7/1/2013
الاسد: خطاب الثقة والحل
علي مطر
يحتل خطاب الرئيس الاسد منذ القائه في دار الاوبرا امس المشهد السياسي والاعلامي. تتوالى ردود الفعل بين المؤيد والمعارض، وتكثر القراءات والتحليلات للمضمون والشكل. ويتفق المراقبون على اعتباره مفصلياً في مسار الأزمة السورية لناحية تأثيره على المجريات الميدانية والسياسية.
"خطاب الواثق والمطمئن " بهذا المعنى توالت القراءات المرحبة بخطاب الاسد التي اعتبرت ان الرئيس السوري رسم خارطة طريق للحل السياسي يفترض على كل وطني تلقفها لأنقاذ سوريا.

خطاب الثقة بالنفس والشعب
الباحث الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط يتوقف عند شكل الاطلالة التي ظهر بها الاسد، اطلالة تعكس الطمأنينة والسيطرة بحسب حطيط: "القاء الرئيس الأسد خطابه بحفل جماهيري له أهمية بالغة لأنه مطمئن إلى شعبه ولديه الثقة بالنفس ليخاطب الجمهور مباشرةً، وليس من وراء حجب، كما أن ردة فعل الجمهور والاستجابة لخطاب الرئيس الأسد تؤكدان أنه بعد عامين من المؤامرة والحرب على سورية لم يتوصل أعدؤها إلى قطع الجسور بين القائد وشعبه".

ويؤكد حطيط في حديث لموقع "العهد" الاخباري أن "هدوء الرئيس الأسد وثقته بنفسه ونبرته الواثقة تعبر عن حضور دائم ومستمر، وأن ما يجري هو تحت مراقبته ومتابعته فهو ليس رجلاً فاقداً للسيطرة أو انه لا يدري ما يجري حوله، بل هو القائد الفعلي الحقيقي"، مشدداً على أن "خطاب الرئيس الاسد هو خطاب الانتصار الآتي، وهو خطاب السيطرة على الميدان، ولم يترك مجالاً لعاقل أن يتردد بالقول إن الرئيس الاسد هو القائد المسيطر على زمام الأمور".
في دمشق كلام يتضمن نفس المحتوى. رئيس تحرير صحيفة "الثورة" السورية علي قاسم يحلل المصطلحات والكلمات المفتاحية في خطاب الامس فيؤكد أنها " تعكس الثقة المتبادلة بين الرئيس وشعبه، وما يؤكد ذلك هو مسيرات التأييد التي خرجت في سورية بعد الخطاب"، مشيراً إلى ان "الخطاب قدم إجابات مهمة على أسئلة كثيرة، كان الداخل السوري يطرحها منذ وقت، وخاصةً ما طرح حول المبادرات في ضوء الحراك السياسي الاخير، وهذه الاجابات كانت شافية ووافية لكثير من الجوانب".
وحول التوقيت، يشير قاسم في حديث لموقع "العهد" الاخباري إلى أن "التوقيت كانت له أهمية للإجابة عن الأسئلة، وتقديم الخيارات للمبادرة السياسية"، لافتاً إلى أن "الخطاب وضع الحد لكثير من الأوهام لدى البعض من خلال المراهنة على بعض المؤشرات الكاذبة والسطحية في قراءة الاحداث".
رؤية استراتيجية تاريخية للحل
لقد قدم الرئيس الأسد رؤية إستراتيجية تاريخية للحل، تقوم على القضاء على الإرهاب والبدء في حل سياسي عبر الحوار مع المعارضة الوطنية في آنٍ معاً، مستبعداً الحوار مع معارضة الخارج المتعاملة مع أعداء سورية، حيث ميّز الرئيس الأسد بين من هو وطني وهو عميل. يقول العميد حطيط هنا إن "عملية الفرز التي أجراها الرئيس الاسد بين من هو وطني ومن هو عميل، بصرف النظر عن المكان الذي يقيم فيه هي عملية مهمة. والدليل أن العميل هو من ينصاع إلى الخارج، وكل من هو متخذ أداة بيد الأجنبي فهو عميل وضد وطنه، ولا يستحق الحوار معه وقد أخرجه الرئيس الأسد من معادلة الحل. بينما رأى أن الحل هو الذي يتوصل إليه الشعب بالحوار، فالشعب يختار حكامه، وقد ربط الرئيس الأسد بين الديمقراطية وحرية الشعب والسيادة الوطنية، ولا يمكن لأحد أن ينقد هذا الكلام.
ويشير حطيط إلى أن مبادرة الرئيس الأسد تكمن في أنه أكد أن "محاربة الإرهاب والتعامل مع العدو الخارجي غير مربوطين بالحل الداخلي، فواجب الدولة الدفاع عن سورية وسيادتها وشعبها بمعزل عن الحل، وبالتالي فإن الحرب على الإرهاب مستمرة".
ما يراه حطيط يراه قاسم، الذي يقول إن "الحل بسورية يكون برؤية سورية ويحافظ على الخصوصية السورية. وبالتالي فالمبادرات يجب أن تكون للحل في إطار المساعدة من خلال وقف تمويل وتسليح الإرهابيين، ومن خلال القناعة بأن الحوار هو السبيل الوحيد للحل".

ويؤكد قاسم أن "أدوات المؤامرة لم تستطع خلال عامين من الحرب على سورية أن تؤثر في محتوى القرار السوري رغم كل ما استخدم بها من أدوات ووسائل، وهذا يقود إلى قناعة بأنه لا يمكن التأثير على محتوى القرار السوري"، معتبراً أن "خطاب الرئيس الاسد هو خطاب الثوابت والخيارات الوطنية للحل، وهذه الثوابت رغم كل العواصف السياسية لم تحرك سورية إلا للتمسك أكثر بها، وهي ستبقى البوصلة التي يكون من خلالها حل الأزمة".
الحوار ليس مع العبيد
وقد انطلق الرئيس الأسد من رؤية واضحة لإدارة الحوار والتفاوض، حيث قال "الأولى أن نحاور السيد ولا نحاور العبد، وإن سوريا تقبل النصيحة ولا تقبل الاملاء.. تقبل المساعدة ولا تقبل الاستبداد". والرئيس الأسد كان يدرك ان الغرب سيسارع ليرفض مبادرته، فهذا ليس مستغرباً، لأن الغربيين كما يقول العميد أمين حطيط "لا يمكن أن يعترفوا بالهزيمة بسهولة، والرئيس الاسد قال لهم انكم هزمتم ووصفهم بالاعداء. اما المعارضة الخارجية فلم يخاطبها اصلاً لأنه يخاطب السيد ولا يخاطب العبيد".
وهذا الأمر يؤكده رئيس تحرير الثورة علي قاسم، حيث يقول إن "هناك من سيرفض المبادرة للحل، ودعاهم لأن لا يعذبوا انفسهم، لأن الدعوة الى الحوار ليست لهم لانهم لا يريدون الحوار نتيجة الاستعلاء الغربي لانه لا يستوعب أن هناك من هو حر في قراره وسيد في هذه المنطقة، يحاور من الند الى الند"، مشيراً إلى أن "المرتزقة ليسوا اصحاب قرار لأن القرار يأتيهم جاهزاً "
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=69863&cid=9
الاسد: خطاب الثقة والحل
علي مطر
يحتل خطاب الرئيس الاسد منذ القائه في دار الاوبرا امس المشهد السياسي والاعلامي. تتوالى ردود الفعل بين المؤيد والمعارض، وتكثر القراءات والتحليلات للمضمون والشكل. ويتفق المراقبون على اعتباره مفصلياً في مسار الأزمة السورية لناحية تأثيره على المجريات الميدانية والسياسية.
"خطاب الواثق والمطمئن " بهذا المعنى توالت القراءات المرحبة بخطاب الاسد التي اعتبرت ان الرئيس السوري رسم خارطة طريق للحل السياسي يفترض على كل وطني تلقفها لأنقاذ سوريا.

خطاب الثقة بالنفس والشعب
الباحث الاستراتيجي العميد المتقاعد أمين حطيط يتوقف عند شكل الاطلالة التي ظهر بها الاسد، اطلالة تعكس الطمأنينة والسيطرة بحسب حطيط: "القاء الرئيس الأسد خطابه بحفل جماهيري له أهمية بالغة لأنه مطمئن إلى شعبه ولديه الثقة بالنفس ليخاطب الجمهور مباشرةً، وليس من وراء حجب، كما أن ردة فعل الجمهور والاستجابة لخطاب الرئيس الأسد تؤكدان أنه بعد عامين من المؤامرة والحرب على سورية لم يتوصل أعدؤها إلى قطع الجسور بين القائد وشعبه".

ويؤكد حطيط في حديث لموقع "العهد" الاخباري أن "هدوء الرئيس الأسد وثقته بنفسه ونبرته الواثقة تعبر عن حضور دائم ومستمر، وأن ما يجري هو تحت مراقبته ومتابعته فهو ليس رجلاً فاقداً للسيطرة أو انه لا يدري ما يجري حوله، بل هو القائد الفعلي الحقيقي"، مشدداً على أن "خطاب الرئيس الاسد هو خطاب الانتصار الآتي، وهو خطاب السيطرة على الميدان، ولم يترك مجالاً لعاقل أن يتردد بالقول إن الرئيس الاسد هو القائد المسيطر على زمام الأمور".
في دمشق كلام يتضمن نفس المحتوى. رئيس تحرير صحيفة "الثورة" السورية علي قاسم يحلل المصطلحات والكلمات المفتاحية في خطاب الامس فيؤكد أنها " تعكس الثقة المتبادلة بين الرئيس وشعبه، وما يؤكد ذلك هو مسيرات التأييد التي خرجت في سورية بعد الخطاب"، مشيراً إلى ان "الخطاب قدم إجابات مهمة على أسئلة كثيرة، كان الداخل السوري يطرحها منذ وقت، وخاصةً ما طرح حول المبادرات في ضوء الحراك السياسي الاخير، وهذه الاجابات كانت شافية ووافية لكثير من الجوانب".
وحول التوقيت، يشير قاسم في حديث لموقع "العهد" الاخباري إلى أن "التوقيت كانت له أهمية للإجابة عن الأسئلة، وتقديم الخيارات للمبادرة السياسية"، لافتاً إلى أن "الخطاب وضع الحد لكثير من الأوهام لدى البعض من خلال المراهنة على بعض المؤشرات الكاذبة والسطحية في قراءة الاحداث".
رؤية استراتيجية تاريخية للحل
لقد قدم الرئيس الأسد رؤية إستراتيجية تاريخية للحل، تقوم على القضاء على الإرهاب والبدء في حل سياسي عبر الحوار مع المعارضة الوطنية في آنٍ معاً، مستبعداً الحوار مع معارضة الخارج المتعاملة مع أعداء سورية، حيث ميّز الرئيس الأسد بين من هو وطني وهو عميل. يقول العميد حطيط هنا إن "عملية الفرز التي أجراها الرئيس الاسد بين من هو وطني ومن هو عميل، بصرف النظر عن المكان الذي يقيم فيه هي عملية مهمة. والدليل أن العميل هو من ينصاع إلى الخارج، وكل من هو متخذ أداة بيد الأجنبي فهو عميل وضد وطنه، ولا يستحق الحوار معه وقد أخرجه الرئيس الأسد من معادلة الحل. بينما رأى أن الحل هو الذي يتوصل إليه الشعب بالحوار، فالشعب يختار حكامه، وقد ربط الرئيس الأسد بين الديمقراطية وحرية الشعب والسيادة الوطنية، ولا يمكن لأحد أن ينقد هذا الكلام.
ويشير حطيط إلى أن مبادرة الرئيس الأسد تكمن في أنه أكد أن "محاربة الإرهاب والتعامل مع العدو الخارجي غير مربوطين بالحل الداخلي، فواجب الدولة الدفاع عن سورية وسيادتها وشعبها بمعزل عن الحل، وبالتالي فإن الحرب على الإرهاب مستمرة".
ما يراه حطيط يراه قاسم، الذي يقول إن "الحل بسورية يكون برؤية سورية ويحافظ على الخصوصية السورية. وبالتالي فالمبادرات يجب أن تكون للحل في إطار المساعدة من خلال وقف تمويل وتسليح الإرهابيين، ومن خلال القناعة بأن الحوار هو السبيل الوحيد للحل".

ويؤكد قاسم أن "أدوات المؤامرة لم تستطع خلال عامين من الحرب على سورية أن تؤثر في محتوى القرار السوري رغم كل ما استخدم بها من أدوات ووسائل، وهذا يقود إلى قناعة بأنه لا يمكن التأثير على محتوى القرار السوري"، معتبراً أن "خطاب الرئيس الاسد هو خطاب الثوابت والخيارات الوطنية للحل، وهذه الثوابت رغم كل العواصف السياسية لم تحرك سورية إلا للتمسك أكثر بها، وهي ستبقى البوصلة التي يكون من خلالها حل الأزمة".
الحوار ليس مع العبيد
وقد انطلق الرئيس الأسد من رؤية واضحة لإدارة الحوار والتفاوض، حيث قال "الأولى أن نحاور السيد ولا نحاور العبد، وإن سوريا تقبل النصيحة ولا تقبل الاملاء.. تقبل المساعدة ولا تقبل الاستبداد". والرئيس الأسد كان يدرك ان الغرب سيسارع ليرفض مبادرته، فهذا ليس مستغرباً، لأن الغربيين كما يقول العميد أمين حطيط "لا يمكن أن يعترفوا بالهزيمة بسهولة، والرئيس الاسد قال لهم انكم هزمتم ووصفهم بالاعداء. اما المعارضة الخارجية فلم يخاطبها اصلاً لأنه يخاطب السيد ولا يخاطب العبيد".
وهذا الأمر يؤكده رئيس تحرير الثورة علي قاسم، حيث يقول إن "هناك من سيرفض المبادرة للحل، ودعاهم لأن لا يعذبوا انفسهم، لأن الدعوة الى الحوار ليست لهم لانهم لا يريدون الحوار نتيجة الاستعلاء الغربي لانه لا يستوعب أن هناك من هو حر في قراره وسيد في هذه المنطقة، يحاور من الند الى الند"، مشيراً إلى أن "المرتزقة ليسوا اصحاب قرار لأن القرار يأتيهم جاهزاً "
المصدر:
http://www.alahednews.com.lb/essaydetails.php?eid=69863&cid=9