تويت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
إن الحقيقة الكونية تفرض على الإنسان نمطا من أنماط التعايش الفكري والعملي باتجاه الخالق سبحانه وجوهر تلك الحقيقة إن الوجود برمته متحركا وليس ثابتا بمعنى أن الموجودات دائمة الحركة وان كنا غير ملتفتين لذلك فلو أخذنا مثالا كالجبال التي تعتبر أكثر شي ثبوتا على الأرض لعلمنا من خلال القران انه ليس كذلك فوجود الجبال على الهيئة التي نراها إنما لحفظ توازن الأرض وليس لتثبيته مطلقا قال تعالى((وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) النحل 15والرواسي هنا الجبال وجاء بلفظة الراسية تشبيها براسية السفينة حينما نريد تثبيتها وفرض حالة من التوازن عليها فالجبال مع الأرض كذلك فالسفينة تبقى لها حركة بسيطة حتى بعد إلقاء الراسية ولذا قال تعالى((وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ))الحج 5 فالأرض مع وجود الجبال الرواسي هي تهتز وتتحرك بعامل الماء فإذا كان أثقل شي بنظر الإنسان يتحرك فما بالك بما هو اصغر كالذرة واكبر من ذلك المجرة فالكل يتحرك ولا ننسى حركة كرتنا الأرضية وسرعة دورانها وحركة النمو في كل الإحياء صغرت أم كبرت,وممكن هنا إن نعلل الوجود الحركي بعدة نقاط محتملة000
1-إن الحركة هي النواة الأساسية للكمال فحتى إن يكبر الإنسان بجسمه عليه إن يمر بمراحل عمرية متعددة وحتى يتكامل عقله عليه إن يدرس المعارف والعلوم مرحلة فمرحلة وحتى إن يعطي النبات ثمره لابد له إن يمر بمراحل النمو الأساسية وهكذا الجميع
2- إن الحركة تعطي جانبا من التحرر من مرحلة إلى أخرى وهذا نافع على المستويين الفكري والمادي من كل الجهات
3- إن الحركة تنبئ بوجود هدف يسير إليه المتحرك ولابد من الوصول إليه وإذا ارتم إن تعرفوا ذلك الهدف السامي الذي تسير إليه الموجودات شعرت بذلك أم لم تشعر هو الله الذي لا اله إلا هو وهذا مااكده القران الكريم قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ )) الإنشقاق 6 والكدح وهو السير والحركة الاضطرارية أو الاختيارية باتجاه الخالق سبحانه وقوله تعالى ((إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )) البقرة 156 والرجوع هو عين الحركة المطلوبة من العبد السليم بفكره وسلوكه باتجاه مراده الحقيقي لا الزائف
4- إن الحركة تبطل السكون التي هي عكسه تماما لان السكون هي حالة شاذة بالوجود ولا قيمة لها أصلا ومنها الجمود الفكري والتعصب القبلي والتعصب الديني السلبي كالذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وأشباه ذلك كثير
5- إن الإنسان يمثل القطب الأعلى في نظام الحركة الوجودية لأنه سيد ماخلق الله تعالى من خلق((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )) الإسراء70, في ضوء ماتقدم علينا القول إن للإنسان ثلاثة حالات من الحركة الأولى: وهي الحركة البدنية العمرية وهي الوجود الطبيعي لكل إنسان
قال تعالى ((وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ )) النحل 70 والثانية: وهي الحركة الفكرية والعلمية وتنقسم هذه إلى قسمين الأول العلوم الإنسانية المتعلقة بمفردات الدنيا ومااكثرها وهي موصلة إلى أسرار هذا الكون ونافعة لمن ربطها بالقسم الثاني والقسم الثاني وهو العلوم الإلهية الربانية التي تمثل النور لمن تحرك ببصيرة باتجاه الخالق سبحانه وهي واجبة عقليا على الإنسان لكي يعرف طريقه وهدفه الأسمى من وجوده قال تعالى (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) المجادلة 11,الثالثة: وهي الحركة الروحية والمنقطعة إلى بارئها الحق سبحانه وهذه الحركة ترتكز على شيئين هما العبادة الخالصة والتهذيب الأخلاقي المستمر إذن فان الحالة الثانية والثالثة هي قوام الحركة الصحيحة والمراده من العبد باتجاه مولاه الحقيقي وهذا مابرهنه الرسول الأعظم محمد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم في سيرته العطرة وسلوكه الأكمل للحق سبحانه فمن أراد اليوم إن يضبط حركته المعراجية والوصولية لله تعالى عليه إن يتمعن كثيرا بقوله تعالى((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) الأحزاب 21, فالنبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم يكون هو الطريق الأنفع للبلاد والعباد بقيد الآية الشريفة لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا رزقنا الله وإياكم حبه وإتباعه وصلى الله على محمد واله الطاهرين
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين
الإنسان والنظام الحركي في الوجود
1-إن الحركة هي النواة الأساسية للكمال فحتى إن يكبر الإنسان بجسمه عليه إن يمر بمراحل عمرية متعددة وحتى يتكامل عقله عليه إن يدرس المعارف والعلوم مرحلة فمرحلة وحتى إن يعطي النبات ثمره لابد له إن يمر بمراحل النمو الأساسية وهكذا الجميع
2- إن الحركة تعطي جانبا من التحرر من مرحلة إلى أخرى وهذا نافع على المستويين الفكري والمادي من كل الجهات
3- إن الحركة تنبئ بوجود هدف يسير إليه المتحرك ولابد من الوصول إليه وإذا ارتم إن تعرفوا ذلك الهدف السامي الذي تسير إليه الموجودات شعرت بذلك أم لم تشعر هو الله الذي لا اله إلا هو وهذا مااكده القران الكريم قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الْإِنسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ )) الإنشقاق 6 والكدح وهو السير والحركة الاضطرارية أو الاختيارية باتجاه الخالق سبحانه وقوله تعالى ((إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )) البقرة 156 والرجوع هو عين الحركة المطلوبة من العبد السليم بفكره وسلوكه باتجاه مراده الحقيقي لا الزائف
4- إن الحركة تبطل السكون التي هي عكسه تماما لان السكون هي حالة شاذة بالوجود ولا قيمة لها أصلا ومنها الجمود الفكري والتعصب القبلي والتعصب الديني السلبي كالذين اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله وأشباه ذلك كثير
5- إن الإنسان يمثل القطب الأعلى في نظام الحركة الوجودية لأنه سيد ماخلق الله تعالى من خلق((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً )) الإسراء70, في ضوء ماتقدم علينا القول إن للإنسان ثلاثة حالات من الحركة الأولى: وهي الحركة البدنية العمرية وهي الوجود الطبيعي لكل إنسان
قال تعالى ((وَاللّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ )) النحل 70 والثانية: وهي الحركة الفكرية والعلمية وتنقسم هذه إلى قسمين الأول العلوم الإنسانية المتعلقة بمفردات الدنيا ومااكثرها وهي موصلة إلى أسرار هذا الكون ونافعة لمن ربطها بالقسم الثاني والقسم الثاني وهو العلوم الإلهية الربانية التي تمثل النور لمن تحرك ببصيرة باتجاه الخالق سبحانه وهي واجبة عقليا على الإنسان لكي يعرف طريقه وهدفه الأسمى من وجوده قال تعالى (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ)) المجادلة 11,الثالثة: وهي الحركة الروحية والمنقطعة إلى بارئها الحق سبحانه وهذه الحركة ترتكز على شيئين هما العبادة الخالصة والتهذيب الأخلاقي المستمر إذن فان الحالة الثانية والثالثة هي قوام الحركة الصحيحة والمراده من العبد باتجاه مولاه الحقيقي وهذا مابرهنه الرسول الأعظم محمد المصطفى صلى الله عليه واله وسلم في سيرته العطرة وسلوكه الأكمل للحق سبحانه فمن أراد اليوم إن يضبط حركته المعراجية والوصولية لله تعالى عليه إن يتمعن كثيرا بقوله تعالى((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) الأحزاب 21, فالنبي الأكرم صلى الله عليه واله وسلم يكون هو الطريق الأنفع للبلاد والعباد بقيد الآية الشريفة لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا رزقنا الله وإياكم حبه وإتباعه وصلى الله على محمد واله الطاهرين