إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المراهق و المدرسة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المراهق و المدرسة

    د /زينب العبيدي
    المراهق و المدرسة

    قضت رياح التغيير و التطور أن يمر الإنسان بفترات متباينة المعالم و السمات، و متداخلة الأبعاد و الحدود ،إنها دورة الحياة التي تأبى أن يظل المرء سجين مرحلة واحدة ، فكل انتقال من مرحلة عمرية إلى أخرى يعني تراكما جديد و معطيات جديدة و بالتالي بناء شخصية جديدة ، وإذا كان العلاج يبدأ بتشخيص الداء لمعرفة كنهه و تفسير أعراضه فالمراهقة كذلك مرحلة عمرية تتطلب النظر بعيون المختص المتفائل لا المتوجس الخائف من آثارها، فإذا فهمت أسبابها و أعراضها كان من اليسر إيجاد حلول عملية و منطقية استجلابا لمنافعها و استدفاعا لمفاسدها و سلبياتها، و لعل الربط بين المراهقة و المدرسة يعني الحديث عن مرحلة انتقالية تتسم بعدد من التغيرات التي لا يتوقف تأثيرها عند البيت فقط بل تتجاوزه إلى المدرسة، وباعتبارها فضاء تربويا للتلقي و التعلم، فإنها تبقى فضاء مهما للتفاعل مع المراهق ، فما هي أبرز مشاكل المراهق داخل المدرسة؟ و ما هي أهم التغيرات السلوكية و العملية التي يشهدها المراهق؟

    إن المراهقة مرحلة عمرية تشهد نموا جسميا و نفسيا و ذهنيا، بحيث يصبح المراهق شخصا واعيا بمجموعة من الأشياء التي افتقدها في طفولته، فيرى في نضجه وسيلة لتحقيق ما يتطلع إليه من آمال بحيث يخلق عالما مثاليا سرعان ما يصطدم بواقع بعيد عن أهدافه المسطرة، فينعكس ذلك على سلوكاته بشكل كبير، وإذا كانت انفعالاته تبدأ في حضن الأسرة ، فسرعان ما ينقلها إلى فضاء المدرسة و الفصول الدراسية، فتتخذ سلوكاته شكلين أساسيين هما: الخضوع الكلي لأوامر المدرسين والمؤطرين التربويين أو إعلان الثورة في وجه الجميع، و كلاهما سلوكان مرفوضان لان الأول يعني الانطواء و الغياب الكلي لشخصية المراهق، أما الثاني فهو شكل فوضوي قد يدمر الذات بشكل كلي، فلا مفر اذن من نهج شكل معتدل و مقبول لتحقيق التوازن المرغوب.

    و تتعدد العوامل في ما يتخبط فيه المراهق من أزمات، يمكن حصر بعضها في التحرر الشديد الذي تمنحه الأسرة للمراهق في هذه الفترة، قوة الضغط الذي يمارس على المراهق و انتقاد تصرفاته بشكل متواصل. عجز الأسرة خاصة الوالدين في السيطرة على سلوكيات المراهق، سوء معاملة الطاقم التربوي والإداري للمراهق مما يساهم في زيادة ثورته بدل نقص حدتها، قسوة الحياة التي يعيشها المراهق في جوه الأسري وكثرة مشاكله وإحساسه بالحرمان ماديا و معنويا، من هنا يتضح لنا التعالق الموجود بين ما يعيشه المراهق داخل الأسرة وما ينتج عنه من ردود أفعال داخل المدرسة، فالمراهق ابن بيئته ومجموع ما تلقاه من قيم و مبادئ منذ طفولته يكون لها أبلغ التأثير على بناء شخصيته عند المراهقة ، ولتجاوز هذه المشاكل يمكن اقتراح عدة حلول منها العمل على تقريب الصلة بين الأستاذ والتلميذ خاصة في المرحلة الثانوية، بحيث تتجاوز علاقة أستاذ-تلميذ لتغدو علاقة صداقة، والقيام بحملات توعوية داخل المدرسة لتحسيس الأطراف المعنية بصعوبات المرحلة والعمل على تخطيها. محاولة توريط التلميذ بشكل ايجابي وإشراكه في إنتاج الدرس وتربيته على حس المساءلة والمناقشة، اعتماد الوسطية والاعتدال في معاملة المراهق بحيث يترك له هامش للتعبير عن آرائه دون أن يتحول الفصل لمسرح تعم فيه الفوضى. ختاما يمكن القول: إن المراهقة مرحلة طبيعية لا ينبغي اعتبارها أزمة أو مأزقا يصعب تخطيه، بل فترة عادية وجب توالي الجهود و تعاون كل الأطراف لتجاوزها بيسر.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X