إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عامان على «14 فبراير»: البحرين تزداد ثورة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عامان على «14 فبراير»: البحرين تزداد ثورة

    13/2/2013


    عامان على «14 فبراير»: البحرين تزداد ثورة


    لن تكون مصالحة وطنية اذا لم تحمل هواجس الشباب الثائر (رويترز)


    انتفاضة دائمة سبقت «الربيع» بسنوات


    شهيرة سلّوم
    يُحيي البحرينيون غداً، الذكرى الثانية للانتفاضة، شأنهم بذلك شأن دول ما بات يعرف بالربيع العربي. لكن لهذا الشعب حكايته مع الثورة، وليس المقصود هنا أنها لم تُثمر بعد، لأنّها تُركت وحيدة ونسي العالم، أو تناسى، صرخات أبنائها على مدى أشهر متواصلة من القمع، لأسباب طائفية وجيوبوليتيكية، بل لأنّ ما عاشوه في الرابع عشر من شباط 2011، لم يكن إلا فصلاً من فصول ثورتهم الدائمة.

    البحارنة، كما يستحسنون تسميتهم في إشارة إلى أنّهم السكان العرب الأصليون وليسوا كآل خليفة (من العتوب) الذين غزوا الجزيرة في أواخر القرن الثامن عشر آتين من قطر ونصّبوا أنفسهم حكاماً عليها، كانوا ولا يزالون في حالة ثورة دائمة. عاشوا فصولاً منها في العقد الأخير من القرن الماضي. في بداية السبعينيات، حين انتفضوا على مطالب إيران، التي ادّعت مُلكاً بالأرخبيل بعد اكتشاف النفط، وذلك من خلال التصويت بنسبة 98 في المئة على استقلال إمارتهم في استفتاء أجرته الأمم المتحدة بعد خروج المستعمر البريطاني. انتفضوا في أواخر السبعينيات والثمانينيات، وطالبوا بإعادة العمل بدستور 1973، الذي عطّله الأمير، وبالعدالة والمساواة بعدما احتكر آل خليفة السلطة السياسية والثروات، ووزّعوا ما بقي من فُتات على أتباعهم من القبائل والطائفة السنّية، وهو ما لوّن الأزمة بصبغة طائفية.

    لقي المنتفضون الحصار والمنفى والاعتقال. مع ذلك واصلوا الانتفاضة، فلا يئسوا ولا استكانوا، وكانت فترة التسعينيات مليئة بالاحتجاجات التي تطورت إلى أحداث العنف. والحراك الذي شهدته وتشهده المملكة حالياً لا يكاد يرقى إلى ما عاشته في تلك الفترة، وقمعته السلطة بقيادة الأمير عيسى بن سلمان، الذي يروي العالمون بالأمور أنّه كان أميراً «مغيّباً عن الوعي» ينام في النهار ويصحو في الليل، ويظنّ أن حال الرعيّة بخير وتعيش في عزّ ووئام، وكان القابض على الأمور شقيقه رئيس الوزراء الحالي خليفة بن سلمان آل خليفة.

    النضال لم يذهب سُدى هذه المرّة. وحصد البحارنة ثمار انتفاضتهم التسعينية في بداية الألفية الثالثة بعدما جاء إلى الحكم الأمير حمد بن عيسى، الذي عاد ونصّب نفسه ملكاً على جزيرة لا يتعدى عدد سكانها الأصليين 600 ألف نسمة، ولا تتجاوز مساحتها 750 كيلومتراً مربعاً، وأطلق إصلاحات تاريخية؛ أفرج عن المعتقلين السياسيين، وسمح للمعارضين في الخارج بالعودة إلى البلاد، وبتأسيس الجمعيات السياسية. كذلك جرى تضمين مبادئ التغيير السياسي التي أطلقت في ميثاق العمل الوطني (تناول المقومات الأساسية، نظام الحكم، الأسس الاقتصادية للمجتمع، الأمن الوطني، الحياة النيابية، العلاقات الخليجية، العلاقات الخارجية) الذي صوّت عليه البحرينيون في استفتاء عام بنسبة 98 في المئة.

    وقد سمحت هذه الإصلاحات للأحزاب المعارضة بالعمل في الضوء، وكفلت هامشاً من حرية التجمع والتعبير. تأسست بعدها العديد من الجمعيات. دخلت هذه الأحزاب بقوة إلى الحياة السياسية عبر الانتخابات المتتالية. لكن كان لدى المعارضة العديد من المآخذ على دستور 2002، الذي صدر في إطار الإصلاحات؛ فهو افتقر إلى الشفافية منذ البداية؛ إذ لم تشارك في كتابته الشخصيات المعارضة كما ينبغي. كذلك فإنه أنشأ مجلسين في إطار المجلس الوطني: النواب المنتخب والشورى المعين، وأعطى سلطة ترجيح للشورى على النواب المنتخب.

    ذلك لم يمنعهم من المشاركة في حكومة 2006، حيث مُثِّل الشيعة لأوّل مرّة بأربعة مناصب وزارية، وكانت المرّة الأولى التي يشغل فيها منصب نائب رئيس الوزراء شيعي، ودخل بموجب هذه الإصلاحات أول وزير بحريني من أصل إيراني. لكن الأفضلية في المناصب الحكومية الحساسة بقيت للسُّنة (الداخلية والدفاع)، وقضية المساواة والعدالة الاجتماعية، لم تُحلّ، وبقي احتكار آل خليفة للسلطة والثروات. افتقار هذه الإصلاحات إلى المضامين الفعلية للعدالة والمساواة دفعت بنشوء تيارات معارضة، رفضت المشاركة في الحكومة والانتخابات ونشطت في الداخل والمنفى لتحقيق إصلاحات حقيقية شاملة.

    مع هبّات الربيع العربي انتفض البحارنة من جديد، بما أنّ أرضيتهم خصبة. وكانت بوادر هذه الانتفاضة قد بدأت بالظهور قُبيل الربيع بأشهر، حين ضيقت السلطات على المعارضين، وأعادت معزوفة الخلايا الانقلابية المدعومة من إيران. قُمعت انتفاضة اللؤلؤ بعد تدخل عسكري خليجي، وخصوصاً سعودي، الذي وجد في الحراك تهديداً لعروشه، وثغرة لولوج «العدوة اللدودة»، إيران إلى ربوعه، بما أن غالبية المنتفضين شيعة.

    تواصلت الحملة الأمنية شهراً تلو شهر، استُخدمت أبشع أنواع الانتهاكات، من القتل والاعتقال والإهانة والتضييق والفصل من الوظائف والتعذيب، واستخدمت الورقة الطائفية بفنّ وبراعة لخلق الشرخ الأهلي، ثم بث الفرقة بين الجمعيات السياسية المعارضة لوهلة. لكن المسيرات تواصلت، وانتشر أبناء البحرين في مختلف أرجاء المعمورة لإيصال أصوات أقرانهم في ظل حصار أمني وإعلامي ودولي. نجحوا في إجبار النظام على تشكيل لجنة تحقيق مستقلة وبيّنوا الظلم الذي لحق بهم، وعرّوا النظام وصمت المجتمع العربي والدولي، الذي رفض انتفاضتهم من منطلق طائفي.

    انتفاضة التسعينيات أثمرت إصلاحات تاريخية وملكاً، لكن لم تُستكمل ولم تحقق العدالة المفقودة. انتفاضة اللؤلؤ، لم تُثمر بعد، وإن لم يكن الملك الحالي قادراً على دخول التاريخ كما حاول قرع بابه من قبل، ربما عليه أن يتنحى ويفسح المجال لمن هو أقدر.
    شهيرة...


    لا مصالحة دون إشراك الجميع

    وصلت الأزمة في البحرين اليوم الى حالة من المراوحة. النظام لم يُقدّم بعد أي تنازلات بخصوص المطالب، التي سبق أن أجمع عليها كل أبناء البحرين عشية اندلاع الانتفاضة، لولا استخدام الورقة الطائفية. لكن المعارضة أيضاً، لم تسحب ورقة الشارع، بل نجحت في إعادة رصّ صفوفها بعد الصدع الذي أصابها، ووسّعت نشاطها الى الخارج، حيث نجحت في استقطاب المجتمع الدولي الى جانبها، ودفعته بالتالي الى الضغط على النظام كي يجري حواراً، مرّة أولى وثانية.

    وهذه المراوحة لا ترتبط فقط بنقاط قوة كل من المعارضة والنظام، وإنما أيضاً بما يجري في المنطقة من متغيرات، ولا سيما في الملفين السوري والإيراني، حيث ستعمل الدول الفاعلة على زجّ الملف البحريني في حزمة أي تسوية إقليمية.

    الجولة الثانية من الحوار الذي يجري اليوم هو مرحلة تقطيع للوقت، وتخدير للأزمة. إذ لا يمكن أن يكون هناك حلّ جذري، من دون مصالحة وطنية شاملة؛ ومصالحة تشمل المعارضين في السجن والمنفى، الذين يخوّنهم النظام، وتستحي منهم المعارضة، وإن لم تقلها جهارة. هؤلاء هم المحرّك الأساسي لائتلاف شباب 14 فبراير، «دينامو» الانتفاضة ووقود استمرارها. ورغم قدرة الانتفاضة، الى حدّ ما، على المحافظة على سلمية تحركها، لكن من يُلقي «المولوتوف» على عناصر الشرطة ودورياتها، ومن يحاصر الطرقات، ومن يخرج ملثّماً في الشوارع ويُلاعب عناصر مكافحة الشغب لعبة القط والفأر بين أزقة القرى، ليسوا من المعارضة الوسطية؛ هؤلاء ينتمون الى التيار «المرفوض» من قبل الجالسين على طاولة الحوار اليوم. لذلك، لا يمكن الحديث عن حوار وطني، ومصالحة شاملة، إن لم تشمل هؤلاء، وإن لم تحمل هواجسهم وتأخذ بمطالبهم.

    تقول المعارضة، وتحديداً «الوفاق»، إنّها تمثل الغالبية بفعل انتخابات 2010. لكن هذه الانتخابات جرت في ظل مقاطعة التيارات المحظورة، وبالتالي لو أُتيح للناخب الاختيار اليوم، لربما تبدّلت المقاييس، وأصبحت التيارات المحظورة رقماً صعباً في المعادلة.

    وفي هذا السياق، تجدر الإشارة الى أنّ هذه التيارات وجماهيرها رفعت مطلب إسقاط النظام، لكن ذلك ما كان لولا تلكؤ النظام وصدّه جميع أبواب الحوار. وفي حديث مع «الأخبار»، يروي المعارض البارز، الأمين العام لحركة «الأحرار»، سعيد الشهابي، الذي يقيم في لندن، كيف أنّ الملك حمد حاول أن يتواصل مع معارضي المنفى، ووعدهم بالإصلاحات وبالتجاوب مع مطالبهم. كان جدّ مستمعاً. وطلب منهم تحضير ورقة للتحاور، على أن يتواصل معهم لاحقاً لهذا الغرض سفير البحرين في لندن؛ فجاء ردّهم إيجابياً، لكن «هناك حفرنا وهناك طمرنا»، غادر الملك وغاب عن الوعي، وكأنّه لم يعد بشيء.

    حديث الشهابي كان في معرض ردّه على الذين يصفونهم بالرافضين والمعرقلين، فيما أنّ الملك يظهر كشخص منفتح. شخصية الملك هذه هي من انبهر بها شريف بسيوني، لذلك كان يقول لكل من يحدّثه عن ظلم تعرّض له، بوجه تلبسه ملامح المفاجأة، إن «الملك لا يعلم، ولن يسمح به إن علم» كما يروي من لقيه.

    إضافة الى تغييب هذه التيارات، فانّه لا يمكن الحديث عن مصالحة وطنية شاملة من دون انخراط الملك فيها شخصياً، كما لا يمكن أن تكون مصالحة شاملة من دون محاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات بحق الجميع.

    حسين يوسف*



    أدق مع بقية البحرينيين باب العام الثاني للهجرة الأوسع للمعارضة في تاريخ بلدي الحديث؛ في تجربة ورثنا تبعاتها من أجيال تعاقبت على الفشل في تغيير واقع هذه الجزيرة المبتلاة التي لم يحكمها أهلها، بعد. مع كل إشراقة صباحٍ أذكّر نفسي، «فلتطل... ولكن لتكن الأخيرة».

    دخلت القوات السعودية إلى البحرين وأُعلنت الطوارئ. وفيما كان على البحرينيين الشجعان مواجهة تحدّي الحفاظ على جذوة الثورة في الداخل، كان على آخرين، مثلي، تحويل مهجرهم إلى ثقل ضاغط على كاهل سلطة الاستبداد، ومن يساندها، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. قليلو الحيلة والخبرة، ماذا يملك 580 ألف مواطن بحريني ليربحوا معركة في وجه البترودولار الخليجي، والتواطؤ الدولي، والتبعية العربية التي لم تنجح في التخلص منها حتى دول «ثورات الكرامة» في المنطقة. نقف وحدنا أمام التجاذبات الإقليمية والدولية. أقصى ما وجدناه خلال عامين من الحراك في الخارج معاملتنا كورقة، مرّة في اليمن، ومرّة في ليبيا، واليوم في سوريا.

    وفيما ينال المهاجرون البحرينيون في مختلف الدول الأوروبية شيئاً من الاعتراف بإنسانيتهم، فإنّ على من يلهج بلسان الثورة في البلدان العربية الاعتياد على «سمفونية» الاتهامات والانتقاص.

    «أتباع إيران»، «ليست ثورة»، «المدّ الشيعي»، مصطلحات لا تعبّر عنا بقدر ما تبيّن تغلغل المفردات السعودية في ضمير شعوبٍ لا تنظر للمُواطنةِ كقيمةٍ تكفي كدافع للمطالبة بأبجديات ما تفرضه من حقوق.

    وقفت مراراً على باب شيخ الأزهر؛ في آذار 2011، كان الشيخ أحمد الطيب ينظر لفيلم الشهيد البحريني الوسيم أحمد فرحان مفضوخ الرأس من خلال «اللابتوب»، عبثاً يشيح بوجهه عن بشاعة المنظر، ولكنّها كانت الزيارة الأخيرة للمعارضة، التي تبنّت علناً وثيقة الأزهر للدولة المدنية. اليوم يتأبّط «الإمام الأكبر» ذراع وزير خارجية البحرين. عامان لم يتذكر فيهما شيخ الأزهر رأس فرحان؛ نفس الرأس الذي كانت الدعوة السلفية في الفيوم تجبي به التبرعات لسوريا، لا يتذكّره إلا لتحذير إيران من التدخل في شأننا، الذي تبين أنّه ليس شأننا.

    عامان، قضيت منهما شهرين في خيمة أمام جامعة الدول العربية، في أحلك أيام «محمد محمود»، وفضّ العسكر لميدان التحرير في تشرين الأول 2011. أُحرقت خيمتي مرّتين، وتنشقت عبق مسيّل دموع وزارة الداخلية، غير أن الرسائل الثلاث التي بعثتها باسم المعارضة إلى السيّد نبيل العربي، وتسلّمها مستشاره طلال الأمين، كانت تجد لها مكاناً خاصاً في درجه، أو زبالته، ربما. العربي زار ملك البحرين، وشدّ على يديه في مدّ الخط الأحمر أمام طموحنا في تحقيق المواطنة، والتي أصبحت بقدرة قادر خطراً على عروبة البحرين.

    عامان، وقفت فيهما غير مرّة أمام باب حزب «النهضة» التونسية، ورئيس مكتب الشيخ الغنوشي، الذي أتمّ له لاجئو البحرين في لندن إجراءات لجوئه يوماً ما. اليوم، يكفي أن يعرف كبير مستشاريه أنك معارض بحريني، ليكون هذا آخر كوب ماء لك في المكتب.

    عامان، وجدتني فيهما في غزّة مع الأطباء البحرينيين الذين طالتهم سياط الملك، جامع السلطات في ذاته المصونة. اكتشفت أن ما تم جمعه من أموال البحرينيين، يسلّم هناك أيضاً باسمه وباسم أبنائه حصراً. وعليك أن تعتاد حين تدعو لأهلها وحكومتها بالصمود والنصر، جواب الدعاء بأن ينصر الله جلادينا على أطماع أعدائهم، نحن.

    عامان، من عروبتنا المتهمة في عواصم العرب. وإنسانيتنا القابلة للمساومة في جيوب الشرق والغرب. عامان، من غربة مركّبة تفرضها الرغبة في التغيير في بلدٍ خليجيٍ نفطي. عامان، تسبح فيهما في فلك الهبّة العربية، ولكن، رغم ذلك، تسبح عكس التيار. عامان أدركنا فيهما غربتنا الأخرى، لا لأننا لا نرغب في بيع مواطنتنا فحسب، بل لأننا أيضاً لا نملك ما نبيعه في سوق لعبة الأمم.
    * ناشط بحريني يقيم في القاهرة

    أحلام خزاعي*



    لم يكن 14 فبراير 2011، إلا خيالاً يداعب مخيلتي. لم أتوقع حين انتظرته لأطلق جناحيّ نحو الحرية أن أشهد ما شهدت. حين كنت أتسمر أمام شاشات التلفزيون لأشاهد انفراط عقد ثورات الربيع العربي، لم أتوقع يوماً أنني سأكون جزءاً من هذا المشهد.

    المرأة البحرينية. اللؤلؤة الثمينة. كانت في قلب الصدف، تحمل هم الوطن وتعيش معاناته وتعاني الإقصاء والتمييز. خرجت من أعماق البحر. صرخة حرّة أبيّة: بالروح بالدم نفديك يا بحرين.

    هكذا أتذكر أول يوم من الثورة بالقرب من دوار اللؤلؤة. خرج الناس بكل أعمارهم وفئاتهم، وسلميتهم، ليواجَهوا بالقمع والرصاص الانشطاري وكل وسائل العنف، وليصل إلى مسامعنا وقوع الشهيد الأول. وكلما ازداد الناس ثورة، ارتفعت وتيرة السلمية، في شجاعة غير مسبوقة، لتواجه آلة الموت بصدور عارية، ولنصل إلى الدوار، ونعيش بضعة أيام، عيشة الأحرار.

    كانت بضعة أيام فقط تنشقنا خلالها نسيم الحرية قبل أن نُقمع من جديد. لا تُمحى من ذاكرتي كيف ذُبح الشباب العزل والشيب المسالمون من دون أي جرم سوى أنهم طلاب حق.

    توالت بعدها الأحداث. كنا نشاهد الشهداء والجرحى في المستشفيات، ولم يكن لدينا الوقت حتى لنبكي. نوثق الحالات ونساعد الجرحى ونبلسم آهات الأمهات ونتواصل مع الإعلام. لا وقت لنبكي. إنها الثورة. اليوم يمرّ عامان لا نتذكّر فيهما إلا ظلم السلطة وبطشها، ومئة شهيد وآلاف الجرحى والمعتقلين والثكالى، يقابله صمود شعب أسطوري لا يكلّ ولا يملّ، ولن يستكين إلا بتحقيق هدفه القضاء على الديكتاتورية.
    * رئيسة دائرة شؤون المرأة في «الوفاق»

    علي الأسود*



    لم تجد المعارضة صعوبة في نسج العلاقات مع الخارج عقب الانتفاضة، بما أنّها انفتحت عليه منذ تأسيس الجمعيات في بداية الألفية الثالثة. في السابق، اعتاد الحكم أن يستفرد في مخاطبة المجتمع الدولي، لكن هذا الأمر تبدّل. لقد نجحت المعارضة في تثبيت علاقة استراتيجية مع الخارج، بفضل لغة التواصل الصريحة، وهو ما أسهم في بناء جسور الثقة.

    الغرب بدوره، أبدى اهتماماً خاصاً، بملف البحرين. وجاء تشكيل لجنة التحقيق الدولية، بضغط خارجي على النظام، وتحديداً، بعد زيارة ولي العهد (الأمير سلمان) لواشنطن ولقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما.

    بعدها استنفرت المعارضة جهودها في عواصم القرار، ولا سيما في واشنطن ولندن وجنيف، فيما كان هناك تفاعل خاص من قبل باريس وبرلين معها. وانفتحت أيضاً على المنظمات الدولية. وفي موازاة اللقاءات التي كانت تجري دوماً بين المعارضين في الداخل والسفارات الأجنبية، حيث كان هناك دور لافت للسفارة البريطانية، كانت وفود المعارضة في الخارج تلتقي المسؤولين وتطرح قضية شعبنا.


    نجحت المعارضة في تحويل موقف المجتمع الدولي الى صف الشعب (محمد الحمد ــ رويترز)

    كان الهدف خلق فجوة للتلاقي مع النظام البحريني. كنا نبحث عن الشريك السياسي، فوجدناه في مبادرة ولي العهد ووثيقة المنامة.

    التحول الكبير في موقف المجتمع الدولي، بدأ مع خطاب الرئيس الأميركي، باراك أوباما في أيلول 2011، الذي ذكر فيه المعارضة البحرينية، وتحديداً جمعية «الوفاق». وجاء بعده خطاب الأمين العام للجمعية الشيخ علي سلمان، في دوار اللؤلؤة، الذي أكّد احترام المعارضة للاتفاقيات الدولية. وبالنسبة إلى واشنطن، فإن هذا التعهد في غاية الأهمية، بما أنّ أكبر أسطول بحري لها موجود في مملكتنا.

    خلال لقائنا مع المسؤولين، كان هناك تفاهم على الانتقال الديموقراطي، لكن التفاوت في وجهات النظر كان بخصوص العلاقات مع الجوار والدول الخليجية؛ لكن هذا الاختلاف لم يرق الى مستوى الخلاف.

    مئات الجولات أجريناها في الخارج بين أوروبا وأميركا. نقلنا بموضوعية ما حصل من انتهاكات، وجاء تقرير بسيوني ليؤكّد صدقنا، وهو ما خلق ثقة بين المعارضة والمجتمع الدولي. رفعنا خطابات الى بان كي مون وكاثرين آشتون ونافي بيلاي. خطابات دفعت بهم مع الوقت الى إرسال رسائل سرّية وخاصة الى حكام المنامة تطلب منهم الانصياع الى مطالب الشعب.

    مع ذلك، فإنّ هذه الاجراءات لم تكن كافية. أثرنا معهم قضية ازدواج المعايير. كيف تعاملوا مع مطالب شعب البحرين، ومطالب الشعب السوري. فهم يدعمون المعارضة في سوريا ضد النظام، لماذا لا يفعلون ذلك مع شعب البحرين.

    مع المثابرة وكثرة اللقاءات، تحول موقف المجتمع الدولي، من موقف سؤال وجواب الى موقف داعم، وخصوصاً بعد إطلاق وثيقة اللاعنف. استُقبلنا بعدها لأول مرة في لندن بصورة رسمية، حيث التقينا وزير الشؤون الخارجية ألستر بيرت. وتوالت بعدها اللقاءات. عرضنا مطالبنا أمام لجنتي حقوق الإنسان والخارجية في مجلسي اللوردات والنواب. واجتماع لجنة حقوق الإنسان التابعة لمجلس النواب كان بحضور وفد حكومي وجاء بعد تقرير بسيوني.

    ونتيجةً لهذه الاجتماعات والجهود، بدأ النواب البريطانيون يوجهون سؤالاً أسبوعياً الى حكومتهم، لشرح موقفها مما يجري في البحرين. كذلك أُنشئت لجنة تحقيق بريطانية لمراجعة العلاقات بين بريطانيا والسعودية والبحرين. ويفترض أن ترفع هذه اللجنة توصياتها قريباً، وسيكون لها أثر بالغ على إعادة تقويم العلاقة بين لندن والنظامين البحريني والسعودي. لقد نجحنا في استقطاب دعم غالبية النواب البريطانيين، إضافة الى دعم المنظمات الحقوقية الدولية شأن «أمنستي» و«هيومن رايتس ووتش». وأسهم زيف السلطة بنقل ما يجري داخل المملكة في مزيد من الاصطفاف الى جانب المعارضة.

    وبالنسبة إلى الموقف الأميركي، أتوقع أن يتحسن مع وصول جون كيري الى وزارة الخارجية؛ فموقف هيلاري كلينتون كان ضبابياً؛ خطابها عند دخول قوات «درع الجزيرة» الى البحرين كان شيئاً، وبعده كان شيئاً آخر. لكن كيري موقفه أكثر وضوحاً، فقد تحدث في بداية الانتفاضة صراحة عن الانتهاكات، وشخصية مثله يمكن أن تدفع الإصلاحات قدماً في المملكة.
    * نائب بحريني سابق
    عن جمعية «الوفاق»، يقيم في لندن


    آيات قرمزي*



    كان ذلك اليوم مختلفاً. حتى شمسه كانت مختلفة تماماً عن أي يوم. شمسه التي كانت تخبر سكان هذه الأرض، بأن خطباً ما سيحدث. رغم عدم وجودي على تلك الأرض في حينها، إلا أنّ شعاع شمسها وصل إليّ حيث كنت، وتدفق الدم في شراييني هو الآخر بطريقة غير معهودة. كنت أحارب الثواني والدقائق لأعود إلى أوال (الاسم القديم للبحرين) العز. أوال التضحية. أوال الإباء.

    وبعد حرب طويلة مع الزمن عدت إلى أرض الوطن، وقد فُقد ما فُقد من الأنفس الطاهرة التي تأبى الذل.

    عدتُ إلى أوال والفخر بوطني وشعبه الأبي يرفع هامتي تلقائياً. وما إن وطئت رجلي ثراه، جرفني الشوق إلى عاصمة الثورة المنامة، حيث تجمع عشرات الألوف من البشر، التي كانت تؤدي فروض الولاء في دوار اللؤلؤة، متوضئة بحب الوطن. لم أكن مشتاقة إلى أهلي بقدر اشتياقي إلى تلك البقعة، التي احتضنت الشيب والشباب الصغار والكبار، نساءً ورجالاً، الأطفال وحتى الرضع.

    كلّهم خرجوا تزامناً مع الربيع العربي رفضاً للظلم والبغي والاستبداد. ولم يكن ذلك بجديد على أرض الصمود؛ فهذا الشعب الرافض للعبودية، لطالما انتفض على كل طاغٍ يتلذّذ باستعباد شعبه.

    كل عقد من الزمن مرّ في وطني فجّر البركان الراكد في نفوس أبناء أوال. كانت أوال تنتفض كل عشر سنوات تقريباً، فتُمطَرُ بوابل من الوعود الزائفة. وتنسى التنكيل والتعذيب وشتى أنواع الانتهاكات، وتتصالح مع ذوي الوعود الخرقاء. لتعود وتكتشف أنّ تلك الوعود لم تكن سوى تخرّص وضحك على عقول البشر، وتنتفض مجدداً وهكذا دواليك. الرابع عشر من فبراير لم يكن بداية للثورة، بل كان استئنافاً لمسيرة الشعب البحريني المناضل.

    عاش الشعب وقتذاك كما لم يعش من قبل. وُلد كل مواطن من جديد في فبراير. كان يتنفس الحرية في بقعة اللؤلؤ، ويستنشق الكرامة التي لم ينلها من قبل في وطنه. عاشوا في حلم جميل. كان حلماً، وأفاقوا منه عنوة بعدما غزت الجارة جارتها. غزتها لتقمع حلمها الجميل، لتخنق الحرية فيها، لتمتص الصمود من دمها. وحلّ الغيهب على تلك القلوب الصابرة؛ حلّ محملاً غيماً
    أسود.


    فُرضَ على هذا الوطن المسلوب ما يسمى فترة السلامة الوطنية، ولم تكن سلامة قطّ، كانت مهانة وأي مهانة. أُهين الوطن والشعب والدين. غدروا بالوطن بسماحهم للغرباء بغزوه. غدروا بالشعب بقتلهم له وسجنهم له وتعذيبهم له وتنكيلهم به. غدروا بالدين بهدمهم لبيوت الله، وحرقهم القرآن، وبالتعدّي على الحرمات، وبضرب عرض الحائط بتعاليم ديننا. غدروا بالوحدة حين روّجوا للطائفية، حين همشوا مكوّناً كبيراً من مكونات الشعب.


    ولم يكتفوا. بل روجوا للأكاذيب والأقاويل الملفقة في إعلامهم الأعمى لتشويه سمعة الثوار. وحتى اليوم لا يزال هذا النظام يُراهن على ثبات الشعب، ولا يزال هذا الشعب واثقاً من النصر لتعلو إرادة الوطن فوق أنقاض النظام... وتستمر الحكاية.
    * شاعرة بحرينية اعتُقلت وعذّبت

    يتبع / 2 - 2
    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 13-02-2013, 11:48 PM.

  • #2
    ( 2 - 2 )

    معصومة محمد ميرزا*



    تجسّد حكاية الرياضي محمد ميرزا، معاناة هؤلاء الرياضيين الذين فصلوا من عملهم وسُجنوا وأُهينوا ظلماً وبهتاناً، فقط لأنّهم مؤيدون لمطالب الشعب أو حتى من غير طائفة النظام، أهكذا يكافأ من رفع علم بلاده عالياً في المحافل الدولية؟ زوجي محمد ميرزا هو أحد أبطال رياضة «الجيوجيتسو»، وهو لاعب ومدرّب لهذه الرياضة حائز العديد من الميداليات والجوائز الداخلية والدولية، ولعلّ أهمها كان في عام 2008 في بطولة العالم لـ«الجيوجيتسو» في البرازيل، كما حصل على ذهبيتين في هذه البطولة والعديد من الميداليات في العديد من البطولات.

    محمد ميرزا كان يزاول هذه اللعبة، ويعمل على الاحتراف بها ونشرها في مملكتنا العزيزة، ولذلك فتح نادي «المحاربون» لرياضة «الجيوجيتسو».

    مأساته بدأت في تاريخ 16 آذار 2011، حين اعتُقل عند نقطة تفتيش نحو الساعة الرابعة عصراً. بقينا بعدها لأكثر من شهر ونصف شهر ونحن نبحث عن محمد في أكثر من مركز للشرطة، من دون أن نتوصل الى شيء عن مكانه. بقينا في حالة قلق وذعر إلى أن تلقينا اتصالاً من الشرطة العسكرية بوجوب الحضور إلى المحكمة العسكرية، وأُبلغنا بأن محمد متهم في المشاركة بمحاولة خطف شرطي بالاشتراك مع 9 أشخاص. حين لقيته للمرّة الأولى في السجن، كانت آثار التعذيب واضحة على جسده.

    مرّت الأيام ثقيلة وحُكم على جميع المتهمين العشرة بـ20 عاماً، ثم عادت محكمة الاستئناف وخففت الأحكام بعد أقل من شهر الى 15 عاماً سجن لكل متهم، لنعود ونخوض من جديد معركة محكمة التمييز، حيث تواصلت المحاكمة بصورة هزلية لمدة 5 أشهر، وأُدليت شهادات تُثبت عدم وجود زوجي أو ارتباطه، لا من قريب ولا من بعيد في هذه القضية، فضلاً عن عدم وجود أي صلة أو معرفة سابقة بالأشخاص المتهمين معه في نفس القضية.

    مع ذلك، جاء الحكم صادماً. برئ الجميع إلا محمد ميرزا، وحُكم عليه بالسجن 10 سنوات؛ حكم نهائي لا يقبل الطعن أو المراجعة، كان وقعه كالسكين في قلبي؛ فعائلتي مشتتة، وزوجي مسجون ظلماً، وابني الصغير جبرائيل يعيش أولى سنوات عمره من دون أب، وأنا فُصلت من عملي. حين نطق القاضي بالحكم، لم يكن يحكم على زوجي فقط، بل عليّ وعلى العائلة وعلى ابننا. محمد ميرزا بطل العالم في «الجيوجيتسو»، كان يحاول جاهداً، على نفقته الخاصة، أن يرفع اسم البحرين عالياً، وهذا كانجزاءه.
    * زوجة الرياضي محمد ميرزا


    يوسف ربيع*




    عندما سُئل الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو، باستهجان من سائله، عن سبب زيارته لطهران بعد أسابيع قليلة من سقوط الشاه، أجاب: لا بد لنا من أن نكون موجودين حيث تولد الأفكار.

    هكذا في زمن الثورة في البحرين الأفكار تولد أيضاً على الرغم من عنف السلطة وقسوتها. لقد كانت الجدران أصدق مثالاً على قدرة البحرينيين على استيلاد خطاب سياسي وإنساني مغاير يعبّر في أصله عن مطالب ورغبات حاصرتها جدران السلطة.

    ثمّة واقع سياسي مثقل بالاستبداد تكشفه كتابات الجدران في البحرين؛ فالسلطة تظهر على حقيقتها متناقضة، هي التي صدّقت على ما يزيد على ثماني معاهدات واتفاقيات دولية، أكثرها يحرّم مصادرة حرية التعبير ويبيح التجمعات السلمية.

    ليست الكتابة على الجدران في الثورات العربية حكراً على البحرينيين؛ فقد شهد ميدان التحرير كتابات ورسومات سياسية طالبت بإسقاط النظام ورحيل مبارك. كذلك كان الأمر في ساحات تونس واليمن؛ ما تميز به البحرينيون على جدرانهم هو أنهم حوّلوها إلى أداة لتأريخ الثورة وتجلياتها السياسية والاجتماعية.

    ويمكن المهتمين بالحدث السياسي أن يتمكّنوا عبر الجدران من انتزاع المفاهيم الكبرى للثورة البحرينية، وملامسة مدى الانتهاكات التي وقعت، وهذا بحدّ ذاته واحد من ولادة الأفكار.

    لقد تكلمت الجدران في البحرين بمنأى عن مراسيم الملك، وبدون إذن رئيس الحكومة وأجهزة الأمن لتقول إن الحرية لا تؤطّر بدين أو طائفة، وإن حكاية الشيخ القرضاوي عن الثورة، حين عدّد الثورات العربية واستثنى منها الثورة البحرينية، وقال إنها ثورة طائفية، منقطعة السند. لقد اصطادته هذه الجدران واقعاً أو مهووساً بعطايا الملوك، أو محاصراً بمقولات شيوخ السلفية والتكفير.

    الجدران في البحرين، بخطابها السياسي المتنوع والمتعاكس في أحيان، بدءاً بالمطالبة بالديموقراطية وليس انتهاءً بإسقاط النظام، كسرت جدران السلطة التي أرادت أن تحاصر الثورة في التفسيرات الطائفية تارةً، وفي اتهامها بالتبعية للخارج تارة أخرى، وذلك تمهيداً لعزلها محلياً وعربياً.

    هذا ما عبّرت عنه الجدران المحيطة بدوار اللؤلؤة وجدران البلدات والمناطق، وحتى جدران المباني الأمنية وقصر الصافرية، وهو قصر الملك الذي قصدته جموع المشاركين في المسيرة العتيدة في آذار 2011.

    هذه الكتابات الملونة تحمل ميزة خاصة هي خطاب الثورة المضادة لرواية شيطنتها ورميها بالعنف والفوضى. لم يكن من الصعب على الجدران أن تحكي عنفاً طالما أوغلت السلطة في استخدامه ضدّ المتظاهرين؛ حكايات العنف والتعذيب لم يستطع بسيوني في تقريره الشهير إخفاءها، على الرغم من جهود السلطة في الإغراء أو التنصل.

    هذا العنف المؤلم ارتبط في غالبيته بتاريخ عائلة آل خليفة منذ قدومها إلى البحرين منذ 230 عاماً. العائلة التي حرص ملك البحرين على مراعاة وحدتها، مقابل وحدة الوطن، وهو ما أعلنه صراحة شريف بسيوني في أحد لقاءاته الصحافية حين خيّر ملك البحرين بين أمرين: إما وحدة العائلة أو وحدة البلاد، فاختار الأخير وحدة العائلة، وبقي الوطن في أزمته السياسية، يكابد أهله معاناة الجرائم.

    يبقى أن نشير إلى أن ثمّة علاقة بين الجدران والهدم. لقد هدمت السلطة دوار اللؤلؤة، وهدمت عدداً من المساجد والأضرحة، إلا أنّ الهدم لم يقدر على أن يطال الجدران الممتدة على مساحات الجزيرة، ولم يكن أمام السلطة حينها إلا المحو حيناً، أو طلي الجدران حيناً آخر، ما يكشف عن خوف من بقاء هذه الكتابات، بسبب قدرة إيقاعاتها على تغذية الأفعال الثورية.

    ثمّة نسق ثوري كشفته جدران البحرين، وينمّ عن الثقافة السياسية المخزونة في نفوس المناضلين من أبناء الشعب البحريني في تطلعاتهم وطموحاتهم، هكذا يقول أحد كتاب الجداريات، مضيفاً «إذا كان النظام يملك السلاح والجيش والإعلام، فإننا نملك جدراناً تحمل ثقافة عميقة أمام جحافل الاستبداد وحالة الدكتاتورية».

    إنّ شرعية الكتابة على الجدران تستمد قوّتها من شرعية الثورة، حسب المدوّنين لكتاب «جدران 14 فبراير» الذي أصدرته «مرآة البحرين». جداريات البحرين لها استثناء خاص عن رديفتها في القاهرة وتونس وصنعاء، في النسق المكاني؛ فالبحرين هي واحدة من الإمارات الموجودة في الخليج، والحكم فيها لمشيخات لا تزال تنظر الى دعوات الديموقراطية على أنها تهديد لمصالحها وتعويض لنفوذها القبلي والعائلي. لذلك نجحت في أن تكون أداة للبحرينيين في التدوين في عصر الربيع العربي الذي تمت مصادرته واحتواؤه لصالح سياقات متعاكسة في العلن، ومتناغمة في الفضاء.

    عامان على الثورة البحرينية، ولا تزال الجدران شاهدة وباقية، تحكي قصصاً من النضال الإنساني. ولا يزال البحرينيون يبدعون في تشكليها، وسط غياب صحافة الشعب الممنوع من حرية التعبير والمبعد طائفياً عن شاشات التلفزة الوطنية، إضافة إلى التشويه، الذي يمارسه الإعلام العربي ليل نهار.

    أبرز توليد لأفكار الجدران في يوم ولادتها في 14 فبراير يقول إن الثورة البحرينية لم ترفع سكيناً، لكنّها تذبح بسكاكين الأنظمة المتصالحة في بلاط الاستبداد.
    * رئيس منتدى البحرين لحقوق الإنسان


    ألين مايسون مورتاغ*

    عندما بدأت الاحتجاجات في البحرين، كنت متحمسة جداً لما يجري. تابعت التطورات عبر «تويتر» ومواقع التواصل الاجتماعي، بما أنّ الإعلام فقد اهتمامه بما يحصل في الجزيرة بعد أول أسبوع من الاحتجاجات.


    لقد سبق أن عشت في البحرين في فترة التسعينيات، وهو ما سمح لي بمعرفة العديد من الأشخاص، الذين يعيشون في القرى المنتفضة. ونتيجة الإهمال الإعلامي، شعرت بضرورة التواصل مع الشعب في البحرين ودعمهم بأي طريقة ممكنة. مع أن هذا الشعب لا يحتاج الى أحد من أجل حلّ قضاياه، لكن من الأهمية لهم أن يشعر أن صوته مسموع، وأن معاناته ملحوظة.

    في بداية أشهر الانتفاضة، كنت على علاقة مع أفراد عائلات معتقلين، وصرت أعمل على إطلاق سراحهم، بكل ما أملك من قدرة. أرسلت رسائل إلكترونية، واستخدمت وسائل التواصل الاجتماعي لنقل حكاياتهم ومعانتهم، وبدأت أيضاً بإعداد التماسات. ولاحظت أنه كلما كانت القضية مصدر اهتمام الناشطين الدوليين والإعلام، خرج الشخص أسرع من السجن.

    وفي العام الأول للانتفاضة، سنحت لي الفرصة بأن أزور البحرين مرّة جديدة. لقد سبق أن عشت هناك، لكن هذه كانت المرة الأولى التي اختبر فيها البحرين الحقيقية. قضيت أسبوعي الأول في قرية السنابس مع إحدى العائلات. ربّة هذه العائلة هي أقوى امرأة عرفتها حتى اللحظة. ومع أنها صغيرة الحجم وفتية، لكنها لم تكن تخشى أحداً أو شيئاً. تحمل من الحب والكرامة الى بلدها وأتباعها، أكثر مما تحمل الى نفسها. تمضي أكثر أوقاتها بالتنقل من منزل الى آخر لتقديم العناية الطبية لأولئك الذين تعرضوا للضرب والرصاص.

    لحقت بها في كل ما كان، وشهدت للمرة الأولى حجم الفقر في البحرين ومعاناة المواطنين من أجل تأمين حاجاتهم اليومية.

    شهدت الاحتجاجات السياسية. كان المشهد رائعاً؛ الآلاف احتشدوا معاً، بسلمية، كي يهتفوا ويغنوا. ومن دون سابق إنذار، تهاجمهم الشرطة بالرصاص المطاطي وكميات ضخمة من القنابل الغازية.

    كانت تجربة جد قاسية، أن يشعر المرء في مرحلة ما بأنه غير قادر على التنفس ولا يستطيع أن يرى. ظننت لوهلة أنني أموت. ضعت بين الحشود، وأصبت بالذعر وأنا احاول أن أجد مكاناً آمناً التجئ إليه، قبل أن يساعدني أحدهم. لم أكن أشعر بالأمان في البحرين، الا عندما أكون بين المتظاهرين والقرويين.

    زرت أيضاً قرية سترة. رافقت الآباء والأمهات في دفن أولادهم، الذين قتلوا بنيران نظام آل خليفة. شهدت دهم عناصر الشرطة للقرى، وشهدت الشباب يرمون «المولوتوف» باتجاهم لحماية قراهم. شاهدت فتياناً يتلقون الضرب من الشرطة، ويُمنعون من تلقي العلاج الطبي اللازم. هذه ليست حياة طبيعية كي يحياها شعب، لكن مع الوقت يصبح لدى الناس هناك مناعة لهذا النوع من السلوك ضدهم، وهو ما حصل لي، لقد أصبح لدي مناعة وفقدت الشعور بالخوف.


    حول البحرينيون جدرانهم إلى أداة لتأريخ الثورة وتجلياتها السياسية والاجتماعية (محمد الشيخ ــ أ ف ب)

    في 14 شباط 2012، الذكرى الأولى للانتفاضة، كانت قرية السنابس محاصرة، كما كل القرى. نقاط تفتيش في كل مكان، ودوريات للشرطة تطوف الشوارع، والدبابات تتنقل من مكان لآخر. لم يكن آمناً لي أن أترك المنزل، لكنني تدبرت أمر خروجي من منزل إلى منزل في القرية ذلك اليوم وتحدثت مع المواطنين واستمعت إلى حكاياتهم، الكثير منهم كان مرعوباً.

    قبل ليلة من طردي خارج البلد، التقيت فتى لا يتجاوز 16 عاماً، اسمه علي، من السنابس. كان يختبئ بعدما اختطفه أربعة رجال مقنعين. ضربوه وجردوه من ثيابه وسلخوا جسده بشفرة. نظفت جراحه واحضرته الى منزل نبيل رجب لتوثيق حالته. كان خائفاً جداً، لكن شجاعاً جداً في آن واحد. قررت حينها أن أقود مسيرة نسائية من دون أن ارتدي ثياب المرأة العربية، كما كنت أفعل طوال الأسبوع. هذا ما فعلته، وانتهى بي الأمر معتقلة ومرحّلة من البلاد. المعاملة التي تلقيتها من السلطات كانت مرضية جداً. الفتى علي تعرض بعد ذلك، للخطف للمرة الخامسة، وترك في الشارع، عارياً ومكبل اليدين ومعتدى عليه جنسياً بخرطوم أنابيب. لا أزال حتى اليوم اتواصل مع هذا الفتى الشجاع، وآمل أن يساعده الدعم الذي يتلقاه من شعبه ومني على الشفاء من جروحه خلال السنوات المقبلة.

    تركت البحرين وأنا مصابة بالتهابات رئوية جرّاء الغازات المسيلة، لكنني عرفت أن الشجاعة والقوة التي شهدتها من هذا الشعب، ستؤدي قريباً الى انهيار النظام الخليفي.

    الشعب البحريني يستحق أن يعيش حياته في سلام وطمأنينة، ومعاناتهم المستمرة يجب أن تصل الى المجتمع الدولي، وعلى المسؤولين عن الانتهاكات أن يحاسبوا. سأظل على دعمي لشعب البحرين، ما داموا يريدون مني ذلك.
    * ناشطة إيرلندية عاشت في البحرين


    رولا الصفّار*



    ما ذنب الكوادر الطبية. أن يتم اعتقالهم وزجّهم في السياسة. كلما سُئلت عن حكايتنا أتساءل بأي ذنب؟ هل أصبح ميثاق مهنة الكوادر الطبية جريمة يعاقب عليها كل من يحفظ ويصون شرف هذه المهنة؟ كلّ ما فعلناه هو إنقاذ الأرواح وتأدية واجبنا الإنساني وتعريض حياتنا للخطر لهذا الغرض. أين العالم من كل ما جرى ويجري بحق الطواقم الطبية، وبحق المدافعين عن حقوق الإنسان شأن نبيل رجب، الذي وقف وتحدّى القمع والفتك والظلم إبان السلامة الوطنية، ومن العسكريين شأن علي الغنمي، الذي رفض إطلاق الرصاص على أبناء شعبه؟ ما ذنب الأستاذ مهدي أبو ديب؟ لأنّه نقابيّ وتعامل مع القضية بحقه النقابي. يزعمون أن البحرين مملكة دستورية، فأين هو الدستور الذي يتحدثون عنه. وكيف يحترمون اتفاقيات جنيف. لن يكون هناك حل سياسي في البحرين في القريب، سيتطلب الأمر أعواماً لتضميد الجرح المفتوح. سجناء الرأي يقبعون في الزنازين، في مملكة تدّعي الحرية والشفافية.

    نبحث عن بارقة أمل، ونقطة ضوء، لكنني لا أرى سوى السواد؛ قد ترجع البحرين الى ما قبل الستينيات، حين كان ينشط العمل السرّي. وربما أسوأ، قد تضرب اليد الأمنية من جديد، فاستعدّوا يا شعبي.
    * طبيبة بحرينيّة تعرّضت للاعتقال والتعذيب


    محمد المسقطي*






    في عام 2007، كنت أشارك في دورة تدريبية في عمان، الأردن، حول «النضال السلمي» تنظمها منظمة صربية وكنت لا اتجاوز في حينها الـ20 عاماً. بعد عودتي إلى البحرين قررت أنا ومجموعة شباب أن نؤسس «مركز شباب بلاعنف» من أجل نشر أفكار المهاتما غاندي ومارتن لوثر كنغ والثورة الصربية ضدّ الاستبداد والديكتاتورية. وبدأنا بعمل ورشات عمل وفعاليات في كل قرى البحرين، لكن السلطات اعتقلت معظم الأعضاء في المركز وحكمت عليهم بالسجن. قررت لاحقاً المحكمة الجنائية الصغرى في عام 2009، أن تصدر حكمها ضدّي بدفع غرامة مالية قدرها 1500 دولار بتهمة «تأسيس جمعية من غير ترخيص».


    مع ذلك، لم أفقد وزملائي الأمل، بالرغم من الآلام التي انتابتنا جراء اعتقال رفاق لنا، خصوصاً أننا كنا نحضّر مؤتمرات متعلقة بالديموقراطية وحقوق الإنسان، ونراقب كيف تهتم الدول الكبرى بحقوق الإنسان والديموقراطية، وتحمي المدافعين عن حقوق الإنسان.

    مع بداية الربيع العربي، عاد الأمل من جديد، لا سيما بعدما رأينا ما حدث في تونس ومصر، وكيف استطاع الشباب إسقاط الديكتاتورية والاضطهاد. بدأت دعوات الاحتجاجات تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وبدأت بدوري، بمراسلة وسائل الإعلام لأخبر العالم أن شعب البحرين قرر التظاهر من أجل الديموقراطية، وجاء أول ردّ من صحيفة «نيويورك تايمز»، التي أكدت حضورها لتغطية الاحتجاجات.

    في 13 فبراير 2011، وصل وفد مكون من ثلاثة صحافيين من «نيويورك تايمز»، رافقتهم في جولة الى القرى. في فجر 14 فبراير، انتفضت قرية النويدرات، فقمعتها السلطات. ومع ساعات الصباح الأولى، وصلت مع الوفد الإعلامي الى القرية، فوجدنا المصابين والمتظاهرين يداً بيد. وفي ساعات المساء، كانت التظاهرات قد عمت أرجاء البحرين، وانتهت بمئات الإصابات في صفوفها جراء قمع الشرطة، ومن ضمنهم علي مشيمع، الشهيد الأول للانتفاضة.

    في الصباح ذهب مع الوفد الى مستشفى السلمانية، لنقل جثة مشيمع إلى المقبرة، لكن ما أن خرجنا من باب المستشفى حتى أطلقت قوات الأمن الرصاص الانشطاري اتجاهنا، وأُصيب حينها الشهيد الثاني المتظاهر فاضل متروك.

    رغم هذه الآلام، فاننا كنا نعيش الأمل في دوار اللؤلؤ، المركز الرئيسي للاحتجاجات، حيث نصبنا خيمة «جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان» من أجل رصد الانتهاكات التي حصلت خلال التظاهرات وإعداد قوائم بأسماء المعتقلين والمصابين، إضافة الى تثقيف الناس بأهمية «النضال السلمي».

    هل فقدنا الأمل عند قمع الاحتجاجات وهدم دوار اللؤلؤ وسريان قانون الطوارئ؟ لا. لم نفقد الأمل، لكن هذه المرّة كبر الألم عندما رأينا المجتمع الدولي والدول الكبرى التي تدافع عن مبادئ حقوق الإنسان، لا تطبق أياً من هذه المبادئ في البحرين.

    فقدنا الأمل في المجتمع الدولي الذي تخلى عن مبادئه من أجل مصالحه. فقدنا الأمل عندما رأينا كيف أصبح الضحية والجلاد في سلة واحدة. فقدنا الأمل عندما لم نر من يقف الى جانب شعب البحرين.

    لكن، لا يمكن للألم أن يستمر ولابد للأمل أن يعود. على الرغم من أننا نعيش الذكرى الثانية للثورة، فإن الشباب البحريني مستمر في النضال السلمي من أجل تحقيق مطالبه، ولا تزال الاحتجاجات تنعش هواء الحرية في البحرين. ورغم تزايد أعداد المعتقلين والمصابين والقتلى يوماً بعد يوم، لكن استعداد الشباب للتضحية من أجل العدالة والحرية وحقوق الإنسان والديموقراطية يزداد أيضاً.

    هل حقق الشباب ما يرغبون به؟ لا، أعلم بعد. لكني أؤمن بأن من يعيش في البحرين، ويرى وجوه الشباب والابتسامة التي لا تفارق وجوههم يعلم بأن الشباب حققوا ما يرغبون به؛ لقد خلعوا ملابس الاضطهاد والديكتاتورية والظلم وارتدوا ملابس الحرية والنضال من أجل الديموقراطية. الثورة الفكرية والوعي السياسي بين شباب البحرين بعد 14 فبراير كانا الانتصار الحقيقي للثورة، وهذا سوف يساهم في تحقيق انتصارات أخرى قريباً.

    على المحتمع الدولي أن يدرك أن الشعوب سوف تنتصر في النهاية، وأن الأجيال سوف تواصل النضال السلمي من أجل رسم طريق الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، وأن الشباب دائماً هم الوقود الذي يحترق كي ينير هذا الطريق.

    على المجتمع الدولي أن يفهم أن المبادئ ليست نصوصاً فقط لتقرأ في المؤتمرات الدولية، بل هي أفعال وأعمال لتحقيق العدالة للشعوب.

    على المجتمع الدولي أن يفهم أن المدافعين عن حقوق الإنسان سوف يبقون في الخط الأمامي، وإن نزفوا حتى الموت، وإن لم يكن هناك من يحمي ظهرهم ويغطي رأسهم من استهداف الأنظمة الديكتاتورية.
    *رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان


    المصدر:
    http://www.al-akhbar.com/node/177451

    تعليق


    • #3
      قرأت الان هذا الخبر المفجع:

      استشهاد امرأة بحرينية والامن يواصل قمع المتظاهرين


      قالت مصادر لقناة العالم الاخبارية ان امراة بحرينية من بلدة ابوصيبع استشهدت مساء الاربعاء متأثرة بإصابتها بالغازات المسيلة للدموع قبل أيام، فيما تواصل قوات الامن البحرينية قمع التظاهرات السلمية عشية الذكرى الشنوية الثانية لإنطلاق الثورة في 14 فبراير .


      واوضحت المصادر ان الحاجة أمينة سيد مهدي من منطقة أبوصيبع استشهدت اختناقا بالغازات المسيلة للدموع.
      التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 14-02-2013, 12:17 AM.

      تعليق


      • #4
        اللهم انصر المستضعفين

        تعليق


        • #5
          شكرا لك اخي كرار وان شاء الله ستنال الشعوب حقوقها

          ****************


          14/2/2013

          المصدر:
          http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=421359&cid=21&fromval=1&frid=21&s eccatid=221&s1=1

          "الرموز".. قصة من ثورة فبراير

          "الظروف التي تمر بها مملكة البحرين جرت فيها تصعيدات أمنية مست أمن البلاد وعرضت حياة المواطنين للخطر وأضرت بمصالحهم وأرزاقهم وتعدت على ممتلكاتهم وطالت مؤسسات الدولة ودور العبادة وأساءت لمنابر العلم في المدارس والجامعات وحتى وصلت لتطال مهنة الطب الإنسانية وحولت المستشفيات إلى بؤر رعب وترهيب كما عملت على الإضرار بعجلة التنمية والاقتصاد البحريني".




          هكذا وبمرسوم ملكي.. اختارت السلطات البحرينية أن تمهد لإعلان حالة الطوارئ أو ما أُطلق عليه "حالة السلامة الوطنية" في 15 آذار/ مارس 2011، مطلقة يد الأمن ليسرف في القمع والقتل والإعتداءات. شهر واحد فقط كان فاصلاً بين اليوم الذي تلألأت فيه الثورة بأبهى صورها "السلمية"، وبين اليوم الذي أُطلقت فيه يد البطش لتقابلها بالرصاص والتنكيل.

          أتت "حالة السلامة الوطنية لتكون الفرصة المناسبة للانتقام" بحسب رأي الحقوقي المعتقل في السجون البحريني عبد الهادي الخواجة، وبالتالي أرادت السلطات أن تقوم بتصفية حسابها مع شعب أذنب حينما طمع بنسيم الحرية. اعتُقل الخواجة وعشرون آخرون من رموز الثورة وحوكموا أمام محاكم عسكرية ومن ثم في محاكم مدنية بتهم جاهزة تراوحت الأحكام فيها بين الخمس سنوات والمؤبد، وقد اعتبرت المفوضة السامية لحقوق الإنسان نافي بيلاي المحاكمات أنها "الاضطهاد السياسي" ووصفتها منظمة العفو الدولية "بالصورة الزائفة للعدالة"، لتُعرف القضية فيما بعد بـ "قضية الرموز".

          الرموز الـ 21..


          تضم "قضية الرموز" 21 من القيادات السياسية المعارضة والناشطين الحقوقيين الذين لعبوا دوراً كبيراً وفاعلاً في أحداث 14 فبراير، وهم ينتمون إلى جمعيات سياسية وحقوقية مختلفة، منهم الشيخ حسن مشيمع، أمين عام حركة حق، الذي قدم من لندن للمشاركة في الاحتجاجات الشعبية، المتهم من قبل النظام في قضية سابقة تقول المعارضة إنها لُفقت له. ومن بين المعتقلين الخواجة الذي قرر تقديم استقالته من عمله الدولي كمنسق اقليمي لمنظمة "فرونت لاين" الدولية - ومقرها دبلن وبروكسل- "بعد سقوط القتلى والجرحى في أولى الأيام.. والتفرغ للنشاط التطوعي في البحرين للمساهمة في أن يكون التحرك الشعبي سلمياً وفاعلاً في ضمان الحقوق، وفي رصد وتوثيق الانتهاكات التي وقعت أثناء الأحداث"، حسبما يذكر الخواجة نفسه في مرافعة قدمها للمحكمة البحرينية يوم 22 أيار/ مايو 2012.


          وكان زعيم تيار الوفاء الإسلامي عبد الوهاب حسين الذي قاد أولى تظاهرات 14 شباط/ فبراير 2011 من بين المعتقلين، وكذلك أمين عام جمعية "وعد" إبراهيم شريف كونه كان الأول حضوراً من بين قيادات الجمعيات السياسية في دوار اللؤلؤة يوجه الشباب ويشاركهم في حراكهم.


          معظم المعتقلين كانوا من الداعمين أو المنضوين تحت لواء "التحالف من أجل الجمهورية" وهو تحالف جمع قوى سياسية معارضة دعت إلى اسقاط النظام البحريني بهدف إقامة جمهورية ديمقراطية.


          وتجدر الإشارة أن المعتقل شريف لم يكن من الداعين إلى إسقاط النظام إلا أن حضوره الفاعل في الثورة كان كافياً ليكون سبباً لاعتقاله، حيث أرادت السلطة من وراء هذه الخطوة تمرير رسالة مفادها أن لا أحد خارج دائرة الاستهداف سواء من أهل السنة أو من التيار الليبرالي او حتى الاسلامي.


          الإطاحة بالنظام والمشاركة في الحرب ضد "إسرائيل" وإقامة جمهورية إسلامية




          تم اعتقال الرموز ووجهت لهم تهم مشتركة كـ "محاولة قلب النظام القائم في البحرين" بالإضافة إلى تهم أخرى منها "التخابر مع الخارج والتحريض على العنف"، ويفصّل المعتقل عبد الجليل السنكيس التهم التي وُجهت له:


          "- محاولة قلب نظام الحكم
          - التحريض على قلب نظام الحكم
          - تعطيل القوانين والتحريض على عدم الانصياع لها
          - الدعوة لتعطيل الدستور وقلب نظام الدولة
          - تعطيل مؤسسات الدولة
          - الإضرار بالوحدة الوطنية
          - الاعتداء على حريات الآخرين
          - نشر أخبار وإشاعات كاذبة
          - حيازة محررات تروج لقلب نظام الحكم
          - التخابر مع الخارج
          - الدعوة والتنظيم والاشتراك في اعتصامات ومسيرات غير مرخصة
          - الانضمام لجماعة محظورة وتنظيمات غير مرخصة وعلى خلاف القانون."


          فيما يقول المعتقل الشيخ محمد حبيب المقداد في مرافعة أدلى بها أمام محكمة الإستئناف العليا بتاريخ 22 أيار/ مايو 2012 إن من بين "التهم المفبركة" التي وجهت له مشاركته في حرب 2006 "مع حزب الله ضد إسرائيل" وتهمة لقائه واجتماعه بأمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، وسُئل المقداد في التحقيقات التي أّجريت معه عن مواقع حزب الله وانتشارها في لبنان!


          كما أن إقامة "جمهورية إسلامية" والإيمان "بولاية الفقيه كمبدأ أساسي للحكم" كان من بين التهم التي وجهت لشريف بحسب "إدعاءات الرائد عيسى سلطان السليطي".

          وعلق شريف على التهمة الموجهة إليه بالقول: "ألا يعلم هذا الرائد في جهاز الأمن الوطني إن مثل هذه الإدعاءات حول شخص معروف بانتمائه للفكر السياسي الليبرالي العلماني المعارض لفكرة الدولة الدينية وواحد من أبناء الطائفة السنية ستثير الضحك بقدر ما تثير الشفقة على تدني المستوى المهني لجهاز الأمن الوطني وعدم تورعه عن اختراع اتهامات لا يمكن لعاقل أن يصدقها؟!"


          إنتزاع الاعترافات بالإكراه..


          يُجمع المعتقلون في مرافعات قدموها أمام محكمة الاستئناف أن اعتقالهم جرى دون ابراز أي أمر قضائي أو وثيقة رسمية، وأن الاعترافات التي ادلوا أمام النيابة العامة انتُزعت منهم بالإكراه.

          ويؤكد إبراهيم شريف أن النيابة العامة اعتمدت على " أقوال انتزعت بالتعذيب أوبناءً على “المصادر السرية” المصطنعة لجهاز الأمن الوطني".

          الكلام نفسه ذكره المعتقل في القضية نفسها محمد علي رضي إسماعيل، في إفادته لمحكمة الاستئناف العليا المدنية: "في القلعة واثناء وجبات التعذيب لاسيما الصعق الكهربائي والضرب بالهوز وأُجبرت على أن اوقع على افادة دون أن أراها فقد وضعوا القلم في يدي ورفعوا العصابة عن عيني وأمروني بالنظر إلى مكان محدد وقالوا “وقع هنا”، ولما طلبت أن أقرأ هددوني بالعودة إلى الكهرباء والتعذيب من جديد عندها وقعت بعد أن سلمت أمري إلى الله".

          بدوره، أقر المعتقل سعيد ميرزا أحمد ( النوري) أمام المحكمة بأنه تعرض "أثناء فترة التوقيف لأقسى أنواع التعذيب المعنوي والجسدي طول فترة الستة أشهر"، حتى تم انتزاع الاعترافات منه "بالقوة والإكراه".


          من جانبه قال الشيخ حسن مشيمع في مرافعته: "أخذوني مرتين أوثلاث إلى التحقيق قبل أخذنا إلى النيابة العسكرية وكان ذلك في داخل احد المكاتب في نفس المعتقل وكنت معصب العينين لا أرى شيئاً وأجلسوني أمام المحققين الذين لم اعرفهم ولم أراهم والجلاوزة تحيط بي وتنتظر إي إشارة ليضربوني وهددت بعدم تغير أقوالي في النيابة العسكرية".


          الرموز في تقرير بسيوني





          أشار تقرير لجنة تقصي الحقائق الملكية التي ترأسها شريف بسيوني إلى اعتقال الرموز في (المادة 552) فقال إنه بتاريخ 17 آذار/ مارس 2011 بدأت "إجراءات اعتقال العديد من شخصيات المعارضة الذي قادت مظاهرات الأسابيع السابقة. وفي الساعات الأولى من صباح ذلك اليوم، تم القبض على المجموعة الأولى من هذه القيادات السياسية والدينية وفقا لمذكرات توقيف صادرة إما من قبل القائد العام لقوة الدفاع أو المدعي العام العسكري. وكان من بين المعتقلين: السيد حسن المشيمع، والسيد إبراهيم شريف، والدكتور عبد الجليل السنكيس، والسيد عبد الوهاب حسين، والشيخ سعيد ميرزا أحمد النوري، والشيخ عبد الهادي عبد الله المخدور، والسيد الحر يوسف الصميخ، حيث بقي هؤلاء الأفراد في عهدة وكالة الأمن القومي حتى تم تحويلهم إلى النيابة العسكرية في٢٩ مارس ٢٠١١ . وقد زعم العديد من هؤلاء الأفراد أنهم تعرضوا لسوء المعاملة خلال الاستجواب في مراكز الاحتجاز وفي جهاز الأمن الوطني ٢٦١."


          ثم "ألقي القبض على غيرهم من الزعماء السياسيين بمعرفة جهاز الأمن الوطني في الأيام والأسابيع التالية. وكان من بينهم السيد محمد حسن جواد، والسيد محمد رضا اسماعيل، والشيخ عبد الجليل المقداد، والسيد صلاح عبد الله الخواجة، والشيخ محمد حبيب الصفاف، السيد ميرزا المحروس، والسيد عبد الهادي الخواجة، حيث ألقي القبض على جميع هؤلاء الأفراد واستجوابهم بمعرفة جهاز الأمن الوطني، وتم احتجازهم لفترات تراوحت بين أسبوع واحد وثلاثة أسابيع"، بحسب (المادة 553).


          وأتى التقرير فيما بعد ليؤكد ما ذكره كل المعتقلين عن انتزاع الإعترافات منهم تحت التعذيب، فأشارت (المادة 1694) منه إلى " تعرض الكثير من الموقوفين للتعذيب ولأشكال أخرى من الانتهاكات البدنية والنفسية داخل محبسهم، الأمر الذي يدلل مرة أخرى على وجود انماط سلوكية معينة تقوم بها بعض الجهات الحكومية... ان حجم وطبيعة سوء المعاملة النفسي والبدني يدل على ممارسة متعمدة كانت تستهدف في بعض الحالات انتزاع اعترافات وإفادات بالإكراه بينما في حالات أخرى كانت هذه المعاملة تستهدف العقاب والانتقام."


          وفي تقريره برأ بسيوني الرموز من التهم الموجهة إليهم من قبل السلطات، مكرساً أن الرموز المعتقلين هم مجرد "سجناء رأي" لا متآمرين على النظام بحسب رواية السلطة. وتطرق بسيوني إلى رؤية "التحالف من أجل الجمهورية"، على أنها رأي لم يحرض على العنف كوسيلة لتنفيذه بل أكد على استخدام "الوسائل السلمية بما فيها العصيان المدني والمقاومة السلمية"، وأن التحالف على "استعداد للتخلي عن هذا المطلب في حالة عدم موافقة الشعب".


          وأوصى التقرير في (المادة 1246) بأن تتولى جهة مستقلة ومحايدة التحقيق في كافة الإدعاءات بالتعذيب وفقاً لبرتوكول اسطنبول، صدر في العام 1999، وأصبح في العام 2000 وثيقة رسمية في منظمة الأمم المتحدة. وهو ما لم تلتزم به السلطات البحرينية إذ أخضعتهم للمحاكمة أمام محكمة الاستئناف العليا الجنائية البحرينية، لتبقى القضية مكانك راوح.

          نظام لا يعرف العدالة لا يستطيع أن يطبقها



          واليوم وبعد قرابة العامين على اعتقال رموز الثورة البحرينية، ورغم ما أُلصق بهؤلاء من تهم وأُلحق بهم من ضرر جراء عمليات التعذيب التي تعرضوا لها، تنقل جهات بحرينية معارضة أن مواقف الرموز لاتزال على ما هي.. بل تمد الشارع بمزيد من الصمود والإرادة. ولازال رموز المعارضة البحرينية إلى اليوم على موقفهم في رفض أي مبادرات سياسية يطرحها النظام، وهم يعتبرون أنفسهم رهائن لديه.


          لخص المعتقل إبراهيم بسيوني حالة المعنويات التي يعيشها هؤلاء في ختام مرافعته التاريخية التي ألقاها أمام محكمة الاستئناف العليا في أيار/ مايو 2012 عندما قال:

          "أيها السادة، نقف أمامكم اليوم بعد تجربة ومعاناة امتدت أكثر من 14 شهراً ونحن على يقين أن فاقد الشيء لا يعطيه، وان نظاماً لا يعرف العدالة لا يستطيع أن يطبقها. إننا نعرف سلفاً نتيجة هذا الامتحان بين العدالة الحقيقية التي تنتصر للمظلوم ولوكان ضعيفاً، والعدالة الزائفة التي تنتصر للقوي ولوكان ظالماً. يستطيعون حبسنا ولكنهم لن يستطيعوا اعتقال حلمنا ..حلمالحرية لشعبنا، والكرامة لأهلنا"
          التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 15-02-2013, 01:09 AM.

          تعليق


          • #6
            14/2/2013


            14 فبـراير.. "صمـووود"(مصوّر)

            لا يشبه 14 شباط/ فبراير 2011 ما قبله بالنسبة إلى ساحات البحرين.. و لا يشبه "ربيع" الجزيرة المنسية "ربيع" الآخرين. نهض البحرينيون من معاناة توارثوها لعقود، لتتلألأ بنهضتهم الثورة بأرقى وأبهى صورها.. أعطت أجمل ما عندها من سلمية وحب للحياة و"صمووود".. فووجهت بأسوأ ما يملكه الآخرون من كراهية وقتل وقمع.

            في 14 شباط/ فبراير 2013 يستعيد موقع المنار الذكرى بعرض صور إلتقطت بعدسات بحرينية من ساحات جزيرة الـ "صمووود"..



            14فبراير.. يوم طمع البحرينيون بتنسم الحرية



            في البحرين يوغل الأمن في اغتيال الطفولة وقمعها.. الشهيد قاسم مرزوق ضحية أخرى



            رصاص السلطات.. أسقط المحرمات



            وكان الدم فدا الوطن..



            كما الكبار.. صغارها يتوقون للحرية



            رموز.. كبلهم النظام فنطقت بلسانهم جدران البحرين



            وكانت المرأة حاضنة الثورة



            .. والحاضرة في كل الساحات



            للصلاة مواقيتها في ساحات العز



            "إخوان سنة وشيعة.. هذا الوطن ما نبيعه"



            "مطالبنا وطنية"



            الكل في الساحة..



            ترمق الحرية



            "ونبقى.. صموووود"

            المصدر:
            http://www.almanar.com.lb/adetails.php?eid=420929&cid=21&fromval=1&frid=21&s eccatid=221&s1=1

            تعليق


            • #7
              14/2/2013


              الثورة البحرينية شعبية وسلمية وحضارية بامتياز




              الموسوي في ضيافة التجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة

              اکد الامين العام للتجمع العربي والاسلامي لدعم خيار المقاومة الدكتور يحيى غدار ان الثورة البحرينية رسمت في مخاض الانتفاضات العربية مسار ثورة شعبية سلمية حضارية بامتياز على مستوى القيادة والأداء والممارسة .

              واضاف غدار في كلمته باجتماع بالقاهرة ضم العديد من الفعاليات العربية والثقافية بمناسبة الذكرى السنوية الثانية لانطلاقة ثورة البحرين "لقد أكد شعب البحرين بشرائحه المجتمعية المتنورة كافة تصميمه وجهوزيته وثباته لتحقيق مطالبه الديمقراطية وانتصاره لقضيته وقضية فلسطين بمواجهة الاستبداد وآلة القمع الخليجية المدججة وذلك باللحم الحي والصدور العارية والبطون الخاوية".

              وختم غدار قائلا : "لقد فضحت ثورة البحرين السلمية ازدواجية المعايير الغربية والعربية ، ومحاولاتها الفاشلة بالالتفاف عليها بالمذهبية لإجهاضها في الوقت الذي يتم توظيف كل إمكانيات المال والسلاح للمرتزقة والعصابات لإسقاط سوريا باسم دعم الشعب السوري الرافض لهذا الدعم الملفّق وكل أشكال التدخل الخارجي التدميري، والتواق الى الحوار والإصلاح، إيمانا منه بقيادته الحكيمة ووحدة بلده ودورها الممانع والمقاوم".

              بدوره اشار النائب المستقيل ورئيس دائرة الحريات في جمعية الوفاق البحرينية، السيد هادي الموسوي الى أحقية ثورة البحرين وشعبها المتمسك بنهجه السلمي لإحقاق حقوقه ورفض كل أشكال الديكتاتورية وشعار الدستورية الممسوخة التي يقررها الملك وحاشيته وقال "مطالبة شعب البحرين بالمشاركة في الحكم على قاعدة العدالة والحرية والديمقراطية، ومن منطلق سلمي، انعكس إيجاباً على الموقف الداخلي والخارجي المنتصر لشرعة حقوق الإنسان، مما حدا بإطلاق وتبني "اليوم العالمي لدعم الديمقراطية في البحرين".

              وتابع "من هنا فإن شعب البحريني لم يعد وحيداً، وهذا يحد من إمكانية قطع الطريق على مسيرته، كما يعزز أمل الثورة بالنصر، برغم سلاح العنف والقتل والإبادة، المدعوم بقوات خليجية، والمدفوع باستنسابية دولية طبقا للمصالح الأمريكية والصهيونية".


              المصدر:
              http://www.alalam.ir/news/1445979

              تعليق


              • #8
                14/2/2013


                ندوة في لندن عشية ذكرة انطلاق ثورة البحرين


                جانب من الندوة التي عقدت في لندن حول الثورة البحرينية

                عقدت ندوة في مجلس اللوردات البريطاني عشية الذكرى الثانية لإنطلاق الثورة في البحرين وذلك تحت عنوان "الثورة..الاهداف والمنطلقات" حيث أكد المشاركون أن اهداف الثورة المتمثلة بالديمقراطية والحرية لم تتحقق، وأن النظام لم يغير نهجه في قمع التظاهرات السلمية، مطالبين بإنشاء هيئة مستقلة للتحقيق في انتهاكاته ومحاسبة المسؤولين عنها. وعلى هامش الندوة اشار عضو لجنة حقوق الانسان بمجلس اللوردات البريطاني ايريك ايفبري الى الحوار الذي تعقده السلطة البحرينية الان مع اطراف معارضة وقال لقناة العالم :اعتقد ان الحوار الذي تعقده السلطة البحرينية الان مع اطراف معارضة هو دون اجندة منضبطة وقد اكدت المعارضة ان البحث يجب ان يشمل انتخاب رئيس للوزراء يخضع لارادة الشعب وكذلك تطوير ملكية دستورية وبرلمانا يتخذ القرارات تطبيقا للديمقراطية وهذا لم يطرح في الحوار لان النظام له اجندته الخاصة ولهذا فالحوار لن يؤدي الى شيء .


                كما قالت رئيسة مكتب قضايا المرأة بالبحرين فريدة غلام اسماعيل لقناة العالم ايضا : عندما نرى كل هذه العمليات الانتقامية ضد اكثر من نصف الشعب البحريني فانها مسؤولية قوى المعارضة والقوى الشعبية ان توصل هذه الرسالة وان تظل تطالب بانصاف المرأة البحرينية ومحاسبة المسؤولين عن كل هذه الانتهاكات .

                الندوة انتقدت ايضا الدول الغربية التي تتجاهل قيم الديمقراطية وحقوق الانسان عند رسم السياسات الخارجية وتغلب مصالحها الاقتصادية في المنطقة .

                وفي تصريح مماثل ايضا قال اسقف الكنيسة الكاثوليكية في بريطانيا ستيفن سيزر : ان السياسيين يعتبرون انه لايزال في صالح بريطانيا واميركا دعم السعوديين حرصا على مصالحهم فالغرب يريد ان يؤمن مصادر الطاقة ويرى ان التغيير يشكل تهديدا .

                هذا وطالب المجتمعون باطلاق حملة دولية للضغط على نظام المنامة من اجل الاستجابة الجادة والحقيقية لمطالب الاصلاح السياسي ولاقرار الحقوق المشروعة لشعب البحرين .

                المصدر:
                http://www.alalam.ir/news/1445758

                تعليق


                • #9
                  14/2/2013


                  شهيد وعشرات الجرحى بقمع النظام البحريني



                  استشهد الفتى البحريني حسين علي أحمد الجزيري (16 عاما) صباح هذا اليوم، بعد استهدافه بشكل مباشر بطلقات الشوزن من قبل قوات النظام البحريني في منطقة الديه، فيما سقط عشرات الجرحى من المواطنين جراء قمع قوات الامن للمسيرات في الذكرى الثانية للثورة.

                  وقالت مصادر للعالم ان مواجهات عنيفة بين المواطنين وقوات النظام البحريني تجري في بلدة العكر احتجاجا على سقوط الشهيد حسين علي أحمد الجزيري، كما اكدت ان قوات النظام تعتقل مصوري عدد من الوكالات أثناء تغطيتهم مسيرات ذكرى الثورة.

                  وأكدت المصادر لقناتنا إندلاع مواجهات على شارع التحرير الدولي بين الثوار وقوات النظام البحريني التي تستخدم رصاص الشوزن والغاز ضد المشاركين في الذكرى الثانية للثورة.

                  وأوضحت ان الثوار يسيطرون الآن على الشوارع العامة في جميع المدن والقرى البحرينية، وان الأعمال توقفت في أغلب شركات ومصانع البحرين، كما ان المحلات التجارية أغلقت في العاصمة البحرينية المنامة.

                  هذا ويحيي البحرينيون اليوم الخميس الذكرى الثانية لثورة 14فبراير، بفعاليات احتجاجية مختلفة، وسط تصاعد الدعوات المطالبة بتلبية المطالب الشعبية منذ عامين، واستمرار الامن البحريني في نهجه القمعي تجاه المسيرات السلمية للمواطنين البحرينيين.

                  وشهدت مختلف مناطق البلاد تظاهرات حاشدة عشية الذكرى، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للنظام، محاولين الوصول الى دوار اللؤلؤة، فيما فرقت الشرطة المتظاهرين السلميين بالغاز المسيل للدموع.

                  وكان ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير قد دعا الى اضراب عام وعصيان مدني اليوم الخميس ومحاولة العودة الى دوار اللؤلؤة الذي شكل معقل الاحتجاجات التي استمرت شهرا في 2011 وقمعتها السلطة بالقوة.

                  وأكد البيان الختامي للتظاهرات أن البحرين بحاجة الى حل سياسي شامل ينهي الدكتاتورية، ويحقق سيادة الشعب، كما دعت المعارضة المواطنين الى رفع التكبير احتجاجا على حالة القمع.

                  ولقى قمع النظام البحريني للمتظاهرين السلميين ردود افعال دولية ابرزها الامم المتحدة خصوصا بعدما ادى الى استشهاد اكثر من مئة شخص وجرح المئات اضافة الى اكثر من الف وثمانمئة معتقل داخل السجون اغلبهم من الحقوقيين والنساء والاطفال.

                  ويتناول الإعلام الغربي تطورات الثورة في البحرين منذ انطلاقتها في 2011، فيما كشفت الصحف الغربية عن ازدواجية معايير الحكومات في التعامل وتغطية الأحداث بين بلد وآخر وسياسيات الضغط على هذه الصحف في التعتيم على بعضها الآخر.

                  وفي هذا السياق نظم ناشطون ومتضامنون مع الشعب البحريني في بروكسل تجمعا أمام مقر الاتحاد الأوربي. وانتقد المشاركون في هذا التجمع الحوار الجاري بإشراف نظام آل خليفة واعتبروه مجرد خدعة للإستهلاك الخارجي.

                  وفي مدينة قم المقدسة، اقيم حفل لتكريم شهداء الثورة البحرينية ولدعم الشعب البحريني الذي يتعرض للظلم من قبل نظام آل خليفة المدعوم بالقوات السعودية.

                  المصدر:
                  http://www.alalam.ir/news/1445809

                  ملاحظة: الصورة منقولة من موقع احرار المنطقة الشرقية
                  التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 15-02-2013, 03:01 AM.

                  تعليق


                  • #10
                    15/2/2013


                    الشيخ قاسم: ارادة التغيير أقوى من النار والحديد

                    أكد أية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم أن استشهاد الفتى حسين الجزيري يأتي شاهداً على ارادة السلطة في تغليب لغة العنف على لغة الحوار، مشيراً إلى أن حواراً من هذا النوع سيقضي على أي أمل من لقاء لحل الأزمة ولن يُبقي أي صوت للحل أو التقارب".



                    أية الله الشيخ عيسى أحمد قاسم

                    الشيخ قاسم، وخلال خطبة الجمعة، قال إنه: "إذا تبين أن الحوار خدعة أو مزحة فسيكون حينها شراً ألف مرة من عدم الحوار نفسه، وقد يغلق كل الأبواب على أي حل"، معتبراً أن تاريخ الرابع عشر من فبراير جاء ليقول بأن "الشعب يريد الاصلاح السياسي، وما يستتبعه من إصلاحات أخرى لا يستقيم وضع الوطن إلا من خلالها".

                    وأضاف الشيخ قاسم أن "هذا الشعب صبور على كلفة الوصول إلى مطلبه، وهو يحتضن حراكاً شعبياً سلمياً صامداً، ويرفض الطائفية ويرفض الارتهان للخارج، أو نسيان أحكام دينه ومصلحة وطنه"، مشيراً إلى أن "صبر الشعب يزداد، وأن صموده فيه قوة، وأن أعداد جماهيره المشاركة في الاحتجاجات في تعاظم".

                    ورأى الشيخ قاسم أن"تاريخ إنطلاقة الثورة البحرينية جاء ليؤكد بأن "هذا الشعب لا يتعب، و أنه إذا تعب لا ينسيه تعبه مطالبه، وليؤكد أن الآلام المضنية لن تعيد الشعب من حراكه خاسراً إلى حالة الفساد والإفساد التي كان يرزح تحتها".

                    وتابع الشيخ عيسى قاسم ان "هذا اليوم جاء ليقول أن على كل المتعاملين مع قضية شعبنا أن يعرفوا عنه هذه الخصائص، وأن رقاب أبناء هذا الشعب لا تنحني، وأن إرادتهم لا تنكسر، فلا يركعون إلا لله، ولا تخر جباههم إلا لعظمته، وجاء ليقول بأن على كل واهم أن يتخلى عن وهممه بأن هذا الشعب يمكن أن يستسلم وأن ينسى كرامته ويتراجع عن مطالبته بحقوقه".

                    ورأى الشيخ قاسم أن "شعباً يمتاز بهذه الصلابة، هو واعٍ كل الوعي ومؤمن كل الايمان وبعيد عن العصبية كل البعد، ناءٍ عن الارهاب والعدوان"، مشيراً إلى أن "الشعب يعرف ان الحوار هو الهدف، وأن المسيرات والاحتجاجات ليست هي الهدف، وأن كل ذلك لن يكون له وجود إذا تحققت المطالب وهي الهدف، والحكومة تعلم تماماً ذلك".


                    وقال الشيخ قاسم إن "الهدف هو الاصلاح الجدي بحيث تنتهي حالة التفرد بالسلطة، ويتحقق مقياس الكفاءة والمواطنة، بإعتبار أن الشعب مصدر السلطات، مشدداً على أنه كلما تأخر الاصلاح أو إلتف عليه أحد، كلما استمرت المسيرات استعادة للكرامة واستجابة لأمر الدين".

                    تشييع الشهيدة أمينة السيد مهدي

                    في غضون ذلك، شُيّعت صباح اليوم الجمعة، الشهيدة أمينة السيد مهدي، التي قضت أمس، إثر تنشّقها الغازات السامة التي أطلقتها القوات البحرينية على منزلها في بلدة "ابوصيبع" غرب العاصمة المنامة، ودخلت على اثرها في غيبوبة استمرت 15 يوماً.



                    تشييع الشهيدة أمينة السيد مهدي

                    وتوافدت الحشود منذ الصباح الباكر للمشاركة في موكب التشييع، رافعين أعلام البحرين، وسط حضور نسائي لافت.

                    ومع بدء المراسم تقدّم النعش، المشاركون الذين طافوا به شارع "البديع" في البحرين، مرددين شعارات تدين النظام وتبارك للحجة أمينة بالشهادة، ومن هذه الشعارات:"إلى جنان الخلد شهيدتنا السعيدة أمنية السيد مهدي" و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد".

                    كما ردد المشاركون عبارات تؤكد سلميتهم وعزيمتهم مثل "سنرفع اليدين والكفين في المنامة ... نُردد الشعار والهتاف في المنامة... فقولنا يسقط حمد (ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة) يرفعُ في المنامة ... نازلين لميدان الشهداء"، وحملوا يافطات تطالب بالإصلاح العام، والحوار الجدّي مع السلطات والكفّ عن القمع العنفي للتظاهرات السلمية ومحاسبة قوات الأمن على الجرائم التي إرتكبوها.

                    وبعد الوصول موكب التشييع الى شارع "أبوصيبع" (بلدة الشهيدة غرب العاصمة المنامة)، أدى المشيعون صلاة الميت على الجثمان الطاهر، لتوارى بعده الشهيدة الثرى في مقبرة "أبوصيبع"، وسط أجواء من الحزن والأسى.

                    من جهة أخرى، وضع بعض المشيّعين على نافذة منزل الشهيدة أمينة مهدي، عدداً من "عبوات فارغة للغاز المسيل للدموع والغاز الخانق" كرمز لما تعرضت له، وقال شاهد عيان بحريني شارك في مراسم التشييع إن "وضع العبوات الفارغة على نافذة منزل الشهيدة هو عملٌ رمزيّ يدين مرتزقة النظام ويكشف عنفهم تجاه المدنيين".


                    شرفة منزل الشهيدة أمينة السيد مهدي

                    الى ذلك، نظمت القوى المعارضة في البحرين تظاهرة "جماهيرية" تحت عنوان "تسقط الديكتاتورية" إنطلقت من شارع "البديع" تنديداً بإستشهد الفتى البحريني حسين الجزيري (16 عاما) برصاص قوات النظام البحريني الإنشطارية (الشوزن) خلال مشاركته في إحدى المسيرات التي أقيمت في المنطقة.


                    تظاهرة في شارع البديع في البحرين

                    "المنبر الكويتي": على الحكومات الخليجية أن تعزز المشاركة الشعبية التي يكون فيها الشعب مصدراً للسلطات


                    وفي سياق متصل، أكد المنبر "الديمقراطي الكويتي" دعمه الكامل للشعب البحريني في مطالباته في التغيير والتحول الديمقراطي، ورأى أن "النضال السلمي وإستمراريته في مواجهة العنف غير المبرر ودخول قوى المعارضة البحرينية في الحوار مع السلطة وفق المرئيات الوطنية من شأنها الحفاظ على حقوق المواطن البحريني وانهاء حالة الاحتقان السياسي".

                    وفي بيان له اليوم، شدّد المنبر على أن "التحول نحو الديمقراطيات الحقيقية مسألة باتت محسومة، وأن على الحكومات الخليجية قاطبة أن تعي بأن المرحلة الحالية تتطلب تعزيز المشاركة الشعبية في إدارة مقدرات الأوطان من خلال دساتير تعاقدية يكون فيها الشعب مصدراً للسلطات".

                    المصدر:
                    http://www.alahednews.com.lb/essayde...d=71573&cid=78
                    التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 15-02-2013, 10:47 PM.

                    تعليق


                    • #11
                      14/2/2013

                      بقلم: شاكر كسرائي


                      في ذكرى انطلاق الثورة في البحرين


                      في ذكرى انطلاق الثورة في البحرين

                      تمر اليوم الخميس الذكرى الثانية لانطلاق الثورة في البحرين ، حيث ينتفض الشعب البحريني ضد حكم آل خليفة الذي يحكم البحرين بدعم من الولايات المتحدة والسعودية وسائر اعضاء مجلس التعاون في الخليج الفارسي ، والذي يتجاهل قوة الشعب وارادته معتمدا على فئة قليلة متسلطة على الحكم تحكم البحرين حكما ديكتاتوريا قبليا تسلطيا وتواجه انتفاضة الاغلبية في البلاد بالحديد والنار دون الاكتراث لمطالبها التي تدعو الى الاصلاحا ت السياسية والدستورية واقامة حكم ديمقراطي وانهاء التمييز الطائفي والتحقيق في سرقة الاراضي العامة للدولة وانهاء القمع والتعسف والاعتقالات والنفي وسحب الجنسية ومعالجة الفقر والبطالة وتحسين الخدمات والتعليم.

                      وعلى الرغم من طرح الاغلبية في البحرين لهذه المطالب الحقة ، نرى النظام وخاصة المتشددين من المسؤولين يواجهون الشعب البحريني بالقوة ، وقد استشهد حتى الآن اكثر من مائة شخص في هذه الثورة السلمية وجرح الآلآف واعتقل عدد كبير من المواطنين وزعماء الاحزاب والجمعيات وموظفي الدولة وعشرات الاطباء والممرضين بحجة معالجتم المتظاهرين .

                      ونري المحاكم العسكرية تصدر احكامها ضد العشرات من المواطنين والشخصيات السياسية بالسجن والسجن مدى الحياة .

                      فالنظام البحريني يحظى بدعم مالي وعسكري كبير من قبل نظام آل سعود ، حيث دخلت ارتال عسكرية سعودية مدرعة اضافة الى وحدة من الجنود الاماراتيين تعمل تحت سلطة قوات درع الجزيرة بعد شهر واحد من بدء الانتفاضة الى الاراضي البحرينية ، وهذه القوات تشارك في قمع الانتفاضة وتدعم النظام استخباراتيا وامنيا وان نظام آل سعود يعتبر الداعم الاول لنظام آل خليفة يحرضه ضد المنتفضين ويمنعه من الاصلاحات السياسية خوفا من انعكاس هذه الاصلاحات على وضعه الداخلي.

                      فالثورة في البحرين التي لم تحظ باهتمام العالم ، بسبب خوف الولايات المتحدة على قواعدها في المنطقة وخاصة اسطولها الخامس في البحرين وخوف الحكومات في الخليج الفارسي من انتشار هذه الثورة في دولها و التي تظن انها مصونة من اي حركة ثورية لصرفها مليارات الدولارات لابعاد هذه الثورات من عروشها ، فهذه الثورة اظهرت للعالم اجمع بان نظام آل خليفة الذي يحاول يائسا وقف الثورة في الداخل هو اعجز من ان يقمع ثورة شعبية تطرح مطالب تماثل مطالب الشعوب العربية في تونس ومصر وليبيا وغيرها من الدول العربية ، لان اقلية تستأثر بالسلطة في البحرين و تعارض المطالب الحقة لأغلبية هذا الشعب الذي يطالب باصلاحات في بلاده.

                      فابناء الشعب البحريني عانوا لعشرات السنين من فساد الاسرة الحاكمة و المحسوبية وغياب الشفافية والتمييز والفساد والبطالة ونقص المساكن وانتهاكات السلطة القضائية وعدم وجود سلطة تشريعية تقوم بالرقابة على اعمال الحكومة التي يتولي رئيسها الحكم منذ اربعين عاما ، ولا يرضي تسليم السلطة الى الاخرين.

                      فالنظام الذي يواجه ثورة شعبية كبيرة منذ عامين ، يطرح الان على قادة الثوار الحوار ويدعوهم الى الدخول في مفاوضات مع السلطة عله ينهي الاحتجاجات ويوقف الحركة الثورية التي قدمت اكثر من مائة شهيد والتي تريد احداث تغيير جوهري في البلاد ، ويبدو ان السلطة عندما تواجه طريقا مسدودا لا تجد سوى طرح مقترح الحوار لكي تظهر للمجتمع الدولي انها مستعدة للحوار ولكن المعارضة ترفضه ، فالنظام يواجه الان ضغوطا من الخارج وخاصة ان منظمات حقوق الانسان قد سلطت الاضواء علي انتهاكات النظام لحقوق الانسان ، وهناك توجه لفرض عقوبات على المسؤولين البحرينيين المتورطين في قمع الشعب البحريني ، وهذا ما يدعو النظام الى دعوة قادة الثوار الى الحوار الذي لا يري الثوار اي فائدة منه ، بل يعتبرون الحوار خدعة من جانب النظام .

                      ان ثورة البحرين هي ثورة شعب سئم من مراوغات السلطة منذ عشرات السنين ، وهو الان مصمم على استيفاء حقه عن طريق المسيرات السلمية التي يقمعها النظام بكل ادواته القمعية ، وها هي قوات النظام تواجه المتظاهرين الذين خرجوا عشية الذكرى الثانية لانطلاق الثورة في مظاهرات سلمية واستخدمت ضدهم الغازات المسيلة للدموع والقنابل ولكن الشعب البحريني مصرّ على تحقيق مطالبه التي طرحتها الجمعيات السياسية البحرينية المعارضة في نهاية مظاهرات يوم الاربعاء والتي اكدت فيها ان "ما تحتاجه البحرين هو حل سياسي شامل يفضي الى تسليم السلطة إلى الشعب، وانهاء حالة الدكتاتورية والتسلط والاستبداد والاستفراد، والبدء بمرحلة جديدة تكون فيها السيادة للشعب ويكون قراره هو الحسم في جميع الأمور، واكدت على ان "اي حل سياسي يجب أن يحتكم فيه للشعب عبر الاستفتاء أو المجلس التأسيسي لاخذ رأي الغالبية فيه، فلا شرعية لاي حل الا من خلال رأي الشعب، ودون ذلك يعتبر حل قاصر ولا يمكن أن يحقق الإستقرار بعيد المدى المنشود للبحرين" .


                      المصدر:
                      http://www.alalam.ir/news/1445954

                      **************
                      15/2/2013


                      بقلم: احمد الفيصل ـ جريدة بدر العراقية

                      الإعلام العربي وثورة البحرين..انعدام المسؤولية الأخلاقية



                      قوات الامن البحريني تهاجم المتظاهرين

                      تعيش البحرين منذ سنوات ثورة شعبية حقيقية تواجه بالحديد والنار وبكثير من المعالجة الأمنية التعسفية الخاطئة بلغت حد القتل والتعذيب والسحل في الطرقات العامة.

                      والترويع والاعتداء على الحرمات ودور العبادة دون أن يحرك العالم الحر مع مؤسساته الإنسانية و الحقوقية ساكنا بما يوحى أن وراء هذا الموقف السلبي قرارا إعلاميا دوليا ورغبة لبعض الدول ذات العلاقة بنظام الاستبداد والقمع البحريني في التعتيم على هذا الحراك الشعبي الرافض لنظام آل خليفة بالطول والعرض.

                      أن يقوم النظام السعودي بتوصية أمريكية واضحة بإرسال قواته المسلحة لمواجهة شعب عربي بالعنف فهذا وحده يشكل سابقة خطيرة وخروجا عن كل الأعراف الدولية التي تمنع التدخل في الدول الأخرى لمعارضة المطالب الشعبية إلا بإذن من مجلس الأمن و في ظروف وتحت شروط و بنود محددة وأن يتغطى النظام السعودي باتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون الخليجي وبصدور رغبة في التدخل من ملك البحرين فهذا خطأ سياسي تاريخي لن ينساه الشعب البحريني الشقيق.

                      أن تغمض القنوات العربية وكل وسائل إعلام الخليج " الفارسي "بالذات عينيها على أحداث تقع على بعد أمتار قليلة من محطاتها ومكاتبها وأن تستمر هذه الحالة الإعلامية الإجرامية كل هذه المدة التي تعرض فيها الشعب البحريني إلى مصادرة حريته في التعبير عن نفسه وعن مطالبه الشرعية وإلى القتل والتعذيب والسحل والترويع فهذا أيضا يشكل خطأ مهنيا بكل المقاييس وسقوطا أخلاقيا لا مثيل له في العالم بل أن يتبرع بعض كتاب الدولار والبغاء الإعلامي بتوصيف الثورة البحرينية بأوصاف ونعوت لا تصدر إلا عن عقول مستأجرة بالكامل وإسقاط مفاهيم مرسلة على هذا الحراك الشعبي السلمي، فهذا دليل متاجرة بالدماء لغايات سياسية ومالية خسيسة لا تصدر إلا عن شخوص متهرئة من هذا النظام العبثي الخليجي المتآمر على المطالب والحقوق الشعبية العربية.

                      من يعرف عقول الأنظمة العربية الخليجية ومن يعرف الخط التحريري الذي تنتهجه وسائل إعلامها و من يعرف من هم شيوخ الدين الذين يسخرهم هذا النظام لتقديم الفتاوى الهزيلة المرتبكة ومن يعرف مدى غرق هذه الأنظمة الشمولية في حالات الفساد والمحسوبية والرشاوى الخيالية ومن يعرف أخيرا الخوف الذي يجرى في عروق هذه السلالة الحاكمة التي ترجع إلى ما قبل التاريخ وما قبل العصر الحجري يدرك بداهة أن كل ما يحصل من تآمر وتعتيم على الحراك البحريني هو ثمرة تدخل أجنبي وإملاءات غربية صهيونية بالأساس لا تريد خيرا للشعب البحريني وهمها الوحيد هو بقاء نظام يحافظ على التواجد العسكري في المنطقة وينزع ثياب الاحتشام عند مطالبته بتقديم الدعم للمشروع الأمريكي في المنطقة.

                      من النادر أن تتحدث قناة ”الثورات العربية” القطرية وقناة “أن تكذب أكثر” السعودية على ما يحدث في البحرين وكل ما ينقل أحيانا على الجزيرة الرياضية هي بعض أحداث سباق الفورمولا وان للسيارات للإيحاء بأن هذه المساحة البحرينية تشابه في كثير من نواحي التقدم إمارة موناكو أو بعض البلدان المتقدمة التي يكثر فيها السباق الرياضي الذي يكاد أن يكون حكرا على بعض البلدان المتقدمة القليلة أو بعض سباق الهجن الذي يتشبث به البعض في الخليج ويعطيه من المال والجهد ما لا يتحقق في نيل العلوم والمعارف التي تتقدم بالدول وتصنع منها علامات فارقة في تاريخ الحضارة البشرية.

                      أهل البحرين مسالمون لا يطالبون بأكثر من حقوقهم برفع الظلم والتمييز الطائفي وشيء من الحرية والديمقراطية وحق ممارسة هذه الحقوق دون التعرض إلى الاعتقال، ولذلك فمن يخرج في هذه المظاهرات السلمية التي حاول إعلام الكذب إسقاط نعوت طائفية عليها ووصفها بكل عبارات التخوين والتحقير والعمالة لدول إقليمية هم رعية من الشعب الذي له حقوق على السلطة الحاكمة التي من واجبها الأخلاقي على الأقل أن لا تواجهها عند مطالبتها بها بالرصاص والتعذيب وانتهاك الحرمات ومن يقفون اليوم في وجه هذه المطالب السلمية المحقة بإيعاز من دول إقليمية ودولية لها مصلحة في إبقاء هذه الشعوب تحت السيطرة والإذلال حتى لا تقوم بالمطالبة بخلع الحكام الخونة في هذه المنطقة التي ستهب عليها رياح التغيير الشعبي السلمي قريبا هم لا يقرؤون الأحداث الجارية جيدا. ثورة البحرين ثورة شعبية بوضوح وأهل البحرين أصحاب حق والإعلام المأجور الذي يحاول مداراة الحقيقية وحجبها ومسايرة نظام آل خليفة لن ينجح في مسعاه وسينتصر الشعب البحريني في ثورته وحقوقه.

                      المصدر:
                      http://www.alalam.ir/news/1446112
                      التعديل الأخير تم بواسطة ابوبرير; الساعة 17-02-2013, 01:04 AM.

                      تعليق


                      • #12
                        عندي أمل أن الله سبحانه وتعالى سيمن على المظلومين بجنازتين الأولى لظالم المنامة والثانية لكافر دمشق في القريب ...
                        إنه ولي ذلك والقادر عليه.

                        تعليق


                        • #13
                          اوافقك على الاولى ولن اتفق معك على الثانية!

                          تعليق


                          • #14
                            15/2/2013

                            "جدران 14 فبراير ..غرافيتي ثورة البحرين" توثيق ليوميات تروى بالدم


                            «جدران 14 فبراير... غرافيتي ثورة البحرين» هو كتاب يوثق جانياً من حياة الثورة.. جانب يخطه الشبان بأقلامهم على جدارن بيوت البحرين، يوثق فنياً للكتابات والشعارات المطبوعة على الجدران منذ اليوم الأول للثورة في 14 شباط (فبراير) 2010 حتى نهاية 2012.

                            وقد جاء في مقدمة الكتاب: «ثورة البحرين 14 فبراير، ليست متلفزة بالقدر الذي تلفزت به بقية الثورات، لكنها مطبوعة على جدران أهلها. الجدران أصدق من التلفزيونات لأنّها من غير أجندة سياسية ومن غير مال سياسي يتحكم في ما يظهر فيها (...) الثورة مطبوعة، حاضرة في الأرض، في الميدان، في الساحات، في جدران الناس الحقيقية والافتراضية. يرصد هذا الكتاب الثورة من خلال حركة الجدران، يرصدها وهي مجدرنة (Graffitied) أي وهي تكتب رسالتها على جدرانها».

                            الدكتور فلاح ربيع لموقع المنار : صور الكتاب تؤكد على سلمية الثورة


                            " أهم تحدي واجهنا خلال إعداد الكتاب كان مسألة توفير الصور لتكون بدرجة احترافية عالية، فتمكنا بالاحتيال على وسائل المنع والقهر والتشديد الأمني من توفير صور بهذه الجودة .." كان هذا جواب الدكتور البحريني فلاح ربيع لموقع المنار الالكتروني حول كيفية التحضير للكتاب وما هي أهم المعوقات التي واجهتهم.. وتابع الدكتور ربيع : إن التحدي الثاني، كان فكرة الكتاب نفسه، كيف تتبلور، وكيف يصاغ ويبوب؟!.. حاولت "مرآة البحرين" أن تنقل إلى الكتاب واقع ما يجري في البحرين من أحداث دموية من خلال الشعارات وتعدد الصور ومن خلال طريقة كتابة الشعارات التي تدعو إلى نبذ الطائفية والوحدة بين أبناء الوطن الواحد وتصر على التمسك بسليمة الثورة .. تنوع الشعارات من حيث المطالب، الثقافة التي يمتلكها الشارع البحريني لإبراز مطالبه المحقة .. كل ذلك لأن هناك تضييق على حرية الرأي والتعبير ..




                            وعن الإمكانية التي يحملها الكتاب لإيصال صوت البحرينيين إلى الخارج، أجاب :" هذا الكتاب باختصار استطاع أن ينقل حقيقة موجودة في البحرين وأن ينطق بالحقيقة .. بالمقابل نجد أن الإعلام الرسمي بألسنته الكثيرة عجز عن نقل الحقيقة الواقعية لمطالب شعب البحرين، فالذين يخرجون ليكتبوا على الجدران كانوا يخاطرون بحياتهم بشكل يومي، وكذلك المصورون الذين تعاقبوا على تصوير هذه الشعارات، أثناء الكتابة أو بعدها، يتم استهدافهم من قبل السلطات لذلك نحن لا نستطيع في "مرآة البحرين" أن نكشف الطرق التي تمكننا من الحصول على الصور، لأن فيه خطر على الشباب ذوي العلاقة بهذا الموضوع".


                            الرحباني : ثورة لم تندفع إلى التكفير كما حصل في بلدان أخرى


                            أدار حفل ندوة توقيع الكتاب الإعلامي غسان جواد، مرحبا بالحضور، الذي تنوع بين مثقفين وسياسيين ورجال دين. الكلمة الأولى كانت للسيدة ليلى الرحباني بعنوان "البحرين وثورة اللاعنف". وجاء فيها :" أن تؤرخ لثورة لم تنتهِ قد يكون أصعب من التأريخ لحدث تاريخي مضى وانقضى، وبانت وثائقه وأسراره وظهرت خباياه. وأن تعيش الحدث وتؤرخه في الوقت نفسه، قد يجعلك تحت دائرة الضوء، ومجهر القارئ الناقد الذي يريد أن يستشف مما كتبته، أين أنت وما هو موقعك، ولماذا تكتب أو تصوّر. "جدران 14 فبراير" كتاب يصدر عن "مرآة البحرين" ليوثق للأجيال ثورة سلمية لم تتخلَ عن سلميتها بالرغم من كل ما حصل، ولم تندفع الى القتل والتنكيل والتكفير كما حصل في بلدان عربية أخرى... أن تسالم وتقاوم لهو أصعب بكثير من امتشاقك السلاح والساطور وتقطع أعناق معارضيك، وتجزّ أعناقهم باسم الله".



                            وتساءلت الرحباني :" هل يمكن للجدران أن تشكّل مرآة!؟ نعم، لقد استطاعت جدران البحرين في هذا الكتاب ان تكون مرآة عاكسة لثورة لاعنفية في ثقافة عربية يتجذر فيها العنف والبطش منذ ما قبل الاسلام، حين كانت الحرب مؤسسة لصنع الابطال ولاكتساب الغنائم، والحصول على السبايا، والوصول الى السلطة".

                            الموسوي: شكرا لكم لتوثيق الثورة


                            ألقى الكلمة الثانية النائب السابق هادي الموسوي، أكد فيها على أن سلطة البحرين قد أنشئت وحدة خاصة تعمل على طمس الشعارات التي يكتبها شبان الثورة على الجدران :" في المقابل كان شبان الثورة يزدادون إصرارا ويقولون لرجل السلطة امسح ما تقدر.. هذه الشعارات قد يراها البعض غير حضارية، ولكن أسلوب الشباب وظروف الثورة وما تقوم به السلطة من تعسف وظلم جعل الحاجة إلى الرسم والكتابة على الجدار أمرا مشروعا يخدم الثورة وقضيتها..".. وفي ختام كلمته شكر النائب الشبان لهم هذا التوثيق لتاريخ الثورة وبارك لهم جهودهم.


                            نويهض: السلطة حاولت تمزيق رمزية الثورة



                            الكلمة الأخيرة كانت للأستاذ الباحث وليد نويهض، الذي تحدث عن تجارب عاشها عندما كان في البحرين، بأن السلطة كانت متخوفة أن تتحول البحرين إلى المشهد المصري أو التونسي وبأن أيضا المعارضة كانت مترددة بدورها حول كيفية إدارة الثورة، ولكن بعد فترة بدأت الصورة تتبدل وتحولت الدهشة إلى قورة للتفكير إلى حركة احتجاج أصبحت حركة ثورية سلمية.. هنا حاولت السلطة تمزيق المشهد ومحاولة تأزيمه فدمرت ساحة الدوار اللؤلؤة .. وكل ما حاولت به لاحقاً هو تفريغ ساحة الدوار من رمزيته ولكن الزمن لم يتوقف في البحرين".. ولكن الباحث يعترف أنه أمام مشهد الاعتقال التعسفي والتعذيب في السجون اضطر إلى الرحيل عن البحرين.


                            وفي ختام الكلمات عرض القيمون على الندوة شريطاً وثائقياً يصور صفحات من الكتاب المحتفى به، صور جاءت بسيطة وعفوية تحكي بكل جرأة تحدي شبان ثورة البحرين لسوط السلطة الظالمة.


                            المصدر:
                            http://www.almanar.com.lb/adetails.p...=41&eid=421979

                            تعليق


                            • #15
                              17/2/2013


                              ضمن فعاليات اليوم العالمي لدعم الديمقراطي في البحرين: اعتصام تظامني أمام مقر الاتحاد الأوبي في بروكسل




                              تضامناً مع شعب البحرين في الذكرى الثانية للثورة البحرينية المستمرة، أقام عدد من الناشطين والمتضامنون مع شعب البحرين تجمعا أمام مقر الاتحاد الأوربي في بروكسل ببلجيكا.

                              فقد أقام عدد من الناشطين والمتضامنون مع شعب البحرين تجمعا أمام مقر الاتحاد الأوربي في بروكسل ببلجيكا.وفي جو بارد ودرجة حرارة منخفضة ارتفعت الأصوات من الحناجر منددة بالنظام البحريني وجرائمه ضد الشعب البحريني الأعزل، الذي قام بثورته منذ سنتين ولا زال دون كلل ولا تعب.

                              وندد المشاركون بمحاولات النظام الالتفاف على المطالب الشعبية، مؤكدين أن العالم أدرك بعد سنتين من الثورة المتواصلة أنّ الخداع لا يأتي إلا بنتيجة معاكسة للنظام الدكتاتوري.

                              وارتفعت لافتات تدين التعذيب والقتل الذي يقوم به النظام.

                              المصدر:
                              موقع براثا

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
                              استجابة 1
                              102 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
                              استجابة 1
                              73 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
                              ردود 2
                              156 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 29-06-2022, 06:45 AM
                              استجابة 1
                              111 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-08-2021, 02:31 AM
                              استجابة 1
                              84 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X