بيتي لدخل النار صاغرا وحشر في جهنم خاسرا أيها الناس نحن اصل الايمان وتمامه ونحن وصية الله في الاولين والاخرين ونحن قسم الله الذي اقسم بنا فقال: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الامين) ولولانا لم يخلق الله خلقا ولا جنة ولا نارا. (فبحقهم الذي اوجبت لهم عليك) من عدم رد شفاعتهم ومن استجابة دعائهم بل استجابة دعاء من توسل واستشفع بهم (اسألك ان تدخلني في جملة العارفين) كمال المعرفة الممكنة في حقي (بهم) اي بامامتهم (وبحقهم) من وجوب محبتهم ومتابعتهم واطاعتهم. (وفي زمرة) اي جماعة.


              المرحومين بشفاعتهم إنك ارحم الراحمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله نعم الوكيل)

              (المرحومين بشفاعتهم انك ارحم الراحمين) اشارة الى ان ذلك غير واجب لي باستحقاق بل برحمتك وكرمك. (وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل) ولنقصر الكلام في هذا المقام المرحومين بشفاعتهم إنك ارحم الراحمين صلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله نعم الوكيل)

              (المرحومين بشفاعتهم انك ارحم الراحمين) اشارة الى ان ذلك غير واجب لي باستحقاق بل برحمتك وكرمك. (وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وسلم تسليما كثيرا وحسبنا الله ونعم الوكيل) ولنقصر الكلام في هذا المقام حامدين لله مصلين على سيد انبياء الله وعترته الطاهرين صفوة الله معترفين بالتقصير والقصور عن اداء أقل ما ينبغي في هذا الشرح من الواجب المقدور فاني كتبت هذه الوريقات مع تبلبل البال وتفاقم الاحوال وقصور الباع في ايام قلائل وقلة التتبع والاطلاع وحقارة البضاعة وكثرة الاضاعه واسأل الله العفو عن زلاتي والمسامحة لخطيئاتي والغفران لذنوبي والستر لعيوبي والحشر مع ائمتي وساداتي وان لا يفرق بيني وبينهم طرفة عين في الدنيا والاخرة بحق محمد وآله الخيرة المصطفين.

              تعليق

              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
              حفظ-تلقائي
              x

              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

              صورة التسجيل تحديث الصورة

              اقرأ في منتديات يا حسين

              تقليص

              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

              يعمل...
              X