دول الخليج تتراشق باتهامات استضافة القواعد الاميركية


القواعد العسكرية في الخليج تطوق قرارات القمة الاسلامية الطارئة، ولا احد يريد ان يكون المتهم الوحيد بدعم واشنطن.

ميدل ايست اونلاين
الدوحة – من فيصل البعطوط

خلفت القمة الاسلامية الطارئة في الدوحة تساؤلات حول مدى مصداقية القرارات القوية التي خرجت بها ضد الحرب على العراق، في الوقت الذي لا تبعد قاعدة السيلية التي تضم جزءا من القيادة المركزية الاميركية سوى عشرات الاميال عن مقر انعقاد القمة.

وذهب وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى ابعد من ذلك عندما قال في ختام القمة الاسلامية مساء الاربعاء "نحن في قطر محتاجون للوجود الاجنبي والناس تعرف ذلك".

وتوجد في قطر البلد الصغير المساحة واغنى دول الخليج بالغاز، قاعدتان عسكريتان يتواجد فيهما زهاء سبعة الاف عسكري اميركي.

فهناك قاعدة السيلية التي تضم القيادة المركزية الاميركية منذ شهر كانون الاول/ديسمبر الماضي، وهناك قاعدة العيديد الجوية التي تشارك في الحرب ضد الارهاب في افغانستان ضمن عملية "الحرية الراسخة".

ويرجح مراقبون خليجيون ان تلعب هاتان القاعدتان دورا في الحرب المحتملة على العراق الى جانب قواعد اخرى اميركية موزعة على كافة دول الخليج.

ولا يخفي المسؤولون القطريون انزعاجهم من التركيز الاعلامي على قطر وكأنها الوحيدة التي قد تكون منطلقا محتملا للحرب ضد العراق.

وفي حديثه عن القواعد العسكرية الاميركية في بلاده، اتهم الشيخ حمد في مؤتمره الصحافي الاربعاء دولا باخفاء حقيقة التواجد الاجنبي في اراضيها وبمحاولة "اظهار قطر على انها الدولة الخليجية الوحيدة التي ترفض منع استعمال القواعد".

واضاف الوزير القطري ان بلاده "طالبت خلال القمة العربية الاخيرة (في شرم الشيخ) بتوقيع وتنفيذ عقد او عهد رسميين بمنع استعمال القواعد العسكرية، وهي ستكون اول الموقعين على ذلك".

وخلص الى القول "ان بيان القمة العربية تغير بعد ذلك بقدرة قادر لان الهدف كان القول بان قطر هي الوحيدة التي رفضت".

وكانت مصادر عدة اشارت الى ان قمة شرم الشيخ التي "اكدت على ضرورة امتناع دول الجوار عن المشاركة في اي عمل عسكري يستهدف امن وسلامة ووحدة اراضي العراق او اي دولة عربية"، اسقطت اقتراحا اخر كان يدعو الى "عدم تقديم تسهيلات اميركية الى الولايات المتحدة في حال حصول هجوم على العراق".

وتتبادل وسائل الاعلام السعودية والقطرية منذ فترة الاتهامات بان كليهما سيكون منطلقا للحرب على العراق.

وفيما تحاول وسائل الاعلام السعودية الايحاء بان قاعدتي السيلية والعيديد القطريتين ستلعبان دورا رئيسيا في العمل العسكري المحتمل ضد العراق، تبرز وسائل الاعلام القطرية الدور المحوري لقاعدة الامير سلطان السعودية كقاعدة جوية اميركية رئيسية في المنطقة.

ومما قاله وزير الخارجية القطري ايضا في مؤتمره الصحافي "اذا اردنا الا تكون هناك مشكلة مع شعوبنا، علينا على الاقل ان نقول لها بصراحة هذا ما نستطيع ان نفعله، وهذا ما لا نستطيع ان نفعله".

ودعا الى "التعامل برقي مع الشعوب"، مضيفا "لا يمكن ان نضحك على الناس، هناك من يقول بانه لن يسمح (بالقواعد الاميركية) واخر يقول نحن لم نسمح، وثالث يقول ليس عندي قواعد اجنبية، ورابع يقول ليس عندي جندي اميركي، وخامس يقول اسمح... ولكن عن طريق الامم المتحدة، او بدونها... كل ذلك لعب على الالفاظ".

وتابع ان "قطر لا تستطيع ان تعلن انه لا توجد عندها قواعد اجنبية والجميع يعرف العكس"، مضيفا "لن اكذب واقول ليس عندي قواعد والجميع يراها في الشارع".

واضاف الشيخ حمد ان "مشاكل الدول مع شعوبها تعود الى عدم الصراحة في طرح الامور بمسمياتها الحقيقية"، ونبه الى "اننا لا نخاطب عقل الخمسينات والستينات من القرن الماضي".

ودعا الى "ان نتكلم مع الناس بصراحة لانني متأكد من ان الشعوب ستقف مع حكوماتها ان نحن فعلنا ذلك، لانها ستعرف عندها ان حكوماتها تسعى لما فيه مصلحتها".

وحسب المعلومات المتوفرة الاميركية او المحلية، هناك نحو 111 الف جندي اميركي في الكويت اضافة الى 28 الف جندي بريطاني، وسبعة الاف جندي اميركي في المملكة العربية السعودية خصوصا في قاعدة الامير سلطان الجوية في الصحراء جنوب الرياض، وسبعة الاف جندي اميركي في قطر في قاعدتي العيديد والسيلية، ونحو خمسة الاف جندي اميركي غالبيتهم من عناصر البحرية في البحرين حيث توجد قيادة الاسطول الاميركي الخامس، ونحو 1200 جندي اميركي في الامارات العربية المتحدة غالبيتهم في البحر، ونحو ثلاثة الاف جندي اميركي في سلطنة عمان