إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دعوني أتشرف بالكتابه عن إستشهاد سيد الشهداء عليه السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دعوني أتشرف بالكتابه عن إستشهاد سيد الشهداء عليه السلام

    ولما قتل العباس التفت الحسين ع فلم ير أحداً في الميدان من ينصره ونظر إلى أهله وصحبه مجزرين كالأضاحي وهو يسمع عويل الأيامى وصراخ الأطفال، ووجه الإمام ع وهو بتلك الحالة خطاباً لأعدائه حذرهم فيه من غرور الدنيا وفتنتها، ويقول المؤرخون: انه لم يلبث بعده إلا قليلاً حتى استشهد، وهذا نصه:

    عباد الله: اتقوا الله، وكونوا من الدنيا على حذر فإن الدنيا لو بقيت لأحد، وبقي عليها أحد لكانت الأنبياء أحق بالبقاء، وأولى بالرضا، وأرضى بالقضاء، غير أن الله تعالى خلق الدنيا للبلاء، وخلق أهلها للفناء فجديدها بال، ونعيمها مضمحل، وسرورها مكفهر، والمنزل بلغة، والدار قلعة فتزودوا فإن خير الزاد التقوى، واتقوا الله لعلكم تفلحون(1)





    وطلب الإمام من أهل بيته أن يأتوه بثوب خرق لا يرغب فيه أحد ليجعله تحت ثيابه لئلا يسلب منه، فأتوه بتبان(2) فلم يرغب فيه وقال ذلك لباس من ضربت عليه الذلة، وأخذ ثوباً فخرقه، وجعله تحت ثيابه فلما قتل جردوه منه(3).






    وقفل الإمام راجعاً ليودعهم الوداع الأخير، وجراحاته تنفجر دماً وقد أوصى حرم الرسالة بلبس الأزر والاستعداد للبلاء، وأمرهن بالخلود إلى الصبر لقضاء الله قائلاً:

    استعدوا للبلاء، واعلموا ان الله تعالى حاميكم وحافظكم، وسينجيكم من شر الأعداء، ويجعل عاقبة أمركم إلى خير، ويعذب عدوكم بأنواع العذاب، ويعوضكم عن هذه البلية بأنواع النعم والكرامة فلا تشكوا ولا تقولوا بألسنتكم ما ينقص قدركم(4)


    وذابت أسى أرواح بنات الرسول ص حينما رأين الإمام بتلك الحالة يتعلقن به يودعنه، والتاع الإمام حينما نظر إليهن وقد سرت الرعدة بأوصالهن يقول الإمام كاشف الغطاء:

    فخرجت المخدرات فاحطن به وهو سابح بدمائه، فهل تستطيع أن تتصور حالهن وحال الحسين في ذلك الموقف الرهيب ولا يتفطر قلبك، ولا تجري دمعتك(5).

    لقد كانت محنة الإمام في توديعه لعياله من أقسى وأشق ما عاناه من المحن فقد لطمن بنات رسول الله ص وجوههن، وأرتفعت أصواتهن بالبكاء والعويل، وهن يندبن جدهن الرسول ص والقين بأنفسهن عليه لوداعه، ونادى الرجز الخبيث عمر بن سعد بقواته قائلا:
    اهجموا عليه ما دام مشغولاً بنفسه وحرمه، فو الله ان فرغ لكم لا تمتاز ميمنتكم عن ميسرتكم

    وحمل عليه الأخباث فجعلوا يرمونه بالسهام، وتخالفت السهام بين اطناب المخيم، وأصاب بعضها ازر بعض النساء فذعرن ودخلن الخيمة وخرج بقية الله في الأرض كالليث الغضبان على أولئك الممسوخين فجعل يحصد رؤوسهم الخبيثة بسيفه، وكانت السهام تأخذه يميناً وشمالاً، وهو يتقيها بصدره ونحره، ومن بين تلك السهام التي فتكت به.

    1 - سهم أصاب فمه الطاهر، فتفجر دمه الشريف فوضع يده تحت الجرح فلما امتلأت دماً رفعه إلى السماء قائلا: اللهم إن هذا فيك قليل(6)

    2 - سهم أصاب جبهته الشريفة المشرقة بنور النبوة والإمامة رماه به أبو الحتوف الجعفي فأنتزعه، وقد تفجر دمه الشريف، فرفع يديه بالدعاء على السفكة المجرمين قائلاً:

    اللهم إنك ترى ما أنا فيه من عبادك العصاة، اللهم احصهم عدداً واقتلهم بدداً، ولا تذر على وجه الأرض منهم أحداً، ولا تغفر لهم أبداً




    وصاح بالجيش

    يا أمة السوء بئسما خلفتم محمداً في عترته، أما انكم لا تقتلون رجلاً بعدي فتهابون قتله بل يهون عليكم ذلك عند قتلكم أياي، وأيم الله اني لأرجو أن يكرمني الله بالشهادة، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون7)

    لقد كان جزاء الرسول ص الذي انقذهم من حياة البؤس والشقاء أن عدوا على ذريته فسفكوا دماءهم، واقترفوا منهم ما تقشعر منه الجلود وتندى له الوجوه وقد استجاب الله دعاء الإمام فأنتقم له من أعدائه المجرمين، فلم يلبثوا قليلاً حتى اجتاحتهم الفتن والعواصف، فقد هب الثائر العظيم المختار طالباً بدم الإمام فأخذ يطاردهم ويلاحقهم، وقد هربوا في البيداء وشرطة المختار تطاردهم حتى أباد الكثيرين منهم، يقول الزهري لم يبق من قتلة الحسين أحد إلا عوقب أما بالقتل أو العمى أو سواد الوجه، أو زوال الملك في مدة يسيرة(8).

    3 - يقول المؤرخون: إن الإمام وقف ليستريح بعدما أعياه نزيف الدماء، فرماه وغد بحجر أصاب جبهته الشريفة فسالت الدماء على وجهه فأخذ الثوب ليمسح الدم عن عينيه، فرماه رجس بسهم محدد له ثلاث شعب فوقع على قلبه الشريف الذي يحمل العطف للناس، فأيقن بدنو الأجل فنظر للسماء وهو يقول:

    بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله ص إلهي إنك تعلم انهم يقتلون رجلاً ليس على وجه الأرض ابن بنت نبي غيري

    وأخرج السهم من قفاه فانبعث الدم فأخذ يتلقاه بيديه فلما امتلأتا رمى به نحو السماء وهو يقول:

    هون ما نزل بي أنه بعين الله

    وأخذ الإمام من دمه الشريف فلطخ به وجهه ولحيته، وهو بتلك الهيبة التي تحكى هيبة الأنبياء واندفع يقول:

    هكذا اكون حتى ألقى الله وجدي رسول الله ص وأنا مخضب بدمي(9)

    4 - رماه الحصين بن نمير بسهم أصاب فمه الشريف فتفجر دماً فجعل يتلقى الدم بيده ويرمي به نحو السماء وهو يدعو على الجناة المجرمين قائلاً:

    اللهم احصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تذر على الأرض منهم أحداً(10)

    وقد اجهده نزيف الدماء واعياه العطش، فجلس على الأرض، وهو ينؤ برقبته من شدة الآلام فحمل عليه وهو بتلك الحالة الرجس الخبيث مالك بن النسر فشتمه وعلاه بالسيف، وكان عليه برنس(11) فامتلأ دماً، فرمقه الإمام بطرفه، ودعا عليه قائلاً:

    لا اكلت بيمينك ولا شربت وحشرك الله مع الظالمين

    وألقى البرنس واعتم على القلنسوة(12) فأسرع الباغي إلى البرنس فأخذه وقد شلت يداه(13).



    وكان مسلم بن رباح هو آخر من بقي من أصحاب الإمام، وكان معه، وقد أصاب الإمام سهم في وجهه الشريف فجلس على الأرض وانتزعه، وقد تفجر دمه، ولم تكن به طاقة فقال لابن رباح:

    أدن يديك من هذا الدم

    فوضع ابن رباح يديه تحت الجرح فلما امتلأتا دماً قال له:

    أسكبه في يدي

    فسكبه في يديه، فرفعهما نحو السماء وجعل يخاطب الله تعالى قائلاً:

    اللهم اطلب بدم ابن بنت نبيك

    ورمى بدمه الشريف نحو السماء فلم تقع منه قطرة واحدة إلى الأرض فيما يقول ابن رباح(14).



    واتجه الإمام ع في تلك اللحظات الأخيرة إلى الله فأخذ يناجيه قائلا:
    صبراً على قضائك لا إله سواك، يا غياث المستغيثين، مالي رب سواك ولا معبود غيرك. صبراً على حكمك، يا غياث من لا غياث له، يا دائماً لا نفاذ له يا محيي الموتى، يا قائماً على كل نفس أحكم بيني وبينهم وأنت خير الحاكمين(15).




    وهجمت على ريحانة رسول الله ص تلك العصابة يوسعونه ضرباً بالسيوف وطعناً بالرماح فضربه زرعة بن شريك التميمي على كفه اليسرى، وضربه وغد آخر على عاتقه، وكان من أحقد أعدائه عليه الخبيث سنان بن أنس، فقد أخذ يضربه تارة بالسيف وأخرى يطعنه بالرمح، وكان يفخر بذلك، وقد حكى للحجاج ما صنعه به باعتزاز قائلاً:

    دعمته بالرمح، وهبرته بالسيف هبراً(16).

    فالتاع الحجاج على قسوته وصاح به: أما انكما لن تجتمعا في دار(17).

    وأحاط به أعداء الله من كل جانب، وسيوفهم تقطر من دمه الزكي يقول بعض المؤرخين إنه لم يضرب أحد في الإسلام كما ضرب الحسين فقد وجد به مائة وعشرون جراحة ما بين ضربة سيف وطعنة رمح ورمية سهم(18).

    ومكث الإمام مدة من الوقت على وجه الأرض، وقد هابه الجميع ونكصوا من الأجهاز عليه يقول السيد حيدر:


    وكانت هيبته تأخذ بمجامع القلوب حتى قال بعض أعدائه: (لقد شغلنا جمال وجهه ونور بهجته عن الفكرة في قتله) وما انتهى إليه رجل إلاّ انصرف كراهية أن يتولى قتله(19).




    وخرجت حفيدة الرسول ص زينب من وتقول :
    ليت السماء وقعت على الأرض

    وأقبل ابن سعد فصاحت به: يا عمر أرضيت أن يُقتل أبو عبد الله وأنت تنظر إليه؟ فأشاح الخبيث بوجهه عنها ودموعه تسيل على لحيته المشومة(20) ولم تعد العقيلة تقوى على النظر إلى أخيها وهو بتلك الحالة التي تميد بالصبر، فانصرفت إلى خبائها لترعى المذاعير من النساء والأطفال.



    ومكث الإمام طويلاً من النهار، وقد اجهدته الجروح وأعياه نزيف الدماء، فصاح بالقتلة المجرمين:

    (أعلى قتلي تجتمعون؟ أما والله لا تقتلون بعدي عبداً من عباد الله وأيم الله إني لأرجو ان يكرمني الله بهوانكم، ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون..).

    وكان الشقي الأثيم سنان بن أنس قد شهر سيفه فلم يدع أحداً يدنو من الإمام مخافة أن يغلبه على أخذ رأسه فيخسر الجائزة من سيده ابن مرجانة، والتفت الخبيث عمر بن سعد إلى شبث بن ربعي فقال له:

    (أزل فجئني برأسه).

    فانكر عليه شبث وقال له:

    (أنا بايعته ثم غدرت به، ثم أنزل فاحتز رأسه لا والله لا أفعل ذلك..).

    والتاع ابن سعد فراح يهدده:

    (إذاً اكتب إلى ابن زياد).

    (اكتب له)(21).

    وصاح شمر بالأوغاد المجرمين من أصحابه: ويحكم ماذا تنتظرون بالرجل؟ اقتلوه ثكلتكم أمهاتكم فاندفع خولي بن يزيد إلى الاجهاز عليه إلا انه ضعف وأرعد فقد اخذته هيبة الإمام فأنكر عليه الرجس سنان بن أنس وصاح به: فتَّ الله في عضدك وأبان يدك، واشتد كالكلب على الإمام فاحتز رأسه الشريف فيما يقول بعض المؤرخين(22)، وسنذكر الأقوال في ذلك.

    واحتز رأس الإمام ص وكانت على شفتيه ابتسامة الرضا والاطمئنان
    لقد تاجر الإمام مع الله فكانت تجارته هي التجارة الرابحة قال الله تعالى:

    (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله، فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)(23).






    واختلف المؤرخون في المجرم الأثيم الذي اجهز على ريحانة رسول الله ص، وهذه بعض الأقوال:



    وذهب الكثيرون من المؤرخين إلى أن الشقي الأثيم سنان بن أنس هو الذي احتز رأس الإمام (ع)(24) وفيه يقول الشاعر:

    وأي رزية عدلت حسيناً***غداة تبيره كفا سنان(25)



    وصرحت بعض المصادر أن الأبرص شمر بن ذي الجوشن هو الذي قتل الإمام(26) فقد كان هذا الخبيث من أحقد الناس على الإمام يقول المستشرق رينهارت دوزي: ولم يتردد الشمر لحظة بقتل حفيد الرسول ص حين احجم غيره عن هذا الجرم الشنيع وان كانوا مثله في الكفر(27).



    وذكر المقريزي وغيره ان عمر بن سعد هو الذي قتل الإمام بعد أن احجم غيره من السفكة المجرمين من قتله(28).


    1 - زهر الآداب: ج 1 ص 162، كفاية الطالب.

    2 - التبان: سراويل صغيرة.

    3 - معجم الطبراني الكبير: ج 1 ص 140.

    4 - مقتل الحسين للمقرم: ص 337.

    5 - جنة المأوى: ص 115.

    6 - الدر النظيم: ص 168.

    7 - مقتل الحسين للمقرم: ص 339.

    8 - عيون الأخبار لابن قتيبة: ج 1 ص 103 - 104.

    9 - مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 34.

    10 - أنساب الأشراف: ق 1 ج 1.

    11 - البرنس: قلنسوة طويلة كانت تلبس في صدر الإسلام.

    12 - مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 34.

    13 - أنساب الأشراف: ق 1 ج1.

    14 - تاريخ ابن عساكر: ج 14 ص 77، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب من مخطوطات مكتبة كاشف الغطاء العامة.

    15 - مقتل المقرم: ص 345.

    16 - هبرته: قطعته

    17 - مجمع الزوائد: ج 9 ص 194

    18 - الحدائق الوردية: ج 1 ص 126

    19 - أنساب الأشراف: ق 1 ج 1

    20 - جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب: ص 139

    21 - الدر النظيم في مناقب الأئمة: ص 168

    22 - مناقب الخوارزمي: ج 2 ص 36

    23 - سورة التوبة: الآية 110

    24 - تاريخ ابن الأثير: ج 3 ص 295؛ مقاتل الطالبيين: ص 118؛ البداية والنهاية: ج 8 ص 188؛ أنساب الأشراف: ق 1 ج 1، تاريخ القضاعي.

    25 - الاستيعاب: ج 1 ص 379

    26 - مقتل الحسين للخوارزمي: ج 2 ص 36، مقتل الحسين للمقرم: ص 347.

    27 - مسلمي إسبانيا

    28 - خطط المقريزي: ج 2 ص 286، مناقب ابن شهر آشوب: ج 5 ص 119 من مصورات مكتبة الإمام أمير المؤمنين



    أهدي ثواب هذا العمل البسيط لسادتي المعصومين عليهم السلام ولكل من على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام الأحياء منهم والأموات تسبقها الصلوات على محمد وآل محمد
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X