قرأت هذه القصة في كتاب القصص العجيبة للسيد الشهيد (عبد الحسين دستغيب ) وأحببت أن أنقل لكم هذه القصة لنرى أن العناية الإلهية تشمل برحمتها كل مؤمن وكافر . يقول في مطلعها :
قال المولوي : في العام الذي حل به الوباء على محافظة (قندهار) ، كان هناك شخص يدعى (محمد جمعة) وكان كبير المحلة ومختارها وشجاعا وجريئا ، وكان يذهب في الليالي إلى المقبرة وحيدا ليحفر القبور ويهيئها لاستقبال الجنائز ، وفي أحد الأيام أتى إلى عم والدتي (الميرزا علي جوهر) وشكا له قائلا : عندما أحفر القبور في الليل أرى حيوانا مغطى جلده بشعر كثيف ، ولا يشبه أي حيوان آخر ، وما أن أراه حتى يختفي عن ناظري .
وفي تلك الليلة ذهب الميرزا علي جوهر مع عدة أشخاص برفقة محمد جمعة إلى المقبرة ، وكمن كل منهم لذلك الحيوان في زاوية ما ، وبقى الميرزا مع محمد جمعة والذي شرع كعادته بحفر القبور ، فظهر ذلك الحيوان ، فصرخ الميرزا : أن اقبضوا عليه . فاختفى الحيوان في فتحة قبر ، فلحقوا به ونبشوا القبر فوجدوا أن أحد الأحجار المستعملة كغطاء للحد ناقصة ، فأتوا بمصباح نظروا في اللحد فوجدوا فيه جسد امرأة وقد أصبح هيكلا إلا ثديا فيه لا يزال حيا بلحمه ، وتسيل منه قطرات الحليب ، وفتشوا عن ذلك الحيوان فلم يجدوه فاضطروا إلى رفع باقي الأحجار عن اللحد ، وتلاشى بذلك جسد المرأة ، وسمعوا صوت نفس الحيوان يلهث فنظروا باتجاه الصوت فوجدوا في انتهاء اللحد ثقبا وقد اختبأ الحيوان داخله، فتأملوا فيه جيدا فوجدوه طفل إنسان يبدو أن عمره يقارب الأربع سنوات ، فسحبوه فوجدوه قويا ، وأخرجوه من القبر بعناء وهو يصرخ ، فذهبوا به إلى المدينة وأعطوه بعض الحلوى لإسكاته ، وبقي حتى الشهر الأول لإخراجه يزعج الجيران بصوت بكائه وصراخه حزنا على فراق القبر و أمه .
وكان كل ما مص سبابة يده وضغط عليها أحد غيره يخرج منها الحليب ، وكان الله قد من عليه بثدي أمه لإرضاعه و بالرضاعة من سبابة يده .
وبعد شهر اعتاد على حياة المدينة واستأنس بها وكان قد تعلم لفظ كلمة (قندو) فقط لذا فإنه قد عرف بهذا الاسم وبقي حيا حتى بلغ 25 عاما من عمره ومات بعدها عندما كان عمري 3 سنوات . وقد كانت قصته شائعة بين عائلتنا .