بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم . و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم
الدين .
الإرشاد ج : 2 ص : 37
فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد فذكروا هلاك معاوية فحمدوا الله عليه فقال سليمان إن معاوية قد هلك و إن حسيناً قد تقبض على القوم ببيعته و قد خرج إلى مكة و أنتم شيعته و شيعة أبيه فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه و مجاهدو عدوه فأعلموه و إن خفتم الفشل و الوهن فلا تغروا الرجل في نفسه. قالوا : لا بل نقاتل عدوه و نقتل أنفسنا دونه . قال فكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي(ع) من سليمان بن صرد و المسيب بن نجبة و رفاعة بن شداد و حبيب بن مظاهر و شيعته من المؤمنين و المسلمين من أهل الكوفة سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها و غصبها فيئها و تأمر عليها بغير رضا منها ثم قتل خيارها و استبقى شرارها و جعل مال الله دولة بين جبابرتها و أغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق و النعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجمع معه في جمعه و لا نخرج معه إلى عيد و لو قد بلغنا أنك أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله .
ثم سرحوا الكتاب مع عبد الله بن مسمع الهمداني و عبد الله بن وال .
**************************************
رجال الكشي – عليه الرحمة – ص 79
133- جبريل بن أحمد، قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال حدثني أحمد بن النضر، عن عبد الله بن يزيد الأسدي ، عن فضيل بن الزبير، قال مر ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحدثا حتى اختلف أعناق فرسيهما، ثم قال حبيب : لكأني بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الزرق قد صلب في حب أهل بيت نبيه (عليه السلام) و يبقر بطنه على الخشبة، فقال ميثم : و إني لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتان يخرج لينصر ابن نبيه فيقتل و يجال برأسه بالكوفة. ثم افترقا، فقال أهل المجلس : ما رأينا أحداً أكذب من هذين، قال، فلم يفترق أهل المجلس حتى أقبل رشيد الهجري فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا افترقا و سمعناهما يقولان كذا و كذا، فقال رشيد رحم الله ميثما نسى و يزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم، ثم أدبر، فقال القوم هذا و الله أكذبهم، فقال القوم هذا و الله ما ذهبت الأيام و الليالي حتى رأيناه مصلوبا على باب دار عمرو بن حريث ، و جيء برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين (ع) و رأينا كل ما قالوا، و كان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين (ع) و لقوا جبال الحديد و استقبلوا الرماح بصدورهم و السيوف بوجوههم و هم يعرض عليهم الأمان و الأموال فيأبون و يقولون لا عذر لنا عند رسول الله (ص) إن قتل الحسين و منا عين تطرف حتى قتلوا حوله، و لقد مزح حبيب بن مظاهر الأسدي، فقال له زيد بن حصين الهمداني و كان يقال له سيد القراء يا أخي ليس هذه بساعة ضحك، قال فأي موضع أحق من هذا بالسرور و الله ما هو إلا أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور العين.
قال الكشي هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخر الكوفة و البصرة.
**************************************
بحارالأنوار ج : 44 ص : 387
و أقبل حبيب بن مظاهر إلى الحسين (ع) فقال : يا ابن رسول الله هاهنا حي من بني أسد بالقرب منا أ تأذن لي في المصير إليهم فأدعوهم إلى نصرتك فعسى الله أن يدفع بهم عنك قال قد أذنت لك . فخرج حبيب إليهم في جوف الليل متنكرا حتى أتى إليهم فعرفوه أنه من بني أسد فقالوا : ما حاجتك ؟ .فقال : إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم أتيتكم أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيكم فإنه في عصابة من المؤمنين الرجل منهم خير من ألف رجل لن يخذلوه و لن يسلموه أبداً و هذا عمر بن سعد قد أحاط به و أنتم قومي و عشيرتي و قد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا و الآخرة فإني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابرا محتسبا إلا كان رفيقا لمحمد ص في عليين . قال فوثب إليه رجل من بني أسد يقال له عبد الله بن بشر فقال : أنا أول من يجيب إلى هذه الدعوة ثم جعل يرتجز و يقول.
قد علم القوم إذا تواكلوا *** و أحجم الفرسان إذ تناقلوا
أني شجاع بطل مقاتل *** كأنني ليث عرين باسل
ثم تبادر رجال الحي حتى التأم منهم تسعون رجلا فأقبلوا يريدون الحسين (ع) و خرج رجل في ذلك الوقت من الحي حتى صار إلى عمر بن سعد فأخبره بالحال فدعا ابن سعد برجل من أصحابه يقال له الأزرق فضم إليه أربعمائة فارس و وجه نحو حي بني أسد فبينما أولئك القوم قد أقبلوا يريدون عسكر الحسين (ع) في جوف الليل إذا استقبلهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات و بينهم و بين عسكر الحسين اليسير فناوش القوم بعضهم بعضا و اقتتلوا قتالا شديدا و صاح حبيب بن مظاهر بالأزرق ويلك ما لك و ما لنا انصرف عنا و دعنا يشقى بنا غيرك فأبى الأزرق أن يرجع و علمت بنو أسد أنه لا طاقة لهم بالقوم فانهزموا راجعين إلى حيهم ثم إنهم ارتحلوا في جوف الليل خوفا من ابن سعد أن يبيتهم و رجع حبيب بن مظاهر إلى الحسين (ع) فخبره بذلك فقال (ع) لا حول و لا قوة إلا بالله .
**************************************
الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم . و أفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد و آله الطاهرين .و اللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم
الدين .
الإرشاد ج : 2 ص : 37
فاجتمعت الشيعة بالكوفة في منزل سليمان بن صرد فذكروا هلاك معاوية فحمدوا الله عليه فقال سليمان إن معاوية قد هلك و إن حسيناً قد تقبض على القوم ببيعته و قد خرج إلى مكة و أنتم شيعته و شيعة أبيه فإن كنتم تعلمون أنكم ناصروه و مجاهدو عدوه فأعلموه و إن خفتم الفشل و الوهن فلا تغروا الرجل في نفسه. قالوا : لا بل نقاتل عدوه و نقتل أنفسنا دونه . قال فكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم للحسين بن علي(ع) من سليمان بن صرد و المسيب بن نجبة و رفاعة بن شداد و حبيب بن مظاهر و شيعته من المؤمنين و المسلمين من أهل الكوفة سلام عليك فإنا نحمد إليك الله الذي لا إله إلا هو. أما بعد فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد الذي انتزى على هذه الأمة فابتزها أمرها و غصبها فيئها و تأمر عليها بغير رضا منها ثم قتل خيارها و استبقى شرارها و جعل مال الله دولة بين جبابرتها و أغنيائها فبعدا له كما بعدت ثمود إنه ليس علينا إمام فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك على الحق و النعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجمع معه في جمعه و لا نخرج معه إلى عيد و لو قد بلغنا أنك أقبلت إلينا أخرجناه حتى نلحقه بالشام إن شاء الله .
ثم سرحوا الكتاب مع عبد الله بن مسمع الهمداني و عبد الله بن وال .
**************************************
رجال الكشي – عليه الرحمة – ص 79
133- جبريل بن أحمد، قال حدثني محمد بن عبد الله بن مهران، قال حدثني أحمد بن النضر، عن عبد الله بن يزيد الأسدي ، عن فضيل بن الزبير، قال مر ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحدثا حتى اختلف أعناق فرسيهما، ثم قال حبيب : لكأني بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الزرق قد صلب في حب أهل بيت نبيه (عليه السلام) و يبقر بطنه على الخشبة، فقال ميثم : و إني لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتان يخرج لينصر ابن نبيه فيقتل و يجال برأسه بالكوفة. ثم افترقا، فقال أهل المجلس : ما رأينا أحداً أكذب من هذين، قال، فلم يفترق أهل المجلس حتى أقبل رشيد الهجري فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما فقالوا افترقا و سمعناهما يقولان كذا و كذا، فقال رشيد رحم الله ميثما نسى و يزاد في عطاء الذي يجيء بالرأس مائة درهم، ثم أدبر، فقال القوم هذا و الله أكذبهم، فقال القوم هذا و الله ما ذهبت الأيام و الليالي حتى رأيناه مصلوبا على باب دار عمرو بن حريث ، و جيء برأس حبيب بن مظاهر قد قتل مع الحسين (ع) و رأينا كل ما قالوا، و كان حبيب من السبعين الرجال الذين نصروا الحسين (ع) و لقوا جبال الحديد و استقبلوا الرماح بصدورهم و السيوف بوجوههم و هم يعرض عليهم الأمان و الأموال فيأبون و يقولون لا عذر لنا عند رسول الله (ص) إن قتل الحسين و منا عين تطرف حتى قتلوا حوله، و لقد مزح حبيب بن مظاهر الأسدي، فقال له زيد بن حصين الهمداني و كان يقال له سيد القراء يا أخي ليس هذه بساعة ضحك، قال فأي موضع أحق من هذا بالسرور و الله ما هو إلا أن تميل علينا هذه الطغاة بسيوفهم فنعانق الحور العين.
قال الكشي هذه الكلمة مستخرجة من كتاب مفاخر الكوفة و البصرة.
**************************************
بحارالأنوار ج : 44 ص : 387
و أقبل حبيب بن مظاهر إلى الحسين (ع) فقال : يا ابن رسول الله هاهنا حي من بني أسد بالقرب منا أ تأذن لي في المصير إليهم فأدعوهم إلى نصرتك فعسى الله أن يدفع بهم عنك قال قد أذنت لك . فخرج حبيب إليهم في جوف الليل متنكرا حتى أتى إليهم فعرفوه أنه من بني أسد فقالوا : ما حاجتك ؟ .فقال : إني قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم أتيتكم أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيكم فإنه في عصابة من المؤمنين الرجل منهم خير من ألف رجل لن يخذلوه و لن يسلموه أبداً و هذا عمر بن سعد قد أحاط به و أنتم قومي و عشيرتي و قد أتيتكم بهذه النصيحة فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا و الآخرة فإني أقسم بالله لا يقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابرا محتسبا إلا كان رفيقا لمحمد ص في عليين . قال فوثب إليه رجل من بني أسد يقال له عبد الله بن بشر فقال : أنا أول من يجيب إلى هذه الدعوة ثم جعل يرتجز و يقول.
قد علم القوم إذا تواكلوا *** و أحجم الفرسان إذ تناقلوا
أني شجاع بطل مقاتل *** كأنني ليث عرين باسل
ثم تبادر رجال الحي حتى التأم منهم تسعون رجلا فأقبلوا يريدون الحسين (ع) و خرج رجل في ذلك الوقت من الحي حتى صار إلى عمر بن سعد فأخبره بالحال فدعا ابن سعد برجل من أصحابه يقال له الأزرق فضم إليه أربعمائة فارس و وجه نحو حي بني أسد فبينما أولئك القوم قد أقبلوا يريدون عسكر الحسين (ع) في جوف الليل إذا استقبلهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات و بينهم و بين عسكر الحسين اليسير فناوش القوم بعضهم بعضا و اقتتلوا قتالا شديدا و صاح حبيب بن مظاهر بالأزرق ويلك ما لك و ما لنا انصرف عنا و دعنا يشقى بنا غيرك فأبى الأزرق أن يرجع و علمت بنو أسد أنه لا طاقة لهم بالقوم فانهزموا راجعين إلى حيهم ثم إنهم ارتحلوا في جوف الليل خوفا من ابن سعد أن يبيتهم و رجع حبيب بن مظاهر إلى الحسين (ع) فخبره بذلك فقال (ع) لا حول و لا قوة إلا بالله .
**************************************
تعليق