إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

شبهة التقية بين الأنبياء والأئمة.. جواب الشريف المرتضى منذ ألف عام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شبهة التقية بين الأنبياء والأئمة.. جواب الشريف المرتضى منذ ألف عام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والحمد لله رب العالمين

    طرح بعض الزملاء المخالفين مؤخراً عدة مواضيع عن شبهة التقية وجوازها على الإمام عليه السلام دون النبي صلى الله عليه وآله

    ولما لم تكن الشبهة من بنات أفكارهم بل شبهات شيطانية واهية تعرض لها قبلهم قاضي القضاة في كتابه المغني، فأجاب عليها الشريف المرتضى رحمه الله جواباً شافياً منذ حوالي ألف عام

    ولما كان جوابه كافياً وافياً شافياً آثرنا نقله بتمامه لقوة بيانه ووضح برهانه

    وفيما يلي نص كلامه رحمه الله وهو يتضمن الإشكالات والجواب عليها كما ذكرها في (الشافي في الإمامة ج4 ص105 وما بعدها)


    فأما قوله: "إذا جازت التقية للأئمة وحالهم في العصمة ما تدعون جازت على الرسول صلى الله عليه وآله"

    فالفرق بين الأمرين واضح لأن الرسول صلى الله عليه وآله مبتدئ بالشرع، ومفتتح لتعريف الأحكام التي لا تعرف إلا من جهته وبيانه، فلو جازت عليه التقية لأخل ذلك بإزاحة علة المكلفين، ولفقدوا الطريق إلى معرفة مصالحهم الشرعية التي قد بينها أنها لا تعرف إلا من جهته، والإمام بخلاف هذا الحكم لأنه منفذ للشرائع التي قد علمت من غير جهته، وليس يقف العلم بها والحق فيها على قوله دون غيره، فمن اتقى في بعض الأحكام لسبب يوجب ذلك لم يخل تقية بمعرفة الحق، وإمكان الوصول إليه، والإمام والرسول وإن استويا في العصمة فليس يجب أن يستويا في جواز التقية للفرق الذي ذكرناه، لأن الإمام لم تجز التقية عليه لأجل العصمة، وليس للعصمة تأثير في جواز التقية ولا نفي جوازها.

    فإن قيل: أليس من قولكم: إن الإمام حجة في الشرائع؟ وقد يجوز عندكم أن ينتهي الأمر إلى أن يكون الحق لا يعرف إلا من جهته وبقوله، بأن يعرض الناقلون عن النقل فلا يرد إلا من جهة من لا تقوم الحجة بقوله، وهذا يوجب مساواة الإمام للرسول فيما فرقتم بينهما فيه.

    قلنا: إذا كانت الحال في الإمام على ما صورتموه، وتعينت الحجة في قوله، فإن التقية لا تجوز عليه كما لا تجوز على النبي.

    فإن قيل: فلو قدرنا أن النبي صلى الله عليه وآله قد بين جميع الشرائع والأحكام التي يلزمه بيانها حتى لم يبق شبهة في ذلك ولا ريب، لكان يجوز والحال هذه عليه التقية في بعض الأحكام.

    قلنا: ليس يمتنع عند قوة أسباب الخوف الموجبة للتقية أن يتقي إذا لم تكن التقية مخلة بالوصول إلى الحق، ولا منفرة عنه.

    ثم يقال لصاحب الكتاب: أليست التقية عندك جائزة على جميع المؤمنين عند حصول أسبابها وعلى الإمام والأمير؟

    فإن قال: هي جائزة على المؤمنين وليست جائزة على الإمام والأمير.

    قلنا: وأي فرق بين ذلك والإمام والأمير عندك ليسا بحجة في شئ كما أن النبي صلى الله عليه وآله حجة فتمنع من ذلك لمكان الحجة بقولهما فإن اعترف بجوازها عليهما.

    قيل له: فألا جاز على النبي صلى الله عليه وآله قياسا على الأمير والإمام؟

    فإن قال: لأن قول النبي صلى الله عليه وآله حجة، وليس الأمير والإمام كذلك.

    قيل له: وأي تأثير للحجة في ذلك إذا لم تكن التقية مانعة من إصابة الحق ولا مخلة بالطريق إليه؟ وخبرنا عن الجماعة التي نقلها في باب الأخبار حجة لو ظفر بهم جبار ظالم متفرقين أو مجتمعين فسألهم عن مذاهبهم وهم يعلمون أو يغلب في ظنونهم أنهم متى ذكروها على وجهها قتلهم، وأباح حريمهم، أليست التقية جائزة على هؤلاء، مع أن الحجة في أقوالهم؟

    فإن منع من جواز التقية على ما ذكرناه دفع ما هو معلوم.

    قيل له: وأي فرق بين هذه الجماعة وبين من نقص عن عدتها في جواز التقية؟

    فلا يجد فرقا.

    فإن قال: إنما جوزنا التقية على من ذكرتم لظهور الاكراه والأسباب الملجئة إلى التقية، ومنعناكم من مثل ذلك لأنكم تدعون تقية لم تظهر أسبابها ولا الأمور الحاملة عليها من إكراه وغيره.

    قيل له: هذا اعتراف بما أردنا من جواز التقية عند وجود أسبابها.

    وصار الكلام الآن في تفصيل هذه الجملة، ولسنا نذهب في موضع من المواضع إلى أن الإمام اتقى بغير سبب موجب لتقيته، وحامل على فعله والكلام في التفصيل غير الكلام في الجملة، وليس كل الأسباب التي توجب التقية تظهر لكل أحد ويعلمها جميع الخلق، بل ربما اختلفت الحال فيها، وعلى كل حال فلا بد من أن تكون معلومة لمن أوجب تقية ومعلومة أو مجوزة لغيره، ولهذا قد نجد بعض الملوك يسأل رعيته عن أمر فيصدقه بعضهم عن ذلك، ولا يصدقه آخرون ويستعملون ضربا من التورية وليس ذلك إلا لأن من صدق لم يخف على نفسه ومن جرى مجرى نفسه ومن ورى فلأنه خاف على نفسه. وغلب في ظنه وقوع الضرر به متى صدق عما سئل فيه، وليس يجب أن يستوي حال الجميع، وأن يظهر لكل أحد السبب في تقية من اتقى ممن ذكرناه بعينه حتى تقع الإشارة إليه على سبيل التفصيل وحتى يجري مجرى العرض على السيف في الملأ من الناس، بل ربما كان ظاهرا كذلك، وربما كان خاصا.

    فإن قيل: مع تجويز التقية على الإمام كيف السبيل إلى العلم بمذاهبه واعتقاده، وكيف يخلص لنا ما يفتي به على سبيل التقية من غيره.

    قلنا: أول ما نقوله في ذلك أن الإمام لا يجوز أن يتقي فيما لا يعلم إلا من جهته، ولا طريق إليه إلا من ناحية قوله، وإنما يجوز التقية عليه فيما قد بان بالحجج والبينات، ونصبت عليه الدلالات حتى لا يكون فتياه فيه مزيلة الطريق إصابة الحق وموقعة للشبهة، ثم لا يتقي في شئ إلا ويدل على خروجه منه مخرج التقية، أما لما يصاحب كلامه أو يتقدمه أو يتأخر عنه، ومن اعتبر جميع ما روي عن أئمتنا عليهم السلام على سبيل التقية وجده لا يعري ما ذكرناه، ثم إن التقية إنما تكون من العدو دون الولي، ومن المتهم دون الموثوق به، فما يصدر عنهم إلى أوليائهم وشيعتهم ونصحائهم في غير مجالس الخوف يرتفع الشك في أنه على غير جهة التقية وما يفتون به العدو أو يمتحنون به في مجالس الخوف يجوز أن يكون على سبيل التقية كما يجوز أن يكون على غيرها.

    ثم نقلب هذا السؤال على المخالف فيقال له: إذا أجزت على جميع الناس التقية عند الخوف الشديد، وما يجري مجراه فمن أين تعرف مذاهبهم واعتقادهم؟ وكيف يفصل بين ما يفتي به المفتي منهم على سبيل التقية وبين ما يفتى به وهو مذهب له يعتقد صحته، فلا بد ضرورة من الرجوع إلى ما ذكرناه.

    انتهى ما أردنا نقله من كتاب الشافي
    في الإمامة ج4 ص105 وما بعدها

    ولنا عودة إن شاء الله
    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

  • #2
    بسم الله الرحمن الرحيم

    خلاصة ما أفاده الشريف المرتضى ما يلي:
    1. أن التقية لا تجوز على النبي (ص) لأنه هو المبتدئ بالشرع وجواز التقية عليه يعني فقد الأحكام الحقة عند المكلفين.
    2. أنا لو فرضنا بيان النبي (ص) لجميع الشرائع ووجود أسباب الخوف الموجبة للتقية بحقه ولم تكن التقية مخلة بالوصول إلى الحق جازت التقية عليه.

    3. أن التقية تجوز على الإمام عليه السلام لأنه منفذ للشرائع التي يمكن ان تعلم منه ومن غيره لكنه هو المؤتمن عليها.
    4. لا تجوز التقية على الإمام في الموارد التي تنحصر معرفة الحق من جهته وبقوله، ولا يتقي الإمام في شيء إلا ودل على خروجه منه مخرج التقية.

    وبهذا يتضح ان الحكم واحد في الموارد التي يشترك الدور فيها بين النبي والإمام، ويتبين بطلان شبهة المخالف رأساً

    ويتضح معنى كلام بعض العلماء الذين صرحوا بعدم جواز التقية على الأنبياء (كالطوسي والطبرسي) حيث عللوا ذلك بأن التقية في أخبارهم تؤدي للتشكيك فيها.
    فإن ما أدى إلى التشكيك ومنع ظهور الحق لا يجوز على الأئمة كما لا يجوز على الأنبياء.
    وأما ما دون ذلك مما يكون من موارد التقية فلا مانع منه.

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي

    تعليق


    • #3

      فإن قيل: فلو قدرنا أن النبي صلى الله عليه وآله قد بين جميع الشرائع والأحكام التي يلزمه بيانها حتى لم يبق شبهة في ذلك ولا ريب، لكان يجوز والحال هذه عليه التقية في بعض الأحكام.

      قلنا: ليس يمتنع عند قوة أسباب الخوف الموجبة للتقية أن يتقي إذا لم تكن التقية مخلة بالوصول إلى الحق، ولا منفرة عنه.
      هذا ابطل الباطل لان التقية لاتجوز مطلقا على الانبياء ابدا ابدا
      اقرأ مايقول علماءك في التقية على الانبياء

      الطبرسي كتاب تفسير مجمع البيان (7/97 )
      " فقد دلت الأدلة العقلية التي لاتحتمل التأويل على أن الانبياء لايجوز عليهم الكذب وان لم يقصدوا به غروراً ولاضرراً كما لايجوز عليهم التعمية في الاخبار ولا التقيّة لأن ذلك يؤدي الى التشكيك في أخبارهم "

      وقال السبحاني :
      ولكن لا تجوز التقية مطلقا في بيان معارف الدين وتعليم أحكام الإسلام


      هل تعرف مامعنى لاتجوز؟
      اي ليس هناك مجرد احتمال ان يستخدموا التقية ابدا
      واما عند الشريف المرتضى فيجوز ذلك حتى يخرج الامام من ورطة التقية فلم يتورع ان يلقيها على النبي عليه الصلاة والسلام
      وهذا ابطل الباطل

      فهو اراد ان يهرب من الاشكال فوقع في اشكال اعظم منه



      3. أن التقية تجوز على الإمام عليه السلام لأنه منفذ للشرائع التي يمكن ان تعلم منه ومن غيره لكنه هو المؤتمن عليها.
      والإمام بخلاف هذا الحكم لأنه منفذ للشرائع التي قد علمت من غير جهته


      هل يقصد ان العلم الذي جاء عن طريق الامام محل للشك حتى نعرف الحق من طريق غيره؟
      اليست هذه ضربة في صميم حديث الثقلين الذي تروونه؟
      ماهو الثقل الثالث المفقود؟


      ثم إن التقية إنما تكون من العدو دون الولي، ومن المتهم دون الموثوق به، فما يصدر عنهم إلى أوليائهم وشيعتهم ونصحائهم في غير مجالس الخوف يرتفع الشك في أنه على غير جهة التقية وما يفتون به العدو أو يمتحنون به في مجالس الخوف يجوز أن يكون على سبيل التقية كما يجوز أن يكون على غيرها.

      وهذا باطل فحتى اصحاب الامام يتعجبون من مخالفة الامام لفتاوي نفسه
      ولايدرون اهذا تقية ام لا



      الحدائق الناظرة- الجزء 1- صفحة 5 - البحراني
      فصاروا صلوات الله عليهم - محافظة على انفسهم وشيعتهم - يخالفون بين الاحكام وان لم يحضرهم أحد من اولئك الانام، فتراهم يجيبون في المسألة الواحدة باجوبة متعددة وان لم يكن بها قائل من المخالفين، كما هو ظاهر لمن تتبع قصصهم واخبارهم وتحدى سيرهم وآثارهم. وحيث ان اصحابنا رضوان الله عليهم خصوا الحمل على التقية بوجود قائل من العامة، وهو خلاف ما أدى إليه الفهم الكليل والفكر العليل من اخبارهم صلوات الله عليهم، رأينا أن نبسط الكلام بنقل جملة من الاخبار الدالة على ذلك، لئلا يحملنا الناظر على مخالفة الاصحاب من غير دليل، وينسبنا إلى الضلال والتضليل. فمن ذلك ما رواه في الكافي في الموثق عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال: (سألته عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها فاجابه بخلاف ما اجابني، ثم جاء رجل آخر فاجابه بخلاف ما أجابني واجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت: يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان، فاجبت كل واحد منهما بغير ما اجبت به صاحبه ؟ فقال: يا زرارة ان هذا خير لنا وابقى لكم. ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم. قال: ثم قلت لابي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الاسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين، قال: فأجابني بمثل جواب ابيه). فانظر إلى صراحة هذا الخبر في اختلاف اجوبته عليه السلام في مسألة واحدة في مجلس واحد وتعجب زرارة، ولو كان الاختلاف إنما وقع لموافقة العامة لكفى جواب واحد بما هم عليه، ولما تعجب زرارة من ذلك، لعلمه بفتواهم عليهم السلام احيانا بما يوافق العامة تقية، ولعل السر في ذلك أن الشيعة إذا خرجوا عنهم مختلفين كل ينقل عن امامه خلاف ما ينقله الآخر، سخف مذهبهم في نظر العامة، وكذبوهم في نقلهم. ونسبوهم إلى الجهل وعدم الدين، وهانوا في نظرهم، بخلاف ما إذا اتفقت كلمتهم وتعاضدت مقالتهم، فانهم يصدفونهم ويشتد بغضهم لهم ولامامهم ومذهبهم، ويصير ذلك سببا لثوران العداوة ..الخ




      اقرأ هذا جيدا فكلام الشريف المرتضى لايعبر عن الحقيقة
      انما وضع نظريات من عنده ليخرج من الاشكال
      التعديل الأخير تم بواسطة الكتيبة الخضراء; الساعة 05-12-2012, 04:30 AM.

      تعليق


      • #4
        بسم الله الرحمن الرحيم

        ألف عام قد انقضى على كلام الشريف المرتضى ولا يزال المخالف عاجزاً عن إدراك جوهر كلامه رحمه الله
        ومن لم يدرك الجوهر ظن القشور جواهراً !!

        ذكرنا سابقاً أن كلام الشريف المرتضى يوضح ما التبس على بعض الناس من كلام علماء آخرين (كالطوسي والطبرسي والشهيد الأول وغيرهم) وههنا مزيد بيان وتوضيح فنقول:

        يتصور الإشكال على الشيعة بأحد وجهين:
        الوجه الأول: إن قال الشيعة بجواز التقية على الإمام دون النبي، فإن عليهم أن يبرزوا فرقاً فارقاً لأن الإمام مكلف بحفظ الدين كما النبي.
        الوجه الثاني: إن قال الشيعة بأن التقية تجوز على النبي كما تجوز على الإمام يرتفع الإشكال السابق، وينصب الإشكال حول القول بجواز التقية عليهما معاً.

        ونحن نجيب عليهما معاً فنقول:
        أما بالنسبة للوجه الأول فقد ذكرنا كلام الشريف المرتضى بأن النبي هو المبتدئ للشرع وفي مثل هذا لا تجوز التقية، والإمام منفذ للشرع وفي مثل هذا تجوز التقية.
        نعم لو فرضنا أن هناك حكماً بلغه النبي وعُلم الحكم فهل يجوز حينها للنبي أن يتقي في نفس الحكم لاحقاً فيما لو وجدت مبررات التقية ولم يؤدي ذلك إلى اندراس ذلك الحكم ؟
        نقول: نعم تجوز التقية حينها حتى على النبي. وإن لم يعهد أنه قد حصل ذلك.
        ولا تجوز التقية في الموارد التي تنحصر معرفتها بالإمام عليه السلام.

        بعبارة أخرى
        ان ما به الإشتراك بين النبي (ص) والإمام (ع) مما ينحصر تبليغ الدين بأحدهما لا تجوز التقية فيه عليهما معاً. وبهذا يتضح الجواب على الوجهين معاً.
        والسر في ذلك أن المانع من التقية هو خفاء الحق واندراسه وعدم وصوله للناس.. وهذا بالنسبة للنبي أكثر وضوحاً لأنه المبتدئ للشرع بينما تقل مثل هذه الموارد بالنسبة للإمام.. فيكون الاختلاف في المصاديق لا في أصل الحكم كبروياً.

        نعم لا بد من نقل الكلام حينها إلى الدليل على ما ذهبنا إليه من جواز التقية على الأنبياء فيما لو فرض تبليغهم للاحكام ووجدت أسباب التقية ولم تكن مخلة بالوصول إلى الحق فنقول:
        دل دليل التقية العام على جوازها لكافة المؤمنين في مواردها، وهو يشمل بعمومه النبي (ص) والإمام عليه السلام وسائر الناس.
        خرجنا عن العموم في بعض الموارد وهي الموارد التي تنحصر معرفة الحق بها بالنبي أو الإمام أو حتى غيرهم من الناس.. ويبقى الباقي داخلاً تحت العموم.
        فالقدر المتقين مما لا تجوز التقية فيه على النبي والإمام هو المورد الذي ينحصر معرفة الحكم به بقول النبي أو الإمام.
        وما عداه لا دليل على عدم جوازه.. وإن كنا في مقام التطبيق نلاحظ وجود هذه الموارد بالنسبة للإمام لان الظروف دعت لذلك دون النبي (ص).
        ومن ذهب الى غير ذلك فعليه ان يبرز الدليل.

        وقد يشكل البعض بأن بعض علماء الشيعة صرحوا بعدم جواز التقية على النبي (ص) مطلقاً وهذا مخالف لما نقوله والجواب من وجوه:

        1. أنه يحتمل احتمالاً قوياً أن يكون رأيهم كرأي الشريف المرتضى، بل صرح بعضهم بذلك وهو ممن يستدل به المخالف
        فقد استدل المخالف مثلاً بكلام الطبرسي حيث قال:
        فقد دلت الأدلة العقلية التي لا تحتمل التأويل على أن الأنبياء لا يجوز عليهم الكذب ، وإن لم يقصدوا به غرورا ولا ضررا ، كما لا يجوز عليهم التعمية في الأخبار ، ولا التقية ، لأن ذلك يؤدي إلي التشكك في إخبارهم .(الطبرسي في مجمع البيان ج7 ص97)
        متمسكاً باطلاق كلام الطبرسي وأن التقية لا تجوز على الأنبياء مطلقاً.
        لكن من يراجع كلامه يجده قد ذهب إلى ما ذهب إليه الشريف المرتضى وذكرناه سابقاً حيث قال في مورد آخر:
        قال الجبائي : وفي هذه الآية دلالة على بطلان قول الإمامية في جواز التقية على الأنبياء والأئمة ، وأن النسيان لا يجوز على الأنبياء .
        وهذا القول غير صحيح ولا مستقيم ، لأن الإمامية إنما تجوز التقية على الإمام ، فيما تكون عليه دلالة قاطعة توصل إلى العلم ، ويكون المكلف مزاح العلة في تكليفه ذلك، فأما ما لا يعرف إلا بقول الإمام من الأحكام ، ولا يكون على ذلك دليل إلا من جهته ، فلا يجوز عليه التقية فيه . وهذا كما إذا تقدم من النبي بيان في شئ من الأشياء الشرعية ، فإنه يجوز منه أن لا يبين في حال أخرى لأمته ذلك الشئ ، إذا اقتضته المصلحة .. (تفسير مجمع البيان للطبرسي ج4 ص82)
        فهو يصرح بجواز التقية على النبي في مورد ما بعد بيانه السابق له وهو عين المدعى.
        وبهذا يتضح جلياً معنى ما ذهب إليه بعض علماء الشيعة كما ذكرنا سابقاً.

        2. الوجه الآخر هو أن يكون كلامهم صغروياً لا كبروياً أي أنه ناظر إلى المصداق دون القاعدة، وبعبارة أخرى أن النبي لم يحتج للتقية بينما احتاج لها الإمام فيكون الاختلاف في المصداق لا في الحكم.

        3. بعض النصوص ليست لأصحابها فقد نقل بعض المستدلين على عدم جواز التقية على الأنبياء كلاماً نسبوه للشريف المرتضى وهو:
        (لأن تجويز التقية على الرسول صلى الله عليه وآله يشكل فيما يؤديه عن الله تعالى، ونحن لا نجوز عليه التقية في ذلك) (الشافي في الإمامة ج2 ص126)
        والحال أن الشريف المرتضى ينقل هذا الكلام عن أحد علماء العامة وهو قاضي القضاة في كتابه المغني ومن يراجع الشافي يرى ذلك، وتتمة ما ينقله الشريف المرتضى عنه هو التالي: (ولو جوزنا لكنا إنما نجوز عند الأمارات الظاهرة، وعند الإكراه، فأما مع سلامة الحال فغير جائز ذلك) وهذا الاحتمال الذي ذكره قاضي القضاة هو عين ما يذهب إليه الشيعة.

        وهناك وجوه أخرى نتركها لوقت آخر.
        وسنتعرض في المشاركة القادمة لبقية ما ذكره زميلنا الكتيبة الخضراء.

        والحمد لله رب العالمين

        شعيب العاملي

        تعليق


        • #5
          بسم الله الرحمن الرحیم

          ينبغي على من يريد محاججة الآخرين أن يتدبر في كلام علمائهم قبل ان يرمي كلامه جزافاً.
          توقف المخالف عند عبارة (والإمام بخلاف هذا الحكم لأنه منفذ للشرائع التي قد علمت من غير جهته) متوهماً أنها تدل على أن ما جاء عن طريق الإمام مورد للشك فنعرف الحق حينها من غيره.
          وهذا الكلام وإن كان لا يستحق الوقوف عنده لكن لا بد من توضيح لمن يطلب الحق.
          فلا دلالة لهذه العبارة على هذا المعنى بوجه، إذ أننا وبعد التأكيد على عصمة الإمام عليه السلام وأنه لا شك ولا شبهة في ذلك عندنا نلفت إلى أن ما يذكره الإمام يمكن أن يكون على وجهين:
          1. الأحكام التي تعرفها شريحة من المسلمين، كوجوب الصلاة والصيام والخمس والحج وغير ذلك من الأحكام وتفريعاتها مما عرف في زمان النبي (ص) مثلاً. وهذا لا تنحصر معرفته بالأخذ عن الإمام عليه السلام. فيمكن أن يعرف حتى من الصحابة الذين ينقلونه عن النبي أو عن الأئمة السابقين. وفي مثل هذه الأحكام تجوز التقية على الإمام لأنها لا تؤدي إلى اندراس الحق اذ هناك طرق أخرى لمعرفته.

          2. الأحكام التي لا تعرف إلا من الإمام حيث أنه هو المبين لها والموضح مما لم يعرف سابقاً او انه قد استجد او ان اغلب المسلمين قد ذهبوا مذهباً مخالفاً للحق فيه ولم يمكن لأحد توضيحه غير الإمام، وهذا مما لا تجوز التقية فيه على الإمام.

          ولا دلالة لهذا الكلام وأمثاله على الشك في كلمات الأئمة من قريب او بعيد.

          أما كلام صاحب الحدائق عن أسباب التقية فلا غبار عليه حيث أن سبب التقية هو الخوف، وللخوف صور فتارة يخاف الشخص ممن حضر عنده فيتقي منه، وتارة يخاف ممن حضر عنده أن ينقل كلامه لمن يخاف منه، وتارة يخاف على أحد من الحاضرين أن يعرف رأيهم وقولهم عند شخص غير حاضر.. وهكذا.. فكل هذه من حالات الخوف ومصاديقه المسوغة للتقية.

          فتدبروا هداكم الله لتصلوا إلى الحق ولا تعاندوه

          والحمد لله رب العالمين

          شعيب العاملي

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي

            نعم لو فرضنا أن هناك حكماً بلغه النبي وعُلم الحكم فهل يجوز حينها للنبي أن يتقي في نفس الحكم لاحقاً فيما لو وجدت مبررات التقية ولم يؤدي ذلك إلى اندراس ذلك الحكم ؟
            نقول: نعم تجوز التقية حينها حتى على النبي. وإن لم يعهد أنه قد حصل ذلك.

            انت الان تنسب الى النبي عليه الصلاة والسلام جواز التقية في الاحكام الشرعية
            بينما هذا لايجوز ابدا ومطلقا

            وكل ردك باطل لبطلان هذا الجزء
            فما بني على باطل باطل

            فانت تريد رفع الاشكال عن الائمة ونسبت الى الانبياء ماليس فيهم


            اللهم نسألك السلامة

            تعليق


            • #7
              بسم الله الرحمن الرحيم

              الزميل الكتيبة الخضراء
              ليس للاستحسانات مكان في شرع الله ودينه، والحجة لا تقابل بالقناعة الشخصية إنما تقابل بالحجة.
              وقد ذكرتنا حجتنا ورفعنا كل وهم حول ما ذهبنا إليه فمن أبطل دليلنا وأتانا بدليل على ما يذهب إليه سلّمنا له وسرنا معه، وإلا فحجتنا معنا بحمد الله تعالى.

              والعجب كل العجب هو في رفض المخالفين للتقية التي أثبتها الكتاب العزيز وإنكارها والتشنيع عليها مع نسبتهم الكذب للأنبياء في أصح كتبهم.
              فهذا البخاري
              في صحيحه ينسب الكذب لنبي الله إبراهيم عليه السلام فينقل عن أبي هريرة قوله : لم يكذب إبراهيم عليه الصلاة والسلام الا ثلاث كذبات: ثنتين منهن في ذات الله عز وجل
              قوله انى سقيم
              وقوله بل فعله كبيرهم هذا
              وقال بينا هو ذات يوم وسارة .... (البخاری ج4 ص112)

              وأما مسلم فقد نسب الحديث نفسه للنبي صلى الله عليه وآله في صحيحه (صحيح مسلم ج7 ص97)

              ولعمري كيف يحتج علينا المخالف بأنا نجوز التقية فيما لا يؤدي إلى اندراس الدين او ضياع الحق او اضمحلاله بينما يسوغ لنفسه نسبة الكذب لأنبياء الله تعالى. حاشاهم فإنهم معصومون مطهرون عن الكذب.

              شعيب العاملي
              التعديل الأخير تم بواسطة شعيب العاملي; الساعة 12-12-2012, 06:34 PM.

              تعليق


              • #8
                بسم الله الرحمن الرحيم

                موضوع ذو صلة
                التقية حرام أيها الرافضة.. لكن الكذب حلال !!
                http://www.yahosein.com/vb/showthread.php?t=180450

                شعيب العاملي

                تعليق


                • #9
                  المشاركة الأصلية بواسطة شعيب العاملي

                  ليس للاستحسانات مكان في شرع الله ودينه، والحجة لا تقابل بالقناعة الشخصية إنما تقابل بالحجة.

                  اي استحسان!!!
                  العقل يقول ذلك وليس مجرد استحسان

                  الطبرسي كتاب تفسير مجمع البيان (7/97 )
                  " فقد دلت الأدلة العقلية التي لاتحتمل التأويل على أن الانبياء لايجوز عليهم الكذب وان لم يقصدوا به غروراً ولاضرراً كما لايجوز عليهم التعمية في الاخبار ولا التقيّة لأن ذلك يؤدي الى التشكيك في أخبارهم "






                  والعجب كل العجب هو في رفض المخالفين للتقية التي أثبتها الكتاب العزيز وإنكارها والتشنيع عليها مع نسبتهم الكذب للأنبياء في أصح كتبهم.
                  فهذا البخاري
                  في صحيحه ينسب الكذب لنبي الله إبراهيم عليه السلام فينقل عن أبي هريرة قوله : لم يكذب إبراهيم عليه الصلاة والسلام الا ثلاث كذبات: ثنتين منهن في ذات الله عز وجل
                  قوله انى سقيم
                  وقوله بل فعله كبيرهم هذا
                  وقال بينا هو ذات يوم وسارة .... (البخاری ج4 ص112)
                  جاء في الأثر " إن في المعاريض لمندوحة عن الكذب ".
                  هذا ليس لها علاقة بمسألة التقية في الاحكام الشرعية التي نتحدث عنها

                  تعليق


                  • #10
                    بسم الله الرحمن الرحيم

                    الزميل الكتيبة الخضراء
                    لا باس بالعودة للمشاركة الرابعة لترى أن ما تزعمونه من فهم سقيم لكلام الطبرسي غير تام ويبيّنه ويوضحه في مورد آخر من كتابه ومن ذلك قوله:

                    لأن الإمامية إنما تجوز التقية على الإمام ، فيما تكون عليه دلالة قاطعة توصل إلى العلم ، ويكون المكلف مزاح العلة في تكليفه ذلك، فأما ما لا يعرف إلا بقول الإمام من الأحكام ، ولا يكون على ذلك دليل إلا من جهته ، فلا يجوز عليه التقية فيه . وهذا كما إذا تقدم من النبي بيان في شئ من الأشياء الشرعية ، فإنه يجوز منه أن لا يبين في حال أخرى لأمته ذلك الشئ ، إذا اقتضته المصلحة .. (تفسير مجمع البيان للطبرسي ج4 ص82)


                    أما كذب الأنبياء فقد صرّح به جمع من علمائكم ذكرناهم في موضوعنا الآخر فراجع رعاك الله.. وإن ذهب بعض إلى ما تقول إلا أنه مخالف لنص صحيحي البخاري ومسلم فإما أن تثبت الكذب للأنبياء وإما أن تنقض على الصحيحين فاختر ما تريد..

                    وأما أن التقية في الأحكام فقد تبين حال الكلام فيما سبق فلا نعيد.

                    والحمد لله رب العالمين

                    شعيب العاملي

                    تعليق


                    • #11
                      أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      والصلاة والسلام على سيدنا وحبيب قلوبنا
                      أبي القاسم محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


                      اخي الكريم شعيب العاملي

                      والاخ المحاور الكتيبة الخضراء
                      لا ادري ماذا عساي ان اقول بعد هذا البيان الواضح والصريح
                      وبعد هذه الادلة الدامغة

                      حيث تم نقاش موضوع التقية عند النبي والأئمة عليهم السلام حتى في بعض المسائل الإفتراضية
                      ولكن للأسف لم ينصف المحاور في ردوده او انه لم يفهم ما كتب في الموضوع
                      فنراه بعد كل رد يقول لا تجوز التقية مطلقا على الأنبياء متناسيا او غافلا او جاهلا لما ذكر

                      وعلى كل حال فالحق واضح وصريح لمن اراد
                      حتى رد ما اعتبره دليل فهو واضح البيان مفهوم المعان
                      الا ربما لمن ختم الله على قلوبهم فلا يفقهون الكلام

                      لا تنسونا من دعائكم
                      اللهم عجل فرج قائم آل محمد
                      أبد والله .. يا زهراء .. ما ننسى حسيناه


                      استغفر الله لي ولكم
                      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم

                        الاخ فارس حيدر
                        وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
                        نعم ما ذكرتم حول اختلاف الباعث عند المخالفين على تبني ما هم فيه، فبين معاند متعصب جحد الحق واستيقنته نفسه، وبين جاهل يحسب أنه يحسن صنعاً، ترى تلاوين متعددة ممن حاد عن الحق.. فبعض يعذر في فعله وبعض يحق عليه القول..
                        وما علينا إلا أن نساهم كل بقدر استطاعته في إزالة الغشاوة ليهتدي من كان للحق طالباً وتلقى الحجة على من كان عنه معرضاً.

                        والحمد لله رب العالمين

                        شعيب العاملي

                        تعليق

                        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                        حفظ-تلقائي
                        x

                        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                        صورة التسجيل تحديث الصورة

                        اقرأ في منتديات يا حسين

                        تقليص

                        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                        يعمل...
                        X