إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

في مولد الرسول الاعظم(ص) واسبوع الوحدة الاسلامية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • في مولد الرسول الاعظم(ص) واسبوع الوحدة الاسلامية

    في ذكرى عيد ميلاد سيد البشر النبي الاعظم محمد بن عبدالله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وبمناسبة الاحتفال باسبوع الوحدة الاسلامية (12 ـ 17 ربيع الاول) للعام 1434 هجري، يتعين علينا قبل كل شيء معرفة ان الرسالة التي بعث بها خاتم الانبياء والمرسلين (عليهم السلام)، انما انطلقت لتغيير الخرافات والمغالطات والانحرافات التي رانت على قلوب الناس بفعل الضغوط والايحاءات الاستغلالية لـ "أصحاب القوة والذهب".
    فالمستكبرون شجعوا البسطاء والمحرومين على التعبد بالوثنية والاصنام مع انها كانت من صنع ايديهم، ومع انهم كانوا يدركون بانها لا تنفع او تضر، وعلى الرغم من ان فطرتهم الانسانية السليمة هي مجبولة ــ اساسا ــ على عبودية الاله الواحد الاحد تبارك وتعالى.
    وبما ان الرسالة السماوية التي صدع بها نبينا العظيم(ص)، جاءت لاخراج الناس كافة من الظلمات الى النور، فانه بذل مع الجبابرة والسلطويين ومع من يعتبرون انفسهم أسیادا وأعلى درجة من الفقراء والمستضعفين والعبيد، جهودا مضاعفة على مستوى الهداية والارشاد والتقويم، وهو امر طبيعي في عالم تسود فيه ثقافة السيطرة والعلو والعصبية ، وتكديس الذهب والفضة بالطرق المشروعة وغير المشروعة، فضلا عن الاستخفاف بكرامة الانسان وامتهان المرأة، وكلهم اولاد ابينا آدم(عليه السلام) وآدم من تراب.
    ورغم ان المؤمنين الاوائل واجهوا اقسى اشكال الاضطهاد والظلم والتنكيل والتشريد من قبل زمرة المتجبرين، الا انهم كانوا يتحملونها اسوة بالرسول الاكرم محمد (ص) الذي كان عليه ان يقاوم على جبهتين اثنتين؛ هما جبهة زعماء السلطة والمال ، وجبهة المنظرين لسلوكياتهم القمعية من اليهود والمنافقين الذين اعتبروا الدعوة النبوية الشريفة نسفا لكل اطروحاتهم التضليلية ومطامعهم الجشعة.
    وفي مواجهة هذا التآمر المشؤوم لم يزدد النبي والمؤمنون المخلصون الا اصرارا وثباتا وجهادا، ولم يبخلوا بأيِّ شيء من اجل اعلاء كلمة الله عزوجل، ودحض الباطل ورموزه ومظاهره، الى ان انتشر الاسلام في انحاء الارض، وهاهو يمضي قدما في مسيرته النهضوية الواعية منذ نحو 15 قرنا انطلاقا من قوله تعالى {محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم) .
    واقع الامر ان هذه الاية القرآنية المباركة تختزن الكثير من القيم والمعاني والدلائل العملية الايمانية والانسانية التي يفترض ان تسود العلاقة بين الفرد المسلم واخوته في الايمان، بل بينه وبين البشرية كافة. فكما قال الامام علي (عليه السلام) : (الناس صنفان، اما أخ لك في الدين، او نظير لك في الخلق)..
    ولاشك في ان من ينجح في الانفتاح على الاخرين مهما اختلفت مشاربهم وعقائدهم، سيكون موضعا للاهتمام والترحيب في آن معا، كما ان دعوته الى الدين الاسلامي الحنیف وتعاليمه السمحاء ستلقى التجاوب المحمود طال الزمان ام قصر.
    لكن هذه الرسالة لن تحقق اغراضها النبيلة حتى يكون الانسان المؤمن (محمديا) بكل معنى الكلمة ومثلما جاء وصفه (ص) في القرآن الكريم:
    (وانك لعلى خلق عظيم} {وما ارسلناك الا رحمة للعالمين} {لقد جاءكم رسول من انفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}.
    مما مضى يتضح ان الانسان المؤمن لا يستطيع ان يكون بمستوى هذه الرسالة السامية، الا اذا اتصل بمنهل الرسول الاعظم محمد(ص) قلبا وقالبا، وعليه ينبغي ان يحافظ على ذمم ابناء امته عملا بالحديث النبوي الكريم: (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وماله وعرضه).
    لكن مما يؤسف له ان اباطرة القوة والمال والاعلام من الغربيين والصهاينة والخليجيين (السعوديين والقطريين والاماراتيين) ، باتوا يستخدمون الناس البسطاء ممن تم إغوائهم والتغرير بهم عبر الافكار المنحرفة والعقائد المتطرفة وتزويدهم بالاسلحة التدميرية والمعلومات الاستخبارية والتوجيهات اللوجستية، ليكونوا سيفا مصلتا فوق رؤوس ابناء الامة، وكأن قدرهم ان يدفعوا ضريبة تمسكهم بالاسلام المحمدي الاصيل تضحيات تلو اخرى، وسوقهم رغما الى حيث تشتهي سياسات الطواغيت والمستكبرين لاسيما اميركا و"اسرائيل" .
    وعند هذه المرحلة وفي ذكرى مولد سیدنا الهادي البشير(ص)، فاننا مدعوون بالحاح الى تقييم تلك المجموعة من السلوكيات المضادة للاخلاق النبوية العظيمة ومكافحتها، والتأكيد ــ قولا واحدا ــ على ان ممارسات كالطائفية والتكفير وسفك دماء الابرياء واشاعة الخوف والارهاب والتخريب وانتهاك الاعراض في بلداننا ومناطق اخرى من العالم، انما هي نابعة من الجهل والضلالة، وليست من الاسلام في شيء ابدا، بل هي مرفوضة كليا حتى في المجتمعات البدائية، اضافة الى انها تشكل تحديا في غاية الخطورة للوحدة الاسلامية ومقومات الالفة والتضامن والتكاتف، وتبديدا لكل الجهود والمؤتمرات العلمائية والفكرية الاقليمية والدولية التي انجزت لتعزيز التلاحم الاسلامي – الاسلامي، وتقليص الفواصل في ما بين أبناء امة الحبيب المصطفى محمد (ص).

    حميد حلمي زادة
    26-1-2013
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X