إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

خصائص فاطمة الزهراء عليها السلام

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • خصائص فاطمة الزهراء عليها السلام

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    أين هو قبر فاطمة ؟
    الكاتب : العلامة المُحقق الشيخ علي الكوراني العاملي ( حفظه الله )
    تساؤلات خطيرة و حساسة و مؤلمة تجول في ذاكرة كل مسلم بخصوص قبر السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) يطرحها العلامة المُحقق الشيخ علي الكوراني العاملي ( حفظه الله ) .
    لا أعرف أحداً استثمر موته و جنازته و موضع قبره في معارضة السلطة ، كما استثمرت ذلك فاطمة الزهراء عليها السلام !
    تقول بذلك للأجيال : إفهموا و فكروا لماذا غضبت فاطمة عليهم ، فقاطعتهم و لم تكلمهم حتى لقيت ربها و أباها ؟
    و لماذا أوصت أن تدفن سراً حتى لا يحضروا جنازتها و لا يصلوا عليها ؟!
    و لماذا أوصت أن يعفَّى قبرها و لا يعرف مكانه ؟
    و لماذا عمل الأئمة من أولادها بوصيتها ، فلم يحددوا قبرها و لم يبنوه ؟
    فاطمة الزهراء .. أعطاها الله و رسوله مقاماً عظيماً : سيدة نساء العالمين ، و سيدة نساء أهل الجنة ، و اعترف به القريب و البعيد ، و أثبتت بسمو شخصيتها و تميز سلوكها ، أنها أهلٌ لهذا المقام ، و أنها حقاً أمَةُ الله الطيبة الطاهرة المباركة ، التي بشرت بها التوراة و الإنجيل ، و أن ذرية النبي الخاتم ستكون منها !
    فما لها وقفت أشدَّ موقف من السلطة القرشية بعد وفاة أبيها ؟ و ركزت غضبها على زعامة قريش الجديدة أبي بكر و عمر و صاحبهم في مكة سهيل بن عمرو ؟! فاتهمتهما بأشد التهم ، و لم تقبل لهما عذراً ، و لا ردَّت عليهما السلام عندما جاءاها معتذرين لها من الهجوم على دارها ، و مصادرة أوقاف النبي صلى الله عليه و آله و سلم و فدك و منعها من إرث أبيها صلى الله عليه و آله و سلم ! مع أن ردُّ سلام المسلم واجبٌ ، و قبول عذره لازم !
    و لا نظنها كانت ستقبل لهم عذراً حتى لو أرجعوا لها الأوقاف و فدك ، فقضيتها معهم ليست أوقاف أبيها و لا مزرعة فدك ! فماذا تصنع فاطمة بفدك و الأوقاف ، و هي من هي زهداً و عبادة ، و قد أخبرها أبوها أنها ستلتحق به عن قريب ؟!
    فقضيتها أن تثبت للمسلمين أن الذي جلس مكان رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لا يؤتمن على الدين و الأمة ، لأنه سرق مزرعة من بنت النبي صلى الله عليه و آله و سلم فأرسل مسلحين أخرجوا منها وكيلها و وضعوا وكيله بدله ! فياويل بنات المسلمين ، و يا ويل الأمة !
    قضيتها أنها تراهم غاصبين للخلافة التي هي حقٌّ من الله لزوجها و ولديها الحسن و الحسين ، و بعدهما للأئمة من ذريتها الموعودين على لسان أبيها !
    ترى سقيفتهم مؤامرةٌ وردَّةٌ قرشية عن الإسلام ! ( فلما اختار الله لنبيه دار أنبيائه و مأوى أصفيائه ، ظهرت فيكم حسيكة النفاق ... هذا و العهد قريب ، و الكلْم رحيب ، و الجرح لما يندمل ، و الرسول لما يُقبر ، ابتداراً زعمتم خوف الفتنة ! أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ !...ثم أخذتم تورون وقدتها ، و تهيجون جمرتها ، و تستجيبون لهتاف الشيطان الغوي ، و إطفاء أنوار الدين الجلي ، و إهمال سنن النبي الصفي ، تشربون حسواً في ارتغاء ، و تمشون لأهله و ولده في الخمرة و الضراء ) !!
    و ترى الخسارات العظمى التي أوقعوها بالإسلام و الأمة و العالم ، بإبعادهم علياً عن الخلافة : ( والله لو تكافُّوا عن زمام نبذه رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم لاعتلقه ، و لسار بهم سيراً سُجحاً ، لا يكلم خشاشه ، و لا يتعتع راكبه، و لأوردهم منهلاً نميراً فضفاضاً تطفح ضفتاه ، و لأصدرهم بطاناً قد تخير لهم الريَّ غير متحل منه بطائل ، إلا بغمر الماء و ردعة سورة الساغب ، و لفتحت عليهم بركات السماء و الأرض ، و سيأخذهم الله بما كانوا يكسبون )!
    و قد سخرت الزهراء عليها السلام من منطقهم القبلي الذي برروا فيه اختيارهم لأبي بكر فقالت: ( ألا هلمَّ فاسمع و ما عشت أراك الدهر العجب ... إلى أيِّ سِنَادٍ استندوا ، و بأية عروة تمسكوا ، استبدلوا الذُّنابى والله بالقوادم ، و العجزَ بالكاهل ، فرغماً لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً! أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لايَشْعُرُونَ.. أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لايَهِدِّي إِلا أَنْ يُهْدَى فَمَالَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ .
    و قد بلغت قضيتها المدى ، عندما دعت الأنصار علناً في خطبتها القاصعة الى نصرتها و مقاومة سقيفة قريش و خليفتها بقوة السلاح ، و إلا فهم ناكثون لبيعتهم لرسول الله صلى الله عليه و آله و سلم أن يحموه و يحموا عترته ، و لا ينازعوا الأمر أهله الشرعيين ! فقد قالت لهم صراحةً:
    ( إيهاً بني قَيْلة ! أ أهضم تراث أبي و أنتم بمرأى مني و مسمع ، و منتدى و مجمع ، تلبسكم الدعوة و تشملكم الخبرة ، و أنتم ذووا العدد و العدة ، و الأداة و القوة ، و عندكم السلاح و الجنة ، توافيكم الدعوة فلا تجيبون ، و تأتيكم الصرخة فلا تغيثون...) !!
    ثم عرفتهم فداحة ما حدث ، و أنذرتهم غبَّ ما عملوا فقالت: ( أما لعمري والله لقد لقحت ، فنظرةً ريثما ننتجوا ، ثم احتلبوا طلاع القعب دماً عبيطاً ، و زعافاً ممقراً ، هنالك يخسر المبطلون ! و يعرف التالون غِبَّ ما أسس الأولون...! أنا ابنة نذير لكم بين يدي عذاب شديد فاعملوا إِنَّا عَامِلُونَ ، وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ !) .
    إن وصية فاطمة الزهراء عليها السلام في تجهيزها و دفنها و قبرها ، كانت عملاً من سلسلة أعمالها المقصودة في خدمة قضيتها مع قريش الطلقاء ، أرادت أن تثير به السؤال في الأجيال لعلها تفهم ما أسسه الأولون و تردد مع الشاعر:
    و لأي الأمور تدفن سراً بضعة المصطفى و يُعفى ثراها
    بنتُ مَنْ أمُّ مَنْ حليلةُ مَنْ ويلٌ لمن سنَّ ظلمَها و أذاها
    ونسألكم الدعاء.

  • #2
    الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب عليه!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

    الهجوم على دار الزهراء عليها السلام وما ترتب عليه!

    مضى أبو بكر وعمر وأبو عبيدة إلى سقيفة بني ساعدة ، ولم يبق حول جثمان الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم إلاّ أقاربه ومواليه ، وهم الذين تولوا غسله وتكفينه وإدخاله قبره ومواراته ، وهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وعمه العباس رضي الله عنه وابناه الفضل وقثم ، واُسامة بن زيد مولاه ، وقيل : شقران ، أو صالح مولاه صلى الله عليه وآله وسلم (1) .
    فارتفعت الأصوات في السقيفة وكثر اللغط بين المهاجرين والأنصار ، ثم إن عمر بن الخطاب ضرب على يد أبي بكر فبايعه الناس ، ثم أتوا به المسجد يبايعونه ، فسمع العباس وعلي عليهما السلام التكبير في المسجد ولم يفرغوا من غسل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (2) .
    وكان عامّة المهاجرين وجلّ الأنصار لا يشكّون أن عليّاً عليه السلام هو صاحب الأمر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (3) ، فتخلّف قوم من المهاجرين والأنصار وجمهور الهاشميين عن بيعة أبي بكر ، وكان منهم : العباس بن عبدالمطلب ، والفضل بن العباس ، والزبير بن العوام ، وخالد بن سعيد ، والمقداد بن عمرو ، وسلمان الفارسي ، وأبو ذر الغفاري ، وعمار بن ياسر ، والبرّاء بن عازب ، وأُبي بن كعب ، وعتبة بن أبي لهب ، وغيرهم (4) ، وروي أنّهم اجتمعوا على أن يبايعوا عليّاً عليه السلام (5) .
    وكان أمير المؤمنين عليه السلام قد اعتزل الناس بعد أن فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعكف على جمع القرآن الكريم بعهدٍ من الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم ، وروي أنّه عليه السلام قال : « لا أرتدي حتى أجمعه » ، وقالوا : إنّه لم يرتدِ إلاّ للصلاة حتى جمعه (6) .
    وفي تلك الاثناء بلغ أبو بكر أن جماعة منهم العباس قد اجتمعوا مع علي ابن أبي طالب عليه السلام في منزل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فبعث إليهم عمر بن الخطاب ، وخالد بن الوليد في رجالٍ من الأنصار ونفرٍ من المهاجرين أرسلهم أبو بكر رِدءاً لهما ، كزياد بن لبيد الأنصاري ، وعبد الرحمن بن عوف ، وأُسيد بن حُضير ، ومسلمة بن سلامة بن وقش ، ومحمد بن مسلمة ، وثابت بن قيس بن شماس الخزرجي ، وسلمة بن أسلم (7) ، والمغيرة بن شعبة ، وسالم مولى أبي حذيفة (8) .
    فجاء عمر بن الخطاب فناداهم وهم في دار علي عليه السلام : لتخرجنّ إلى البيعة أو لاُحرقنّها على من فيها! فقيل له : يا أبا حفص؟ إنّ فيها فاطمة! فقال : وإن (9) !! .
    فلمّا سمعت فاطمة عليها السلام أصواتهم نادت بأعلى صوتها : « يا أبتِ يا رسول الله ، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافة؟! » فلمّا سمع القوم صوتها وبكائها انصرفوا باكين ، وكادت قلوبهم وأكبادهم تنفطر ، وبقي عمر ومعه قوم (10) ، فاقتحموا الدار ، فصاحت فاطمة عليها السلام وناشدتهم الله (11) ، وجعلت تبكي وتصيح (12) .
    وخرج إليهم الزبير مصلتاً سيفه ، فاعتنقه زياد بن لبيد الأنصاري ورجل آخر ، فندر السيف من يده ، فضرب به عمر الحجر فكسره (13) ، ثم أخرجهم بتلابيبهم يساقون سوقاً عنيفاً (14) .
    وروي أنّهم قالوا : ليس عندنا معصية ولا خلاف... وإنما اجتمعنا لنؤلف القرآن في مصحف واحد ، ثم بايعوا أبا بكر (15) .
    واجتمع الناس ينظرون ، وامتلأت شوارع المدينة بالرجال ، ورأت فاطمة عليها السلام ما صنع عمر ، فصرخت وولولت ، واجتمع معها نساء كثيرة من الهاشميات وغيرهنّ ، فخرجت إلى بابها ، وقالت : « يا أبا بكر ، ما أسرع ما أغرتم على أهل بيت رسول الله! والله لا أُكلّم عمر حتى ألقى الله » (16) .
    وقالت عليها السلام : « لا عهد لي بقومٍ حضروا أسوأ محضرٍ منكم ، تركتم رسول الله جنازةً بين أيدينا وقطعتم أمركم بينكم ، لم تستأمرونا ولم تروا (17) لنا حقاً (18) ، كأنكم لم تعلموا ما قال يوم غدير خمّ ، والله لقد عقد له يومئذ الولاء ، ليقطع منكم بذلك منها الرجاء ، ولكنكم قطعتم الأسباب بينكم وبين نبيكم ، والله حسيب بيننا وبينكم في الدنيا والآخرة » (19) .
    وأخرجوا عليّاً عليه السلام ومضوا به إلى أبي بكر ، فقال له عمر : بايع . فقال عليه السلام : « إن أنا لم أفعل فمه ؟ » قال عمر : إذن والله الذي لا إله إلاّ هو نضرب عنقك !
    فقال : « إذن تقتلون عبد الله وأخو رسوله » . قال عمر : أما عبدالله فنعم ، وأما أخو رسوله فلا (20) ، وأبو بكر ساكت . فقال له عمر : ألا تأمر فيه بأمرك؟ فقال : لا أُكرهه على شيءٍ ما كانت فاطمة إلى جنبه (21) .
    ولم يبايع عليٌّ أبا بكر حتى ماتت فاطمة عليها السلام بعد ستة أشهر ، فلمّا ماتت عليها السلام ضرع إلى صلح أبي بكر (22) .

    آثار الهجوم وما ترتب عليه:
    اندفع القوم إلى بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولم يرعوا لها حرمة ، ولا لاَبيها المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ذمّة ، وقد رافق الهجوم على الدار بعض الأحداث المخالفة للشرع والدين والضمير والوجدان والأعراف والسجايا الانسانية ، وكلّها مصاديق تحكي قصة الانقلاب على الأعقاب والإحداث بعد غياب الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، ومن تلك الأحداث :
    1 ـ إحراق البيت :
    ثبت إحراق البيت المقدس من طريق الفريقين ، فقد روي أنّهم جمعوا الحطب الجزل حول بيت الزهراء عليها السلام ، وأضرموا النار في بابه ، حتى أخذت النار في خشب الباب (23) .
    وروى الثقفي بالاسناد عن حمران بن أعين ، عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : « والله ما بايع علي حتى رأى الدخان قد دخل بيته » (24) .
    وقال المسعودي : فأقام أمير المؤمنين عليه السلام ومن معه من شيعته في منزله بما عهد إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فوجّهوا إلى منزله ، فهجموا عليه وأحرقوا بابه ، واستخرجوه منه كُرهاً (25) .
    وقد بلغ من اشتهار هذا الأمر أن سجّله كثير من الشعراء منذ القرون الأولى وإلى اليوم ، ومنهم عبدالله بن عمار البرقي ت 245 هـ حيث قال :

    وكلّلا النار من نبتٍ ومن حطبٍ * والمضرمـان لمـن فيه يسبّانِ
    وليس في البيت إلاّ كلّ طـاهرةٍ * من النساء وصدّيق وسبطانِ (26)
    وقال علاء الدين الحلي المقتول سنة 786 هـ :
    وأجمعوا الأمر فيما بينهـم غـوت * لهـم أمـانيهـم والجهـل والأملُ
    أن يحرقوا منزل الزهراء فاطمـة * فيـالـه حـادث مستصعـب جَلَلُ
    بيت به خمسة جبريـل سادسهـم * من غير ما سبب بالنار يشتعلُ (27)
    ووردت الأخبار بهذا المضمون من طرق العامة أيضاً ، فقد ذكر السيد المرتضى رضي الله عنه أن خبر الإحراق قد رواه غير الشيعة ممن لايتهم على القوم (28) ، وفي ما يلي بعض رواياتهم :
    روى البلاذري عن سليمان التيمي وعبدالله بن عون أنهما قالا : إنّ أبا بكر أرسل إلى علي عليه السلام يريد البيعة ، فلم يبايع ، فجاء عمر ومعه فتيلة ، فتلقّته فاطمة عليها السلام على الباب . فقالت فاطمة عليها السلام : يابن الخطاب ، أتراك محرقاً عليّ بابي؟ قال : نعم ، وذلك أقوى فيما جاء به أبوك (29) .
    وذكر ابن عبد ربه الذين تخلفوا عن البيعة لاَبي بكر : علي عليه السلام والعباس ، والزبير ، وسعد بن عبادة ، قال : فأمّا علي عليه السلام والعباس والزبير ، فقعدوا في بيت فاطمة حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة عليها السلام ، وقال له : إن أبوا فقاتلهم . فأقبل بقبسٍ من نار على أن يضرم عليهم الدار ، فلقيته فاطمة عليها السلام فقالت : يابن الخطاب أجئت لتحرق دارنا؟ قال : نعم ، أو تدخلوا فيما دخلت فيه الاُمّة (30) .
    وقد سجّل شاعر النيل حافظ إبراهيم هذه المكرمة لعمر بن الخطاب حيث قال :
    وقـولـةٍ لعلـي قالهـا عمـرُ * أكـرم بسـامعها أعظـم بملقيهـا
    حرقتُ دارك لا أبقي عليك بهـا * إن لم تبايع وبنت المـصطفى فيها
    ما كان غير أبي حفص يفوه بها * أمام فارس عدنـان وحـاميها (31)
    وليته لم يَفُه بها ، فإنّها كانت سُبّة له وموبقة عظيمة لا تفارقه أبداً ، حتّى يلقى الله تعالى وبنت المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم غضبى عليه ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم حرب عليه ، لاَنّه صلى الله عليه وآله وسلم حربٌ لمن حاربهم ، وسلم لمن سالمهم (32) .
    وظنّ شاعر النيل أنّ ذلك كان من شجاعة عمر ، وفات عنه أنّه لم تثبت لعمر قدم في المقامات المشهورة كما لم تروَ له صولة ولم تعرف عنه جولة، فهو الذي عاد في خيبر يُجبّن أصحابه ويجبّنونه (33) ، فما كانت الراية والفتح وقتل صناديد الكفر لتليق إلاّ بمن يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، الكرار غير الفرار ، علي أمير المؤمنين عليه السلام (34) .
    كما فات عنه أنّ صبر أمير المؤمنين عليه السلام على القوم ما كان إلاّ بعهدٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له بالصبر عند خذلان الاُمّة (35) ، وأنّه عليه السلام كان يقول واصفاً حاله بعد البيعة : « فنظرتُ فإذا ليس لي معين إلاّ أهل بيتي ، فضننتُ بهم عن الموت ، وأغضيتُ على القذى ، وشربت على الشجا ، وصبرت على أخذ الكظم وعلى أمرّ من طعم العلقم » (36) .
    وقال عليه السلام : « وطفقت أرتئي بين أن أصول بيدٍ جذّاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه ، فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى ، فصبرتُ وفي العين قذىً ، وفي الحلق شجىً ، أرى تراثي نهباً . . . » (37) .
    وخلاصة القول إنّه عليه السلام آثر بقاء الإسلام الذي نذر حياته وخاض الغمرات لاَجله ، فنراه في أحرج المواقف التي واجهته بعد البيعة كان يقول :

    « سلامة الدين أحبُّ إلينا من غيره » (38) .
    الاحراق ذريعة للظلم :
    إنّ إحضار الحطب حول بيت القدس والطهارة من قبل رجال الخلافة وإذكاء النار في بابه لانتزاع البيعة من أمير المؤمنين عليه السلام قد صار ذريعة للظالمين وسُنّة لطواغيت الاُمّة على طول التاريخ ، فقد روى المؤرخون أنّ عروة بن الزبير كان يعذر أخاه عبدالله في حصر بني هاشم في الشعب ، وجمعه الحطب ليحرقهم ، وكان يقول : إنّما أراد بذلك ألاّ تنتشر الكلمة ، ولا يختلف المسلمون ، وأن يدخلوا في الطاعة ، فتكون الكلمة واحدة ، كما فعل عمر بن الخطاب ببني هاشم لمّا تأخروا عن بيعة أبي بكر ، فانّه أحضر الحطب ليحرق عليهم الدار (39) .

    2 ـ إيذاء الزهراء عليها السلام بالضرب والاسقاط :
    وكان من امتدادات ذلك الهجوم أن تعرّض القوم لفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالضرب ممّا أدى إلى إسقاط جنينها ، فشكت من أثر ذلك الضرب حتى التحقت بربها شهيدة مظلومة ، وقد استفاضت الروايات بذلك وثبت عند أعلام الطائفة .
    قال الشيخ الطوسي رضي الله عنه : وقد روي أنّهم ضربوها بالسياط ، والمشهور الذي لا خلاف فيه بين الشيعة أن عمر ضرب على بطنها حتى أسقطت ، فسمّي السقط محسناً (40) ، والرواية بذلك مشهورة عندهم (41) ، وقد نقلها عنهم المخالفون أيضاً (42) .
    ونقل الشيخ ابن شهرآشوب عن (المعارف) لابن قتيبة أنّ المحسن سقط من زخم (43) قنفذ العدوي (44) الذي أمره عمر بضرب الزهراء عليها السلام .
    وكان من آثار ذلك الضرب أن مرضت الزهراء عليها السلام ولازمت فراشها حتى التحقت بربها ، كما أخبر بذلك أولاد الزهراء عليهم السلام (45) ، وقد أطبقت كلمتهم على أنّها ماتت شهيدةً مظلومة ، فعن علي بن جعفر عن أخيه أبي الحسن عليه السلام قال : « إنّ فاطمة صدّيقة شهيدة » (46) ، وجاء في زيارتها عليها السلام : السلام عليكِ أيتها البتول الشهيدة الطاهرة (47) . والسلام عليكِ أيتها الصديقة الشهيدة (48) .
    ومما يدلّ على شيوع هذا الأمر وشهرته هو أن تناوله الشعراء مندّدين به مزرين على فاعله ، وذلك منذ القرون الاُولى وإلى اليوم ، قال السيد الحميري المتوفى 173 هـ :
    ضربت واهتضمت مـن حقّها * واُذيقت بعـده طعـم السَّلع (49)
    قطـع الله يـدي ضـاربهـا * ويـد الراضي بذاك المتّبع (50)
    وقال القاضي النعمان المتوفى سنة 363 هـ في أرجوزته المختارة :
    حتى أتوا باب البتول فاطمهْ * وهـي لهـم قالية مصارمهْ
    فوقفت مـن دونه تعـذلهم * فكسـر البـاب لهـم أوّلهم
    فاقتحموا حجابها فأعـولتْ * فضربوهـا بينهم فأسقطتْ

    إلى أن قال :
    وقتلهـم فـاطمة الزهـراءِ * أضرم حرّ النار في أحشائي
    لاَنّ في المشهور عند الناسِ * بأنَّها ماتت مـن النفاسِ (51)
    وقال الأمير علي بن مقرب الاحسائي المتوفّى سنة 629 هـ :
    ياليت شعري فمن أنوح منهم * ومـن له ينهلّ فيض أدمعي
    أللوصـي حين فـي محرابه * عمّم بـالسيف ولمّا يـركعِ
    أم للبتول فـاطـم إذ منعت * عن إرثها الحق بأمر مجمعِ
    إلى أن قال :
    ولـم تزل مهضومة مظلومـة * بردّ دعواها ورضِّ الأضلعِ (52)
    ونقل ذلك من غير طرق الشيعة ، فعن محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ ، في ترجمة أحمد بن محمد السري بن يحيى بن السري ابن أبي دارم ، قال : كان مستقيم الأمر عامة دهره ، ثمّ في آخر أيامه كان أكثر مايقرأ عليه المثالب ، حضرته ورجل يقرأ عليه أنّ عمر رفس فاطمة عليها السلام حتى أسقطت محسناً (53) .
    وعن إبراهيم بن سيار النظام ، قال : إنّ عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها (54) ، وكان يصيح : احرقوا دارها بمن فيها ، وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام (55) .
    ونقل البغدادي والمقريزي عن النظام أنه قال : إنّ عمر ضرب فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومنع ميراث العترة (56) .
    ولا ندري كيف يجعل مرتكب مثل هذه الاُمور الفضيعة نفسه إماماً للاُمّة ، وفي موقع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ويؤتمن على الدين والإنسان والأخلاق وأموال الناس وأعراضهم ، ويوفّر لهم الكرامة والعزّة ، ويربّي الناس على الفضيلة والدين والأخلاق؟!
    ثم إذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحبّ من يبغض فاطمة ، ولو بكلمة واحدة ، فلماذا يُلام محبّو فاطمة عليها السلام على بغض قاتلها؟
    اعتراف أبي بكر بالهجوم :
    إنّ التجاوز على حرمة بيت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإدخال الرجال فيه ، وهتك حرمته المقدسة ، قد صرّح به أبو بكر في لحظاته الأخيرة ، وفي ذلك دلالة قاطعة على حدوث هذا الهجوم وما رافقه من أحداث أليمة ، وعلى خطأ أبي بكر في الايعاز إلى جنده بقيادة ابن الخطاب للقيام بذلك العمل المنافي لاَبسط حقوق الزهراء ، والمؤدي إلى غضب الله تعالى ورسوله الكريم وصالح المؤمنين .
    عن عبدالرحمن بن عوف : أنّه سمع أبا بكر يقول في مرضه الذي توفي فيه : وددت أني لم أكن فتّشت بيت فاطمة وأدخلته الرجال ، ولو كان أُغلق على حرب . وفي رواية : ليتني لم أكن كشفت بيت فاطمة عن شيءٍ ، وتركته ولو أُغلق على حرب (57) .
    البيعة تأصيل للغدر وذريعة للظلم :
    إنّ البيعة التي لاَجلها كان الهجوم على دار الزهراء عليها السلام مغرس الإسلام ومهبط الوحي ، هي مصداق للانقلاب والإحداث في الإسلام وتجسيد لنزعة الغدر والعدوان في هذه الاُمّة ، وهذا ما أعلم به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصيَّه أمير المؤمنين عليه السلام ، فقد روى الجوهري بالاسناد عن حبيب بن ثعلبة ، قال : سمعت عليّاً عليه السلام يقول : « أما وربّ السماء والأرض ـ ثلاثاً ـ إنّه لعهد النبي الاُمي صلى الله عليه وآله وسلم إليّ : لتغدرنّ بك الاُمّة من بعدي » (58) .
    فالبيعة لا تمتلك أدنى المقومات الشرعية ، ولم تتحصّن بأيّ سبب معقول أو منقول ، بل كانت كما وصفها أبو بكر (59) وعمر (60) : فلتةً وقى الله شرّها ، والحقّ أنّ شرها كان مستطيراً ، فهي حجر الزاوية لكلِّ مظلمة حدثت في التاريخ ، والذريعة لكلِّ من ظلم أهل البيت عليهم السلام من طواغيت الاُمّة وجبابرتها ، ويتضح ذلك جلياً في كتاب معاوية إلى محمد بن أبي بكر قبل حرب صفين حيث جاء فيه : فقد كنّا وأبوك نعرف فضل ابن أبي طالب وحقّه لازماً لنا مبروراً علينا (61) فلما اختار الله لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم ما عنده ، وأتمّ وعده ، وأظهر دعوته ، وأفلج حجّته ، وقبضه الله إليه ، كان أبوك والفاروق أول من ابتزّه حقّه ، وخالفه على أمره ، على ذلك اتّفقا واتّسقا ، ثم إنّهما دعواه إلى بيعتهما ، فأبطأ عنهما وتلكّأ عليهما ، فهمّا به الهموم ، وأرادا به العظيم ... فإن يكن ما نحن فيه صواباً ، فأبوك أوله ، وإن يكن جوراً ، فأبوك أُسّه ، ونحن شركاؤه ، فبهديه أخذنا ، وبفعله اقتدينا ، ولولا ما سبقنا إليه أبوك ما خالفنا ابن أبي طالب وأسلمنا له ، ولكنّا رأينا أباك فعل ذلك ، فاحتذينا بمثاله ، وأقتدينا بفعاله (62) .
    فالبيعة إذن كانت اتفاقاً سرياً ، فعلى الرغم من أنهم كانوا يعرفون فضل أمير المؤمنين عليه السلام وحقه لازماً عليهم ، لكنهم اتفقوا واتسقوا على أن يبتزّوه حقه ويخالفوه على أمره .
    روى الجوهري عن ابن عباس أن عمر قال له ليلة الجابية : إنّ أول من ريّثكم عن هذا الأمر أبو بكر ، إنّ قومكم كرهوا أن يجمعوا لكم الخلافة والنبوة . قال : قلت : لمَ ذاك يا أمير المؤمنين؟ ألم نُنِلهُم خيراً؟! قال : بلى ، ولكنّهم لو فعلوا لكنتم عليهم جَحْفاً جَحْفاً (63) .
    وذلك الاتفاق يهدف إلى إقصاء عترة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن أداء دورهم الرسالي ، وهضم حقوقهم ، والاستيلاء على الملك ، مهما كانت الوسائل ، وحتى لو انتهت بقتل أمير المؤمنين عليه السلام (وأرادا به العظيم) (64) كما قتلوا سعد ابن عبادة ، الذي ذهب إلى الشام مهاجراً ومغاضباً لاَصحاب السقيفة بعد أن هتف عمر أمام المهاجرين والأنصار : اقتلوه قتله الله ، فإنّه صاحب فتنة (65) ، ثم بعث رجلاً إلى الشام ، فرماه بسهم فقتله (66) .
    وما كان اهتمام عمر بانتزاع البيعة بشتى الوسائل ، وإن أدى إلى القتل والتحريق ، إلاّ إمضاءً لذلك الاتفاق وحرصاً على تحقيق كامل أهدافه .
    عن ابن عباس ، قال : بعث أبو بكر عمر بن الخطاب إلى علي عليه السلام حين قعد في بيته ، وقال : ائتني به بأعنف العنف ، فلمّا أتاه جرى بينهما كلام ، فقال علي عليه السلام : احلب حلباً لك شطره ، والله ما حرصك على إمارته اليوم إلاّ ليؤمّرك غداً (67) . وفي رواية : أشدد له اليوم أمره ليردّ عليك غداً (68) .
    ولهذا كشفت الزهراء عليها السلام عن موقفها من سلطة السقيفة أمام الملأ حينما.
    بقلم: علي موسى الكعبي.
    ====
    المصادر:
    1) الطبقات الكبرى | ابن سعد 2 : 277 ـ 278 . والعقد الفريد | ابن عبد ربه 3 : 296 ، المكتبة التجارية ـ مصر . وتاريخ الإسلام | الذهبي 1 : 575 ـ 576 . وتاريخ الطبري 3 : 213 .
    2) العقد الفريد | ابن عبد ربه 5 : 10 ـ 11 .
    3) الموفقيات | الزبير بن بكار : 580 | 380 عن محمد بن اسحاق . وتاريخ اليعقوبي 2 : 124 . وشرح ابن أبي الحديد 6 : 21 .
    4) تاريخ اليعقوبي 2 : 124 . وتاريخ أبي الفداء 2 : 63 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 49 .
    5) شرح ابن أبي الحديد 2 : 56 .
    6) اُنظر : الاتقان | السيوطي 1 : 204 . والطبقات الكبرى | ابن سعد 2 : 338 . ومناهل العرفان 1 : 247 . وكنز العمال 2 : 588 | 4792 . وشرح ابن أبي الحديد 1 : 27 و 2 : 56 .
    7) راجع : مستدرك الحاكم 3 : 66 . وسنن البيهقي 8 : 152 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 50 و 51 و 56 و 57 ، و 6 : 11 و 47 و 48 .
    8) الجمل | الشيخ المفيد : 117 .
    9) الإمامة والسياسة | ابن قتيبة 1 : 12 .
    10) الإمامة والسياسة | ابن قتيبة 1 : 13 . وأعلام النساء | كحالة 4 : 114 ـ 115 .
    11) شرح ابن أبي الحديد 2 : 50 ، و 6 : 47 .
    12) شرح ابن أبي الحديد 2 : 56 .
    13) وفي رواية الطبري 3 : 202 أنّ الزبير عثر فسقط السيف من يده ، فوثبوا عليه فأخذوه . وروي أنّ الذي أخذ سيف الزبير وكسره هو محمد بن مسلمة . راجع مستدرك الحاكم 3 : 66 . وسنن البيهقي 8 : 152 . وكنز العمال 5 : 597 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 51 ، و 6 : 48 . وفي ج6 ص11 منه أنّه سلمة بن أسلم .
    14) شرح ابن أبي الحديد 2 : 56 ، و 6 : 48 .
    15) شرح ابن أبي الحديد 2 : 56 .
    16) السقيفة وفدك | الجوهري : 73 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 57 ، و 6 : 49 .
    17) في الإمامة والسياسة : ولم تردّوا .
    18) الإمامة والسياسة 1 : 13 . والأمالي | الشيخ المفيد : 49 | 9 . والاحتجاج | الطبرسي : 80 .
    19) الاحتجاج | الطبرسي : 80 .
    20) وهو ردّ على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد صحّ عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنّه قال لعلي عليه السلام : « أنت أخي في الدنيا والآخرة » ، راجع : سنن الترمذي 5 : 636 | 3720 . ومسند أحمد 1 : 230 . ومستدرك الحاكم 3 : 14 . وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أنت أخي وأنا أخوك ، فإن ذاكرك أحد فقل : أنا عبدالله وأخو رسوله ، لايدّعيها بعدك إلاّ كاذب » ، راجع : فضائل الصحابة | أحمد بن حنبل 2 : 617 | 1055 . وتذكرة الخواص | سبط ابن الجوزي : 22 .
    21) الإمامة والسياسة | ابن قتيبة 1 : 13 . والآية من سورة الأعراف : 7 | 150 .
    22) أنساب الأشراف | البلاذري 2 : 268 ، دار الفكر ـ بيروت .
    23) الهداية الكبرى | الخصيبي : 407 . وبحار الأنوار 43 : 197 | 29 ، و 53 : 18 .
    24) تلخيص الشافي | الطوسي 3 : 76 . وبحار الأنوار 28 : 390 .
    25) إثبات الوصية | المسعودي : 124 ، المطبعة الحيدرية ـ النجف . وبحار الأنوار 28 : 308 | 50 .
    26) الصراط المستقيم | البياضي 3 : 13 .
    27) الغدير 6 : 391 .
    28) الشافي | السيد المرتضى 4 : 119 .
    29) أنساب الأشراف 2 : 268 ، دار الفكر ـ بيروت . والشافي | السيد المرتضى 3 : 241 . وتلخيص الشافي | الطوسي 3 : 67 .
    30) العقد الفريد | ابن عبد ربه 5 : 12 . والمختصر في أخبار البشر | أبو الفداء 2 : 64 .
    31) الديوان 1 : 75 ، دار الكتب المصرية ـ القاهرة .
    32) سنن الترمذي 5 : 699 | 3870 . ومستدرك الحاكم 3 : 149 . ومسند أحمد 2 : 442 . ومسند فاطمة عليها السلام | السيوطي : 44 .
    33) مستدرك الحاكم 3 : 37 . وتاريخ الطبري 3 : 12 .
    34) صحيح البخاري 5 : 87 | 197 و 198 ـ كتاب الفضائل ، و5 : 279 | 231 ـ كتاب المغازي . وصحيح مسلم 4 : 1871 | 32 ـ 34 ـ كتاب الفضائل . ومسند أحمد 1 : 185 ، و5 : 358 . ومستدرك الحاكم 3 : 109 .
    35) راجع : الاحتجاج | الطبرسي : 75 .
    36) نهج البلاغة | صبحي الصالح : 68 الخطبة 26 .
    37) نهج البلاغة | صبحي الصالح : 48 الخطبة 3 .
    38) الموفقيات | الزبير بن بكار : 581 عن محمد بن إسحاق . وشرح ابن أبي الحديد 6 : 21 .
    39) مروج الذهب | المسعودي 3 : 77 . وشرح ابن أبي الحديد 20 : 147 . ومقاتل الطالبيين | أبو الفرج : 315 .
    40) وهو الابن الثالث لاَمير المؤمنين عليه السلام من الزهراء عليها السلام ، وقد جاء في الروايات والأخبار أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد أمر بتسميته محسناً وهو حمل في بطن أُمّه . راجع : الكافي | الكليني 6 : 18 | 2 . والخصال | الصدوق : 634 . والإرشاد 1 : 355 .
    وذكره العامّة أيضاً وقالوا : انّه مات صغيراً . راجع : تاريخ الطبري 5 : 153 . والكامل | ابن الأثير 3 : 397 . وأنساب الأشراف | البلاذري 2 : 411 . والإصابة 3 : 471 . وميزان الاعتدال | الذهبي 1 : 139 . ولسان الميزان | ابن حجر 1 : 268 .
    41) تلخيص الشافي 3 : 156 . وراجع أيضاً الاختصاص : 85 . وكتاب سليم : 37 . والهداية الكبرى | الخصيبي : 179 . وبحار الأنوار 30 : 239 ـ 240 ، و43 : 197 | 29 .
    42) البدء والتاريخ | المقدسي 5 : 20 . وشرح ابن أبي الحديد الحنفي المعتزلي 2 : 60 .
    43) الزخم : الدفع الشديد .
    44) المناقب 3 : 358 . وقنفذ هو ابن عمير التيمي ، ذكره ابن الأثير وابن حجر وقالا : له صحبة ، وولاه عمر مكّة ثمّ صرفه . راجع : أُسد الغابة 4 : 208 . والإصابة 3 : 241 . والذي في المعارف المطبوع في دار الكتب المصرية سنة 1379 هـ ص211 : وأما محسن بن علي فهلك وهو صغير ، وقد جاء في كثير من الروايات أنّه تعرّض للزهراء عليها السلام بالضرب عندما أحالت بين القوم وبين أمير المؤمنين عليه السلام . راجع : الاحتجاج | الطبرسي : 83 . وكتاب سُليم : 38 و 40 . ودلائل الإمامة | الطبري : 134 . وبحار الأنوار 43 : 170 و 198 | 29 .
    45) راجع : الاحتجاج | الطبرسي : 83 . ودلائل الإمامة | الطبري : 134 . وكتاب سُليم : 40 . ودعائم الإسلام 1 : 232 . وبحار الأنوار 43 : 170 | 11 و 198 | 29 .
    46) الكافي 1 : 458 | 2 .
    47) المزار | المفيد : 156 . والمقنعة | المفيد : 459 . وبحار الأنوار 100 : 197 | 14 ، و198 | 16 .
    48) التهذيب | الطوسي 6 : 10 | 12 . والبلد الأمين | الكفعمي : 178 .
    49) السَّلع : شجر مرّ ، ويقال : أمرّ من السَّلع .
    50) الصراط المستقيم 3 : 13 .
    51) الارجوزة المختارة : 88 | 92 ـ طبع سنة 1970 م ـ معهد الدراسات الإسلامية ـ كندا .
    52) إثبات الهداة | الحر العاملي 4 : 1412 . وأدب الطف 4 : 32 .
    53) سير أعلام النبلاء | الذهبي 15 : 578 . وميزان الاعتدال | الذهبي 1 : 139 | 552 . ولسان الميزان | ابن حجر 1 : 268 | 824 .
    54) الوافي بالوفيات | الصفدي 6 : 17 .
    55) الملل والنحل | الشهرستاني 1 : 57 .
    56) الفرق بين الفرق | البغدادي : 148 ، دار المعرفة . والخطط | المقريزي 2 : 346 ـ دار صادر .
    57) المعجم الكبير | الطبراني 1 : 62 | 43 . وتاريخ الطبري 3 : 430 حوادث سنة (13 هـ) . ومروج الذهب | المسعودي 2 : 301 . وتاريخ اليعقوبي 2 : 137 . والعقد الفريد 5 : 19 . وكنز العمال 5 : 632 | 14113 . وشرح ابن أبي الحديد 2 : 46 ـ 47 ، و 6 : 51 . ومجمع الزوائد 5 : 203 . وميزان الاعتدال | الذهبي 3 : 109 | 5763 . ولسان الميزان 4 : 189 | 502 . ومسند فاطمة عليها السلام | السيوطي : 17 ، 34 ، 35 .
    58) شرح ابن أبي الحديد 6 : 45 .
    59) أنساب الأشراف | البلاذري 2 : 264 .
    60) شرح ابن أبي الحديد 6 : 47 .
    61) وكان عمر بن الخطاب يعلم أيضاً يقيناً بمقام علي عليه السلام ، فقد روى الجوهري عن ابن عباس ، قال : إنّ عمر يشهد أن عليّاً عليه السلام أولى الناس بالأمر بعد رسول الله . شرح ابن أبي الحديد 2 : 57 و6 : 50 .
    62) وقعة صفين | نصر بن مزاحم : 120 . وشرح ابن أبي الحديد 3 : 190 . ومروج الذهب 3 : 12 .
    63) شرح ابن أبي الحديد 2 : 58 . وقوله : جحفاً جحفاً : أي فخراً وشرفاً .
    64) وقد مرّ بك قول عمر له عليه السلام : إذن والله نقتلك ، وقول أبي بكر لعمر : إن أبوا فقاتلهم وكذا في شورى عثمان ، هدّده عبدالرحمن بن عوف بالقتل إن لم يبايع .
    65) تاريخ الطبري 3 : 206 . وأنساب الأشراف 2 : 263 .
    66) العقد الفريد 5 : 13 .
    67) أنساب الأشراف 2 : 269 .
    ونسألكم الدعاء.

    تعليق


    • #3
      هل ضرب الزهراء (ع) مسألة شخصية !

      بسم الله الرحمن الرحيم
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

      هل ضرب الزهراء (ع) مسألة شخصية !
      ويتابع البعض اعتراضاته ، فيقول : إن كنتم تقولون : إن عليا لم يدافع عن الزهراء ، بسبب وصية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) له حيث " قيدته وصية من أخيه " . فإننا نقول لكم : إنما أوصاه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يفتح معركة من أجل الخلافة ، ولم يقل له : لا تدافع عن زوجتك . وضرب الزهراء لا علاقة له بالخلافة ، لأنها مسألة شخصية ، كما أن الزهراء نفسها لا علاقة لها بالخلافة ، أما مسألة الخلافة فهي تتعلق بالواقع الإسلامي كله .
      والجواب : إننا قبل الإجابة على ما تقدم نسجل ملاحظة هنا مفادها : أن مسألة الزهراء (عليها السلام) مع القول هي مسألة الإمامة ، ثم الخلافة ، لأن هؤلاء إنما ينصبون أنفسهم أئمة للناس ، والإمامة مقام إلهي جعله الله لغيرهم ، والخلافة هي أحد شؤون الإمامة ، والدليل على ما نقول : هو محاولتهم تخصيص أنفسهم بحق التشريع ، بل يقول أحدهما حينما عوتب على بعض تشريعاته : أنا زميل محمد (1) . وقد ذكرنا بعض ما يتعلق بهذا الأمر في كتابنا الحياة السياسية للإمام الحسن (عليه السلام) ، فراجع .
      وبعد هذا الذي أشرنا إليه نقول :
      أولا : إن القوم إنما جاؤا إلى بيت الزهراء (عليها السلام) من أجل إجبار أمير المؤمنين عليه السلام عليه البيعة لهم ، لكي تثبت خلافتهم ، ويتأكد استئثارهم بها دونه عليه السلام ، والزهراء تريد منعهم من تحقيق هذا الأمر بالذات ، وكذلك علي عليه السلام ، فكان القوم يريدون إزاحة الزهراء (عليها السلام) من طريقهم ليمكنهم اجبار علي (عليه السلام) على البيعة .
      إذن فهذه معركة يخوضها أعداء علي (عليه السلام) ضده من أجل الخلافة، وقد أوصاه الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أن لا يخوض معركة من أجل الخلافة ( 1 ) باعتراف نفس المعترض ، فما معنى قوله : إن الزهراء وضربها لا علاقة له بالخلافة ؟
      بل الحقيقة هي : أن قضية الزهراء وما جرى عليها يتعلق بالواقع الإسلامي كله . وهل يظن هذا القائل أن مطالبتها (عليها السلام) بفدك أيضا كانت من أجل أن تستفيد منها في إنعاش حياتها المعيشية ؟ مع أن من الواضح أن حياتها عليها السلام بقيت على حالها قبل ذلك ، ومعها ، وبعدها ، فهي لم تبن بأموال فدك قصرا ، ولا تزينت بالذهب والفضة ، ولا استحدثت فرش بيتها ، ولا اقتنت التحف ، ولا ادخرت شيئا
      للمستقبل ، ولا اشترت البساتين والعقارات ، والمراكب الفارهة ، كما فعل أو يفعل الآخرون ، بل كانت غلة فدك تصرف في سبيل الله ، وعلى الفقراء والمساكين .
      مسألة فدك سياسية :
      ومما يدل على أن مسألة فدك كانت سياسية تلك المحاورة التي جرت بين الإمام الكاظم (عليه السلام) وبين الرشيد ، فقد كان الرشيد يقول لموسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام) : يا أبا الحسن خذ فدك حتى أردها عليك ، فيأبى ، حتى ألح عليه ، فقال : لا آخذها إلا بحدودها . قال : وما حدودها ؟ قال : يا أمير المؤمنين ، إن حددتها لم تردها . قال : بحق جدك إلا فعلت ؟ قال : أما الحد الأول فعدن . فتغير وجه الرشيد وقال : هيه . قال : والحد الثاني سمرقند . فأربد وجهه . قال : والحد الثالث أفريقية . فاسود وجهه وقال : هيه . قال : والرابع سيف البحر مما يلي الخزر وأرمينية .
      قال الرشيد : فلم يبق لنا شئ فتحول في مجلسي . قال الكاظم (عليه السلام) : قد أعلمتك أن إن حددتها لم تردها . فعند ذلك عزم على قتله ، واستكفى أمره يحيى بن خالد . . الخ . . ( 1 ) .
      أجل ، لقد بقيت الزهراء (عليها السلام) تلك العابدة الزاهدة ، التي تبيت مع زوجها على جلد كبش كانا يعلفان عليه الناضح بالنهار ( 2 ) .
      ولأجل ذلك فنحن لا نوافق على ما يقال : من أنها قد خاطبت عليا بالكلام الذي يتضمن جرأتها عليه (عليه السلام) بمواجهته بنوع من التأنيب بأنه : اشتمل شملة الجنين ، وقعد حجرة الضنين ، إلى أن تقول له فيه : " وهذا ابن أبي قحافة يبتزني نحلة أبي ، وبلغة ابني ( 3 ) " .
      إلا أن يكون للرواية معنى آخر ، لم تصل إليه أفهامنا ، أو كان ثمة قرينة لم تصلنا . أو لم يحسن الناس نقل كلامها إلينا . فنحن مع وجود احتمال من هذا النوع لا نجرؤ على تكذيب الخبر بصورة قاطعة ، كما ربما يظهر من كلام بعضهم .
      المهم هو : أننا لا يمكن أن نتصور الزهراء (عليها السلام) تفكر بهذه الطريقة الشخصية الدنيوية ، وهي التي عوضها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن خادم بتسبيح خلده تشريعا إلى يوم القيامة وعرف باسمها ، أعني
      " تسبيح الزهراء " .
      وأن قسوة الخطاب في هذا الكلام يعطينا أنها لم تكن تعرف أن عليا (عليه السلام) كان مصيبا في كل مواقفه تلك ، مع أن الزهراء هي أعرف الناس بأن عليا (عليه السلام) مع الحق والحق معه ، يدور معه حيث دار ، وأنه لو فعل غير ذلك لطمست معالم الدين .
      وإذا كانت هذه الحقيقة تتضح لكل دارس لتاريخ الإسلام ، فيرد سؤال : كيف أمكننا نحن أن نفهم ذلك بعد ألف وأربعمئة سنة ، لكن الزهراء المعصومة العالمة ، وسيدة نساء العالمين ، التي كانت القمة في الوعي الديني والعقيدي والاجتماعي والسياسي ، لم تستطع أن تعرف ذلك ؟ !
      إن مواقف الزهراء (عليه السلام) في حياتها وبعد وفاتها تكشف لكل أحد عن غزارة علمها ، وع عمق وصائب تفكيرها ، وعن بالغ دقتها في تصرفاتها ومواقفها المؤثرة .
      وخلاصة الأمر : أولا : إن الزهراء لا تعتبر ضربها ولا تعتبر أيضا مسألة فدك مسألة شخصية ، ولم تكن إجابتها القوم من وراء الباب تصرفا شخصيا ، بل كان دفاعا عن الإمامة والخلافة ، التي يراد اغتصابها ، وتريد هي منع تشريع هذا الاغتصاب ، ثم التخلص والتملص من تبعات سلبياته .
      ثانيا : إن الإقدام على ما أقدموا عليه في حق الزهراء (عليها السلام) ، وعلى القول للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في مرض موته : إن النبي ليهجر ، وعلى غير ذلك من أمور من أجل الحصول على أخطر موقع ، وأشده حساسية ،
      وأكثره مساسا بالواقع الإسلامي كله ، إن ذلك يعطينا : أن من يفعل ذلك غير مؤهل للموقع الذي يطلبه ، ويعرفنا : أنه لا يمثل النموذج الأمثل ، والأفضل للحاكم الإسلامي ، ولا تعكس مواقفه أو تصرفاته ، الرؤية الإسلامية الدقيقة في كل المسائل .
      إذن فمسألة الزهراء هي أهم وأخطر المسائل وأشدها مساسا بالواقع الإسلامي ، ولم تكن ولن تكون مسألة شخصية ، واعتبارها كذلك ما هو إلا تصغير لشأنها ، وتحريف وتزوير للحقيقة .
      ثالثا : إن مما يشير إلى ذلك : أن الله سبحانه قد جعل الزهراء (عليها السلام) معيارا لمعرفة الحق من الباطل ، والصواب من الخطأ ، وبها يعرف الظالم والآثم من غيره ، وذلك لأن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد قرر بصورة صريحة : أن الله يغضب لغضبها (عليها السلام) ، ويرضى لرضاها ، ومن آذاها فقد آذى النبي ، ومن آذى النبي فقد آذى الله سبحانه .
      فنوع العلاقة بالزهراء إذن ، تحدد نوع علاقة الإنسان بالله ، وبالرسول ، وبكل القيم والمثل ، وعلى أساس ذلك يميز الإنسان بين ما يأخذ وما يدع ، ويتخذ موقفه ، ويحدد نوع علاقته بهذا الشخص أو بذاك.
      على الحاضرين أن ينجدوا الزهراء :
      قد يقول البعض : سلمنا أنه قد كان على الزهراء (عليها السلام) أن تتولى هي إجابة القوم ، ولكن : كيف يسمع الجالسون في داخل البيت كعلي والزبير وغيرهم من بني هاشم ما يجري عليها ثم لا ينجدونها ، بل يقعدون ، ويقولون لا حول ولا قوة إلا بالله ؟ !
      ونقول : أولا : من أين ثبت لهذا القائل أنهم لم ينجدوها ؟ ! فإن النجدة لا تعني فتح معركة بالسلاح ، والدخول في حرب .
      ثانيا : هناك نص يفيد أنها هي التي أنجدت عليا حين أخذوه ، فاعتدوا عليها بالضرب ، يقول النص : " فحالت فاطمة (عليها السلام) بين زوجها وبينهم عند باب البيت ، فضربها قنفذ بالسوط الخ . . . " ، ثم تذكر الرواية ، كسر ضلعها ، وإسقاط جنينها (صلوات الله وسلامه عليها) ( 1 ) .
      وثالثا : إذا كان إنجادها يوجب تفاقم المشكلة إلى درجة كان النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد نهى عليا (عليه السلام) عن بلوغها ، لما في ذلك من خطر على الدين ، فإن هذا الإنجاد يصبح معصية لأمر رسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وخيانة للدين ، وتفريطا عظيما فيما لا يجوز التفريط به من مصلحة الأمة ، وعلى الأخص ، إذا كان ذلك يهيئ الفرصة للمهاجمين لافتعال مشكلة تضيع على الناس إمكانية معرفة الحق .
      وقد كان من واجب علي والزهراء عليهما السلام - على حد سواء - أن يحفظا للأمة ، وللأجيال ، حقها في معرفة الحقيقة ، وأن يضيعا على الآخرين فرصة تشويه الحقائق ، وذلك هو ما فعله علي عليه السلام بالفعل ، وهو الإمام المعصوم الذي لا يهم ولا يخطئ .
      ورابعا : هناك نص يقول : إن عليا (عليه السلام) قد بادر إلى إنجادها ففر المهاجمون ، ولم يواجهوه ، يقول النص المروي عن عمر ،
      والمتضمن كون عمر ركل الباب برجله ، وأصيب حمل فاطمة : دخل عمر ، وبادرها بضرب خديها من ظاهر الخمار ف‍ " خرج علي ، فلما أحسست به أسرعت إلى خارج الدار ، وقلت لخالد ، وقنفذ ومن معهما : نجوت من أمر عظيم " .
      وفي رواية أخرى : قد جنيت جناية عظيمة ، لا آمن على نفسي . وهذا علي قد برز من البيت ، وما لي ولكم جميعا به طاقة ، فخرج علي ، وقد ضربت يديها إلى ناصيتها لتكشف عنها ، وتستغيث بالله العظيم ما نزل بها الخ ( 1 ) . وستأتي نصوص أخرى عن مصادر أخرى في القسم المخصص للنصوص إن شاء الله تعالى .
      ====
      المصادر:
      ( 1 ) تاريخ الأمم والملوك : ج 3 ص 291 ( ط الاستقامة ) والفائق : ج 2 ص 11 . ( * )
      ( 1 ) ذكر المفيد : أن عليا نقل عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قوله له : " إن تموا عشرين فجاهدهم " الاختصاص : ص 187 . وراجع : البحار : ج 28 ص 229 / 313 / 270 وفيه : " لو وجدت أربعين ذوي عزم لجاهدتهم " ، وتفسير العياشي : ج 2 ص 68 ، وتفسير البرهان : ج 2 ص 93 ، وراجع الصراط المستقيم : ج 3 ص 12 ، والاحتجاج : ج 1 ص 188 و 213 والمسترشد في إمامة علي (عليه السلام): ص 63 ، وكتاب سليم بن قيس (بتحقيق الأنصاري ) : ج 2 ص 568 ، وشرح نهج البلاغة لابن ميثم : ج 2 ص 27 . ( * )
      ( 1 ) راجع : ربيع الأبرار : ج 1 ص 315 و 316 ، والطرائف : ص 252 ، وراجع : الكافي : ج 1 ص 543 ، والبحار : ج 48 ص 144 .
      ( 2 ) راجع : تذكرة الخواص ص 308 و 307 ، وطبقات ابن سعد ج 8 ص 22 و 23 .
      ( 3 ) البحار : ج 43 ص 148 ح 4 ، عن المناقب : ج 2 / 208 ، وضياء العالمين) مخطوط ) : ج 2 ق 3 ص 77 . ( * )
      ( 1 ) الاحتجاج : ج 1 ص 212 . ( * )
      ( 1 ) البحار : ج 30 ص 393 و 395 . ( * )

      ونسألكم الدعاء.

      تعليق


      • #4
        الهجوم على دار الزهراء عليها السلام

        بسم الله الرحمن الرحيم
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

        الهجوم على دار الزهراء عليها السلام
        رفض الإمام علئ (عليه السلام) البيعة لأبي بكر، وأعلن سخطه على النظام الحاكم، ليتضح للعالم أنّ هذه الحكومة التي أعرض عنها الرجل الأول في الإسلام بعد رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) لا تمثل الخلافة الواقعية لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله)، و كذلك فعلت الزهراء فاطمة (عليهاالسلام) ليعلم الناس أنّ ابنة نبيهم ساخطة عليهم و هي تدينها فلا شرعية لهذا الحكم.
        و بدأ الإمام على (عليه السلام) من جانب آخر جهاداً سلبياً ضد الغاصبين للحقّ الشرعي، و وقف مع الإمام عليّ (عليه السلام) عدد من أجلّاء الصحابة من المهاجرين و الأنصار و خيارهم و ممن أشاد النبي (صلى اللَّه عليه و آله) بفضلهم مع إدراكهم لحقائق الاُمور مثل: العباس بن عبدالمطلب، و عمار بن ياسر، و أبي ذر الغفاري، و سلمان
        الفارسي، والمقداد بن الأسود، و خزيمة ذي الشهادتين، و عبادة بن الصامت، و حذيفة بن اليمان، و سهل بن حنيف، و عثمان بن حنيف، و أبي أيوب الأنصاري و غيرهم، من الذين لم تستطع أن تسيطر عليهم الغوغائية، و لم ترهبهم تهديدات الجماعة التي مسكت بزمام الخلافة و في مقدمتهم عمر ابن الخطاب.
        و قد قام عدد من الصحابة المعارضين لبيعة أبي بكر بالاحتجاج عليه، و جرت عدة محاورت عليه في مسجد النبي (صلى اللَّه عليه و آله) و في أماكن عديدة، و لم يهابوا من إرهاب السلطة مما ألهب مشاعر الكثيرين الذين أنجرفوا مع التيار، فعاد إلى بعضهم رشده و ندموا على ما ظهر منهم من تسرّعهم واندفاعهم لعقد البيعة بصورة ارتجالية لأبي بكر، بالإضافة إلى ما ظهر منهم من العداء السافر تجاه أهل بيت النبوة.
        و كانت هناك بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة مثل: أسد، و فزارة، و بني حنيفة و غيرهم، ممن شاهد بيعة يوم الغدير «غدير خم» التي عقدها النبي (صلى اللَّه عليه و آله) لعليّ (عليه السلام) بإمرة المؤمنين من بعده، و لم يطل بهم المقام حتى سمعوا بالتحاق النبي (صلى اللَّه عليه و آله) إلى الرفيق الأعلى والبيعة لأبي بكر و تربعه على منصة الخلافة، فاندهشوا لهذا الحادث و رفضوا البيعة لأبي بكر جملةً و تفصيلاً، وامتنعوا عن أداء الزكاة للحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية، حتى ينجلي ضباب الموقف، و كانوا على إسلامهم يقيمون الصلاة و يؤدّون جميع الشعائر. (تاريخ الامم و الملوك، للطبري: 4/ 61 ط. دارالفكر).
        و لكن السلطة الحاكمة رأت أنّ من مصلحتها أن تجعل حدّاً لمثل هؤلاء الذين يشكلون خطراً للحكم القائم، ما دامت معارضة الإمام علي (عليه السلام) و صحابته تمثل خطراً داخلياً للدولة الإسلامية، عند ذلك أحسن أبوبكر و أنصاره بالخطر المحيط بهم و بحكمهم من خلال تصاعد المعارضة إن لم يبادروا فوراً إلى ايقاف هذا التيار المعارض، و ذلك بإجبار رأس المعارضة؛ علي بن أبي طالب (عليه السلام) على بيعة أبي بكر.
        ذكر بعض المؤرخين: أن عمر بن الخطاب أتى أبابكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلف عنك بالبيعة؟ يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي! فابعث اليه حتى يبايعك، فبعث أبوبكر قنفذاً، فقال قنفذ لأميرالمؤمنين (عليه السلام): أجب خليفة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله). قال على (عليه السلام): «لَسريع ما كذبتم على رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله)» فرجع فأبلغ الرسالة فبكى أبوبكر طويلاً، فقال عمر ثانيةً: لا تمهل هذا المتخلف عندك بالبيعة، فقال أبوبكر لقنفذ: عُد إليه فقل له: خليفة رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) يدعوك لتبايع، فجاءهُ قنفذ، فأدّى ما أمر به، فرفع على (عليه السلام) صوته و قال: «سبحان اللَّه! لقد إدعى ما ليس له» فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة، فبكى أبوبكر طويلاً، فقال عمر: قم إلى الرجل، فقال أبوبكر و عمر و عثمان و خالد بن الوليد و المغيرة بن شعبة و أبوعبيدة بن الجراح و سالم مولى أبي حذيفة. (الإمامة و السياسة لابن قتيبة: 30-29).
        وظنّت فاطمة (عليها السلام) أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلّا بإذنها، فلمّا أتوا باب فاطمة (عليهاالسلام) و دقّوا الباب و سمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: «يا أبت يا رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة، لاعهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) جنازة بأيدينا و قطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، و لم تردّوا لنا حقاً».
        فلما سمع القوم صوتها و بكاءها انصرفوا باكين، و كادت قلوبهم تتصدع و أكبادهم تنفطر و بقى عمر و معه قوم، و دعا عمر بالحطب و نادى بأعلى صوته: و الذي نفس عمر بيده لتخرجنَّ أو لأحرقنها على من فيها، فقيل له: يا أباحفص إنّ فيها فاطمة، فقال: و إن!!
        (الإمامة و السياسة لابن قتيبة: 30-29).
        فوقفت فاطمة (عليهاالسلام) خلف الباب و خاطبت القوم: «ويحك يا عمر ما هذه الجزأة على اللَّه و على رسوله؟ تريد أن تقطع نسله من الدنيا و تفنيه و تطفئ نور اللَّه؟ و اللَّه متم نوره». فركل عمر الباب برجله فاختبأت فاطمة (عليهاالسلام) بين الباب و الحائط رعاية للحجاب، فدخل القوم إلى داخل الدار مما سبب عصرها سلام اللَّه عليها و كان ذلك سبباً في إسقاط جنينها!! وتواثبوا على أمير المؤمنين و هو جالس على فراشه، و اجتمعوا عليه حتى أخرجوه ملبّباً بثوبه يجرونه إلى السقيفة، فحالت فاطمة (عليهاالسلام) بينهم و بين بعلها و قالت: «و اللَّه لا أدعكم تجرون ابن عمي ظلماً، ويلكم ما أسرع ما خُنتم اللَّه و رسوله، فينا أهل البيت، و قد أوصاكم رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) باتّباعنا و مودتّنا و التمسك بنا»، فأمر عمر قنفذاً بضربها فضربها قنفذ بالسوط فصار بعضدها مثل الدملج. (مرآة العقول: 5/ 320).
        فأخرجوا الإمام (عليه السلام) يسحبونه إلى السقيفة حيث مجلس أبي بكر، و هو ينظر يميناً و شمالاً و ينادي «و احمزتاه و لا حمزة لى اليوم، و اجعفراه و لا جعفر لى اليوم»!! و قد مروا به على قبر أخيه و ابن عمه رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) فنادى «يا ابن اُم إن القوم استضعفوني و كادوا يقتلونني».
        و روى عن عدى بن حاتم أنّه قال: و اللَّه ما رحمت أحداً قطّ رحمتي علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين أُتي به ملبباً بثوبه، يقودونه إلى أبي بكر و قالوا له: بايع! قال: «فإن لم أفعل فَمَه؟» قال له عمر: إذن و اللَّه أضرب عنقك، قال علي: «إذن و اللَّه تقتلون عبداللَّه و أخا رسوله» فقال عمر: أمّا عبداللَّه فنعم، و أمّا أخو رسول اللَّه فلا، فقال: «أتجحدون أن رسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) آخى بيني و بينه؟!» و جرى حوار شديد بين الإمام (عليه السلام) و بين الحزب الحكام.
        و عند ذلك و صلت السيّدة فاطمة (عليهاالسلام) و قد أخذت بيد ولديها الحسن و الحسين (عليهاالسلام) و ما بقيت هاشمية إلّا و خرجت معها، يصحن و يوَلوِلن فقالت فاطمة (عليهاالسلام): «خلوا عن ابن عمي!! و اللَّه لأكشفن رأسي و لأضعنّ قميص أبي على رأسي و لأدعوَنَّ عليكم، فما ناقة صالح بأكرم على اللَّه منى، و لا فصيلها بأكرم على اللَّه من ولدي». (الاحتجاج للطبرسي: 1/ 222).
        و جاء في رواية العياشي أنّها قالت: يا أبابكر، أتريد أن ترملنى عن زوجي و تيتم أولادي؟ و اللَّه لئن لم تكف عنه لأنشرن شعرى و لأشقن جيبي و لآتينَّ قبر أبي و لأصرخنَّ إلى ربي» فأخذت بيد الحسن و الحسين تريد قبر أبيها، عند ذلك تصايح الناس من هنا و هناك بأبي بكر: ما تريد إلى هذا؟ أتريد أن تنزل العذاب على هذه الاُمة؟
        وراحت الزهراء و هي تستقبل المثوى الطاهر لرسول اللَّه (صلى اللَّه عليه و آله) تستنجد بهذا الغائب الحاضر: «يا أبتِ يا رسول اللَّه! (صلى اللَّه عليه و آله) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب و ابن أبي قحافة؟ فما تركت كلمتها إلّا قلوباً صدعها الحزن و عيوناً جرت دمعاً». (الغدير: 3/ 104. راجع الإمامة و السياسة: 1/ 13، و تأريخ الطبري: 3/ 198، و العقد الفريد: 2/ 257، و تاريخ أبي الفداء: 1/ 165، و تاريخ ابن شحنة في حوادث سنة 11، و شرح ابن أبي الحديد: 2/ 19).
        ونسألكم الدعاء.

        تعليق


        • #5
          سيرة سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع)

          بسم الله الرحمن الرحيم
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

          سيرة سيدة النساء فاطمة الزهراء (ع)
          بطاقة الهوية:
          الأسم: فاطمة الزهراء (ع)
          اللقب: الزهراء
          الكنية: أم الأئمة
          اسم الأب: محمد بن عبد الله (ص)
          اسم الأم: خديجة بنت خويلد
          الولادة: 20 جمادى الاخرة عام 5 بعد البعثة
          الشهادة: 3 جمادى الاخرة عام 11 ه
          مكان الدفن: مجهول عند الناس
          حياة السيدة الزهراء (ع):
          ولدت السيدة فاطمة الزهراء (ع) بعد مبعث الرسول (ص) بخمس سنين في بيت الطهارة والإيمان لتكون رمز المرأة المسلمة وسيدة نساء العالمين وأم الأئمة حيث كانت القطب الجامع بين النبوة والامامة. فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها.
          طفولة فاطمة (ع):
          نشأت فاطمة الزهراء (ع) في بيت النبوة ومهبط الرسالة فكان أبوها رسول الله (ص) يزقها العلوم الالهية ويفيض عليها من معارفه الربانية.
          وشاءت حكمة الله تعالى أن تعاني هذه الأبنة الطاهرة ما كان يعانيه أبوها من أذى المشركين فيما كان يدعوهم الى عبادة الإله الواحد. ولم تكد تبلغ الخامسة من عمرها حتى توفيت أمها خديجة فكانت تلوذ بأبيها رسول الله (ص) الذي بات سلوتها الوحيدة فوجدت عنده كل ما تحتاجه من العطف والحنان والحب والاحترام. ووجد فيها قرة عينه وسلوة أحزانه فكانت في حنانها عليه واهتمامه به كالأم الحنون حتى قال عنها: "فاطمة أم أبيها".
          هجرة فاطمة (ع):
          بعد أن غادر النبي (ص) مكة متوجهاً الى المدينة لحق الامام علي (ع) به ومعه الفواطم، ومنهم فاطمة الزهراء (ع)، وكان عمرها انذاك سبع سنوات، فلحقوا جميعاً بالنبي (ص) الذي كان بانتظارهم ودخلوا المدينة معاً.
          زواج فاطمة (ع) من علي (ع):
          ما بلغت فاطمة الزهراء (ع) التاسعة من العمر حتى بدا عليها كل ملامح النضوج الفكري والرشد العقلي فتقدم سادات المهاجرين والأنصار لخطبتها طمعاً بمصاهرة النبي (ص) ولكنه كان يردهم بلطف معتذراً بأن أمرها الى ربها.
          وخطبها علي (ع) فوافق النبي (ص) ووافقت فاطمة وتمّ الزواج على مهر قدره خمسمائة درهم، فباع علي درعه لتأمين هذا المهر ولتأثيث البيت الذي سيضمهما فكان أن بسط أرض الحجرة بالرمل ونصب عوداً لتُعلق به القربة واشترى جرةً وكوزاً، وبسط فوق الرمل جلد كبش ومخدة من ليف.
          لقد كان هذا البيت المتواضع غنياً بما فيه من القيم والأخلاق والروح الايمانية العالية فبات صاحباه زوجين سعيدين يعيشان الألفة والوئام والحب والاحترام حتى قال علي (ع) يصف حياتهما معاً.
          فوالله ما أغضبتها ولا أكرهتها على أمرٍ حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني ولا عصت لي أمراً. لقد كنت أنظر إليها فتنكشف عني الهموم والأحزان.
          وقد كانا قد تقاسما العمل، فلها ما هو داخل عتبة البيت وله ما هو خارجها. وقد أثمر هذا الزواج ثماراً طيبة، الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
          تعلق رسول الله (ص) بإبنته فاطمة (ع) تعلقاً خاصاً لما كان يراه فيها من وعي وتقوى واخلاص فأحبها حباً شديداً الى درجة أنه كان لا يصبر على البعد عنها، فقد كان إذا أراد السفر جعلها اخر من يودع وإذا قدم من السفر جعلها أول من يلقى.
          وكان إذا دخلت عليه وقف لها إجلالاً وقبلها بل ربما قبل يدها. وكان (ص) يقول: "فاطمة بضعة مني من اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى الله".
          ومع ذلك فقد جاءته يوماً تشكو إليه ضعفها وتعبها في القيام بعمل المنزل وتربية الأولاد وتطلب منه أن يهب لها جارية تخدمها. ولكنه قال لها: أعطيك ما هو خيرٌ من ذلك، وعلمها تسبيحة خاصة تستحب بعد كل صلاة وهي التكبير أربعاً وثلاثين مرة والتحميد ثلاثاً وثلاثين مرة والتسبيح ثلاثاً وثلاثين مرة وهذه التسبيحة عرفت فيما بعد بتسبيحة الزهراء.
          هكذا يكون البيت النبوي، لا يقيم للأمور المادية وزناً، ويبقى تعلقه قوياً بالأمور المعنوية ذات البعد الروحي والأخروي.
          فاطمة العالمة العابدة:
          لقد تميزت السيدة الزهراء بمستواها العلمي العميق من خلال اهتمامها بجمع القرآن وتفسيره والتعليق بخطها على هامش اياته المباركة حتى صار عندها مصحف عُرف بمصحف فاطمة (ع). وقد برزت علومها الالهية في الخطبة الشهيرة التي ألقتها في مسجد النبي (ص) بحضور المهاجرين والأنصار مطالبة بحقها في فدك حيث ظن بعض من سمعها أن رسول الله‏(ص) بعث من جديد لبلاغتها وفصاحتها وبعد مراميها وعمق فهمها للاسلام وأحكامه.
          كل ذلك دعاها لتكون العابدة المتهجدة الناسكة الزاهدة الورعة حيث كانت تقوم في الليل حتى تتورّم قدماها ثم تدعو لجيرانها ثم لعموم المؤمنين قبل أن تدعو لنفسها حتى عُرف عنها أنها "محدَّثة" أي كانت تأتيها الملائكة فتحدثها.
          فاطمة بعد النبي (ص):
          عندما حضرت رسول الله (ص) الوفاة أسرَّ إليها بكلمة فبكت، ثم أسرّ إليها بكلمة فضحكت فسألها البعض عن ذلك بعد وفاة النبي (ص) فقالت: أخبرني أنه راحل عن قريب فبكيت ثم أخبرني إني أول الناس لحوقاً به فضحكت.
          ولم يكد جثمان رسول الله (ص) يغيب في الثرى حتى بدأت مظلومية الزهراء تتعاظم فقد اغتصب حق بعلها بالخلافة ثم اغتصب حقها في فدك، وهي قرية كان النبي (ص) قد وهبها لها في حياته. ولم يراعِ القومُ في ذلك مقامها ومنزلتها عند النبي ولم يحفظوا فيها وصيته فاشتد حزنها على فراق أبيها ومظلومية بعلها فكثر بكاؤها حتى ماتت حزناً وكمداً بعد خمسٍ وسبعين يوماً من وفاة والدها (ص) فدفنها علي (ع) سراً كي لا يعلم القوم بقبرها، وذلك بوصية خاصة منها (ع) للتعبير عن سخطها على ظالميها.
          ونسألكم الدعاء...~

          تعليق


          • #6
            الهجوم على دار فاطمة الزهراء عليها السلام!

            بسم الله الرحمن الرحيم
            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

            الهجوم على دار فاطمة الزهراء عليها السلام!
            رفض الإمام علي (عليه السلام) البيعة لأبي بكر، وأعلن سخطه على النظام الحاكم، ليتّضح للعالم أنّ هذه الحكومة التي أعرض عنها الرجل الأوّل في الإسلام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، لا تمثّل الخلافة الواقعية لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكذلك فعلت الزهراء فاطمة (عليها السلام) ليعلم الناس أنّ ابنة نبيّهم ساخطة عليهم، وهي تدينها فلا شرعية لهذا الحكم.
            وبدأ الإمام علي (عليه السلام) من جانب آخر جهاداً سلبياً ضد الغاصبين للحقّ الشرعي، ووقف مع الإمام علي (عليه السلام) عدد من أجلاّء الصحابة من المهاجرين والأنصار وخيارهم، وممّن أشاد النبي (صلى الله عليه وآله) بفضلهم، مع إدراكهم لحقائق الأُمور مثل: العباس بن عبد المطلب، وعمار بن ياسر، وأبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود، وخزيمة ذي الشهادتين، وعبادة بن الصامت، وحذيفة بن اليمان، وسهل بن حنيف، وعثمان بن حنيف، وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم، من الذين لم تستطع أن تسيطر عليهم الغوغائية، ولم ترهبهم تهديدات الجماعة التي مسكت بزمام الخلافة، وفي مقدّمتهم عمر بن الخطّاب.
            وقد قام عدد من الصحابة المعارضين لبيعة أبي بكر بالاحتجاج عليه، وجرت عدّة محاورات عليه في مسجد النبي (صلى الله عليه وآله) وفي أماكن عديدة، ولم يهابوا من إرهاب السلطة، ممّا ألهب مشاعر الكثيرين الذين أنجرفوا مع التيار، فعاد إلى بعضهم رشده وندموا على ما ظهر منهم من تسرّعهم واندفاعهم لعقد البيعة بصورة ارتجالية لأبي بكر، بالإضافة إلى ما ظهر منهم من العداء السافر تجاه أهل بيت النبوّة (عليهم السلام).
            وكانت هناك بعض العشائر المؤمنة المحيطة بالمدينة مثل: أسد، وفزارة، وبني حنيفة وغيرهم، ممّن شاهد بيعة يوم الغدير التي عقدها النبي (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) بإمرة المؤمنين من بعده، ولم يطل بهم المقام حتّى سمعوا بالتحاق النبي (صلى الله عليه وآله) إلى الرفيق الأعلى، والبيعة لأبي بكر وتربّعه على منصّة الخلافة، فاندهشوا لهذا الحادث ورفضوا البيعة لأبي بكر جملةً وتفصيلاً، وامتنعوا عن أداء الزكاة للحكومة الجديدة باعتبارها غير شرعية، حتّى ينجلي ضباب الموقف، وكانوا على إسلامهم يقيمون الصلاة ويؤدّون جميع الشعائر.
            ولكنّ السلطة الحاكمة رأت أنّ من مصلحتها أن تجعل حدّاً لمثل هؤلاء الذين يشكّلون خطراً للحكم القائم، ما دامت معارضة الإمام علي (عليه السلام) وصحابته، تمثّل خطراً داخلياً للدولة الإسلامية، عند ذلك أحسّ أبو بكر وأنصاره بالخطر المحيط بهم وبحكمهم من خلال تصاعد المعارضة، إن لم يبادروا فوراً إلى ايقاف هذا التيار المعارض، وذلك بإجبار رأس المعارضة ـ الإمام علي (عليه السلام) ـ على بيعة أبي بكر.
            ذكر بعض المؤرّخين: أنّ عمر بن الخطّاب أتى أبا بكر فقال له: ألا تأخذ هذا المتخلّف عنك بالبيعة؟، يا هذا لم تصنع شيئاً ما لم يبايعك علي!، فابعث إليه حتّى يبايعك، فبعث أبو بكر قنفذاً، فقال قنفذ لأمير المؤمنين (عليه السلام): أجب خليفة رسول الله (صلى الله عليه وآله).
            قال علي (عليه السلام): "لَسريع ما كذبتم على رسول الله (صلى الله عليه وآله) "، فرجع فأبلغ الرسالة فبكى أبو بكر، فقال عمر ثانيةً: لا تمهل هذا المتخلّف عنك بالبيعة، فقال أبو بكر لقنفذ: عُد إليه فقل له: خليفة رسول الله يدعوك لتبايع، فجاءهُ قنفذ، فأدّى ما أمر به.
            فرفع علي (عليه السلام) صوته وقال: "سبحان الله!، لقد إدّعى ما ليس له"، فرجع قنفذ فأبلغ الرسالة، فبكى أبو بكر، فقال عمر: قم إلى الرجل، فقام أبو بكر وعمر وعثمان وخالد بن الوليد والمغيرة بن شعبة وأبو عبيدة بن الجرّاح وسالم مولى أبي حذيفة.
            وظنّت فاطمة (عليها السلام) أنّه لا يدخل بيتها أحدٌ إلاّ بإذنها، فلمّا أتوا باب فاطمة (عليها السلام) ودقّوا الباب، وسمعت أصواتهم نادت بأعلى صوتها: "يا أبتِ يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة، لا عهد لي بقوم حضروا أسوأ محضر منكم، تركتم رسول الله (صلى الله عليه وآله) جنازة بأيدينا، وقطعتم أمركم بينكم، لم تستأمرونا، ولم تردّوا لنا حقّاً".
            فلمّا سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين، وكادت قلوبهم تتصدّع، وأكبادهم تنفطر، وبقي عمر ومعه قوم، ودعا عمر بالحطب ونادى بأعلى صوته: والذي نفس عمر بيده لتخرجنَّ أو لأحرقنّها على من فيها، فقيل له: يا أبا حفص إنّ فيها فاطمة، فقال: وإن.
            فوقفت فاطمة (عليها السلام) خلف الباب وخاطبت القوم: "ويحك يا عمر ما هذه الجرأة على الله وعلى رسوله؟، تريد أن تقطع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟، والله متّم نوره".
            فركل عمر الباب برجله فاختبأت فاطمة (عليها السلام) بين الباب والحائط رعاية للحجاب، فدخل القوم إلى داخل الدار ممّا سبّب عصرها (عليها السلام)، وكان ذلك سبباً في إسقاط جنينها محسن.
            وتواثبوا على أمير المؤمنين (عليه السلام) وهو جالس على فراشه، واجتمعوا عليه حتّى أخرجوه ملبّباً بثوبه يجرّونه إلى السقيفة، فحالت فاطمة (عليها السلام) بينهم وبين بعلها، وقالت: "والله لا أدعكم تجرّون ابن عمّي ظلماً، ويلكم ما أسرع ما خُنتم الله ورسوله فينا أهل البيت، وقد أوصاكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) باتّباعنا ومودّتنا والتمسّك بنا"، فأمر عمر قنفذاً بضربها، فضربها قنفذ بالسوط، فصار بعضدها مثل الدملج.
            فأخرجوا الإمام (عليه السلام) يسحبونه إلى السقيفة حيث مجلس أبي بكر، وهو ينظر يميناً وشمالاً وينادي: "وا حمزتاه! ولا حمزة لي اليوم، وا جعفراه! ولا جعفر لي اليوم"، وقد مرّوا به على قبر أخيه وابن عمّه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فنادى: "يا ابن أُم إنّ القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني".
            وروي عن عدي بن حاتم أنّه قال: والله ما رحمت أحداً قطّ رحمتي علي بن أبي طالب (عليه السلام) حين أُتي به ملبّباً بثوبه، يقودونه إلى أبي بكر، وقالوا له: بايع!، قال: "فإن لم أفعل فَمَه؟ "، قال له عمر: إذاً والله أضرب عنقك، قال علي (عليه السلام): "إذاً والله تقتلون عبد الله وأخا رسوله".
            فقال عمر: أمّا عبد الله فنعم، وأمّا أخو رسول الله فلا، فقال (عليه السلام): "أتجحدون أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) آخى بيني وبينه؟! "، وجرى حوار شديد بين الإمام (عليه السلام) وبين الحزب الحاكم.
            وعند ذلك وصلت السيّدة فاطمة (عليها السلام) وقد أخذت بيد ولديها الحسن والحسين (عليهما السلام)، وما بقيت هاشمية إلاّ وخرجت معها، يصحن ويوَلوِلن، فقالت فاطمة (عليها السلام): "خلّوا عن ابن عمّي!! خلّوا عن علي!! والله لأكشفن رأسي ولأضعنّ قميص أبي على رأسي ولأدعوَنَّ عليكم، فما ناقة صالح بأكرم على الله منّي، ولا فصيلها بأكرم على الله من ولدي".
            وجاء في رواية العياشي أنّها قالت: "يا أبا بكر، أتريد أن ترملني عن زوجي وتيتّم أولادي؟، والله لئن لم تكفّ عنه لأنشرنّ شعري، ولأشقّنّ جيبي، ولآتينَّ قبر أبي، ولأصرخنَّ إلى ربّي"، فأخذت بيد الحسن والحسين تريد قبر أبيها، عند ذلك تصايح الناس من هنا وهناك بأبي بكر: ما تريد إلى هذا؟، أتريد أن تنزل العذاب على هذه الأُمّة؟.
            وراحت الزهراء (عليها السلام) وهي تستقبل المثوى الطاهر لرسول الله (صلى الله عليه وآله) تستنجد بهذا الغائب الحاضر: "يا أبتِ يا رسول الله! (صلى الله عليه وآله) ماذا لقينا بعدك من ابن الخطّاب وابن أبي قحافة؟ "، فما تركت كلمتها إلاّ قلوباً صدعها الحزن وعيوناً جرت دمعاً.
            ونسألكم الدعاء.

            تعليق


            • #7
              المعنى الرمزي والسياسي لفدك

              بسم الله الرحمن الرحيم
              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
              اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

              المعنى الرمزي والسياسي لفدك
              إن الحركة التصحيحية التي قام بها الإمام علي و الزهراء (عليهماالسلام) لإعادة الخلافة الإسلامية عن جادة الانحراف اكتسبت ألواناً وصيغاً متعدّدة، و تزعمت الزهراء الجبهة السياسية العلنية، و تنوعت أساليب المطالبة بحق خلافة الإمام على (عليه السلام)، و منها المطالبة بفدك، و حتى هذه المطالبة تلونت بعدة ألوان.
              و الباحث الموضوعي في دراسة خطوات الصراع و تطوراته و الأشكال التي اتخذها لايرى أن المسألة مسألة مطالبة بأرض، بل يتجلّى له منها مفهوم أوسع من ذلك ينطوي على غرض طموح يبعث إلى الثورة، و يهدف إلى استرداد حق مغتصب و مجد عظيم، و تصحيح مسيرة اُمة انقلبت على أعقابها، و قد أحس الحزب الحاكم بذلك، فتراه قد بذل قصارى جهده في التحدي و الثبات على موقفه.
              و لو فحصنا أي نص من النصوص التأريخية المتعلّقة بفدك فلا نجد فيها نزاعاً مادياً أو اختلافاً حول فدك بمعناها الضيق و واقعها المحدود، بل هي الثورة على أساس الحكم المنحرف و الصرخة التي أرادت لها الزهراء (عليهاالسلام) أن تصل إلى كلّ الآفاق، لتقتلع بها الحجر الأساسي الذي بُني يوم السقيفة.
              و يكفينا لإثبات ذلك أن نلقي نظرةً فاحصةً على خطبة الزهراء في المسجد أمام الخليفة و بين حشود المهاجرين و الأنصار، فإنها تناولت في أغلب جوانبها امتداح الإمام عليّ (عليه السلام) والثناء على مواقفه الجهادية الخالصة لخدمة الإسلام، و تسجيل الحق الشرعي لأهل البيت (عليهم السلام) الذين وصفتهم بأنّهم الوسيلة إلى اللَّه في خلقه و خاصته و محلّ قدسه و حجّته، و ورثة أنبيائه في الخلافة والحكم.
              و حاولت الزهراء (عليهاالسلام) أن تنبه المسلمين إلى غفلتهم و سوء اختيارهم المرتجل و المتسرع و انقلابهم على أعقابهم بعد هداهم، و وردهم غير شربهم الصافي الذي كان يروي ظمأهم، و إسنادهم أمرهم إلى غير أهله، والفتنة التي سقطوا فيها، والدوافع التي دفعتهم إلى ترك كتاب اللَّه و مخالفته فيما يحكم به في مسألة الخلافة و الإمامة.
              فالمسألة إذن ليست مسألة تقسيم ميراث أو قبض نحلة إلّا بالمقدار الذي يتصل بموضوع الهدف الأعلى، و ليست مطالبة بعقار أو دار، بل هي في نظر الزهراء قضية إسلام و كفر، و قضية إيمان و نفاق، و مسألة نصّ و شورى.
              كذلك نجد هذا النفس السياسي الرفيع و الواضح في حديثها مع نساء المهاجرين و الأنصار حين زيارتهن لها، فقد أوضحت لهن أنّ أمر الخلافة انحراف عن مساره الشرعي بإقرار الحزب الحاكم على مسند الحكم، و لم تكن ردة فعل عاطفية و أحقاد مكنونة وجدت لها متنفساً، ولو أنهم وضعوا الأمر حيث أمر اللَّه و رسوله و أعطوا زمام القيادة للإمام (عليه السلام)؛ لبلغوا رضا اللَّه و سعادة الدنيا و الآخرة.
              و أكبر الظنّ أن الصديقة الزهراء (عليهاالسلام) كانت تجد في شيعة الإمام (عليه السلام) و صفوة أصحابه الذين لم يكونوا يشكّون في صدقها أبداً من يؤيد بشهادته على شهادة الإمام علي (عليه السلام) و تكتمل البينة التي طالب بها الخليفة لإثبات أن فدك للزهراء (عليهاالسلام).
              إن هذا خير دليل على أن الهدف الأعلى للزهراء الذي كانوا يعرفونه جيداً ليس هو إثبات النحلة أو الميراث، بل القضاء على نتائج السقيفة، و هذا لا يحصل بإقامة البينة في موضوع فدك، لأنّ الأمر سينحصر عند ذاك بقضية محدودة، بل بأن تقدّم البينة لدى الناس جميعاً على أنهم ضلّوا وانحرفوا عن
              سواء السبيل، عسى أن يرتد إليهم رشدهم و يحسن اختيارهم و يصححوا مسيرتهم.
              و نعلم أيضاً مقدار تخوف السلطة الحاكمة و إصرارها على موقفها و محاولتها الاستمرار في تضليل الجماهير حين نسمع رد الخليفة بعد أن انتهت الزهراء (عليهاالسلام) من خطبتها و خرجت من المسجد، و هذا يلقي الضوء على أساس منازعة الزهراء له، فإنه فهم أن احتجاج الزهراء لم يكن حول الميراث أو النحلة، و إنما كان حرباً سياسية و تظلماً لحق الإمام على (عليه السلام) و إظهاراً لدوره العظيم في وجوده في الاُمة، و الذي شاء الخليفة و أصحابه أن يبعدوه عن المقام الطبيعي له في دنيا الإسلام.
              فنجد أنّ الخليفة هجم في رده على الإمام على (عليه السلام) فوصفه بأنه ثعالة و أنه مرب لكل فتنة و أن فاطمة ذنبه التابع له، و لم يتطرق في رده على موضوع الميراث أو النحله قليلاً أو كثيراً.
              و إذا عرفنا أن الزهراء نازعت الخليفة في أمر الميراث بعد اغتصابه لفدك، لأن الناس لم يعتادوا أن يستأذنوا الخليفة في قبض مواريثهم أو في تسليم المواريث إلى أهلها، فكانت تجرى معاملاتهم بينهم بيسر دون تكلف، فلم تكن فاطمة (عليهاالسلام) في حاجة إلى مراجعة الخليفة، و لم تكن لتأخذ رأيه و هو الظالم المنتزي على الحكم في رأيها، فالمطالبة بالميراث لابد أنها كانت ذات صدى لما قام به الخليفة من تعدى على حق الزهراء في التركة و الاستيلاء عليها.
              و إذا عرفنا أيضاً أن الزهراء لم تطالب بحقوقها قبل أن تغتصب منها تجلّى بوضوح لدينا أن ظروف المطالبه كانت مشجعه كل التشجيع للمعارضين على أن يغتنموا مسألة الميراث مادة خصبةً للانطلاق منها
              لمقاومة الخليفة غير الشرعي باُسلوب سلمى كانت تفرضه المصالح العليا للإسلام يومئذٍ، و من الممكن إتهامه بالغصب و التلاعب بقواعد الشريعة و الاستخفاف بكرامة القانون.
              ومع السلامة.

              تعليق


              • #8
                تهديد عمر بن الخطاب بحرق دار الزهراء عليها السلام! (من مصادر السنة)

                بسم الله الرحمن الرحيم
                السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف
                تهديد عمر بن الخطاب بحرق دار الزهراء عليها السلام! (من مصادر السنة)


                ووردّ خبر تهديد عمر بن الخطاب لفاطمة الزهراء (ع) وكسر ضلعها في مصادر بكرية عديدة ومنها:
                1• ما رواه الشهرستاني عن إبراهيم بن سيّار المعتزلي النظّام أنه قال: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت الجنين من بطنها، وكان يصيح: احرقوا دارها بمن فيها! وما كان في الدار غير علي وفاطمة والحسن والحسين"! (الملل والنحل للشهرستاني ج1 ص57).
                وروى الخبر عن النظام أيضا الصفدي بهذا اللفظ: "إن عمر ضرب بطن فاطمة يوم البيعة حتى ألقت المحسن"! (الوافي بالوفيّات للصفدي ج6 ص17).
                2• ما رواه البلاذري عن سليمان التيمي وعن عبد الله بن عون – وكلاهما من الثقات عندهم – أنهما قالا: "إن أبا بكر أرسل إلى علي يريد البيعة فلم يبايع، فجاء عمر ومعه فتيلة! فتلقتّه فاطمة على الباب، فقالت فاطمة: يا بن الخطاب! أتُراك محرّقا عليَّ بابي؟ قال: نعم"! (أنساب الأشراف للبلاذري أحمد بن يحيى بن جابر البغدادي ج1 ص586).
                3• ما رواه ابن عبد ربّه – الذي هو عندهم من الموثّقين والفضلاء – قال عن الذين تخلّفوا عن بيعة أبي بكر: "هم علي والعباس والزبير وسعد بن عبادة، فأما علي والعباس والزبير فقعدوا في بيت فاطمة، حتى بعث إليهم أبو بكر عمر بن الخطاب ليخرجوا من بيت فاطمة، وقال له: إن أبوا فقاتلهم! فأقبل بقبس من نار على أن يضرم عليهم الدار، فلقيته فاطمة فقالت: يا بن الخطاب! أجئت لتحرّق دارنا؟! قال: نعم أو تدخلوا في ما دخلت فيه الأمة"! (العقد الفريد لابن عبد ربّه الأندلسي ج5 ص13).
                4• إبن أبي شيبة الكوفي - المصنف - كتاب المغازي - الجزء: ( 8 ).
                - حدثنا : محمد بن بشر ، نا : عبيد الله بن عمر ، حدثنا : زيد بن أسلم ، عن أبيه أسلم : أنه حين بويع لأبي بكر بعد رسول الله (ص) كان علي والزبير يدخلان على فاطمة بنت رسول الله (ص) فيشاورونها ويرتجعون في أمرهم ، فلما بلغ ذلك عمر بن الخطاب خرج حتى دخل على فاطمة ، فقال : يا بنت رسول الله (ص) ، والله ما من أحد أحب إلينا من أبيك ، وما من أحد أحب إلينا بعد أبيك منك ، وأيم الله ما ذاك بمانعي إن إجتمع هؤلاء النفر عندك ، أن أمرتهم أن يحرق عليهم البيت ، قال : فلما خرج عمر جاءوها فقالت : تعلمون أن عمر قد جاءني وقد حلف بالله لئن عدتم ليحرقن عليكم البيت وأيم الله ليمضين لما حلف عليه ، فإنصرفوا راشدين ، فروا رأيكم ولا ترجعوا إلي ، فإنصرفوا عنها فلم يرجعوا إليها حتى بايعوا لأبي بكر.
                ولعن الله جميع ظلمة وقتلة الشهيدة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام؛ وعلى رأسهم صنمي قريش أبا بكر وعمر لعنهما الله.
                ومع السلامة.

                تعليق


                • #9
                  و ايضا يرررفع

                  تعليق


                  • #10
                    مَن مِثلُ فاطمة الزهراء؟!

                    بسم الله الرحمن الرحيم
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                    اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                    مَن مِثلُ فاطمة الزهراء؟!
                    من عناوين الشرف الإلهي
                    أوّل ما يُسأل عن المرء: أين كانت نَبتتُه ؟ يعني مَن هو أبوه ومَن هي أُمّه، ومَن تكون أسرته ؟ فإذا سُئل عن الصدّيقة الزهراء ـ وهي أشهر مِن أن يُسأل عنها ـ سبق الجواب: إنّها ابنةُ سيّد الوجود والكائنات وسيّد الأنبياء والرسُل والأولياء، محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وآله. وابنةُ خديجة الكبرى أمّ المؤمنين، وأطيب زوجا سيّد المرسلين، وجدّة الأئمّة الطاهرين، المُلقَّبة في الجاهلية بـ « الطاهرة »، والمنحدرة من سلالة إبراهيم الخليل عليه السلام، والسائرة على دين الحنيفيّة على ملّته هي وأسرتها مع آل أبي طالب وأُسرته، وهي تلتقي في نسبها مع رسول الله صلّى الله عليه وآله في الجدّ الرابع، وهو قصيّ.. فنسَبُ النبيّ صلّى الله عليه وآله هكذا: محمّد بن عبدالله بن عبدالمطّلب بن هاشم بن عبدمَناف بن قصي بن كلاب بن مرّة...، ونسب خديجة رضوان الله عليها هكذا: خديجة بنت خُوَيلد بن أسد بن عبدالعُزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة...
                    ولم تقتصر الصدّيقة فاطمة على مقام البُنوّة مِن سيّد الكون المصطفى صلّى الله عليه وآله، حتى صارت ( أُمَّ أبيها ) كما روى ابن شهرآشوب في ( مناقب آل أبي طالب 357:3 )، والإربلّي في ( كشف الغمّة في معرفة الأئمّة 462:1 ).
                    وهنا يُطرَح التساؤل التالي: ما وجه تكنيتها بـ « أُمّ أبيها » ؟ الجواب ـ كما بيّنه الشيخ الرحماني في كتابه ( فاطمة الزهراء بهجة قلب المصطفى ص 204 ـ 205 ) ـ: لعلّ وجه تكنيتها بـ « أُمّ أبيها » هو أنّه صلّى الله عليه وآله يعاملها عليها السلام معاملةَ الولد أُمَّه، وأنّها تعامله معاملةَ الأمّ وَلَدَها، كما أنّ التاريخ يُؤيّد ذلك والأخبار تعضده. نقل المولى الأنصاري في ( اللُّمعة البيضاء ص 50 ) أنّ النكتة في هذه التكنية هي محضُ إظهار المحبّة، فإنّ الإنسان إذا أحَبَّ ولده قال في خطاب المؤنث: يا أُمّاه، وفي خطاب المذكّر: يا أباه، تنزيلاً لهما بمنزلة الأُمّ والأب في المحبّة، كما هو معروف في العادة والعُرف.
                    أو أنّ الله عزّوجلّ ـ والكلام هنا للرحماني ـ لَمّا شرّف أزواج النبيّ صلّى الله عليه وآله وكرّمهنّ بتكنيتهنّ بأُمّهات المؤمنين، صِرْن في معرض أن يخطر ببالهنّ أنهنّ أفضل من كل النساء حتّى من بَضعة المصطفى فاطمة عليه وعليها السلام، لأجل ذلك كنّاها أبوها بـ « أُمّ أبيها »؛ صوناً من هذه الخواطر والوساوس...
                    ويمكن أن يراد بهذه التكنية معنىً أدقُّ وأعمق.. وهو: أنّ أُمّ كلِّ شيءٍ أصله ومجتمعه ـ كما صرّح بذلك أهل اللغة ـ كأمّ الكتاب، وأُمّ القرى ( مكّة ).. فعليه يمكن أن يُقال: إنّه صلّى الله عليه وآله أراد أن يقول بأنّ ابنته فاطمة هي أصل شجرة الرسالة وعنصرُ النبوّة. روى عبدالرحمان بن عوف عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قال: « أنا شجرة، وفاطمةُ أصلها، وعليٌّ لُقاحها، والحسن والحسين ثمرها » ( ميزان الاعتدال للذهبي 234:1 ـ ط القاهرة، الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر العسقلاني الشافعي 507:3 ـ ط مصر، المستدرك للحاكم النيسابوري الشافعي 160:3 ـ ط حيدرآباد الدكن بالهند، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي الحنفي:61 ـ ط الغري ).
                    وجاء عن الإمام الباقر عليه السلام أيضاً قوله: « الشجرةُ الطيّبة رسولُ الله صلّى الله عليه وآله، وفرعُها عليٌّ عليه السلام، وعنصرُ الشجرة فاطمةُ عليها السلام، وثمرتها أولادُها، وأغصانها وأوراقها شيعتُها » ( مجمع البحرين للطريحي 343:3 ـ مادّة شَجَرَ ).
                    وهنا يعلّق الشيخ الرحماني قائلاً: كما أنّه لولا العنصر ليبست الشجرة وذهبت نضرتها، كذلك لولا فاطمة لَما اخضرّت شجرة الإسلام، فإنّ الشجرة تسمو وتنمو بتغذيتها من أصلها ).
                    وهي ـ إلى ذلك ـ: سيّدةُ نساء المؤمنين، وسيّدة نساء أهل الجنة، وسيّدةُ نساء العالمين من الأوّلين والآخِرين، والمُلقَّبة بـ: البتول، والمحدَّثة، والطاهرة، والمباركة، والصدّيقة الكبرى، والزهراء، والراضية المَرْضيّة. وهي صلوات الله عليها أحد أصحاب الكساء وآية التطهير، ومَن نزلت فيهم: آيةُ المباهلة، وآية مودّة القُربى، وآيةُ الإطعام، وآية الإيثار، وهي المزوَّجة من أمير المؤمنين عليه السلام بأمرٍ من الله تعالى حيث لم يكن لها إلاّ هو سلام الله عليه كُفؤ.. إلى ما لا يُحصى من الفضائل والأفضليات، والمناقب والمآثر والكرامات.
                    هذا بعضُها
                    • فهي المختارة على النساء جميعاً من قِبل الله جَلّ وعلا، لِما جاء في ( زين الفتى ) للحافظ العاصمي ـ أحد علماء السنّة ـ أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال لعليٍّ عليه السلام: « إنّ الله عزّوجلّ أشرف على الدنيا فاختارني منها على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الثانيةَ فاختارك على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الثالثةَ فاختار الأئمّةَ مِن وُلْدِك على رجال العالمين، ثمّ اطّلع الرابعةَ فاختار فاطمةَ على نساء العالمين » ( عنه: الغدير للأميني:43 ـ ط أمير كبير سنة 1362 ).
                    وفي ( تاريخ بغداد 259:1 ) روى الخطيب البغدادي عن رسول الله صلّى الله عليه وآله قولَه: « ليلةَ عُرِج بي إلى السماء رأيتُ على باب الجنّة مكتوباً: لا إلهَ إلاّ الله، محمّدٌ رسول الله، عليٌّ حبيب الله، والحسن والحسين صفوة الله، فاطمةُ خِيرَةُ الله، على باغضِهم لعنة الله ».
                    • ومن كراماتها أنّ حُبَّها ومعرفتها من موازين الارتقاء، فقد نقل الكشفيّ في ( المناقب المرتضويّة:97 ـ ط بمبئي الهند ) أنّ النبيّ صلّى الله عليه وآله قال: « إنّ الله له الحمد عَرَض حُبَّ عليٍّ وفاطمة وذريّتها على البريّة فَمَن بادر منهم بالإجابة جعَلَ منهم الرسل، ومَن أجاب بعد ذلك جعَلَ منهم الشيعة، وإنّ الله جمَعَهم في الجنّة ».
                    • وفي ( بحار الأنوار 105:43 / ح19 ) روى الشيخ المجلسي عن ( أمالي الطوسي ) أنّه جاء في ضمن حديثٍ للإمام الصادق عليه السلام قوله: « وهي الصدّيقة الكبرى، وعلى معرفتها دارت القرونُ الأُولى ». وقد قال الشاعر:
                    وحبُّها مِن الصفاتِ العالية عليه دارتِ القرونُ الخالية
                    • كذا من معالي شأن فاطمة الزهراء عليها السلام وعظم منزلتها عند الله تبارك وتعالى، أنّه لا يستطيع أحدٌ إدراك كُنه معرفتها، إلاّ رسول الله وأئمّة الهدى صَلواتُ الله عليه وعليهم الذين جعلوا منها حجّةً عليهم وأُسوةً لهم.. رُوي عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام قوله: « نحنُ حُجَجُ الله على خَلْقه، وجَدّتُنا ( فاطمة عليها السلام ) حُجّةُ الله علينا » ( تفسير أطيب البيان 226:13 )، كما جاء هذا التوقيع الشريف من الناحية المقدّسة الإمام المهدي صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين هذه العبارة المباركة: « وفي آبنةِ رسول الله صلّى الله عليه وآله لي أُسوةٌ حَسَنة » ( بحار الأنوار 179:53 / ح 9 ـ عن: الاحتجاج للطبرسي أبي منصور أحمد بن علي:253، والغَيبة للشيخ الطوسي:185 ).
                    • ومن عوالي فضائلها ما أنزل الله تعالى مِن قرآنٍ في حقّها وأهل بيتها، نختار هذه الشذرات من تلك العشرات من الآيات:
                    • إهْدِنَا الصِّراطَ المستقيم [ الفاتحة:6 ].. عن جابر الأنصاريّ: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إنّ الله جعَلَ عليّاً وزوجته وأبناءَه حُججَ الله على خَلْقه، وهم أبواب العِلم في أُمّتي، مَنِ آهتدى بِهِم هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيم » ( شواهد التنزيل للحافظ الحسكاني الحنفي 58:1 ).
                    وعنه أيضاً: قال رسول الله صلّى الله عليه وآله: « إهتَدُوا بالشمس، فإذا غابت الشمسُ فاهتدوا بالقمر، فإذا غاب القمر فاهتدوا بالزُّهرة، فإذا غابت الزهرة فاهتدوا بالفرقَدَين »، فقيل: يا رسول الله، ما الشمس وما القمر وما الزهرة وما الفرقدان؟ قال: « الشمس أنا، والقمر عليّ، والزهرة فاطمة، والفرقدان الحسن والحسين » ( شواهد التنزيل 59:1 ).
                    وفي ( الدر المنثور 147:1 ـ ط بيروت ) في ظلّ قوله تعالى: « فَتَلقّى آدَمُ مِن ربّهِ كلماتٍ فتابَ عليه » روى السيوطي الشافعي عن ابن عباس قال: سألتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم عن الكلمات التي تلقّاها آدمُ من ربّه فتاب عليه، قال: « سألَ بحقِّ محمّدٍ وعليٍّ وفاطمةَ والحسن والحسين إلاّ تُبتَ عَلَيّ، فتاب عليه ».
                    وفي ( ذخائر العقبى في مناقب ذوي القُربى:24 ) روى مؤلّفه المحب الطبري عن أبي سعيد الخُدْري قال: لَمّا نزلت هذه الآية فَقُلْ تَعالَوا نَدْعُ أبناءَنا وأبناءَكم ونساءَنا ونساءَكم وأنفُسَنا وأنفسَكُم ثمّ نبتهلْ فنجعَل لعنةَ اللهِ علَى الكاذبين [ سورة آل عمران:61 ]، دعا رسولُ الله صلّى الله عليه وآله عليّاً وفاطمة وحسناً وحسيناً وقال: « اَللهمّ هؤلاءِ أهلي » أخرجه مسلم والترمذي في صحيحيهما.
                    وفي ( مناقب عليّ بن أبي طالب:317 / ح 361 ) روى ابن المغازلي الشافعي عن موسى بن القاسم، عن عليّ بن جعفر الصادق عليه السلام قال: سألت أبا الحسن ( الكاظم ) عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ كمِشْكاةٍ فيها مِصباح قال: « المِشكاةُ فاطمة، والمصباحُ الحسن والحسين.. ».
                    وروى المحبّ الطبري في ( ذخائر العقبى:24 ) عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى: إِنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيتِ ويُطَهِّرَكُم تَطهِيراً [ الأحزاب:33 ] قال: نزلت في خمسة: ـ في رسول الله صلّى الله عليه وآله، وعليٍّ وفاطمة، والحسن والحسين. أخرجه أحمد بن حنبل في ( مناقب الصحابة )، والطبرانيّ في ( المعجم ).
                    وفي ( الكشّاف 467:3 ) قال الزمخشري: إنّه لَمّا نزلت الآية: قُل لا أسألُكم عَليهِ أَجْراً إلاَّ المودةَ في القُربى [ الشورى:23 ] قيل: يا رسول الله، مَن قرابتُك هؤلاءِ الذين وَجَبَت علينا مودّتُهم ؟ قال: « عليٌّ وفاطمةُ وآبناهما ».
                    وفي (الدرّ المنثور 697:7 ـ ط بيروت ) قال السيوطي الشافعي: أخرج ابن مَردَوَيه عن ابن عبّاس في قوله تعالى: مَرَجَ البحرَينِ يَلتَقيان قال: عليٌّ وفاطمة، بينَهُما بَرْزَخٌ لا يُبغيان قال: النبيّ صلّى الله عليه وآله، يَخرُجُ مِنْهُا اللُّؤلُؤُ والمَرجان قال: الحسن والحسين.
                    وعن ابن عبّاس أيضاً في قوله تعالى: ويُؤْثِرونَ عَلى أنْفُسِهِم ولَو كانَ بِهِم خَصاصة [ الحشر:9 ] قال: نزلَتْ في عليٍّ وفاطمة والحسن والحسين ( شواهد التنزيل 247:2 ).
                    وفي ظلّ قوله تعالى: ويُطْعِمُون الطَّعامَ علَى حُبِّهِ مِسكيناً ويتيماً وأسيراً [ الإنسان:8 ] قال أبو الفضل شهاب الدين الآلوسي الشافعيّ أحد مفسّري السنّة المعروفين في تفسيره ( روح المعاني 58:29 ـ ط بيروت ): ماذا عسى أن يقول امرؤٌ فيهما ( في عليٍّ وفاطمة صلوات الله عليهما ) سوى أنّ عليّاً مولى المؤمنين ووصيُّ النبيّ، وفاطمةُ البَضعةُ الأحمديّة والجزء المحمّدي،.. وليس هذا الرفض، بل ما سواه عندي هو الغيّ. ومن اللطائف على القول بنزولها فيهم أنّه سبحانه لم يذكر في هذه السورة الحُورَ العِين، وإنّما صرّح عزّوجلّ بِوُلْدانٍ مُخلَّدِين؛ رعايةً لحُرمة البتول، وقُرّةِ عين الرسول.
                    وأخيراً
                    نقول: تلك بعض مناقب فاطمة البتول والصدّيقة الكبرى صلواتُ الله عليها، حيّرت العقولَ والألباب، وأذهلتِ الأفهام، وأوقفت التاريخ ليسجدَ على أعتابها خاضعاً مُسلِّماً مُذعناً أن ليس في الوجود كلّه امرأة كفاطمة، فأولى بكلّ مسلم أن يفتخر ببضعة رسول الله ويعلنَ فضائلها وأفضليّاتها، ويتحدّى الأجيال سابقةً ولاحقةً هاتفاً بها: مَن مِثْلُ فاطمة ؟!

                    تعليق


                    • #11
                      كتاب الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام!

                      بسم الله الرحمن الرحيم
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                      اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                      كتاب الهجوم على بيت فاطمة عليها السلام!

                      http://www.aqaed.com/book/504/

                      ونسألكم الدعاء.

                      تعليق


                      • #12
                        بسم الله الرحمن الرحيم
                        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                        اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف



                        كتاب مأساة الزهراء عليها السلام - 2015

                        مأساة الزهراء عليها السلام - الجزء الأول
                        http://www.aqaed.com/book/373/

                        مأساة الزهراء عليها السلام - الجزء الثاني
                        http://www.aqaed.com/book/374/

                        تأليف: السيد جعفر مرتضى العاملي.

                        ونسألكم الدعاء.

                        تعليق


                        • #13
                          صحيح البخاري: الزهراء تموت غاضبة على أبي بكر وتدفن سراً ليلا حتى لا يحضر جنازتها!

                          بسم الله الرحمن الرحيم
                          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                          اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                          صحيح البخاري: الزهراء تموت غاضبة على أبي بكر وتدفن سراً ليلا حتى لا يحضر جنازتها!







                          ونسألكم الدعاء.

                          تعليق


                          • #14
                            « سيرة الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام »

                            بسم الله الرحمن الرحيم
                            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
                            اللهم صلِ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم الشريف

                            « سيرة الشهيدة فاطمة الزهراء عليها السلام »




                            مولدها
                            ولدت بمكة يوم الجمعة العشرين من جمادى الآخرة بعد المبعث بسنتين قاله الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد قال و في رواية أخرى سنة خمس من المبعث و قال الكليني و ابن شهرآشوب ولدت بعد المبعث بخمس سنين و هو المروي عن الباقر عليه‏ السلام و هو المشهور بين أصحابنا. و في شف الغمة عن ابن الخشاب في مواليد و وفيات أهل البيت عليهم‏ السلام مرفوعا عن الباقر عليه‏ السلام أنها ولدت بعد النبوة بخمس سنين و قريش تبني البيت و لعله اشتباه من الراوي أو سهو من النساخ فبناء الكعبة كان قبل النبوة لا بعدها و يدل عليه ما في مقاتل الطالبيين أا ولدت قبل النبوة و قريش تبني الكعبة .
                            و روى الحاكم في المستدرك و ابن عبد البر في الإستيعاب أنها ولدت سنة إحدى و أربعين من مولد النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أي بعد البعثة بسنة. و في الإصابة ولدت بعد البعثة بسنة. و أكثر علماء أهل السنة تروي أنها ولدت قبل البعثة بخمس سنين و لعله وقع اشتباه من الروبين كلمتي قبل و بعد.

                            كنيتها و لقبها
                            كانت تكنى أم أبيها و تلقب بالزهراء و بالبتول ، قال الهروي في شرح الغريبين سميت مريم بتولا لأنها تبتلت عن الرجال و سميت فاطمة بتولا لأنها تبتلت عن النظير »انتهى«.

                            نقش خاتمها
                            أمن المتوكلون.
                            بوابها
                            فضة أمتها.

                            صفتها
                            روى الحاكم في المستدرك بسنده عن أنس بن مالك و ابن شهرآشوب في المناقب عنه قال سألت أمي عن صفة فاطمة عليها السلام فقالت كانت كأنها القمر ليلة البدر أو الشمس كفرت غماما أو خرجت من السحاب و كانت بيضاء بضة أشد الناس برسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله شبها و عن عطان أبي رباح كانت فاطمة بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله تعجن و إن قصبتها )1( القصبة الخصلة الملتوية من الشعر. تضرب إلى الجفنة. و في كشف الغمة أن بعض الوعاظ ذكر فاطمة عليها السلام و ما وهبها الله تعالى من المزايا و الفضائل و استخفه الطرب فانشدخجلا من نور بهجتها تتوارى الشمس بالشفق‏و حياء من شمائلها يتغطى الغصن بالورقفشق كثير من الناس ثيابهم و أوجب وصفها بكاءهم و انتحابهم (و روى) ابن عبد البر في الإستيعاب بأسانيده عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا (و في رواية) سمتا و هديا و دلا برسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله من فاطمة و كانت إذا دخلت ع قام إليها فقبلها و رحب بها كما كانت تصنع هي به و في رواية لأبي داود كان إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها فقبلها و أجلسها في مجلسه و كانت إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته و أجلسته في مجلسها.
                            (و روى) الحاكم في المستدرك بسنده عن أم المؤمنين عائشة أنها قالت ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا من فاطمة برسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و كانت إذا دخلت عليه رحب بها و قام إليها فأخذ بيدها فقبلها و أجلسها في مجلسه قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و يخرجاه (و بسنده) عن عائشة ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا برسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله من فاطمة و كانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبلها و رحب بها و أخذ بيدها فأجلسها في مجلسه و كانت هي إذا دخل عليها قامت إليه مستقبلة و قبلت يده.و قال صحيح على شرط الين (و جاء) في عدة روايات أن فاطمة عليها السلام أقبلت تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله شيئا (و في كشف الغمة) عن أم سلمة أم المؤمنين قالت كانت فاطمة بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أشبه الناس وجها برسول الله صلى‏الله‏علمناقبها و فضائلها
                            قول النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أنها بضعة مني أو شجنة )2( الشجنة الشعبة من كل شي‏ء.( المؤلف ( مني روى البخاري في صحيحه بسنده أن رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قال : فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني (و روى) النسائي في الخصائص بسنده عن المسور بن مخرمة أن لى‏الله‏عليه‏وآله قال : فاطمة بضعة مني من أغضبها أغضبني. و روى مسلم في صحيحه في حديث إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها. و في رواية لمسلم إنما ابنتي بضعة مني يريبني ما رابها و يؤذيني ما آذاها. و في الإصابة عن الصحيحين عن المسور بن مخرمة سمعت رسول اللهى‏الله‏عليه‏وآله على المنبر يقول : فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها و يريبني ما راب (و روى) أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن المسور بن مخرمة أنه سمع رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله يقول : إنما فاطمة ابنتي بضعة مني يريبني ما أرابها و يؤذيني ما آذاها و قال رواه عمرو بن دينار عن ابن أبي مليكة عن المسور و رواه أيوب السختياني عن ابن أبي مليعن عبد الله بن الزبير نحوه.و عن صحيح الترمذي : أنها بضعة مني يريبني ما رابها و يؤذيني ما آذاها هذا حديث حسن صحيح.و عن صحيح الترمذي : إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها و ينصبني ما أنصبها هذا حديث حسن صحيح. و في الشفا أنها بضعة مني يغضبني ما يغضبها.
                            و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن المسور بن مخرمة قال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله: إنما فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها و يقبضني ما يقبضها و قال صحيح (و بسنده) عن المسور أنه بعث إليه حسن بن حسن يخطب ابنته فقال ما من نسب و لا سبب أحب إلي من نسبكم و سببك صهركم و لكن رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قال : فاطمة بضعة أو مضغة مني يقبضني ما يقبضها و يبسطني ما يبسطها و أن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي و سببي و صهري و عندك ابنتها و لو زوجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له و قال هذا حديث صحيح ، و روى أبو الفرج الهاني في الأغاني أن عبد الله بن الحسن المثنى بن الحسن السبط دخل على عمر بن عبد العزيز و هو حديث السن و له وقار و تمكين فرفع عمر مجلسه و أكرمه و قضى حوائجه فسأل عمر عن ذلك فقال إن الثقة حدثني حتى كأني أسمع من في رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أنه قال إنما فة بضعة مني يسرني ما يسرها و يغضبني ما يغضبها فعبد الله بضعة من بضعة رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآلشدة حب النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فاطروى الحاكم في المستدرك بسنده عن أبي ثعلبة الخشني : كان رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين ثم ثنى بفاطمة ثم يأتي أزواجه (و بسنده) عن ابن عمر أن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطذا قدم من سفر كان أول الناس به عهدا فاطمة . و روى ابن شهرآشوب في المناقب بعدة أسانيد عن عائشة أن عليا قال للنبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله لما جلس بينه و بين فاطمة و هما مضطجعان أينا أحب إليك أنا أو هي؟قال: هي أحب إلى و أنت أعز علي. و لا يمكن أن يكون جواب أحسن هذا عند السؤال عن منزلة علي و فاطمة عند الرسول صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله ففاطمة أحب إليه حب حنان و شفقة و رأفة و علي أعز عليه عزة فضل و مكانأحب النساء إليه صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فاطفي الإستيعاب بسنده سئلت عائشة أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قالت فاطمة قلت فمن الرجال قالت زوجها إن كان ما علمته صواما قواما، و رواه الحاكم في المستدرك بسنده عن جميع بن عمير و صححه دخلت مع عمتي على عائشة فسئلت أي الناس كان أحب إلى رسالله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و ذكر مثله، و رواه الترمذي أيضزهدها عليها السلامروى الحاكم في المستدرك بسنده أن رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله دخل على فاطمة و قد أخذت من عنقها بسلسلة من ذهب فقالت هذه أهداها إلى أبو حسن فقال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله يا فاطمة أيسرك أن يقول الناس فاطمة بنت محمد و في يدك سلسلة من نار ثم خرج و لم يمدت فاطمة إلى السلسلة فاشترت غلاما فأعتقته فبلغ ذلك النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فقال : الحمد لله الذي نجى فاطمة من النار قال صحيح على شرط الشيخينو روى أحمد بن حنبل في مسنده عن ثوبان مولى رسول الله قال: كان رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إذا سافر آخر عهده بإنسان من أهله فاطمة و أول من يدخل عليه إذ قدم فاطمة فقدم من غزاة فأتاها فإذا بمسح على بابها»و هو كساء معروف«و رأى على الحسن و الحسين عليهماالسلاُلبين (أي سوارين) من فضة فرجع و لم يدخل عليها فظنت أنه من أجل ما رأى فهتكت الستر و نزعت القلبين من الصبيين فقطعتهما فبكى الصبيان فقسمته بينهما فانطلقا إلى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و هما يبكيان فأخذه منهما و قال : يا ثوبان اذهب بهذا إلى بني فلان و اشلفاطمة قلادة من عصب»و هو سن دابة بحرية«و سوارين من عاج فان هؤلاء أهل بيتي و لا أحب أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا. (قال) و عن جعفر بن محمد عن أبيه: قدم على رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قوم عراة بالروم فدخل على فاطمة و قد سترت سترا قال أيسرك أن يستركله يوم القيامة فأعطينيه فأعطته فخرج به فشقه لكل إنسان ذراعين في ذراع.

                            صدق لهجتها
                            في الإستيعاب بسنده عن عائشة ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة من فاطمة إلا أن يكون الذي ولدها صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله. و روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن عائشة ما رأيت أحدا قط أصدق من فاطمة غير أبيهمناقب أهل البيت آية التطهير و حديث الكساء
                            قال الله تعالى في سورة الأحزاب (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) . نزلت في علي و فاطمة و ابنيهما. روى الواحدي في أسباب النزول بسنده عن أبي سعيد قال: نزلت في خمسة في النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهسلام و في الإصابة قالت أم سلمة : في بيتي نزلت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا قالت فأرسل رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إلى فاطمة و علي و الحسن و الحسين عليهم‏ السلام فقال هؤلاء أهل بيتي»الحديث«أخرجه الترمذي و الحاكم في المستدرك ل صحيح على شرط مسلم »اه« أقول: الذي في المستدرك و تلخيصه صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه. و في الدر المنثور : أخرج الترمذي و صححه و ابن جرير و ابن المنذر و الحاكم و صححه و ابن مردويه و البيهقي في سننه من طرق عن أم سلمة قالت في بيتي نزلت: »إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت« و في البيت فاطمة و علي و الحسن و الحسين فجللهم صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله بكساء كان عليه ثم قال هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.و أخرج ابن مردويه عن أم سلمة قالت نزلت هذه الآية في بيتي إنما يريد الله الآية و في البيت سبجبريل و مكائيل و علي و فاطمة و الحسن و الحسين و أنا على باب البيت قلت يا رسول الله أ لست من أهل البيت قال إنك إلى خير أنك من أزواج النبي صلى‏الله‏عليه‏وآلو أخرج ابن جرير و ابن المنذر و ابن أبي حاتم و الطبراني و ابن مردويه عن أم سلمة زوج النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أن رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله كان ببيتها على منامة له عليه كساء خيبري فجاءت فاطمة ببرمة فيها خزيرة فقال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله ادعيبنيك حسنا و حسينا فدعتهم فبينما هم يأكلون إذ نزلت على رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله »إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا« فأخذ النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله بفضلة إزاره فغشاهم إياه ثم أخرج يده من الكساء و أومأ إلى السماء ثم قال: اللهم أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا قالها ثلاث مرات قالت أم سلمة فأدخلت رأسي في الستر فقلت: يا رسول الله و أنا معكم؟فقال إنك إلى خير مرتين.و رواه في أسد الغابة بسنده عن أم سلمة نحوه. و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن واثلة بن الأسقع : أتيت عليا عليه‏ السلام فلم أجده، فقالت لي فاطمة انطلق إلى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله يدعوه فجاء مع رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فدخلا و دخلت معهما فدعا رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله الحسن و الحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذيه و أدنى فاطمة من حجره و زوجليهم ثوبا و قال: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا، ثم قال هؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق.هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عامر بن سعد عن سعد : نزل على رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله الوحي فأدخل عليا و فاطمة و ابنيهما تحت ثوبه ثم قال اللهم هؤلاء أهلي أهل بيتي (و بسنده) عن عبد الله بن جعفر ابن أبي طالب : لما نظر رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إلى الرحمة هابطة قال ادعوا لي ادعوا لي فقالت صفية من ي الله قال أهل بيتي علي و فاطمة و الحسن و الحسين فجي‏ء بهم فألقى عليهم النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله كساءه ثم رفع يديه ثم قال: اللهم هؤلاء آلي فصل على محمد و على آل محمد.و أنزل الله عز و جل»إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا« قال هذا حصحيح الإسناد و قد صحت الرواية على شرط الشيخين أنه علمهم الصلاة على أهل بيته كما علمهم الصلاة على آله.

                            حديث الثقلين
                            روى الحاكم في المستدرك و قال صحيح على شرط الشيخين بسنده عن زيد بن أرقم قال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و أهل بيتي و إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض و سيأتي الكلام على أحاديث الثقلين بأبسط من هذا في سيرة أمير المؤمنين ه‏السلام في الجزء الثاني.و من مناقب أهل البيت عليهم‏ السلامما رواه الحاكم في المستدرك و قال حسن صحيح على شرط مسلم بسنده عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قال يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا أن يثبت قائمكم و أن يهدي ضالتكم و أن يعلم جاهلكم و سألت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء فلو أجلا صفن بين الركن و المقام فصلى و صام ثم لقى الله و هو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار. و بسنده من رواية أحمد بن حنبل عن أبي هريرة : نظر النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين ع فقال أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكو بسنده عن زيد بن أرقم عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أنه قال لعلي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم‏ السلام أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمو بسنده عن ابن عباس و صححه قال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أحبوا الله لما يغذوكم به من نعمة و أحبوني لحب الله و أحبوا أهل بيتي لحو بسنده عن أبي سعيد الخدري و صححه على شرط مسلم قال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و الذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله الله النار (و في رواية) إلا أكبه الله في الناو بسنده عن عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله وعدني ربي في أهل بيتي من أقر منهم بالتوحيد و لي بالبلاغ أن لا يعذبهم.قال الحاكم : قال عمر بن سعيد الأبح و مات سعيد بن أبي عروبة يوم الخميس و كان حدث بهذاحديث يوم الجمعة مات بعده بسبعة أيام في المسجد فقال قوم لا جزاك الله خيرا صاحب »رفض« و بلاء و قال قوم جزاك الله خيرا صاحب سنة و جماعة أديت ما سمعت.هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.
                            و بسنده عن عامر بن سعد عن أبيه و قال صحيح على شرط الشيخين لما نزلت هذه الآية: »ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم« دعا رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال اللهم هؤلاء أهلو بسنده عن حنش الكناني سمعت أبا ذر يقول و هو آخذ بباب الكعبة من عرفني فأنا من عرفني و من أنكرني فأنا أبو ذر سمعت النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله يقول : ألا أن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من قومه من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق أو هلو في وفاء الوفا عن علي عليه‏ السلام: زارنا النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فبات عندنا و الحسن و الحسين نائمان و استسقى الحسن فقام النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إلى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح ثم جعل يعبعبه فتناول الحسين فمنعه و بدأ بالحسن فقالت له فاطمة يا رس كأنه أحب إليك قال إنما استسقى أولا ثم قال رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إني و إياك و هذان و هذا الراقد يعني عليا يوم القيامة في مكان واحد. قال و عن أبي سعيد الخدري مثلهو روى الكليني في الكافي بسنده عن الصادق عليه‏ السلام قال لما جاءت فاطمة تشكو إلى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله بعض أمرها أعطاها كربة (و هي أصل السعفة العريض الغليظ كانوا يكتبون عليه) فقال تعلمي ما فيها فإذا فيها من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذي و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو يسكت.

                            أخبارها
                            من أخبارها بمكة ما مر في السيرة النبوية عند ذكر استجابة دعائه ع أنه لما ألقت قريش سلا الجزور على ظهره و هو ساجد جاءت فاطمة فطرحته عنه.و هاجرت إلى المدينة بعد هجرة أبيها بلا فصل حين بعث عليه‏ السلام إلى علي أن يهاجر بها و الفواطم و أراده صاحبه على دخول المدنة فقال ما أنا بداخلها حتى يأتي أخي و ابنتي.و من أخبارها بالمدينة أنه لما جرح النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله يوم أحد جعل علي ينقل له الماء في درقته من المهراس و يغسله فلم ينقطع الدم فأتت فاطمة و جعلت تعانقه و تبكي و أحرقت حصيرا و جعلت على الجرح من رماده فانقطلدم»و في رواية«أنه عليه‏ السلام لما انصرف إلى المدينة استقبلته فاطمة و معها إناء فيه ماء فغسل وجهه و أنه عليه‏ السلام دفع إليها سيفه و قال اغسلي عن هذا دمه يا بنية و أن عليا ناولها سيفه و قال و هذا فاغسلي عنه فو الله لقد صدقني اليوم و أن الرسول ص قال لها خه يا فاطمة فقد أدى بعلك ما عليه كما مر في وقعة أحد و اختصها النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله بذلك و لم يعط سيفه بعض أزواجه و هن كثيرات و مدح عليا ع بالشجاعة أمامها لتسر بشجاعة بعلهتزويج الزهراء بعلي عليه‏ السلام في كشف الغمة روي عن أبي عبد الله عليه‏ السلام أنه قال لو لا أن الله تبارك و تعالى خلق أمير المؤمنين لفاطمة ما كان لها كفؤ على وجه الأرض (قال) و روى صاحب كتاب الفردوس عن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله لو لا علي لم يكن لفاطمة كفوء و في مناقب ابن شهرآشوب قد اشتهر في الصحاح بالأسانيد عن أمير المؤمنين و ابن عباس و ابن مسعود و جابر الأنصاري و أنس بن مالك و البراء بن عازب و أم سلمة بألفاظ مختلفة و ن متفقة أن أبا بكر و عمر خطبا إلى النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فاطمة مرة بعد أخرى فردهما.و روى أحمد في الفضائل عن بريدة أن أبا بكر و عمر خطبا إلى النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فاطمة فقال إنها صو روى محمد بن سعد كاتب الواقدي في الجزء الثامن من الطبقات الكبير بسنده أن أبا بكر خطب فاطمة إلى النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فقال انتظر بها القضاء فذكر ذلك لعمر فقال له ردك ثم أن أبا بكر قال لعمر اخطب فاطمة إلى النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فخطبها فقال له مثلل لأبي بكر انتظر بها القضاء فأخبر أبا بكر فقال له ردك (الحديث) (و بسنده) عن بريدة أنه قال نفر من الأنصار لعلي عندك فاطمة فأتى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فسلم عليه فقال ما حاجة ابن أبي طالب قال ذكرت فاطمة بنت رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قال مرحبا ولم يزده عليهما فخرج على أولئك الرهط و هم ينتظرونه قالوا ما وراءك قال ما أدري غير أنه قال لي مرحبا و أهلا قالوا يكفيك من رسول الله إحداهما أعطاك الأهل أعطاك المرحب»الحديث«. (و روى) ابن سعد بسنده خطب علي فاطمة فقال لها رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إن علياكرك فسكتت فزوجها (و في البحار) عن الضحاك أن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قال لفاطمة إن علي بن أبي طالب ممن قد عرفت قرابته و فضله في الإسلام و إني سألت ربي أن يزوجك خير خلقه و أحبهم إليه و قد ذكر من أمرك شيئا فما ترين فسكتت فخرج و هو يقول الله أكبر سكوتها إقها.
                            خطبة النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله عند تزويجه فاطمة من علي عليه‏السفي مناقب ابن شهرآشوب خطب رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله على المنبر في تزويج فاطمة خطبة رواها يحيى بن معين في أماليه و ابن بطة في الإبانة بإسنادهما عن أنس بن مالك مرفوعا قال و رويناها عن الرضا عليه‏ السلام (أقول) هي في رواية المناقب أخصر فنذكرها برواية كشفمة و هي : الحمد لله المحمود بنعمته المعبود بقدرته المطاع بسلطانه المرهوب من عذابه المرغوب إليه فيما عنده النافذ أمره في أرضه و سمائه الذي خلق الخلق بقدرته و ميزهم بأحكامه و أعزهم بدينه و أكرمهم بنبيه محمد صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله ثم إن الله جعل المصاهرة نسبا لاحقا و أممفترضا و شج بها الأرحام و ألزمها الأنام فقال تبارك اسمه و تعالى جده (و هو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا و صهرا) و كان ربك قديرا فأمر الله يجري إلى قضائه و قضاؤه يجري إلى قدره فلكل قضاء قدر و لكل قدر أجل و لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشاء و يثبت و عنده أم الكتاب. ثم إني أشهد أني قد زوجت فاطمة من علي »و في رواية المناقب ثم إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي و قد زوجتها إياه«على أربعمائة مثقال فضة أ رضيت قال رضيت يا رسول الله ثم خر لله ساجدا فقال النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله جعل الله فيكما الكثير الطيب و باريكما.قال أنس : بارك الله عليكما و أسعد جدكما و جمع بينكما و أخرج منكما الكثير الطيب.قال أنس : و الله لقد أخرج منهما الكثير الطيب.

                            تعليق


                            • #15
                              خطبة علي عند تزويجه بفاطمة عليها السلام
                              عن ابن مردويه أن النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قال لعلي تكلم خطيبا لنفسك فقال: الحمد لله الذي قرب من حامديه و دنا من سائليه و وعد الجنة من يتقيه و أنذر بالنار من يعصيه نحمده على قديم إحسانه و أياديه حمد من يعلم أنه خالقه و باريه و مميته و محييه و سائله عن مسه و نستعينه و نستهديه و نؤمن به و نستكفيه و نشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تبلغه و ترضيه و أن محمدا عبده و رسوله ص صلاة تزلفه و تحظيه و ترفعه و تصفيه و هذا رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله زوجني ابنته فاطمة على خمسمائة درهم فاسألوه و شهدوا قاسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قد زوجتك ابنتي فاطمة على ما زوجك الرحمن و قد رضيت بما رضي الله فنعم الختن )1( الختن بفتحتين زوج البنت و هذه الرواية تنفي ما قاله أهل اللغة من أنه عند العرب كل من كان من قبل المرأة كالأب و الأخ و أنه عند العامة زوج البنت. أنتنعم الصاحب أنت و كفاك برضى الله رضى ثم أمر النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله بطبق بسر )2( البسر بالضم ثمر النخيل قبل أن يصير رطبا. أو تمر و أمر بنهبه و الروايات مختلفة في قدر مهر الزهراء (ع) و جنسه و الصواب أنه كان خمسمائة درهم اثنتي عشرة أوقية و نصفا الأوقية أون درهما لأنه مهر السنة كما ثبت من طريق أهل البيت عليهم‏ السلام و ما كان رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله ليعدوه في تزويج علي بفاطمة و تدل عليه روايات كثيو في رواية ابن سعد في الطبقات كان صداق بنات رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و نسائه خمسمائة درهم اثنتي عشرة أوقية و نصفا أما ما دل على أنه أربعمائة مثقال كالخطبة السابقة فهو يقتضي أن يكون أكثر من خمسمائة درهم لأن كل سبعة مثاقيل عشرة دراهم فالخمسمائة درهم ت ثلاثمائة و خمسين مثقالا لا أربعمائة إلا أن يكون للمثقال أو الدرهم وزن آخر غير المشهور (و قيل) إنه كان أربعمائة و ثمانين درهما حكاه في الإستيعاب و يدل عليه قول الحسين عليه‏ السلام في خبر خطبة مروان أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر ليزيد بن معاوية : لو أردنا ذك ما عدونا سنة رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله في بناته و نسائه و أهل بيته و هو اثنتا عشرة أوقية يكون أربعمائة و ثمانين درهما و قوله قد زوجتها من ابن عمها القاسم على أربعمائة و ثمانين درهما (و في رواية) أن عليا»ع« باع بعيرا له بذلك المقدار و في رواية أن ال كان درع حديد و هي التي تسمى الحطمية )3( منسوبة إلى حطم بضم الحاء و فتح الطاء ابن محارب و كان يعمل الدروع. فباعها بهذا المقدار»و في رواية«أنه كان درع حديد و بردا خلقا.و تدل بعض الأخبار على أن الدرع و البرد لم يكونا مهرا بل بيعا لذلك.
                              (و روى) الصدوق في عيون أخبار الرضا بسنده عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم‏ السلام عن علي عليه‏ السلام قال قال لي رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله يا علي لقد عاتبني أرجال من قريش في أمر فاطمة و قالوا خطبناها إليك فمنعتنا و زوجت عليا فقل ما أنا منعتكم و زوجته بل الله منعكم و زوجه (الحديث) . قال ابن عبد البر في الإستيعاب إن رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قال لها زوجتك سيدا في الدنيا و الآخرة و أنه لأول أصحابي إسلاما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما ذكر ذلك في ترجمة علي عليه‏السلثم إن عليا عليه‏ السلام أتى بالدراهم فصبها بين يدي رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فقبض منها قبضة فأعطاها بلالا و قال ابتع لفاطمة طيبا و في الإستيعاب أمر صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أن يجعل ثلثها في الطيب و في رواية لابن سعد ثلثين في الطيب و ثلثا في الثياب ثم قببكلتا يديه فأعطاه أبا بكر و قال ابتع لفاطمة ما يصلحها من ثياب و أثاث البيت و أردفه بعمار و عدة من أصحابه فكانوا يعرضون الشي‏ء على أبي بكر فان استصلحه اشتروه و قبض قبضة كانت ثلاثة و ستين أو ستة و ستين فأعطاها أم أيمن لمتاع البيت و دفع الباقي إلى أم سلمة فقل أبقيه عندك فكان مما اشتروه:

                              جهاز الزهراء عليها السلام عند زفافها
                              قميص بسبعة دراهم و خمار بأربعة دراهم و قطيفة )1( القطيفة دثار له حمل. سوداء خيبرية و سرير مزمل )2( ملفوف. بشريط )3( الشريط خوص مفتول يشرط به السرير و نحوه. و فراشان من خيش )4( الخيش ثياب في نيجها ]نسجها[ رقة و خيوطها غلاظ من مشاقة الكتان. مصر حشو أحدهما ليف و حشو الآخر من صوف الغنم و أربع مرافق )5( جمع مرفقة و هي ما يتكأ عليها و توضع تحت المرفق. من أدم )6( بفتحتين أو ضمتين جمع أديم و هو الجلد. الطائف حشوها أذخر )7( نبات طيب الرائحة. و ستر رقيق من صوف و حصير هجري )8( منسوب إلى هجر بلدة بالبحرين و في رواية قطري منسوب إلى قطر قرية بالبحرين. و رحى لليد و مخضب )9( كمنبر و يقال له مركن و إجانة. من نحاس و هو إناء تغسل فيه الثياب و سقاء )10( السقاء جلد السخل يكون للماء و اللبن. من أدم و قعب )11( قدح من خشب. للبن و شن )12( الشن بالفتح السقاء الخلق و هو أشد تبريدا للماء من الجديد. للماء و مطهرة )13( إناء يتطهر به و لعلها كانت من ورق النخل و طليت بالزفت. مزفتة و جرة خضراء و كيزان خزف و نطع )14( بساط من جلد من أدم و عباءة قطوانية )15( بالتحريك و هي عباءة بيضاء قصيرة الخمل نسبة إلى قطوان موضع بالكوفة. و قربة ماء.
                              فلما عرض ذلك على رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله جعل يقلبه بيده و يقول بارك الله لأهل البيت. و في رواية أنه لما وضع بين يديه بكى ثم رفع رأسه إلى السماء و قال اللهم بارك لقوم جل آنيتهم الخزتجهيز علي عليه‏ السلام عند زفاف فاطمة عليها السلام إليهو كان من تجهيز علي داره انتشار رمل لين و نصب خشبة من حائط إلى حائط للثياب و بسط أهاب كبش و مخدة ليف و في رواية ابن سعد عن بعض من حضر إهداء فاطمة من النساء قالت فدخلنا بيت علي فإذا أهاب شاة على دكان (مصطبة) و وسادة فيها ليف و قربة و منخل و منشفة و قدح فلما كان بعد شهر أو تسعة و عشرين يوما قال جعفر )16( هكذا في رواية ابن مردويه و سيأتي أيضا أن جعفرا رضوان الله عليه كان في جملة الذين زفوا فاطمة إلى علي عليه‏ السلام كما يأتي أن أسماء بنت عميس حضرت زفاف فاطمة عليها السلام و لا يصح ذلك لأن جعفرا كان في ذلك الوقت الحبشة و معه زوجته أسماء بنت عميس في زفاف فاطمة اشتباه و الصواب أسماء بنت يزيد ابن السكن كما سيأتي.
                              و عقيل أو عقيل وحده لعلي ألا تسأل رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أن يدخل عليك أهلك قال الحياء يمنعني قال أقسمت عليك إلا قمت معي فقاما فلقيا أم أيمن مولاة رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فذكرا لها ذلك فدخلت إلى أم سلمة فأعلمتها و أعلمت نساء النبي صلى‏الآله فاجتمعن عند رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و قلن فديناك بآبائنا و أمهاتنا يا رسول الله إنا قد اجتمعنا لأمر لو كانت خديجة في الأحياء لقرت عينها قالت أم سلمة فلما ذكرنا خديجة بكى رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فقال خديجة و أين مثل خديجة صدقني ]صدقتني[ بني الناس و وازرتني على دين الله و أعانتني عليه بمالها أن الله عز و جل أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب الزمرد لا صخب فيه و لا نصب قالت أم سلمة فديناك بآبائنا و أمهاتنا أنك لم تذكر من خديجة أمرا إلا و قد كانت كذلك غير أنها قد مضت إلى ربها فهناها الله بذلك و جمع بيننا و بينها في جنته يا رسول الله هذا أخوك و ابن عمك في النسب علي بن أبي طالب يحب أن تدخل عليه زوجته قال حبا و كرامة فدعا بعلي فدخل و هو مطرق حياء و قمن أزواجه فدخلن البيت فقال أ تحب أن أدخل عليك زوجتك فقال و هو مرق أجل فداك أبي و أمي فقال أدخلها عليك إن شاء الله ثم التفت إلى النساء فقال من هاهنا فقالت أم سلمة أنا أم سلمة و هذه زينب و هذه فلانة و فلانة فأمرهن أن يزين فاطمة و يطيبنها و يصلحن من شأنها في حجرة أم سلمة و أن يفرشن لها بيتا كان قد هيأه علي عليه‏ السلام بالأجرة و كان بعيدا عن بيت البي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قليلا فلما بنى بها حوله النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إلى بيت قريب منه ففعلن النسوة ما أو في رواية كشف اليقين فعلقن عليها من حليهن و طيبنها .و في مناقب ابن شهرآشوب عن أبي بكر بن مردويه فأتى الصحابة بالهدايا فأمر بطحن البر و خبزه و أمر عليا بذبح البقر و الغنم فلما فرغوا من الطبخ أمر النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أن ينادي على رأس داره أجيبوا رسولله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فبسط النطوع في المسجد و صدر الناس و هم أكثر من أربعة آلاف رجل و سائر نساء المدينة و رفعوا ما أرادوا ثم دعا رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله بالصحاف فملئت و وجه إلى منازل أزواجه ثم أخذ صحفة فقال هذه لفاطمة و بفلما كانت ليلة الزفاف أتى النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله ببغلته الشهباء أو بناقته و ثنى عليها قطيفة و قال لفاطمة اركبي فاركبها و أمر سلمان أن يقود بها و مشى ص خلفها و معه حمزة و عقيل و بنو هاشم مشهرين سيوفهم و نساء النبي ص قدامها يرجزن و أمر بنات عبد المطلب واء المهاجرين و الأنصار أن يمضين في صحبة فاطمة و أن يفرحن و يرجزن و يكبرن و يحمدن و لا يقلن ما لا يرضي الله و نساء النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قدامها يرجزن فأنشات أم سلمة ترجز و تقولسرن بعون الله جاراتي و اشكرنه في كل حالات‏و اذكرن ما أنعم رب العلى من كشف مكروه و آفات‏فقد هدانا بعد كفر و قد انعشنا رب السماوات‏و سرن مع خير نساء الورى تفدى بعمات و خالات‏يا بنت من فضله ذو العلى بالوحي منه و الرساثم قالت عائشة :
                              يا نسوة استرن بالمعاجر و اذكرن ما يحسن في المحاضر
                              و اذكرن رب الناس إذ يخصنا بدينه مع كل عبد شاكر
                              و الحمد لله على أفضاله و الشكر لله العزيز القادر
                              سرن بها فالله أعلى ذكرها و خصها منه بطهر طاهر
                              ثم قالت حفصة :
                              فاطمة خير نساء البشر و من لها وجه كوجه القمر
                              فضلك الله على كل الورى بفضل من خص باي الزمر
                              زوجك الله فتى فاضلا أعني عليا خير من في الحضر
                              فسرن جاراتي بها فإنها كريمة عند عظيم الخطر
                              و كانت النسوة يرجعن أول ببيت ]بيت[ من كل رجز ثم يكبرن و دخلن الدار ثم انفذ رسول الله إلى علي فدعاه و أخذ بيد فاطمة فوضعها في يده و قال بارك الله لك في ابنة رسول الله صلى‏الله‏عليه‏وآلو في طبقات ابن سعد : جاء رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فاستفتح (أي على علي ليلة زفافه) فخرجت إليه أم أيمن فقال أ ثم أخى فقالت و كيف يكون أخاك و قد أنكحته ابنتك قال فإنه كذلك ثم قال أ أسماء بنت عميس قالت نعم قال جئت تكرمين بنت رسول الله قالت نعم فقال لها ا و دعا لها (و روي) أنه قال اللهم إنهما أحب إلي فأحبهما و بارك في ذريتهما و اجعل عليهما منك حافظا و إني أعيذهما بك و ذريتهما من الشيطان الرجيم و دعا لفاطمة فقال أذهب الله عنك الرجس و طهرك تطهيرا»و روي«أنه قال مرحبا ببحرين يلتقيان و نجمين يقترنان»و في رواية«أنه قال اللهم هذه ابنتي و أحب الخلق إلي اللهم و هذا أخي و أحب الخلق إلى اجعله لك وليا و بك حفيا و بارك له في أهله ثم قال يا علي ادخل بأهلك بارك الله تعالى لك و رحمة الله و بركاته عليكم إنه حميد مجيد ثم خرج من عندهما فأخذ بعضادتي الباب فقال طهركما الله و طهر نسلكما إنا سلم لمن سالمكما و حرب لمن حاربكما أستودعكما الله و استخلفه عليكما ثم أغلق عليهما الباب بيده.
                              و اختلف في قدر عمر الزهراء يوم تزوج بها أمير المؤمنين عليه‏ السلام بناء على الاختلاف في تاريخ مولدهما كما مر فعلى قول أكثر أصحابنا إنها ولدت بعد النبوة بخمس سنين يكون عمرها حين تزويجها »تسع سنين« أو »عشر سنين« أو »إحدى عشرة سنة« لأنها تزوجت بعلي عليه‏السل بعد الهجرة بسنة و قيل بسنتين و قيل بثلاث سنين قال ابن شهرآشوب في المناقب ولدت بعد النبوة بخمس سنين و أقامت مع أبيها بمكة ثمان سنين ثم هاجرت إلى المدينة فزوجها من علي بعد مقدمها المدينة بسنتين بعد بدر و على قول بعضهم إنها ولدت بعد النبوة بسنتين يكون عمرها يوم تزويجها »اثنتي عشرة سنة« أو »ثلاث عشرة سنة« أو »أربع عشرة سنة« بناء على الخلاف في أن تزويجها كان بعد الهجرة بسنة أو سنتين أو ثلاث و لم يرو أصحابنا في مبلغ عمرها يوم تزويجها أزيد من ذلك. و في الإستيعاب كان سنها يوم تزويجها »خمس عشرة سنة و خمسة أشهر و نصفا« و كانت سن علي »إحدى و عشرين سنة و خمسة أشهر« و على القول بأنها ولدت قبل النبوة بخمس سنين يكون عمرها يوم تزويجها »عشرين سنة« و قال أبو الفرج الأصبهاني و رواه ابن حجر في الإصابة و ابن سعد في الطبقات كان لها يوم تزويجها »ثماني عشرة سنة«. و روى ابن سعد في الطبقات أن تزويجها بعد مقدم النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله المدينة بخمسة أشهر و بنى بها مرجعه من بدر قال و فاطمة يوم بنى بها علي بنت »ثماني عشرة سنة« »اه« و لعله وقع اشتباه بين تاريخ تزويجها و وفاتها لما ستعرف من أن ذلك سنها يوم وفاتها كما احتملنا وقوع الاشتبفي ولادتها بين كونها بعد النبوة بخمس سنين أو قبلها.
                              و كذلك اختلفت الروايات في يوم و شهر تزويجها قال ابن شهرآشوب في المناقب تزوجها علي عليه‏ السلام أول يوم من ذي الحجة و دخل بها يوم الثلاثاء لست خلون من ذي الحجة قال و روي أن تزويجها كان يوم السادس »اه« و لعله وقع اشتباه بين يوم التزويج و البناء.و قال أبو الفج كان تزويجها في صفر و في رواية دخل بها لأيام خلت من شوال و في رواية تزوجها في شهر رمضان و بنى بها في ذي الحجة و عن المفيد و ابن طاوس ناسبين له إلى أكثر علمائنا إن زفافها كان ليلة إحدى و عشرين من المحرم ليلة الخميس.

                              بيت فاطمة
                              كان النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله قد بنى لنفسه بيتا شرقي المسجد ملاصقا له سكنه مع ابنته فاطمة و بنى هناك أيضا بيوتا أسكنها أزواجه و بنى لعلي عليه‏ السلام بيتا بجنب البيت الذي تسكنه عائشة و هو الذي دفن فيه النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله فلما تزوج علي بفاطمة و أده عرس بها في بيت استأجره كما مر ثم عاد إلى ذلك البيت و سكنته فاطمة معه حتى توفيت و فيه ولد الحسن و الحسين و سائر أولاد علي من فاطمة عليهم‏ السلام و بقيت الصخرة التي ولدت عليها الحسنين ظاهرة بعد إلحاق بيتها بالمسجد يعرفها أهل البيت.و في كتاب وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى : أسند يحيى عن عيسى بن عبد الله عن أبيه أن بيت فاطمة في الزور الذي في القبر بينه و بين بيت النبي خوخة. (و الزور الموضع المزور شبه المثلث في جهة الشام) قال و أسند عن عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين أن بيت فاطمة في موضع الزور مخرج النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و كانت فيه كوة إلى بيت عائشة فكان رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إذ قام إلى المخرج اطلع من الكوة إلى فاطمة فعلم خبرهم فدخلت عائشة المخرج في جوف الليل فأبصرت المصباح عندهم و ذكر كلاما وقع بينهما فلما أصبحوا سألت النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله أن يسد الكوة فسدها (إلى أن قال) : و يشهد لذلك (أي كون موضع بيت فاطمة في الزور) ما أسنده يحيى عن مسلم عن ابن أبي مريم أن عرض بيت فاطمة إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوانة المواجهة للزور و كان بابه في المربعة التي في القبر قال: و قد د أبو غسان عن مسلم بن سالم قال عرس علي بفاطمة إلى الأسطوانة التي خلف الأسطوانة المواجهة الزور و كانت داره في المربعة التي في القبر قال سليمان و قال مسلم لا تنس حظك من الصلاة إليها فإنه باب فاطمة التي كان علي يدخل إليها منه و قد رأيت حسن بن زيد يصلي إليها.و قوله عرس بها إلخ يخالف ما مر من أنه بنى بها في دار استأجرها.
                              حزنها بعد أبيها صلى‏الله‏عليه‏وآروى الكليني بسنده عن الصادق عليه‏ السلام قال عاشت فاطمة بعد رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله خمسة و سبعين يوما لم تر كاشرة و لا ضاحكة تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين الإثنين و الخميس فتقول: هاهنا كان رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و هاهنا كان المشركون (اية) عن الصادق عليه‏ السلام أنها كانت تصلي هناك و تدعو حتى ماتت (و روى) ابن شهرآشوب في المناقب عن الباقر عليه‏ السلام قال : ما رأيت فاطمة ضاحكة قط منذ قبض رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله حتى قبضت و في السيرة النبوية لأحمد ابن زيني دحلان عاشت فاطمة بعد أبيستة أشهر فما ضحكت تلك المدة. و روى أبو نعيم في حلية الأولياء بسنده عن أبي جعفر »هو الباقر عليه‏ السلام« قال ما رتبت فاطمة ضاحكت بعد رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله إلا يوما افترت بطرف نابها قال و مكثت بعده ستة أشقال ابن شهرآشوب في المناقب روي أنها ما زالت بعد أبيها معصبة الرأس ناحلة الجسم منهدة الركن باكية العين محترقة القلب يغشى عليها ساعة بعد ساعة و تقول لولديها أين أبوكما الذي كان يكرمكما و يحملكما مرة بعد مرة أين أبوكما الذي كان أشد الناس شفقة عليكما فلا يدعكما تمشيان على الأرض و لا أراه يفتح هذا الباب أبدا و لا يحملكما على عاتقه كما لم يزل يفعل بكما (و روي) أنه لما قبض النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله امتنع بلال من الأذان و قال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله و إن فاطمة قالت ذات يوم اشتهي أن أسمع صن أبي بأذان فبلغ ذلك بلالا فأخذ في الأذان فلما قال الله أكبر الله أكبر ذكرت أباها و أيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله أشهد أن محمدا رسول الله شهقت فاطمة و سقطت لوجهها و غشي عليها فقال الناس لبلال أمسك فقد فارقت ابنة رسول الله الدنيا و ظنوا أنها قد ماتت فلم يتم الأذان فأفاقت فسألته إتمامه فلم يفعل و قال لها يا سيدة النسوان إني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالأذان فأعفته من ذلك»و عن« علي عليه‏ السلام قال غسلت النبي صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله في قميصه فكانت فاطمة تقول أرني القميص فإذا شمته غليها فلما رأيت ذلك غيبته.

                              خطبة الزهراء عليها السلام في مرضها بمحضر نساء المهاجرين و الأنصار
                              في إحتجاج الطبرسي مرسلا عن سويد بن غفلة و في معاني الأخبار و شرح النهج لابن أبي الحديد بالإسناد عن عبد الله بن الحسن عن أمه فاطمة بنت الحسين عليه‏ السلام و في أمالي الشيخ بسنده عن ابن عباس و في كشف الغمة عن صاحب كتاب السقيفة أبي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوري عن رجاله عن عبد الله بن حسن عن أمه فاطمة بنت الحسين أنها لما مرضت فاطمة الزهراء عليها السلام المرضة التي توفيت فيها و اشتدت علتها اجتمعت إليها نساء المهاجرين و الأنصار ليعدنها فسلمن عليها و قلن لها كيف أصبحت من علتك»من ليلتك خ ل«يا بنت رسول الله صلى‏الل‏عليه‏وآله فحمدت الله تعالى و صلت على أبيها ثم قالت: أصبحت و الله عائفة لدنياكن قالية لرجالكن لفظتهم بعد أن عجمتهم و شنأتهم بعد أن سبرتهم فقبحا لفلول الحد و اللعب بعد الجد و قرع الصفاة )1( كناية عن النيل بسوء. و صدع القناة و خطل الآراء و زلل الأهواء »و ئسما قدمت لهم أنفسهم إن سخط الله عليهم و في العذاب هم خالدون« لا جرم و الله لقد قلدتهم ربقتها و حملتهم أوقتها )2( ثقلها. و شننت عليهم غارتها فجدعا و عقرا و بعدا للقوم الظالمين ويحهم أنى زعزعوها عن رواسي الرسالة و قواعد النبوة و الدلالة و مهبط الروح الأمين و الطيبين ]الطبين[ )3( الفطن الحاذق. بأمور الدنيا و الدين ألا ذلك هو الخسران المبين، و ما الذي نقموا من أبي الحسن نقموا منه و الله نكير سيفه و قلة مبالاته بحتفه و شدة وطأته و نكال وقعته و تنمره في ذات الله عز و جل و تالله لو مالوا عن المحجة اللائحة و زالوا عن قبول الحجة الواضحة لردهم إليها و حملهم عليها و تالله لو تكافوا عن زمام نبذه إليه رسول الله صلى ‏الله ‏عليه ‏و آله لأعتلقه و لسار بهم سجحا لا يكلم خشاشه )4( الخشاش بكسر الخاء المعجمة ما يجعل في أنف البعير من خشب و يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده .(المؤلف( و لا يكل سائره و لا يمل راكبه و لا وردهم منهلا نميرا صافيا رويا فضفاضا تطفح ضفتا لا يترنق جانباه و لا صدرهم بطانا و نصح لهم سرا و إعلانا و لم يكن يتحلى من الغنى بطائل و لا يحظى من الدنيا بنائل غير ري الناهل و شبعة الكافل و لبان لهم الزاهد من الراغب و الصادق من الكاذب (و لو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون و الذين ظلموا من هؤلاء سيصيبهم سيئات ما كسبوا و ما هم بمعجزين) ألا هلم فاستمع و ما عشت أراك الدهر عجبا »و إن تعجب فعجب قولهم«، ليت شعري إلى أي لجإ لجئوا و إلى أي سناد استندوا و على أي عماد اعتمدوا و بأي عروة تمسكوا و على أي ذرية قدموا و احتنكوا »لبئس المولى و لبئس العشير و بئس للظالمين بدلا« استبدلوا و الله الذنابى بالقوادم و العجز بالكاهل فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا »ألا أنهم هم المفسدون و لكن لا يشعرون« ويحهم »أ فمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أم من لا يهدي ألا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون« أما لعمري لقد لقحت فنظرة ريثما تنتج ثم احتلبوا مل‏ء العقب دما عبيطا و ذعافا و اطمئنوا للفتنة جاشا و أبشروا بسيف صارم و سطوة معتد غام و بهرج دائم شامل و استبداد من الظالمين يدع فياكم زهيدا و جمعكم حصيدا فيا حسرة لكم و إني بكم و قد عميت عليكم »أ نلزمكموها و أنتم لها كارهون«.
                              قال سويد بن غفلة : فأعادت النساء قولها على رجالهن فجاء إليها قوم من المهاجرين و الأنصار معتذرين و قالوا يا سيدة النساء لو كان أبو الحسن ذكر لنا هذا الأمر من قبل أن يبرم العهد و يحكم العقد لما عدلنا عنه إلى غيره »فقالت عليها السلام« إليكم عني فلا عذر بعد تعذيركم و لا أمر بعد تقصيركم.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                              ردود 2
                              12 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                              بواسطة ibrahim aly awaly
                               
                              يعمل...
                              X