إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من هي السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من هي السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    من هي السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) ؟
    فيما يلي نذكر بعض المعلومات الخاطفة حول السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السَّلام ) :
    إسمها و نسبها : فاطمة بنت رسول الله محمد ( صلَّى الله عليه و آله ) .
    أشهر ألقابها : الزهراء ، سيدة نساء العالمين ، الحوراء الإنسية ، الممتحنة ، الصابرة ، الصديقة ، الطاهرة ، المعصومة ، محدثة الملائكة ، حبيبة أبيها ، البتول .
    كُناها : اُمّ أبيها ، اُمّ الحسنين ، اُمّ الأئمة النجباء .
    أبوها : النبي محمد رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) .
    اُمّها : السيد خديجة بنت خويلد .
    ولادتها : يوم الجمعة 20 جمادى الثانية السنة 2 أو السنة 5 بعد البعثة .
    محل ولادتها : مكة المكرمة .
    مدة عمرها : 18 سنة و 75 يوما ، و قيل أنها عاشت 18 سنة و40 يوما ، و قيل أيضا أنها عاشت 18 سنة و90 يوما ، قضت تسع سنوات و أشهر منها في بيت زوجها أمير المؤمنين ( عليهما السَّلام ) .
    زوجُها : الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السَّلام ) .
    نقش خاتمها : الله ولي عصمتي ، أمن المتوكلون .
    شهادتها : رحلت الى ربها شهيدة يوم الاثنين أو الأحد ( 13 ) أو ( 14 ) أو ( 15 ) جمادى الأولى ، أو ( 1 ) أو ( 2 ) أو ( 3 ) جمادى الثانية سنة ( 11 ) هجرية .
    سبب شهادتها : ضربة وجهه لها قنفذ مولى عمر ، و سقوط جنينها بركلة الرِجل و هي بين الحائط و الباب .
    مدفنها : المدينة المنورة ، و قبرها غير معلوم و ذلك بناءً على وصيتها لأمير المؤمنين علي ( عليه السَّلام ) .
    شعاع من سيرتها المباركة :
    رُوِيَ عَنْ الإمام مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظم ( عليه السَّلام ) أنهُ قَالَ : " كَانَتْ فَاطِمَةُ ( عليها السلام ) إِذَا دَعَتْ ، تَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ، وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِهَا .
    فَقِيلَ لَهَا : يَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ ، إِنَّكِ تَدْعُو لِلنَّاسِ ، وَ لَا تَدْعُو لِنَفْسِكِ ؟
    فَقَالَتْ : الْجَارُ ثُمَّ الدَّارُ " [1] .
    من أقوالها و أحاديثها :
    رُوِيَ عن سيدة النساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) أنها قَالَتْ : " بِشْرٌ فِي وَجْهِ الْمُؤْمِنِ يُوجِبُ لِصَاحِبِهِ الْجَنَّةَ ، وَ بِشْرٌ فِي وَجْهِ الْمُعَانِدِ يَقِي صَاحِبَهُ عَذَابَ النَّارِ " [2] .
    الصّلاة على سيّدة النّساء فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) :
    اَللّـهُمَّ صَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبيبَةِ حَبيبِكَ وَ نَبِيِّكَ ، وَ اُمِّ اَحِبّائِكَ وَ اَصْفِيائِكَ ، الَّتِي انْتَجَبْتَها وَ فَضَّلْتَها وَ اخْتَرْتَها عَلى نِساءِ الْعالَمينَ ، اَللّـهُمَّ كُنِ الطّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَ اسْتَخَفَّ بِحَقِّها ، وَ كُنِ الثّائِرَ اَللّـهُمَّ بِدَمِ اَوْلادِها ، اَللّـهُمَّ وَ كَما جَعَلْتَها اُمَّ اَئِمَّةِ الْهُدى ، وَ حَليلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ ، وَ الْكَريمَةَ عِنْدَ الْمَلاَءِ الاَْعْلى ، فَصَلِّ عَلَيْها وَ عَلى اُمِّها صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَ جْهَ أبيها مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ ، وَ تُقِرُّ بِها اَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها ، وَ اَبْلِغْهُمْ عَنّي في هذِهِ السّاعَةِ اَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَ السَّلامِ [3] .
    ====
    المصادر:
    [1] وسائل الشيعة ( تفصيل وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) : 7 / 113 ، للشيخ محمد بن الحسن بن علي ، المعروف بالحُر العاملي ، المولود سنة : 1033 هجرية بجبل عامل لبنان ، و المتوفى سنة : 1104 هجرية بمشهد الإمام الرضا ( عليه السَّلام ) و المدفون بها ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1409 هجرية ، قم / إيران .
    [2] مستدرك وسائل الشيعة : 12 / 262 ، للشيخ المحدث النوري ، المولود سنة : 1254 هجرية ، و المتوفى سنة : 1320 هجرية ، طبعة : مؤسسة آل البيت ، سنة : 1408 هجرية ، قم / إيران .
    [3] بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 91 / 74 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .

    ومع السلامة.

  • #2
    الهجوم على دار فاطمة الزهراء (عليها السلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    الهجوم على دار فاطمة الزهراء (عليها السلام)
    رفض الإمام علي ( عليه السلام ) البيعة لأبي بكر ، وأعلن سخطه على النظام الحاكم ، ليتّضح للعالم أنّ هذه الحكومة التي أعرض عنها الرجل الأوّل في الإسلام بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لا تمثّل الخلافة الواقعية لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وكذلك فعلت الزهراء فاطمة ( عليها السلام ) ليعلم الناس أنّ ابنة نبيّهم ساخطة عليهم ، وهي تدينها فلا شرعية لهذا الحكم .
    وبدأ الإمام علي ( عليه السلام ) من جانب آخر جهاداً سلبياً ضد الغاصبين للحقّ الشرعي ، ووقف مع الإمام علي ( عليه السلام ) عدد من أجلاّء الصحابة من المهاجرين والأنصار وخيارهم ، وممّن أشاد النبي ( صلى الله عليه وآله ) بفضلهم ، مع إدراكهم لحقائق الأُمور مثل : العباس بن عبد المطلب ، وعمار بن ياسر ، وأبي ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي ، والمقداد بن الأسود ، وخزيمة ذي الشهادتين ، وعبادة بن الصامت ، وحذيفة بن اليمان ، وسهل بن حنيف ، وعثمان بن حنيف ، وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم ، من الذين لم تستطع أن تسيطر عليهم الغوغائية ، ولم ترهبهم تهديدات الجماعة التي مسكت بزمام الخلافة ، وفي مقدّمتهم عمر بن الخطّاب .
    وقد قام عدد من الصحابة المعارضين لبيعة أبي بكر بالاحتجاج عليه ، وجرت عدّة محاورات عليه في مسجد النبي ( صلى الله عليه وآله ) وفي أماكن عديدة ، ولم يهابوا من إرهاب السلطة ، ممّا ألهب مشاعر الكثيرين الذين أنجرفوا مع التيار ، فعاد إلى بعضهم رشده وندموا على ما ظهر منهم من تسرّعهم واندفاعهم لعقد البيعة بصورة ارتجالية لأبي بكر ، بالإضافة إلى ما ظهر منهم من العداء السافر تجاه أهل بيت النبوّة ( عليهم السلام ) .
    وكانت هناك بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة مثل : أسد ، وفزارة ، وبني حنيفة وغيرهم ، ممّن شاهد بيعة يوم الغدير التي عقدها النبي ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) بإمرة المؤمنين من بعده ، ولم يطل بهم المقام حتّى سمعوا بالتحاق النبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى الرفيق الأعلى ، والبيعة لأبي بكر وتربّعه على منصّة الخلافة ، فاندهشوا لهذا الحادث ورفضوا البيعة لأبي بكر جملةً وتفصيلاً ، وامتنعوا عن أداء الزكاة للحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية ، حتّى ينجلي ضباب الموقف ، وكانوا على إسلامهم يقيمون الصلاة ويؤدّون جميع الشعائر .
    ولكنّ السلطة الحاكمة رأت أنّ من مصلحتها أن تجعل حدّاً لمثل هؤلاء الذين يشكّلون خطراً للحكم القائم ، ما دامت معارضة الإمام علي ( عليه السلام ) وصحابته تمثّل خطراً داخلياً للدولة الإسلامية ، عند ذلك أحسّ أبو بكر وأنصاره بالخطر المحيط بهم وبحكمهم من خلال تصاعد المعارضة إن لم يبادروا فوراً إلى ايقاف هذا التيار المعارض ، وذلك بإجبار رأس المعارضة ـ الإمام علي ( عليه السلام ) ـ على بيعة أبي بكر .
    ذكر بعض المؤرّخين : أنّ عمر بن الخطّاب أتى أبا بكر فقال له : ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة ؟ يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي ! فابعث إليه حتّى يبايعك ، فبعث أبو بكر قنفذاً ، فقال قنفذ لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : أجب خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
    قال علي ( عليه السلام ) : ( لَسريع ما كذبتم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ) ، فرجع فأبلغ الرسالة فبكى أبو بكر ، فقال عمر ثانيةً : لا تمهل هذا المتخلّف عنك بالبيعة ، فقال أبو بكر لقنفذ : عُد إليه فقل له : خليفة رسول الله يدعوك لتبايع ، فجاءهُ قنفذ ، فأدّى ما أمر به .
    فرفع علي ( عليه السلام ) صوته وقال : ( سبحان الله ! لقد إدّعى ما ليس له ) ، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة ، فبكى أبو بكر ، فقال عمر : قم إلى الرجل ، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة .
    وظنّت فاطمة ( عليها السلام ) أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلاّ بإذنها ، فلمّا أتوا باب فاطمة ( عليها السلام ) ودقّوا الباب ، وسمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها : ( يا أبتِ يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة ، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم ، تركتم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) جنازة بأيدينا ، وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ، ولم تردّوا لنا حقّاً ) .
    فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم تتصدّع ، وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم ، ودعا عمر بالحطب ونادى بأعلى صوته : والذي نفس عمر بيده لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها ، فقيل له : يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة ، فقال : وإن .
    فوقفت فاطمة ( عليها السلام ) خلف الباب وخاطبت القوم : ( ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله ؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله ؟ والله متّم نوره ) .
    فركل عمر الباب برجله فاختبأت فاطمة ( عليها السلام ) بين الباب والحائط رعاية للحجاب ، فدخل القوم إلى داخل الدار ممّا سبّب عصرها ( عليها السلام ) ، وكان ذلك سبباً في إسقاط جنينها محسن .
    وتواثبوا على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو جالس على فراشه ، واجتمعوا عليه حتّى أخرجوه ملبّباً بثوبه يجرّونه إلى السقيفة ، فحالت فاطمة ( عليها السلام ) بينهم وبين بعلها ، وقالت : ( والله لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً ، ويلكم ما أسرع ما خُنتم الله ورسوله فينا أهل البيت ، وقد أوصاكم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا ) ، فأمر عمر قنفذاً بضربها ، فضربها قنفذ بالسوط ، فصار بعضدها مثل الدملج .
    فأخرجوا الإمام ( عليه السلام ) يسحبونه إلى السقيفة حيث مجلس أبي بكر ، وهو ينظر يميناً وشمالاً وينادي : ( وا حمزتاه ولا حمزة لي اليوم ، وا جعفراه ولا جعفر لي اليوم ) !! وقد مرّوا به على قبر أخيه وابن عمّه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فنادى : ( يا ابن أُم إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) .
    وروي عن عدي بن حاتم أنّه قال : والله ما رحمت أحداً قطّ رحمتي علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) حين أُتي به ملبّباً بثوبه ، يقودونه إلى أبي بكر ، وقالوا له : بايع ! قال : ( فإن لم أفعل فَمَه ) ؟ قال له عمر : إذاً والله أضرب عنقك ، قال علي ( عليه السلام ) : ( إذاً والله تقتلون عبد الله وأخا رسوله ) .
    فقال عمر : أمّا عبد الله فنعم ، وأمّا أخو رسول الله فلا ، فقال : ( أتجحدون أنّ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آخى بيني وبينه ) ؟! وجرى حوار شديد بين الإمام ( عليه السلام ) وبين الحزب الحاكم .
    وعند ذلك وصلت السيّدة فاطمة ( عليها السلام ) وقد أخذت بيد ولديها الحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، وما بقيت هاشمية إلاّ وخرجت معها ، يصحن ويوَلوِلن ، فقالت فاطمة ( عليها السلام ) : ( خلّوا عن ابن عمّي !! خلّوا عن علي !! والله لأكشفن رأسي ولأضعنّ قميص أبي على رأسي ولأدعوَنَّ عليكم ، فما ناقة صالح بأكرم على الله منّي ، ولا فصيلها بأكرم على الله من ولدي ) .
    وجاء في رواية العياشي أنّها قالت : ( يا أبا بكر ، أتريد أن ترملني عن زوجي وتيتّم أولادي ؟ والله لئن لم تكفّ عنه لأنشرنّ شعري ، ولأشقّنّ جيبي ، ولآتينَّ قبر أبي ، ولأصرخنَّ إلى ربّي ) ، فأخذت بيد الحسن والحسين تريد قبر أبيها ، عند ذلك تصايح الناس من هنا وهناك بأبي بكر : ما تريد إلى هذا ؟ أتريد أن تنزل العذاب على هذه الأُمّة؟
    وراحت الزهراء ( عليها السلام ) وهي تستقبل المثوى الطاهر لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تستنجد بهذا الغائب الحاضر : ( يا أبتِ يا رسول الله ! ( صلى الله عليه وآله ) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة ) ؟ فما تركت كلمتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن وعيوناً جرت دمعاً .
    ومع السلامة.

    تعليق


    • #3
      شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

      شهادة السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)
      اسمها ونسبها (عليها السلام)
      السيّدة فاطمة بنت محمّد (صلى الله عليه وآله) بن عبد الله بن عبد المطلّب.
      كنيتها (عليها السلام)
      أُمّ الحسن، أُمّ الحسنين، أُمّ الريحانتين، أُمّ الأئمّة، أُمّ أَبيها... والأُولى أشهرها.
      ألقابها (عليها السلام)
      الزهراء، البتول، الصدّيقة، المباركة، الطاهرة، الزكية، الراضية، المرضية، المحدّثة... وأشهرها الزهراء.
      تاريخ ولادتها (عليها السلام) ومكانها
      20 جمادى الثانية في السنة الخامسة للبعثة النبوية، مكّة المكرّمة.
      أُمّها (عليها السلام) وزوجها
      أُمّها السيّدة خديجة بنت خويلد (رضي الله عنها)، وزوجها الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام).
      مدّة عمرها (عليها السلام)
      18 سنة.
      فضائلها (عليها السلام)
      للسيّدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) فضائل كثيرة، فكانت من أهل العباء والمباهلة والمهاجرة في أصعب وقت، وكانت فيمن نزلت فيهم آية التطهير وافتخر جبرائيل بكونه منهم، وشهد الله لهم بالصدق، ولها أُمومة الأئمّة(عليهم السلام)، وعقب الرسول‏(صلى الله عليه وآله) إلى يوم القيامة، وهي سيّدة نساء العالمين من الأوّلين والآخرين .
      وكانت أشبه الناس كلاماً وحديثاً برسول الله (صلى الله عليه وآله)، تحكي شيمتها شيمته، وما تخرم مشيتها مشيته.
      وقال(صلى الله عليه وآله) في فضلها: «فاطمة بضعة منّي، مَنْ سرّها فقد سرّني، ومن ساءها فقد ساءني»(2).
      تاريخ شهادتها (عليها السلام) ومكانها
      3 جمادى الثانية 11ﻫ، وقيل: 13 جمادى الأُولى، وقيل: 8 ربيع الثاني، المدينة المنوّرة.
      وصيّتها (عليها السلام)
      قد أوصت الإمام علي (عليه السلام) بعدّة وصايا، ومضمون الوصية: أن يواري(عليه السلام) جثمانها (عليها السلام) المقدّس في غلس الليل البهيم، وأن لا يشيِّعها أحد من الذين هضموها؛ لأنّهم أَعداؤها(عليها السلام) وأعداء أبيها (صلى الله عليه وآله) على حدِّ تعبيرها.
      كما عهدت إليه أن يتزوّج من بعدها بابنة أُختها أمامة؛ لأنّها تقوم برعاية ولديها الحسن والحسين (عليهما السلام) اللذين هما أعزّ عندها من الحياة.
      وعهدت إليه أن يعفي موضع قبرها؛ ليكون رمزاً لغضبها غير قابل للتأويل على مرّ الأجيال القادمة.
      يوم شهادتها (عليها السلام)
      عمدت (عليها السلام) إلى ولديها الحسن والحسين (عليهما السلام) فغسلتهما، وصنعت لهما من الطعام ما يكفيهم يومهم، وأمرت ولديها بالخروج لزيارة قبر جدّهما، وهي تلقي عليهما نظرة الوداع، وقلبها يذوب من اللوعة والوجد.
      ثمّ التفتت (عليها السلام) إلى أسماء بنت عُميس وكانت تتولّى تمريضها وخدمتها، فقالت (عليها السلام): «اسكبي لي غسلاً».
      فانبرت أسماء وأتتها بالماء فاغتسلت(عليها السلام) فيه، وقالت(عليها السلام) لها ثانياً: «ائتيني بثيابي الجُدُد»، فناولتها أسماء ثيابها(عليها السلام).
      ثمّ قالت (عليها السلام): «اجعلي فراشي وسط البيت»، وعندها ذعرت أسماء وارتعش قلبها، فقد عرفت أنّ الموت قد حلّ بالزهراء(عليها السلام).
      فصنعت لها ما أرادت، فاضطجعت الزهراء(عليها السلام) على فراشها، واستقبلت القبلة، وأخذت تتلو آيات من الذكر الحكيم حتّى فارقت الروحُ الجسد.
      ورجع الحسنان (عليهما السلام) إلى الدار فلم يجدا فيها أُمّهما (عليها السلام)، فبادرا يسألان أسماء عن أُمّهما، فقالت: إنّ أُمّكما قد ماتت، فأخبرا بذلك أباكما، وكان هذا الخبر كالصاعقة عليهما.
      فهرعا (عليهما السلام) مسرعين إلى جثمانها، فوقع عليها الحسن (عليه السلام) وهو يقول: «يا أُمّاه كلّميني قبل أن تفارق روحي بدني».
      وألقى الحسين (عليه السلام) نفسه عليها وهو يعجُّ بالبكاء قائلاً: «يا أُمّاه أنا ابنك الحسين، كلّميني قبل أن ينصدع قلبي».
      وأخذت أسماء تعزّيهما وتطلب منهما أن يسرعا إلى أبيهما(عليه السلام) فيخبراه، فانطلقا(عليهما السلام) إلى مسجد جدّهما رسول الله(صلى الله عليه وآله) وهما غارقان في البكاء فأخبراه، فاضطرب الإمام(عليه السلام)، وطفق يقول: «بمن العزاء يا بنت محمّد، كنتُ بكِ أتعزّى، فَفيمَ العزاء من بعدك»؟
      تجهيزها (عليها السلام)
      وعند انتشار نبأ رحيلها (عليها السلام) تجمّع أهل المدينة المنوّرة على باب الإمام علي(عليه السلام) في انتظار تشييعها (عليها السلام)، فعهد الإمام(عليه السلام) إلى سلمان أن يقول للناس بأنّ مواراتها (عليها السلام) تأخّر هذه العشية، فتفرّق الناس.
      ولمّا مضى من الليل شطره، قام الإمام (عليه السلام) فغسّل الجسد الطاهر ومعه السيّدة أسماء.
      وقبل تكفينها دعا الإمام (عليه السلام) بالحسن والحسين لتوديع أمّهما، ليلقوا عليها النظرة الأخيرة، وبعد انتهاء الوداع عقد الإمام الرداء عليها.
      ثمّ صلّى (عليها السلام) على الجثمان الطاهر، ثمّ عهد إلى بني هاشم وخلّص أصحابه أن يحملوا الجثمان المقدّس إلى مثواه الأخير.
      ولم يخبر (عليه السلام) أيّ أحد بذلك، سوى تلك الصفوة من أصحابه الخلّص وأهل بيته(عليهم السلام).
      دفنها (عليها السلام)
      قام الإمام علي(عليه السلام) بدفنها، وبعد تفرّق المشيّعين وقف(عليه السلام) على القبر قائلاً: «السّلام عَليكَ يا رسولَ الله عَنِّي وعنِ ابنَتِك النّازِلَة في جوارك، السريعة اللحاق بك، قَلّ يا رسولَ الله عن صَفِيّتِك صَبرِي، وَرَقّ عنها تَجَلُّدِي، إلّا أنّ في التأسِّي بِعظِيم فرقَتِك وَفَادحِ مُصِبَيتِك مَوضِعَ تَعَزٍّ، فَلَقد وَسّدتُكَ فِي مَلحُودَةِ قَبرِك، وَفَاضَت بَينَ نَحري وصَدرِي نَفسُكَ.
      إِنّا لله وإنّا إليه راجعون، لقد استُرجِعَتْ الوَديعةُ، وأُخِذَتْ الرّهينَة، أمّا حُزنِي فَسَرْمَدْ، وَأمّا لَيلِي فَمُسَهّدْ، إلى أَنْ يختارَ اللهُ لي دارَك التي أنتَ بِها مُقيم، وَسَتُنَبِّئُكَ ابنتُكَ بِتَضَافُرِ أُمّتِكَ على هَضمِها، فَاحفِهَا السُّؤَالَ، واستَخبِرْهَا الحَالَ»(3).
      ثمّ أنشد (عليه السلام):
      لِكُلِّ اجتِمَاعٍ مِن خَلِيلَيْنِ فِرقَةٌ ** وَكُلُّ الّذي دُونَ الفِرَاقِ قَليلُ
      وَإِنّ افتِقَادِي فَاطماً بَعدَ أَحمَد ** دَلِيلٌ عَلى أَنْ لا يَدُومَ خَلِيلُ(4).
      مكان دفنها (عليها السلام)
      المدينة المنوّرة، ولم يُعلم حتّى الآن موضع قبرها(عليها السلام)؛ وذلك لما أوصته لأمير المؤمنين(عليه السلام) قبل وفاتها في أن يدفنها ليلاً ويخفي قبرها(عليها السلام).
      ولأيّ الأُمور تُدفنُ ليلاً ** بضعةُ المصطفى ويُعفى‏ ثراها
      فمضت وهي أعظم الناس شجواً ** في فم الدهر غُصّة من جواها
      ====
      المصادر:
      1ـ اُنظر: الأنوار البهية في تواريخ الحجج الإلهية: 51.
      2ـ الأمالي للمفيد: 260.
      3ـ نهج البلاغة 2/182.
      4ـ الأمالي للصدوق: 580.
      بقلم : محمد أمين نجف
      ومع السلامة.

      تعليق


      • #4
        إضرام النار على بيت فاطمة الزهراء عليها السلام

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



        إضرام النار على بيت فاطمة الزهراء عليها السلام

        فلما أن رأى علي عليه السلام خذلان الناس إياه وتركهم نصرته واجتماع كلمتهم مع أبي بكر وتعظيمهم إياه لزم بيته، فقال عمر لأبي بكر: ما يمنعك أن تبعث إليه فيبايع، فإنه لم يبق أحد إلا وقد بايع غيره وغير هؤلاء الأربعة، وكان أبو بكر أرق الرجلين وأرفقهما وأدهاهما وأبعدهما غورا والآخر أفضهما وأغلظهما و أجفاهما، فقال له أبو بكر: من نرسل إليه ؟ فقال عمر: نرسل إليه قنفذا فهو رجل فظ غليظ جاف من الطلقاء أحد بني عدي بن كعب، فأرسله وأرسل معه أعوانا وانطلق فاستأذن على علي عليه السلام فأبى أن يأذن لهم، فرجع أصحاب قنفذ إلى أبي بكر وعمر وهما جالسان في المسجد، والناس حولهما فقالوا: لم يؤذن لنا فقال عمر: إذهبوا فان أذن لكم وإلا فادخلوا بغير إذن. فانطلقوا فاستأذنوا، فقالت فاطمة عليها السلام أحرج عليكم أن تدخلوا على بيتي بغير إذن، فرجعوا وثبت قنفذ الملعون، فقالوا: إن فاطمة قالت كذا وكذا فتحرجنا أن ندخل بيتها بغير إذن، فغضب عمر وقال: ما لنا وللنساء، ثم أمر أناسا حوله بتحصيل الحطب، وحملوا الحطب وحمل معهم عمر، فجعلوه حول منزل علي وفيه علي وفاطمة وابناهما ( عليهم السلام ) ، ثم نادى عمر حتى أسمع عليا وفاطمة ( عليهما السلام ) . والله لتخرجن يا علي ولتبايعن خليفة رسول الله وإلا أضرمت عليك النار فقامت فاطمة ( عليها السلام ) فقالت: يا عمر ما لنا ولك ؟ فقال: افتحي الباب وإلا أحرقنا عليكم بيتكم، فقالت: يا عمر أما تتقي الله تدخل على بيتي، فأبى أن ينصرف ودعا عمر بالنار فأضرمها في الباب، ثم دفعه فدخل فاستقبلته فاطمة ( عليها السلام ) وصاحت يا أبتاه يا رسول الله فرفع عمر السيف وهو في غمده فوجأ به جنبها فصرخت يا أبتاه، فرفع السوط فضرب به ذراعها، فنادت يا رسول الله: لبئس ما خلفك أبو بكر وعمر. فوثب علي ( عليه السلام ) فأخذ بتلابيبه فصرعه ووجأ أنفه ورقبته وهم بقتله فذكر قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وما أوصاه به، فقال: والذي كرم محمدا ( صلى الله عليه وآله ) بالنبوة يا بن صهاك، لولا كتاب من الله سبق وعهد عهد إلي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لعلمت أنك لا تدخل بيتي، فأرسل عمر يستغيث، فأقبل الناس حتى دخلوا الدار وثار علي ( عليه السلام ) إلى سيفه، فرجع قنفذ إلى أبي بكر وهو يتخوف أن يخرج علي ( عليه السلام ) بسيفه لما قد عرف من بأسه وشدته، فقال أبو بكر لقنفذ: ارجع فان خرج وإلا فاقتحم عليه بيته ، فإن امتنع فأضرم على بيتهم النار، فانطلق قنفذ الملعون فاقتحم هو وأصحابه بغير إذن، وثار علي ( عليه السلام ) إلى سيفه، فسبقوه إليه وكاثروه وهم كثيرون، فتناول بعض سيوفهم فكاثروه، فألقوا في عنقه حبلا، وحالت بينهم وبينه فاطمة ( عليها السلام ) عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وان في عضدها مثل الدملج من ضربته لعنه الله. ثم انطلقوا بعلي ( عليه السلام ) يتل (1) حتى انتهى به أبي بكر، وعمر قائم بالسيف على رأسه، وخالد بن الوليد، وأبو عبيدة بن الجراح، وسالم مولى أبو حذيفة ومعاذ بن جبل، والمغيرة بن شعبة، وأسيد بن حضير، وبشير بن سعد، وسائر الناس حول أبي بكر عليهم السلاح (2). [ احتجاج فاطمة ( عليها السلام ) مع أبي بكر ] وفي رواية العياشي فخرجت فاطمة ( عليها السلام ) فقالت: يا أبا بكر أتريد أن ترملني من زوجي ؟ والله لئن لم تكف عنه لأنشرن شعري ولأشقن جيبي ولآتين قبر أبي ولأصيحن إلى ربي، فأخذت بيد الحسن والحسين وخرجت تريد قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال علي ( عليه السلام ) لسلمان: أدرك إبنة محمد ( صلى الله عليه وآله ) فاني أرى جنبتى المدينة تكفئان (3)، والله إن نشرت شعرها، وشقت جيبها وأتت قبر أبيها وصاحت إلى ربها لا يناظر بالمدينة أن يخسف بها وبمن فيها، فأدركها سلمان ( رضي الله عنه ) فقال: يا بنت محمد إن الله انما بعث أباك رحمة فارجعي، فقالت: يا سلمان يريدون قتل علي ( عليه السلام ) وما علي صبر، فدعني حتى آتي قبر أبي، فأنشر شعري وأشق جيبي وأصيح إلى ربي فقال سلمان: إني أخاف أن يخسف بالمدينة وعلي بعثني إليك يأمرك أن ترجعي له إلى بيتك وتنصرفي فقالت ( عليها السلام ) : إذا أرجع وأصبر واسمع له وأطيع (4).
        الاحتجاج: روى عن الصادق ( عليه السلام ) انه قال: لما استخرج أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من منزله، خرجت فاطمة ( عليها السلام ) فما بقيت هاشمية إلا خرجت معها حتى انتهت قريبا من القبر، فقالت لهم: خلوا عن ابن عمي، فو الذي بعث محمدا بالحق، لئن لم تخلوا عنه لأنشرن شعري ولأضعن قميص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على رأسي ولأصرخن إلى الله تبارك وتعالى، فما صالح بأكرم على الله من أبي ولا الناقة بأكرم مني ولا الفصيل بأكرم على الله من ولدي، قال سلمان ( رضي الله عنه ) : كنت قريبا منها فرأيت والله أساس حيطان المسجد مسجد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تقلعت من أسفلها، حتى لو أراد رجل أن ينفذ من تحتها لنفذ، فدنوت منها، فقلت: يا سيدتي ومولاتي، إن الله تبارك وتعالى بعث أباك رحمة فلا تكوني نقمة فرجعت، ورجعت الحيطان حتى سطعت الغبرة من أسفلها فدخلت في خياشيمنا (5).
        وروى الشيخ الكليني قدس سره عن أبي جعفر وأبي عبد الله ( عليهما السلام ) قالا: إن فاطمة ( عليها السلام ) لما أن كان من أمرهم ما كان، أخذت بتلابيب عمر فجذبته إليها ثم قالت: أما والله يا بن الخطاب، لولا أني أكره أن يصيب البلاء من لا ذنب له لعلمت أني سأقسم على الله، ثم أجده سريع الإجابة (6). وروى أيضا انه: لما أخرج بعلي ( عليه السلام ) خرجت فاطمة ( عليها السلام ) واضعة قميص رسول الله علي رأسها، آخذة بيدي إبنيها، فقالت: مالي ولك يا أبا بكر ؟ تريد أن تؤتم ابني وترملني من زوجي ؟ والله لولا أن يكون سيئة، لنشرت شعري، ولصرخت إلى ربي، فقال رجل من القوم: ما تريد إلى هذا ؟ ثم أخذت بيده فانطلقت به (7). وفي رواية أخرى، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال: والله نشرت شعرها ماتوا طرا (8). [ في أن عمر وخالدا أتيا بعلي ( عليه السلام ) والزبير للبيعة. ] روى ابن أبي الحديد عن كتاب السقيفة للجوهري، باسناده عن الشعبي قال: قال أبو بكر: يا عمر أين خالد بن الوليد ؟ قال هو هذا، فقال: إنطلقا إليهما يعني عليا والزبير، فأتياني بهما، فدخل عمر ووقف خالد على الباب من خارج فقال عمر للزبير: ما هذا السيف ؟ قال: أعددته لأبايع عليا، قال: وكان في البيت ناس كثير منهم المقداد ابن الأسود وجمهور الهاشميين، فاخترط عمر السيف فضرب به صخرة في البيت فكسره، ثم أخذ بيد الزبير فأقامه ، ثم دفعه فأخرجه، وقال: يا خالد دونك هذا، فأمسكه خالد وكان في خارج البيت مع خالد جمع كثير من الناس أرسلهم أبو بكر ردءا لهما، ثم دخل عمر فقال لعلي ( عليه السلام ) قم فبايع، فتلكأ واحتبس، فأخذه بيده فقال: قم، فأبى أن يقوم فحمله ودفعه كما دفع الزبير ثم أمسكهما خالد وساقهما عمر ومن معه سوقا عنيفا، واجتمع الناس ينظرون وامتلأت شوارع المدينة بالرجال. ورأت فاطمة ( عليه السلام ) ما صنع عمر فصرخت وولولت واجتمعت معها نسوة كثيرة من الهاشميات وغيرهن، فخرجت إلى باب حجرتها ونادت يا أبا بكر: ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله، والله لا اكلمه حتى ألقى الله، قال فلما بايع علي ( عليه السلام ) والزبير وهدأت تلك الفورة مشى إليها أبو بكر بعد ذلك فشفع لعمر وطلب إليها فرضيت عنه. قال ابن أبي الحديد: والصحيح عندي، إنها ماتت وهي واجدة علي أبي بكر وعمر، وإنها أوصت أن لا يصليا عليها وذلك عند أصحابنا من الصغائر (9) المغفورة لهما، وكان الأولى بهما إكرامها وإحترام منزلتها لكنهما خافا الفرقة واشفقا من الفتنة، ففعلا ما هو الأصلح بحسب ظنهما وكان من الدين وقوة اليقين بمكان مكين، ومثل هذا لو ثبت كونه خطأ لم تكن كبيرة، بل كان من باب الصغائر التي لا يقتضي التبري، ولا يوجب التولي، إنتهى كلام ابن أبي الحديد عليه ما يستحقه ويريد (10).

        ====

        المصادر:
        (1) في المصدر: يعتل عتلا يعني يجذب جذبا. واتله: أي أوثقه وجره.
        (2) كتاب سليم بن قيس ص 83 - 84 بحار الانوار ج 28 ص 269.
        (3) قوله تكفئان: أي تضطربان وتنقلبان.
        (4) العياشي: ج 2 ص 67 وبحار الانوار ج 28 ص 227. (5) الاحتجاج ج 1 ص 113.
        (6) الكافي ج 1 ص 460.
        (7) روضة الكافي ص 237.
        (8) روضة الكافي ص 238.
        (9) من الأمور - خ م.
        (10) شرح النهج ج 6 ص 49 - 50.


        ومع السلامة.

        تعليق


        • #5
          ظلم أبو بكر وعمر للسيدة فاطمة (عليها السلام)

          بسم الله الرحمن الرحيم
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          ظلم أبو بكر وعمر للسيدة فاطمة (عليها السلام)
          http://www.youtube.com/watch?v=7PpiE4NJsqE

          في أمان الله وحفظه

          تعليق


          • #6
            عظمة الزهراء عليها السلام ووضاعة أبو بكر لعنه الله

            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            عظمة الزهراء عليها السلام ووضاعة أبو بكر لعنه الله
            نتقدم إلى ساحة القداسة إلى مولانا وسيدنا صاحب العصر والزمان (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله تعالى فرجه الشريف) بأصدق التبريكات والتهاني وإليكم أيها المؤمنون الكرام بهذه المناسبة العطرة، مناسبة ميلاد قطب الأكوان ونور الأنوار أم الأئمة الأطهار فاطمة الزهراء (صلوات الله وسلامه عليها).
            الحوراء الإنسيه
            "روى العلامة المجلسي في البحار [بدون مقدمات، أدخل في صلب الموضوع] والإربلي في كشف الغمة عن الحسين بن أحمد ابن خالويه في كتاب الآل قال: حدثني أبو عبدالله الحمبلي قال: حدثنا محمد بن أحمد بن قضاعة قال: حدثنا أبو معاذ عبدان بن محمد قال: حدثني مولاي أبو محمد الحسن بن علي [العسكري] {أنتم فقط دققوا في هذا السند العالي جداً والقوي جداً الذي إذا قُرء على مجنون لأفاق بشهادة المؤالف والمخالف} عن أبيه علي بن محمد [الهادي] عن أبيه محمد بن علي [الجواد] عن أبيه علي بن موسى [الرضا] عن أبيه موسى بن جعفر [الكاظم] عن أبيه جعفر بن محمد [الصادق] عن أبيه محمد بن علي [الباقر] عن أبيه علي بن الحسين [زين العابدين] عن أبيه الحسين بن علي [سيد الشهداء] عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله):
            "لما خلق الله آدم وحواء، تبخترا في الجنة، فقال آدم لحواء: ما خلق الله خلقاً هو أحسن منا, كانا يظنان أن الله عزّ وجل لم يخلق أحسن منهما وإذا بالله عزّ وجل فوراً يتدخل ليصحح هذه المعلومة] فأوحى الله إلى جبرائيل (عليه السلام): أأت بعبدي الفردوس الأعلى، يعني آدم عليه السلام وحوّاء كانا في الجنة..أما بعدما أمر الله (عزّ وجل) جبرائيل لكي يذهب إليهما ويصحح هذه المعلومة، جاء بهما إلى الفردوس الأعلى..يعني إلى مقامٍ عظيمٍ في الجنة..ما كان آدم ولا حواء قد رأياه من قبل، فلمّا دخلا الفردوس نظر إلى جارية على درنوكٍ من درانيك الجنة، وعلى رأسها تاج من نور، وفي أذنيها قرطان من نور، قد أشرقت الجنان من نور وجهها. من هي هذه التي أشرقت الجنان من نور وجهها؟ فقال آدم: حبيبي جبرائيل من هي هذه الجارية التي أشرقت الجنان من حسن وجهها؟ قال: هذه فاطمة بنت محمد، عجباً فاطمة التي هي من صلب آدم تكون خلقتها متقدمة على آدم..الله أكبر..عجيب؛ نبي من ولدك يستمر جبرائيل في تعليم آدم عن هذا الكائن الذي رآه في الجنة؛ يكون في آخر الزمان، قال: فما هذا التاج الذي على رأسها؟ قال: بعلها علي بن أبي طالب (عليه السلام)، قال: فما القرطان اللذان في أذنيها؟ قال: ولداها الحسن والحسين، ويبقى السؤال..كيف أنهم من ذريته وقد خلقوا قبله؟] فقال آدم: حبيبي جبرائيل أخلقوا قبلي؟ قال: هم موجودون في غامض علم الله قبل أن تُخلق [يعني قبل أن تُخلق أنت يا آدم] بأربعة آلاف سنة".
            إنما الزهراء نور تجسد في صورة إنسية، وكانت هذه الصورة الإنسية من ذرية آدم وظهرت في عالمنا هذا، وإلا فهي موجودة في الفردوس الأعلى، في أعلى قمم الجنة، قبل أن يُخلق آدم، قبل أن تُخلق الخلائق بأربعة آلاف سنة من تعداد السنوات التي عند الله. هذا مقامها، والرواية من أعلى وأقوى الأسانيد مروية عن كل إمامٍ إمامٍ من الأئمة الطاهرين، إمامٌ معصومٌ منه عن أبيه عن أبيه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله).
            أيهما أفضل من الآخر علي أم الزهراء (سلام الله عليهما)
            حتى نعرف شيئاً من مقام الزهراء، كلنا نعلم أننا لا يمكن لنا أن نحيط بهذا المقام، أن نحيط به من كل جوانبه. هذا أمرٌ محال, الداني لا يحيط بمن هو أعلى منه، وهي أعلى منا بحيث أنّ أنبياء الله كانوا يتحيرون في الإحاطة بكنهها (صلوات الله عليها)، أما كل الذي نستطيع أن نرجع إلى ما لدينا من روايات، ونحاول أن نستشف منها صورةً من صور أو جانباً من جوانب عظمة الزهراء البتول (صلوات الله وسلامه عليها) - دققوا إخواني في هذا التقريب- نحن إذا سُئِلنا: ما هي عقيدتكم في أفضل الخلق بعد رسول الله على الإطلاق؟ فوراً نهتف باسم علي (صلوات الله عليه)..أنه هو أفضل الخلائق، أفضل حتى من الملائكة، من الأنبياء، من المرسلين، من الكل أفضل ومقامه أعلى ما خلا رسول الله (صلى الله عليه وآله). صحيح؟! وهنا قد يتصور البعض أنّ علياً أفضل من الزهراء, أنا أسئلكم: تؤمنون بأن علي بن أبي طالب أفضل من الزهراء؟! إن قلتم نعم، حرتم. وإن قلتم لا، أيضاً حرتم.
            علي (عليه السلام) وُصف في القرآن الحكيم بأنه نفس رسول الله، يعني له مرتبةٌ توازي مرتبة رسول الله، وبلا شك أن رسول الله أفضل الخلق، فإذن الزهراء بالنسبة إليه مفضولة، وهو أفضل منها، عليٌ الذي حينما يُسأل أنت أم آدم؟! يقول أنا؛ أنت أفضل أم آدم؟! يقول أنا؛ أنت أفضل من نوح؟! أنت أفضل من إبراهيم؟! يقول أنا؛ أنت أفضل من موسى؟! يقول أنا, أنت أفضل من عيسى؟! يقول أنا, مجرد أنه حينما يُسأل: أنت أفضل أم رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ يقول إنما أنا عبدٌ من عبيد محمد.
            عليٌ هذا الذي مقامه يستعصي على الفهم، لا يمكن لأحد أن يفهم مقامه, المخالفون – لا نحن فقط – يروون في مصادرهم هذه الرواية كمثال رواها القندوزي الحنفي في ينابيع المودة عن أحمد بن حنبل في المسند، وكذلك رواها ابن المغازلي الشافعي في المناقب، والخورازمي في المناقب، والطبراني في المعجم وغيرهم من أعلام المخالفين، يقولون:
            ”قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعليٍ (عليه السلام): يا علي، والذي نفسي بيده لولا أن تقول طوائف من أمتي فيك ما قالت النصارى في عيسى بن مريم لقلت فيك مقالةً لا تمر بملأ من المسلمين إلا أخذوا التراب من تحت قدميك للبركة“.
            هذا مقام عليٍ (صلوات الله عليه) الذي لا يستوعبه البشر، نُفاجأ بأن علياً حينما يتعامل مع الزهراء. كيف يتعامل؟! أيتعامل مع الزهراء على أساس أنه أفضل منها؟! على أساس أنه سيدها؟! أم العكس؟! كيف يتعامل؟! إذا وجدنا نصاً واضحاً عليٌ (عليه السلام) يقول أن الزهراء أفضل مني، أنها سيدتي مثلما قال بالنسبة إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله). ماذا نفعل؟! اعطيكم لمحتين فقط من أسلوب عليٍ (عليه السلام) مع الزهراء حتى تعرفون مدى الحيرة التي وقعنا فيها جميعاً تجاه هذا السؤال: أيهما أفضل وأعلى مقاماً عند الله علي أم فاطمة (صلوات الله عليهما)؟! حتى علمائنا المتقدمون منهم، المتأخرون منهم، وما بينهما كلهم يقولون ليس عندنا إجابة بضرس قاطع تجاه هذه المسألة. لا نعلم، من جهةٍ عليٌ النصوص تأيد أنه الأفضل من بعد رسول الله، من جهة أخرى هذا الأفضل بعد رسول الله هو ذاته حينما يتعامل مع الزهراء يتعامل معها تعامل الخادم. إلى هذه الدرجة. ماذا فعل؟! لاحظوا هذه الرواية.
            روى العلامة المجلسي في البحار عن عيون المعجزات للشيخ الحسين بن عبد الوهاب أنه: ”روي عن حارثة بن قدامة قال: حدثني سلمان (رضوان الله تعالى عليه) قال: حدثني عمار [عمار بن ياسر] وقال: أخبرك عجبا؟ [عمار شاهد موقفاً عجيباً. قال لسلمان أخبرك عجبا؟] قلت: حدثني يا عمار. قال: نعم، شهدت علي بن أبي طالب (عليه السلام) وقد ولج على فاطمة (عليه السلام) [يعني دخل على فاطمة، رأيت أنا منظره أنه دخل على زوجته فاطمة فإذا به] فلمّا أبصرت به [أبصرت الزهراء بعلي أمير المؤمنين قادم] نادت: ادنو مني لأحدثك بما كان وما هو كائن وبما لم يكن إلى يوم القيامة حين تقوم الساعة. الله أكبر، علي يتتلمذ عند يد الزهراء؟! عجيب تقول له ادنو مني، اجلس، حتى أحدثك، أعلمك، بما هو كائن وما لا يكون إلى يوم القيامة حتى تقوم الساعة] قال عمار: فرأيت أمير المؤمنين (عليه السلام) يرجع القهقهرى [هل تعلمون معنى رجوعه القهقهرى؟! رجوع القهقهرى أنه يتراجع إلى الخلف لكنه يستمر في إعطاء وجهه ومقاديم بدنه للزهراء (عليها السلام)، يعني لا يستدبر الزهراء، يعني يرجع هكذا، بهذه الطريقة التي هي طريقة التعامل مع السادة والملوك، العبيد والخدم حينما كانوا يتعاملون مع سادتهم هكذا يتعاملون، لا ينصرف عنه ويعطيه ظهره، أبداً، يتراجع وهو يعطيه وجهه، عليٌ أمير المؤمنين، حجة الله على الخلق أجمعين هكذا كان يتراجع أمام الزهراء، معظماً إياها، مجلّاً إياها] فرجعت برجوعه إذ دخل على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال له: ادنو يا أبا الحسن فدنا، فلمّا اطمئن به المجلس، قال له: تحدثني أم أحدثك؟ قال: الحديث منك أحسن يا رسول الله. فقال: كأني بك وقد دخلت على فاطمة وقالت لك كيت وكيت؛ يعني قالت لك هذه الحوادث، هذه الأخبار؛ فرجعت، فقال علي (عليه السلام): نور فاطمة من نورنا؟ يسأل رسول الله؛ فقال (صلى الله عليه وآله): أولا تعلم؟ فسجد عليٌ شكراً لله تعالى. قال عمار: فخرج أمير المؤمنين (عليه السلام) وخرجت بخروجه، فولج على فاطمة (عليها السلام) وولجت معه، دخلت معه على فاطمة، فقالت [قالت لعليٍ]: كأنك رجعت إلى أبي (صلى الله عليه وآله) فأخبرته بما قلته لك. قال: كان كذلك يا فاطمة، فقالت: اعلم يا أبا الحسن أن الله تعالى خلق نوري وكان يسبح الله (جلّ جلاله)، ثم أودعه شجرةً من شجر الجنة فأضائت، فلمّا دخل أبي الجنة، أوحى الله تعالى إليه إلهاماً أن اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وأدرها في لهواتك، ففعل فأودعني الله سبحانه صلب أبي (صلى الله عليه وآله) ثم أودعني خديجة بنت خويلد (عليها السلام) فوضعتني وأنا من ذلك النور أعلم ما كان وما يكون وما لم يكن، يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور الله تعالى“.
            هكذا كان يتعامل عليٌ (عليه السلام) مع الزهراء وكأنها في مقامٍ الأستاذ والسيد، وهو في مقام الخادم لها، إلى هذه الدرجة، يرجع القهقهرى، ويتعلّم منها ما كان وما يكون وما هو كائن.
            وعندنا نصٌ آخر أوقع وأشد وأعظم، في هذا النص يصرح عليٌ (عليه السلام) بما يبهر الألباب والعقول، يبهر حتى عقول الكُمّل كأنبياء الله تبارك وتعالى، يصرح بأن الزهراء سيدته، لا يخاطبها هكذا، يقول يا سيدتي، إلى هذه الدرجة، لاحظوا هذه الرواية،
            ”روى الشيخ الطوسي في مصباح الأنوار عن أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) عن آبائه (عليهم السلام) قال: لمّا حضرت فاطمة الوفاة [جاء استشهادها (صلوات الله عليها) بعد تلك الآلام والمحن؛ بكت؛ بكت الزهراء. لماذا؟ على مصيبتها؟! على حالها؟! أبداً]، فقال لها أمير المؤمنين (عليه السلام): يا سيدتي ما يبكيك؟ هذا شاهدنا، يخاطب عليٌ هذا الذي إذا مر بملأ من المسلمين كما قال رسول الله يأخذون التراب من تحت قدميه للبركة، إلى هذه الدرجة، يخاطب الزهراء ويقول يا سيدتي، يعني أنتِ أفضل مني، أنت سيدتي، أنا خادم لكِ، إلى هذه الدرجة، فمن الذي يستطيع أن يقول بضرس قاطع أن علياً أفضل من فاطمة (صلوات الله عليهما)؟!قالت: أبكي لما تلقى بعدي؛ كانت لا تبكي على حالها، على حال عليٍ (صلوات الله عليه) والمحن سيتعرض لها بعدها؛ فقال لها: لا تبكين، فوالله إن ذلك لصغيرٌ عندي في ذات الله؛ يكمل الإمام (عليه السلام) يقول، وأوصته أن لا يؤذن بها الشيخين ففعل، يعني لا يعلم الشيخين بأمرها حتى يصليا عليها، الشيخين يعني أبو بكر وعمر (عليهما لعنة الله)، فلذلك ما كانت تأذن (صلوات الله عليها) بأن يأتيان ليصليا عليها. إذن هذا هو مقام الزهراء، بل هذه لمحةٌ خاطفة وقطرةٌ واحدةٌ من بحر عظمة الزهراء (صلوات الله عليها)، لا يمكن لنا أن نحيط بهذا المقام العظيم وكما قلت، إلى اليوم العلماء يحارون في تقديم أيهما أفضل من الآخر؟ أمير المؤمنين أم الزهراء (صلوات الله عليهما)؟
            مقام أبي بكر (لعنه الله)
            من محاسن الألفاظ أن هذا اليوم بالذات فيه مناسبةٌ سعيدةٌ ومبهجةٌ لقلوب المؤمنين أيضاً، هذه المناسبة هي هلاك أول ظالمٍ ظلم أهل البيت (عليهم السلام) وهو أبو بكر، هذا اليوم، يوم الثاني والعشرين من جمادى الآخرة هو يوم هلاكه (لعنة الله عليه)، فنحن قد تحدثنا عن مقام الزهراء بمناسبة ميلادها يوم أول من أمس، يوم العشرين من جمادى، فالآن لا بأس أيضاً، يعني حتى المخالفين مثلاً لا يزعلون منّا، أنه تحدثتم عن مقام سيدتكم الزهراء كذا وأجريتم احتفالاً في يوم هلاك خليفتنا، يعني يوم موته، يوم حزينٌ بالنسبة إلينا، فلا بأس أن تتحدثوا شيئاً من مقامه أيضاً، مقام أبي بكر، لنذهب إلى مقام أبي بكر.
            مقام أبي بكر عند الله تعالى، كيف يكون؟! لا يمكن لنا طبعاً أن نأتي برواياتٍ من مصادرنا ونحتج بها ونقول هذا هو مقامه عند الله (عزّ وجل)، فإذن نتجه إلى كتب المخالفين المعتبرة لنحاول أن نتصور مقام أبي بكر, ما هو؟! لاحظوا إخواني هنالك عالمٌ كبيرٌ جداً من علماء المخالفين يعتمدون عليه اعتماداً كبيراً، هذا الرجل يُقال له الراغب الأصبهاني، يعني أصفهان، صاحب المفردات، ألف كتاباً في التفسير وبيان مفردات القرآن الكريم وهو كتابٌ معتبرٌ عندهم، والعالم أيضاً معتبرٌ عندهم يقول فيه الفخر الرازي: ”إنه من أئمة أهل السنّة والجماعة“، والألباني- هذا الهالك قبل سنوات – أيضاً يقول فيه أنه: ”الإمام“ يصفه بأنه ”الإمام الراغب الأصبهاني“. هذا الرجل الراغب الأصبهاني عنده كتاب وهو كتاب معتبرٌ أيضاً، اسم هذا الكتاب محاضرات الأدباء، يُباع، في مكتباتهم موجود، اذهبوا واشتروه – إن شاء الله – نسخةٌ منه وافتحوا على الجزء الأول الصفحة 326، يروي هذه الرواية، يقول:
            ”دخل قيس بن عاصم على النبي (صلى الله عليه وآله) فقال؛ هذا قيس بن عاصم كان سيداً من سادات الجاهلية، وهذا الرجل لأنه كان في الجاهلية، على عادتهم، كان يأد البنات، يعني كان يقتلهن، يقتل بناته إذا وُلدت له بنت، يأدها، يقتلها، فحينما جاء ليسلم، جاء لرسول الله حتى يسلم على يد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ويتشهد الشهادتين، سأل رسول الله أنه أنا كنت فعلت كذا وكذا على بناتي، فهل علي إثم؟ ماذا أفعل؟ علي مثلاً دية؟ علي مثلاً كفارة؟ علي شيء من هذا القبيل؟ فلاحظوا رسول الله كان جالس وقيس بن عاصم جاء له، أبو بكر هَم كان موجود: إنّي وأدت اثني عشر بنتاً، فما أصنع؟ فقال (صلى الله عليه وآله): أعتق عن كل مؤودةٍ نسمة؛ يعني كل واحدة أعتق واحداً من عبيدك، هنا أبو بكر تدخل كما يروي الراغب الأصبهاني؛ فقال له أبو بكر (رضي الله عنه) [طبعاً هو يقول]: فما الذي حملك على ذلك وأنت أكثر العرب مالاً؟ قال لقيس بن عاصم لماذا تفعل هكذا وأنت رجل عندك مال كثير، أنت غني وصاحب سيادة وصاحب مقام فما كان يعجزك أن تصرف على هذه البنات؟ فالتفت إليه الرجل، فماذا قال؟ قال: مخافة أن ينكحهن مثلك، أنت وأشكالك أخاف يتزوجون بناتي في المستقبل، انته الوضيع، انته الرذيل، هذه عبارة طبعاً فيها إهانة شديدة لأبي بكر، يقول له لماذا وأدت بناتك؟ لم قتلتهن؟ يقول حتى أنت وأشكالك ما أراه يوم من الأيام يتزوج بناتي.. أبو بكر صاحب المقام العظيم عند المخالفين، رسول الله كان جالس يرى هذه الإهانة من قيس بن عاصم لأبي بكر ابن أبي قحافة، المفروض الرسول يقف في وجهه يقول، لا هذا عيب، أو ما يجوز، هذا الصديق، هذا الخليفة، هذا العظيم، هذا كذا وكذا، صاحبي في الغار مثلاً، يعني يوقفه أمام حده، ينتصر لصاحبه إن كان له مقامٌ عنده أو على أقل التقادير يسكت، لا أنه يتبسم في وجه الرجل، وكأنه يقر بكلامه لاحظوا الرواية ماذا يقول؟! يقول: فتبسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) [تبسم، يعني ارتاح لكلام قيس بن عاصم، بل وأضاف، وقال: هذا سيد أهل الوبر، يعني وصف قيس بن عاصم، منحه لقب السيادة، قال هذا سيد أهل الوبر] “.
            إذن يتبين من خلال هذه الرواية التي يرويها المخالفون في مصادرهم أن أبا بكر ليس عنده مقامٌ عند الله (عزّ وجل) لأنه لو كان عنده مقامٌ عظيم عند الله، ولو مقام مؤمنٍ عادي لوقف رسول الله في وجه ذلك الرجل الذي أهانه، إلا أنه يتبسم في وجهه، وأكثر من هذا، يمتدحه أيضاً، يقول هذا سيد أهل الوبر، وينعم عليه بلقب السيادة.
            الشيء الذي يكون أقوى من هذا هو الآتي، تصريح أبي بكر بنفسه عن نفسه، يعني مثلاً نحن جئنا بالنسبة إلى الزهراء (عليها السلام) نريد أن نعرف مقامها جئنا إلى تصريحاتها وأقوالها، هي صرحت، "قالت أنا نورٌ خلقني الله عزّ وجل قبل آدم" ووصفت نفسها بما هو حق، الآن نأتي نأخذ من فم أبي بكر ما هو مقامك؟! لاحظوا هذه الرواية، روى ابن الجوزي في التبصرة الجزء الثاني الصفحة 222 والمنّاوي في فيض القدير الجزء الرابع الصفحة 418: ”عن أبي بكر أنه قال: ليتني كنت شعرةً في صدر مؤمن“.
            فإذن هو يصرح بل ينفي عن نفسه أنه مؤمن، لأنه لو كان مؤمناً فعلى الأقل هو يعني جسدٌ وشعر، ليس فقط شعر، لماذا تقول أنه شعرة في صدر مؤمن؟! يا ليت أنا أكون شعرة في صدر رجل مؤمن، إذن أبو بكر في ذاته لا يقر ولا يعتقد أنه مؤمن، لو كان مؤمناً لا يصدر منه هذا الكلام، لماذا تحتاج إلى أن يحولك الله إلى شعرة تكون في صدر مؤمن؟! أنت بحد ذاتك مؤمن وأفضل الخلق بعد الأنبياء على تعبير المخالفين.
            وقال ابو بكر عند إحتضاره أيضاً لما رأى طيراً على شجرة: (( طوبى لك يا طير والله لوددت أني كنت مثلك ، تقع على الشجرة ، وتأكل من الثمر ، ثم تطير وليس عليك حساب ولا عذاب ، والله لوددت أني كنت شجرة إلى جانب الطريق مر علي جمل ، فأخذني فأدخلني فاه فلاكني ، ثم إزدردني ، ثم أخرجني بعراً ولم أكن بشراًً )). (إبن أبي شيبة - المصنف - كتاب الزهد).
            الأسوء من هذا أن أبا بكر وأترككم مع الرواية وأختم، روى ابن سعد في الطبقات الجزء الثالث الصفحة 198 والبلاذري في أنساب الأشراف الجزء العاشر الصفحة 84: ”عن قتادة قال: بلغني أن أبا بكر قال في مرض موته: [حينما بدأ يموت، يهلك، مثل أيام التي مضت، قبل يومنا هذا، قال هذه العبارة] ودتت أني خضرةٌ تأكلني الدواب“ يعني ماذا؟ يعني يا ليت أكون هذه الخضرة التي تأكله البهائم – أجلّكم الله -، إذن الرجل يعبر عن نفسه هذا التعبير ويصرح عن نفسه هذا التصريح ويقول أنا هذا مقامي، مقامي أن أكون – أجلّكم الله – هذا الشيء الذي يُعطى للبهائم والحمير والبغال وما أشبه، متى قال ذلك؟! قال ذلك حينما بدأ يعاين الموت فرأى مقامه الواقعي لأن الإنسان حينما يعاين الموت تنكشف أمامه الحُجُب فيبدأ يرى موقعه أين يكون في عالم الآخرة، هل في الجنة أم في النار؟! فهذه نبذةٌ عن مقام أبي بكر بمناسبة يوم هلاكه.
            وكنّا قد بيّنا مقام الزهراء (صلوات الله عليها) بمناسبة يوم ميلادها ويوم بزوغ فجرها ونورها (صلوات الله عليها) والعاقل يمايز بين الروايات والمقامين.
            ومع السلامة.

            تعليق


            • #7
              الزهراء عليها السلام تتحدى إنقلاب السقيفة

              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

              الزهراء عليها السلام تتحدى إنقلاب السقيفة

              خرجت الزهراء عليها السلام من دارها تحوطها نساؤها ودخلت المسجد النبوي وأنيطت دونها ملاءة وجرى السجال على أشده بين السيدة الزهراء عليها السلام وأبي بكر ولم تجعل الزهراء عليها السلام محور الصراع الدائر قضائياً، لأن أبا بكر خصم الزهراء عليها السلام، والخصم لا يصلح أن يكون قاضياً، ولأن أساس القضية هو الصراع السياسي لا الحق المالي وإن كان ثابتاً لها عليها السـلام ولكن كان مفتاح الصراع المطالبة بحقوقها المالية.
              ضَمنت الزهراء عليها السلام حديثها الإشادة بأمير المؤمنين عليه السلام وخصائصه السامية وسلبيات العرب قبل الإسلام وعرضت بخصومها الذين غصبوا الحق من أهله، وأشارت إلى مؤامراتهم التي حاولوا فيها القضاء على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين عليه السلام.
              حاول أبو بكر السيطرة على مسار الأحداث لئلا تستطيع الزهراء عليها السلام كسب الأنصار إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام فأدار دفة الصراع إلى فدك وادعى على النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال إن الأنبياء لا يورثون، فكذبته الزهراء عليها السلام وحاولت العودة إلى الصراع السياسي بينما كان أبو بكر يبذل قصارى جهده لمنع الزهراء عليها السـلام من السير قدما في تأكيدها انحصار حق تولي الحكم بأمير المؤمنين عليه السلام واستمر السجال طويلاً ولم تلحظ الزهراء عليها السلام استجابة من الحاضرين تؤيد مطاليبها، بل وصل التهديد إلى مسامعها الشريفة، حيث صرح أبو بكر بعد أن رأى إنه لم يبق في كنانته سهم انه لم يقم بمصادرة الأموال والتصدي للحكم برأيه فقط بل كان ذلك ما أجمع عليه الحاضرون في المسجد، ولم تسمع الزهراء عليها السلام منهم انكاراً لدعواه، وحاولت بعض نساء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الوقوف إلى جنب الزهراء عليها السـلام فتصدت لهن عائشة بقوة مؤيدة مدعيات أبيها. (راجع: معاني الأخبار ص 354 باب معاني قول فاطمة عليها السلام لنساء المهاجرين والأنصار في علتها ح 1، السقيفة وفدك ص 120، الاحتجاج ،ج 1 ص 131، 147).
              الهجوم الأول على دار فاطمة عليها السلام
              عادت الزهراء عليها السـلام بعد الجولة الأولى من الصراع، واستعدت للجولة التالية، إلا أن القوم بدأوا المرحلة الثانية من مراحل خطة إلجاء أمير المؤمنين عليه السلام إلى المبايعة أبي بكر، حيث قاد عمر فصيلاً من القرشيين ومن في فلكهم وهدد باقتحام الدار ومهـاجمة من فيها إن لم يغادرها المعتصمون من بني هاشم ومن لاذ بهم.
              وخشى المعتصمون أن تنتهك بسببهم حرمة دار الزهراء عليها السلام فاضطروا للخروج، وكان من بين المعتصمين الزبير الذي جرد سيفه للهجوم على القرشيين إلا أنهم ضربوه بحجر على ظهره فوقع بسـبب الضربة على وجهه وندر السيف من يده فأخذه القوم وأجبروه على مبايعة أبي بكر.
              أمير المؤمنين عليه السلام في المواجهة
              أصبح مسير الأحداث بعد الهجوم على دار الزهراء عليها السلام يزداد خطورة لذا قرر أمير المؤمنين عليه السلام القيام بالتحرك المضاد، وكانت الخطوة الأولى تقتضي تعبئة المؤيدين للقيام بعد ذلك بالعمل العسكري، فكان عليه السلام في سبيل تحقيق هذه الخطوة يحمل الزهراء والحسنين عليهم السلام ليلاً إلى مجالس المهاجرين والأنصار يدعوهم إلى نصرته، إلا أنه لم يستجب لندائهم إلا عدد قليل جداً وهؤلاء إن وفوا بوعدهم فعددهم كاف لإعلان الثورة المسلحة.
              وللاطمئنان من صدقهم طلب منهم أمير المؤمنين عليه السلام أن يغدوا إليه محلقي الرؤوس عند أحجار الزيت لإعلان الثورة فلم يأته سوى الأركان الأربعة أبو ذر والمقداد وعمار وسلمان رضوان الله عليهم ورأى عليه السلام أن هذا العدد غير كاف للقيام بالثورة فعاد إلى داره.
              على الرغم من عدم استجابة الأمة لأمير المؤمنين والزهراء والحسنين صلوات الله عليهم إلا أن حركتهم تلك أسهمت إسهاماً كبيراً في بث الروح من جديد في وجدان الأمة الذي كادت أن تميته بيعة السقيفة وكان ذلك الأثر واضحاً بين الأنصار.
              وتتميماً لدور الزهراء عليها السلام في خوض غمار الصراع السياسي حضرت إلى المسجد النبوي مرة أخرى وألقت على مسامع الناس خطاباً دعتهم فيه إلى العودة إلى جادة الصواب ووضع الأمور في مواضعها ثم عادت أدراجها إلى بيتها،وفي هذه المرة أخذ الأنصار يهمهمون، ولم يخف على أبي بكر سر هذه الهمهمة إذ أن شركاءه كانوا قد نقلوا إليه النشاط التعبوي الذي يقوم به أمير المؤمنين عليه السـلام ليلاً، فما إن عادت الزهراء عليها السلام أدراجها حتى قام أبو بكـر خطيباً مندداً بالأنصار ومهدداً إياهم ومعرضاً بالزهراء وأمير المؤمنين عليهما السلام.
              ولم يكتف بذلك بل ضَمن خطابه شراء الذمم بالأموال وهدد من لم يستجب بقطع عطائه من بيت المال وأثبت ذلك عملياً حيث أمر الجالسين بالذهاب لاستلام أعطياتهم، وفي أثناء خطابه اعترضت السيدة أم سلمة رضوان الله عليها على تعريض أبي بكر بالزهراء عليها السلام فأمر أبو بكر بقطع عطائها من بيت المال سنة كاملة. (راجع: دلائل الإمامة ص 122، السقيفة وفدك ص 104، بحار الأنوار ج 92ص 326، فدك في التاريخ ص 67، 117، مواقف الشيعة ج 1ص 476، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج16 ص 214، اللمعة البيضاء ص44).
              الهجوم الثاني على دار فاطمة عليها السلام
              أحس القوم أن أمير المؤمنين والزهراء عليهما السلام أصبحا يشكلان تهديداً جدياً للحكم القائم وبدت آثار نشاطهما التعبوي تلوح في الأفق، إذ هذه الاستجابة الضعيفة من الأنصار والتفاني العظيم من خيار الصحابة لن يمر عليه زمن طويل حتى تكون إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام قوة عسكرية يتمكن بها من الإطاحة بالنظام القائم، فعقدت قيادات السلطة اجتماعاً بحثوا فيه كيفية التعامل مع معطيات الأحداث الجديدة وقرروا القيام بإجرائين سريعين:
              1 ـ الهجوم على دار أمير المؤمنين عليه السلام وإجباره على البيعة وقتله إن لم يستجب.
              2 ـ إنفاذ بعث أسامة وإجبار من يشك في أن له ميلاً لأمير المؤمنين عليه السلام من الأنصار في هذا البعث لتفريغ المدينة منهم.
              ونفذت السلطة الخطة وأرسلوا قنفذاً يدعو أمير المؤمنين عليه السلام للبيعة فرفض الاستجابة لهم وتكرر ذلك ثلاث مرات.
              فحمل عمر الحطب وأخذ معه قوة عسكرية كبيرة وأحرق باب دار الزهراء عليها السلام فوقفت عليها السلام وراء الباب تحـرج عليهم الدخول عنوة إلى الدار التي لم يكن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يدخلها الا مستأذناً.
              ولم يعبأ المهاجمون بوجود الزهراء صلوات الله عليها خلف الباب بل دفع عمر البـاب وعصرها خلف الباب وضغط الباب بقوة حتى تكسرت أضلاعها وأنّتْ عليها السلام لشدة الألم وأسقطت جنينها فوقعت إلى الأرض مغشياً عليها.
              وسمع أمير المؤمنين عليه السلام أنينها فـثار إلى سيفه في الوقت الذي اقتحم المهاجمون دار فاطمة عليها السلام وكاثروا أمير المؤمنين عليه السلام وسـارعوا إلى سيفه لئلا يقع في يده واقتادوه يجرونه إلى الخارج وهو يمتنع عليهم وتكاثروا عليه وجروه حتى أخرجوه من داره عنوة.
              أمير المؤمنين عليه السلام في المسجد النبوي
              وفي المسجد النبوي جرت مجادلات كثيرة بين أمير المؤمنين عليه السلام وأبي بكر، ووقف إلى جنب أبي بكر عمر وأبو عبيدة في محاولة منهم لدعـم حجة أبي بكر، ولكنهم عجزوا عن إقامة الحجة على أمير المؤمنين عليه السلام بل عجزوا عن مقاومة حجته بالحجة فهددوه بالقتل إن لم يبايع فلم يبايع عليه السلام.
              وكان القوم يحاولون إكراه أمير المؤمنين عليه السلام على البيعة وهو يرفض وبدأوا يهيئون الأجواء لقتله وفي هذه الأثناء أفاقت السيدة فاطمة عليها السـلام من غشيتها وسألت عن أمير المؤمنين عليه السلام فأخبروها الخبر وكانت عليهـا السلام تدرك أهداف اقتياد أمير المؤمنين عليـه السـلام فخرجت من دارها وهي تتجرع الآم الإسقاط وكسر الضلع لمنع القوم من الوصول إلى مآربهم.
              فرآها أحد زعامات التحرك القرشي وعرف أنها ان وصلت إلى قرب أمير المؤمنين عليه السلام فإنهم لن يستطيعوا الوصول إلى غايتهم فنهض إليها وأمرها بالرجوع إلى دارها فأبت فرفع يده وصفع وجهها الطاهر صفعة تناثر لها قرطها واحمرت لها عينها وبقيت محمرة العين حتى وفاتها وكرر أمره لها بالرجوع فأبت فأمر قنفذاً والأوباش بإرجاعها عنوة وتسارع إليها الأوغاد يضربونها بما نالته أيدهم، فبعض بنعل سـيفه وبعض بالسـوط وهي تتجرع الألم وتمضي إلى الأمام لمنع القوم من الوصول إلى ما يريدون من أمير المؤمنين عليه السلام وكانت الأحداث تجري على مرأى من أبي بكر الذي شاهد تحركاً استنكارياً عنيفاً بين الأنصار، فخشي انقلاب الأمر عليه فأصدر أمره بالكف عن أمير المؤمنين عليه السلام وقال إنه ما دامت الزهراء عليها السلام إلى جنبه فانه لا يكرهه على ما لا يريد،وفي الحقيقة لم يكن ذلك إلا تسكيناً لثورة الأنصار وخوفاً من انقلاب الأمر عليه وإلا فإن الزهراء عليها السلام كانت إلى جنب أمير المؤمنين عليه السلام منذ اللحظة الأولى. (راجع: الأمالي للشيخ الصدوق ص 174 ح178 / 2، المصنف - ابن أبي شيبة الكوفي ج8 ص572، شرح نهج البلاغة ج2 ص47، ج14 ص193، كنز العمال ج5 ص651،189، تاريخ الطبري ج2 ص443
              وعاد أهل البيت النبوي صلوات الله عليهم إلى دارهم بعد أن يأس المتآمرون من الوصول إلى ما يريدونـه منهم وبعد أن تجرعوا من الآلام ما عرضـوا به ابدانهم الطاهرة إلى ألوان العذاب حفاظاً على شريعة سيد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم من أن تتلاعب بها أيادي أوباش العرب.

              بقلم: السيد عبد الستار الجابري
              ومع السلامة.

              تعليق


              • #8
                جريمة صنمي قريش لعنهما الله في كسر ضلع سيّدة نساء العالمين (ع)

                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                جريمة صنمي قريش لعنهما الله في كسر ضلع سيّدة نساء العالمين (ع)
                - روى الشّيخ الطبري الشيعي رضي الله تعالى عنه بسند معتبر، قال:
                حدّثني أبو الحسين محمد بن هارون بن موسى التلعكبري، قال حدّثني أبي قال حدّثني أبو علي محمّد بن همّام بن سهيل رضي الله عنه، قال روى أحمد بن محمّد البرقي، عن أحمد بن محمد الأشعري القمّي، عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن عبد الله بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد عليه السّلام، قال:
                "ولدت فاطمة عليها السّلام في جمادى الآخرة في العشرين منه سنة خمس وأربعين لمولد النبيّ صلّ الله عليه وآله وأقامت بمكّة ثمان سنين وبالمدينة عشر سنين بعد وفاة أبيها خمسة وسبعين يوماً وقُبضت في جمادى الآخرة يوم الثلاثاء لثلاث خلون منه سنة إحدى عشر من الهجرة.
                وكان سبب وفاتها أن قنفذا مولى عمر لكزها بنعل السيف بأمره، فأسقطت محسّناً ومرضت من ذلك مرضاً شديداً، ولم تدع أحداً ممن آذاها يدخل عليها. وكان رّجلان من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله سألا أمير المؤمنين أن يشفع لهما إليها، فسألها أمير المؤمنين عليه السلام فأجابت، فلمّا دخلا عليها قالا لها: كيف أنتِ يا بنت رسول الله؟
                قالت: بخير بحمد الله. ثم قالت لهما: ما سمعتما النبيّ صلى الله عليه وآله يقول: "فاطمة بضعة مني، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله"؟
                قالا: بلى.
                قالت: فوالله، لقد آذيتماني.
                قال: فخرجا من عندها وهي ساخطة عليهما".
                قال محمّد بن همّام:
                وروي أنها قبضت لعشر بقين من جمادي الآخرة، وقد كمل عمرها يوم قُبضت ثمانية عشر سنة وخمساً وثمانين يوماً بعد وفاة أبيها، فغسّلها أمير المؤمنين عليه السّلام، ولم يحضرها غيره والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضّة جاريتها وأسماء بنت عميس، وأخرجها إلى البقيع في الليل، ومعه الحسن والحسين وصلّى عليها، ولم يعلم بها، ولا حضر وفاتها، ولا صلّى عليها أحد من سائر النّاس غيرهم، ودفنها بالرّوضة وعمّى موضع قبرها.
                وأصبح البقيع ليلة دفنت وفيه أربعون قبراً جدداً، وإنّ المسلمين لمّا علموا وفاتها جاؤوا إلى البقيع، فوجدوا فيه أربعين قبراً، فأشكل عليهم قبرها من سائر القبور، فضجَّ النّاس ولام بعضهم بعضا وقالوا: لم يخلّف نبيّكم فيكم إلّا بنتاً واحدة تموت وتُدفن ولم تحضروا وفاتها والصلاة عليها، ولا تعرفوا قبرها؟!
                ثم قال ولاة الأمر منهم: هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور حتى نجدها فنصلّي عليها ونزور قبرها، فبلغ ذلك أمير المؤمنين صلوات الله عليه فخرج مغضباً قد احمرَّت عيناه، ودرّت أوداجه وعليه قباه الأصفر الذي كان يلبسه في كلِّ كريهة، وهو متوكّئ على سيفه ذي الفقار، حتّى ورد البقيع، فسار إلى النّاس النذير وقالوا: هذا علي بن أبي طالب قد أقبل كما ترونه يقسم بالله لئن حول من هذه القبور حجر ليضعنَّ السيف على غابر الآخر.
                فتلقّاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له: مالك يا أبا الحسن والله لننبشنّ قبرها ولنصلينّ عليها، فضرب علي عليه السّلام بيده إلى جوامع ثوبه فهزّه، ثم ضرب به الأرض، وقال له: يا ابن السّوداء أمّا حقّي فقد تركته مخافة أن يرتدّ النّاس عن دينهم، وأمّا قبر فاطمة فوالّذي نفس علي بيده، لئن رمت وأصحابك شيئا من ذلك لأسقيّن الأرض من دمائكم، فإنّ شئت فاعرض يا عمر.
                فتلقّاه أبو بكر فقال: يا أبا الحسن بحقِّ رسول الله وبحقِّ من فوق العرش إلّا خلّيت عنه فإنّا غير فاعلين شيئاً تكرهه.
                قال: فخلّى عنه وتفرَّق النّاس، ولم يعودوا إلى ذلك (1).
                - وفي مصادر البكريّة، روى ابن قتيبة الدّينوري في تاريخه:
                إن أبا بكر تفقّد قوما تخلفوا عن بيعته عند علي كرم الله وجهه، فبعث إليهم عمر، فجاء فناداهم وهم في دار علي، فأبوا أن يخرجوا فدعا بالحطب وقال: والذي نفسه عمر بيده. لتخرجن أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص، إن فيها فاطمة؟ فقال: وإن، فخرجوا فبايعوا إلا عليا فإنه زعم أنه قال: حلفت أن لا أخرج ولا أضع ثوبي على عاتقي حتى أجمع القرآن، فوقفت فاطمة رضي الله عنها على بابها، فقالت: لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة بين أيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، ولم تردوا لنا حقا. فأتى عمر أبا بكر، فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ فقال أبو بكر لقنفد وهو مولى له: اذهب فادع لي عليا، قال: فذهب إلى علي فقال له: ما حاجتك؟ فقال: يدعوك خليفة رسول الله، فقال علي: لسريع ما كذبتم على رسول الله. فرجع فأبلغ الرسالة، قال: فبكى أبو بكر طويلا. فقال عمر الثانية: لا تمهل هذا المتخلف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفد: عد إليه، فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاءه قنفد، فأدى ما أمر به، فرفع علي صوته فقال: سبحان الله؟ لقد ادعى ما ليس له، فرجع قنفد، فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر طويلا، ثم قام عمر، فمشى معه جماعة، حتى أتوا باب فاطمة، فدقوا الباب، فلما سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: يا أبت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة، فلما سمع القوم صوتها وبكاءها، انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تنصدع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، فأخرجوا عليا، فمضوا به إلى أبي بكر، فقالوا له: بايع، فقال: إن أنا لم أفعل فمه؟
                قالوا: إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك.
                فقال: إذا تقتلون عبد الله وأخا رسول، قال عمر: أما عبد الله فنعم، وأما أخو رسوله فلا، وأبو بكر ساكت لا يتكلم، فقال له عمر: ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال: لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جنبه، فلحق علي بقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يصيح ويبكي، وينادي: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني. فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى فاطمة، فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعا، فاستأذنا على فاطمة، فلم تأذن لهما، فأتيا عليا فكلماه، فأدخلهما عليها، فلما قعدا عندها، حولت وجهها إلى الحائط، فسلما عليها، فلم ترد عليهما السلام، فتكلم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول الله، والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي، وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي، ولوددت يوم مات أبوك أني مت، ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله، إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة.
                فقالت: أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرفانه وتفعلان به؟
                قالا: نعم.
                فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول: "رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني، ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني"؟
                قالا: نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم.
                قالت: فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه.
                فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثم انتحب أبو بكر يبكي، حتى كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها، ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس، فقال لهم: يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته، مسرورا بأهله، وتركتموني وما أنا فيه، لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي. قالوا: يا خليفة رسول الله، إن هذا الأمر لا يستقيم، وأنت أعلمنا بذلك، إنه إن كان هذا لم يقم لله دين، فقال: والله لولا ذلك وما أخافه من رخاوة هذه العروة ما بت ليلة ولي في عنق مسلم بيعة، بعدما سمعت ورأيت من فاطمة. قال: فلم يبايع علي كرم الله وجهه حتى ماتت فاطمة رضي الله عنهما، ولم تمكث بعد أبيها إلا خمساً وسبعين ليلة (2).
                ====
                المصادر:
                (1) محمّد بن جرير بن رستم الطّبري الشّيعي، دلائل الإمامة، (ط2، بيروت، مؤسّسة الأعلمي، 1408/ 1988)، ص45-47.
                (2) عبد الله بن مسلم ابن قتيبة الدّينوري، الإمامة والسّياسة، تحقيق علي شيري، (ط1، بيروت، دارالأضواء، 1410/ 1990)، ج1، ص30-31.
                ====
                اللهمّ العن صنمي قريش اللهمّ العن أبو بكر وعمر
                اللهم العنهما في مكنون السر وظاهر العلانية لعناً كثيراً دائباً أبداً دائماً سرمداً لا انقطاع لأمده، ولا نفاد لعدده، ويغدو أوله ولا يروح آخره، لهم ولأعوانهم وأنصارهم ومحبّيهم ومواليهم والمسلّمين لهم، والمائلين إليهم والنّاهضين بأجنحتهم والمقتدين بكلامهم، والمصدّقين بأحكامهم، اللهمّ عذّبهم عذاباً يستغيث منه أهل النّار بحقّ آل محمّد الأطهار
                يا الله.
                ونسألكم الدعاء.

                تعليق


                • #9
                  ظلامة الصديقة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها !

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                  اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                  ظلامة الصديقة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها !
                  من الظلامات العظمى التي لاقاها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه مانزل به من ظلامة بضعة المختار الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها. ولكي يتضح مدى الظلامة ينبغي الإشارة إلى أمور:
                  من هي السيدة الزهراء صلوات الله عليها؟
                  لا يكاد مقام السيدة الزهراء صلوات الله عليها يخفى على أحد، فهي البضعة المصطفاة التي أتحفتها السماء سيد المرسلين صلى الله عليه وآله، ويكفي في بيان مقاماتها العظيمة ما ورد في حقّها من قبل النبي ومنها قوله صلى الله عليه وآله: أمّا ابنتي فاطمة فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهي بضعة منّي، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسية متى قامت في محرابها بين يدي ربها جلّ جلاله ظهر نورها لملائكة السماء كما يظهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عزّوجلّ لملائكته: ياملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أني قد أمنت شيعتها من النار (1).
                  السماء تزوّج الزهراء صلوات الله عليها لأمير المؤمنين صلوات الله عليه
                  لا يخفى أنّ زواج السيدة الزهراء صلوات الله عليها كان بأمر من السماء، فلما تقدّم لها أمثال أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف ردّهم النبي صلى الله عليه وآله قائلاً: إنّ أمرها بيد الله عزّ وجلّ إلى أن تقدّم إليها أمير المؤمنين صلوات الله عليه فزوّجها إياه، وإلى ذلك يشير ابن أبي الحديد قائلاً: وإنّ إنكاحه علياً إياها ما كان إلا بعد أن أنكحه الله تعالى إياها في السماء بشهادة الملائكة (2).
                  وكان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يعتز بهذا الوسام الإلهي ويحتج به على الآخرين ومن ذلك قوله صلوات الله عليه :أنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة؟ (3).
                  بل كان الإمام علي صلوات الله عليه يعبّر بين الفترة والأخرى عن عظيم مودته للسيدة الزهراء صلوات الله عليها، ومن ذلك قوله صلوات الله عليه: فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمراً، ولقد كنت أنظر إليها فتنكشف عنّي الهموم والأحزان (4).

                  ومن كلام له صلوات الله عليه عند دفن السيدة الزهراء صلوات الله عليها قال: السلام عليك يارسول الله عنّي وعن ابنتك النازلة في جوارك والسريعة اللحاق بك. قلّ يارسول الله عن صفيتك صبري، ورقّ عنها تجلّدي. إلا أن لي في التأسي بعظيم فرقتك، وفادح مصيبتك موضع تعز. فلقد وسدتك في ملحودة قبرك، وفاضت بين نحري وصدري نفسك. إنا لله وإنا إليه راجعون.
                  فلقد استرجعت الوديعة، وأخذت الرهينة. أمّا حزني فسرمد، وأمّا ليلي فمسهد إلى أن يختار الله لي دارك التي أنت بها مقيم.
                  وستنبئك ابنتك بتضافر أمتك على هضمها فأحفها السؤال واستخبرها الحال. هذا ولم يطل العهد. ولم يخل منك الذكر. والسلام عليكما سلام مودّع لا قال ولا سئم، فإن أنصرف فلا عن ملالة. وإن أقم فلا عن سوء ظن بما وعد الله الصابرين (5).
                  ونُسب إليه صلوات الله عليه أنه بعد أن فرغ من دفنها صلوات الله عليها قال:
                  نفسي على زفراتها محبوسة يا ليتها خرجت مع الزفرات
                  لا خير بعدك في الحياة وإنما أبكي مخافة أن تطول حياتي (6).
                  وقال صلوات الله عليه أيضاً عند قبرها:
                  لكل اجتماع من خليلين فرقة وكل الذي دون الفراق قليل
                  وإنّ افتقادي فاطما بعد أحمد دليل على أن لا يدوم خليل (7)
                  الزهراء صلوات الله عليها تحامي عن حق أمير المؤمنين صلوات الله عليه
                  لم تقف السيدة الزهراء صلوات الله عليها أمام غصب حق بعلها أمير المؤمنين صلوات الله عليه مكتوفة اليدين بل إنها دافعت عن حقّه بكل ما أُوتيت من قوة حتى أدّى ذلك إلى شهادتها المأساوية التي ظلت كوصمة عار في تأريخ الذين زحزحوا الحق عن أهله.
                  وكان دفاع السيدة الزهراء صلوات الله عليها عن حق بعلها كالتالي:
                  1- استنصارها للمهاجرين والأنصار: حيث كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يحملها على أتان مدة أربعين صباحاً يطوف معها بيوت المهاجرين والأنصار، وإلى ذلك يشير ابن قتيبة قائلاً: خرج علي كرم الله وجهه يحمل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله على دابة ليلاً في مجالس الأنصار؛ تسألهم النصرة، فكانوا يقولون: يابنت رسول الله، قد مضت بيعتنا لهذا الرجل، ولو أنّ زوجك وابن عمك سبق إلينا قبل أبي بكر ما عدلنا به! فيقول علي كرم الله وجهه: أفكنت أدع رسول الله صلى الله عليه وآله في بيته لم أدفنه، وأخرج أنازع الناس سلطانه؟!
                  فقالت فاطمة صلوات الله عليها: ما صنع أبو الحسن إلا ما كان ينبغي له، ولقد صنعوا ما الله حسيبهم وطالبهم (8).
                  2- احتجاجها على القوم: حيث كانت صلوات الله عليها تتم عليهم الحجة وتكشف للملأ عدم شرعية السلطة الجديدة، وذلك في مواقف عديدة منها خطبتها النارية التي صبت فيها حمم الحق على رؤوس القوم، ومن ذلك قولها صلوات الله عليها: وما نقموا من أبي حسن، نقموا والله منه نكير سيفه، وشدة وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله عزّ وجلّ، والله لو تكافوا عن زمام نبذه رسول الله صلى الله عليه وآله لاعتلقه، ولسار بهم سيراً سجحاً لا يكلم خشاشه ولا يتعتع راكبه، ولا وردهم منهلاً نميراً فضفاضاً تطفح ضفتاه، ولأصدرهم بطاناً، قد تخيّر لهم الري غير متحل منه بطائل إلا بغمر الماء وردعه سورة الساغب ولفتحت عليهم بركات السماء والأرض وسيأخذهم الله بما كانوا يكسبون، ألا هلّم فاسمع وما عشت أراك الدهر العجب وإن تعجب وقد أعجبك الحادث، إلى أي سناد استندوا؟ وبأية عروة تمسكوا؟
                  استبدلوا الذنابى والله بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدي فمالكم كيف تحكمون؟
                  أما لعمر إلهك لقد لقحت فنظرة ريثما ننتجوا، ثم احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً وزعافاً ممقراً، هنالك يخسر المبطلون ويعرف التالون غبّ ما أسس الأولون (9).
                  وفي حديث آخر قالت صلوات الله عليها: أمّا والله لو تركوا الحق على أهله واتبعوا عترة نبيه، ما اختلف في الله اثنان، وورثها سلف عن سلف وخلف بعد خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من ولد الحسين صلوات الله عليه، ولكن قدّموا من أخره الله وأخروا من قدّمه الله (10).
                  3- فضحها للقوم: فقد فضحت السيدة الزهراء صلوات الله عليها القوم وبيّنت للتأريخ أنهم يحكمون بخلاف ما أنزل الله، ومن ذلك قولها صلوات الله عليها في خطبتها: ثم أنتم هؤلاء تزعمون أن لا إرث لنا، أفحكم الجاهلية تبغون؟ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون؟
                  إيها معاشر [الناس] ابتز ارثيه. [يا ابن أبي قحافة] أفي الكتاب أن ترث أباك ولا أرث أبي! لقد جئت شيئاً فرياً. [جرأة منكم على قطيعة الرحم ونكث العهد. أفعلى عمد تركتم كتاب الله ونبذتموه وراء ظهوركم، إذ يقول: «وورث سليمان داود» وفيما اقتص من خبر يحيى وزكريا إذ يقول: «قال ربّ . . . فهب لي من لدنك ولياً، يرثني ويرث من آل يعقوب واجعله رب رضياً»، وقال عزّ وجلّ: «يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين»، وقال تعالى: «إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف حقاً على المتقين».
                  وزعمتم أن لاحظ لي ولا إرث من أبي. أفخصكم الله بآية أخرج أبي منها؟ أم تقولون: إن أهل ملتين لا يتوارثان؟ أو لست أنا وأبي من أهل ملة واحدة؟
                  أم أنتم بخصوص القرآن وعمومه أعلم ممن جاء به. فدونكها مخطومة مرحولة تلقاك يوم حشرك. فنعم الحكم الله، والزعيم محمد، والموعد يوم القيامة، وعند الساعة يخسر المبطلون، ولكل نبأ مستقر، وسوف تعلمون من يأتيه عذاب يخزيه ويحل عليه عذاب مقيم.
                  4- إعلان سخطها على القوم: فبين الحين والآخر كانت تعلن عن سخطها على القوم ومن ذلك قولها لأبي بكر: والله لأدعوّن الله عليك في كل صلاة أُصليها (11).
                  ولما قادوا أمير المؤمنين صلوات الله عليه إلى المسجد خاطبت القوم قائلة: خلّوا عن ابن عمّي، فوالذي بعث محمداً بالحق لئن لم تخلّوا عنه لأنشرن شعري، ولأضعنّ قميص رسول الله صلى الله عليه وآله على رأسي، ولأصخرّن إلى الله تبارك وتعالى، فما ناقة صالح بأكرم على الله من ولدي (12).
                  وقالت ذات مرّة: لاعهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله صلى الله عليه وآله جنازة بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم ولم تستأمرونا، ولم تردّوا لنا حقّا ً(13).
                  وفي موضع آخر قالت صلوات الله عليها: فإني أُشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه (14).
                  5- مقاطعة القوم: لما آيست الصديقة الزهراء صلوات الله عليها من إرجاع القوم عن غصب حق ابن عمها قاطتعتهم ولم تكلمهم أبداً، وحتى لما أردوا عيادتها أبت ولكن أمير المؤمنين صلوات الله عليه كان قد أذن لهما لذا امتثلت أمره قائلة: والنساء تتبع الرجال (15).
                  ومع ذلك فقد حوّلت وجهها إلى الحائط ولم ترد سلامهما وخاطبتهم قائلة: لأدعونّ عليكما في كل صلاة أصليها (16).
                  ولما حضرتها الشهادة أوصت أمير المؤمنين صلوات الله عليه أن يدفنها سراً ويعفّي موضع قبرها وأن لا يحضر القوم جنازتها (17).
                  ====
                  المصادر:
                  1. بحار الأنوار ج43 ص172.
                  2. شرح نهج البلاغة ج9 ص193.
                  3. أمالي الطوسي ص333.
                  4. بحار الأنوار ج43 ص137.
                  5. نهج البلاغة ج2 ص182.
                  6. مناقب آل أبي طالب ج2 ص207.
                  7. أمالي الصدوق ص580.
                  8. بحار الأنوار ج28 ص187.
                  9. معاني الأخبار ص355.
                  10. الإمامة والتبصرة ص1.
                  11. الإمامة والسياسة ج1 ص14.
                  12. مناقب آل أبي طالب ج3 ص339.
                  13. الإمامة والسياسة ج1 ص19.
                  14. الإمامة والسياسة ج1 ص13.
                  15. علل الشرائع ج1 ص187.
                  16. الإمامة والسياسة ج1 ص12.
                  17. شرح نهج البلاغة ج16 ص261.
                  ومع السلامة.

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك

                    تعليق


                    • #11
                      لعن الله الزنديقين عمر و ابو بكر

                      تعليق


                      • #12
                        الم تفتحوا اعينكم بعد؟ خرافة كسر الظلع تطعن في علي بن ابي طالب قبل عمر بن الخطاب رضي الله عنهم .

                        "وقد أنكر المرجع الشيعي محمد حسين فضل الله قصة اقتحام الدار وكسر الضلع من أصلها، لما يشوبها - في رأيه - من غموض و انتقاص من شجاعة علي بن أبي طالب"
                        وهدا كلامه يوتوب

                        تعليق


                        • #13

                          المشاركة الأصلية بواسطة شيخ حسين الأكرف


                          (ع)


                          فتلقّاه عمر ومن معه من أصحابه وقال له: مالك يا أبا الحسن والله لننبشنّ قبرها ولنصلينّ عليها.

                          الحرص الشديد على الصلاة عليها دليل على محبتهما الشديدة لها
                          المنطق عند الناس أن الذي يكره أحداً يفرح بموته ... وليس الحرص
                          على الصلاة عليه ..





                          المشاركة الأصلية بواسطة شيخ حسين الأكرف


                          (ع)


                          فقال عمر لأبي بكر: انطلق بنا إلى فاطمة، فإنا قد أغضبناها، فانطلقا جميعا، .





                          وهذا دليل محبتهما لها أيضاً .....
                          والمنطق يقول أن من يكره أحداً من الناس يصدّ عنه إذا غضب ويشمت فيه وليس يسترضيه






                          المشاركة الأصلية بواسطة شيخ حسين الأكرف


                          (ع)

                          فتكلم أبو بكر فقال: يا حبيبة رسول الله، والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي،

                          جزاك الله خيراً ياأبا بكر على هذا الكلام الطيّب الرائع الذي يفتح قلب كل مسلم




                          المشاركة الأصلية بواسطة شيخ حسين الأكرف


                          (ع)

                          وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي،


                          وجزاك الله خيراً ياأبا بكر مرة أخرى على هذا الكلام الرائع الذي يشرح قلوب المؤمنين إلى الحق




                          المشاركة الأصلية بواسطة شيخ حسين الأكرف


                          (ع)

                          ولوددت يوم مات أبوك أني مت، ولا أبقى بعده، أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك .


                          وجزاك الله خيراً ياأبا بكر إلى يوم القيامة على هذا الموقف الرائع الذي يوضح الحق للمؤمنين




                          المشاركة الأصلية بواسطة شيخ حسين الأكرف


                          (ع)

                          وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله، إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا نورث، ما تركنا فهو صدقة.
                          .


                          ماشاء الله تبارك الله ... هذا بيان للحقيقة وعذر واضح فقد كان أبو بكر رضي الله عنه
                          يطبّق وصيّة رسول الله عليه الصلاة والسلام .. ولو لم يفعل لكان عاصياً

                          تعليق


                          • #14
                            :: مقامات فاطمة الزهراء عليها السلام ::


                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                            :: مقامات فاطمة الزهراء عليها السلام ::

                            إخلاصها (عليها السلام)

                            1 ـ سأل بزل الهروي الحسين بن روح (رضي الله عنه) فقال: كم بنات رسول الله صلى الله عليه وآله؟ فقال: أربع، فقال: أيتهن أفضل؟ فقال: فاطمة. قال: ولم صارت أفضل وكانت أصغرهن سنا وأقلهن صحبة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: لخصلتين خصها الله بهما: إنها ورثت رسول الله صلى الله عليه وآله، ونسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم منها، ولم يخصها بذلك إلا بفضل إخلاص عرفه من نيتها(1).

                            2 - ولم تكن لتصل إلى هذه المرتبة السامية لأنها بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فحسب، فقد كانت للرسول الإكرام صلى الله عليه وآله وسلم بنات أربعة، وكان له زوجات عديدات، ولكنها وصلت إلى تلك الدرجة بفضل إخلاصها وزهدها وعبادتها وجهادها في سبيل الله، وصبرها وتحملها في سبيل الله. لقد اختارت مسيرتها بإرادتها، وقررت أن تصبح سيدة نساء العالمين… ومن استحقت أن تكون رمزا في المجتمع الإسلامي، وإن يعطيها الله فضل أمومة الأوصياء، وشرف الربط بين النبوة والإمامة(2).

                            عبادتها (عليها السلام)

                            1 ـ قال العلامة ابن فهد الحلي: وكانت فاطمة عليها السلام تنهج في الصلاة من خيفة الله تعالى(3).

                            2 ـ عن الحسن بن علي عليهما السلام قل: رأيت أمي فاطمة عليها السلام قامت في محرابها ليلة جمعتها فلم تزل راكعة ساجدة حتى اتضح عمود الصبح، وسمعتها تدعو للمؤمنين والمؤمنات وتسميهم وتكثر الدعاء لهم ولا تدعو لنفسها بشيء، فقلت لها: يا أماه، لو لا تدعين لنفسك كما تدعين لغيرك؟ فقالت: يا بني، الجار ثم الدار(4)

                            3 ـ محمد بن الحسين بن علي عليهم سلام قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله سلمانا إلى فاطمة، فوقفت بالباب وقفة حتى سلمت،فسمعت فاطمة تقرأ القرآن من جوا، وتدور الرحى من برا(5)، ما عندها أنيس. وقال في آخر الخبر: فتبتسم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال: يا سلمان ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا إلى مشاشها(6)، تفرغت لطاعة الله فبعث الله ملكا اسمه زروقائيل ـوفي خبر آخر جبرائيل عليه السلامـ فأدار لها الرحى، وكفاها الله مؤونة الدنيا مع مؤونة الآخرة(7).

                            4 ـ روي إنها عليها السلام ربما اشتغلت بصلاتها وعبادتها، فربما بكى ولدها، فرؤي المهد يتحرك وكان ملك يحركه(8).

                            5 ـ وفي حديث: فسأل (النبي صلى الله عليه وآله وسلم) كيف وجدت أهلك؟ قال: نعم العون على طاعة الله. وسأل فاطمة، فقالت: خير بعل(9).

                            6ـ الحسن البصري: ما كان في هذه الأمة أعبد من فاطمة، كانت تقوم حتى تورم قدماها(10).

                            7ـ وفي حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: وأما ابنتي فاطمة عليها السلام فإنها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وهن نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء وهي الحوراء الإنسية، متى قامت في محرابها بين يدي ربها جل جلاله زهر نورها لملائكة السماء كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عز وجل لملائكته: يا ملائكتي انظروا إلى أمتي فاطمة سيدة إمائي قائمة بين يدي، ترتعد فرائصها من خيفتي، وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم إني قد آمنت شيعتها من النار(11).

                            تسبيحها سلام الله عليها وسبب تشريعها

                            إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علم ابنته فاطمة عليها السلام أذكارا تقولها عند النوم وفي دبر كل صلاة، واشتهرت بتسبيح فاطمة عليها السلام. قال العلامة المجلسي (رحمه الله): كان السبب في تشريع هذا التسبيح ما رواه الإمامية وغيرهم من أن أمير المؤمنين عليا عليه السلام قال: لما رأيت ما أصاب فاطمة الزهراء من العناء في خدمة البيت وقد جاء سبي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قلت لها: هلا أتيت أباك تسأليه خادما يكفيك مشقة خدمة البيت؟ فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإذا عنده جماعة، فانصرفت، وعلم أبوها أنها جاءت لأمر أهمها، فغدا إلى دارها صباحا، وسألها عليهما السلام جاءت له، فاستحت أن تذكر له، فقلت له: أنت تعلم ما تلاقيه فاطمة من القيام بشؤون البيت من الاستقاء والطحن والكنس.

                            وقد أثر ذلك عليها، فقلت لها: لو سألت أباك يخدمك من يكفيك مشقة ما أنت فيه من العمل. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أفلا أدلك يا فاطمة على ما هو خير لك من الخادم في الدنيا(12)؟ قالت: بلى يا رسول الله، فعلمها هذا التسبيح المعروف عند النوم وبعد كل صلاة. وقد استفاضت أخبار الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في الحت على الإتيان به حتى قال الإمام الباقر عليه السلام: ما عبد الله بشيء أفضل من تسبيح فاطمة كل يوم دبر كل صلاة، ولو كان شيء أفضل منه لنحله رسول الله فاطمة. ويقول الصادق عليه السلام: تسبيح فاطمة في كل يوم دبر كل صلاة أحب إلي من صلاة ألف ركعة في كل يوم(13)، وإنا لنأمر صبياننا به كما نأمرهم بالصلاة. وقال العلامة المقرم: وورد في التعبير عن بلوغ التسبيح مرتبة عالية من الفضل بحيث يصح للمولى مع تركه

                            رد العبادة على صاحبها وإن كانت تامة الأجزاء والشرائط، فقالوا عليهم السلام: (أن الصلاة الخالية منه ترد على صاحبها) لكون العبادة المقرونة بتسبيح الزهراء كالحلة الموشاة التي لا تماثلها الحلة الخالية من الوشي والتطريز. وهذه الأخبار المتكثرة لا يضر اختلافها في بيان كيفيته الصلاة وعند النوم بعد أن صادق على كونه أربع وثلاثون(14) تكبيرة، ثم ثلاث وثلاثون تحميدة، ثم ثلاث وثلاثون تسبيحة المشهور من علمائنا الأعلام(15). بل عليه فتاوى الأصحاب كما في (الجواهر) وهو الأشهركما في (المنتهى) للعلامة الحلي، وعليه عمل الطائفة(16)...

                            1 ـ عن محمد بن عذافر قال: دخلت مع أبي على أبي عبد الله عليه السلام فسأله أبي عن تسبيح فاطمة صلى الله عليها، فقال: (الله أكبر) حتى أحصى (ها) أربعا وثلاثين مرة، ثم قال: (الحمد لله) حتى بلغ سبعا وستين، ثم قال: (سبحان الله) حتى بلغ مائة، يحصيها بيده جملة واحدة(17). قال المجلسي (ره) قوله عليه السلام: (جملة واحدة) كأن المراد أنه عليه السلام بعد إحصائه عدد كل واحد من الثلاثة لم يستأنف العدد الآخر بل أضاف إلى السابق حتى وصل إلى المائة.

                            2 ـ عن أبي يصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال في تسيح فاطمة عليها السلام: يبدأ بالتكبير أربعا وثلاثين، ثم التحميد ثلاثا وثلاثين، ثم التسبيح ثلاثا وثلاثين. قال المجلسي (ره): (يبدأ بالتكبير) رد على المخالفين حيث يبدأون بالتسبيح ثم التحميد ثم التكبير(18).

                            3 - روي أن أمير المؤمنين عليه السلام قال لرجل من بني سعد: ألا أحدثك عني وعن فاطمة الزهراء (عليها السلام )؟ إنها كانت عندي فاستقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها(19)، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر حتى دكنت ثيابها(20)، فأصابها من ذلك ضر شديد، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل. فأتت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فوجدت عنده حداثا(21)، فاستحيت

                            فانصرفت، فعلم صلى الله عليه وآله وسلم أنها قد جاءت لحاجة، فغدا علينا ونحن في لحافنا، فقال: السلام عليكم، فسكتنا، ثم قال: السلام عليكم، فخشينا إن لم نرد عليه أن ينصرف ـوقد كان يفعل ذلك فيسلم ثلاثا، فإن أذن له وإلا انصرفـ فقلنا: وعليك السلام يا رسول الله أدخل، فدخل وجلس عند رؤوسنا، ثم قال: يا فاطمة ما كانت حاجتك أمس عند محمد؟ فخشيت إن لم نجبه أن يقوم، فأخرجت رأسي فقلت: أنا والله أخبرك يا رسول الله، إنها استقت بالقربة حتى أثر في صدرها، وجرت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرت ثيابها، وأوقدت تحت القدر دكنت ثيابها، فقلت لها: لو أتيت أباك فسألته خادما يكفيك حر ما أنت فيه من هذا العمل. قال: أفلا أعلمكما ما هو خير لكما من الخادم؟ إذا أخذتما منامكما فكبرا أربعا وثلاثين تكبيرة، وسبحا ثلاثا وثلاثين تسبيحة، واحمدا ثلاثا وثلاثين تحميدة. فأخرجت فاطمة رأسها وقالت: رضيت عن الله ورسوله، رضيت عن الله وعن رسوله(22). أقول: إنما أراد النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تكون فلذة كبده وقرة عينه وبضعته الطاهرة مثالا كاملا لنفسه الشريفة في الزهد عن الدنيا وتحمل مشاقها ورفض لذائذها كما يقتضيه قوله صلى الله عليه وآله وسلم: (فاطمة بضعة مني). أو (أنت مني). فمن المعلوم أنه ليس أراد بذلك تولدها منه لوضوحه وانتقاء الحكمة في بيانه، بل أراد: إن ابنتي فاطمة روحها روحي، ونفسها نفسي، وطينتها طينتي. وقد جاء نظير هذه القضية في شأن جعفر عليه السلام، فروي عن علي عليه السلام، إن رسول الله صلى الله عليه وآله لما جاءه جعفر بن أبي طالب من الحبشة قام إليه واستقبله اثنتي عشرة خطوة، وقبل ما بين عينيه وبكى وقال: لا أدري بأيهما أنا أشد سرورا؟ بقدومك يا جعفر أم بفتح الله

                            على أخيك خيبر(23)...؟ فعلمه صلاة تسمى باسمه جعفر. وعن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال:قال رسول الله صلى الله عليه وآله لجعفر: ألا أمنحك ؟ ألا أعطيك ؟

                            ألا أحبوك؟ فقال له جعفر: بلى يا رسول الله. قال: فظن الناس أنه يعطيه ذهبا وفضة، فتشوف الناس لذلك، فقال له: إني أعطيك شيئا إن أنت صنعته في كل كان خيرا لك من الدنيا وما فيها. ثم علمه صلى الله عليه وآله وسلم صلاة جعفر(24). وأما ما هو المعروف من أنه كانت لفاطمة سلام الله عليها خادمة اسمها فضة، فهذا إنما كان أخيرا بعد ما كثرت أولادها وزادت كلفتها وكثرت الفتوح والغنائم من خيبر وبني قريظة وبني النضير، وارتفع الفقر والعناء عن المسلمين، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضة إليها ووسع على ابنته عليها السلام. عن علي عليه السلام قال: أهدى بعض ملوك الأعاجم رقيقا، فقلت لفاطمة: اذهبي إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فاستخدميه خادما، فأتته فسألته ذلك ـوذكر الحديث بطوله ـ فقال لها رسول الله صلى الله عليه وآله: يا فاطمة، أعطيك ما هو خير لك من خادم ومن الدنيا بما فيها؟: تكبرين الله بعد كل صلاة أربعا وثلاثين تكبيرة، وتحمدين الله ثلاثا وثلاثين تحميدة، وتسبحين الله ثلاثا وثلاثين تسبيحة، ثم ذلك بلا إله إلا الله، وذلك خير لك من الذي أردت ومن الدنيا وما فيها. فلزمت صلوات الله عليها هذا التسبيح بعد كل صلاة، ونسب إليها(25).

                            تعليق


                            • #15
                              توفيق وتحقيق

                              قال الشيخ البهائي ـضاعف الله بهاءهـ في (مفتاح الفلاح): اعلم أن المشهور استحباب تسبيح الزهراء في وقتين: أحدهما بعد الصلاة، والآخرعند النوم. وظاهر الرواية الواردة به عند النوم يقتضي تقديم التسبيح على التحميد، وظاهر الرواية الصحيحة الواردة في تسبيح الزهراء عليها السلام على الإطلاق يقتضي تأخيره عنه. (وقال (ره) بعد كلام) قلت: لأني لم أجد قائلا بالفرق بين تسبيح الزهراء عليها السلام في الحالتين، بل الذي يظهر بعد التتبع أن كلا من الفريقين القائلين بتقديم التحميد وتأخيره قائل به مطلقا سواء وقع بعد الصلاة أو قبل النوم، فالقول بالتفصيل إحداث قول ثالث في مقابل الإجماع المركب(26). وقال صاحب (الجواهر) (ره): وربما بينهما بالفرق بين النوم والتعقيب، فيقدم التسبيح على التحميد في الأول دون الثاني. وفيه مع أنه لم يقل به أحد بل الظاهر أو المقطوع به اتحاد كيفية تسبيح الزهراء عليها السلام، ضرورة كون المأمور به في التعقيب تسبيح الزهراء عليها السلام الذي أمرها به أبوها في النوم(27). وقال صاحب الوسائل:عن أبي عبد الله عليه السلام (في حديث نافلة شهر رمضان) قال: سبح تسبيح فاطمة عليها السلام، وهو (الله أكبر) أربعا وثلاثين مرة، و(سبحان الله) ثلاثا وثلاثين مرة و(الحمد لله) ثلاثا وثلاثين مرة. فوالله لو كان شئ أفضل منه لعلمه صلى الله عليه وآله وسلم إياها. أقول: الواو لمطلق الجمع كما تقرر، فيجب حمله هنا على تقديم التسبيح كما مر، وعليه عمل الطائفة. وفي (العلل) عن أحمد بن الحسن القطان، عن الحسن بن علي السكري، عن الحكم بن أسلم، عن ابن علية، عن الحريري، عن أبي الورد بن تمامة، عن علي عليه السلام مثله، إلا أنه قال: إذا أخذتما مضاجعكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، فسبحا ثلاثا وثلاثين، وكبرا أربعا وثلاثين. أقول: هذا غير صريح في منافاة ما سبق لما عرفت، ولاحتماله للنسخ لتقدمه، وللتخصيص بوقت النوم، وللتقية في الرواية(28). قال في (الجواهر): وأما كيفيته فالمشهور بين الأصحاب شهرة عظيمة بل في (الوسائل) عليه عمل الطائفة أربع وثلاثون تكبيرة، ثم ثلاث وثلاثون تحميدة، ثم ثلاث وثلاثون تسبيحة، بل لا خلاف في الفتاوى والنصوص عدا خبر (العلل) الذي ستسمعه، وقيل إن رجاله أكثرهم من العامة(29). وأيضا عنه في أفضلية تسبيح الزهراء عليها السلام:الذي ما عبد الله بشيء من التحميد أفضل منه، ولو كان شئ أفضل منه لنحله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم(30). وهو في كل يوم في دبر كل صلاة أحب إلى الصادق عليه السلام من صلاة ألف ركعة في كل يوم، ولم يلزمه عبد فشقي، ولذا يؤمر الصبيان به كما يؤمرون بالصلاة إذ هو وإن كان مائة باللسان إلا أنه ألف في الميزان، وطارد للشيطان،ومرضى الرحمن، ويدفع الثقل الذي الآذان، وما قاله عبد قبل أن يثني رجله من المكتوبة إلا غفر له الله، وأوجب الله له الجنة، خصوصا الغداة، وخصوصا إذا أتبعه بلا إله إلا الله، واستغفر بعده، وبه يندرج العبد في الذاكرين الله كثيرا، ويستحق ذكر الله تعالى له كما وعد بقوله تعالى (فاذكروني أذكركم)(31). وحكي لي عن (مكارم الأخلاق)أنه روي فيه كون تسبيح الزهراء عليها السلام إحدى العلامات الخمس للمؤمن… أفضله بمستفيض النقل تسبيحة الزهراء ذات الفضل. وعن البهائي: إن ذلك (أفضلية التسبيح) يوجب تخصيص حديث (أفضل الأعمال أحمزها)، اللهم أن يفسر بأن أفضل كل نوع من أنواع الأعمال ذلك النوع(32).

                              مسبحتها وفضل تربة الحسين (عليه السلام)

                              روى إبراهيم بن محمد الثقفي: إن فاطمة عليها السلام بنت الرسول الله صلى الله عليه وآله كانت مسبحتها من خيط صوف مفتل معقود، عليه عدد التكبيرات، فكانت عليها السلام تديرها بيدها وتسبح إلى أن قتل حمزة بن عبد المطلب سيد الشهداء، فاستعملت تربته وعملت المسابيح، فاستعملها الناس، فلما قتل الحسين عليه السلام عدل بالأمر إليه فاستعملوا تربته لما فيها من الفضل والمزية(33). في كتاب الحسن بن محبوب: إن أبا عبد الله عليه السلام سئل عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة والحسين عليهما السلام والتفاضل بينهما، فقال: السبحة من طين قبر الحسين عليه السلام تسبح من غير أن يسبح(34). وروي أن الحور العين إذا أبصرن بواحد من الأملاك يهبط إلى الأرض لأمر ما يستهدين من السبح والترب من طين قبر الحسين عليه السلام(35). عن الكاظم عليه السلام قال: المؤمن لا يخلو من خمسة: مسواك، ومشط، وسجادة، وسبحة فيها أربع وثلاثون حبة، وخاتم عقيق(36). وروي أنه لما حمل علي بن الحسين عليهما السلام إلى يزيد عليه اللعنة هم بضرب عنقه، فوقفه بين يديه وهو يكلمه ليستنطقه بكلمة يوجب بها قتله، وعلي عليه السلام يجيبه حسب ما يكلمه وفي يده سبحة صغيرة يديرها بأصابعه وهو يتكلم. فقال له يزيد عليه ما يستحقه: أنا أكلمك وأنت تجيبني وتدير أصابعك بسبحة في يديك! فكيف يجوز ذلك؟ فقال عليه السلام: حدثني أبي، عن جدي عليهما السلام أنه كان إذا صلى الغداة وانفتل لا يتكلم حتى يأخذ سبحة بين يديه فيقول: (اللهم إني أصبحت أسبحك وأحمدك وأهللك وأكبرك وأمجدك بعدد ما أدير به سبحتي) ويأخذ السبة في يده ويديرها وهو يتكلم بما يريد من أن يتكلم بالتسبيح، وذكر أن ذلك محتسب له، وهو حرز إلى أن يأوي إلى فراشه، فإذا أوى إلى فراشه فهي محسوبة له من الوقت إلى الوقت؛ ففعلت هذا اقتداء بجدي عليه السلام. فقال له يزيد عليه اللعنة مرة بعد أخرى: لست أكلم أحدا منكم إلا ويجيبني بما يفوز به. وعفا عنه ووصله وأمر بإطلاقه(37).

                              صلاتها (سلام الله عليها)

                              1 ـ قال شيخ الطائفة (ره): صلاة الطاهرة فاطمة عليها السلام هما ركعتان، تقرأ في الأولى الحمد ومائة مرة (إنا أنزلناه في ليلة القدر) وفي الثانية الحمد ومائة مرة (قل هو الله أحد)، فإذا سلمت سبحت تسبي الزهراء ثم تقول: (سبحان ذي العز الشامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان من لبس البهجة والجمال، سبحان من تردى بالنور والوقار، سبحان من يرى أثر النمل في الصفا، سبحان من يرى وقع الطير في الهواء، سبحان من هو هكذا لا هكذا غيره). وينبغي لمن صلى هذه الصلاة وفرغ من التسبيح أن يكشف ركبتيه وذراعيه، ويباشر بجميع مساجده الأرض بغير حاجز بينه وبينها، ويدعو ويسأل حاجته وما شاء من الدعاء، ويقول وهو ساجد:

                              (يا من ليس غيره رب يدعى، يا من ليس فوقه إله يخشى، يا من ليس دونه ملك يتقى، يا من ليس له وزير يؤتى، يا من ليس له حاجب يرشى، يا من ليس له بواب يغشى، يا من لا يزداد على كثرة السؤال إلا كرما وجودا، وعلى كثرة الذنوب إلا عفوا وصفحا، صل على محمد وآل محمد، وأفعل بي كذا وكذا)(38).

                              2 ـ وكذا صلاة أخرى لها عليها السلام تصلى للأمر المخوف.وروى إبراهيم بن عمر الصنعاني عم أبي عبد الله عليه السلام قال: للأمر المخوف العظيم تصلي ركعتين، وهي التي كانت الزهراء عليها السلام تصليها، تقرأ في الأولى الحمد وقل هو الله أحد خمسين مرة، وفي الثانية مثل ذلك، فإذا سلمت صليت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم ترفع يديك وتقول: (اللهم أتوجه إليك بهم، وأتوسل إليك بحقهم (بحقك ـخ ل) العظيم الذي لا يعلم كنهه سواك، وبحق من حقه عندك عظيم، وبأسمائك الحسنى وكلماتك التامات التي أمرتني أن أدعوك بها، وأسألك باسمك العظيم الذي أمرت إبراهيم عليه السلام أن يدعو به الطير فأجابته، وباسمك العظيم الذي قلت للنار: (كوني بردا وسلاما على إبراهيم) فكانت، وبأحب أسمائك إليك وأشرفها عندك، وأعظمها لديك، وأسرعها إجابة، وأنجحها طلبة، وبما أنت أهله ومستحقه ومستوجبه؛ وأتوسل إليك، وأرغب إليك، وأتصدق منك، واستغفرك، وأستمنحك، وأتضرع إليك، وأخضع بين يديك، وأخشع لك، وأقر لك بسوء صنيعي، وأتملق وألح عليك، وأسألك بكتبك التي أنزلتها على أنبيائك ورسلك صلواتك عليهم أجمعين من التوراة والإنجيل والقرآن العظيم من أولها إلى آخرها، فإن فيها اسمك الأعظم، وبما فيها من أسمائك العظمى، أتقرب إليك، وأسألك أن تصلي على محمد وآله، وأن تفرج عن محمد وآله، وتجعل فرجي مقرونا بفرجهم، وتبدأ بهم فيه، وتفتح أبواب السماء لدعائي في هذا اليوم، وتأذن في هذا اليوم وهذه الليلة بفرجي وإعطاء سؤلي وأملي في الدنيا والآخرة، فقد مسني الفقر ونالني الضر وشملتني الخصاصة، وألجأتني الحاجة، وتوسمت بالذلة، وغلبتني المسكنة، وحقت علي الكلمة، وأحاطت بي الخيئة، وهذا الوقت الذي وعدت أولياءك فيه الإجابة. فصل على محمد وآله، وامسح ما بي بيمينك الشافية، وانظر إلي بعينك الراحمة، وأدخلني في رحمتك الواسعة، وأقبل إلي بوجهك الذي إذا أقبلت به على أسير فككته، وعلى ضال هديته، وعلى حائر أديته، وعلى فقير أغنيته، وعلى ضعيف قويته، وعلى خائف آمنته؛ ولا تخلني لقا لعدوك وعدوي، يا ذا الجلال والإكرام. يا من لا يعلم كيف هو، وحيث هو، وقدرته إلا هو، يا من سد الهواء بالسماء، وكبس الأرض على الماء، واختار لنفسه أحسن الأسماء، يا من سمى نفسه بالاسم الذي به يقضى حاجة كل طالب يدعوه يه، وأسألك بذلك الاسم، فلا شفيع أقوى لي منه، وبحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وعلى آل محمد، وأن تقضي لي حوائجي، وتسمع محمدا وعليا وفاطمة والحسن والحسين وعليا ومحمدا وجعفر وموسى وعليا ومحمدا وعليا والحسن والحجة ـصلوات الله عليهم وبركاته ورحمتهـ صوتي، فيشفعوا لي إليك، وتشفعهم في، ولا تردني خائبا، بحق لا إله إلا أنت، وبحق محمد وآل محمد، وافعل بي كذا وكذا يا كريم(39). قال الزاهد السيد ابن طاووس الحلي (ره): روى صفوان قال: دخل محمد بن علي الحلبي على عبد الله عليه السلام في يوم الجمعة فقال له: تعلمني ما أصنع في مثل هذا اليوم؟ فقال: يا محمد، ما أعلم أن أحدا كان أكبر عند رسول الله صلى الله عليه وآله من فاطمة عليها السلام، ولا أفضل مما علمها أبوها محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم، قال: من أصبح يوم الجمعة فاغتسل وصف قدميه وصلى أربع ركعات مثنى مثنى، يقرأ في أول ركعة الحمد والإخلاص خمسين مرة، وفي الثانية فاتحة الكتاب والعاديات خمسين مرة، وفي الثالثة فاتحة الكتاب وإذا زلزلت الأرض خمسين مرة، وفي الرابعة فاتحة الكتاب وإذا جاء نصر الله والفتح خمسين مرة ـوهذه سورة النصر وهي آخر سورة نزلتـ فإذا فرغ منها دعا، فقال(40): (إلهي وسيدي، من تهيأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وفوائده ونائله وفواضله وجوائزه، فإليك يا إلهي كانت تهيئتي وتعبيتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك ومعروفك ونائلك وجوائزك، فلا تحرمني ذلك يا من لا يخيب عليه مسألة السائل، ولا تنقصه عطية نائل، فإني لم آتك بعمل صالح قدمته، ولا شفاعة مخلوق رجوته، أتقرب إليك بشفاعة محمد وأهل بيته صلواتك عليهم أجمعين، أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به على الخاطئين عند عكوفهم على المحارم فلم يمنعك طول عكوفهم على المحارم أن عدت عليهم بالمغفرة، وأنت سيدي العواد بالخطاء، أسألك بمحمد وآله الظاهرين أن تغفر لي الذنب العظيم، فإنه لا يغفر ذنبي العظيم إلا العظيم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم يا عظيم)(41). روى الصدوق (ره) عن هشام بن سالم (بحذف الإسناد) عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (من صلى أربع ركعات، فقرأ في كل ركعة بخمسين مرة قل هو الله أحد، كانت صلاة فاطمة عليها السلام وهي صلاة الأولين). وكان شيخنا محمد بن الحسن بن الوليد رضي الله عنه يروي هذه الصلاة وثوابها، إلا أنه كان يقول: إني لا أعرفها بصلاة فاطمة عليها السلام، وأما أهل الكوفة فإنهم يعرفونها بصلاة فاطمة عليها السلام(42). عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من توضأ وأسبغ الوضوء وافتتح الصلاة فصلى أربع ركعات يفصل بينهن بتسليمة، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد خمسين مرة، انفتل حين ينفتل وليس بينه وبين الله عز وجل ذنب إلا غفره له(43). عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سمعت يقول: من صلى أربع ركعات بمائتي مرة قل هو الله أحد في كل ركعة خمسين مرة، لم يفتل وبينه وبين الله عز وجل ذنب إلا غفرله(44). وقال السيد ابن طاووس (رضي الله عنه): روي عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لأمير المؤمنين ولابنته فاطمة عليها السلام: إنني أريد أن أخصكما بشيء من الخير مما علمني الله عز وجل وأطلعني الله عليه، فاحتفظوا به. قال: نعم يا رسول الله فما هو؟ قال: يصلي أحدكما ركعتين، تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وآية الكرسي ثلاث مرات، وقل هو الله أحد ثلاث مرات، وآخر الحشر ثلاث مرات من قوله (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل) إلى آخره، فإذا جلس فليتشهد وليثن على الله عز وجل وليصل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وليدع للمؤمنين والمؤمنات، ثم يدعو على أثر ذلك فيقول: (اللهم إني أسألك بحق كل اسم هو لك، يحق عليك فيه إجابة الدعاء إذا دعيت به، وأسألك بحق كل ذي حق عليك، وأسألك بحقك على جميع ما هو دونك أن تفعل بي كذا وكذا)(45).

                              وقال (رضي الله عنه) أيضا في كتاب (زوائد الفوائد) بعد ذكر زيارة مختصرة لها عليها السلام وهي معروفة: إنها مختصة بهذا اليوم ـيعني يوم الثالث في جمادى الآخرة وهو يوم وفاتهاـ. قال: وتصلي صلاة الزيارة أو صلاتها عليها السلام، وهي ركعتان تقرأ في كل ركعة الحمد مرة وقل هو الله أحد ستين مرة(46). قال الشيخ الجليل الحسن بن الفضل الطبرسي (ره): صلاة الاستغاثة بالبتول (عليها السلام): تصلي ركعتين، ثم تسجد وتقول: (يا فاطمة) مائة مرة، ثم تضع خدك الأيمن على الأرض وقل مثل ذلك، وتضع حدك الأيسر على الأرض وتقول مثله، ثم اسجد وقل ذلك مائة وعشر دفعات، وقل: (يا آمنا من كل شئ، وكل شئ منك خائف حذر، أسألك بأمنك من كل شئ وخوف كل شئ منك أن تصلي على محمد وآل محمد، وأن تعطيني أمانا لنفسي وأهلي وولدي حتى لا أخاف أحدا، ولا أحذر من شئ أبدا، إنك على كل شئ قدير)(47). عن أبي عبد الله عليه السلام: إذا كانت لأحدكم استغاثة إلى الله تعالى فليصل ركعتين، ثم يسجد ويقول: (يا محمد يا رسول الله، يا علي يا سيد المؤمنين والمؤمنات، بكما أستغيث إلى الله تعالى، يا محمد يا علي أستغيث بكما، يا غوثاه بالله وبمحمد وعلي وفاطمة ـوتعد الأئمةـ بكم أتوسل إلى الله تعالى). فإنك من ساعتك إن شاء الله تعالى(48). قال المحدث القمي (ره): روي: إذا كانت لك حاجة إلى الله تعالى وتضيق عنها صدرك فصل ركعتين، وإذا سلمت فكبر ثلاث مرات، وسبح تسبيح فاطمة عليها السلام، ثم اسجد وقل مائة مرة: (يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني). ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل ذلك مائة

                              مقام الزهراء(عليها السلام) عند الله تعالى(49- 50 )

                              في إصابة نور الله لها * عن النبي قال : لما خلق الله الجنة خلقها من نور وجهه ، ثم أخذ ذلك النور فقذفه فأصابني ثلث النور ، وأصاب فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)ثلث النور ، وأصاب عليا وأهل بيته ثلث النور .

                              فمن أصابه من ذلك النور اهتدى إلى ولاية آل محمد ، ومن لم يصبه من ذلك النور ضل عن ولاية آل محمد التدبر في هذا الحديث يعطي جلالة شأنها وعلو درجاتها عليها السلام ، إذ جعلها الله - تعالى شأنه - في النور قسيم أبيها وبعلها وبنيها ، بل هي أكبر حظا منهم

                              في كونها خير خلق الله تعالى * عن النبي في حديث طويل : على ساق العرش مكتوب : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، وعلي وفاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)والحسن والحسين خير خلق الله . في اختيار الله تعالى إياها على النساء * قال رسول الله لعلي : إن الله عز وجل أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين ، ثم اطلع الثانية فاختارك على رجال العالمين ، ثم اطلع الثالثة فاختار الأئمة من ولدك على رجال العالمين ، ثم اطلع الرابعة فاختار فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)على نساء العالمين .

                              قال رسول الله : ليلة عرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوبا : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي حبيب الله ، والحسن والحسين صفوة الله ، فاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)خيرة الله ، على باغضهم لعنة الله .

                              في وجوب إطاعتها على الكائنات * عن أبي جعفر في حديث طويل : ولقد كانت عليها السلام مفروضة الطاعة على جميع من خلق الله من الجن والإنس والطير والوحش والأنبياء والملائكة – الحديث عن محمد بن سنان قال : كنت عند أبي جعفر الثاني فأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : يا محمد إن الله تبارك وتعالى لم يزل متفردا بوحدانيته ، ثم خلق محمدا وعليا وفاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)، فمكثوا ألف دهر ، ثم خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوض أمورها إليهم ، فهم يحلون ما يشاؤون ، ويحرمون ما يشاؤون ، ولن يشاؤوا إلا أن يشاء الله تبارك وتعالى .

                              ثم قال : يا محمد ، هذه الديانة التي من تقدمها مرق ، ومن تخلف عنها محق ، زن لزمها لحق ، خذها إليك يا محمد . قال العلامة المجلسي في شرح هذا الحديث : فأشهدهم خلقها ، أي خلقها بحضرتهم وهم يطلعون على أطوار الخلق وأسراره .

                              وأجرى طاعتهم عليها أي أوجب على جميع الأشياء طاعتهم حتى الجمادات والسماويات والأرضيات . وفوض أمورها إليهم من التحليل والتحريم والعطاء والمنع ، وإن كان ظاهره تفويض تدبيرها إليهم من الحركات والسكنات والأرزاق والأعمار وأشباهها .

                              عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا عند رسول الله إذا قبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل لإبليس : استكبرت أم كنت من العالمين، من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقربين ؟ فقال رسول الله : أنا وعلي وفاطمة (عليها السلام)(عليها السلام)(عليها السلام)والحسن والحسين ، كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبحت الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام ، فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ، ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا ، فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبي أن يسجد ، فقال الله تبارك وتعالى : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالمين أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش . فنحن باب الله الذي يؤتى منه ، وبنا يهتدي المهتدون ، فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته ، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره ، ولا يحبنا إلا من طاب مولده .

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                              يعمل...
                              X