إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رصاص الجن

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رصاص الجن

    ثمانية أطفال أشقاء خرجوا للعب في الساحة الخلفية من منزلهم البسيط عند الساعة الثامنة والنصف مساء ، كان التيار الكهربائي قد قطع عن المنزل ؛ غير أن أضواء البيوت القريبة كانت تعكس إنارة كافية للأطفال كي يلعبوا . تراوحت أعمار الأطفال الثمانية بين الثلاث سنوات و السادسة عشرة وهم أربع بنات وثلاثة أولاد . وفي حين خرج الأب لمكان قريب داخل القرية توجهت الأم دقائق نحو منزل جارتها وبقي الأشقاء يركضون فرحين ضاحكين في الساحة الضيقة الملاصقة للمنزل والمحاطة بشجيرات من المزروعات والورد كحال غالبية بيوت القرية . وفي لحظة مفاجئة وبينما ارتفع صوت الأطفال بالضحك خرج من بين الشجيرات مجموعة من الجنود الصهاينة ؛ ارتبك الأطفال وذهلوا من ظهور الجنود المفاجئ فأخذوا يتلاحقون في الأربعة أمتار المربعة التي كانوا يمرحون فيها مسرعين نحو المنزل ؛ تباطأ بعض هؤلاء الأطفال في الدخول إلى المنزل ظنا منهم أن عمهم الذي يسكن قربهم يداعبهم محاولا إخافتهم باطلاق كلمة "بوينا بوينا " وهي كلمة عبريه ينطق بها الجنود لحظة اعتقال أحد وتعني : تعال هنا " .. وعندما أصبح الجنود على بعد أربعة أمتار من أحد الأطفال واسمه "باجس" ويبلغ الثانية عشرة صوّب الجندي سلاحه نحو ظهر الطفل الراكض إلى داخل المنزل ؛ فأطلق عليه طلقة مزدوجة خاصة تتكون من ثلاث رصاصات معدنية في نفس الطلقة .. الأم تشاهدت الحدث ففي لحظتها كانت عند مدخل منزل جارتها متجهة نحو منزلها ؛ وقفت الأم متسمرة لا تدري ماذا تفعل إنها ترقب الجندي يصوب الرصاص نحو طفلها ثم حاولت العودة إلى منزلها لكن جنود آخرين منعونها ؛ بقيت الأم مرتبكة وفي حيرة من أمرها فلم تتوقع أن لدى الجنود نية لقتل أطفال يلعبون في ساحة منزلهم وظنت الجندي ينوي إخافة طفلها باجس واعتقاله ولذا فقد ترددت في مزيد من تحدي الجنود خوفا من أن يطلق الجنود الغاز أو الرصاص في منزل جارتها التي تقف هي عند بوابته ؛ تحاشيا للتسبب في مشكلة لجارتها حيث خطر في ذهن هذه الأم أنه ربما يموت أطفال جارتها أو يؤذون من قبل الجنود في حين أن هذه الجارة ليس لديها سوى طفلين ومات ثالثهم وفوق ذلك فالجارة مصابة بمرض صعب ومنعها الأطباء من الحمل مرة أخرى.

    وبينما أطلق الجنود الرصاصة المزدوجة الأولى نحو باجس استمر الأطفال يركضون نحو المنزل وأغلقوا الباب بسرعة .. اقترب الجنود أكثر نحو ساحة المنزل وألقوا قنبلة متفجرة نحو نافذه المنزل .. كانت هذه القنبلة الخاصة تحتوي على عدد كبير من الرصاص المتفجر وهو رصاص معدني مغطى بطبقة رقيقة من البلاستيك الأسود .. كان سبعة من الأطفال قد اختبأوا في الغرفة الأولى من المنزل في حين بقيت طفلة مختبئة في ظل شجيرة في ساحة المنزل .. اخترقت الرصاصات المتفجرة الخارجة من القنبلة المضغوطة شبابيك الغرفة التي اختبأ فيها الأطفال . ووسط الظلام الدامس سمع الأطفال صوت تكسر الزجاج وصوت اختراق الرصاص لسطح وجوانب الغرفة والأبواب فعم صمت للحظات في كل أرجاء الغرفة ثم ما لبث بعض الأطفال أن بدأوا بالصياح .. في الظلام اقتربت "رهام" التي تبلغ الخامسة عشر من عمرها من أختها "دعاء" ذات التسع سنوات والتي كانت تنين ؛ فوضعت رهام يديها على رأس أختها دعاء فشعرت بسائل كثيف يخرج من رأس أختها .. حملت رهام أختها بين ذراعيها وحاولت الخروج بها لكن الجنود كانوا في حالة تأهب وإرهاب مما اضطرها للعودة إلى مدخل آخر للمنزل لكن رهام وجدت الجنود أيضا في الجانب الآخر من المنزل فعادت تتخبط ودماء أختها يسير فوق ذراعيها فأخذت تصيح على عمها ثم وجدت نفسها تتجرأ باختراق مكان تواجد الجنود وتركض في الشارع و في الظلام .. تقع "رهام " تارة في حالة شبه إغماء ثم تعاود القيام لتصل إلى مقهى في البلدة ليس ببعيد عن المنزل لتستنجد بمن هم هناك وعندها تلتقي بعمها الذي يحمل عنها أختها فيبدأون بنقلها إلى مركز طواريء في مخيم قريب .. وكانت الأم قد قررت المجازفة بالذهاب إلى حيث أطفالها من طريق جانبية فرأت ابنتها المحمولة بين الأيادي ووجهها غارق في الدم .. حاولت الأم مستميتة أن تلحق بابنتها لكن السيارة سرعان ما انطلقت و بعد قليل اكتشف الأطفال الذين بقوا في المنزل أن أحد إخوتهم و يبلغ الثامنة من عمره " واسمه وليد" مغمى عليه على الكرسي وسط الظلام فحملوا الطفل مسرعين في سيارة أخرى تجاه مركز الطواريء وبعد قليل أيضا بدأ "باجس" ذو الثانية عشرة بالتألم من ظهره فاكتشف أن ظهره كان مصاب فنقل في سيارة أخرى بينما بقي طفل آخر"موسى" سبع سنوات في حالة من الذهول والتسمر لما حدث وبقيت "ننوسة" الصغيرة ذات الثلاث سنوات تخشى الاقتراب من الباب ظنا أن الجنود مازالوا متأهبين لقتلهم ...

    تم تحويل الأطفال الثلاثة الجرحى إلى مستشفى حكومي فأخذت الأم في حالة من الهستيريا تشد الطبيب وترجوه أن يسعف ابنتها دعاء الملقاة على سرير قسم الطواريء إلى جانب أخاها "باجس"؛ ولكن الأم لم تكن تعلم حقيقة حال أيّ من أطفالها .. عندها صاح فيها الطبيب قائلا :" أهدأي يا امرأة .. اصابة ابنتك هذه مقدور عليها عليّ أن أسعف ابنك الآخر إنه في حالة خطرة ؛ ثم شاهدت الأم الطبيب يدخل أصابعه في ثقب في مؤخرة رأس طفلها الصغير "وليد" ..

    الجيش الإسرائيلي نفى أي علاقة له بالحادث برغم من شهادة أعداد ضخمة من سكان القرية وبرغم من نوعية السلاح المستخدم والخاص بالجيش الصهيوني والذي مازالت العديد من رصاصاته تستقر في ثقوب الأبواب الخشبية للغرفة .. لجنة للدفاع عن حقوق الانسان حققت مع الأم والأطفال الجرحى وبالاطلاع على نوعية الاسئلة التي وجهت للضحايا بات احتمال تسجيل الحادث على مسؤولية الجن وارد ...



    وقع هذا الحادث لعائلة السيد جبر( أبو باجس ) - سكان قرية دورا القرع قضاء رام الله في مساء يوم الأربعاء 5-3-2003م .





    ربيحة علان علان

    مخيم الجلزون – رام الله

    8-3-2003م
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X